إعلانات المنتدى


موسوعة الرثــــــــــــاء......فساهموا

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: موسوعة الرثــــــــــــاء......فساهموا

جزاك الله كل خيــــــــــــــــر أبا الوليد
 

أبو الوليد 1990

مزمار ألماسي
23 يونيو 2007
1,387
5
0
الجنس
ذكر
رد: موسوعة الرثــــــــــــاء......فساهموا

وإياك أخي يوسف
 

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: موسوعة الرثــــــــــــاء......فساهموا

حبيبي كيفَ حتى غبتَ عني ... أتَعْلَمُ أنّ لي أحَداً سِوَاكَا

أراكَ هجرتني هجراً طويلاً ... وَما عَوّدْتَني منْ قَبلُ ذاكَا

عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عني ... وَتَعصي في وَدادِي مَنْ نَهاكَا

فكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السّجايَا ... وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَا

فلا واللهِ ما حاولتَ عذراً ... فكُلّ النّاسِ يُعذَرُ ما خَلاكَا

وما فارقتني طوعاً ولكنْ ... دَهاكَ منَ المَنيّةِ ما دَهَاكَا

لقد حكمتْ بفرقتنا الليالي ... ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاكا

فلَيتَكَ لوْ بَقيتَ لضُعْفِ حالي ... وكانَ الناسُ كلهمُ فداكا

يعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني ... أفتشُ في مكانكَ لا أراكا

وَلم أرَ في سِوَاكَ وَلا أرَاهُ ... شمائلكَ المليحةَ أو حلاكا

خَتَمْتُ على وَدادِكَ في ضَميري ... وليسَ يزالُ مختوماً هناكا

لقد عجلتْ عليكَ يدُ المنايا ... وما استوفيتَ حظك من صباكا

فواأسَفي لجِسمِكَ كَيفَ يَبلى ... ويذهبُ بعدَ بهجتهِ سناكا

وما لي أدعي أني وفيٌّ ... ولستُ مشاركاً لكَ في بلاكا

تموتُ وما أموتُ عليكَ حزناً ... وَحق هوَاكَ خُنتُكَ في هوَاكَا

ويا خجلي إذا قالوا محبٌّ ... ولم أنفعكَ في خطبٍ أتاكا

أرَى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً ... وليسَ كمنْ بكى من قد تباكى

فيا مَن قد نَوَى سَفَراً بَعيداً ... متى قُلْ لي رجوعُكَ من نَوَاكَا

جزاكَ اللهُ عني كلّ خيرٍ ... وَأعْلَمُ أنّهُ عني جَزَاكَا

فيا قبرَ الحبيبِ وددتُ أني ... حملتُ ولوْ على عيني ثراكا

سقاكَ الغيثُ هتاناً وإلاّ ... فحسبكَ من دموعي ما سقاكا

وَلا زَالَ السّلامُ عَلَيكَ مني ... يرفّ مع النسيمِ على ذراكا

بَهاءُ الدِّينِ زُهير المهلّبي
 

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: موسوعة الرثــــــــــــاء......فساهموا

وللمُهلهِل التغلبي يرثي أخاه كليباً
أهـــــــــــــــــــاج قذاء عينيَ الادكارُ ؟
هُــــــــــــــــــدوءاً فالدموعُ لها انهمارُ

وصار الليل مشــــــــــــــــــتملاً علينا
كـــــــــــأن الـــلـــيـــــلَ ليس له نهارُ

وبتُّ أراقـــــــــــــــــــبُ الجوزاء حـتى
تقــــــــارب من أوائـــلها انـــــحـــــدارُ

أصـــــــــــــــــــرفُ مقلتي في إثرِ قومٍ
تباينت البلادُ بهم فغـــــــــــــــــــــاروا

وأبـــــــكـــــــي والنجــــــــومُ مُطَلعات
كأن لم تــحــــــوها عـــني البحــــــارُ

على من لو نُعـــــيت وكــــان حــــــياً
لقاد الخــــــيلَ يحـــجـــبُها الغـــــــبارُ

***
***

دعــــــــوتكَ يا كـــلـــيبُ فلم تجــبني
وكيف يجـــــــــــــــــيبني البلدُ القَفارُ

أجــــــبني يا كُـــــليبُ خــــــــلاك ذمٌ
ضــــــــنيناتُ النفـــــــــــوس لها مَزارُ

أجــــــبني يا كُـــــليبُ خــــــــلاك ذمٌ
لقد فُجِعتْ بفارســــــــــــــــــــها نِزارُ

ســــــقـــــــــاك الغيثُ إنك كنت غيثاً
ويُســـــــــــــــراً حين يُلتمسُ اليسارُ

أبت عــــــيناي بعــــــــــــــدك أن تَكُفا
كأن غـــضـــا القــــــــتادِ لها شِـــــفارُ

وإنك كـــنـــت تـــحـــلــمُ عن رجــــالٍ
وتـــعـــفـــو عــــنــهُــــمُ ولك اقـــتدارُ

وتـــمـــنــعُ أن يَمَـــسّــــــهُمُ لســـانٌ
مـــــخــــــــافـــةَ من يجــيرُ ولا يجــارُ

وكـــنتُ أعُــــدُ قــــــربي منك ربــحـــاً
إذا ماعـــــــدتْ الربْـــــــحَ التِّجـــــــــار

فلا تــبــعُـد فــكـــلٌ ســــــــوف يلقى
شـــعـــوباً يســــــتديـــر بها المــــدارُ

يعـــيــشُ المـــــــرءُ عـــند بني أبـيــه
ويوشــــــك أن يصـــــــير بحيث صاروا

أرى طــــــول الحـــــيــاة وقــد تـــولى
كما قد يُسْـــــــلـب الشــــيء المعارُ

كأني إذ نــعــى النــاعـــي كـــلـــيــباً
تـــطـــــاير بــيــن جـــنــبــي الشــرار

فَدُرتُ وقد غـــشـــى بصــــــري عليه
كما دارت بشــــــاربها العُـــــــــــقـــار

ســـــــــألتُ الحـــــي أين دفــــنتموهُ
فـــقـــالوا لي بأقـــصـــى الحـــي دارُ

فســــــــــــرتُ إليه من بلدي حـــثيثاً
وطــــــار النــــومُ وامـــــــتنع القــــرارُ

وحـــــــــادت ناقـــــتي عن ظــلِ قــبرٍ
ثــوى فــــيه المـــكــــارمُ والفَــخــــارُ

لدى أوطــــــــــــــان أروع لم يَشِــــنهُ
ولم يحــــــــدث له في النــاس عـــارُ

أتغــــــــدو يا كـــــــليبُ معــــي إذا ما
جـــــبان القــــــــوم أنجـــــــاه الفِــرارُ

أتغــــــــدو يا كـــــــليبُ معــــي إذا ما
حُـــــلُوق القـــوم يشحـــذُها الشَّفارُ

أقـــــــــولُ لتغــــــلبٍ والعـــــــــزُ فيها
أثــــــيــــــرُهــــــا لذلكــــم انــتــصــارُ

تـــتـــابـــــع أخـــوتي ومــضَــــوا لأمــرٍ
عليه تــــتــــابــــــع القــــوم الحِــسارُ

خُـــــذِ العـــهــــد الأكـيد عليَّ عُمري
بـــتـــركـــــي كـــل ما حـــــوت الديارُ

ولســـتُ بخـــــالعٍ درعي وســـــيفي
إلى أن يخـــلــــع اللــــيل النـــــهـــارُ
 

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: موسوعة الرثــــــــــــاء......فساهموا

يقول الزير أبو ليلى المهلهل وقلب الزير قاسي ما يلينا

وان لان الحديد ما لان قلبي وقلبي من حديد القاسيينا

تريدي يا أميه أن أصالح وماتدري بما فعلوه فينا

فسبع سنين قد مرت علي أبيت الليل مغموما حزينا

أبات الليل أنعي في كليب أقول لعله يأتي الينا

كان كليب في رؤوس المعلا تغشاه ذئاب الجائعينا

أتتني بناته تبكي وتنعي تقول اليوم صرنا حائرينا

فقد غابت عيون أخيك عنا وخلانا يتامى قاصرينا

سللت السيف في وجه اليمامه وقلت لها أمام الحاضرينا

وانت اليوم يا عمي مكانه وليس لنا بغيرك معينا

وقلت لها ما تقول أنك عمك حماة الخائفينا

كمثل السبع في صدمات قوم أقلبهم شمالا مع يمينا

فدوسي يا يمامه فوق راسي على شاشي أذا كنا نسينا

فان دارت رحانا مع رحاهم طحناهم وكنا الطاحنينا

أقاتلهم على ظهر المهر أبو حجلان مطلوق اليمينا

فشدي يا يمامه المهر شدي وأكسي ظهره السرج المتينا

وهاتي حربتي رطلين وازود وحطيها على عدد متينا

ونادي على عدية وكل قومي صناديد الحرب المانعينا

ونادي أخوتي يأتوا سريعا لنلقي جيش بكر أجمعينا

فنادتهم أتوا كأسود غاب وقالوا قد اتينا يا أخينا

وياتوا يحرسون الليل كله وقضوا الليل كله وساهرينا
 

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: موسوعة الرثــــــــــــاء......فساهموا

حسان بن مثبت

إن تُمْسِ دارُ ابنِ أرْوَى منه خاليةً * بابٌ صَريعٌ وَبابٌ مُخرَقٌ خَرِبُ

فقَدْ يُصَادِفُ بَاغي الخيرِ حاجَتَهُ * فِيها ويَأوي إليها الذِّكرُ والحَسَبُ

يا أيّها النّاسُ أبْدُوا ذَاتَ أنفسِكُمْ * لا يَسْتَوِي الصّدقُ عندَ اللَّهِ والكذِبُ

إلاّ تُنِيبُوا لـأمْرِ اللَّهِ تَعْتَرِفُوا * بِغَارَةٍ عُصَبٍ مِنْ خلفِها عُصَبُ

فيهمْ حبيبٌ شهابُ الحربُ يَقدُمُهُمْ * مُستلئِماً قدْ بَدا في وَجههِ الغَضَبُ

**********

عَيْنِ جُودِي بدَمعِكِ المَنْزُورِ * وَاذْكُري في الرّخاء أهل القُبورِ

واذْكُري مُؤتَةً وَمَا كانَ فِيها * يَوْمَ وَلَّوْا في وَقْعَةِ التَّغْويرِ

حِينَ وَلّوْا وَغَادَرُوا ثمّ زَيْداً * نِعْمَ مَأوَى الضَّرِيكِ والمأسُورِ

حِبَّ خَيْرِ الـأنامِ طُراً جَميعاً * سَيّدِ النّاسِ حُبُّهُ في الصّدورِ

ذاكُمُ أحْمَدُ الّذي لا سِوَاهُ * ذاكَ حُزْني مَعاً لَهُ وَسُرُوري

ثُمّ جُودي للخَزْرَجِيّ بِدَمْعٍ * سَيّداً كانَ ثمّ غَيْرَ نَزُورِ

قَدْ أتَانا منْ قتلِهِمْ ما كَفانا * فبحُزْنٍ نَبِيتُ غَيْرَ سُرُورِ

**********

عَلى قَتْلَى مَعُونَةَ فاسْتَهلّى * بِدَمْعِ العَيْنِ سَحّاً غيرَ نَزْرِ

عَلى خَيْلِ الرّسولِ غَداةَ لاقَوْا * مَنَاياهُمْ ولاقَتْهُمْ بِقَدْرِ

أصَابَهُمُ الفَنَاءُ بحَبْلِ قَوْمٍ * تُخُوِّنَ عَقْدُ حَبْلِهِمِ بِغَدْرِ

فَيَا لـهفي لمُنْذِرِ إذْ تَوَلّى * وَأعْنَقَ في مَنِيّتِهِ بِصَبْرِ

فكائنْ قدْ أُصِيبَ غَدَاةَ ذاكُمْ * من أبْيَضَ ماجِدٍ مِنْ سِرّ عَمرِو

**********

لوْ كان في الدارِ قوْمٌ ذو محافظةٍ * حَامي الحقيقةِ ماضٍ خالُهُ أنَسُ

إذاً حَللْتَ خُبَيْبٌ منزِلاً فُسُحاً * وَلم يُشَدّ عليْكَ الكَبْلُ والحَرَسُ

ولم يَسُقْكَ إلى التّنعِيمِ زِعْنَفَةٌ * منَ المَعاشِرِ ممّن قدْ نفَتْ عُدُسُ

صَبراً خُبيبُ فإنّ القتل مَكرُمَةٌ * إلى جِنَانِ نَعِيمٍ يَرْجِعُ النّفَسُ

**********

ألا يا لَقَومٍ! هلْ لما حُمّ دافِعُ * وهلْ ما مضَى من صالح العيش راجعُ?

تذكّرْتُ عصْراً قد مَضَى فتهافَتَتْ * بَناتُ الحَشا وانهلّ منّي المَدامِعُ

صَبَابَةُ وَجْدٍ ذكّرَتني أحِبّةً * وقَتلى مَضَوْا فيهِمْ نُفَيْعٌ وَرَافِعُ وَسَعدٌ

فأضْحَوْا في الجِنَانِ وأوْحَشَتْ * منازِلُهُمْ والـأرْضُ منهُمْ بَلاقِعُ

وَفَوْا يَوْمَ بَدْرٍ للرّسولِ وفَوْقَهُمْ * ظِلالُ المَنَايَا والسّيوفُ اللّوَامِعُ

دَعَا فأجَابُوهُ بحَقٍّ وكُلُّهُمْ * مُطِيعٌ لـهُ في كلّ أمْرٍ وسامِعُ

فَما بَدّلوا حتّى تَوَافَوْا جَماعَةً * ولا يَقْطَعُ الآجَالَ إلاّ المَصَارِعُ

لـأنّهُمُ يَرْجُونَ مِنْهُ شَفَاعَةً * إذا لمْ يَكُنْ إلاّ النّبييّنَ شَافِعُ

وَذَلِكَ يا خَيرَ العِبَادِ بَلاؤنَا * وَمَشْهَدُنا في اللَّهِ والمَوْتُ ناقِعُ

لَنَا القَدَمُ الـأولى إليكَ وَخَلْفُنا * لـأوّلِنَا في طَاعَةِ اللَّهِ تَابِعُ

وَنَعْلَمُ إنّ المُلْكَ للَّهِ وَحْدَهُ * وَإنّ قَضَاءَ اللَّهِ لا بُدّ وَاقِعُ

**********

ما بالُ عَيْنِكَ لا تَرْقَا مَدامِعُها * سَحَّا على الصّدْرِ مثلَ اللؤلؤ الفَلِقِ

على خُبَيبٍ وفي الرّحمنِ مصرَعُهُ * لا فَشِلٍ حِينَ تَلْقَاهُ ولا نَزِقِ

فاذْهَبْ خُبيبُ جزَاكَ اللَّهُ طيّبةً * وَجَنّةَ الخُلدِ عندَ الحُورِ في الرُّفَقِ

ماذا تقولونَ إنْ قالَ النبيُّ لكُمْ. * حينَ الملائِكةُ الـأبْرَارُ في الـأفُقِ

فِيما قَتَلْتُمْ شَهِيدَ اللَّهِ في رَجُلٍ * طاغٍ قد أوْعَثَ في البلدان والطّرُقِ

أبَا إهابٍ! فبيّنْ لي حديثَكُمُ: * أينَ الغزَالُ مُحلّى الدُّرّ وَالوَرِقِ

لا تَذكُرَنّ إذا ما كنتَ مُفتخراً * أبا كُثَيْبَةَ! قد أسْرَفتَ في الحُمُقِ

ولا عزيزاً فإنّ الغَدْرَ مَنْقَصَةٌ * إنّ عَزيزاً دَقِيقُ النّفْسِ والخُلُقِ

**********

أتعرِفُ الدّارُ عَفا رسْمُها * بعدَكَ صَوْبَ المُسبل الـهاطلِ

بينَ السرَاديحِ فأُدمانَةٍ * فمَدفعِ الرّوْحاءِ في حائلِ

ساءلتُها عن ذاك فاستعجمتْ * لم تَدرِ ما مرْجوعةُ السائِلِ

دَعْ عنكَ داراً قد عفا رسمُها * وابْكِ على حمزَةَ ذي النائلِ

الماليء الشِّيزى إذا أعصَفَتْ * غبرَاءُ في ذي الشَّبَمِ الماحِلِ

التّارِكِ القِرْنَ لدى لِبْدِهِ * يَعْثُرُ في ذي الخُرُص الذابلِ

واللاّبسِ الخيلَ إذا أحجمَتْ * كاللّيْثِ في غابتِهِ الباسلِ

أبْيَضَ في الذّرْوَةِ من هاشمٍ * لمْ يَمرِ دونَ الحقّ بالباطِلِ

ما لِشَهِيدٍ بَينَ أرماحِكُمْ * شَلّتْ يَدا وَحشيِّ مِن قاتِلِ

إنّ أمْرَأَ غُودِرَ في ألّةٍ * مَطرُورَةٍ مارِنَةِ العامِلِ

أظْلَمَتِ الـأرْضُ لفِقْدَانِهِ * وَاسوَدَّ نورُ القمرِ الناصِلِ

صلّى عليكَ اللَّهُ في جنّةٍ * عاليَةٍ مُكرَمَةِ الدّاخِلِ

كُنّا نرَى حمزَةَ حِرْزاً لنا * مِنْ كلّ أمرٍ نابَنا نازِلِ

وكانَ في الإسْلامِ ذا تُدْرإ * لمْ يكُ بالوَاني ولا الخاذلِ

لا تفرَحي يا هنْدُ واستحلِبي * دمعاً وأذري عبرَةَ الثاكلِ

وابْكي على عُتبةَ إذْ قطَّهُ * بالسَّيْفِ تحتَ الرَّهَجِ الجائلِ

إذْ خَرّ في مَشْيخَةٍ منكُمُ * من كلّ عاتٍ قلبُهُ جاهلِ

أرْداهُمُ حمزَةُ في أُسْرَةٍ * يمْشونَ تحتَ الحَلَقِ الذائلِ

غَداةَ جِبرُيلُ وَزيرٌ لَهُ * نِعْمَ وَزيرُ الفارِس الحامِلِ

**********

ولقدْ بكَيْتُ وعَزّ مَهْلِكُ جعفَرٍ * حِبِّ النبيّ على البريّةِ كلّها

ولقد جزِعتُ وقلتُ حينَ نُعيتَ لي: * مَنْ للجِلادِ لدى العُقابِ وَظِلّها

بالبِيضِ حينَ تُسلُّ مِنْ أغمادِها * يوْماً وإنهالِ الرّماحِ وعَلّهَا

بعْدَ ابْنِ فاطِمَةَ المُبارَكِ جَعْفرٍ * خَيْرِ البَرِيّةِ كُلِّها وأجَلّها

رُزءاً وأكرَمِها جَميعاً مَحْتِداً * وأعَزِّها مُتَظَلِّماً

وأذَلّها للحَقّ حينَ يَنُوبُ غَيرَ تَنَحُّلِ * كَذِبَاً وأغمَرِها نَدىً

وأقَلّها فُحشاً وأكثرِها إذا ما تُجتدَى * فَضلاً وأبذَلِها نَدىً

وأدَلّها عَ الخَيرِ بَعدَ مُحَمّدٍ لا شِبهُهُ * بَشَرٌ يُعَدُّ من البَرِيّةِ جُلّها

**********

يَا لَلرّجالِ لِدَمْعٍ هاجَ بِالسَّنَنِ * إنّي عجِبْتُ لمَنْ يبكي على الدِّمَنِ

إنّي رَأيتُ أمِينَ اللَّهِ مُضْطَهَداً * عثمانَ رَهناً لدى الـأجداثِ والكفنِ

يا قاتَلَ اللَّهُ قوْماً كان شأنُهُمُ * قتْلَ الإمَامِ الـأمينِ المُسلمِ الفَطِنِ

ما قاتَلوه على ذَنْبٍ ألَمّ بِهِ * إلاّ الّذي نَطَقُوا زُوراً ولم يكُنِ

إذا تذَكّرْتُهُ فاضَتْ بأرْبَعَةٍ * عَيني بدمْعٍ على الخَدّينِ مُحتتنِ

**********

مَا نَقَمْتُمْ مِنْ ثِيابٍ خِلْفَةٍ * وَعَبِيدٍ وإماءٍ وذَهَبْ

قُلْتُمُ بَدّلْ فَقَدْ بَدّلَكُمْ * سَنَةً حَرّى وحَرْباً كاللّهبْ

فَفَريقٌ هَالِكٌ مِنْ عَجَفٍ * وَفَرِيقٌ كان أوْدَى فَذَهَبْ

إذْ قَتَلْتُمْ مَاجِداً ذا مِرّةٍ * وَاضِحَ السُّنّةِ مَعْرُوفَ النّسَبْ

**********

صَلّى الإلـهُ على الّذِينَ تَتَابَعُوا * يَوْمَ الرّجِيعِ فأُكْرِمُوا وأُثِيبوا

رَأسُ الكَتِيبَةِ مَرْثَدٌ وأميرُهُمْ * وَابْنُ البُكَيْرُ أمامَهُمْ وخُبَيْبُ

وابْنٌ لطارِق وابْنُ دَثْنَة فيهمِ * وَافَاهُ ثمّ حِمَامُهُ المَكتُوبُ

مَنَعَ المَقَادَةَ أنْ ينَالوا ظَهْرَهُ * حَتّى يُجالِدَ إنّهُ لَنَجِيبُ

والعاصِمُ المقْتُولُ عِنْدَ رَجِيعِهِمْ * كَسَبَ المَعالي إنّهُ لَكَسُوبُ

**********

وَفَجّعَنَا فَيْرُوزُ لا دَرَّ دَرُّهُ * بأبْيَضَ يَتْلُو المُحْكَمَاتِ مُنِيبِ

رَؤوفٍ عَلى الـأدْنَى غليظٍ على العِدا * أخي ثِقَةٍ في النّائِباتِ نَجِيبِ

مَتى ما يَقُلْ لا يَكْذِبِ القَوْلَ فِعلُهُ * سريعٍ إلى الخَيْرَاتِ غَيْرِ قَطُوبِ

يا عَينِ جودي بدمعٍ منكِ منسكِبِ * وابْكي خُبَيْبَاً معَ الغادينَ لم يَؤبِ

صَقْراً تَوَسّطَ في الـأنْصَارِ مَنْصِبُهُ * حُلوَ السجِيّةِ مَحْضاً غيرَ مُؤتشَبِ

قَدْ هاجَ عَيْني على عِلاّتِ عَبرَتِهَا * إذْ قِيلَ نُصّ على جِذْعٍ من الخشَبِ

يَا أيّها الرّاكِبُ الغَادي لِطِيّتِهِ * أبْلِغْ لَدَيْكَ وَعيداً ليسَ بالكَذِبِ

بَني فُكَيْهَةَ إنّ الحرْبَ قد لَقِحَتْ * مَحْلُوبُها الصّابُ إذ تُمْرَى لمُحتلِبِ

فِيها أُسُودُ بَني النَّجّارِ يَقْدُمُهُمْ * شُهْبُ الـأسِنّةِ في مُعصَوْصِبٍ لَجِبِ

**********

ذكَرْتَ القُرُومَ الصِّيدَ مِن آلِ هاشِمٍ * وَلَسْتَ لِزُورٍ قُلْتَهُ بُمُصِيبِ

أتَعْجَبُ أنْ أقصَدْتَ حَمزَةَ منهمُ * نَجِيباً وقدْ سَمّيتَهُ بِنَجِيبِ

ألمْ يَقْتُلوا عَمْراً وعُتْبَةَ وَابْنَهُ * وَشَيْبَةَ والحَجّاجَ وَابْنَ حَبِيبِ

غَدَاةَ دَعَا العَاصي عَلِيّاً فَرَاعَهُ * بِضَرْبَةِ عَضْبٍ بَلّهُ بِخَضِيبِ

**********

بطَيْبَةَ رَسْمٌ للرّسُولِ وَمَعْهَدُ * مُنِيرٌ وَقَد تَعْفُو الرُّسُومُ وتَهْمَدُ

ولا تَنْمَحي الآياتُ مِن دَارِ حُرْمَةٍ * بها مِنْبَرُ الـهادي الذي كانَ يَصْعَدُ

ووَاضِحُ آياتٍ وَبَاقي مَعَالِمٍ * وَرَبْعٌ لَهُ فيهِ مُصَلَّى وَمَسْجِدُ

بِها حُجُرَاتٌ كانَ يَنْزِلُ وَسْطَها * مِنَ اللـه نورٌ يُسْتَضَاءُ وَيُوقَدُ

مَعالِمُ لمْ تُطْمَسْ على العَهْدِ آيُها * أتَاهَا البِلَى فالآيُ منها تَجَدَّدُ

عرَفْتُ بِهَا رَسْمَ الرّسُولِ وعَهْدَهُ * وَقَبْرَاً بِهِ وَارَاهُ في التُّرْبِ مُلْحِدُ

ظَلِلْتُ بها أبكي الرّسولَ فأسْعَدَتْ * عُيون وَمِثْلاها مِنَ الجَفْنِ تُسعدُ

تَذَكَّرُ آلاءَ الرّسولِ وَمَا أرَى * لـهَا مُحصِياً نَفْسي فنَفسي تبلَّدُ

مُفجَّعَةٌ قَدْ شَفّهَا فَقْدُ أحْمَدٍ * فَظَلّتْ لآلاءِ الرّسُولِ تُعَدِّدُ

وَمَا بَلَغَتْ منْ كلّ أمْرٍ عَشِيرَهُ * وَلكِنّ نَفسي بَعْضَ ما فيهِ تحمَدُ

فَبُورِكتَ يا قبرَ الرّسولِ وبورِكتْ * بِلاَدٌ ثَوَى فيهَا الرّشِيدُ المُسَدَّدُ

وَبُورِكَ لَحْدٌ منكَ ضُمّنَ طَيّباً * عَليهِ بناءُ من صفيحٍ مُنَضَّدُ

تَهِيلُ عَلَيْهِ التَرْبَ أيْدٍ وأعْيُنٌ * عليهِ وقدْ غارَتْ بذلِكَ أسْعُدُ

لقد غَيّبوا حِلْماً وعِلْماً وَرَحمةً * عَشِيّةَ عَلّوْهُ الثّرَى لا يُوَسَّدُ

وَرَاحُوا بحُزْنٍ ليس فيهِمْ نَبيُّهُمْ * وَقَدْ وَهَنَتْ منهُمْ ظهورٌ وأعضُدُ

يُبكّون مَنْ تَبكي السَّماوات يَوْمَهُ * وَمَنْ قدْ بَكَتْهُ الـأرْضُ فالناس أكمَدُ

وَهَلْ عَدَلَتْ يَوْماً رَزِيّةُ هَالِكٍ * رَزِيّةَ يَوْمٍ مَاتَ فِيهِ مُحَمّدُ

**********

آليْتُ ما في جميعِ النّاسِ مجْتهِداً * مِنّي ألِيّةَ بَرٍ غَيْرِ إفْنَادِ

تَاللَّهِ مَا حَمَلَتْ أُنْثَى ولا وَضَعَتْ * مِثْلَ النّبيّ رسولِ الرّحمةِ الـهادي

وَلا بَرَا اللـه خَلْقاً مِنْ بَرِيّتِهِ * أوْفَى بِذِمّةِ جَارٍ أو بمِيعَادِ

مِنَ الّذي كان نوراً يُسْتَضَاءُ به * مُبَارَكَ الـأمْرِ ذا عَدْلٍ وإرشادِ

مُصَدِّقاً للنَّبيّينَ الـأُلى سَلَفُوا * وأبَذَلَ النّاسِ للمعرُوفِ للجادي

يا أفضَلَ الناس إني كنتُ في نَهَرٍ * أصْبَحْتُ منهُ كمِثْلِ المُفرَدِ الصّادي

أمْسَى نِساؤكَ عطّلْنَ البُيوتَ فمَا * يَضْرِبْنَ فَوْقَ قَفَا سِتْرِ بأوْتَادِ

مِثْلُ الرّوَاهبِ يَلبسنَ المُسوحَ وقَدْ * أيْقَنَّ بالبُؤسِ بَعدَ النِّعْمَةِ البَادي

**********

تأوَّبَني لَيْلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ * وَهَمٌّ إذا ما نَوّمَ النّاسُ مُسْهِرُ

لِذِكْرَى حَبِيبٍ هَيّجتْ ثمّ عَبْرَةً * سَفُوحاً وأسْبَابُ البُكاء التَّذكُّرُ

بَلاءٌ? وفِقْدانُ الحَبِيبِ بَلِيّةٌ * وكمْ منْ كريمٍ يُبْتَلى ثمّ يَصْبِر

رَأيْتُ خِيَارَ المُؤمِنينَ تَوَارَدوا * شَعُوبَ وقدْ خُلّفْتُ فيمن يُؤخَّرُ

فَلا يُبْعِدَنّ اللـه قَتْلَى تَتَابَعُوا * بمُؤتَةَ منهُمْ ذو الجناحيْنِ جعفرُ

غَدَاةَ غَدَوْا بالمؤمِنينَ يَقودُهُمْ * إلى المَوْتِ مَيْمُونُ النّقِيبَةِ أزْهرُ

أغَرُّ كَلَوْنِ البَدرِ من آلِ هاشِمٍ * أبِيٌّ إذا سِيمَ الظُّلامَةَ مِجْسَرُ

فَطَاعَنَ حتّى ماتَ غَيْرَ مُوَسَّدٍ * بمُعْتَرَكٍ فِيهِ القَنَا يَتَكَسّرُ

فَصَارَ مَعَ المُسْتَشْهَدِينَ ثَوَابُهُ * جِنانٌ ومُلْتَفُّ الحَدائِقِ أخْضَرُ

وَكُنّا نَرَى في جَعْفَرٍ من مُحَمّدٍ * وَفَاءً وأمْراً حازِماً حينَ يأمُرُ

فما زال في الإسْلام مِنْ آلِ هاشِمٍ * دَعَائِمُ عِزٍّ لا تُرَامُ ومَفْخَرُ

هُمُ جبَلُ الإسلامِ والناسُ حوْلَهُ * رِضَامٌ إلى طَوْدٍ يَرُوقُ وَيَقْهَرُ

بهمْ تُكشَفُ الّلـأوَاءُ في كلّ مأزِقٍ * عَماسٍ إذا ما ضَاقَ بالقَوْم مَصْدَرُ

هُمُ أوْلِيَاءُ اللَّهِ أنْزَلَ حُكمَهُ * عليهم وفيهمْ ذا الكِتَابُ المُطهَّرُ

بهالِيلُ منهُمْ جَعْفَرٌ وَابْنُ أُمّهِ * عَلِيٌّ ومِنهُمْ أحْمَدُ المُتَخَيَّرُ

وَحَمزَةُ والعَبّاسُ مِنْهمْ ومِنْهُمُ * عَقيلٌ وَماءُ العُودِ من حيثُ يُعْصَر




منقُول
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع