إعلانات المنتدى


هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد...آية تطبيقية كل أسبوع ، مارأيكم؟؟؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد:

مارأيكم إخوتي وأخواتي أن نقتفي أثر السلف الصالح في تعاملهم الحي مع كتاب الله ؟؟
نضع آية كل أسبوع مع التفسير ونعمل بما فيها ونطبقها على أنفسنا، يعني في كل أسبوع نعمل بآية لكي نكون بإذن الله قرآنا يمشي على الأرض،، مارأيكم إخوتي ؟؟ أظن بأن الفكرة راائعة وستكون إيجابية بمشيئة الرحمن إذا تابعنا الخطى...آية... آية...
وبعد عدة آيات سنجد بأننا قد تغيرنا إلى الأفضل بقدرة المولى سبحانه

وأول آية سنبدأ بها بإذن الله تعالى تتحدث عن الصلاة وهذا لبالغ أهميتها
فعن حريث بن قبيصة قال : قدمت المدينة فقلت : اللهم يسر لي جليساً صالحاً قال فجلست إلى أبي هريرة فقلت : إني سألت الله أن يرزقني جليساً صالحاً فحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعني به ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته؛ فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب تبارك وتعالى : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك) رواه الترمذي وحسنه، ورواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم، وهو حديث صحيح كما قال الألباني.
وجاء في رواية أخرى عن تميم الداري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن أكملها كتبت له نافلة، فإن لم يكن أكملها يقول الله سبحانه لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع ؟ فأكملوا بها ما ضيع من فريضته، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة، و صححه الألباني.

والآية هي بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم::



[frame="3 80"] {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ الآية} (9) سورة المؤمنون

[blink]تفسير بن كثير::[/blink]
وَقَوْله " وَاَلَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتهمْ يُحَافِظُونَ " أَيْ يُوَاظِبُونَ عَلَيْهَا فِي مَوَاقِيتهَا كَمَا قَالَ اِبْن مَسْعُود سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه أَيّ الْعَمَل أَحَبّ إِلَى اللَّه ؟ قَالَ " الصَّلَاة عَلَى وَقْتهَا " قُلْت ثُمَّ أَيّ ؟ قَالَ " بِرّ الْوَالِدَيْنِ " قُلْت ثُمَّ أَيّ ؟ قَالَ " الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي مُسْتَدْرَك الْحَاكِم قَالَ " الصَّلَاة فِي أَوَّل وَقْتهَا " وَقَالَ اِبْن مَسْعُود وَمَسْرُوق فِي قَوْله " وَاَلَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتهمْ يُحَافِظُونَ" يَعْنِي مَوَاقِيت الصَّلَاة وَكَذَا قَالَ أَبُو الضُّحَى وَعَلْقَمَة بْن قَيْس وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَعِكْرِمَة وَقَالَ قَتَادَة : عَلَى مَوَاقِيتهَا وَرُكُوعهَا وَسُجُودهَا وَقَدْ اِفْتَتَحَ اللَّه ذِكْر هَذِهِ الصِّفَات الْحَمِيدَة بِالصَّلَاةِ وَاخْتَتَمَهَا بِالصَّلَاةِ فَدَلَّ عَلَى أَفْضَلِيَّتهَا كَمَا قَالَ رَسُول اللَّه " اِسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْر أَعْمَالكُمْ الصَّلَاة وَلَا يُحَافِظ عَلَى الْوُضُوء إِلَّا مُؤْمِن " .
[blink]وفي تفسير السعدي::[/blink]
{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } أي: يداومون عليها في أوقاتها وحدودها وأشراطها وأركانها، فمدحهم بالخشوع بالصلاة، وبالمحافظة عليها، لأنه لا يتم أمرهم إلا بالأمرين، فمن يداوم على الصلاة من غير خشوع، أو على الخشوع من دون محافظة عليها، فإنه مذموم ناقص.
وأخيرا أقول أسأل الله لي ولكم أن يبلغنا طاعته وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه
آمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
[/frame]
 
التعديل الأخير:

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

إذا فهيا للعمل سويا !! ولكن...قبل أن نبدأ بالتطبيق أرجووو منكم إخوتي وأخواتي أن تقرءوا عن بعض مما كان عليه سلفنا الصالح مع كتاب الله ، لنشحن به أنفسنا ونرفع به هممنا ولن أطيل عليكم في الكلام ،فضلا تعالوا بنا لنقرأ !!!


[frame="3 80"]إن وقفة مع بعض ما حفظته السنة من تعامل الصحابة وتلقيهم الحي للقرآن العظيم يعجب منها الإنسان ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله جل وعلا: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾([]) هذه الآية يحفظها كثير منا ويقرؤها كثير منا لكنها لا تستوقف أكثرنا وذلك لأننا نقرأ القرآن لا على وجه التلقي لما فيه من المعاني نقرأ القرآن طلباً للأجر بقراءة لفظه دون نظر إلى ما تضمنه من المعنى، صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما أنزل الله جل وعلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية التي فيها إثبات الملك لله عز وجل إثبات ما في السماوات وما في الأرض له سبحانه وتعالى وأنه جل وعلا يحاسب الناس على ما دار في صدورهم وما جال في نفوسهم ولو لم يتكلموا به و لو لم يعملوا...

صحابة رسول الله لما سمعوا هذا اشتد عليهم الأمر فأتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ثم بركوا على الركب أي جلسوا على الركب من شدة ما جاءهم في هذه الآية فقالوا: يا رسول الله كلفنا من العمل ما نطيق: الصلاة، الصيام، الجهاد، الصدقة –أي كل هذا نطيقه- وقد نزلت علينا آية لا نطيقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤدباً هؤلاء معلماً لهم كيف يتلقون القرآن، كيف يتلقون كلام رب العالمين، قال لهم صلى الله عليه وسلم: "أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ قولوا: سمعنا وأطعنا "فما كان منهم رضي الله عنهم إلا أن انقادوا إلى توجيه النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فلما اقترأها القوم وذلت بها ألسنتهم وتكلموا بها وقرؤوها وقبلوها قبولاً تاماً جاء التخفيف من رب العالمين جاء الفرج من الله جل وعلا الذي قال: ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ]) ما يفعل الله بعذابكم أي بإلحاق المشقة بكم إن شكرتم وآمنتم جاء الفرج من الله جل وعلا لهذه الأمة ونزل في كتاب الله جل وعلا تزكيتها وبيان فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الله جل وعلا: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾ فجاء التخفيف من رب العالمين بعد إثبات إيمانهم وقبولهم لما جاء عن الله وعن رسوله.

أيها الإخوة.. الشاهد من هذه القصة من هذا الحديث أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يتقبلون القرآن ويتلقونه على أنه شيء يتلى وتستنبط منه الأحكام ويعرف ما فيه من المعاني فقط بل قرؤوه رضي الله عنهم على أنهم هم المخاطبون هم المعنيون بما فيه من المعاني ولذلك شق عليهم فراجعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي شق عليهم من هذا القرآن وهذا النبأ


السلف رحمهم الله من الصحابة ومن بعدهم كان أحدهم يجلس في تعلم سورة من القرآن سنين متطاولة، فابن عمر رضي الله عنه جلس في تعلم سورة البقرة ثمان سنين وقيل: جلس اثنتي عشرة سنة في تعلم سورة البقرة، وكانوا رضي الله عنهم كما قال أبو عبدالرحمن السلمي: " كان الذين يقرؤوننا القرآن من صحابة رسول الله عثمان وأبي بن كعب وغيرهم ممن كانوا يُقرِئون التابعين يقولون: " كنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز العشر آيات حتى نعرف ما فيها من القرآن والعلم والعمل فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً" هكذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ابن مسعود يقول: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.


وروى مالك أن ابن عمر رضي الله عنه تعلم البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما ختمها نحر جزوراً وتصدق بها رضي الله عنه وطول هذه المدة ليست فقط لحفظ ذلك وضبطه من جهة اللفظ بل إن المظنون فيهم رضي الله عنهم أنهم أسرع حفظاً من المتأخرين لكنهم كانوا يتفقهون وينظرون إلى ما تضمنه هذا الوحي من الخير العظيم الذي حصل لهم الفقه فكلامهم رضي الله عنهم قليل لكنه كثير البركة لأنه نابع عن فقه ونظر دقيق أما كلام المتأخرين فهو كثير لكنه قليل البركة.


أيها الإخوة الكرام. . الصحابة رضي الله عنهم كان أحدهم يقيم الليل بآية واحدة وقد ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث أبي ذر فإنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى أصبح وهي قوله تعالى: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾([29])([30]) هذه الآية أقام النبي صلى الله عليه وسلم ليلة تامة في ترديدها وقراءتها
وورد ذلك عن جمع من الصحابة فعن تميم الداري رضي الله عنه أنه كرر قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾([31]) ردد هذه الآية حتى أصبح
وورد ذلك أيضاً عن أسماء رضي الله عنها أنها قرأت قوله تعالى: ﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾([32]) فوقفت رضي الله عنها عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال عليّ ذلك هذا الراوي يقول: فطال عليّ ذلك فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها وتدعو رضي الله عنها.
هذا التدبر للقرآن، فالتكرار في آيات القرآن ليس تكراراً لطلب الأجر بقراءة الأحرف إنما هو لطلب ما فيها من المعاني وطلب ما فيها من الخير وورد أن ابن مسعود رضي الله عنه ردد قوله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾([33])
وورد عن سعيد بن جبير رحمه الله أنه ردد قول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾([34]) وورد ذلك عن جمع من التابعين والصحابة رضي الله عنهم.
والترديد للآية ليس أمراً مشروعاً في الفرائض لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولم ينقل عنه إنما هو في النوافل كما جاء ذلك في أثر حديث أبي ذر الذي رواه النسائي وغيره هذا الترداد للآيات هو من شواهد أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتدبرون القرآن لأن الترداد والتكرار لهذه الآيات إنما هو للنظر في معانيها، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يطيلون البكاء عند آيات الكتاب ولا عجب فقد رأوا ذلك من رسولهم صلى الله عليه وسلم وقبل ذلك فإن الله جل وعلا أثنى في كتابه على الأنبياء وعلى أولي العلم الذين يخرون للأذقان سجداً والذين يخرون للأذقان يبكون مما في هذا الكتاب من المواعظ قال الله جل وعلا في وصف جماعة من الأنبياء: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً﴾([35]) وانظر إلى قوله: ﴿[blink]خَرُّوا[/blink]﴾ الذي يدل ويشعر بالمسارعة إلى السجود وأن السجود سجود ذل وخضوع وانكسار وتضرع ﴿خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً﴾ أيضاً أخبر الله جل وعلا عن قوم من أهل الكتاب فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾([36]) فشواهد ثناء الله جل وعلا على الباكين عند تلاوة القرآن كثيرة وهي من الفضائل التي امتدح الله بها من امتدح من النبيين ومن أولي العلم وممن تعقلوا وتدبروا ما في هذا الكتاب من الحكم ولذلك كان سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم من أعظم الخلق نصيباً في ذلك ففي حديث عبدالله بن الشخير قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا -أي يصلي بالصحابة- وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء"([37]) والأزيز هو الحركة والحنين الناتج عن التدبر والتأثر بالقرآن الحكيم وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود: "اقرأ علي". فقال عبدالله رضي الله عنه: "أقرأ عليك وعليك أنزل؟ " قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فإني أحب أن أسمعه من غيري" يقول: فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت قوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً﴾([38]) قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمسك فإذا عيناه تذرفان بكاءاً من تأثره صلى الله عليه وسلم بما سمع))([39]).
الصحابة اخوتي كانوا إذا نزلت الآية تلقوها على الوصف السابق ثم كان العمل وكان الإقبال على سائر العمل الصالح وكان إذا عاتبهم الله جل وعلا وجد منهم الانزجار كما قال الله جل وعلا في قوله: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾([43]) () فكان الصحابة رضي الله عنهم يعاتبون بالقرآن فيحصل منهم الاستعتاب يحصل منهم المراجعة يحصل منهم إصلاح الخطأ إذا نزلت بهم مصيبة أو نزلت بهم هزيمة كما جرى في أحد وطلبوا السبب جاءهم الجواب كما قالوا في غزوة أحد ﴿أَنَّى هَذَا﴾ أي من أين أتينا؟ قال الله جل وعلا في بيان ذلك: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾([44]) () فالقرآن في حياة الصحابة يختلف عنه تماماً في حياة غيرهم ولذلك تميزوا عن غيرهم تميزاً سابقاً واضحاً لا يلحق مقامهم ولا يدرك شرفهم رضي الله عنهم لكن كل من سلك سبيلهم ممن اتبعهم بإحسان وسار على طريقهم فإنه يحصل من الفضل والخير مثل ما حصلوا أو قريباً منه.

نسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يصلح أحوال المسلمين وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته فإنهم أهل الله لإقبالهم على صفة من صفاته وخاصته لأنهم عظموا ما عظم و أقبلوا على كتابه أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا ممن تعلم القرآن وعلمه.
[/frame]
 

بوصلوح

مزمار فضي
25 مايو 2006
666
1
0
الجنس
ذكر
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

جزاك الله خير أخي العضو (الملتقى الجنة) .... والله ما أحوج الأمة الاسلامية لقوم يعملون مثل ما عملت ..... سيراً على نهج الرسول (ص) .... و صحابته و آل بيته و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.....
جعل الله أعمالك الصالحات في ميزان حسناتك .... و غفر لك ما دون ذلك....
و السلام عليكم
 

الكاسر

مزمار داوُدي
27 فبراير 2006
4,050
12
0
الجنس
ذكر
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

رحمك الله يا أختنا الملتقى الجنة
والله عظات بليغة و تذكير عظيم
و إن شاء الله يوفقنا الباري لتطبيق آية الحفاظ على الصلاة و أدائها على أتمّ وجوهها حتى نظفر منها بالحظ الأوفر

جزاك الله عنا كل الخير
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

لتكتمل الفائدة أقترح أن نكتب عن كيفية المحافظة على الصلاة من جميع الجوانب مع ذكر الأخطاء وكذلك بعض قصص السلف لتنشط النفوس وتقوى الهمم

جزاك الله خيرا أختنا الكريمة وجعل الله لنا وإياك من اسمك نصيبا
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

بسم الله الرحمن الرحيم
فعلا فكرة يجب ان نحافظ على ادائها وجزى الله واضعها ورحم الله من سيطبقها وانا كع الاخ الخزاعي في ما ذكرة جزاكم الله خيرا اخي الفاضل
دمتم سالمين
 

الطيّبة

مزمار داوُدي
7 مارس 2006
5,489
17
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

بارك الله بك أختي الغالية
وجزاك الله خيرا
فكرة كلها خير وفائدة
رزقنا الله وايّاكم الجنة .
 

أيمن_أقصى

عضو شرف، تقني مؤسس للمنتدى
عضو شرف
20 أبريل 2006
9,167
15
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
علم البلد
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

-بسم الله-

بارك الله فيك اختنا الملتقى الجنة (نسأل الله أن نلتقي في الفردوس الأعلى)...
ما شاء الله يا اختي الكريمة والله هذا ما نكون أحوج اليه في هذه الإيام وهو تدبر معاني آيات القرآن العظيم وتطبيقها عمليا كما كانوا صحابة رسول الله (ص) ...

اللهم ارزقنا القول والعمل وارزقنا الإخلاص في العمل...

نسأل الله ان ننهج سنة نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع اصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم والإقتداء بالسلف الصالح....اللهم امين
جزاك الله كل خير اختي الكريمة وملتقانا جميعا ان شاء الله في الفردوس الأعلى وجنات الخلد.
ولا ننسى ان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم كان الصلاة الصلاة...
-1-
 
التعديل الأخير:

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

جزاكم الله خير الجزاء والاحسان إخوتي الأفاضل وأخواتي الحبيبات
وبإن الله من هنا ستكون نقطة انطلاقنا مع أوامر الله ونواهيه من كتاب الله
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
لاحرمني الله مرافقتكم في الفردوس الأعلى
 

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

((1)) المسببات المعينة على الخشوع


8102to.gif


أولا وقبل كل شيء أقول وبالله التوفيق:

1- اعلم أن الخشوع في الصلاة نتيجة وسبب، نتيجة لها مقدماتها وسبب له نتائجه، وما عليك إلا أن تجلس مع نفسك فتفتش فيها باحثا عن أسباب عدم الخشوع، فلا بد أن هناك أسباب تحول بينك وبين الخشوع واستشعار لذة الصلاة .

2- بعد تحديدك للأسباب يمكنك أن ترتبها حسب خطورتها، وأن تبدأ بالأهم فالمهم فالأقل أهمية، ورغم أن الخشوع من عمل القلب إلا أن علاجه يؤثر على الجسد، وهذا ما أوضحه لنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله عن الرجل الذي يكثر الحركة أثناء الصلاة ( لو خشع قلبه لخشعت جوارحه) .

3- اعلم أن خشوع القلب وخضوع الجوارح في الصلاة نعمة من الله وسبب من أسباب الفلاح، قال تعالى:( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)، وما عليك إلا أن تبحث عن الموانع التي تحول بين القلب والخشوع، ولا شك أنه يأتي في مقدمتها: ارتكاب الذنوب والمعاصي، و الكسب الحرام، فابتعد عن المعاصي ما استطعت، واجتهد ان يكون كسبك من حلال.

4- خذ بأسباب الخشوع، واجتهد أن تستحضر عظمة الله في قلبك، فإن ذلك مما يعين على الخشوع وحصول التركيز لدى المصلِّي، ومن الأسباب المعينة على الخشوع:- أ) الحفاظ على الصلاة في أوقاتها الأولى وفي الجماعة وفي المسجد.

ب‌) اختر مكانا مناسبا لصلاتك، إن لم تكن في المسجد، على أن يكون هادئا بعيدا عن أماكن لهو الآخرين .

ت‌) ابتعد عما من شأنه أن يصرف انتباهك أثناء الصلاة كالتلفاز أو المذياع أو النوافذ وتجنب أن تصلي قبالة الباب إلى غير ذلك مما يشغل البال ويشتت الذهن.
ث‌) تدبر ما تقرأ من الآيات أثناء الصلاة واجعل نظرك محل سجودك .


من عمل صالحا فلنفسه
 

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

((2))المسببات المعينة على الخشوع

المواظبة على الصلاة في جماعة يُعين على الخشوع، كما وأن المداومة على الصلاة هي أهم وسائل الخشوع فيها، ولذلك قال تعالى: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون}[المؤمنون:1، 2]، ثم عدد سبحانه خصال المؤمنين ، حتى قال سبحانه: {والذين هم على صلواتهم يحافظون}[المؤمنون:9] كما أن الإنسان قد لا يرزق الخشوع إلا بعد مجاهدة واجتهاد واستعانة بالله رب العباد، ونحن نشكرك على اهتمامك بأمر الخشوع، وهذا دليلٌ على أن فيك خير كثير، نسأل الله أن يديمه ويزيده، كما أن الاهتمام بأمر الخشوع هو أهم وسائل الحصول عليه، وهو كذلك أول الدرجات في سلم الخشوع الذي هو روح الصلاة، فإن الصلاة بلا خشوع كجسد بلا روح، وإنما يتفاوت الناس في ثواب صلاتهم بمقدار ما فيها من الخشوع، ويكون بين المصلي وبين من يقف إلى جواره كما بين السماء والأرض تفاوت ما بينهم من الخشوع والحضور في الصلاة، والخشوع المطلوب يبدأ في القلب ثم تظهر آثاره على الجوارح، ولكن خشوع النفاق هو أن ترى الجسد خاشعاً والقلب يهيم في أودية الدنيا.

ولا بد أن نعرف أن عدونا الشيطان يجتهد في صرفنا عن الصلاة، فإن عجز عن ذلك وأصر المؤمن على المواظبة على الصلاة دخل عليه العدو من طرقٍ أخرى، فربما جاءه من باب الرياء وطلب منه إطالة الصلاة؛ لأن الناس ينظرون إليه، وذلك والعياذ بالله شرك السرائر، وإما أن يدخل عليه بالوساوس ليذهب خشوعه فيقول له: اذكر كذا وكذا.

والمؤمن لا يستسلم لهذا العدو؛ لأنه يعرف أن كيده ضعيف، فيظل في جهاد مستمر من أجل الخشوع، وهذا يؤجر على جهاده للشيطان وعلى خشوعه للرحمن، فإذا كنت أحياناً تخشع وتركز فهذه نعمة من الله فاشكره عليها واسأله المزيد، واعلم أن الخشوع الكامل ينال بعد توفيق الله بطول المجاهدة وكثرة الإصرار عليه، واتخاذ الأسباب المعينة، وهي كما يلي:

أولاً: الأسباب التي تكون خارج الصلاة:

1- الحضور للصلاة من مجلس طاعة لله وليس من أمام الشاشات أو من صحبة أهل الشر والفساد والغفلات.

2- الاستعداد للصلاة قبل حضور وقتها.

3- قضاء حاجات النفس الملحة كالذهاب للحمام وأكل الطعام، فلا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان.

4- اتخاذ ملابس للصلاة تتميز بالنظافة والسعة والعطر.

5- متابعة المؤذن وترديد الأذان بتركيز وتدبر، وخاصة عند قولنا: لا حول ولا قوة إلا بالله.

6- استحضار مغفرة الذنوب مع قطر الماء، وقول كلمة التوحيد عقب الوضوء لتكتمل طهارة الظاهر بالماء والباطن بالتوحيد.

7- الذهاب للمسجد بسكينةٍ ووقار، والوقار هو عدم الالتفات؛ لأن حفظ البصر من أهم الأسباب التي تُعين على الخشوع.

8- المواظبة على أذكار الخروج من المنزل وذكر الدخول إلى المسجد.

9- الاشتغال بالصلاة أو الدعاء أو قراءة القرآن حتى يحين وقت الصلاة، وعدم مس السجاد أو فرقعة الأصابع أو الالتفات بمنةً ويسرة، أو الحديث بكلام الدنيا.

ثانياً: الأمور التي تُعين على الخشوع في داخل الصلاة:

1- الحرص على الصف الأول؛ حتى لا تشتغل بالنظر إلى أظهر وثياب المصلين، وإزالة التصاوير والكتابة، وكل ما يشغل، والنظر إلى موضع السجود.

2- تسوية الصفوف وسد الفرج التي يتسل من خلالها الشيطان.

3- استحضار عظمة من نقف بين يديه.

4- فهم معنى التكبير، واليقين بأن كل ما في الدنيا صغير وحقير.

5- متابعة القراءة إذا كانت الصلاة جهرية.

6- فهم دعاء الاستفتاح، واستحضار عظمة الله عند التعوذ من الشيطان الحقير.

7- الاشتغال بالتلاوة والذكر والتسبيح، وعدم ترك فراغ في الصلاة، مع ضرورة أن تكون القراءة في مواضعها، وكذلك التسبيح والأذكار لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي).

8- الحرص على متابعة الإمام، وعدم مساواته أو سبقه أو التأخر عليه.

9- الاجتهاد في مجاهدة الشيطان، أو العودة للصلاة بسرعة كلما أخرجك منها، والاستفادة من تكبيرات الانتقال في العودة إلى رحاب الصلاة.

أما بالنسبة لتكرار قراءة السور، فالأفضل عدم الاعتياد عليه، ومعاندة الشيطان حتى لا يتحول ذلك إلى نوع من الوسواس.

وقبل كل ذلك وبعده لا بد من الدعاء والتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، واحرص على الإخلاص له وتقواه، وابتعد عن معاصيه، فإن الإنسان يحرم لذة العبادة بعصيانه لله.


من عمل صالحا فلنفسه
 

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

[blink]سبحان الله حجر يسجد لله تعالى[/blink]

{ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون}

5820_1126003000.jpg
 

الطيّبة

مزمار داوُدي
7 مارس 2006
5,489
17
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبو

أسباب الخشوع:

إذاً فلابد من أسباب لحصول الخشوع، ولا ريب أن هناك خللاً ونقصاً في أدائنا للصلاة، ولعلنا في هذه العجالة نستعرض بعض الأسباب المعينة - بإذن الله - على الخشوع في الصلاة وهي:

1- الإيمان الصادق والاعتقاد الجازم بما يترتب على الخشوع من فضل عظيم في الدنيا والآخرة، من الإحساس بالسكون والطمأنينة وراحة لا مثيل لها، وطيب نفس يفوق الوصف. قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2]، وروى مسلم عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله يقول: { ما من امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله } والآيات والأحاديث الدالة على فضل الخشوع كثيرة.

2- الإكثار من قراءة القرآن والذكر والاستغفار وعدم الإكثار من الكلام بغير ذكر الله، كما في الحديث: { لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب! وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي } [رواه الترمذي] فقراءة القرآن وتدبره من أعظم أسباب لين القلب قال تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:23] فالقراءة والذكر حصن من الشيطان ووساوسه، وهي سبب لأطمئنان القلوب الذي يفقده الكثير من الناس، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] كما أن الإكثار من ذكر الله عز وجل سبب للفلاح، قال تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة:10] وليس المقام لبيان فضل الذكر، ولكن أردنا التنويه إلى أنه سبب من أسباب الخشوع، ومن يريد معرفة ذلك – فضل الذكر - فعليه الرجوع إلى كتاب الله والأذكار التي تثبت عن النبي .

ومع هذا أيضاً الحرص على مجاهدة الشيطان، وذلك بأن يعقد العزم على مجاهدته من قبل القيام إلى الصلاة، وإن دخل عليه في أول صلاته فلا يستسلم له في وسطها أو آخرها، بل ينبغي أن يجاهد الشيطان حتى اللحظة الأخيرة من الصلاة، فالشيطان يسعى إلى تشتيت الذهن حتى لا يعقل المصلي شيئاً من صلاته، روى مسلم عن عثمان بن أبي العاص أنه قال: { يا رسول الله، إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله : "ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً"، ويقول راوي الحديث: ففعلت ذلك فأذهبه الله عز وجل عني }.

إذاً فينبغي أن يستمر المصلي في المجاهدة ولا ينقطع بأن يشمر عن ساعد الجد، فإذا لم يخشع في هذه الصلاة فليعقد العزم على الخشوع في الأخرى، وإن قل خشوعه في هذه فليحرص على كمال الخشوع في التي تليها، وهكذا ولا يتضجر من طول المجاهدة، ويسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينه على ذلك.

3- دوام محاسبة النفس ولومها على ما لاينبغي من الاعتقاد والقول والفعل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18]. وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر).

وأيضاً البعد عن المعاصي بصرف النظر عما يحرم النظر إليه، وكذا حفظ اللسان والسمع وسائر الجوارح وإشغالها بما يخصها من عبودية، وصرفها بالنظر في كتاب الله وسنة رسوله والكتب العلمية المفيدة، وما يباح النظر إليه، والتفكير في مخلوقاته سبحانه وتعالى، والاستماع إلى الطيب من القول، والتحدث في المفيد، فلاشك أن الذنوب تقيد المرء وتحجزه عن أداء العبادات على الوجه المطلوب، فكل إنسان يعرف ما هو واقع فيه من الذنوب وعليه أن يسعى في إصلاح حاله، والإصلاح متعلق بمحاسبة النفس، حيث إن المرء إذا حاسب نفسه بحث عما يصلحها.

4- تدبر وتفهم ما يقال في الصلاة وعدم صرف النظر فيما سوى موضع السجود مستشعراً بذلك رهبة الموقف، يقول الإمام ابن القيم في الفوائد: (للعبد بين يدي الله موقفان: موقف بين يديه في الصلاة، وموقف بين يديه يوم لقائه، فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف)، قال تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً، إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً [الإنسان:26-27].

فلابد من إعطاء هذا الموقف حقه من خضوع وخشوع وانكسار إجلالاً لله عز وجل، واستشعاراً بأن هذه الصلاة هي الصلاة الأخيرة في الدنيا، فلو استقر هذا الشعور في نفس المصلي لصلى صلاة خاشعة. روى الإمام أحمد عن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي فقال: { يا رسول الله عظني وأوجز، فقال عليه الصلاة والسلام: "إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعذر منه غداً، واجمع اليأس مما في أيدي الناس" }.

منقول للفائده
 

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

جزاك الله الجزاء الأوفى أخيتي على هذه الفائدة الطيبة ** يا طيبة **
 

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]الآية هذا الأسبوع التطبيقية[/grade]
[frame="7 80"]وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ سورة المؤمنون الآية (3) [/frame]
[frame="1 80"]تفسير بن كثير:
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ
وَقَوْله " وَاَلَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْو مُعْرِضُونَ " أَيْ عَنْ الْبَاطِل وَهُوَ يَشْتَمِل الشِّرْك كَمَا قَالَهُ بَعْضهمْ وَالْمَعَاصِي قَالَهُ آخَرُونَ وَمَا لَا فَائِدَة فِيهِ مِنْ الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال كَمَا قَالَ تَعَالَى" وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا " قَالَ قَتَادَة : أَتَاهُمْ وَاَللَّه مِنْ أَمْر اللَّه مَا وَقَفَهُمْ عَنْ ذَلِكَ .
0 تفسير السعدي :
{ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ } وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة، { مُعْرِضُونَ } رغبة عنه، وتنزيها لأنفسهم، وترفعا عنه، وإذا مروا باللغو مروا كراما، وإذا كانوا معرضين عن اللغو، فإعراضهم عن المحرم من باب أولى وأحرى، وإذا ملك العبد لسانه وخزنه -إلا في الخير- كان مالكا لأمره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين وصاه بوصايا قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: " كف عليك هذا " فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة، كف ألسنتهم عن اللغو والمحرمات.
وفي ضلال القرآن لسيد قطب :
( والذين هم عن اللغو معرضون ) .. لغو القول ، ولغو الفعل ، ولغو الاهتمام والشعور . إن للقلب المؤمن ما يشغله عن اللغو واللهو والهذر .. له ما يشغله من ذكر الله ، وتصور جلاله وتدبر آياته في الأنفس والآفاق . وكل مشهد من مشاهد الكون يستغرق اللب ، ويشغل الفكر ، ويحرك الوجدان .. وله ما يشغله من تكاليف العقيدة : تكاليفها في تطهير القلب ، وتزكية النفس وتنقية الضمير . وتكاليفها في السلوك ، ومحاولة الثبات على المرتقى العالي الذي يتطلبه الإيمان . وتكاليفها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وصيانة حياة الجماعة من الفساد والانحراف . وتكاليفها في الجهاد لحمايتها ونصرتها وعزتها ، والسهر عليها من كيد الأعداء .. وهي تكاليف لا تنتهي ، ولا يغفل عنها المؤمن ، ولا يعفي نفسه منها ، وهي مفروضة عليه فرض عين أو فرض كفاية . وفيها الكفاية لاستغراق الجهد البشري والعمر البشري . والطاقة البشرية محدودة . وهي إما أن تنفق في هذا الذي يصلح الحياة وينميها ويرقيها ؛ وإما أن تنفق في الهذر واللغو واللهو . والمؤمن مدفوع بحكم عقيدته إلى انفاقها في البناء والتعمير والإصلاح .
ولا ينفي هذا أن يروح المؤمن عن نفسه في الحين بعد الحين . ولكن هذا شيء آخر غير الهذر واللغو والفراغ ...
[/frame]
 

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

[align=center] اللغو في القول:
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا عن أبي موسى قال: قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده".
وهذا من شرط كمال الإيمان فمن لم يسلم الناس من لسانه ولا من يده فهو غير صادق في إيمانه، لأنه إذا لم يسلم له كمال مقام الإسلام فكيف بمقام الإيمان ،و شرط فلاح المؤمنين الإعرض عن اللغو..لقوله تعالى :. {قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون* والذين هم عن اللغو معرضون*...}
وروى الشيخان مرفوعا: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها ينزل بها في النار أبعد ما بين الشرق والغرب".
وفي رواية لابن ماجه والترمذي: "إن الرجل ليتكلم بكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا". وقوله ما يتبين: أي ما يتفكر هل هي خير أو شر.
وروى البيهقي مرفوعا: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يتكلم بها إلا ليضحك بها المجلس يهوي بها أبعد ما بين السماء والأرض، وإن الرجل ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدميه".
وروى الترمذي والبيهقي مرفوعا: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي".
وروى مالك بلاغا أن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام كان يقول: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، وإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون".
وروى الترمذي وابن ماجه وغيرهما مرفوعا: "كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله".
وروى أبو الشيخ مرفوعا: "أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيهم".
وروى الترمذي مرفوعا ورواته ثقات: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". أي ما لا تدعو إليه ضرورة دينية أو دنيوية، والأحاديث في ذلك كثيرة. والله أعلم.
[/align]
 

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

[align=center]القول السديد
[move=left]الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي[/move]
قال تعالى: وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً [الأحزاب:70]، الأصل في القول السديد هو من التقوى، والقول هو أحد أنواع الإيمان، لأن الإيمان قول وعمل، فأحد ركنيه قول القلب وقول اللسان.
فخص اللسان؛ لأن هناك مصلحة وحكمة عظيمة، وهي: أن أكثر ما يضل به الناس هو حصائد ألسنتهم، كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وهل يُكبُّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم }.
وكذلك بالمقابل فعندما يدعو الإنسان إلى الله تبارك وتعالى، ويبلغ كلمة الله ويجهر بالحق، وتتضح السبل؛ فكل ذلك يكون بهذا اللسان أي: (بالقول) فالقول شأنه عظيم, ولهذا قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً [الأحزاب:70] والشيء السديد أو السداد: هو الصواب الموفق الذي يُوضع في موضعه، ويقع في موقعه.
فهو بمعنى: القول الحكيم الذي يكون مناسباً لمقتضى حال المخاطب، وينزل على الحالة أو النازلة كما ينزل الدواء على الجرح فيبرأ.
فيكون القول موفقاً صائباً، ويكون عدلاً، كما قال تبارك وتعالى:وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا [الأنعام:152] أن يكون هذا كما ذكر بعض السلف من أن كل أقوال بني آدم تحصى عليهم، والسلف لهم قولان في المسألة - أي: في قوله تعالى : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18] وهما: هل يكتب الملكان كل شيء، أم يكتبان ما يتعلق بالحلال والحرام والحسنات والسيئات لأن عليها مدار الحساب؟!
لكن الظاهر من لفظ العموم -والله أعلم- أنه ما يلفظ من قول -عامة- فإنه يُكتب.
إذاً فليراقب الإنسان قوله وليتق الله سبحانه فيه، فإذا اتقى الله في أعماله كلها؛ وعلى وجه الخصوص على هذا اللسان وجعله رطباً بذكر الله، وبقراءة كتاب الله سبحانه، بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر، وبالإحسان، وبالدعوة إلى الخير، وصلة الرحم، والبشاشة في وجه أخيه المسلم، والكلام الرقيق الرفيق اللين الطيب الذي يجذب إليك القلوب، فتنيرها بعد ذلك بما يفتح الله به عليك من خير أو وعظ أو إرشاد، أو ما تريد أن توصله من حقائق الإيمان ومعرفة بالله سبحانه وأسمائه وصفاته، وسننه في خلقة، وما أعد للمتقين وما أعد للمجرمين... كل هذه الأمور إذا وفق الله سبحانه الإنسان إليها وكان هكذا؛ فهو على خير عظيم وتتحقق له الفائدة المرجوة بإذن الله عز وجل.
[/align]
 

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
رد : هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع !!

[glow=#000033]آيـــــــــــــــــــــــة الأســـــــــــــبــــــــــــــــــــــــــوع[/glow]
[glow=#000000]{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ
السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} سورة الرعد الآية 22
[/glow]

[glow=#FF0000]************************************[/glow]
[glow=#663300]تفسير ابن كثير[/glow]
[glow=#000000]وَاَلَّذِينَ صَبَرُوا اِبْتِغَاء وَجْه رَبّهمْ " أَيْ عَنْ الْمَحَارِم وَالْمَآثِم فَفَطَمُوا أَنْفُسهمْ عَنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ اِبْتِغَاء مَرْضَاته وَجَزِيل ثَوَابه " وَأَقَامُوا الصَّلَاة " بِحُدُودِهَا وَمَوَاقِيتهَا وَرُكُوعهَا وَسُجُودهَا وَخُشُوعهَا عَلَى الْوَجْه الشَّرْعِيّ الْمَرْضِيّ" وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ " أَيْ عَلَى الَّذِينَ يَجِب عَلَيْهِمْ الْإِنْفَاق لَهُمْ مِنْ زَوْجَات وَقَرَابَات وَأَجَانِب مِنْ فُقَرَاء وَمَحَاوِيج وَمَسَاكِين " سِرًّا وَعَلَانِيَة " أَيْ فِي السِّرّ وَالْجَهْر لَمْ يَمْنَعهُمْ مِنْ ذَلِكَ حَال مِنْ الْأَحْوَال آنَاء اللَّيْل وَأَطْرَاف النَّهَار " وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَة " أَيْ يَدْفَعُونَ الْقَبِيح بِالْحَسَنِ فَإِذَا آذَاهُمْ أَحَد قَابَلُوهُ بِالْجَمِيلِ صَبْرًا وَاحْتِمَالًا وَصَفْحًا وَعَفْوًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " اِدْفَعْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَن فَإِذَا الَّذِي بَيْنك وَبَيْنه عَدَاوَة كَأَنَّهُ وَلِيّ حَمِيم وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظّ عَظِيم " وَلِهَذَا قَالَ مُخْبِرًا عَنْ هَؤُلَاءِ السُّعَدَاء الْمُتَّصِفِينَ بِهَؤُلَاءِ الصِّفَات الْحَسَنَة بِأَنَّ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار .[/glow]
[glow=#663300]وفي تفسير السعدي[/glow]
[glow=#000000] [glow=#000033]وَالَّذِينَ صَبَرُوا [/glow] علىالمأمورات بالامتثال، وعن المنهيات بالانكفاف عنها والبعد منها، وعلى أقدار الله المؤلمة بعدم تسخطها.
ولكن بشرط أن يكون ذلك الصبر [glow=#000033]ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ [/glow] لا لغير ذلك من المقاصد والأغراض الفاسدة فإن هذا هو الصبر النافع الذي يحبس به العبد نفسه، طلبا لمرضاة ربه، ورجاء للقرب منه، والحظوة بثوابه، وهو الصبر الذي من خصائص أهل الإيمان، وأما الصبر المشترك الذي غايته التجلد ومنتهاه الفخر، فهذا يصدر من البر والفاجر، والمؤمن والكافر، فليس هو الممدوح على الحقيقة.
[glow=#000033]وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ [/glow] بأركانها وشروطها ومكملاتها ظاهرا وباطنا، [glow=#000033]وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً [/glow] دخل في ذلك النفقات الواجبة كالزكوات والكفارات والنفقات المستحبة وأنهم ينفقون حيث دعت الحاجة إلى النفقة، سرا وعلانية، [glow=#000033]وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ [/glow] أي: من أساء إليهم بقول أو فعل، لم يقابلوه بفعله، بل قابلوه بالإحسان إليه.
فيعطون من حرمهم، ويعفون عمن ظلمهم، ويصلون من قطعهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، وإذا كانوا يقابلون المسيء بالإحسان، فما ظنك بغير المسيء؟!
[glow=#000033]أُولَئِكَ[/glow] الذين وصفت صفاتهم الجليلة ومناقبهم الجميلة [glow=#000033]لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ [/glow] فسرها بقوله: { جَنَّاتِ عَدْنٍ } أي: إقامة لا يزولون عنها، ولا يبغون عنها حولا؛ لأنهم لا يرون فوقها غاية لما اشتملت عليه من النعيم والسرور، الذي تنتهي إليه المطالب والغايات.
[/glow]
 

الشامخة20

مزمار جديد
10 مارس 2007
2
0
0
الجنس
ذكر
رد: هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع

اللهم أمين .... أللهم آمين
ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: هيا أحبتي في الله أعضاء مزامير آل داوود لنشمر على ساعد الجد..آية تطبيقية كل أسبوع

لا املك أختي الكريمة الا ان اقول لك ادخلك الله الجنة بغير حساب وجعل هذا العمل الطيّب فى ميزان حسناتك آمين
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع