- 7 مارس 2006
- 5,489
- 17
- 0
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الواقع بين قوسين ( تردّد , قرارات )
قصة من واقع بيوتنا تختبأ خلف تلك الحواجز التي اصطنعناها بأنفسنا
أحببت أزيح بعض الستائر حتى ترى النور تلك الحقائق التي وإن رفضناها إلا إنّها موجودة
الطلاق وماحوله من استفهامات واعتراضات
إليكم القصة أنقلها لكم حتى نخلص بعدها ونتناقش فأرجو أن أجد أذنا صاغية وقلبا واعيا
نبدأ ......
في قاعة المحكمة يجلس قريبا مني ذاك الرجل الذي لايلبث أن يرفع رجله عن الأرض حتى عاد ليطرقها بقوة ,,
علامات التوتر بادية عليه ,, وكنت انا أصطنع القوة فألزم قدمي الهدوء والصمت حتى لا تفضح شموخي
حينها استوقفني هذا الرجل الذي إن صح أن أسميه ( مُطلِّق ) : هل اتفقتم على كل شيء أم أن هناك أشياء تحتاجون إلى الاتفاق عليها ..
تمنيت لو أتدخل وأقول نعم ,, فقد تجاوز أبي عن الكثير لأجل القرابة ,,
رد أبي بإجابته مسرعا : نعم لسنا بحاجة إلى اتفاق أو شروط أخرى ,,
فقال المطلق : إذن أقرأ الآن هذه العبارة ،،
والتي فيها :: طلقت فلانة ,,
آه ,, تمنيتها لو كانت منذ زمن ,, تبادرني سؤال : لقد توقعت من هذا الرجل أن يحاول ، فقط يحاول أن يثنينا عن الطلاق لكنه بدا وكأنه موظف لشؤون العملاء يريد أن ينتهي بسرعة !!!,,
خرجت من قاعة المحكمة وأنا سعيدة ,,
واليوم وبعد عامين ,, أجرجر أذيال الهزيمة النفسية التي عشتها أنذاك ,, صرت أبحث عن أسباب كثيرة كانت السبب في تغير مسار حياتي لكني لم أجد ,,
عفوا لم أجد شيئا رأيته أنه يكون سببا ,, لكن عجبا لمن عرف أن النار من مستصغر الشرر,,
حقبة كانت من حياتي غفلت عنها تماما ولم أسمها إلا تجربة وانتهت !!
نعم أخطأت انا وأخطأ هو
أول أخطائي : هي تلك الرؤيا المزعجة ,, ظننتها أضغاث أحلام فقط ,, فمضيت مرحبة بعقد قراني من شاب يعرف حدود الله ,, كنت قبل القران في ضيق شديد لم أعرف سره وفسرته بأنه الخوف من مجهول جديد فقط ومضيت ,,
عقد قراني بتاريخ 2/9/2004م ,,
بداية حفلنا بعد احتفالنا ,, رسائل تعارف وليس اتصال ,, ثم قليل من الاتصالات ,, وفيها تلك الرسائل التي تشين بالمرأة من أقوال وحكم غربية أو عربية ,, فأخطأ هو ,, !!!
,, كتبها ممازحا لي ,, لكني لم أستلطفها ,, فتجاهلتها ,, فأخطأت أنا ,,
مرت الأيام بين شعور المرة بأنه لابد أن تحب زوج المستقبل وبين الجمود الذي تربى في أكفان العز في نفسيفأخطأت أنا ..
وبين هذا الرجل الذي لا يفهم بالنساء ,, فأخطأ هو ,,
بين ليلة وأخرى أدوس على أحلامي ,, أروي سيرة أفلامي ,, فكان إخراجها بلاشيء يستحسن ,,
زادت الخلافات بيننا على توافه أشهد لها ,, حب عقيم للجدال ,, إعترف هو بنفسه لي : أنا أحب الجدال ,,
وأنا أبكي حسرة على نفسي ,, ويلات الجدال لن تنتهي إذًا ,,صار يجادلني في كل شيء ,, فصرت أنا كذلك مثله ,, جرني إلى جدالاته حتى صرت أنا ابتدؤه بها ,,
حاولت الهرب من هذا الواقع لواقع آخر أبحث فيه عن العلاج , فماذا وجدت ؟!!
محيطي الذي حولي مجادلون ,, طباع واحدة ,, زادت عصبيتي على من حولي ,, كرهت العالم كله ,, بدأت أشعر برغبة في التغيير ,, وزادت لدي عند حضور محاضرة لأحد الأساتذة الكرام في الجامعة ,,
يكبر الشعور بداخلي كل يوم ,, أريد عالما جديدا بلا مشاكل ,, بلا جدال ,, أريد صديقات جدد ,, طباع أخرى .. أخلاق أفضل ,, تدين أحلى ..
ولكن كلما التفت حولي .. لا أجد الجواب : فأين سأذهب ؟! وإلى من ؟!!
كابرت على نفسي وعلمتها حسن الخلق في أحزاني ,, فلا تبدي لأحد مزاجي ,,
الكل بدأ يتذمر من تصرفاتي وصرت أتلقى الصفعات واحدة تلو الأخرى ,, لازلت أذكر كلماتهن لي : الصافع ما يحس بإيده ,, وأخرى : عادي فلانة تستقبل كل الصدمات ,, قولوا لها اللي تريدوه تراها ما تحس ,,
وأنا أستقبل كل كلامهم بنظرة الكبرياء وقطعة من ضحكة الاستهزاء ,, فعلا ,, كنت حينها لا أبالي !! ولا أهتم !!
وببراعة فنان استطاع رسم لوحاته ,, أخفيت عن الجميع بلا استثناء الواقع المر الذي أعيشه حتى من أقرب صديقاتي ..
لم يلاحظ علي أحد شيئا سوى تلك السباب التي كنت أتلقاها ,, حمدت الله أنني استطعت أن أخفي ما حل بي
يتبع ........
التعديل الأخير: