إعلانات المنتدى


تفسير آيات و رد شبهة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
[align=center]

(بسم الل)

الحمد لله رب العالمين

و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين

أما بعد :

أثناء قراءتي في كتاب الإبهاج للسبكي (في أصول الفقه) و تحديدا في كتاب القياس كنت أحيانا أترك الكتاب إلى مصادر أخرى باحثا عن بسط واف لبعض المسائل , و أثناء تنقلي بين المصادر إذا بي قد انتقلت من البحث في مسائل القياس إلى مسألة (حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم)_ كما عنون لها صاحب القصة التي سأسوقها_، و ذلك أني وقفت على شبهة باهتة لمجيزي هذا العمل الشركي و ما كنت أظن أحدا يستدل بها لذلك و لكنه الهوى يهوي بأصحابه في أوحال الجهل و الحماقة .

قبل أن نذكر الآية التي استدلوا بها و العجب الذي استنبطوه منها رأيت أن اذكر القصة كاملة. فإن توضيح الحق و كشف الباطل و حفظ كتاب الله من تحريف مبانيه و معانيه فرض على كل قادر عليه
و هذا ما كان عليه علماء الأمة عامة و مفسروها خاصة حيث لا تخلو كتب تفسير علمائنا وسلفنا من نفي الزور الذي قد ينسب إلى بعض آيات الله عز و جل.

القصة كما يلي قال الكراجكي : ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعاماً مع الاِمام الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) ، فلما رفع الصادق (عليه السلام) يده من أكله قال : الحمد لله ربّ العالمين ، اللهم هذا منك ، ومن رسولك (صلى الله عليه وآله) .
فقال أبو حنيفة: يا أبا عبدالله ، أجعلت مع الله شريكاً ؟
فقال له : ويلك ، فإنّ الله تعالى يقول في كتابه : ( وما نقموا إلاّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله ) ، ويقول في موضع آخر : ( ولو أنّهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله ).
فقال أبو حنيفة : والله ، لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلاّ في هذا الوقت !
فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : بلى ، قد قرأتهما وسمعتهما ، ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك : ( أم على قلوب أقفالها )(4)وقال : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ).

هذه القصة ذكرها ا لكراجكي في كتابه كنز الفوائد:( ج 2 ص 36 ـ 37 )، و نقلها عنه صاحب بحار الاَنوار : (ج 10 ص 216 ح 17 وج 47 ص 240 ح 25)

هذه القصة لا تحتاج إلى مقدمة لبيان افترائها و أنها باطلة مكذوبة لكن لندلل لذلك بشيء كي تعم الفائدة ، فأقول هذه القصة باطلة من وجوه ، أولها أن هذه القصة لا سند لها و بعبارة المحدثين لا أصلها و هذا التعبير هو أسوأ من قولك موضوعة لأن الأثر الموضوع يكون له سند ملفق أحد رواته كذاب ، أما أن يكون الأثر لا سند له أصلا فلا يعلم من أي جاء و لا من الذي افتراه فهذا لا يحتج به باتفاق وأنت ترى أن الكراجكي الذي رواها قال : (ذكروا لنا أن ..) بغير سند و لا وتد و تلقفها عنه بعض مقلديه دون معرفة لأصلها و صحتها . ثانيا أن ما جاء في هذه القصة من تفسير لآيات من كتاب الله هو خلاف لما جاء به كتاب الله و جاء به رسوله صلى الله عيه و سلم و خلاف ما فسرها به من شهد الوحي من الصحابة الكرام العلماء...و يكفي الأول في رد القصة.

أما و قد تبين أن القصة لاتصح و أن جعفرا الصادق لا يصح و لا يجوز ان ينسب إليه مثل ذلك القول الشركي الذي ينزه عنه صغار التابعين فكيف بسليل بيت النبوة و عهده بها قريب. فلنذكر تفسير الآيتين المذكورتين في القصة ليظهر أنهما لا تدلان لا من قريب و لا بعيد عما في القصة المكذوبة.

قال الله تعالي في سورة التوبة الآية 74

{ يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُوۤاْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

ذكر المفسرون أنها نزلت في الجلاس بن سويد بن الصامت، قال: "إن كان ما جاء به محمد حقًّا، لنحن أشرُّ من الحُمُر!"، فقال له ابن امرأته: والله، يا عدو الله، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قلت، فإني إن لا أفعل أخاف أن تصيبني قارعةٌ، وأؤاخذ بخطيئتك ! فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الجلاس، فقال: "يا جُلاس، أقلت كذا وكذا؟ فحلف ما قال، فأنزل الله تبارك وتعالى:(يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهمُّوا بما لم ينالوا وما نَقَموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله).

و عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا في ظلّ شجرة، فقال: إنه سيأتيكم إنسانٌ فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا تكلموه. فلم يلبث أن طلَع رجل أزرقُ، (2) فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: علامَ تشتمني أنت وأصحابك؟ فانطلق الرجل فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما قالوا وما فعلوا، حتى تجاوَز عنهم، فأنزل الله:(يحلفون بالله ما قالوا)، ثم نعتهم جميعًا، إلى آخر الآية.

و قيل نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول فعن قتادة في قوله:(يحلفون بالله ما قالوا)، إلى قوله:(من وليّ ولا نصير)، قال: ذكر لنا أنّ رجلين اقتتلا أحدهما من جهينة، والآخر من غِفار، وكانت جهينة حلفاء، الأنصار، وظهر الغفاريّ على الجهنيّ، فقال عبد الله بن أبيّ للأوس: انصروا أخاكم، فوالله ما مثلنا ومَثَلُ محمد إلا كما قال القائل: "سمِّن كلبك يأكلك"، وقال:( لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذَلَّ ) [سورة المنافقون: 8]، فسعى بها رجل من المسلمين إلى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه فسأله، فجعل يحلف بالله ما قاله، فأنزل الله تبارك وتعالى:(يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر)

و قوله تعالى في الآية: (وَمَا نَقَمُوۤاْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ) الذي استدل به واضع القصة الباطلة معناه كما ذكره المفسرون أن المنافق الذي ذكر الله عنه أنه قال كلمة الكفر، كان فقيرًا فأغناه الله بأن قُتِل له مولًى، فأعطاه رسول الله ديتَه (وقيل أنها كانت اثنى عشر ألفا). فلما قال ما قال، قال الله تعالى:(وما نقموا)، يقول: ما أنكروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، (إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله). فأن هي دلالة الآية على ان النبي صلى الله عليه و سلم يرزق العباد بعد موته حتى يقول يجوز ذلك المفتري أن يقول العبد بعد اكله ( الحمد لله ربّ العالمين ، اللهم هذا منك ، ومن رسولك) نعوذ بالله من الشرك و ظلماته.

و أما الآية الثانية المستدل بها فهي ابعد من الأولى إلى مرادهم و هي قوله عز و جل :

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ }

و معناها كما ذكر الإمام البيضاوي و غيره :{ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا ءاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } ما أعطاهم الرسول من الغنيمة أو الصدقة، وذكر الله للتعظيم وللتنبيه على أن ما فعله الرسول عليه الصلاة والسلام كان بأمره. { وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ } كفانا فضله { سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } صدقة أو غنيمة أخرى. { وَرَسُولُهُ } فيؤتينا أكثر مما آتانا. و قال الإمام البغوي { ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله } الآية، وصف للحال التي ينبغي أن يكون عليها المستقيمون، يقول تعالى: ولو أن هؤلاء المنافقين رضوا قسمة الله الرزق لهم وما أعطاهم على يدي رسوله ورجوا أنفسهم فضل الله ورسوله وأقروا بالرغبة إلى الله لكان خيراً لهم وأفضل مما هم فيه. فكيف يجوز للمرء أن يقول بعد طعامه الذي رزقه الله وحده و رسوله مقبوض إليه (اللهم هذا منك و من رسولك)؟ نعوذ بالله من النار و قرب إليها من قول أو عمل.
..





.[/align]
 

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: تفسير آيات و رد شبهة

بارك الله فيك اخنا الطيب وسام زادك الله فضل ونفع بك الاسلام
والمسلمين جزاك ربي الجنه
 

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: تفسير آيات و رد شبهة

تقبل الله مروركم
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: تفسير آيات و رد شبهة

لاحول ولا قوة الا بالله اي افتراء عليمه من الله ما يستحقون ونسأل الله لك الخير ورضاه اخي وسام
 

الواجبي مصطفى

مزمار كرواني
7 أغسطس 2007
2,218
0
0
الجنس
ذكر
رد: تفسير آيات و رد شبهة

ما شاء الله لا قوة إلا بالله
زادك الله حرصا وثباتا على الدين
وأريد أن أزيد شيء أن لفظ عليه السلام لا يقال إلا للأنبياء والرسل وهو لا يجوز لمن غيرهم وهو أكثر ما يقال عند الشيعية لعلمائهم
كفانا الله وإياكم شر مثل هذه الشبه
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع