الموت الغائب غير المنظور ــ البعيد القريب سيسعد به أقوام ويشقى به آخرون الكل يخاف منه لأنه بداية مرحلة جديدة ومفترق طريق لكل البشر , حتى من صلحت أعمالهم يشفقون منه ويحسبون له ألف حساب إنه قدر لابد منه لم ينج منه أي إنسان , حتى الملائكة المقربون , سيذوقون يوما ً مرارتها وحتى الملك الموكل به ( عزرائيل ) سيشرب من كأسه المرّة التي أذاقها كل المخلوقات
وكل الأنبياء والمرسلين وقعوا في شباكه القوية والطغاة والظالمين لحقتهم خطاطيفه الفتاكة وجعلتهم في الرميم تراباً بين التراب .
ولكن هذه القوة المفزعة هل لها من نهاية .. لا شك أنه نعم فملك الموت مخلوق وكل مخلوق لابد له أن يموت , حكم بذلك الخالق القهار : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) الذي لا يموت إن هذا الموت يذبح في يوم من الأيام وتشاهد ساعة الذبحة كل الخلائق بعد أن يسكن كل فريق في نزله الخالد فريق في الجنة وفريق في السعير , يذبح الموت ذبحاً إعلاناً بالخلود لكل الناس ونعيم مقيم أو عذاب مهين .
ذبح الموت
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : (( إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي منادٍ : ياأهل الجنة لا موت يا أهل النار لا موت ، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم )) . رواه البخاري ومسلم .
لغة الحديث:-
صار : دخل .
منادٍ : لم يُعلم اسمه .
لا موت : أي لن يصيبكم الموت .
شرح الحديث:-
(( إذا صار أهل الجنة إلى الجنة )) أي إذا دخل أهل الجنة إلى الجنة بعد أن تقاسموا درجاتها بأعمالهم . (( وأهل النار إلى النار )) أي ودخل أهل النار كذلك النار . (( جيء بالموت )) في رواية لمسلم (( كأنه كَبْش )) أي يؤتى بالموت على صورة كبش أو غيره ، والموت : هو عَرَضٌ يُضاد الحياة . ((حتى يجعل بين الجنة والنار )) أي يوضع في موضع يتوسط الجنة والنار (( ثم يذبح )) والذابح لـه كما نقله القرطبي عن بعضهم يحيى بن زكريا عليهما السلام بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وعلى أن الذابح لـه هو يحيى عليه السلام ففي اختصاصه من بين الأنبياء عليهم السلام بذلك لطيفة وهي مناسبة اسمه لإعدام الموت وليس فيهم من اسمه يحيى غيره (( ثم ينادي منادٍ )) لم يعلم اسمه (( يا أهل الجنة لا موت )) أي لن يصيبكم الموت وقد تم ذبحه وفي رواية ((خلود لا موت )) وفي رواية عن الترمذي ( فلو أن أحداً مات فرحاً لمات أهل الجنة ، ولو مات أحدٌ حزناً لمات أهل النار ) . (( فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم )) زيادة في النعيم المقيم. ((ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم )) زيادة في النَّكال والعذاب الأليم .
فقه الحديث:-
1. إن نعيم أهل الجنة يتجدد بعد دخولهم في كل وقت بحوادث مختلفة منها إعلامهم بالخلود في دار القرار .
2. أن عذاب أهل النار يزداد أيضا بعد إعلامهم بأنه لا فناء في تلك الدار الخالدين فيها .
3. عدم فناء أهل الجنة والنار فكل في مقامه المعلوم الذي قدر لـه .
4. عدم فناء الجنة نفسها والنار نفسها لانتفاء فناء أهلها خلافاً لمن زعمه .
5. الحديث مملوء بمعاني الترغيب والتشويق ومعاني الترهيب والتخويف .
فوائد وملحقات:-
لا تنافي بين فَرَح أهل الجنة بذبح الموت مع علمهم من أنبياءهم وكتبهم أَنهم لا يموتون ، وذلك لأنه ورد في بعض طرق الحديث عند ابن حبان أنهم يطْلعون خائفين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه وفسر بأنه خوف توهم لا يستقر ولا ينافي ذلك تقدم علمهم بأنه لا موت في الآخرة لان التوهمات تطرأ على المعلومات ثم لا تستقر فكان بذلك فرحهم ، وكذلك فإن عين اليقين أقوى من علم اليقين فمشاهدتهم ذبح الموت أقوى وأشد في انتفاء الخوف مِن تقدُّم علمهم إذ العيان أقوى من الخبر .
[align=left]عن مجلة أنوار التلاقي[/align]
وكل الأنبياء والمرسلين وقعوا في شباكه القوية والطغاة والظالمين لحقتهم خطاطيفه الفتاكة وجعلتهم في الرميم تراباً بين التراب .
ولكن هذه القوة المفزعة هل لها من نهاية .. لا شك أنه نعم فملك الموت مخلوق وكل مخلوق لابد له أن يموت , حكم بذلك الخالق القهار : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) الذي لا يموت إن هذا الموت يذبح في يوم من الأيام وتشاهد ساعة الذبحة كل الخلائق بعد أن يسكن كل فريق في نزله الخالد فريق في الجنة وفريق في السعير , يذبح الموت ذبحاً إعلاناً بالخلود لكل الناس ونعيم مقيم أو عذاب مهين .
ذبح الموت
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : (( إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي منادٍ : ياأهل الجنة لا موت يا أهل النار لا موت ، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم )) . رواه البخاري ومسلم .
لغة الحديث:-
صار : دخل .
منادٍ : لم يُعلم اسمه .
لا موت : أي لن يصيبكم الموت .
شرح الحديث:-
(( إذا صار أهل الجنة إلى الجنة )) أي إذا دخل أهل الجنة إلى الجنة بعد أن تقاسموا درجاتها بأعمالهم . (( وأهل النار إلى النار )) أي ودخل أهل النار كذلك النار . (( جيء بالموت )) في رواية لمسلم (( كأنه كَبْش )) أي يؤتى بالموت على صورة كبش أو غيره ، والموت : هو عَرَضٌ يُضاد الحياة . ((حتى يجعل بين الجنة والنار )) أي يوضع في موضع يتوسط الجنة والنار (( ثم يذبح )) والذابح لـه كما نقله القرطبي عن بعضهم يحيى بن زكريا عليهما السلام بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وعلى أن الذابح لـه هو يحيى عليه السلام ففي اختصاصه من بين الأنبياء عليهم السلام بذلك لطيفة وهي مناسبة اسمه لإعدام الموت وليس فيهم من اسمه يحيى غيره (( ثم ينادي منادٍ )) لم يعلم اسمه (( يا أهل الجنة لا موت )) أي لن يصيبكم الموت وقد تم ذبحه وفي رواية ((خلود لا موت )) وفي رواية عن الترمذي ( فلو أن أحداً مات فرحاً لمات أهل الجنة ، ولو مات أحدٌ حزناً لمات أهل النار ) . (( فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم )) زيادة في النعيم المقيم. ((ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم )) زيادة في النَّكال والعذاب الأليم .
فقه الحديث:-
1. إن نعيم أهل الجنة يتجدد بعد دخولهم في كل وقت بحوادث مختلفة منها إعلامهم بالخلود في دار القرار .
2. أن عذاب أهل النار يزداد أيضا بعد إعلامهم بأنه لا فناء في تلك الدار الخالدين فيها .
3. عدم فناء أهل الجنة والنار فكل في مقامه المعلوم الذي قدر لـه .
4. عدم فناء الجنة نفسها والنار نفسها لانتفاء فناء أهلها خلافاً لمن زعمه .
5. الحديث مملوء بمعاني الترغيب والتشويق ومعاني الترهيب والتخويف .
فوائد وملحقات:-
لا تنافي بين فَرَح أهل الجنة بذبح الموت مع علمهم من أنبياءهم وكتبهم أَنهم لا يموتون ، وذلك لأنه ورد في بعض طرق الحديث عند ابن حبان أنهم يطْلعون خائفين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه وفسر بأنه خوف توهم لا يستقر ولا ينافي ذلك تقدم علمهم بأنه لا موت في الآخرة لان التوهمات تطرأ على المعلومات ثم لا تستقر فكان بذلك فرحهم ، وكذلك فإن عين اليقين أقوى من علم اليقين فمشاهدتهم ذبح الموت أقوى وأشد في انتفاء الخوف مِن تقدُّم علمهم إذ العيان أقوى من الخبر .
[align=left]عن مجلة أنوار التلاقي[/align]