إعلانات المنتدى


الوجيز في تأويل القرآن العزيز

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
(بسم الل)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


سنبدأ بعون الله باستعراض تأويل الإمام الطبري رحمه الله مقتصرين على عبارته هو فقط--بادئين في القرآن بسورة النّاس باتجاه البقرة والفاتحة--

----------------------------------------------------------------------------------

سورة النّاس
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ } * { مَلِكِ ٱلنَّاسِ } * { إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ } * { مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ } * { ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ } * { مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ }-

-----------------
قال رحمه الله"
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد : قل يا محمد أستجير { بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ } وهو ملك جميع الخلق: إنسِهم وجنهم، وغير ذلك، إعلاماً منه بذلك مَنْ كان يعظِّم الناس تعظيم المؤمنين ربَّهم، أنه مَلِكُ من يعظمه، وأن ذلك في مُلكه وسلطانه، تجري عليه قُدرته، وأنه أولى بالتعظيم، وأحقّ بالتعبد له ممن يعظمه، ويتعبَّد له، من غيره من الناس.


وقوله: { إلَهِ النَّاسِ } يقول: معبود الناس، الذي له العبادة دون كلّ شيء سواه

.وقوله: { مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ } يعني: من شرّ الشيطان { الخَنَّاسِ } الذي يخنِس مرّة ويوسوس أخرى، وإنما يخنِس فيما ذُكر عند ذكر العبد ربه.
--------------------------------------------------------
و ذكر من قال ذلك
---------------------------------------------------------
ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يقول في ذلك { مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ } الذي يوسوس بالدعاء إلى طاعته في صدور الناس، حتى يُستجاب له إلى ما دعا إليه من طاعته، فإذا استجيب له إلى ذلك خَنَس.

-----------------------------------
ثمّ ذكر القول مسندا
--------------------------------------------------------------
ثمّ ر جّح قولا فقال"
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله أمر نبيه محمداً أن يستعيذ به من شرّ شيطان يوسوس مرّة ويخنس أخرى، ولم يخصّ وسوسته على نوع من أنواعها، ولا خنوسه على وجه دون وجه، وقد يوسوس الدعاء إلى معصية الله، فإذا أطيع فيها خَنَس، وقد يوسوس بالنَّهْي عن طاعة الله فإذا ذكر العبدُ أمر به، فأطاعه فيه، وعصى الشيطان خنس، فهو في كل حالتيه وَسْواس خَنّاس، وهذه الصفة صفته

.وقوله: { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ } يعني بذلك: الشيطان الوسواس، الذي يوسوس في صدور الناس: جنهم وإنسهم.فإن قال قائل: فالجنّ ناس، فيقال: الذي يوسوس في صدور الناس: من الجنة والناس. قيل: قد سماهم الله في هذا الموضع ناساً، كما سماهم في موضع آخر رجالاً، فقال:
{ وَأنَّهُ كَانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنِّ }، فجعل الجنّ رجالاً، وكذلك جعل منهم ناساً.وقد ذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدّث، إذ جاء قوم من الجنّ فوقفوا، فقيل: من أنتم؟ فقالوا: ناس من الجنّ، فجعل منهم ناساً، فكذلك ما في التنزيل من ذلك.

---------------------------------
تمّت سورة النّاس
 

امير الابداع

مزمار كرواني
25 يوليو 2007
2,393
23
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

بارك الله فيك اخي الكريم
 

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

بسم الله الرحمن الرحيم



سورة الفلق
-----------------

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ } * { مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } * { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } * { وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّاثَاتِ فِي ٱلْعُقَدِ } * { وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }

------------------------------------------------------

قال الطبري رحمه الله(

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد : قل يا محمد: أستجير بربّ الفلق من شرّ ما خلق من الخلق.

"وبعد أن استعرض الأقوال كلها في معنى الفلق قال "


{والصواب من القول في ذلك، أن يقال: إن الله جلّ ثناؤه أمر نبيه محمداً أن يقول: { أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } والفلق في كلام العرب: فَلق الصبح، تقول العرب: هو أبينُ من فَلَق الصُّبح، ومن فَرَق الصُّبح. وجائز أن يكون في جهنم سجن اسمه فَلَق. وإذا كان ذلك كذلك، ولم يكن جلّ ثناؤه وضعَ دلالة على أنه عُنِي بقوله { بِرَبِّ الْفَلَقِ } بعض ما يُدْعَى الفلق دون بعض، وكان الله تعالى ذكره ربّ كل ما خلق من شيء، وجب أن يكون معنياً به كل ما اسمه الفَلَق، إذ كان ربّ جميع ذلك.وقال جلّ ثناؤه: { مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ } لأنه أمر نبيه أن يستعيذ من شرّ كل شيء، إذ كان كلّ ما سواه، فهو ما خَلق

.--------------------------------------------
ثمّّ قال"
وقوله: { وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ } يقول: ومن شرّ مظلم إذا دخل، وهجم علينا بظلامه.

"وبعد استعراضه للأقوال في معنى الغاسق قال"

{وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب، أن يقال: إن الله أمر نبيه أن يستعيذ { مِنْ شَرِّ غاسِقٍ } وهو الذي يُظْلم، يقال: قد غَسَق الليل يَغْسُق غسوقاً: إذا أظلم. { إذَا وَقَبَ } يعني: إذا دخل في ظلامه والليل إذا دخل في ظلامه غاسق، والنجم إذا أفل غاسق، والقمر غاسق إذا وقب، ولم يخصص بعض ذلك بل عمّ الأمر بذلك، فكلّ غاسق، فإنه كان يُؤمر بالاستعاذة من شرّه إذا وقب---
وكان قتادة يقول في معنى وقب: ذهب.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { غاسِقٍ إذَا وَقَبَ } قال: إذا ذهب.ولست أعرف ما قال قتادة في ذلك في كلام العرب، بل المعروف من كلامها من معنى وقب: دخل.
-----------------------------------------
ثمّ قال "

{وقوله: { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ } يقول: ومن شرّ السواحر اللاتي ينفُثن في عُقَد الخيط، حين يَرْقِين عليها.

------------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: { وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذَا حَسَدَ }: اختلف أهل التأويل في الحاسد الذي أمر النبيّ أن يستعيذ من شرّ حسده به، فقال بعضهم: ذلك كلّ حاسد أمر النبيّ أن يستعيذ من شرّ عينه ونفسه.

وقال آخرون: بل أُمر النبيّ بهذه الآية أن يستعيذ من شرّ اليهود الذين حسدوه

وأولى القولين بالصواب في ذلك، قول من قال: أمر النبيّ أن يستعيذ من شرّ كلّ حاسد إذا حسد، فعابه أو سحره، أو بغاه سوءاً.وإنما قلنا: ذلك أولى بالصواب، لأن الله عزّ وجلّ لم يخصص من قوله { وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذَا حَسَدَ } حاسداً دون حاسد، بل عمّ أمرُه إياه بالاستعاذة من شر كلّ حاسد، فذلك على عمومه.}
 

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

بارك الله فيك على هذا العمل الطيب

و المرجو تصحيح عبارة (أمر به) إلى (أمر ربه). في تفسير سورة الناس.

و بالنسبة لقوله تعالى (غاسق إذا وقب ) فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب . رواه الترمذي و غيره
 

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

(بسم الل)

الأخ وسام الإسَافِني المحترم--

أشكركم على المتابعة القيّمة--

ولم أجد النصّ الذي طلبت إصلاح الخطأ فيه--

فلو سمحت أشر إليه اقتباسا
 

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

--------------------------------------------------------------
ثمّ ر جّح قولا فقال"
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله أمر نبيه محمداً أن يستعيذ به من شرّ شيطان يوسوس مرّة ويخنس أخرى، ولم يخصّ وسوسته على نوع من أنواعها، ولا خنوسه على وجه دون وجه، وقد يوسوس الدعاء إلى معصية الله، فإذا أطيع فيها خَنَس، وقد يوسوس بالنَّهْي عن طاعة الله فإذا ذكر العبدُ أمر به، فأطاعه فيه، وعصى الشيطان خنس، فهو في كل حالتيه وَسْواس خَنّاس، وهذه الصفة صفته


---------------------------------
تمّت سورة النّاس

هي المكتوبة بالأخضر أخي الكريم
 

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

نفعل إن شاء الله أخانا الكريم
 

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

تفسير سورة الإخلاص




بسم الله الرحمن الرحيم


قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------

قال أبو جعفر"

القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) .
ذُكر أن المشركين سألوا رسول الله عن نسب ربّ العزّة, فأنـزل الله هذه السورة جوابا لهم. وقال بعضهم: بل نـزلت من أجل أن اليهود سألوه, فقالوا له: هذا الله خلق الخلق, فمن خلق الله؟ فأُنـزلت جوابا لهم
---------------------------------------------

" ثم تعرض لذكر من قال كل من القولين "
-------------------------------------------

ثم خلص إلى رأيه فقال"
فتأويل الكلام إذا كان الأمر على ما وصفنا: قل يا محمد لهؤلاء السائليك عن نسب ربك وصفته, ومَن خَلقه: الربّ الذي سألتموني عنه, هو الله الذي له عبادة كل شيء, لا تنبغي العبادة إلا له, ولا تصلح لشيء سواه.


واختلف أهل العربية في الرافع ( أَحَدٌ ) فقال بعضهم: الرافع له " الله ", وهو عماد بمنـزلة الهاء في قوله: إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . وقال آخر منهم: بل هو مرفوع, وإن كان نكرة بالاستئناف, كقوله: هذا بعلي شيخ, وقال: هو الله جواب لكلام قوم قالوا له: ما الذي تعبد؟ فقال: " هو الله ", ثم قيل له: فما هو؟ قال: هو أحد.
وقال آخرون ( أَحَدٌ ) بمعنى: واحد, وأنكر أن يكون العماد مستأنفا به, حتى يكون قبله حرف من حروف الشكّ, كظنّ وأخواتها, وكان وذواتها, أو إنّ وما أشبهها, وهذا القول الثاني هو أشبه بمذاهب العربية.

-----------------------------------------------------

"رأيه في قراءة أحد"
قال"
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الأمصار ( أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ ) بتنوين " أحدٌ ", سوى نصر بن عاصم, وعبد الله بن أبي إسحاق, فإنه رُوي عنهما ترك التنوين: " أحَدُ اللهُ "; وكأن من قرأ ذلك كذلك, قال: نون الإعراب إذا استقبلتها الألف واللام أو ساكن من الحروف حذفت أحيانا, كما قال الشاعر:


كَـيْفَ نَـوْمي عـلى الفِـرَاشِ وَلَمَّـا

تَشْــمَلِ الشَّــامَ غَــارَةٌ شَـعْوَاءُ
تُــذْهِلُ الشَّـيْخَ عَـنْ بَنِيـهِ وَتُبْـدِي

عَــنْ خِــدَامِ العَقِيلَــةِ العَــذْراءُ
يريد: عن خدام العقيلة.


والصواب في ذلك عندنا: التنوين, لمعنيين: أحدهما أفصح اللغتين, وأشهر الكلامين, وأجودهما عند العرب. والثاني: إجماع الحجة من قرّاء الأمصار على اختيار التنوين فيه, ففي ذلك مُكْتَفًى عن الاستشهاد على صحته بغيره. وقد بيَّنا معنى قوله " أحد " فيما مضى, بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

----------------------------------------------------------------------------
ثمّ قال أبو جعفر"
وقوله: ( اللَّهُ الصَّمَدُ ) يقول تعالى ذكره: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له الصمد.
واختلف أهل التأويل في معنى الصمد, فقال بعضهم: هو الذي ليس بأجوف, ولا يأكل ولا يشرب.

"-----------------------------
" ثم تعرض لذكر من قال ذلك "--
--------------------------
وقال آخرون: هو الذي لا يخرج منه شيء. ---
--------------



" ثم تعرض لذكر من قال ذلك "-
------------------------------------------------------------

وقال آخرون: هو الذي لم يَلِد ولم يُولَد.

-----------------
" ثم ذكر من قال ذلك "-


-----------------------------
وقال آخرون: هو السيد الذي قد انتهى سُؤدده.
--------------------------

ثم ذكر من قال ذلك "-
-----------------------------

وقال آخرون: بل هو الباقي الذي لا يفنَى.
-----------------------------------------

ثم ذكر من قال ذلك "--

-----------------------------------------------------------------
"ثم خلص إلى رأيه"
قال أبو جعفر: الصمد عند العرب: هو السيد الذي يُصمد إليه, الذي لا أحد فوقه, وكذلك تسمى أشرافها; ومنه قول الشاعر:

ألا بَكَـرَ النَّـاعي بِخَـيْرَيْ بَنِـي أسَدْ

بِعَمْرِو بْـنِ مَسْعُودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ

وقال الزبرقان:

وَلا رَهِينَةً إلا سَيِّدٌ صَمَدُ


فإذا كان ذلك كذلك, فالذي هو أولى بتأويل الكلمة, المعنى المعروف من كلام من نـزل القرآن بلسانه; ولو كان حديث ابن بُريدة, عن أبيه صحيحا, كان أولى الأقوال بالصحة, لأن رسول الله أعلم بما عنى الله جل ثناؤه, وبما أنـزل عليه.
--------------------------------------------------------------------------------
ثمّ قال رحمه الله"


وقوله: ( لَمْ يَلِدْ ) يقول: ليس بفانٍ, لأنه لا شيء يلد إلا هو فانٍ بائد
( وَلَمْ يُولَدْ ) يقول: وليس بمحدث لم يكن فكان, لأن كل مولود فإنما وجد بعد أن لم يكن, وحدث بعد أن كان غير موجود, ولكنه تعالى ذكره قديم لم يزل, ودائم لم يبد, ولا يزول ولا يفنى.

-------------------------------------------------------------------------

وقوله: ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) اختلف أهل التأويل في معنى ذلك, فقال بعضهم: معنى ذلك: ولم يكن له شبيه ولا مِثْل.
------------------------------

ثم ذكر من قال ذلك "-
------------------------------------------

وقال آخرون: معنى ذلك, أنه لم يكن له صاحبة.
--------------------------------------------------

ثم ذكر من قال ذلك "---

----------------------------------------------------------------------

ثمّ قال رحمه الله
"والكُفُؤُ والكُفَى والكِفَاء في كلام العرب واحد, وهو المِثْل والشِّبْه; ومنه قول نابغة بني ذُبيان:

لا تَقْــذِفَنِّي بِــرُكْن لا كِفَــاء لَـهُ

وَلَــوْ تَــأَثَّفَكَ الأعْــدَاءُ بـالرِّفَدِ
يعني: لا كِفَاء له: لا مثل له.

-------------------------------------------
ثمّ قال"
واختلف القرّاء في قراءة قوله: (كُفُوا) . فقرأ ذلك عامة قرّاء البصرة: (كُفُوا) بضم الكاف والفاء. وقرأه بعض قرّاء الكوفة بتسكين الفاء وهمزها " كُفْئًا ".
والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إنهما قراءتان معروفتان, ولغتان مشهورتان, فبأيَّتِهِما قرأ القارئ فمصيب.
---------------------------------
انتهى تفسير سورة الإخلاص
 

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

بارك الله فيكم أخي الكريم و ننتظر باقي السور.

و هذه طريقة مختصرة و جميلة
 

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

(بسم الل)

تقديرك لعملي يدفعني للمزيد وإن شاء الله لا أتركه حتّى أتمّه
 

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

وفقك الله أخي الكريم. و مثل هذه الاعمال فائدتها عظيمة على صاحبها و على أمته .
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

وفقك الله لما فيه الخير وفي انتظار باقي السور ان شاء الله جزيت الجنة
 

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

(بسم الل)

بعد شكر كل من مرّ وآزر نكمل

----------------------------------------------------------------------------------
تأويل سورة المسد


{ تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } *
{ سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } * { وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ } * { فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ }


--------------------------------------------------------------------------------
قال رحمه الله "
يقول تعالى ذكره: خَسِرت يدا أبي لهب، وخَسِر هو. وإنما عُنِي بقوله:
{ تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ }
تبّ عمله. وكان بعض أهل العربية يقول: قوله:
{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ }: دعاء عليه من الله.وأما قوله: { وَتَبَّ } فإنه خبر.

ويُذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: «تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَقَدْ تَبَّ». وفي دخول «قد» فيه دلالة
على أنه خبر، ويمثَّل ذلك بقول القائل لآخر: أهلَكك الله، وقد أهلكك، وجعلك صالحاً
وقد جعلك. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } قال أهل التأويل.
--------------------------------------------------------------------
ثم ذكر من قال بذلك
-----------------------------------------------------------------


ثمّ قال"


وقيل: إن هذه السورة نزلت في أبي لهب، لأن النبيّ لما خَصَّ بالدعوة عشيرتَه، إذ نزل عليه:
{ وَأنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ }وجمعهم للدعاء، قال له أبو لهب: تبا لك سائرَ اليوم، ألهذا دعوتنا
----------------------------------------------------------------
ثم ذكر الأخبار بذلك
-----------------------------------------------------------

ثمّ قال


وقوله: { ما أغْنَى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ } يقول تعالى ذكره:
أيَّ شيء أغنى عنه ماله، ودفع من سخط الله عليه
{ وَما كَسَبَ }
وهم ولده. وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
--------------------------------------

ثم ذكر الأخبار بذلك-
----------------------------------------

ثمّ قال"
وقوله: { سَيَصْلَى ناراً ذَاتَ لَهَبٍ } يقول: سيصلى أبو لهب ناراً ذات لهب.وقوله: { وَامْرأتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } يقول: سيصلى أبو لهب وامرأته حمالة الحطب، ناراً ذات لهب.
-----------------------------------
ثمّ ناقش قراءة { حَمَّالَةَ الْحَطَبِ "" فقال"


واختلفت القرّاء في قراءة { حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والكوفة والبصرة: «حَمَّالَةُ الْحَطَبِ» بالرفع، غير عبد الله بن أبي إسحاق، فإنه قرأ ذلك نصباً فيما ذُكر لنا عنه.واختُلف فيه عن عاصم، فحكي عنه الرفع فيها والنصب، وكأنّ من رفع ذلك
جعله من نعت المرأة، وجعل الرفع للمرأة ما تقدّم من الخبر، وهو «سيصلى»، وقد يجوز أن يكون رافعها الصفة، وذلك قوله: { فِي جِيدِها } وتكون «حَمَّالَة» نعتاً للمرأة.

وأما النصب فيه فعلى الذمّ، وقد يُحتمل أن يكون نصبها على القطع من المرأة، لأن المرأة معرفة، وحمالة الحطب نكرة.والصواب من القراءة في ذلك عندنا: الرفع، لأنه أفصح الكلامين فيه، ولإجماع الحجة من القرّاء عليه
----------------------------
ثمّ قال"
.واختلف أهل التأويل، في معنى قوله: { حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } فقال بعضهم: كانت تجيء بالشوك فتطرحه في طريق رسول الله ، ليدخل في قَدمه إذا خرج إلى الصلاة.
----------------------------------------------------------
ثم ذكرهم مع أقوالهم--

-----------------------------------------------------

---------------------------------------------
ثم قال


وقال آخرون: قيل لها ذلك: حمالة الحطب, لأنها كانت تحطب الكلام, وتمشي بالنميمة,
وتعير رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر.
----------------------------------------
ثم ذكرهم مع أقوالهم
------------------------------------
ثمّ قال"


وقال بعضهم: كانت تعير رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر, وكانت تحطب فعُيِّرتْ
بأنها كانت تحطب.

----------------------------------------
ثم ذكرهم مع أقوالهم

-------------------------------
ثمّ قال"


وأولى القولين في ذلك بالصواب عندي, قول من قال: كانت تحمل الشوك, فتطرحه
في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأن ذلك هو أظهر معنى ذلك.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن عيسى بن يزيد, عن ابن إسحاق, عن يزيد بن زي
د, وكان ألزم شيءٍ لمسروق, قال: لما نـزلت: ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) بلغ امرأة أبي لهب
أن النبي صلى الله عليه وسلم يهجوك, قالت: علام يهجوني ؟ هل رأيتموني كما قال
محمد أحمل حطبا؟ ( فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) ؟ فمكثت, ثم أتته, فقالت: إن ربك قلاك
وودعك', فأنـزل الله: وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى .

وقوله ( فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ )
يقول في عنقها; والعرب تسمي العنق جيدا ; ومنه قول ذي الرمة:

فعَيْنَــاكِ عَيْناهــا وَلَـوْنُكِ لَوْنُهـا

وجِــيدُكِ إلا أنَّهَــا غَـيْرُ عَـاطِلِ


-----------------------
يتبع
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

نستمر معكم في عرض مختصر تفسير الطبري لكن بمشاركات منفردة تضم يوميا لللمشاركة الأم--

------------------------------------------------------------------------------------
سورة النصر

---------------

{ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } * { وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً } * { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً }

-------------------------------------------------------------------------------
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إذا جاءك نصر الله يا محمد على قومك من قريش، والفتح: فتح مكة { ورأَيْتَ النَّاسَ } من صنوف العرب وقبائلها أهل اليمن منهم، وقبائل نزار { يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللّهِ أفْوَاجاً } يقول: في دين الله الذي ابتعثك به، وطاعتك التي دعاهم إليها { أفواجاً } ، يعني: زُمَراً، فوجاً فوجاً. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ما قلنا في قوله: { إذَا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَالْفَتْحُ }:

---------------------------------------
ثم ذكر أقوالهم
----------------------------------------
وأمَّا قوله { أفْوَاجاً } فقد تقدّم ذكره في معنى أقوال أهل التأويل. وقد:حدثني الحارث، قال: ثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { فِي دِينِ اللّهِ أفْواجاً } قال: زُمراً زُمراً.
----------------------------------------------------------------------
وقوله: { فَسَبَّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } يقول: فسبح ربَّك وعظمه بحمده وشكره، على ما أنجز لك من وعده. فإنك حينئذٍ لاحق به، وذائق ما ذاق مَنْ قَبْلك من رُسله من الموت.


وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

----------------------------------------------------
ثم ذكر أقوالهم
-------------------------------------------------
وقوله: { وَاسْتَغْفِرْهُ } يقول: وسَلْه أن يغفر ذنوبَك. { إنَّهُ كانَ تَوَّاباً }: يقول: إنه كان ذا رجوع لعبده، المطيع إلى ما يحبّ. والهاء من قوله «إنه» من ذكر الله عزّ وجلّ.
 

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

بارك الله فيك أخي الكريم يمكن دمج المشاركات المتعلقة بتفسير السورة الواحدة
 

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

بسم الله الرحمن الرحيم



قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ
مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
-

--------------------------------------------------------


قال رحمه الله"
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد , وكان المشركون من قومه فيما ذكر عرضوا عليه أن يعبدوا
الله سنة, على أن يعبد نبيّ الله آلهتهم سنة, فأنـزل الله معرفه جوابهم في ذلك

: ( قُلْ ) يا محمد لهؤلاء المشركين الذين سألوك عبادة
آلهتهم سنة, على أن يعبدوا إلهك سنة ( يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) بالله ( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )
من الآلهة والأوثان الآن ( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ) الآن
( وَلا أَنَا عَابِدٌ ) فيما أستقبل
( مَا عَبَدْتُمْ ) فيما مضى ( وَلا أَنْتُمْ
عَابِدُونَ
) فيما تستقبلون أبدا( مَا أَعْبُدُ ) أنا الآن, وفيما أستقبل.

وإنما قيل ذلك كذلك, لأن الخطاب من الله كان لرسول الله في أشخاص بأعيانهم
من المشركين, قد علم أنهم لا يؤمنون أبدا , وسبق لهم ذلك في السابق من علمه,
فأمر نبيه أن يؤيسهم من الذي طمعوا فيه, وحدّثوا به أنفسهم, وأن ذلك غير كائ
ن منه ولا منهم, في وقت من الأوقات, وآيس نبي الله من الطمع في إيمانهم, ومن
أن يفلحوا أبدا, فكانوا كذلك لم يفلحوا ولم ينجحوا, إلى أن قتل بعضهم يوم بدر
بالسيف, وهلك بعض قبل ذلك كافرا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل, وجاءت به الآثار.
------------------------------
ثم جاء بأقوال أهل التأويل-
-------------------------

ثمّ قال"
وقوله: ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) يقول تعالى ذكره:
لكم دينكم فلا تتركونه أبدا, لأنه قد ختم عليكم, وقضي أن لا تنفكوا عنه, وأنكم تموتون
عليه, ولي دين الذي أنا عليه, لا أتركه أبدا, لأنه قد مضى في سابق علم الله أني لا أنت
قل عنه إلى غيره
----------------------------------
ثم جاء بأقوال أهل التأويل-

----------------------------------
ثمّ جاء بفائدة لغويّة فقال"
وكان بعض أهل العربية يقول: كرّر قوله:
( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )
وما بعده على وجه التوكيد, كما قال:
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ,

وكقوله: لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ .
------------------------------------------------------------

آخر تأويل سورة الكافرون
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الكوثر
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3) . --


-------------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
(
يقول تعالى ذكره: ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ ) يا محمد
( الْكَوْثَرَ) واختلف أهل التأويل في معنى الكوثر, فقال بعضهم: هو نهر
في الجنة أعطاه الله نبيه محمدا . )
ثم ذكر أقوال أهل التأويل-


---------------------------

وقال آخرون: عُنِي بالكوثر: الخير الكثير.

ثم ذكر أقوالهم
---------------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: هو حوض أُعطيه رسول الله في الجنة. -

ثم ذكر أقوالهم-

---------------------------------------

ثمّ خلص إلى قوله"
وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي, قول من قال: هو اسم
النهر الذي أُعطيه رسول الله في الجنة, وصفه الله بالكثرة, لعِظَم قدره.
وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك, لتتابع الأخبار عن رسول الله بأن ذلك كذلك.
--------------------------------------------------
ثم ذكر الأخبار وإليكم بعضها
(


# , عن أنس قال: لما عُرج بنبيّ الله في الجنة, أو كما قال
, عرض له نهر حافتاه الياقوت المجوف, أو قال: المجوب
, فضرب الملك الذي معه بيده فيه, فاستخرج مسكا, فقال
محمد للملك الذي معه: " ما هَذَا؟" قال: " هذا الكوثر
الذي أعطاك الله; قال: ورفعت له سدرة المنتهى, فأبص
ر عندها أثرا عظيما " أو كما قال.


# , عن أنس, أن رسول الله , قال: " بَيْنَما أنا أسِيرُ في الجَنَّةِ
, إذْ عَرَض ليَ نَهْرٌ, حافَتاهُ قِبابُ اللُّؤْلُؤِ المُجَوَّفِ, فقالَ المَلَكُ
الَّذِي مَعَهُ: أتَدْرِي ما هَذَا؟ هَذَا الكَوْثَرُ الَّذِي أعْطاكَ اللهُ إيَّاهُ,
وَضَرَبَ بِيَدِهِ إلى أرْضِه, فأخْرَجَ مِنْ طِينِه المِسْكَ" . )

---------------------------

ثم قال أبو جعفر رحمه الله
(
وقوله: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )
اختلف أهل التأويل في الصلاة التي أمر الله نبيه أن يصليها بهذا الخطاب,

ومعنى قوله: ( وَانْحَرْ) فقال بعضهم: حضه على المواظب
ة على الصلاة المكتوبة, وعلى الحفظ عليها في أوقاتها بقوله: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) .


ثم ذكر أقوال من قال بذلك-

-----------------------------
ثم قال "


وقال آخرون: بل عُنِيَ بقوله ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ ) : الصلاة المكتوبة,
وبقوله ( وَانْحَرْ) أن يرفع يديه إلى النحر عند افتتاح الصلاة والدخول فيها.
ثم ذكر أقوال من قال بذلك-


--------------------------------
ثم قال "
وقال آخرون: عني بقوله: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ ) المكتوبة, وبقوله ( وَانْحَرْ) : نحر البُدن. -

--------------------------------------
ثم ذكر أقوال من قال بذلك--


-----------------------------------
ثمّ قال"


وقال آخرون: بل عُنِيَ بذلك: صل يوم النحر صلاة العيد, وانحر نسكك.

ثم ذكر أقوال من قال بذلك
------------------------------------------
ثم قال"
وقال آخرون: قيل ذلك للنبي , لأن قوما كانوا يصلون لغير الله,
وينحرون لغيره فقيل له. اجعل صلاتك ونحرك لله, إذ كان
من يكفر بالله يجعله لغيره.
ثم ذكر أقوال من قال بذلك-
---------------
ثمّ قال "
وقال آخرون: بل أنـزلت هذه الآية يوم الحديبية, حين حصر النبيّ وأصحابه,
وصُدّوا عن البيت, فأمره الله أن يصلي, وينحر البُدن, وينصرف, ففعل.
\ثم ذكر أقوال من قال بذلك
-------------------------------------
ثمّ قال "

وقال آخرون: بل معنى ذلك: فصل وادع ربك وسله.
ثم ذكر أقوال من قال بذلك-


---------------------------------------
ثمّ قال
(
وكان بعض أهل العربية يتأوّل قوله: ( وَانْحَرْ) واستقبل القبلة بنحرك.
وذُكر أنه سمع بعض العرب يقول: منازلهم تتناحر: أي هذا بنحر هذا:
أي قبالته. وذكر أن بعض بني أسد أنشده:

أبــا حَـكَمٍ هَـلْ أنْـتَ عَـمُّ مُجَـالِدٍ

وَسَــيِّدُ أهْــلِ الأبْطَــحِ المُتَنَـاحِرِ
أي ينحر بعضه بعضا.

-------------------------------------
ثمّ خلص إلى قوله فقال "

وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: معنى ذلك: فاجعل صلاتك
كلها لربك خالصا دون ما سواه من الأنداد والآلهة, وكذلك نحرك اجعله له
دون الأوثان, شكرا له على ما أعطاك من الكرامة والخير الذي لا كفء
له, وخصك به, من إعطائه إياك الكوثر.
وإنما قلت: ذلك أولى الأقوال بالصواب في ذلك, لأن الله جلّ ثناؤه أخبر نبيه
بما أكرمه به من عطيته وكرامته, وإنعامه عليه بالكوثر, ثم أتبع ذلك
قوله: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) , فكان
معلوما بذلك أنه خصه بالصلاة له, والنحر على الشكر له, على ما أعلمه
من النعمة التي أنعمها عليه, بإعطائه إياه الكوثر, فلم يكن لخصوص
بعض الصلاة بذلك دون بعض, وبعض النحر دون بعض وجه, إذ كان
حثا على الشكر على النِّعَم.
فتأويل الكلام إذن: إنا أعطيناك يا محمد الكوثر, إنعاما منا عليك به, وتكرمة
منا لك, فأخلص لربك العبادة, وأفرد له صلاتك ونسكك, خلافا لما يفعل
ه من كفر به, وعبد غيره, ونحر للأوثان. )

----------------------------
ثمّ قال رحمه الله
(
وقوله: ( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ ) يعني بقوله
جل ثناؤه: ( إِنَّ شَانِئَكَ ) إن مبغضك يا محمد وعدوك ( هُوَ الأبْتَرُ ) يعني
بالأبتر: الأقلّ والأذلّ المنقطع دابره, الذي لا عقب له.
واختلف أهل التأويل في المعنيّ بذلك, فقال بعضهم: عني به
العاص بن وائل السهميّ. )
------------------------------
ثم ذكر أقوال من قال بذلك
-------------------------------
ثمّ قال "وقال آخرون: بل عني بذلك: عقبة بن أبي معيط.


ثم ذكر قول من قال بذلك-


-----------------------------------
ثمّ قال "وقال آخرون: بل عني بذلك جماعة من قريش.
ثم ذكر أقوال من قال بذلك
-------------------------------------
ثم خلص إلى قوله فقال
(
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر
أن مُبغض رسول الله هو الأقلّ الأذلّ, المنقطع عقبه, فذلك صفة كل من
أبغضه من الناس, وإن كانت الآية نـزلت في شخص بعينه.

-----------------------------------------------

http://attaweel.net/vb/index.php
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

جزاك الله خيرا
 

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الوجيز في تأويل القرآن العزيز

(بسم الل)

لا أرى مبررا لحذف التوقيع--

http://attaweel.net/vb/index.php

ولو كتبت أيّها المشرف عندنا لسمحنا لك بالتوقيع- باسم المزامير -ولسنا والحمد لله غير مسلمين--وكلنا نحمل الدعوة --وليس لنا غير الله حاجة
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع