إعلانات المنتدى


من فوائد معرفة أسماء الله تعالى وصفاته

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
(بسم الل)

من فوائد معرفة أسماء الله تعالى وصفاته

لفضيلة الشيخ : عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر

قال الشيخ عبد الرزاق وفقه الله

فإن معرفة أسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة،والتي تدل على كمال الله المطلق من كافة الوجوه لَمِن لأعظم أبواب العلم التي يحصل بها زيادة الإيمان،والاشتغال بمعرفتها وفهمها والبحث التام عنها مشتمل على فوائد عظيمة وكثيرة ،منها :

1-أن علم توحيد الأسماء والصفات أشرف العلوم وأجلّها على الإطلاق ،فالاشتغال بفهمه والبحث عنه اشتغال بأعلى المطالب وحصوله للعبد من أشرف المواهب .

2-أن معرفة الله تدعو إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاص العمل له ،وهذا عين سعادة العبد ، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه وصفاته والتفقه في فهم معانيها .

3- أن الله خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه ،وهذا هو الغاية المطلوبة منهم، فالاشتغال بذلك اشتغال بما خلق له العبد ،وتركه وتضييعه إهمال لماخلق العبد له ،وقبيح بعبد لم تزل نعم الله عليه متواترة ،وفضله عليه عظيم من كل وجه أن يكون جاهلًا بربه معرضًا عن معرفته .

4- أن أحد أركان الإيمان ،بل أفضلها وأصلها الإيمان بالله ،وليس الإيمان مجرد قوله: آمنت بالله من غير معرفته بربه ،بل حقيقة الإيمان أن يعرف الذي يؤمن به ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته حتى يبلغ درجة اليقين ،وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه ،فكلما ازداد معرفة بربه ،ازداد إيمانه ،وكلما نقص نقص ، وأقرب طريق يوصله إلى ذلك تدبر صفاته وأسمائه –سبخانه وتعالى - .

5- أن العلم به تعالى أًصل الأشياء كلها حتى إن العارف به حق المعرفة ،يستدل بما عرف من صفاته وأفعاله على ما يفعله ،وعلى ما يشرعه من أحكام ؛لأنه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته ،فأفعاله دائرة بين العدل والفضل والحكمة ،ولذلك لا يشرع ما يشرعه من الأحكام إلا على حسب ما اقتضاه حمده وحكمته وفضله وعدله ،فأخباره كلها حق وصدق ،وأوامره ونواهيه عدل وحكمة .
المصدر :
أسباب زيادة الإيمان ونقصانه
لفضيلة الشيخ : عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: من فوائد معرفة أسماء الله تعالى وصفاته

ومما يضاف إلى ما ذكره الشيخ عبد الرزاق حفظه الله :
1 - أن يسعى العبد إلى الاتصاف بهذه الصفات على ما يليق به لأنها صفات كمال فالكرم والرحمة والعفو والرأفة والعلم ونحوها من الصفات العظيمة هي مما يشرع للمرء الاتصاف بها على ما يليق به لكن هذا ليس في جميع الصفات بل هناك من الصفات ما هو صفة كمال لله عز وجل وحده ولا يجوز للمخلوق أن يتصف بها لدلالة النصوص الشرعية على ذلك .

2 - أن كل صفة من الصفات تورث في العبد عملاً وسلوكاً فصفة العلم والإحاطة والمعية والسمع والبصر والرؤية والغضب والسخط ونحوها تورث الخوف من الله والخشية كما ان صفة العلم والإحاطة والمعية والسمع والبصر والرؤية والرحمة والرأفة والرضا والفرح والضحك تورث الرجاء وصفة العظمة والجبروت والقهر والكبرياء تورث العظمة وهكذا سائر الصفات إذا علم المرء معانيها التي دلت عليها النصوص وذكرها أهل العلم .

3 - أن معرفة صفات الله عز وجل تجعل المرء يعلم ما اتصف به الرب عز وجل من صفات الكمال التي يستحق بها أن يكون مألوهاصً معبوداً وما تنزه عنه من صفات النقص التي تتصف بها المعبودات المخلوقة التي بين الله عز وجل نقصها في كتابه فهو عز وجل عليم سميع بصير متكلم قادر خالق رازق محي مميت قاهر جبار هو الأول ليس قبله شيء والآخر ليس بعده شيء لم يلد ولم يولد ولا يموت ولا ينام فهذه الصفات العظيمة تدل على استحقاقه للألوهية ، ولذلك رأينا ان الله عز وجل يستدل بأفعاله في كتابه كالخق والرزق والإحياء والإماته والنفع والضر على استحقاقه للألوهية .

4 - أن معرفة صفات الله عز وجل تورث العبد ذلاً وخضوعاً وانكساراً وفقراً ؛ لأنه يستصغر نفسه عندما يعلم هذه الصفات العظيمة ويقارنها بصفاته الناقصة فهو فقير وجد من العدم يموت وينام ويغفل ويجهل ويمرض ويجوع .

5 - أن العلم يشرف بشرف متعلقه ومتعلق هذا العلم هو الله العظيم .

6 - أن حاجة المخلوق لمعرفة صفات الله عز وجل أعظم من حاجته للطعام والشراب إذ في القلب فقر وخلة وفاقة لا يسدها إلا معرفة الله عز وجل وفي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه وفيه خوف لا يؤمنه إلا الالتجاء والركون إليه .


ينظر : مدارج السالكين ( 3 / 164 )
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع