- 11 نوفمبر 2005
- 19,977
- 75
- 48
- الجنس
- أنثى
-بسم الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التنافس بين النسوة أمر جبلن عليه. والغيرة بينهن أشد ظهوراً منها بين الرجال . وهي بين الضرائر أشد وأقوى من غيرهن ..... وهكذا .
لكن الأخلاق الإسلامية تعلمنا أن نتجاوز هذا ..
فتصفو القلوب .
وتتسامح النفوس .
ويدعو كلٌ لأخيه .
وكلٌ لأختها بالمغفرة.
فإذا علمت هذا أختنا المسلمة كان عليك أن تسمي بنفسك فوق مشاعر الغيرة .
وتدافعيها في نفسك مهما كانت قوية .
وتذكري الآخرة وما فيها من حساب شديد .
والجنة وما فيها من نعيم عظيم .
فتصرفي نفسك نحوها .
وتزهدي في الدنيا ومتاعها الزائل .
لاأطلب منك أن تتجردي من مشاعرك . وتنتزعي من نفسك عواطفها .فهذا أمر يكاد يكون مستحيلاً .
فحتى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كان بينهن غيرة .
وكان بينهن تنافس .
لكن خلقهن الإسلامي كان الضابط لهذه المشاعر . فلا يتجاوزن خلقاً أو أدباً .
وتأملي هذه المصافاة . وهذه المسامحة الكريمة . بين ثلاث من أمهات الؤمنين . رضي الله عنهن جميعاً . ففيها حث لك على مسامحة أخواتك في الله .
أخرج ابن سعد عن عائشة رضي الله عنها . قالت : دعتني أم حبيبة . رضي الله عنها . زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها فقالت : قد يكون بيننا مابين الضرائر . فغفر الله لي ولك ماكان من ذلك . فقلت : غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلّلك من ذلك . فقالت : سررتني سّرك الله . وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك .
أليس مشهداً مؤثراً : الموت اقترب من أم حبيبة . رضي الله عنها . فتستسمح عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما .
فلا تترددان بالإستجابة . ويتبادلن جميعاً الدعاء بالمغفرة ؟!
إنها تذكرة لك أختي المسلمة . فقد مضت على هذه الأرض أجيال وأجيال . غادرتها جميعها دون أن تأخذ معها إلى ربها غير عملها.
وستمضين ياأخت . وسنمضي نحن جميعاً . ولن نحمل معنا غير عملنا . فإن كان عملنا صالحاً في معظمه . فقد فزنا وأفلحنا . وإلا فالحساب والعذاب .
إذا وضعت هذا في تصورك . وحاولت ألا يغيب عنك . فلا شك أنك ستغفرين لأخواتك في الله . ولقريباتك وصديقاتك . لأن في مغفرتك لهن أجراً ليس بالقليل .
واقرئي هذه الآيات الكريمة التي تحث المؤمنين على المغفرة لإخوانهم :
(( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )) النور: 22
وقوله تعالى (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ماغضبوا هم يغفرون )) الشورى: 37
وقوله تعالى (( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )) الشورى : 43
وقوله تعالى (( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم )) التغابن: 14
ويقول الله تعالى (( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله )) الجاثية : 14.
قال الففضيل بن عياض :
إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلاً فقل : ياأخي اعف عنه . فإن العفو أقرب للتقوى . فإن قال : لايحتمل قلبي العفو ولكن انتصر كما أمرني الله . عز وجل . فقل له : إن كنت تحسن أن تنتصر ( أي إذا أحسنت الإنتصار ولم تتجاوز به الحد فافعل ) وإلا فارجع إلى باب العفو فإنه باب واسع . وإنه من عفا وأصلح فأجره على الله . وصاحب العفو ينام على فراشه في الليل . وصاحب الإنتصار يقلب الأمور ( أي يفكر كيف سينتصر لنفسه . أي أسلوب يتبع . وأي طريق يسلك . هل يقول له كذا . أم يفعل كذا . وبالطبع فإن مثل هذا سيؤرقه فلا ينام ) .
واقرئي أختي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر فيه من يتجاوز عن أخيه . ويغضي عن إسائته :
(( مامن عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله .إلا أعزه الله تعالى بها ونصره )) رواه أبو داود وحديث
(( مازاد الله تعالى عبداً بعفو إلا عزاً )) حديث صحيح .
والآن .أختي المسلمة إذا صارت لديك قناعة بهذا العفو ، ورغبة في العمل به فاحرصي على مايلي :
1- إذا كنت قد قاطعت قريبة لك . لأي أمر ليس فيه مخالفة لشرع الله . فبادري إلى الاتصال بها أو زوريها . وإذا تحرجت من زيارتها وحدك . فاجعلي زيارتك لها ضمن مجموعة من القريبات .
2- ارغمي نفسك على العفو عند المقدرة . وقاومي في نفسك رغبتها في الانتصار المنتقم . واخفضي جناحك لأخواتك في الله . وضعي أمام نفسك دائماً هاذين الخيارين : الانتصار الذي لايترتب عليه الأجر . أم العفو والمغفرة اللتان تجلبان لك الثواب العظيم . والطمأنينة النفسية المريحة .
3- تذكري الموت باستمرار . فتذكر الموت يميت في النفس مشاعر الغضب والانتقام . ويدفع المؤمن إلى التفكير بالآجلة الباقية . ويصرفه عن العاجلة الزائلة . ومافيها من رغائب النفس .
ومما يساعدك على تذكر الموت :
* قراءة موعظة الصالحين .
* ذكر من مات في القريب من الأقارب والمعارف .
* تأملي سرعة مرور الأيام وتوالي الشهور والسنين .
أختي المسلمة :
أدعو الله لك أن يرزقك نفساً مطمئنة . تغفر ظلم الآخرين لها . وتتجاوز عن إساءات المسيئين والمسيئات . إنه سميع مجيب .
الفوائد المنتقاة :
1- الأجر العظيم الذي أعده الله للعافين عن الناس مع المقدرة .
2- ديننا الإسلامي دائماً وأبداً يدعو لما يسمو بالنفوس ويحقق لها رفعتها .
3- العفو عن الناس وكظم الغيظ له أثره الكبير على النفس فهو يمحو عنها إحساسها بالحقد والكراهية وتشعر النفس بتفاهة ذلك الموقف .
4- إن الله سبحانه وتعالى لايدعو لشيء إلا وفيه الحكمة من ذلك فالدعوة بالعفو والصفح من شأنه أن يؤدي إلى ترابط المسلمين وتماسكهم ويسمو بهم عن الأحقاد والتباغض .
كتاب / رسالة إلى مؤمنة
محمد العويد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التنافس بين النسوة أمر جبلن عليه. والغيرة بينهن أشد ظهوراً منها بين الرجال . وهي بين الضرائر أشد وأقوى من غيرهن ..... وهكذا .
لكن الأخلاق الإسلامية تعلمنا أن نتجاوز هذا ..
فتصفو القلوب .
وتتسامح النفوس .
ويدعو كلٌ لأخيه .
وكلٌ لأختها بالمغفرة.
فإذا علمت هذا أختنا المسلمة كان عليك أن تسمي بنفسك فوق مشاعر الغيرة .
وتدافعيها في نفسك مهما كانت قوية .
وتذكري الآخرة وما فيها من حساب شديد .
والجنة وما فيها من نعيم عظيم .
فتصرفي نفسك نحوها .
وتزهدي في الدنيا ومتاعها الزائل .
لاأطلب منك أن تتجردي من مشاعرك . وتنتزعي من نفسك عواطفها .فهذا أمر يكاد يكون مستحيلاً .
فحتى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كان بينهن غيرة .
وكان بينهن تنافس .
لكن خلقهن الإسلامي كان الضابط لهذه المشاعر . فلا يتجاوزن خلقاً أو أدباً .
وتأملي هذه المصافاة . وهذه المسامحة الكريمة . بين ثلاث من أمهات الؤمنين . رضي الله عنهن جميعاً . ففيها حث لك على مسامحة أخواتك في الله .
أخرج ابن سعد عن عائشة رضي الله عنها . قالت : دعتني أم حبيبة . رضي الله عنها . زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها فقالت : قد يكون بيننا مابين الضرائر . فغفر الله لي ولك ماكان من ذلك . فقلت : غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلّلك من ذلك . فقالت : سررتني سّرك الله . وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك .
أليس مشهداً مؤثراً : الموت اقترب من أم حبيبة . رضي الله عنها . فتستسمح عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما .
فلا تترددان بالإستجابة . ويتبادلن جميعاً الدعاء بالمغفرة ؟!
إنها تذكرة لك أختي المسلمة . فقد مضت على هذه الأرض أجيال وأجيال . غادرتها جميعها دون أن تأخذ معها إلى ربها غير عملها.
وستمضين ياأخت . وسنمضي نحن جميعاً . ولن نحمل معنا غير عملنا . فإن كان عملنا صالحاً في معظمه . فقد فزنا وأفلحنا . وإلا فالحساب والعذاب .
إذا وضعت هذا في تصورك . وحاولت ألا يغيب عنك . فلا شك أنك ستغفرين لأخواتك في الله . ولقريباتك وصديقاتك . لأن في مغفرتك لهن أجراً ليس بالقليل .
واقرئي هذه الآيات الكريمة التي تحث المؤمنين على المغفرة لإخوانهم :
(( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )) النور: 22
وقوله تعالى (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ماغضبوا هم يغفرون )) الشورى: 37
وقوله تعالى (( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )) الشورى : 43
وقوله تعالى (( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم )) التغابن: 14
ويقول الله تعالى (( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله )) الجاثية : 14.
قال الففضيل بن عياض :
إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلاً فقل : ياأخي اعف عنه . فإن العفو أقرب للتقوى . فإن قال : لايحتمل قلبي العفو ولكن انتصر كما أمرني الله . عز وجل . فقل له : إن كنت تحسن أن تنتصر ( أي إذا أحسنت الإنتصار ولم تتجاوز به الحد فافعل ) وإلا فارجع إلى باب العفو فإنه باب واسع . وإنه من عفا وأصلح فأجره على الله . وصاحب العفو ينام على فراشه في الليل . وصاحب الإنتصار يقلب الأمور ( أي يفكر كيف سينتصر لنفسه . أي أسلوب يتبع . وأي طريق يسلك . هل يقول له كذا . أم يفعل كذا . وبالطبع فإن مثل هذا سيؤرقه فلا ينام ) .
واقرئي أختي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر فيه من يتجاوز عن أخيه . ويغضي عن إسائته :
(( مامن عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله .إلا أعزه الله تعالى بها ونصره )) رواه أبو داود وحديث
(( مازاد الله تعالى عبداً بعفو إلا عزاً )) حديث صحيح .
والآن .أختي المسلمة إذا صارت لديك قناعة بهذا العفو ، ورغبة في العمل به فاحرصي على مايلي :
1- إذا كنت قد قاطعت قريبة لك . لأي أمر ليس فيه مخالفة لشرع الله . فبادري إلى الاتصال بها أو زوريها . وإذا تحرجت من زيارتها وحدك . فاجعلي زيارتك لها ضمن مجموعة من القريبات .
2- ارغمي نفسك على العفو عند المقدرة . وقاومي في نفسك رغبتها في الانتصار المنتقم . واخفضي جناحك لأخواتك في الله . وضعي أمام نفسك دائماً هاذين الخيارين : الانتصار الذي لايترتب عليه الأجر . أم العفو والمغفرة اللتان تجلبان لك الثواب العظيم . والطمأنينة النفسية المريحة .
3- تذكري الموت باستمرار . فتذكر الموت يميت في النفس مشاعر الغضب والانتقام . ويدفع المؤمن إلى التفكير بالآجلة الباقية . ويصرفه عن العاجلة الزائلة . ومافيها من رغائب النفس .
ومما يساعدك على تذكر الموت :
* قراءة موعظة الصالحين .
* ذكر من مات في القريب من الأقارب والمعارف .
* تأملي سرعة مرور الأيام وتوالي الشهور والسنين .
أختي المسلمة :
أدعو الله لك أن يرزقك نفساً مطمئنة . تغفر ظلم الآخرين لها . وتتجاوز عن إساءات المسيئين والمسيئات . إنه سميع مجيب .
الفوائد المنتقاة :
1- الأجر العظيم الذي أعده الله للعافين عن الناس مع المقدرة .
2- ديننا الإسلامي دائماً وأبداً يدعو لما يسمو بالنفوس ويحقق لها رفعتها .
3- العفو عن الناس وكظم الغيظ له أثره الكبير على النفس فهو يمحو عنها إحساسها بالحقد والكراهية وتشعر النفس بتفاهة ذلك الموقف .
4- إن الله سبحانه وتعالى لايدعو لشيء إلا وفيه الحكمة من ذلك فالدعوة بالعفو والصفح من شأنه أن يؤدي إلى ترابط المسلمين وتماسكهم ويسمو بهم عن الأحقاد والتباغض .
كتاب / رسالة إلى مؤمنة
محمد العويد