- 19 يونيو 2006
- 3,442
- 5
- 38
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
[align=center](بسم الل) [/align]
[align=center]إننا نسعى بجهدنا هذا إلى تربية أبنائنا والتربية شيء غير التعليم ، فإننا نرمى إلى تكوين إنسان يرفض الجهل والضعف والخمول وينتقل من كونه متفرجا ومشاهدا إلى أن يكون إنسان فعالا محب للإطلاع قوى الشخصية رفيع الذوق مخلصا لدينه مدافعا عن وطنه وماله وعرضه ، فالإنسان إذا ولد لا يصيح إنسان بالمعنى الصحيح للإنسانية إلا إذا قام على تربيته ورعايته إنسان مثله ، وان الخطوط العريقة لشخصية هذا الإنسان ( الطفل ) إنما تنسب إلى السنوات الأولى من عمره .
والله تبارك وتعالى (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً ) فان الإنسان يولد ويخرج إلى هذه الحياة طفلا ضعيفا وهو بحاجة شديدة لخبرات ومهارات الحياة والمجتمع . لهذا زود الله تبارك وتعالى الأطفال بحب التساؤل وحب الإطلاع وحب معرفة الأسباب فنحن كثيرا ما نقف أمام أبنائنا ونتصور إننا نقف أمام فيلسوف كبير وان كان في سن صغيرة . وأسئلة الأطفال من المسائل الهامة التي يجب أن يتعلمها الآباء والأمهات بل والمدرسون أقول يتعلمها من الصغار عملا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم ) : (طلب العلم فريضة على كل مسلم ) .
ولكن ـ وللأسف الشديد ـ فان الكبار كثيرا ما يخمدون هذه الروح الجميلة وهذه التساؤلات العظيمة لدى الأطفال تارة بالكذب عليهم حتى يتخلصون من عبأ التفكير في الرد على تساؤلاتهم أو باستعمال جواب من الخرافات فينسبون الأشياء إلى عالم وهمي خرافي ليتخلصوا من الإجابة أو تارة بالنهر والزجر ( بلاش فلسفة ) ( وبلاش قلبة دماغ ) وحين أخرى بالتريقة أو الاستهزاء مما ينتج عنه إن هؤلاء الصغار ذوى معلومات قليلة ويظهر ذلك في المذاكرة المدرسية وكره المدرسة والمدرسين وتفاهة الأسئلة الدينية والدنيوية التي يسالون عنها وهذا هو احد الأسباب الأساسية في جهل كثيرا من الشباب بل ومن الكبار طيلة حياتهم .
وهكذا قيل لنا في الحكمة ( من أدب ولده صغيرا سر به كبيرا ) . ولا يكون هذا إلا بالسؤال والجواب والمحاولة والتجربة والخطأ ، وان الله تعالى كثيرا ما وجهنا للتفكير والتساؤل والنظر إلى مخلوقاته وكثيرا ما قال لنا (أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) أو (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) أو قال(أَفَلاَ يَعْقِلُونَ) ، حتى أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قال مرة تعقيبا على بعض الآيات (ويل لمن قراه ولم يفكر فيها ) ، والناجحون في الحياة والنابغون من رجال ونساء إنما هم أطفال استطاعوا في سن الطفولة البريئة أن يسالوا أسئلة ذكية ووجدوا لها العقلاء من الآباء والأمهات والمدرسين الذين أجابوهم بأجوبة تنفعهم منفعة عالية في حياتهم .
وأما كبت حب التساؤل عند الأطفال وهذه الروح الجميلة للمعرفة إنما هو تدمير وإفساد لعقول هؤلاء الأطفال الذين من الممكن أن نجعل منهم مفكرين وناجحين مبدعين أحرارا ذوى طموحات عالية . في الحقيقة ليس هناك أسئلة غبية ولكن الغباء أن تتوقف عن السؤال .
وأما في حالة الأسئلة المحرجة فيكفيك أيها الآباء وأيتها الأمهات احدي هاتين الإجابتين فإما تكون الإجابة هي لعدم علمك (اى للأسف الاعتراف بجهلك ) كأن ترد وتقول :هذا سؤال لطيف ولكن لا تحضرني الإجابة عليه الآن لو أعطيتني الفرصة لأبحث وأخبرك بالرأي الصحيح . هذه إجابة رقيقة ومحترمة وان كانت اعتراف بعدم العلم .
وأيضا من الممكن أن ترد باستخدام الحكمة في الكلام كأن تقول : مثلا هذا سؤال جيد ولكن لعلك لن تستفيد من الإجابة عليه في مثل سنك الآن وعندما تكبر وتنهج سوف تفهم هذا بسهولة وحتى بدون مساعدة احد من الناس . ولكن أيها الآباء وآيتها الأمهات ينبغي أن لا نلجأ لتلك الإجابات إلا عند الضرورة فقط اى لا نصد أطفالنا فيفقدون روح التساؤل .
بل علينا أن نعلم أولادنا كيف يكتشفون قدراتهم وذواتهم ، وعلينا أيضا أن نحسن استقبال أسئلتهم مهما كانت ، عملا بالمثل القائل اسأل يا بنى فان ذلك خير لك من أن تبقى طول العمر جاهلا ، فلنحترم عقول أبنائنا ولا نتركهم حائرين مشتتين بين أقرانهم لا يجدون إجابات واضحة لما يعتريهم من تساؤلات هامة تفتح لهم أفاق الحياة ،ولنفتح لأطفالنا في قلوبنا وأوقاتنا روح التساؤل ونساعدهم على المزيد من الأسئلة ليتعرفوا منا نحن الكبار على الإجابات الصحيحة الواضحة ولا نستعمل معهم سياسة فرض المعرفة والمعلومات ، فيخرج إلينا أطفالا جهالا مقهورين .
فما خلق الله لنا شيئا على سبيل العبث أو اللهو أو الباطل بل قال بعد أن استعرض آياته في السموات والأرض في سورة ال عمران فقال : (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ ) إن تفشى الأمية الدينية والأمية العلمية والثقافية الاجتماعية إنما سببه قتل روح التساؤل عند الصغار بسبب سعى الآباء إلى لقمة العش متناسين شرف المهمة العظيمة التي أوكلها الله تبارك وتعالى للآباء والأمهات من الرعاية لهذا المخلوق العظيم وهو الإنسان .
فان حق أبنائنا في حسن التربية والرعاية لهم إنما يتضمن تحفيز روح التساؤل والتحمل والتصبر حتى يخرجوا لنا ابناءا صالحين متوازنين كما روى عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ( أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم )
وقال احد الحكماء أفضل ما يورث الآباء الأبناء الثناء الحسن والأدب النافع والصحبة الصالحة .
المصدر[/align]
[align=center]إننا نسعى بجهدنا هذا إلى تربية أبنائنا والتربية شيء غير التعليم ، فإننا نرمى إلى تكوين إنسان يرفض الجهل والضعف والخمول وينتقل من كونه متفرجا ومشاهدا إلى أن يكون إنسان فعالا محب للإطلاع قوى الشخصية رفيع الذوق مخلصا لدينه مدافعا عن وطنه وماله وعرضه ، فالإنسان إذا ولد لا يصيح إنسان بالمعنى الصحيح للإنسانية إلا إذا قام على تربيته ورعايته إنسان مثله ، وان الخطوط العريقة لشخصية هذا الإنسان ( الطفل ) إنما تنسب إلى السنوات الأولى من عمره .
والله تبارك وتعالى (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً ) فان الإنسان يولد ويخرج إلى هذه الحياة طفلا ضعيفا وهو بحاجة شديدة لخبرات ومهارات الحياة والمجتمع . لهذا زود الله تبارك وتعالى الأطفال بحب التساؤل وحب الإطلاع وحب معرفة الأسباب فنحن كثيرا ما نقف أمام أبنائنا ونتصور إننا نقف أمام فيلسوف كبير وان كان في سن صغيرة . وأسئلة الأطفال من المسائل الهامة التي يجب أن يتعلمها الآباء والأمهات بل والمدرسون أقول يتعلمها من الصغار عملا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم ) : (طلب العلم فريضة على كل مسلم ) .
ولكن ـ وللأسف الشديد ـ فان الكبار كثيرا ما يخمدون هذه الروح الجميلة وهذه التساؤلات العظيمة لدى الأطفال تارة بالكذب عليهم حتى يتخلصون من عبأ التفكير في الرد على تساؤلاتهم أو باستعمال جواب من الخرافات فينسبون الأشياء إلى عالم وهمي خرافي ليتخلصوا من الإجابة أو تارة بالنهر والزجر ( بلاش فلسفة ) ( وبلاش قلبة دماغ ) وحين أخرى بالتريقة أو الاستهزاء مما ينتج عنه إن هؤلاء الصغار ذوى معلومات قليلة ويظهر ذلك في المذاكرة المدرسية وكره المدرسة والمدرسين وتفاهة الأسئلة الدينية والدنيوية التي يسالون عنها وهذا هو احد الأسباب الأساسية في جهل كثيرا من الشباب بل ومن الكبار طيلة حياتهم .
وهكذا قيل لنا في الحكمة ( من أدب ولده صغيرا سر به كبيرا ) . ولا يكون هذا إلا بالسؤال والجواب والمحاولة والتجربة والخطأ ، وان الله تعالى كثيرا ما وجهنا للتفكير والتساؤل والنظر إلى مخلوقاته وكثيرا ما قال لنا (أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) أو (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) أو قال(أَفَلاَ يَعْقِلُونَ) ، حتى أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قال مرة تعقيبا على بعض الآيات (ويل لمن قراه ولم يفكر فيها ) ، والناجحون في الحياة والنابغون من رجال ونساء إنما هم أطفال استطاعوا في سن الطفولة البريئة أن يسالوا أسئلة ذكية ووجدوا لها العقلاء من الآباء والأمهات والمدرسين الذين أجابوهم بأجوبة تنفعهم منفعة عالية في حياتهم .
وأما كبت حب التساؤل عند الأطفال وهذه الروح الجميلة للمعرفة إنما هو تدمير وإفساد لعقول هؤلاء الأطفال الذين من الممكن أن نجعل منهم مفكرين وناجحين مبدعين أحرارا ذوى طموحات عالية . في الحقيقة ليس هناك أسئلة غبية ولكن الغباء أن تتوقف عن السؤال .
وأما في حالة الأسئلة المحرجة فيكفيك أيها الآباء وأيتها الأمهات احدي هاتين الإجابتين فإما تكون الإجابة هي لعدم علمك (اى للأسف الاعتراف بجهلك ) كأن ترد وتقول :هذا سؤال لطيف ولكن لا تحضرني الإجابة عليه الآن لو أعطيتني الفرصة لأبحث وأخبرك بالرأي الصحيح . هذه إجابة رقيقة ومحترمة وان كانت اعتراف بعدم العلم .
وأيضا من الممكن أن ترد باستخدام الحكمة في الكلام كأن تقول : مثلا هذا سؤال جيد ولكن لعلك لن تستفيد من الإجابة عليه في مثل سنك الآن وعندما تكبر وتنهج سوف تفهم هذا بسهولة وحتى بدون مساعدة احد من الناس . ولكن أيها الآباء وآيتها الأمهات ينبغي أن لا نلجأ لتلك الإجابات إلا عند الضرورة فقط اى لا نصد أطفالنا فيفقدون روح التساؤل .
بل علينا أن نعلم أولادنا كيف يكتشفون قدراتهم وذواتهم ، وعلينا أيضا أن نحسن استقبال أسئلتهم مهما كانت ، عملا بالمثل القائل اسأل يا بنى فان ذلك خير لك من أن تبقى طول العمر جاهلا ، فلنحترم عقول أبنائنا ولا نتركهم حائرين مشتتين بين أقرانهم لا يجدون إجابات واضحة لما يعتريهم من تساؤلات هامة تفتح لهم أفاق الحياة ،ولنفتح لأطفالنا في قلوبنا وأوقاتنا روح التساؤل ونساعدهم على المزيد من الأسئلة ليتعرفوا منا نحن الكبار على الإجابات الصحيحة الواضحة ولا نستعمل معهم سياسة فرض المعرفة والمعلومات ، فيخرج إلينا أطفالا جهالا مقهورين .
فما خلق الله لنا شيئا على سبيل العبث أو اللهو أو الباطل بل قال بعد أن استعرض آياته في السموات والأرض في سورة ال عمران فقال : (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ ) إن تفشى الأمية الدينية والأمية العلمية والثقافية الاجتماعية إنما سببه قتل روح التساؤل عند الصغار بسبب سعى الآباء إلى لقمة العش متناسين شرف المهمة العظيمة التي أوكلها الله تبارك وتعالى للآباء والأمهات من الرعاية لهذا المخلوق العظيم وهو الإنسان .
فان حق أبنائنا في حسن التربية والرعاية لهم إنما يتضمن تحفيز روح التساؤل والتحمل والتصبر حتى يخرجوا لنا ابناءا صالحين متوازنين كما روى عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ( أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم )
وقال احد الحكماء أفضل ما يورث الآباء الأبناء الثناء الحسن والأدب النافع والصحبة الصالحة .
المصدر[/align]