- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
(حلَّاق القرية)
قال المازني:
(وقعت لي هذه الحادثة في الريف منذ سنواتٍ، قبل أن تَتَغَلْغَلَ المدنيةُ إلى أنأى قراه، وكنت أنا الجاني على نفسي فيها، فقد عرض عليَّ، مُضيفي أن أستعمل موساه، فأبيت، وأصررتُ على أن يجيء حلَّاق القرية، فجاء بعد ساعات يحمل ما ظننته في أول الأمر مخلاة شعيرٍ، وبعد لأيٍ أخرج منها مقصاً كبيراً جداً، فسألته: (هل في القرية فيل)؟ فقال: (ولماذا؟) فأشرت إلى المقص، فضحك وقال: (هذا مقص حمير ولا مؤاخذة)! فقلت: (لماذا لم تجئني إلا بمقص الحمير، أحماراً تراني)؟ فلم يعتذر، ولم يعبأ بسؤالي، ثم أخرج موسى من طراز المقص، وأقبل عليَّ قائلاً: (تفضل، اجلس على الأرض). فقلت: (ألا يمكن أن تحلق وأنا جالس على الكرسي)؟ فأجاب: (وأنا)؟ قلت في سرّي: ( وأنت تذهب إلى جهنم، وبئس المصير).
جلستُ، فجذب رأسي وأهوى بموساه على وجهي، فسلخ قطعة من جلدي، فردَّني الألم إلى الحياة، وآتاني القوة الكافية للصراخ، ووثبت أريد الباب، فأرجعني بقوة، وجلست بين يديه، مسلِّماً أمري إلى الله) اهـ.(المعجم المفصل في الإملاء) [ص:160].
قال المازني:
(وقعت لي هذه الحادثة في الريف منذ سنواتٍ، قبل أن تَتَغَلْغَلَ المدنيةُ إلى أنأى قراه، وكنت أنا الجاني على نفسي فيها، فقد عرض عليَّ، مُضيفي أن أستعمل موساه، فأبيت، وأصررتُ على أن يجيء حلَّاق القرية، فجاء بعد ساعات يحمل ما ظننته في أول الأمر مخلاة شعيرٍ، وبعد لأيٍ أخرج منها مقصاً كبيراً جداً، فسألته: (هل في القرية فيل)؟ فقال: (ولماذا؟) فأشرت إلى المقص، فضحك وقال: (هذا مقص حمير ولا مؤاخذة)! فقلت: (لماذا لم تجئني إلا بمقص الحمير، أحماراً تراني)؟ فلم يعتذر، ولم يعبأ بسؤالي، ثم أخرج موسى من طراز المقص، وأقبل عليَّ قائلاً: (تفضل، اجلس على الأرض). فقلت: (ألا يمكن أن تحلق وأنا جالس على الكرسي)؟ فأجاب: (وأنا)؟ قلت في سرّي: ( وأنت تذهب إلى جهنم، وبئس المصير).
جلستُ، فجذب رأسي وأهوى بموساه على وجهي، فسلخ قطعة من جلدي، فردَّني الألم إلى الحياة، وآتاني القوة الكافية للصراخ، ووثبت أريد الباب، فأرجعني بقوة، وجلست بين يديه، مسلِّماً أمري إلى الله) اهـ.(المعجم المفصل في الإملاء) [ص:160].