إعلانات المنتدى


قصيدة غزلية فى ألقاب الحديث

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ام احمد اسلام

مزمار فعّال
29 ديسمبر 2007
251
1
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
قصيدة غزلية فى ألقاب الحديث
لشهاب الدين أحمد بن فرح الاشبيلي
( 625 - 699هـ )
غرامى (صحيح) والرجا فيك (معضل) *
وحزنى ودمعى (مرسل ، ومرسلسل) .
وصبرى عنكم يشهد العقل أنة *
(ضعيف , ومتروك) وذلى أجمل 0
ولا(حسن) إلا سماع حديثكم *
مشافهة يملى على فأنقل0
وأمرى ( موفوف ) عليك وليس لى *
على أحد إلا عليك المعول 0
ولو كان ( مرفوعا ) إليك لكنت لى *
على رغم عذالى ترق وتعدل 0
وعذل عذولى ( منكر)لا أسيغة *
( وزور، وتدليس ) يرد ويهمل 0
أقضى زمانى فيك (متصل) الأسى *
( ومنقطعا ) عما بة أتوصل 0
وها أنا فى أكفان هجرك ( مدرج ) *
تكلفنى ما لا أطيق فأ حمل 0
وأجريت دمعى فوق خدى ( مدبجا ) *
وما هى إلا مهجتى تتحلل 0
( فمتفق ) جسمى وسهدى وعبرتى *
( ومفترق ) صبرى وقلبى المبلبل 0
( ومؤتلف) وجدى وشجوى ولوعتى *
( ومختلف ) حظى وما منك آمل 0
خذ الوجد منى ( مسندا، ومعنعنا ) *
فغيرى (بموضوع ) الهوى يتحلل 0
وذى نبذ من ( مبهم ) الحب فأعتبر *
(وغامضة ) إن رمت شرحا أطول 0
( عزيز ) بكم صب ذليل لعزكم *
( ومشهور ) أوصاف المحب التذلل 0
( غريب ) يقاسى البعد عنك وماله *
وحقك عن دار القلى متحول 0
فرفقا ( بمقطوع ) الوسائل ماله *
إليك سبيل لا ولا عنك معدل 0
فلا زلت فى عز منيع ورفعة *
ولا زلت تعلو بالتجنى فأنزل 0
أوري بسعدى والرباب وزينب *
وأنت الذى تعنى وأنت المؤمل 0
فخذ أولا من آخر ثم أولا *
من النصف منة فهو فية مكمل 0
أبر إذا أقسمت أني بحبه *
أهيم وقلبى بالصبابة مشعل 0
************************************
*******************
 

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: قصيدة غزلية فى ألقاب الحديث

ما شاء الله أختي أم أحمد

و يدل هذا على اهتمام أسلافنا بالعلوم بل تعدوا الضبط إلى تأليف مثل هذه الأرجوزات التي تذكر العالم و تغني المتعلم
 

هاني مكاوي

مراقب قدير سابق
28 مايو 2007
5,869
35
0
الجنس
ذكر
رد: قصيدة غزلية فى ألقاب الحديث

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى

صدق الله العظيم

بارك الله بأختنا الكريمة الفاضلة
وإليكم شرح القصيدة للإمام القرافي


بسم الله الرحمن الرحيم

قال فقير ربه الكافي ، يحيى القرافي بن عبد الرحمن الأصفهاني ، مستمدا من الله ذي المثاني : الحمد لله الذي قبل بصحيح النية من هاجر إليه ، وكفى بحَسَنها من توكل عليه ، ووصل الضعيف المنقطع بمراسيل بره ، وسكن نفسه عن الإضطراب والعلل في بحره وبره ، ورفعه وأسنده بحبه ، وجعله مدرجاً في سلسلة حزبه 0
وأشهد أن لا إله إلا الله الفرد في الأزل ، وأن محمدا عبده ورسوله الأول ، أرسله والإسلام غريب ، فأصبح عزيزا مشهورا ، فصار الكون بعد الظلمة نوراً ، واتضحت به المعضلات ، وزالت المنكرات (ص) وعلى آله وصحبه وكرَّم0
وبعد
فهذا شرح لطيف الحجم حوى في علم الحديث من الفوائد الجم ، عملته على منظومة الحافظ شهاب الدين بن فرح الأشبيلي ، تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته 0

قال :
غرامي صحيحٌ والرجا فيكَ مُعْضَـلُ وحزني ودمعي مُرسلٌ ومسَلْسَلُ
أقول : اشتمل هذا البيت على أربع مسائل :
الأولى : الحديث الصحيح
وهو المتصل الإسناد بنقل عدل ضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ أو علة قادحة 0
فخرج بالمتصل الإسناد : ما لم يتصل ، وهو المنقطع والمرسل والمعضل 0
وبنقل عدل : ما في سنده من لم تعرف عدالته ، إما أن يكون عرف بالضعف ، أو جهل عينا أو حالا 0
وبضابط : ما في سنده راو مغفَّل كثير الخطأ ، وإن عرف بالصدق والعدالة 0
وبمن غير شذوذ وعلة قادحة : الحديث الشاذ ، والمعلل بعلة قادحة 0 فهذا هو الحديث الذي يحكم له بالصحة بلا خلاف بين أهل الحديث كما قال ابن الصلاح 0
ولا يشترط العدد في الرواية كالشهادة ، خلافا لبعض متأخري المعتزلة 0

الثانية : المعضل
وهو قسمان :
الأول : ما سقط من إسناده اثنان فصاعدا من أي موضع كان ، سواء سقط الصحابي والتابعي ، أو التابعي وتابعه ، أو اثنان قبلهما ، لكن بشرط أن يكون سقوطهما من موضع واحد 0
أما إذا سقط بين رجلين واحد ، ثم سقط من موضع آخر من الإسناد واحد آخر فهو منقطع ، في موضعين 0
ثاني القسمين : أن يروي التابعي عن مثله حديثا موقوفا عليه وهو متصل مسند إلى النبي كرواية الأعمش ،
عن الشعبي قال : " يقال للرجل في القيامة عملت كذا وكذا 0 فيقول : ما عملته ؟ 0 فيختم على فيه 000 " الحديث 0
أعضله الأعمش ، ووصله فضيل بن عمرو عن الشعبي عن انس قال : " كنا عند النبي فضحك ، فقال : هل تدرون ممَ أضحك ؟ 0 قلنا : الله ورسوله أعلم 0 فقال : من مخاطبة العبد ربه ، يقول : يا رب ألم تُجِرني من الظلم ؟ 0 فيقول : بلى 00 " وذكر الحديث 0 فهذا انقطاع بواحد مضموم إلى الوقف، يشتمل على الانقطاع باثنين الصحابي ورسول الله  ، فهو باسم الإعضال أولى الثالثة : المرسل
وهو ما رفعه التابعي مطلقا إلى النبي (ص) ، كسعيد بن المسيب ، ويحيى بن سعيد الأنصاري 0
وقيل : ما رفعه التابعي الكبير إلى النبي (ص) ، كعبيد الله بن عدي بن الخيار ، والأول هو المشهور عند المحدثين 0
الرابعة : المسلسل
وهو ما توارد رجال إسناده واحدا فواحدا على حالة واحدة قولا أو فعلا أو صفة واحدة فعلية أو قولية ، لا فرق بين أن تكون الصفة للرواة كما تقدم ، أو للإسناد أو للرواية سواء تعلقت بزمان أو مكان 0
وأنواع التسلسل كثيرة خيرها ما كان فيه دلالة على اتصال السماع وعدم التدليس 0
ومن فضيلة التسلسل اشتماله على مزيد الضبط من الرواة 0 وقلّ ما تسلم المسلسلات من ضعف في وصف التسلسل لا في اصل المتن ، ومن المسلسلات ما هو ناقص التسلسل بقطع السلسلة في وسطه أو أوله وآخره ، قاله ابن الصلاح ( رحمه الله تعالى ) 0
قال :
وصبري عنكم يشهد العقل إنه ضعيف ومتروك وذلي أجمل
أقول : اشتمل هذا البيت على مسألتين :
الأولى : الضعيف
وهو ما لم يبلغ مرتبة الحسن 0 ثم أقسام الضعيف عدَّها بعضهم تسعة وأربعين نوعاً ، فتطلب من المطولات 0
الثانية : المتروك
وهو الذي انفرد به راو ، فجُمِعَ على ضعفه ، وقد يترك الراوي ، أو الحديث بعض الأئمة ، ويأخذ به بعضهم 0
قال :
ولا حسَنٌ إلا سماعُ حديثِكم مشافهة يملى عليَّ فأنقلُ
أقول : اشتمل هذا البيت على مسألتين :
الأولى : الحديث الحسن
وقد اختلفوا في تعريفه فقال بعضهم : الحسن ما عُرِفَ مخرجه ، واشتُهِرَ رجالُه 0
خرج : بما عرف مخرجه : المنقطع ، وحديث المدلس قبل تبيّن تدليسه 0
وقيل : كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ، ولا يكون الحديث شاذا ، أو يروى من غير وجه ، نحو ذلك فهو حسن 0
قال ابن الصلاح – رحمه الله – ما حاصله : إن الحسن قسمان : الأول : أن يكون راويه مشهورا بالصدق والأمانة لكن لا يبلغ درجة رجال الصحيح ، ويرتفع عمن يعد ما ينفرد به مَن حديثه منكرا ، ويعتبر مع سلامة الحديث من أن يكون شاذا ، أو منكرا ، سلامته من أن يكون معللا 0
القسم الثاني : الحديث الذي لا يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقق أهليته غير انه ليس مغفلا ، كثير الخطأ فيما يرويه ، ولا هو متهم بالكذب في الحديث ، ويكون متن الحديث مع ذلك قد عرف ، بأن روي مثله ، أو نحوه من وجه آخر ، أو أكثر ، حتى اعتضد بمتابعة من مَن تابع راويه على مثله ، أو بما لهُ من شاهد ، وهو ورود حديث آخر نحوه ، فيخرج بذلك عن أن يكون شاذا أو منكرا 0
فأول الحدين مُنزَّلُ على أول القسمين ، والثاني على الثاني ، انتهى بالمعنى 0

الثانية : المشافهة
وهي السماع من لفظ الشيخ سواء حدَث من كتابه أو من حفظه ، بإملاء أو غيره ، ثم هي أعلى وجوه الأخذ عن الشيخ 0

قال :
وأمري موقوفٌ عليكَ وليسَ لي على أحدٍ إلا عليكَ المُعَوَّلُ
أقول :
اشتمل هذا البيت على الموقوف ، وهو ما قَصُرَ بواحد من الصحابة قولاٌ له ، أو فعلاُ ، أو نحوهما ولم يتجاوز به إلى رسول الله (ص) سواء اتصل إسناده إليه ، أو لم يتصل 0
وبعض الفقهاء سماه أثرا 0
وان استعمل ذلك فيما جاء عن تابعي فمَن بعده فيقيد به ، يقال : موقوف على عطاء ، أو وقفه فلان على مجاهد 0

قال :
ولو كان مرفوعاً إليكَ لكنتَ لي على رغم عَذَّالي تَرِقُ وتعدِلُ
أقول :
اشتمل هذا البيت على المرفوع ، وفي حدِّه خلاف ، المشهور : انه ما أضيف إلى النبي (ص) قولا ، أو فعلا ، سواء أضافه إليه صحابي أو تابعي ، أو من بعدهما سواء اتصل إسناده أم لا 0
ومن جعل الحديث المرفوع في مقابلة المرسل فقد عنى بالمرفوع المتصل 0
وقيل : المرفوع ما اخبر فيه الصحابي عن قول النبي (ص) أو فعله 0

قال :
وعذل ُ عذولي منكرٌ لا اسيغُهُ وزورٌ وتدليسٌ يُرَدُ ويُهْمَلُ
أقول :
اشتمل هذا البيت على مسألتين :
الأولى : المنكر
وهو : الحديث الذي ينفرد به الرجل ، ولا يعرف متنه من غير روايته ، لا من الوجه الذي رواه عنه ،ولا من وجه آخر ، كذا قيل 0
لكن المنكر قسمان : الأول : الفرد الذي ليس رواية من الثقة والإتقان ما يحتمل معه تفرده 0
والثاني : الفرد المخالف لما رواه الثقات 0
مثال الأول : ما رواه النسائي وابن ماجه من رواية أبي زكير يحيى بن محمد بن قيس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ( رضي الله عنها ) ، إن رسول الله  قال : " كُلوا البلح بالتمر ، فان ابن آدم إذا أكله غضب الشيطان وقال : عاش ابن آدم حتى أكل الخَلِقَ بالجديد " 0
قال النسائي : " حديث منكر " 0
قال ابن الصلاح : " تفرَّد به أبو زكير ، وهو شيخ صالح غير انه لم يبلغ مبلغ من يُحتَمل تفرده " 0
والثاني : ما رواه أصحاب السنن الأربعة من رواية همام بن يحيى ، عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن أنس (رضي الله عنه ) قال : " كان النبي (ص) إذا دخل الخلاء وضع خاتمه " 0
قال أبو داود بعد تخريجه : " هذا حديث منكر ، فهمام بن يحيى ثقة احتج به أهل الصحيح ، لكنه خالف الناس " 0

الثانية : التدليس
وهو أن يروي الراوي عمن سمع منه ما لم يسمع منه من غير ان يذكر انه سمعه منه ، وهو على ثلاثة أقسام :
الأول : تدليس الإسناد : وهو أن يسقط اسم شيخه الذي سمع منه ، ويرتقي إلى شيخ شيخه ، أو مَن فوقه ، فيسند ذلك إليه بلفظ لا يقتضي الاتصال ، بل بلفظ موهم ، وهذا بشرط معاصرة المروي عنه ، أو لُقيَّه ، وعدم سماع المدلس مطلقا ، أو عدم سماعه ما دلسه ، وذلك مذموم ، ومكروه جدا 0
روى الشافعي عن شعبة قال : التدليس اخو الكذب 0
الثاني : أن يصف المدلس شيخه الذي سمع ذلك الحديث منه ، بوصف لا يُعرف به ، من اسم أو كنية أو نسبة إلى قبيلة أو صنعة أو نحو ذلك 0 كي يُوَعِّرَ الطريق إلى معرفة السامع له كقول أبي بكر بن مجاهد احد أئمة القراء ، حدثنا عبد الله بن أبي عبد الله ، يريد به عبد الله بن أبي داود السجستاني ، وفي هذا تضييع للمروي عنه ، والمروي ، فيصير بعض رواته مجهولا ، وكراهة ذلك تختلف باختلاف قصد المدلس 0
الثالث : تدليس التسوية وهو ان يروي حديثا عن شيخ ثقة ، وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة ، فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول ، فيسقط الضعيف الذي في السند ، ويجعل الحديث عن شيخه الثقة ، عن الثاني ، بلفظ محتمل ، فيستوي الإسناد كله ثقات ، وهذا شر الأقسام 0
أما من كان يدلس عن الثقات فحديثه مقبول ، وتدليسه غير مذموم كتدليس ابن عيينة - رحمه الله تعالى - .
قال :
أقضي زماني فيك َمُتَّصِلَ الأسى ومنقطعاً عمَّا بهِ أتوسَّلُ
أقول :
وقد اشتمل هذا البيت على مسألتين :

الأولى : المتصل
وهو : ما اتصل إسناده إلى النبي (ص) ، أو إلى واحد من الصحابة ، حيث كان ذلك موقوفا عليه 0 أما قول التابعي إذا اتصل سنده إلى ذلك التابعي فلا يسمى متصلا ، ومطلق المتصل يقع على المرفوع والموقوف 0
الثانية : المنقطع
وهو ما سقط من رواته واحد غير الصحابي 0
وقيل : ما سقط منه قبل الوصول إلى التابعي شخص واحد 0
وقيل : ما لم يتصل إسناده 0
وحكي عن بعضهم : أن المنقطع مثل المرسل ، وقال بهذا الأخير كثير من الفقهاء ، وغيرهم ، لكن أكثر ما يوصف بالإرسال منن حيث الاستعمال ، ما رواه التابعي عن النبي (ص) ، وأكثر ما يوصف بالانقطاع ما رواه من دون التابعي عن الصحابي 0

قال :
وها أنا في أكفانِ هجرِكَ مُدْرَجٌ تُكَلِّفُني ما لا أُطيقُ فأَحمِلُ
أقول :
وقد اشتمل هذا البيت على المدرج وهو على أربعة أقسام :
الأول : ما أدرج في آخر الحديث من بعض رواته ، أما الصحابي ، أو من بعده موصولا بالحديث من غير فصل بين الحديث ، وبين الكلام ، بذكر قائله فيلتبس على ما لا يعلم حقيقة الحال ، ويتوهم أن الجميع مرفوع 0
الثاني : أن يكون الحديث عند راويه بإسناد إلا طرفا منه ، فإنه عنده بإسناد آخر ، فيجمع الراوي عنه طرف الحديث بإسناد الطرف الأول ، من غير ذكر إسناد الطرف الثاني 0
الثالث: أن يدرج بعض حديث في حديث آخر مخالف له في السند0
الرابع : أن يروي بعض الرواة حديثا عن جماعة وبينهم في إسناده اختلاف ، فجمعَ الكل على إسناد واحد ، مما اختلفوا فيه ، ويدرج رواية من خالفهم معهم 0
وتعمد الإدراج غير جائز 0

قال :
وأجريتَ دمعي فوقَ خدِّي مُدَبَّجا وما هي إلا مهجتي تَتَحَلَّلُ
أقول :
اشتمل هذا البيت على مسألة وهي : المُدَبَّج ، بضم الميم ، وفتح الدال المهملة ، وتشديد الباء الموحدة ، وآخره جيم 0
وذلك أن يروي كل من القرينين عن الآخر 0 ومن رواية القرينين عن مثله ما ليس بمدبج ، وهو أن يروي احد القرينين عن الآخر ، ولا يروي الآخر عنه فيما يعلم 0
قال :
مُتَفِقٌ جَفني وسُهدي وعَبرَتي ومُفتَرِقٌ صبري ، وقلبي المُبَلبَلُ
ومؤتَلِفٌ وجدي وشجوي ولوعتي ومختَلِفٌ حظي وما منك آمَلُ
أقول : اشتمل هذان البيتان على مسائل منها :
المؤتلف خطَّاً ، والمُختَلِف لفظاً من الأسماء والألقاب والأنساب ونحوها 0
وان لم يعرف المحدث هذا كَثُرَ عثاره وافتضح ، ولذلك صنف فيه أهل الفن كتبا مفيدة 0
فمن ذلك : كَريز وكُرَيز ، حكى أبو علي الغساني في كتابه تقييد المُهمَل ، عن محمد بن وضاح : أنّ كَريزا بفتح الكاف ، في خزاعة ، وكُرَيزا بضمها في عبد شمس بن عبد مناف 0
ومنه في : حزام بالزاي في قريش ، وحِرام بالراء المهملة في الأنصار 0
ومنه فيما قال الخطيب الحافظ : العيشيون بصريون ، والعبسيون كوفيون ، والعنسيون شاميون ، وكذا قاله الحاكم قبله ، وذلك على الغالب ، فالأول : بالشين المعجمة ، وقبلها مثناة تحتية ، والثاني : بالباء الموحدة ، والثالث : بالنون والسين مهملة فيهما 0
ومنه : السَّفْر بإسكان الفاء ، والسفر بفتحها ، الكنى من ذلك بالفتح ، وغيرها بالإسكان ، ومن المغاربة مَنْ سكَّن فاء أبي السَّفْر سعيد بن يُحمِد( بضم الياء ، تحتها نقطتان ، وسكون الحاء المهملة ،وكسر الميم ، أبو السَّفْر تابعي كما في جامع الأصول ) ، وذلك خلاف قول أهل الحديث ، قاله الدارقطني 0

والمتفق والمفترق :
ما اتفق لفظا وخطا ، وذلك أقسام كثيرة ، فمن أمثلته :
أحمد بن جعفر بن حمدان أربعة متعاصرون في طبقة واحدة :
فالأول : أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك ، أبو بكر القطيعي ، سمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل المسند والزهد 0
والثاني : أحمد بن جعفر بن حمدان بن عيسى السقطي البصري ، يكنى أبا بكر أيضا ، يروي عن عبد الله بن احمد بن إبراهيم الدورقي 0
والثالث : أحمد بن جعفر بن حمدان الدينوري ، حدث عن عبد الله بن محمد بن سنان الرومي 0
والرابع : أحمد بن جعفر بن حمدان ، أبو الحسن الطرسوسي ، روى عن عبد الله بن جابر ومحمد بن حصين بن خالد الطرَسوسيين 0

ومن غريب الاتفاق : محمد بن جعفر بن محمد ، ثلاثة متعاصرون ، ماتوا في سنة واحدة ، وكل منهم في عشر المئات ، وهم أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن الهيتم الأنباري البندار ، ومحمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري ، وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة البغدادي ، ماتوا في سنة ستين وثلاثمائة 0

ومنها : الاتفاق في الكنية والنسبة معا نحو : أبي عمران الجَوٍْني رجلان :
الأول : بصري ، وهو أبو عمران عبد الملك بن حبيب الجوني التابعي المشهور ، وسمي عبد الرحمن ولم يتابع من سماه على ذلك 0
والثاني : أبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني ، روى عن الربيع بن سليمان وطبقته ، وهو بصري سكن بغداد 0
ومن ذلك ما ذكره الخطيب أبو عمر الحوضي اثنان 0
ومن ذلك الاتفاق في الاسم واسم الأب والنسبة : محمد بن عبد الله الأنصاري اثنان :
الأول : القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصيري شيخ البخاري 0
والثاني : أبو سلمة محمد بن عبد الله بن زياد الأنصاري مولاهم ، بصري أيضا ، ضعفه العقيلي ، وغيره 0

قال :
خذ الوجدَ عني مسندا ومعنعنا فغيري بموضوع الهوى يتحللُ
أقول :
وقد اشتمل هذا البيت على مسائل :
الأولى : المسند
واختلف في حده فقال ابن عبد البر : ما رفع إلى النبي (ص) خاصة متصلا أو منقطعا 0
فالاتصال : مالك عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله (ص) 0
والانقطاع : مالك عن الزهري عن ابن عباس عن رسول الله (ص) 0
فهذا مسند لإسناده إلى رسول الله (ص) ، وهو منقطع لعدم سماع الزهري من ابن عباس ، فحينئذ يستوي المسند والمرفوع 0
وقيل : المسند الذي اتصل إسناده من راويه إلى منتهاه 0
قال ابن الصلاح : " وأكثر استعمال ذلك فيما جاء عن رسول الله(ص) خاصة " 0
وقيل : المسند ما رفع إلى النبي(ص) بإسناد متصل 0
وبه جزم الحاكم النيسابوري ، وحكاه ابن عبد البر قولا للبعض 0
الثانية : المعنعن
وهو الرواية بلفظ عن من غير بيان للتحديث ، والإخبار ، والسماع ، وهو من قبيل الإسناد المتصل على الصحيح بشرط سلامة الراوي له بالعنعنة من التدليس ، وثبوت ملاقاته للمروي عنه بها 0

الثالثة : الموضوع
وهو شر الضعيف ، وهو المكذوب ، ويقال فيه : المختلق المصنوع ، لأن واضعه اختلقه وصنعه 0
ولا تجوز رواية الموضوع في أي حال إلا مبينا بالوضع 0
وعن سفيان قال : ما ستر الله أحدا يكذب في الحديث 0
وعن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال : لو أن رجلا همَّ أن يكذب في الحديث لأسقطه الله 0

وعن ابن المبارك قال : لو همَّ رجل في السَّحَر أن يكذب في الحديث ، لأصبح والناس يقولون : فلان كذاب 0
وقيل له هذه : هذه الأحاديث المصنوعة ، فقال : يعيش لها الجهابذة ، إنَّا نحن نزَّلنا الذكر ، وإنَّا له لحافظون 0

ثم الواضعون للحديث أصناف بحسب ما يحملهم على الوضع :
منهم : الزنادقة قصدوا بوضعهم إضلال الناس ، كعبد الكريم بن أبي العوجاء ، وبيان 0
فالأول : أمر بضرب عنقه محمد بن سليمان بن علي ، والثاني : قتله خالد القسري 0
وروى العقيلي بسنده إلى حماد بن زيد قال : وضعت الزنادقة على رسول الله  أربعة عشر ألف حديث 0
ومنهم : من وضع انتصارا لمذهبه كالرافضة 0
ومنهم : من وضع ما يوافق فعل الأمراء ، أو آرائهم ، كغياث بن إبراهيم وضع للمهدي في حديث " لا سبق إلا في نصل ، أو خف ، أو حافر " فزاد فيه : أو جناح 0 وكان المهدي إذ ذاك يلعب بالحمام فتركها بعد ذلك ، وأمر بذبحها ، وقال : أنا حملته على ذلك0

ومنهم : من كانوا يتكسبون به كأبي سعد المدايني 0 ومنهم غير ذلك عصمنا الله من الزلل 0

قال :
وذا نبذٌ من مُبْهَمِ الحبِّ فاعتبر وغامضُه إن رمتَ شرحاً أطولُ
أقول :
وقد اشتمل هذا البيت على ثلاث مسائل :
الأولى : مَنْ أبهم ذكره في الحديث ، أو في الإسناد من الرجال والنساء
فمن ذلك حديث عائشة (رضي الله عنها ):" أن امرأة سألت النبي  عن غسلها من الحيض 0 قال : خذي فرصة من مسك فتطهَّري بها 000 " الحديث 0
فهذه المرأة المبهمة اسمها أسماء بنت شَكَلْ ، وهو الصحيح لثبوت ذلك في بعض طرق الحديث في صحيح مسلم 0

الثانية : الإعتبار
وهو أن تأتي إلى الحديث لبعض الرواة ، فتعتبره برواية غيره من الرواة ، بسبر طرق الحديث ، لتعرف هل شاركه في ذلك غيره ، فرواه عن شيخه أم لا ، فإن كان شاركه أحد ممن يخرج حديثه للاعتبار به والاستشهاد ، فيسمى ذلك الحديث تابعا 0
وإن لم تجد أحدا تابعه عليه عن شيخه ، فانظر هل تابع أحد شيخ شيخه فرواه متابعا له ، أم لا ، فإن وجدت أحدا تابع شيخ شيخه فرواه كما رواه فسمّه أيضا تابعا ، وقد يسمونه شاهدا 0
وإن لم تجد فافعل ذلك فيمن فوقه إلى آخر الإسناد ، حتى في الصحابي ، فكل من وجد له متابع فسمه تابعا ، وقد يسمونه شاهدا ، فإن لم تجد لأحد ممن فوقه متابعا عليه فانظر هل أتى بمعناه حديث آخر في الباب أم لا ؟ فإن أتى بمعناه حديث آخر فسمِّ ذلك الحديث شاهدا ، وإن لا فقد عدمت المتابعات والشواهد فالحديث إذا فرد 0
الثالثة : الغامض
وذلك كحديث رواه النسائي من رواية قاسم بن محمد ، عن ابن مسعود ( رضي الله عنه ) قال : " أصاب النبي (ص) بعض نسائه ، ثم نام حتى أصبح 000 " الحديث 0 فإن القاسم لم يدرك ابن مسعود ( رضي الله عنه ) 0
قال :
عزيزٌ بكم صَبٌّ ذليلٌ لعزِّكم ومشهورٌ أوصافُ المحبِّ التذللُ
غريبٌ يقاسي البعدَ عنك وما لهَ وحقِّكَ من دارِ القِلى مُتَحوَّلُ
أقول: وقد اشتمل هذان البيتان على مسائل :
الغريب :
وهو الحديث الذي يتفرد به بعض الرواة ، أو الحديث الذي ينفرد فيه بعضهم ، بأمر لا يشركه فيه غيره ، أما في متنه وأما في إسناده ، قاله الحاكم 0
وقال ابن منده : الغريب كحديث الزهري ، وقتادة ، وغيرهما ، ممن يجمع حديثهم إذا انفرد الرجل عنهم بالحديث ، يسمى غريبا 0
فإذا روى عنهم رجلان أو ثلاثة ، واشتركوا يسمى عزيزا 0
فإذا رواه الجماعة عنهم حديثا يسمى مشهورا ، وكذا قال محمد بن طاهر المقدسي 0
قال :
فرفقاً بمقطوعِ الوسائلِِِِِِِِ ما لَهُ إليكَ سبيلٌ لا ولا عنكَ معْدِلُ
أقول : اشتمل هذا البيت على مسألة وهي المقطوع
وهو الموقوف على التابعي 0ويجمع على المقاطع والمقاطيع 0 وعبر به عن المنقطع ، كما وجد في كلام الشافعي ( رحمه الله ) ، وكلام أبي القاسم الطبراني ، وأبي بكر الحميدي ، وأبي الحسن الدارقطني 0
وجعل الحافظ أبو بكر البرديجي المنقطع قول التابعي 0

قال :
قد زلتَ في عزٍّ منيعٍ ورفعةٍ ولا زلتَ تعلو بالتجني فأنزلُ
أقول : الإسناد خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمة ، وسنة بالغة مؤكّدة 0
عن عبد الله بن المبارك ( رضي الله عنه ) قال : الإسناد من الدين ، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء 0
وطلب العلو فيه سنة أيضا ، ولهذا تستحب الرحلة فيه 0 قال الإمام احمد : طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف 0 وقيل ليحيى بن معين : ما تشتهي ؟ 0 قال : بيتا خاليا ، وإسنادا عاليا ، قال : قرب الإسناد قرب أو قربة إلى الله تعالى 0 والعلو يبعد الإسناد من الخلل ، لأن كل واحد من رجاله يحتمل أن يقع الخلل من جهته سهوا أو عمدا ، ففي قلتهم قلة جهات الخلل ، وفي الكثرة الكثرة ، وهذا واضح 0
والعلو المطلوب في رواية الحديث على خمسة أقسام :
الأول : القرب من رسول الله (ص) بإسناد نظيف غير ضعيف ، وذلك من أجلِّ الأنواع 0
الثاني : القرب من إمام من أئمة الحديث ، وان كثر العدد من ذلك الإمام إلى رسول الله (ص) ، فهذا عال بالنظر إلى ذلك الإمام 0
الثالث : العلو بالنسبة إلى رواية الصحيحين ، أو أحدهما أو غيرهما من الكتب المعتمدة ، وقد كثر اعتناء متأخري المحدثين بهذا النوع ، وممن وُجِد ذلك في كلامه أبو بكر الخطيب ، وبعض شيوخه ، وأبو نصر بن ماكولا ، وأبو عبد الله الحميدي ، وغيرهم من طبقتهم ، وممن جاء بعدهم 0

قال :
أُورِّي بسعدى والرَّبابِ وزينبِ وأنتَ الذي تُعنى وأنتَ المؤمَّلُ
فخذْ أولاً من آخرٍ ثمَّ أولاً من النصفِ منه فهو فيه مكمَّلُ
أبرُّ إذا أقسمتُ أني أُحِبُّهُ أهيمُ وقلبي بالصبابةِ مُشتَعِلُ
أقول :
يعني أنك إذا أخذت الكلمة الأولى ، من أول البيت الأخير ، وهي أبرُ ، واليها أشار بقوله فخذ أولا من آخر، وأول النصف الثاني وهي أهيمُ ، واليها أشار بقوله : ثم أولا من النصف منه صار إبراهيم ، وهو المراد 0
جعلنا الله من سُلاك طريق الرشاد ، وبنى سائر أعمالنا على السداد ، واخذ بأيدينا يوم المعاد ، بمحمد (ص) سيد العباد ، وجعل ذلك خالصا له ، انه على كل شيء قدير ، وهو نعم المولى ، ونعم النصير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ومن قام بصفة الإسلام إلى يوم الدين 0
قال ذلك وعلقه تذكرة لنفسه ، معترفا بالعجز والتقصير يحيى بن عبد الرحمن الاصفهاني القرشي الزبيري الاسدي ، الشهير بالقرافي أجاره الله تعالى من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، وكفاه ما أهمه ، ومَن أهمه ، وفعل ذلك بأقاربه وأحزابه ومحبيه وسائر المسلمين ، آمين 0
وافق الفراغ من كتابي يوم الأربعاء المبارك ثاني عشر من شهر رجب الفرد ، لسنة اثنتين وستين وتسعمائة ختمها الله بخير ، آمين 0
قد وقع الفراغ من كتابتي هذا الشرح يوم الأربعاء لتسعةِ شهرٍ خلت من ذي القعدة من شهور سنة الألف ومائتين وستة وستون هجرية ، على مهاجرها ألف صلاة وتحية 0
تم على يد الضعيف الحقير الراجي عفو ربه القدير خادم الطلبة محمد بن الأفضل حضرة محمود أفندي مدرس حضرة الأعظمية الشهير بخير الله زادة ، جعل الله العلم والعمل زاده ، ورزقنا وإياه الحسنى وزيادة ، آمين


(عن ملتقى أهل الحديث)
 

ام احمد اسلام

مزمار فعّال
29 ديسمبر 2007
251
1
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: قصيدة غزلية فى ألقاب الحديث

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك على شرح القصيدة
 

ام محي

مزمار كرواني
22 سبتمبر 2007
2,712
0
0
رد: قصيدة غزلية فى ألقاب الحديث

بارك الله فيكي اختي علي القصيدة

وشكرا لشرح القصيدة
 

ام احمد اسلام

مزمار فعّال
29 ديسمبر 2007
251
1
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: قصيدة غزلية فى ألقاب الحديث

جزاكى الله خيرا اختى على المرور والدعاء
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع