رد: سؤال هام رجاء الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاستعاذة
صيغتها "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وهذه هي المشهورة والمختارة من حيث الرواية لجميع القراء العشرة دون غيرها من الصيغ الواردة فيها لقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
قال الحافظ أبو عمرو الداني في التيسير: "اعلم أن المستعمل عند الحذاق من أهل الأداء في لفظ الاستعاذة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" دون غيره وذلك لموافقة الكتاب والسنة.
فأما الكتاب فقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
وأما السنة فما رواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه استعاذ قبل القراءة بهذا اللفظ بعينه. "وبذلك قرأت وبه آخذ" أهـ بلفظه وكما أن هذا اللفظ هو المشهور والمختار لجميع القراء هو المأخوذ به عند عامة الفقهاء كالشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم. وقد ادعى بعضهم الإجماع على هذا اللفظ بعينه وهو مردود بما جاء من تغيير في هذا اللفظ تارة والزيادة عليه وتارة بالنقص عنه.
أما الزيادة فمنها "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم" أو "أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم" أو "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم" أو "أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الجيم" إلى غير ذلك من الصيغ الواردة عن أئمة القراء وأهل الأداء.
وذكر الالباني رحمه الله في صفة صلاة النبي انه ثبت انه كان يقول صلى الله عليه وسلم
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
وكان أحيانا يزيد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ص95 96
وذكر الحافظ ابن الجزري في النشر ج1 ص200 ثماني صيغ من صيغ الزيادةونسب كل صيغة منها لاصحابها
وأما النقص فقد قال الحافظ ابن الجزري في النشر لم يتعرض للتنبيه عليه أكثر أئمتنا وكلام الشاطبي رحمه الله يقتضي عدمه والصحيح جوازه لما ورد: فقد نص الحلواني في جامعه على جواز ذلك فقال وليس للاستعاذة حد ينتهى إليه من شاء زاد ومن شاء نقص أي بحسب الرواية. وفي سنن أبي داود من حديث جبير بن مطعم "أعوذ بالله من الشيطان" من غير ذكر الرجيم وكذا رواه غيره أهـ وتقدم في حديث أبي هريرة من رواية النسائي "اللهم اعصمني من الشيطان" من غير ذكر الرجيم.
فهذا الذي أعلمه ورد في الاستعاذة من الشيطان في حال القراءة وغيرها. ولا ينبغي أن يعدل عما صح منها حسبما ذكرناه مبيناً ولا يعدل عما ورد عن السلف الصالح فإنما نحن متبعون لا مبتدعون. قال الجعبري في شرح قول الشاطبي وإن تزد لربك تنزيها فلست مجهلا. هذه الزيادة وإن أطلقا وخصها فهي مقيدة بالرواية. وعامة في غير التنزيه. بلفظه رحمه الله ج1 ص201