- 12 مارس 2008
- 676
- 1
- 0
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
:
:
الحمد لله ،، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...
وبعد:
شخصية من الحرمين - خمسون عاماً بين أروقة المسجد الحرام
الشيخ عبدالله الخليفي ..
خمسون عاماً بين أروقة المسجد الحرام
تلاوة له لسورة الكافرون :
http://file8.9q9q.net/Download/75511473/109.mp3.html
بذل الكثير في سبيل الدعوة الإسلامية، وعرف عنه الزهد والورع والخشوع في القراءة، وعرف عنه حسن المعاملة مع الناس، قضى ما يقارب خمسين عاماً يؤم الناس في المسجد الحرام، بصوته الشجي حتى لقب بمبكي الملايين، وكان يرى أن من أعظم أركان التربية العامة النافعة إصلاح التعليم والاعتناء بالمدارس العلمية، وأن تكون العلوم الدينية هي الأصل ويكون غيرها تبعاً لها.. إنه الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. إمام المسجد الحرام وخطيبه، الذي طبع صوته في أذهان كل من سمعه، سواء من خلال إمامته للحرم المكي لأكثر من أربعين عاماً، أم من خلال خطبه ودروسه في المسجد الحرام، الإرشادية عبر الإذاعة.
من هنا كانت البداية!
هو الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الخليفي، ولد في منطقة القصيم، سنة 1333هـ، نشأ وترعرع في مدينة البكيرية، في ظل بيئة دينية واعية، في ظل والده الشيخ محمد الخليفي، الذي كان إماماً لأحد مساجد البكيرية، وكان جده شيخاً جليلاً وعالماً كبيراً وقاضياً في المدينة نفسها.
هذه البيئة الدينية والعلمية التي نشأ فيها شيخنا. عبدالله الخليفي رحمه الله. أثرت تأثيراً كبيراً في نشأته، فحفظ القرآن الكريم على يد والده وعمره لم يتجاوز السابعة عشر، وطلب العلم في بداية نشأته على يد والده.. وممن طلب العلم على أيديهم أيضاً الشيخ محمد بن مقبل والشيخ عبدالعزيز ابن سبيل وسماحة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ، والشيخ سعد وقاص البخاري العالم المعروف في التجويد..
وقد جمع الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. بين الدراسة الحديثة بمدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة، إضافة إلى حلقات العلم على أيدي المشايخ السالف ذكرهم.
والشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. حصل على شهادة كفاءة المعلمين من المعارف، كما أنه حاصل على شهادة التجويد في القراءات ولديه إجازة التدريس في المسجد الحرام.
إلى المسجد الحرام
بدأت علاقة شيخنا، رحمه الله. بإمامة المساجد، في المسجد بالبكيرية، وهو أول مسجد في المدينة في ذلك الوقت، ثم أصبح إماماً للتراويح والقيام في مسجد يقع في إحدى المزارع، وبعد أن انتهى من طلب العلم على المشايخ ذاع صيته بين أبناء المنطقة، فذكر ذلك بعض المقربين للأمير فيصل بن عبدالعزيز. رحمه الله. فأمر باستدعائه للصلاة معه إماماً خاصاً به في مدينة الطائف، وكان ذلك حوالي سنة 1365هـ، واستمر عنده لمدة سنتين.
وعندما ذاع صيت شيخنا عبدالله الخليفي أعجب به الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ. رحمه الله. فطلبه ليكون إماما مساعداً للشيخ عبدالظاهر أبو السمح. رحمه الله. في المسجد الحرام فكان له ما طلب، فذاع صيته هناك، وعرفه الناس بصوته العذب وتلاوته الفريدة التي تأسر القلوب.
انتقل شيخنا. عبدالله الخليفي. إلى المسجد الحرام، إماماً مساعداً للشيخ عبدالظاهر أبو السمح، واستمر في ذلك إلى أن توفي الشيخ أبو السمح وأصبح إماما رسمياً للمسجد الحرام سنة 1373هـ.
ومن زملاء الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. في الإمامة بالمسجد الحرام في تلك الفترة، في بداية تعيينه كل من: الشيخ عبدالظاهر أبو السمح والشيخ محمد عبدالرزاق حمزة.
كان الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. يصلي بالناس الفروض الخمسة والتراويح طوال السنوات العشر التي تلت وفاة الشيخ أبو السمح، وظل في هذه المهنة الشريفة (إمامة المسلمين) في المسجد الحرام ما يربو على خمسين عاماً.
الدعوة إلى الله
ساهم الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. في مجالات دعوية شتى، منها الخطابة والتدريس في المسجد الحرام، والتدريس في مدارس وزارة المعارف، فقد عين سنة 1372هـ مدرساً للعلوم الدينية في الثانوية العزيزية في مكة المكرمة، ثم مديراً للمدرسة العزيزية الابتدائية، ثم عين مديراً لمدرسة القرارة الابتدائية، ثم أنشئت مدرسة جديدة بحي المعابدة بمكة المكرمة وهي مدرسة حراء الابتدائية فطلب إليه الانتقال إليها، فانتقل مديراً لها، كما عين ملاحظاً على المدرسين في المسجد الحرام.
أثرى الشيخ الخليفي. رحمه الله. المكتبة الإسلامية بمجموعة من الكتب منها:
< إرشاد المسترشد إلى المقدم في مذهب أحمد.
< القول المبين في رد بدع المبتدعين.
< المسائل النافعة.
< فضل الإسلام.
< الثقافة العامة.
< خطب الجمع في المسجد الحرام.
< أدب الإسلام.
< التربية الإسلامية.
< دواء القلوب والأبدان من وساوس الشيطان.
< المعاملات الربوية.
< مناسك الحج.
كما كانت للشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. مشاركات في إذاعة نداء الإسلام، من خلال برنامج «دروس في الفقه الإسلامي»، كما أن له مصحفاً مرتلاً بصوته يذاع من خلال إذاعة القرآن الكريم.
سنة حسنة
ويعد الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. أول من جمع المصلين على صلاة التهجد آخر الليل في العشر الأواخر من رمضان خلف إمام المسجد الحرام، فبدأها. رحمه الله. بعدد يسير من المصلين في حصوة باب جهة بئر زمزم، وتزايد العدد يوماً بعد يوم، وكثرت الصفوف من صف إلى صفين إلى ثلاثة صفوف، ثم زاد عدد المصلين وتكاثر عددهم وتوافدهم للصلاة خلف فضيلته، وازداد عددهم عاماً بعد عام، وظل كذلك حتى أصبح من يصليها خلفه بالآلاف، ثم شاركه فيه باقي الأئمة، واستمرت هذه الصلاه تقام في العشر الأواخر من رمضان كل عام حتى وقتنا الحاضر، يصليها مئات الآلاف من المواطنين والوافدين والمعتمرين والزائرين خلف أئمة الحرم المكي الرسميين، جعل ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة.
وبعد حياة حافلة بالبذل والعطاء في العلوم ونشر التعليم والدعوة الإرشاد وعموم الفائدة التي كان يبثها للمسلمين، سواء من خلال خطبه ومواعظه، أم من خلال كتبه ودروسه الإذاعية، توفي الشيخ عبدالله الخليفي يوم 28/2/1414هـ بالطائف، ودفن بمكة المكرمة.. رحم الله شيخنا الجليل عبدالله الخليفي جزاء ما تقدم من قراءة كتابه الكريم وما عمله من عمل صالح وعلم نافع.. جعله الله ذخراً له يوم الحساب.
........................................................................................
** المصدر: مجلة الفرقان الاسلامية الكويتية..
:
![x18 x18 x18](https://www.mazameer.com/Img/smilies/x18.gif)
الحمد لله ،، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...
وبعد:
شخصية من الحرمين - خمسون عاماً بين أروقة المسجد الحرام
الشيخ عبدالله الخليفي ..
خمسون عاماً بين أروقة المسجد الحرام
تلاوة له لسورة الكافرون :
http://file8.9q9q.net/Download/75511473/109.mp3.html
بذل الكثير في سبيل الدعوة الإسلامية، وعرف عنه الزهد والورع والخشوع في القراءة، وعرف عنه حسن المعاملة مع الناس، قضى ما يقارب خمسين عاماً يؤم الناس في المسجد الحرام، بصوته الشجي حتى لقب بمبكي الملايين، وكان يرى أن من أعظم أركان التربية العامة النافعة إصلاح التعليم والاعتناء بالمدارس العلمية، وأن تكون العلوم الدينية هي الأصل ويكون غيرها تبعاً لها.. إنه الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. إمام المسجد الحرام وخطيبه، الذي طبع صوته في أذهان كل من سمعه، سواء من خلال إمامته للحرم المكي لأكثر من أربعين عاماً، أم من خلال خطبه ودروسه في المسجد الحرام، الإرشادية عبر الإذاعة.
من هنا كانت البداية!
هو الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الخليفي، ولد في منطقة القصيم، سنة 1333هـ، نشأ وترعرع في مدينة البكيرية، في ظل بيئة دينية واعية، في ظل والده الشيخ محمد الخليفي، الذي كان إماماً لأحد مساجد البكيرية، وكان جده شيخاً جليلاً وعالماً كبيراً وقاضياً في المدينة نفسها.
هذه البيئة الدينية والعلمية التي نشأ فيها شيخنا. عبدالله الخليفي رحمه الله. أثرت تأثيراً كبيراً في نشأته، فحفظ القرآن الكريم على يد والده وعمره لم يتجاوز السابعة عشر، وطلب العلم في بداية نشأته على يد والده.. وممن طلب العلم على أيديهم أيضاً الشيخ محمد بن مقبل والشيخ عبدالعزيز ابن سبيل وسماحة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ، والشيخ سعد وقاص البخاري العالم المعروف في التجويد..
وقد جمع الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. بين الدراسة الحديثة بمدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة، إضافة إلى حلقات العلم على أيدي المشايخ السالف ذكرهم.
والشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. حصل على شهادة كفاءة المعلمين من المعارف، كما أنه حاصل على شهادة التجويد في القراءات ولديه إجازة التدريس في المسجد الحرام.
إلى المسجد الحرام
بدأت علاقة شيخنا، رحمه الله. بإمامة المساجد، في المسجد بالبكيرية، وهو أول مسجد في المدينة في ذلك الوقت، ثم أصبح إماماً للتراويح والقيام في مسجد يقع في إحدى المزارع، وبعد أن انتهى من طلب العلم على المشايخ ذاع صيته بين أبناء المنطقة، فذكر ذلك بعض المقربين للأمير فيصل بن عبدالعزيز. رحمه الله. فأمر باستدعائه للصلاة معه إماماً خاصاً به في مدينة الطائف، وكان ذلك حوالي سنة 1365هـ، واستمر عنده لمدة سنتين.
وعندما ذاع صيت شيخنا عبدالله الخليفي أعجب به الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ. رحمه الله. فطلبه ليكون إماما مساعداً للشيخ عبدالظاهر أبو السمح. رحمه الله. في المسجد الحرام فكان له ما طلب، فذاع صيته هناك، وعرفه الناس بصوته العذب وتلاوته الفريدة التي تأسر القلوب.
انتقل شيخنا. عبدالله الخليفي. إلى المسجد الحرام، إماماً مساعداً للشيخ عبدالظاهر أبو السمح، واستمر في ذلك إلى أن توفي الشيخ أبو السمح وأصبح إماما رسمياً للمسجد الحرام سنة 1373هـ.
ومن زملاء الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. في الإمامة بالمسجد الحرام في تلك الفترة، في بداية تعيينه كل من: الشيخ عبدالظاهر أبو السمح والشيخ محمد عبدالرزاق حمزة.
كان الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. يصلي بالناس الفروض الخمسة والتراويح طوال السنوات العشر التي تلت وفاة الشيخ أبو السمح، وظل في هذه المهنة الشريفة (إمامة المسلمين) في المسجد الحرام ما يربو على خمسين عاماً.
الدعوة إلى الله
ساهم الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. في مجالات دعوية شتى، منها الخطابة والتدريس في المسجد الحرام، والتدريس في مدارس وزارة المعارف، فقد عين سنة 1372هـ مدرساً للعلوم الدينية في الثانوية العزيزية في مكة المكرمة، ثم مديراً للمدرسة العزيزية الابتدائية، ثم عين مديراً لمدرسة القرارة الابتدائية، ثم أنشئت مدرسة جديدة بحي المعابدة بمكة المكرمة وهي مدرسة حراء الابتدائية فطلب إليه الانتقال إليها، فانتقل مديراً لها، كما عين ملاحظاً على المدرسين في المسجد الحرام.
أثرى الشيخ الخليفي. رحمه الله. المكتبة الإسلامية بمجموعة من الكتب منها:
< إرشاد المسترشد إلى المقدم في مذهب أحمد.
< القول المبين في رد بدع المبتدعين.
< المسائل النافعة.
< فضل الإسلام.
< الثقافة العامة.
< خطب الجمع في المسجد الحرام.
< أدب الإسلام.
< التربية الإسلامية.
< دواء القلوب والأبدان من وساوس الشيطان.
< المعاملات الربوية.
< مناسك الحج.
كما كانت للشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. مشاركات في إذاعة نداء الإسلام، من خلال برنامج «دروس في الفقه الإسلامي»، كما أن له مصحفاً مرتلاً بصوته يذاع من خلال إذاعة القرآن الكريم.
سنة حسنة
ويعد الشيخ عبدالله الخليفي. رحمه الله. أول من جمع المصلين على صلاة التهجد آخر الليل في العشر الأواخر من رمضان خلف إمام المسجد الحرام، فبدأها. رحمه الله. بعدد يسير من المصلين في حصوة باب جهة بئر زمزم، وتزايد العدد يوماً بعد يوم، وكثرت الصفوف من صف إلى صفين إلى ثلاثة صفوف، ثم زاد عدد المصلين وتكاثر عددهم وتوافدهم للصلاة خلف فضيلته، وازداد عددهم عاماً بعد عام، وظل كذلك حتى أصبح من يصليها خلفه بالآلاف، ثم شاركه فيه باقي الأئمة، واستمرت هذه الصلاه تقام في العشر الأواخر من رمضان كل عام حتى وقتنا الحاضر، يصليها مئات الآلاف من المواطنين والوافدين والمعتمرين والزائرين خلف أئمة الحرم المكي الرسميين، جعل ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة.
وبعد حياة حافلة بالبذل والعطاء في العلوم ونشر التعليم والدعوة الإرشاد وعموم الفائدة التي كان يبثها للمسلمين، سواء من خلال خطبه ومواعظه، أم من خلال كتبه ودروسه الإذاعية، توفي الشيخ عبدالله الخليفي يوم 28/2/1414هـ بالطائف، ودفن بمكة المكرمة.. رحم الله شيخنا الجليل عبدالله الخليفي جزاء ما تقدم من قراءة كتابه الكريم وما عمله من عمل صالح وعلم نافع.. جعله الله ذخراً له يوم الحساب.
........................................................................................
** المصدر: مجلة الفرقان الاسلامية الكويتية..