- 27 فبراير 2006
- 4,050
- 12
- 0
- الجنس
- ذكر
[align=center][align=center]
رثاء الإسلام في الأندلس
لأبي البقاء الرندي .
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان
وعالم الكون لا تبقى محاسنه
ولا يدوم على حال لها شان
يمزق الدهر حتما كل سابغة
إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضى كل سيف للفناء ولو
كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمن
وأين منهم أكاليل وتيجان ؟
وأين ما شاده شداد من إرم
وأين ما ساسه في الفرس ساسان ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب
وأين عاد وشداد وقحطان ؟
أتى على الكل أمر لا مرد له
حتى قضوا فكأن الكل ما كانوا
وصار ما كان من ملك ومن ملك
كما حكى عن خيال الطيف وسنان
دار الزمان على دارا وقاتله
وأم كسرى فما آواه إيوان
كأنما الصعب لم يسهل له سبب
يوما ولم يملك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة
وللزمان مسرات وأحزان
وللمصائب سلوان يهونها
وما لما حل بالإسلام سلوان
دهى الجزيرة خطب لا عزاء له
هوى له أحد وانهد ثهلان
أصابها العين في الإسلام فامتحنت
حتى خلت منه أقطار وبلدان
فسل بلنسية ما شان مرسية
وأين شاطبة أم أين جيان ؟
وأين قرطبة دار العلوم فكم
من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه
ونهرها العذب فياض وملآن
وأين غرناطة دار الجهاد وكم
أسد بها وهم في الحرب عقبان ؟
وأين حمراؤها العليا وزخرفها
كأنها من جنان الخلد عدنان ؟
قواعد كن أركان البلاد فما
عسى البكاء إذا لم تبق أركان
والماء يجري بساحات القصور بها
قد حف جدولها زهر وريحان
ونهرها العذب يحكي في تسلسله
سيوف هند لها في الجو لمعان
وأين جامعها المشهور كم تليّت
في كل وقت به آي وفرقان
وعالم كان فيه للجهول هدى
مدرس وله في العلم تبيان
وعابد خاضع لله مبتهل
والدمع منه على الخدين طوفان
وأين مالقة مرسى المراكب كم
أرست بساحتها فلك وغربان ؟
وكم بداخلها من شاعر فطن
وذي فنون له حذق وتبيان
وكم بخارجها من منزه فرج
وجنة حولها نهر وبستان
وأين جارتها الزهرا الزعفران فهل
رأى شبيها لها في الحسن إنسان ؟
وكم شجاع زعيم في الوغى بطل
بدا له في العدا فتك وإمعان
كم جندلت يده من كافر فغدا
تبكيه من أرضه أهل وولدان
وواديا من غدت بالكفر عامرة
ورد توحيدها شرا وطغيان
كذا المرية دار الصالحين فكم
قطب بها علم غوث له شان
تبكى الحنيفية البيضاء من أسف
كما بكى لفراق الإلف ميمان
حتى المحاريب تبكى وهي جامدة
حتى المنابر تبكى وهي عيدان
على ديار من الإسلام خالية
قد أقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد أمست كنائس ما
بهن إلا نواقيس وصلبان
يا غافلا وله في الدهر موعظة
إن كنت في سنة فالدهر يقظان
وماشيا رحلة يلهيه موطنه
أبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ما تقدمها
وما لها مع طويل الدهر نسيان
يا راكبين عتاق الخيل ضامرة
كأنها في مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة
كأنها في ظلام الليل نيران
وراتعين وراء النهر من دعة
لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعندكم نبأ من أمر أندلس
فقد سرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث صناديد الرجال وهم
أسرى وقتلى فلا يهتز إنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم
وأنتم يا عباد الله إخوان ؟
ألا نفوس أبيات لها همم
أما على الخير أنصار وأعوان
يا من لنصرة قوم قسموا فرقا
سطا عليهم بها كفر وطغيان
بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم
واليوم هم في قيود الكفر عبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم
عليهم من ثياب الذل ألوان
فلو رأيت بكاهم عند بيعهم
لهالك الأمر واستهوتك أحزان
يارُب طفل وأم حيل بينهما
كما تفرق أرواح وأبدان
وغادة ما رأتها الشمس بارزة
كأنما هي ياقوت ومرجان
يقودها العلج عند السبي صاغرة
والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
إن كان في القلب إسلام وإيمان
هل للجهاد بها من طالب فلقد
تزخرفت جنة المأوى لها شان
وأشرف الحور والولدان من غرف
فازت لعمري بهذا الخير شجعان
ثم الصلاة على المختار من مضر
ما هب ريح الصبا واهتز أغصان[/align]
http://www.anashed.net/audio/mn_lethakala/manasena.rm[/align]
رثاء الإسلام في الأندلس
لأبي البقاء الرندي .
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان
وعالم الكون لا تبقى محاسنه
ولا يدوم على حال لها شان
يمزق الدهر حتما كل سابغة
إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضى كل سيف للفناء ولو
كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمن
وأين منهم أكاليل وتيجان ؟
وأين ما شاده شداد من إرم
وأين ما ساسه في الفرس ساسان ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب
وأين عاد وشداد وقحطان ؟
أتى على الكل أمر لا مرد له
حتى قضوا فكأن الكل ما كانوا
وصار ما كان من ملك ومن ملك
كما حكى عن خيال الطيف وسنان
دار الزمان على دارا وقاتله
وأم كسرى فما آواه إيوان
كأنما الصعب لم يسهل له سبب
يوما ولم يملك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة
وللزمان مسرات وأحزان
وللمصائب سلوان يهونها
وما لما حل بالإسلام سلوان
دهى الجزيرة خطب لا عزاء له
هوى له أحد وانهد ثهلان
أصابها العين في الإسلام فامتحنت
حتى خلت منه أقطار وبلدان
فسل بلنسية ما شان مرسية
وأين شاطبة أم أين جيان ؟
وأين قرطبة دار العلوم فكم
من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه
ونهرها العذب فياض وملآن
وأين غرناطة دار الجهاد وكم
أسد بها وهم في الحرب عقبان ؟
وأين حمراؤها العليا وزخرفها
كأنها من جنان الخلد عدنان ؟
قواعد كن أركان البلاد فما
عسى البكاء إذا لم تبق أركان
والماء يجري بساحات القصور بها
قد حف جدولها زهر وريحان
ونهرها العذب يحكي في تسلسله
سيوف هند لها في الجو لمعان
وأين جامعها المشهور كم تليّت
في كل وقت به آي وفرقان
وعالم كان فيه للجهول هدى
مدرس وله في العلم تبيان
وعابد خاضع لله مبتهل
والدمع منه على الخدين طوفان
وأين مالقة مرسى المراكب كم
أرست بساحتها فلك وغربان ؟
وكم بداخلها من شاعر فطن
وذي فنون له حذق وتبيان
وكم بخارجها من منزه فرج
وجنة حولها نهر وبستان
وأين جارتها الزهرا الزعفران فهل
رأى شبيها لها في الحسن إنسان ؟
وكم شجاع زعيم في الوغى بطل
بدا له في العدا فتك وإمعان
كم جندلت يده من كافر فغدا
تبكيه من أرضه أهل وولدان
وواديا من غدت بالكفر عامرة
ورد توحيدها شرا وطغيان
كذا المرية دار الصالحين فكم
قطب بها علم غوث له شان
تبكى الحنيفية البيضاء من أسف
كما بكى لفراق الإلف ميمان
حتى المحاريب تبكى وهي جامدة
حتى المنابر تبكى وهي عيدان
على ديار من الإسلام خالية
قد أقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد أمست كنائس ما
بهن إلا نواقيس وصلبان
يا غافلا وله في الدهر موعظة
إن كنت في سنة فالدهر يقظان
وماشيا رحلة يلهيه موطنه
أبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ما تقدمها
وما لها مع طويل الدهر نسيان
يا راكبين عتاق الخيل ضامرة
كأنها في مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة
كأنها في ظلام الليل نيران
وراتعين وراء النهر من دعة
لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعندكم نبأ من أمر أندلس
فقد سرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث صناديد الرجال وهم
أسرى وقتلى فلا يهتز إنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم
وأنتم يا عباد الله إخوان ؟
ألا نفوس أبيات لها همم
أما على الخير أنصار وأعوان
يا من لنصرة قوم قسموا فرقا
سطا عليهم بها كفر وطغيان
بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم
واليوم هم في قيود الكفر عبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم
عليهم من ثياب الذل ألوان
فلو رأيت بكاهم عند بيعهم
لهالك الأمر واستهوتك أحزان
يارُب طفل وأم حيل بينهما
كما تفرق أرواح وأبدان
وغادة ما رأتها الشمس بارزة
كأنما هي ياقوت ومرجان
يقودها العلج عند السبي صاغرة
والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
إن كان في القلب إسلام وإيمان
هل للجهاد بها من طالب فلقد
تزخرفت جنة المأوى لها شان
وأشرف الحور والولدان من غرف
فازت لعمري بهذا الخير شجعان
ثم الصلاة على المختار من مضر
ما هب ريح الصبا واهتز أغصان[/align]
http://www.anashed.net/audio/mn_lethakala/manasena.rm[/align]