- 8 مايو 2008
- 1,568
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثاني
(510)
وَيَطْهُرْنَ فِي الطَّاءِ السُّكُونُ وَهَاؤُهُ يُضَمُّ وَخَفَّا (إِ)ذْ (سَمَا) كَيْفَ (عُـ)وِّلاَ
وخفا يعني الطاء والهاء والباقون وهم حمزة والكسائي وأبو بكر فتحوهما وشددوهما لأن السكون مهما جاء مطلقا فضده الفتح والضم ضده الفتح ومعنى كلمات الرمز أن هذه القراءة كيف ما عول في تأويلها فهي سامية رفيعة محتملة للأمرين وهما انقطاع الدم والغسل والقراءة الأخرى ظاهرة في إرادة الاغتسال وأصلها يتطهرن فأدغمت التاء في الطاء أي حتى يغتسلن فتعين حمل القراة الأخرى على هذا المعنى أيضا وفي الحديث الصحيح عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضي عليك الماء فتطهرين وفي رواية فإذا أنت قد طهرت أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح فيكون من قوله حتى يطهرن بهذا المعنى أو تنزل القراءتان منزلة اجتماعهما فكأنه قيل حتى يطهرن ويتطهرن أي حتى يجتمع الأمران وهما انقطاع الدم والاغتسال فأحدهما لا يكفي بدليل ما لو اغتسلت قبل انقطاع الدم فإن ذلك لا يبيح الوطئ فكذا إذا انقطع الدم ولم تغتسل والله أعلم
(511)
وَضَمُّ يَخَافاَ (فَـ)ـازَ وَالْكُلُّ أَدْغَمُوا تُضَارَرْ وَضَمَّ الرَّاءَ (حَقٌّ) وَذُو جَلاَ
قرأ حمزة على ما لم يسم فاعله كيقال فقوله تعالى (أن لا يقيما حدود الله) ، يكون بدلا من ضمير التثنية في-يخافا-وهو بدل الاشتمال كقولك خفيف زيد شره فالخائف غير الزوجين من الولاة والأقارب ونحو ذلك وعلى قراءة الجماعة هما الخائفان وأن لا يقيما مفعول به والخطاب في قوله تعالى (ولا يحل لكم) ، يجوز أن يكون للأزواج وأن يكون للولاء وقوله سبحانه (لا تضار والدة) ، أصله لا تضارر بكسر الراء الأولى أو بفتحها مبنيا للفاعل أو للمفعول على اختلاف في تفسيره والكل صحيح المعنى في الآية أدغمت الراء الأولى في الثانية فمن رفع جعله خبرا بمعنى النهي ومن فتح فهو نهى انجزمت الراء له ففتحت لالتقاء الساكنين كقولك لاتعض زيدا لأن المدغم ساكن ومثله في المائدة (من يرتد منكم)-وقرئ-من يرتدد) ، على الأصل ولم يقرأ هنا تضارر فقوله وضم الراء يعني الراء المشددة الثانية من الراءين المدغمة والمدغم فيها وإنما قال الناظم وضم الراء ولم يقل ورفع الراء لأن القراءة الأخرى بالفتح لأنها حركة بناء فلا بد من الإخلال بإحدى العبارتين وقوله وذو جلا أي ذو جلاء بالمد أي انكشاف وظهور ويروى بفتح الجيم وكسرها وذو جلا ليس برمز وكذا قوله في آخر آل عمران وذو ملا لأن الواو فاصلة ولا تجعل الواو في ذلك كالواو في وحكم صحاب على ما تقدم في شرح الخطبة
(512)
وَقَصْرُ أَتَيْتُمْ مِنْ رِباً وَأَتَيْتمُو هُنَا (دَ)ارَ وَجْهاً لَيْسَ إِلاً مُبَجَّلاَ
(آتيتم من ربا) ، في سورة الروم وهنا (إذا سلمتم ما آتيتم) ، فالقصر بمعنى فعلتم والمد بمعنى أعطيتم وفي دار ضمير يعود على وقصر أتيتم ووجها تمييز أو حال أو مفعول فعل مضمر كما تقدم في قوله وجها على الأصل أقبلا واسم ليس ضمير يعود إلى الوجه والمبجل الموقر يثني على قراءة القصر خلافا لمن عابها وقرأت في حاشية النسخة المقروءة على الناظم رحمه الله إنما قال ليس إلا مبجلا لأن قصره من باب المجئ لا من باب الإعطاء وإنما يتضح بتبجيله مع تفسير سلمتم بالإخلاص من المنة والخصام من قوله سبحانه (مسلمة لا شيه فيها) ، أي سالمة والله أعلم
(513)
مَعاً قَدْرُ حَرِّكْ (مِـ)ـنْ (صَحَابٍ) وَحَيْثُ جَا يُضَمُّ تَمَسُّوهُنَّ وَامْدُدْهُ (شُـ)ـلْشُلاَ
قدر مفعول حرك ومعا حال مقدمة أي حرك قدر وقدر معا أي أنهما اثنان وهما قوله تعالى (على الموسع قدره وعلى المقتر قدره) ، ويعني بالتحريك فتح الدال لأنه مطلق وقراءة الباقين بإسكانها وهما لغتان وقوله من صحاب يتعلق بمحذوف ذلك المحذوف حال من فاعل حرك أو مفعوله أي آخذا له أو مأخوذا من صحاب أي منقولا عن جماعة ثقات معروفة صحبة بعضهم لبعض وتمسوهن فاعل جاء أي حيث جاء لفظ (تمسوهن) ، وهو في موضعين هنا وثالث في الأحزاب يضم حمزة والكسائي تاءه ويمدان الميم فيصير-تماسوهن-من فاعلت بمعنى فعلت أو هو على بابه والمراد به الجماع على القراءتين لم يختلف في ذلك وإن اختلف في معنى لامستم ولمستم في سورة النساء والمائدة على ما يأتي والشلشل الخفيف وهو رمز ولهذا لم يوهم أنه تقييد للقراءة وإن كان فيها تشديد في السين لأنه لا يقيد إلا بالألفاظ الواضحة لا بالألفاظ المشكلة المعنى والله أعلم
(514)
وَصِيَّةً ارْفَعْ (صَـ)ـفْوَ (حِرْمِيِّهِ رِ)ضىً وَيَبْصُطُ عَنْهُمْ غَيْرَ قُنْبُلِ اعْتَلاَ
وصية مفعول ارفع والهاء في حرميه تعود إلى لفظ وصية أو إلى الرفع الدال عليه ارفع وصفو مبتدأ ورضى خبره أراد-وصية لأزواجهم-رفعها على أنها خبر مبتدأ محذوف أي أمرهم وصية أو على حذف مضاف قبلها أي أهل وصية أو ذوو وصية أو قبل المبتدأ أي وحكم الذين يتوفون وصية أو هي مبتدأ خبرها محذوف قبلها أي عليهم وصية والنصب على المفعول المطلق وهو المصدر أي يوصون وصية وقرأ هؤلاء إلا قنبلا (والله يقبض ويبسط) ، بالصاد والباقون بالسين على ما ذكره في البيت الآتي والكلام في وجه القراءتين نحو ما تقدم في الصراط وقوله ويبصط مبتدأ واعتلا خبره أي اعتلا عن المذكورين غير قنبل وحسن قوله اعتلا أن الصاد من حروف الاستعلاء بخلاف السين ومن خالف جمع بين اللغتين والله أعلم
(515)
وَبِالسِّينِ بَاقِيِهِمْ وَفي الْخَلْقِ بَصْطَةً وَقُلْ فِيهِماَ الوَجْهَانِ قَوْلاَ مُوَصَّلاَ
(في الخلق بصطة) ، مبتدأ محذوف الخبر أي يقرؤه المذكورون بالصاد أيضا أي و (بصطة) ، في الأعراف كذلك ولا خلاف في (بسطة) ، في البقرة أنه بالسين وهو (وزاده بسطة في العلم والجسم) ، إلا ما رواه مكي وغيره من أنه قد جاء عن نافع والكسائي في بعض الطرق بالصاد وروى عن خلاد وابن ذكوان في-يبصط-و-بصطة- الوجهان الصاد والسين ومعنى موصلا منقولا إلينا وذكر في التيسير الخلاف عن خلاد فيهما قال وروى النقاش عن الأخفش هنا بالسين وفي الأعراف بالصاد وقال في غير التيسير ورأيت ابن داود قد رواهما عن أبي سهل عن ابن السفر عن الأخفش بالسين وقرأتهما على أبي الفتح وأبي الحسن جميعا بالصاد ولم يذكر مكي عن خلاد غير السين وعن ابن ذكون غير الصاد قال وروي عن حفص السين والصاد فيهما وبالوجهين قرأت لحفص
(516)
يُضَاعِفَهُ ارْفَعْ فِي الْحَدِيدِ وَههُنَا (سَماَ شُـ)ـكْرُهُ وَالْعَيْنُ في الْكُلِّ ثُقِّلاَ
(517)
(كَـ)ماَ (دَ)ارَ وَاقْصُرْ مَعْ مُضَعَّفَةٍ وَقُلْ عَسَيْتُمْ بِكَسْرِ السِّينِ حَيْثُ أَتى (ا)نْجَلاَ
يريد (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه) ، هنا وفي سورة الحديد وجه الرفع الاستئناف أي فهو يضاعفه أو يكون معطوفا على يقرض ووجه النصب أنه جواب الاستفهام فنصب بأن مضمرة بعد الفاء وابن عامر وابن كثير شددا للعين في جميع هذا اللفظ كيفما دار وذلك معنى قوله والعين في الكلِّ ثقلا كما دار نحو (يضعف لهم-يضعف لها-يضعفه لكم) ، وكذا مضعفة في آل عمران في قوله (أضعافا مضاعفة) ، وهما لغتان ضاعف وضعف واحد وعنى بقوله واقصر حذف الألف والباقون بالمد وتخفيف العين (وعسيتم) ، هنا وفي سورة القتال قراءة نافع بالكسر قال أبو بكر الإدفوي هو لغة أهل الحجاز يكسرونها مع المضمر خاصة والفتح هو الأصل وقال أبو علي وغيره هما لغتان ، قلت وباقي الأفعال الموازنة لعسى لا يختلف حاله مع المضمر نحو-أتى-و-أتيتم-و-رمى-و-رميتم-وأثنى الناظم رحمه الله على رفع-فيضاعفه-بقوله سما شكره أي شكر العلماء له فهو من باب إضافة المصدر إلى المفعول
(518)
دِفَاعُ بِهاَ وَالْحَجِّ فَتْحٌ وَسَاكِنٌ وَقَصْرٌ (خُـ)ـصُوصًا غَرْفَةً ضَمَّ (ذُ)و وِلاِ
أراد (ولولا دفع الله الناس) ، هنا وفي سورة الحج والفتح في الدال والسكون في الفاء والقصر حذف الألف وهو مصدر دفع ودفاع كذلك مثل كتبت كتابا أو مصدر دافع بمعنى دفع نحو-قاتلهم الله-أي قتلهم الله ، قال أبو ذؤيب فجمع بين اللغتين ، (ولقد حرصت بأن أدافع عنهم وإذا المنية أقبلت لا تدفع) ، وأراد ذو فتح وقصر ولهذا توسط بينهما قوله وساكن فكأنه قال مفتوح ساكن مقصور وخصوصا مصدر ويأتي الخلاف في (إن الله يدافع) ، في سورة الحج (غرفة) ، بالفتح المصدر وبالضم المغروف وذو ولاء بالمد أي ذو نصرة للضم أي ضمه من هذه صفته والله أعلم
(510)
وَيَطْهُرْنَ فِي الطَّاءِ السُّكُونُ وَهَاؤُهُ يُضَمُّ وَخَفَّا (إِ)ذْ (سَمَا) كَيْفَ (عُـ)وِّلاَ
وخفا يعني الطاء والهاء والباقون وهم حمزة والكسائي وأبو بكر فتحوهما وشددوهما لأن السكون مهما جاء مطلقا فضده الفتح والضم ضده الفتح ومعنى كلمات الرمز أن هذه القراءة كيف ما عول في تأويلها فهي سامية رفيعة محتملة للأمرين وهما انقطاع الدم والغسل والقراءة الأخرى ظاهرة في إرادة الاغتسال وأصلها يتطهرن فأدغمت التاء في الطاء أي حتى يغتسلن فتعين حمل القراة الأخرى على هذا المعنى أيضا وفي الحديث الصحيح عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضي عليك الماء فتطهرين وفي رواية فإذا أنت قد طهرت أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح فيكون من قوله حتى يطهرن بهذا المعنى أو تنزل القراءتان منزلة اجتماعهما فكأنه قيل حتى يطهرن ويتطهرن أي حتى يجتمع الأمران وهما انقطاع الدم والاغتسال فأحدهما لا يكفي بدليل ما لو اغتسلت قبل انقطاع الدم فإن ذلك لا يبيح الوطئ فكذا إذا انقطع الدم ولم تغتسل والله أعلم
(511)
وَضَمُّ يَخَافاَ (فَـ)ـازَ وَالْكُلُّ أَدْغَمُوا تُضَارَرْ وَضَمَّ الرَّاءَ (حَقٌّ) وَذُو جَلاَ
قرأ حمزة على ما لم يسم فاعله كيقال فقوله تعالى (أن لا يقيما حدود الله) ، يكون بدلا من ضمير التثنية في-يخافا-وهو بدل الاشتمال كقولك خفيف زيد شره فالخائف غير الزوجين من الولاة والأقارب ونحو ذلك وعلى قراءة الجماعة هما الخائفان وأن لا يقيما مفعول به والخطاب في قوله تعالى (ولا يحل لكم) ، يجوز أن يكون للأزواج وأن يكون للولاء وقوله سبحانه (لا تضار والدة) ، أصله لا تضارر بكسر الراء الأولى أو بفتحها مبنيا للفاعل أو للمفعول على اختلاف في تفسيره والكل صحيح المعنى في الآية أدغمت الراء الأولى في الثانية فمن رفع جعله خبرا بمعنى النهي ومن فتح فهو نهى انجزمت الراء له ففتحت لالتقاء الساكنين كقولك لاتعض زيدا لأن المدغم ساكن ومثله في المائدة (من يرتد منكم)-وقرئ-من يرتدد) ، على الأصل ولم يقرأ هنا تضارر فقوله وضم الراء يعني الراء المشددة الثانية من الراءين المدغمة والمدغم فيها وإنما قال الناظم وضم الراء ولم يقل ورفع الراء لأن القراءة الأخرى بالفتح لأنها حركة بناء فلا بد من الإخلال بإحدى العبارتين وقوله وذو جلا أي ذو جلاء بالمد أي انكشاف وظهور ويروى بفتح الجيم وكسرها وذو جلا ليس برمز وكذا قوله في آخر آل عمران وذو ملا لأن الواو فاصلة ولا تجعل الواو في ذلك كالواو في وحكم صحاب على ما تقدم في شرح الخطبة
(512)
وَقَصْرُ أَتَيْتُمْ مِنْ رِباً وَأَتَيْتمُو هُنَا (دَ)ارَ وَجْهاً لَيْسَ إِلاً مُبَجَّلاَ
(آتيتم من ربا) ، في سورة الروم وهنا (إذا سلمتم ما آتيتم) ، فالقصر بمعنى فعلتم والمد بمعنى أعطيتم وفي دار ضمير يعود على وقصر أتيتم ووجها تمييز أو حال أو مفعول فعل مضمر كما تقدم في قوله وجها على الأصل أقبلا واسم ليس ضمير يعود إلى الوجه والمبجل الموقر يثني على قراءة القصر خلافا لمن عابها وقرأت في حاشية النسخة المقروءة على الناظم رحمه الله إنما قال ليس إلا مبجلا لأن قصره من باب المجئ لا من باب الإعطاء وإنما يتضح بتبجيله مع تفسير سلمتم بالإخلاص من المنة والخصام من قوله سبحانه (مسلمة لا شيه فيها) ، أي سالمة والله أعلم
(513)
مَعاً قَدْرُ حَرِّكْ (مِـ)ـنْ (صَحَابٍ) وَحَيْثُ جَا يُضَمُّ تَمَسُّوهُنَّ وَامْدُدْهُ (شُـ)ـلْشُلاَ
قدر مفعول حرك ومعا حال مقدمة أي حرك قدر وقدر معا أي أنهما اثنان وهما قوله تعالى (على الموسع قدره وعلى المقتر قدره) ، ويعني بالتحريك فتح الدال لأنه مطلق وقراءة الباقين بإسكانها وهما لغتان وقوله من صحاب يتعلق بمحذوف ذلك المحذوف حال من فاعل حرك أو مفعوله أي آخذا له أو مأخوذا من صحاب أي منقولا عن جماعة ثقات معروفة صحبة بعضهم لبعض وتمسوهن فاعل جاء أي حيث جاء لفظ (تمسوهن) ، وهو في موضعين هنا وثالث في الأحزاب يضم حمزة والكسائي تاءه ويمدان الميم فيصير-تماسوهن-من فاعلت بمعنى فعلت أو هو على بابه والمراد به الجماع على القراءتين لم يختلف في ذلك وإن اختلف في معنى لامستم ولمستم في سورة النساء والمائدة على ما يأتي والشلشل الخفيف وهو رمز ولهذا لم يوهم أنه تقييد للقراءة وإن كان فيها تشديد في السين لأنه لا يقيد إلا بالألفاظ الواضحة لا بالألفاظ المشكلة المعنى والله أعلم
(514)
وَصِيَّةً ارْفَعْ (صَـ)ـفْوَ (حِرْمِيِّهِ رِ)ضىً وَيَبْصُطُ عَنْهُمْ غَيْرَ قُنْبُلِ اعْتَلاَ
وصية مفعول ارفع والهاء في حرميه تعود إلى لفظ وصية أو إلى الرفع الدال عليه ارفع وصفو مبتدأ ورضى خبره أراد-وصية لأزواجهم-رفعها على أنها خبر مبتدأ محذوف أي أمرهم وصية أو على حذف مضاف قبلها أي أهل وصية أو ذوو وصية أو قبل المبتدأ أي وحكم الذين يتوفون وصية أو هي مبتدأ خبرها محذوف قبلها أي عليهم وصية والنصب على المفعول المطلق وهو المصدر أي يوصون وصية وقرأ هؤلاء إلا قنبلا (والله يقبض ويبسط) ، بالصاد والباقون بالسين على ما ذكره في البيت الآتي والكلام في وجه القراءتين نحو ما تقدم في الصراط وقوله ويبصط مبتدأ واعتلا خبره أي اعتلا عن المذكورين غير قنبل وحسن قوله اعتلا أن الصاد من حروف الاستعلاء بخلاف السين ومن خالف جمع بين اللغتين والله أعلم
(515)
وَبِالسِّينِ بَاقِيِهِمْ وَفي الْخَلْقِ بَصْطَةً وَقُلْ فِيهِماَ الوَجْهَانِ قَوْلاَ مُوَصَّلاَ
(في الخلق بصطة) ، مبتدأ محذوف الخبر أي يقرؤه المذكورون بالصاد أيضا أي و (بصطة) ، في الأعراف كذلك ولا خلاف في (بسطة) ، في البقرة أنه بالسين وهو (وزاده بسطة في العلم والجسم) ، إلا ما رواه مكي وغيره من أنه قد جاء عن نافع والكسائي في بعض الطرق بالصاد وروى عن خلاد وابن ذكوان في-يبصط-و-بصطة- الوجهان الصاد والسين ومعنى موصلا منقولا إلينا وذكر في التيسير الخلاف عن خلاد فيهما قال وروى النقاش عن الأخفش هنا بالسين وفي الأعراف بالصاد وقال في غير التيسير ورأيت ابن داود قد رواهما عن أبي سهل عن ابن السفر عن الأخفش بالسين وقرأتهما على أبي الفتح وأبي الحسن جميعا بالصاد ولم يذكر مكي عن خلاد غير السين وعن ابن ذكون غير الصاد قال وروي عن حفص السين والصاد فيهما وبالوجهين قرأت لحفص
(516)
يُضَاعِفَهُ ارْفَعْ فِي الْحَدِيدِ وَههُنَا (سَماَ شُـ)ـكْرُهُ وَالْعَيْنُ في الْكُلِّ ثُقِّلاَ
(517)
(كَـ)ماَ (دَ)ارَ وَاقْصُرْ مَعْ مُضَعَّفَةٍ وَقُلْ عَسَيْتُمْ بِكَسْرِ السِّينِ حَيْثُ أَتى (ا)نْجَلاَ
يريد (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه) ، هنا وفي سورة الحديد وجه الرفع الاستئناف أي فهو يضاعفه أو يكون معطوفا على يقرض ووجه النصب أنه جواب الاستفهام فنصب بأن مضمرة بعد الفاء وابن عامر وابن كثير شددا للعين في جميع هذا اللفظ كيفما دار وذلك معنى قوله والعين في الكلِّ ثقلا كما دار نحو (يضعف لهم-يضعف لها-يضعفه لكم) ، وكذا مضعفة في آل عمران في قوله (أضعافا مضاعفة) ، وهما لغتان ضاعف وضعف واحد وعنى بقوله واقصر حذف الألف والباقون بالمد وتخفيف العين (وعسيتم) ، هنا وفي سورة القتال قراءة نافع بالكسر قال أبو بكر الإدفوي هو لغة أهل الحجاز يكسرونها مع المضمر خاصة والفتح هو الأصل وقال أبو علي وغيره هما لغتان ، قلت وباقي الأفعال الموازنة لعسى لا يختلف حاله مع المضمر نحو-أتى-و-أتيتم-و-رمى-و-رميتم-وأثنى الناظم رحمه الله على رفع-فيضاعفه-بقوله سما شكره أي شكر العلماء له فهو من باب إضافة المصدر إلى المفعول
(518)
دِفَاعُ بِهاَ وَالْحَجِّ فَتْحٌ وَسَاكِنٌ وَقَصْرٌ (خُـ)ـصُوصًا غَرْفَةً ضَمَّ (ذُ)و وِلاِ
أراد (ولولا دفع الله الناس) ، هنا وفي سورة الحج والفتح في الدال والسكون في الفاء والقصر حذف الألف وهو مصدر دفع ودفاع كذلك مثل كتبت كتابا أو مصدر دافع بمعنى دفع نحو-قاتلهم الله-أي قتلهم الله ، قال أبو ذؤيب فجمع بين اللغتين ، (ولقد حرصت بأن أدافع عنهم وإذا المنية أقبلت لا تدفع) ، وأراد ذو فتح وقصر ولهذا توسط بينهما قوله وساكن فكأنه قال مفتوح ساكن مقصور وخصوصا مصدر ويأتي الخلاف في (إن الله يدافع) ، في سورة الحج (غرفة) ، بالفتح المصدر وبالضم المغروف وذو ولاء بالمد أي ذو نصرة للضم أي ضمه من هذه صفته والله أعلم