إعلانات المنتدى


شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثالث

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثالث

(943)
وَآتُوهُ فَاقْصُرْ وَافْتَحِ الضَّمَّ (عِـ)ـلْمُهُ فَشاَ تَفْعَلُونَ الْغَيْبُ (حَقٌّ لَـ)ـهُ وَلاَ
يريد-وكل أتوه داخرين-هو بالمد جمع آت مضاف إلى الهاء كما في سورة مريم (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) ، وهو كقولك عابدوه وداعوه وأتوه بالقصر وفتح التاء فعل وفاعل ومفعول نحو رموه وقضوه والغيب والخطاب في بما يفعلون ظاهران
(944)
وَمَالِي وَأَوْزِعْنِي وَإِنِّي كِلاَهُماَ لِيَبْلُوَنِي الْيَاءَاتُ فِي قَوْلِ مَنْ بَلاَ
الياءات خبر قوله ومالي وما بعده أي هذه ياءات الإضافة التي في هذه السورة وبلا بمعنى اختبر أي قل ذلك في جواب من اختبرك وسألك عنها فالقول مصدر أضيف إلى المقول له وهو المفعول والمصدر كما يضاف إلى فاعله يضاف إلى مفعوله ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل أي عرفت هذا من يريد أن يختبر غيره بها وهي خمس ياءات-مالي لا أرى الهدهد-فتحها ابن كثير وعاصم والكسائي وهشام-أوزعني أن أشكر-فتحها ورش والبزي-إني آنست-فتحها الحرميان وأبو عمرو-إني ألقى ليبلوني أأشكر-فتحهما نافع وحده وفيها زائدتان-أتمدونن بمال-أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو وفي الحالين ابن كثير وحمزة وقد سبق أن حمزة يدغم النون الأولى في الثانية-فما آتاني الله-أثبتها مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف قالون وحفص وأبو عمرو بخلاف عنهم في الوقف وفتحها في الوصل وحذفها في الوقف ورش وقلت في ذلك ، (وفيها فما آتاني الله قبله تمدونني زيدا فلا تك مغفلا)
سورة القصص
(945)
وَفِي نُرِي الْفَتْحَانِ مَعْ أَلِفٍ وَيَائِهِ وَثَلاَثٌ رَفْعُهَا بَعْدَ (شُـ)ـكِّلاَ
الفتحان في الراء والحرف الذي قبلها والألف بعد الراء والياء مكان النون وهي الحرف الذي قبل الراء فيصير اللفظ ويرى ويلزم من ذلك رفع الكلم الثلاث التي بعدها على الفاعلية وهي-فرعون وهامان وجنودهما-وفي القراءة الأخرى الثلاث منصوبة على المفعولية ويجوز في ويائه الجر عطفا على ألف ويجوز وياؤه بالرفع عطفا على الفتحان ومعنى شكل صور والقراءة بالنون المضمومة وكسر الراء وفتح الياء توجد من تلفظ الناظم بها لا من ضد ما ذكره ووجه القراءتين ظاهر
(946)
وَحُزْناً بِضَمِّ مَعْ سُكُونٍ (شَـ)ـفَا وَيَصْدُرَ اضْمُمْ وَكَسْرُ الضَّمِّ (ظَـ)ـامِيهِ (أَ)ـنْهَلاَ
قيد في حزنا ما لفظ به ليأخذ ضده للقراءة الأخرى وضد الضم والسكون معا الفتح فيهما فالحزن والحزن لغتان مثل العجم والعجم والعرب والعرب والبخل والبخل قرئ بهما ههنا في قوله-ليكون لهم عدوا وحزنا-وأجمعوا على الفتح في (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) ، وفي (وأعينهم تفيض من الدمع حزنا) ، وعلى الضم في (وابيضت عيناه من الحزن) ، (إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله) ، وادعى بعضهم أن الضم يكون في المرفوع والمجرور والفتح في الذي ظهر فيه النصب وأما-حتى يصدر الرعاء-فأراد ضم يائه وكسر داله فيكون مضارع أصدر والمفعول محذوف أي يصدر الرعاء مواشيهم ويصدر بفتح الياء وضم الدال من صدر وهو فعل لازم والصدر الانصراف وأصدرت الماشية صرفتها وإنما يصدرونها بعد ريها فلهذا قال ظاميه أنهلا ويعني بالظاميء الذي ظمئت ماشيته أي عطشت أو يكون إشارة إلى حال موسى عليه السلام فإنه كان حينئذ ظمآن ذا تعب وجوع وقد سقى المواشي وهو ظمآن منهل أي ساق النهل وهو الشرب الأول
(947)
وَجِذْوَةٍ اضْمُمْ (فُـ)ـزْتَ وَالْفَتْحُ (نَـ)ـلْ وَ(صُحْبَةٌ كَـ)ـهْفُ ضَمِّ الرَّهْبِ وَاسْكِنْهُ (ذُ)بَّلاَ
جميع ما في هذا البيت من القراءات لغات والأكثر على كسر الجيم وضمها حمزة وفتحها عاصم وأخذت قراءتهم من ضد الفتح ويقال أيضا جذيه بالياء وفي الجيم الحركات الثلاث وقال أبو عبيد القطعة الغليظة من الخشب كأن في طرفها نارا ولم تكن والرهب الخوف قرأه حفص بفتح الراء وإسكان الهاء وأبو بكر وحمزة والكسائي وابن عامر بضم الراء وإسكان الهاء والباقون بفتحهما لأن الفتح ضد الضم والإسكان المطلق ويجوز ضمهما لغة ووصل الناظم همزه وأسكنه ضرورة وذلك جائز أنشد أبو علي ، (إن لم أقاتل فألبسوني برقعا يابا المغيرة رب أمر مفصل) ، قال وهذا النحو في الشعر غير ضيق وذبل جمع ذابل وهي الرماح ونصبه على الحال أي ذا ذبل يشير إلى الحجج والأدلة والله أعلم
(948)
يُصَدِّقُنِي ارْفَعْ جَزْمَهُ (فِـ)ـي (نُـ)ـصُوصِهِ وَقُلْ قَالَ مُوسَى وَاحْذِفِ الْوَاوَ (دُ)خْلُلاَ
الجزم على جواب أرسله معي والرفع على أنها جملة في موضع الحال أي أرسله مصدقا وإنما قال ارفع جزمه لأن الجزم ليس ضدا للرفع وإن كان الرفع ضدا للجزم ومثله ما سبق في الفرقان ، يضاعف ويخلد رفع جزم والواو من-وقال موسى ربي أعلم-محذوفة من المصحف المكي دون غيره فلهذا أسقطها ابن كثير وأثبتها غيره ودخللا حال من قال موسى أي هي بحذف الواو مداخل لما قبله وهو-قال رب إني قتلت منهم نفسا-ولو قال الناظم موضع دخللا دم ولا أي ذا ولا لكان أولى لأنه لم يأت بواو فاصلة بين هذه المسئلة والتي بعدها وقد افتتح البيت الآتي بالرمز في كلمتين فالكلمة الأولى وهي نما مترددة بين أن تكون تابعة لما في هذا البيت أو لما بعدها بل نما نفر بجملته يجوز أن يكون من تتمة رمز قال موسى ويكون رمز يرجعون ما بعده وهو ثق الذي هو رمز سحران فيكون للكوفيين الحرفان كنظائر لسبقت والله أعلم
(949)
(نَـ)ـمَا (نَفَرٌ) بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ يَرْجِعُونَ سِحْرَانِ (ثِـ)ـقْ فِي سَاحِرَانِ فَتُقْبَلاَ
نما أي نقل فالمعنى نقل جماعة يرجعون بضم الياء وفتح الجيم على بناء الفعل للمفعول والباقون بفتح الياء وكسر الجيم على بناء الفعل للفاعل وقد سبق نظيرهما يريد وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون وقرأ الكوفيون-قالوا سحران تظاهرا-والباقون ساحران يعنون موسى وهارون وقيل ومحمدا صلوات الله عليهم أجمعين وسحران كذلك على حذف مضاف أي كل واحد منهما ذو سحر وقيل عنى بذلك التوراة والقرآن ونصب فتقبلا على جواب الأمر بقوله ثق والله أعلم
(950)
وَيَجْبَى خَلِيطٌ يَعْقِلُونَ (حَـ)ـفِظْتُهُ وَفِي خُسِفَ الْفَتْحَتَيْنِ حَفْصٌ تَنَخَّلاَ
الخلاف في-يجبى إليه-بالتذكير والتأنيث ظاهر لأن تأنيث الثمرات غير حقيقي ومعنى قوله خليط أي مألوف معروف ليس بغريب أي تذكير يجبى خليط لم يؤنثه سوى نافع وأما وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون فقرأه أبو عمرو وحده بالغيب وغيره بالخطاب وهما أيضا ظاهران وأما-لخسف بنا فقرأه على بناء الفعل للفاعل حفص على معنى لخسف الله بنا وقرأ غيره على بناء الفعل للمفعول بضم الخاء وكسر السين ومعنى تنخلا اختار حفص في خسف الفتحين يعني فتح الخاء والسين ولم يذكر قراءة الباقين ولا يؤخذ من الضد إلا كسر السين وأما ضم الخاء فإن الضم ضد الجزم ونظير القراءتين هنا (استحق عليهم) ، في المائدة وعبارته هناك جيدة وضم استحق افتح لحفص وكسره وكأنه أشار هنا بالفتحين إلى قراءته هناك أو إلى قوله في أول السورة وفي نرى الفتحان فإنهما فتحا ضم وكسر فكذا في خسف والله أعلم
(951)
وَعِنْدِي وَذُو الثُّنْياَ وَإِنِّي أَرْبَعٌ لَعَلِّي معاً رَبِّي ثَلاَثٌ مَعِي اعْتَلاَ
فيها اثنتا عشرة ياء إضافة عندي أو لم يعلم فتحها نافع وأبو عمرو واختلف فيها عن ابن كثير-ستجدني إن شاء الله-فتحها نافع وحده وهي التي عبر عنها بقوله وذو الثنيا أي واللفظ المصاحب للثنيا والثنيا الاسم من الاستثناء وإنما عبر عنها بذلك لأن بعدها إن شاء الله وهذا اللفظ يطلق عليه علماء الشريعة وغيرهم لفظ الاستثناء باعتبار أصل اللغة لأنها ثبت اللفظ المعلق بها عن القطع بوقوع موجبه وفي الحديث إذا حلف الرجل فقال إن شاء الله فقد استثنى وقد تقدم في باب ياءات الإضافة التعبير عنها بقوله وما بعده إن شاء وإنما لم ينص عليها بلفظها كما فعل في أخواتها لأنها لفظة لا يمكن أن تدخل في وزن الشعر أصلا لاجتماع خمس حركات فيها متوالية ثم قال وإني أربع أي أربع كلمات فتارة يؤنث هذه الألفاظ باعتبار الكلمات كقوله بعده ربي ثلاث وتارة يذكر باعتبار اللفظ كقوله وذو الثنا وذلك على حسب ما يؤاتيه نظمه أراد-إني آنست-إني أنا الله رب العالمين- إني أخاف أن يكذبون-فتح الثلاث الحرميان وأبو عمرو-وإني أريد أن أنكحك-فتحها نافع وحده-لعلي آتيكم لعلي أطلع فتحهما الحرميان وأبو عمرو وابن عامر-عسى ربي أن يهديني-ربي أعلم بمن-ربي أعلم من فتح الثلاث الحرميان وأبو عمرو-فأرسله معي ردأ-فتحها حفص وحده وقوله في آخر البيت اعتلا ، هو خبر وعندي وما بعده أي اعتلا المذكور في تبين ياآت الإضافة في هذه السورة وكان الواجب على هذا التقدير نصب أربعا وثلاثا على الحال أي اعتلا هذا وذا في حال كونهما على هذا العدد كما قال في آخر سورة هود "وياءاتها عني وإني ثمانيا" وإن جعل إني أربع مبتدأ وخبر وكذا ربي ثلاث احتاج كل واحد من هذه الألفاظ إلى خبر فيرك الكلام ويكثر الإضمار فلا حاجة إلى ذلك وفيها زائدة واحدة-يكذبون-قال سنشد أثبتها في الوصل ورش وحده وقلت في ذلك ، (وواحدة فيها تزاد يكذبون قال وما شيء إلى سبأ تلا) ، أي لم يبق شيء من الزوائد إلى سورة سبأ وتلا بمعنى تبع ما تقدم من ياءآت الزوائد والله أعلم
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثالث

سورة العنكبوت
(952)
يَرَوْا (صُحْبَةٌ) خَاطِبْ وَحَرِّكْ وَمُدَّ فِي النْنَشَاءة (حَقاًّ) وَهْوَ حَيْثُ تَنَزَّلاَ
أي تروا قراءة صحبة فحذف المضاف للعلم به ثم بين القراءة ما هي فقال خاطب أي بالخطاب ولم ولو لم يبينها لما حملت إلا على ضد الخطاب وهو الغيب لإطلاقه يريد-أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق-وجه الخطاب أن قبله-وإن تكذبوا-ووجه الغيبة-فقد كذب أمم من قبلكم-والنشأة بإسكان الشين والقصر على وزان الرأفة والرحمة والنشاءة بفتح الشين والمد على وزان الكآبة كلاهما لغة وقد حكى فتح همزة الرأفة ومدها أيضا ولغة القصر أقوى قال أبو عبيد هي اللغة السائرة والقراءة المعروفة قال أبو علي حكى أبو عبيد النشأة لم يذكر الممدود قال وهو في القياس كالرأفة والرآفة والكأبة والكآبة قال مكي وهو مصدر من غير لفظ ينشيء والتقدير ثم الله ينشئ الأموات فينشئون النشأة الآخرة وقوله وهو حيث تنزلا يعني هنا وفي سورتي النجم والواقعة وأن عليه النشأة (ولقد علمتن النشأة الأولى) ، قال صاحب التيسير ووقف حمزة على وجهين في ذلك أحدهما أن يلقى حركة الهمزة على الشين ثم يسقطها طردا للقياس والثاني أن يفتح الشين ويبدل الهمزة ألفا اتباعا للخط قال ومثله قد سمع من العرب والله أعلم
(953)
مَوَدَّةً المَرْفُوعُ (حَـ)ـقُّ (رُ)وَاتِهِ وَنَوِّنْهُ وَانْصِبْ بَيْنَكُمْ (عَمَّ صَـ)ـنْدَلاَ
رفع مودة على أنها خبر إن إن كانت ما موصولة أي إن الذي اتخذتموه من دون الله أوثانا ذو مودة بينكم وإن كانت ما كافة فمودة خبر مبتدأ محذوف أي هي مودة بينكم أو مبتدأ والخبر في الحياة الدنيا ومن نصب مودة فلا يكون ما في إنما إلا كافة ونصبها على أنها مفعول من أجله ويكون اتخذ على هذا الوجه وعلى قراءة الرفع متعديا إلى مفعول واحد نحو (أتخذتم عند الله عهدا فلن) ، ويجوز أن يكون مودة ثاني مفعولي اتخذوا أيمانهم جنة وبينكم بالنصب ظرف منصوب بالمصدر الذي هو مودة ويجوز أن يكون صفة له أي مودة كائنة بينكم وخفض بينكم بالإضافة إلى مودة المنصوبة والمرفوعة على وجه الاتساع في الظروف نحو (شهادة بينكم) ، والمعنى على ما تعطيه قراءة النصب ولم يقرأ أحد برفع مودة ونصب بينكم ولو قرئ لجاز وإنما كل من رفع مودة خفض بينكم وهم ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ومن نصب مودة اختلفوا فمنهم من خفض بينكم أيضا وهم حمزة وحفص ومنهم من نصبهما معا وهو نافع وابن عامر وأبو بكر ولا يستقيم النصب إلا بتنوين مودة وكل من خفض بينكم أسقط التنوين من مودة لأجل الإضافة سواء في ذلك من رفع ومن نصب وقد سبق معنى صندلا في سورة الأنعام ونصبه هنا على التمييز أو الحال على تقدير ذا صندل يشير إلى حسنه وطيبه والله أعلم
(954)
وَيَدْعُونَ (نَـ)ـجْمٌ (حَـ)ـافِظٌ وَمُوَحِّدٌ هُنَا آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ (صُحْبَةٌ دَ)لاَ
أي قراءة نجم حافظ والعالم يعبر عنه بالنجم للاهتداء به أراد-إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء-فالغيب فيه والخطاب ظاهران فالغيبة تعود إلى مثل الذين اتخذوا والخطاب لهم وأما التوحيد والجمع في وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه-فقد تقدم مثلهما مرارا وموحد خبر مقدم وآية من ربه مفعول به وصحبة مبتدا وقد سبق معنى دلا وذكر الخبر ولفظ دلا مفرد باعتبار لفظ صحبة لأنه مفرد ويجوز أن يكون موحد مبتدأ وصحبة فاعله على رأي من يقول اسم الفاعل غير معتمد والله أعلم
(955)
وَفِي وَنَقُولُ الْيَاءُ (حِصْنٌ) وَيُرْجَعُنَ (صَـ)ـفْوٌ وَحَرْفُ الرُّومِ (صَـ)ـافِيهِ (حُـ)ـلِّلاَ
يرد-ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون-الثاء والنون فيه ظاهرتان وقد سبق لهما نظائر والغيب في قوله-ثم إلينا يرجعون-لأن قبله-يوم يغشاهم العذاب-والخطاب لقوله تعالى-يا عبادي الذين آمنوا- والذي في الروم (ثم يعيده ثم إليه يرجعون) ، وقيد الناظم بقوله الياء لأن ضده النون وأطلق يرجعون لأن ضده الخطاب ولا يجوز أن يكون استغنى عن تقييد يرجعون بالياء بتقييد يقول كما قال في سورة النساء ويا سوف يؤتيهم عزيز وحمزة سنؤتيهم لأن الضد ثم في القراءتين متحد وهو النون وهنا اختلف الضد فالقراءة بالغيب لا يقيدها بالياء أبدا إنما بطلقها ويقول بالغيب وهذا من دقاق ما اشتمل عليه هذا النظم فاعرفه وما أحسن قوله صافيه حللا أي كثير الحلول فيه لأجل صفائه
(956)
وَذَاتُ ثَلاَثٍ سُكَّنَتْ بَا نُبُوِّئَنْنَ مَعْ خِفِّهِ وَالْهَمْزُ بِالْيَاءِ (شَـ)ـمْلَلاَ
أي با قوله تعالى-لنبوئنهم من الجنة غرفا-فقصر لفظ با ضرورة وهو مبتدأ وذات ثلاث خبره مقدم عليه أي صارت ذات ثلاث نقط وإذا نقطت صورة الباء بثلاث صارت ثاء وقوله سكنت صفة لذات ثلاث كما تقول هند امرأة حسنة أي هذه الباء ثاء ساكنة والهاء في خفة تعود على لفظ نبوئن أراد تخفيف الواو وهو مشكل فإن في لفظ نبوئن حرفين مشددين الواو والنون وليس في تشديد النون خلاف والواو في قوله والهمز واو الحال أي صار ثاء ساكنة مع خفة الواو في حال كون الهمزة أسرع بالياء أي أتى بالياء في مكانه أي أبدل الهمز ياء فصارت القراءة لنثوينهم من الثواء وهو الإقامة قال الزجاج يقال ثوى الرجل إذا أقام وأثويته إذا أنزلته منزلا يقيم فيه قال الفراء ، (وكل حسن بوأته وأثويته منزلا) ، سواء معناه أتزلته قال الزمخشري ثوى غير متعد فإذا تعدى بزيادة همزة النقل لم يتجاوز مفعولا واحدا نحو ذهب وأذهبته والوجه في تعديته إلى ضمير المؤمنين وإلى الغرف إما إجراؤه مجرى لننزلهم ونبوئنهم أو حذف الجار واتصال الفعل أو تشبيه الظرف المؤقت بالمبهم ، قلت فهذا جواب ما روي عن اليزيدي أنه قال لو كان لنثوينهم لكان في غرف واختار أبو عبيد القراءة الأخرى لإجماعهم على التي في النحل (لنبوئنهم في الدنيا حسنة) ، قال لا نعلم الناس يختلفون فيه فهذا مثله وإن كان ذاك في الدنيا وهذا في الآخرة فالمعنى فيهما واحد قال ورأيت هذا الحرف الذي هو في العنكبوت في الذي يقال له الإمام مصحف عثمان بالياء معجمة ، قلت وهذا بعد ما نقطت المصاحف وكثر هذا اللفظ في القرآن نحو (ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق) ، (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت) ، وقال (يتبوأ منها حيث يشاء) ، وقال (نتبوأ من الجنة حيث نشاء) ، وقال (أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا) ، وقيل لفظ الثواء لائق بأهل الآخرة هي دار القرار وروى عن الربيع بن خيثم أنه قرأها كذلك وقال الثواء في الآخرة والتبوة في الدنيا وقد قال الله تعالى في حق الكفرة (أليس في جهنم مثوى للكافرين) ، وهو في آخر هذه السورة فناسب أن يقال للمؤمنين نحو ذلك في الجنة وقال سبحانه وتعالى ، (وما كنت ثاويا في أهل مدين) ، أي مقيما عندهم مستمرا بين أظهرهم والله أعلم
(957)
وَإِسْكَانُ وَلْ فَاكْسِرْ (كَـ)ـمَا (حَـ)ـجَّ (جَـ)ـا (نَـ)ـدىً وَرَبِّي عِبَادِي أَرْضِيَ أَلْبَابِهَا انْجَلاَ
يعني كسر لام وليتمتعوا وقد تقدم في الحج أن لام الأمر يجوز كسرها وإسكانها وهي معطوفة على-ليكفروا-وهي أيضا لام الأمر بدليل إسكان ما عطف عليها وهو أمر تهديد نحو-اعملوا ما شئتم-وقيل الأولى لام كي والثانية لام الأمر ونظير ذلك قوله تعالى في النحل (ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا) ، قال أبو عبيد إنما يجوز هذا لو كانت فليتمتعوا بالفاء لأن الفاء قد يستأنف بها الخبر وإنما معنى الواو والعطف فكيف يترك العطف ويرجع إلى الأمر والفاء في قوله فاكسر زائدة وفيها ثلاث ياآت إضافة مهاجر إلى ربي إنه-فتحها نافع وأبو عمرو-يا عبادي الذين آمنوا-أسكنها حمزة والكسائي وأبو عمرو-إن أرضي واسعة-فتحها ابن عامر وحده
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثالث

من سورة الروم إلى سورة سبأ
(958)
وَعَاقِبَةُ الثَّانِي (سَمَا) وَبِنُونِهِ نُذِيقُ (زَ)كَا لِلْعَالَمِينَ اكْسِرُوا (عُـ)ـلاَ
يريد-ثم كان عاقبة الذين أساءوا-هذا هو الثاني المختلف في رفعه ونصبه ، والأول لا خلاف في رفعه وهو كيف كان عاقبة الذين من قبلهم-فوصف عاقبة وهو مؤنث بالثاني على تأويل وهذا اللفظ الثاني وإنما لم ينونه لأنه حكى لفظه في القرآن وهو غير منون لأنه مضاف إلى الذين واعتذر الشيخ عن كونه لم ينونه بأنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين أو أراد-وعاقبة-الموضع الثاني ولا حاجة إلى هذا الاعتذار فالكلمة نفي القرآن لا تنوين فيها وقد قال بعد هذا يذيق ذكا بالنصب فأي عذر لنصبه لولا أنه حكى لفظه في القرآن وهو لنذيقهم بعض الذي عملوا وهو ملبس بقوله تعالى-وليذيقكم من رحمته-ولم يقيد القراءة في عاقبة وكان ذلك إشارة إلى رفعها لمدلول سما والباقون بنصبها فهي إن رفعت اسم كان وإن نصبت خبرها والسوأى بعد ذلك هو الخبر أو الاسم وهو كناية عن العذاب وهو تأنيث الأسوأ وإن كذبوا على تقدير لأن كذبوا ويجوز أن يكون السوأى مصدر كالرجعى والبشرى أي أساءوا الإساءة الشنيعة وهي الكفر أو نعتا لموصوف محذوف أي أساء والخلال السوأى والخبر أو الاسم قوله-أن كذبوا-ومعنى الذين أساءوا أي أشركوا والتقدير-ثم كان عاقبة المسيء التكذيب بآيات الله تعالى أي لم يظفر في كفره وشركه بشيء إلا بالتكذيب بآيات الله ويجوز أن يكون السوأى هو الخبر أو الاسم لا على المعنى المتقدم بل على تقدير الفعلة السوأى ثم بينها بقوله-أن كذبوا-فيكون-أن كذبوا عطف بيان أو بدلا ويجوز على هذا التقدير على قراءة الرفع أن لا يكون للسوأى خبرا بل معنى أساءوا السوأى أي فعلوا الخطيئة السوأى وخبر كان محذوف إرادة الإبهام ليذهب الوهم إلى كل مكروه كل هذه الأوجه منقولة وهي حسنة وقيل يجوز أن تكون إن في قوله-أن كذبوا-مفسرة بمعنى أي كذبوا ، وهذا فيه نظر فإن من شرط أن المفسرة أن يأتي بعدها فعل في معنى القول ثم قال ، وبنونه نذيق أي ونذيق زكا وهي نون العظمة وقراءة الباقين بالياء أي ليذيقهم الله وكسر حفص اللام من قوله-إن في ذلك لآيات للعالمين-جعله جمع عالم واحد العلماء وكما قال تعالى في آية أخرى (وما يعقلها إلا العالمون) ، وفي موضع آخر (إن في ذلك لآيات لقوم يعلمون) ، وفتح الباقون اللام جعلوها جمع عالم أي لكافة الناس وعلا حال أي ذو علا
(959)
لِيَرْبُوا خِطَابٌ ضُمَّ وَالْوَاوُ سَاكِنٌ (أَ)تَى وَاجْمَعُوا آثَارِ(كُمْ) (شَـ)ـرَفاً (عَـ)ـلاَ
أي ذو خطاب مضموم يعني تاء مضمومة ، وقال الشيخ يجوز أن يكون ضم أمرا ، قلت خطاب على هذا التقدير يكون حالا أي ضم لتربوا ذا خطاب فكان الواجب نصبه أي-وما أتيتم من ربا لتربوا-أنتم سكنت الواو لأنها واو الضمير في تربون وحذفت النون للنصب وهذه-قراءة نافع وحده وقراءة الباقين على الغيب بياء مفتوحة وواو منصوبة لأنه فعل مضارع خال من ضمير بارز مرفوع فظهر النصب في آخره والتقدير ليربوا ذلك الربا ، وأما-فانظر إلى آثار رحمة الله-فالإفراد فيه والجمع سبق لهما نظائر مثل-رسالته ورسالاته وكلمة وكلمات وذرية وذريات-الإفراد يراد به الجنس ووجه الجمع ظاهر ومعنى كم شرفا علا كم علا شرفا والمميز محذوف أي كم مرة وقع ذلك والله أعلم
(960)
وَيَنْفَعُ كُوفِيٌّ وَفِي الطُّولِ (حِصْنُهُ) وَرَحْمَةً ارْفَعْ (فَـ)ـائِزاً وَمُحَصِّلاَ
يريد-فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم-وفي غافر (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم) ، تذكير الفعل في ذلك وتأنيثه ظاهران من قبل أن لفظ معذرة مؤنث ولكنه تأنيث غير حقيقي ونافع أنث هنا وذكر في سورة الطور جمعا بين اللغتين وأما-ورحمة-في أول لقمان فهي معطوفة على هدى وهدى في موضع نصب على الحال أو المدح أو في موضع رفع على تقدير هو هدى ورحمة أو خبر بعد خبر أي تلك هدى ورحمة أو يكون هدى منصوبا ورحمة مرفوعا أي وهو رحمة والله أعلم
(961)
وَيَتَّخِذَ المَرْفُوعُ غَيْرُ (صِحَابِهِـ)ـمْ تُصَعِّرْ بِمدٍّ خَفَّ (إِ)ذْ (شَـ)ـرْعُهُ (حَـ)ـلاَ
يريد-ويتخذها هزوا-النصب عطف على ليضل والرفع على يشتري أو على الاستئناف والهاء في يتخذها لآيات الكتاب أو للسبيل وتقدير البيت قراءة غير صحابهم على حذف مضاف وصاعر خده وصعره واحد كضاعف وضعف ومعناهما الإعراض عن الناس تكبرا والصعر الميل في الخد خاصة وقوله خف ليس صفة للمد ولكنه خبر بعد خبر لأن الخف في العين أي تصاعر ممدود خفيف
(962)
وَفِي نِعْمَةٍ حَرِّكْ وَذُكِّرَ هَاؤُهَا وَضُمَّ وَلاَ تَنْوِينَ (عَـ)ـنْ (حُـ)سْنٍ (ا)عْتَلاَ
يريد-وأسبغ عليكم نعمه-حرك أي افتح العين وذكر هاؤها أي جعلت هاء الضمير التي للمذكر المفرد في مثل (أكرمه ونعمه) ، وليست هاء تأنيث ثم قال وضم أي وضم ذلك الهاء ولا تنوين لتأخذ بضد ذلك للقراءة الأخرى وهي التي لفظ بها فحاصل الخلاف أن هذا الحرف يقرأ بالإفراد والجمع كنظائر له سلفت وقوله-ظاهرة وباطنة-صفة لنعمة في قراءة الإفراد وحال في قراءة الجمع وقد قال تعالى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) ، لم يختلف في افراده
(963)
سِوَى ابْنِ الْعَلاَ وَالْبَحْرُ أُخْفِى سُكُونُهُ (فَـ)ـشاَ خَلْقَهُ التَّحْرِيكُ (حِصْنٌ) تَطَوَّلاَ
والبحر مبتدأ خبره سوى ابن العلا على تقدير قراءة غير أبي عمرو فأبو عمرو وحده نصبه عطفا على اسم أن أي ولو أن البحر يمده والرفع على وجهين منقولين ذكرهما الزجاج والزمخشري وغيرهما ، أحدهما أنه مبتدأ ويمده الخبر والجملة في موضع الحال ، والثاني أن يكون عطفا على موضع إن واسمها وخبرها لأن الجميع في موضع رفع لأنه فاعل فعل مضمر أي ولو وقع ذلك والبحر ممدودا بسبعة أبحر فيمده على هذا الوجه حال من البحر وهذا العطف جائز بلا خلاف وإنما الممتنع العطف محل على اسم أن المفتوحة فقط دون محل المجموع منها ومن اسمها وخبرها وإنما يجوز العطف بالرفع على محل الاسم فقط مع إن المكسورة والفرق أن اسم المفتوحة بعض كلمة في التقدير بخلاف اسم المكسورة فمهما وقعت المفتوحة في موضع رفع جاز العطف بالرفع على محل المجموع منها ومن اسمها وخبرها كما أن العطف على محل المكسورة إنما كان من أجل ذلك وعليه يحمل قوله تعالى (إن الله برئ من المشركين ورسوله) ، لأن أن وما بعدها مبتدأ ورسوله عطف عليه-وأذان من الله-خبر مقدم عليه وقد سبق تقرير هذا الفصل في سورة المائدة ولذلك قال أبو عبيد الرفع هنا حجة لمن قرأ التي في المائدة العين بالعين رفعا فكذلك كان يلزم أهل هذه القراءة أن يرفعوا تلك وأما فلا تعلم نفس ما أخفي بفتح الياء فعلى أنه فعل ماض وبسكونها هو فعل مضارع مسند إلى المتكلم سبحانه وأما-أحسن كل شيء خلقه-بفتح اللام فعل أن يكون جملة واقعة صفة لشيء قبله فيكون في موضع خبر ويجوز أن يكون صفة لقوله- كل شيء-فتكون في موضع نصب وإذا سكنت اللام بقي لفظه مصدرا ونصبه على البدل من كل شيء أو هو منصوب على أنه مصدر دل عليه ما تقدم من قوله- أحسن كل شيء-فكأنه قال خلق كل شيء فهو من باب اقتران المصدر بغير فعله اللفظي ولكن بما هو في معناه والهاء في خلقه على هذا تعود إلى الله تعالى
(964)
لَما صَبَرُوا فَاكْسِرْ وَخَفِّفْ (شَـ)ـذاً وَقُلْ بِماَ يَعْمَلُونَ اثْناَنِ عَنْ وَلَدِ الْعَلاَ
أي اكسر اللام وخفف الميم فالمعنى لصبرهم كما قال في الأعراف (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا) ، أي بصبرهم والقراءة الأخرى لما بفتح اللام وتشديد الميم أي حين صبروا وقوله شذا أي ذا شذاء وقرأ أبو عمرو (بما يعملون خبيرا) ، في أول الأحزاب وبعده (بما تعملون بصيرا إذ جاءوكم) ، بالغيب فيهما والباقون بالخطاب ووجههما ظاهر فهذا معنى قوله بما يعملون اثنان وفي سورة الفتح أيضا اثنان (بما تعملون خبيرا بل ظننتم) (بما تعملون بصيرا هم الذين كفروا) ، والخلاف في الثاني كما يأتي في موضعه والأول بتاء الخطاب أجماعا والله أعلم
(965)
وَبِالْهَمْزِ كُلُّ الَّلاءِ وَالْياَءِ بَعْدَهُ (ذَ)كَا وَبِياَءٍ سَاكِنٍ (حَـ)ـجَّ (هُـ)ـمَّلاَ
أي حيث جاء هنا-وما جعل أزواجكم اللاء وفي المجادلة (إلا اللاء ولدنهم) ، وفي الطلاق (واللاء يئسن)-(واللاء لم يحضن) ، قرأ الجميع الكوفيون وابن عامر بهمزة بعدها ياء ساكنة اللاءى على وزن القاضي والداعي فهذا هو أصل الكلمة أي كل اللاء بالهمز والياء بعده ويجوز والياء بالرفع على الابتداء ثم ذكر أن أبا عمرو والبزي قرأ بياء ساكنة من غير همز فكأنهما حذفا الهمز وبقيت الياء الساكنة إلا أنهم لا يوجهون هذه القراءة بهذا إنما يقولون حذفت الياء لتطرفها كما تحذف من القاضي ونحوه ثم أبدل من الهمزة ياء ساكنة وهذه القراءة على هذا الوجه ضعيفة لأن فيها جمعا بين ساكنين فالكلام فيها كما سبق في-محياي-في قراءة من سكن ياء وشبهه جوز ذلك ما في الألف من المد ولكن شرط جواز مثل هذا عند أئمة اللغة المعتبرين أن يكون الساكن الثاني مدغما ولا يرد على هذا ص ن ق لأن أسماء حروف التهجي موضوعة على الوقف والوقف يحتمل اجتماع الساكنين فإن وقف على-محياي-أو اللائي-فهو مثله وإنما الكلام في الوصل وأما إجازة بعضهم اضربان واضربنان بإسكان النون والتقت حلقتا البطنان بإثبات الألف فشاذ ضعيف عندهم والله أعلم ، وقوله حج هملا أي غلبهم في الحجة وقد تقدم شرح هملا في باب ياءات الإضافة في قوله إلا مواضع هملا وهو جمع هامل والهامل البعير المتروك بلا راع أي غلب في الحجة قوما غير محتفل بهم يشير إلى تقوية الإسكان وأنه له ضعف
(966)
وَكَالْيَاءِ مَكْسُوراً لِوَرْشٍ وَعَنْهُمَا وَقِفْ مُسْكِناً وَالْهَمْزُ (زَ)اكِيهِ (بُـ)ـجِّلاَ
أي وسهل ورش الهمزة بين بين وهو المراد بقوله كالياء مكسورا لأنها صارت بين الهمزة والياء المكسورة وهذا قياس تخفيفها لأنها همزة مكسورة بعد ألف وهذه القراء مروية عنهما أي عن أبي عمرو والبزي وهو وجه قوى لا كلام فيه ذكره جماعة من الأئمة المصنفين كصاحب الروضة قال قرأ أبو عمرو وورش والبزي وذكر غيرهم بتليين الهمزة من غير ياء بعدها وهو ظاهر كلام ابن مجاهد فإنه قال قرأ ابن كثير ونافع-اللاء-ليس بعد الهمزة ياء وقرأ أبو عمرو شبيها بذلك غير أنه لا يهمز وكذا قال أبو عبيد قرأ نافع وأبو عمرو-اللاء-مخفوضة غير مهموزة ولا ممدودة ونص مكي على الإسكان ولم يذكر صاحب التيسير غيره لهما وقال في غيره قرأت على فارس ابن أحمد بكسر الياء كسرة مختلسة من غير سكون وبذلك كان يأخذ أبو الحسين بن المنادي وغيره وهو قياس تسهيل الهمز قال الشيخ وقد قيل إن الفراء عبروا عن التليين لهؤلاء بالإسكان ، قالوا وإظهار أبي عمرو في-اللاء يئسن-مما يدل على أنه تليين وليس بإسكان ، قلت قد سبق في باب الإدغام الكبير تقرير هذا وذكر أبو علي الأهوازي الوجهين عنهما ، قوله وقف مسكنا أي مسكنا للياء لهؤلاء لأن الوقف يحتمل اجتماع الساكنين ، قال في التيسير وإذا وقف يعني ورشا صيرها ياء ساكنة قال وحمزة إذا وقف جعل الهمزة بين بين على أصله ومن همز منهم ومن لم يهمز أشبع التمكين للألف في الحالين إلا ورشا فإن المد والقصر جائزان في مذهبه لما ذكرناه في باب الهمزتين ، قلت هو ما نظمه الشاطبي رحمه الله بقوله ، (وإن حرف مد قبل همز مغير...."البيت" ، ثم ذكر أن قنبلا وقالون قرأ بالهمز من غير ياء بعده فإذا وقفا أسكنا الهمز وفي قراءة أبي عمرو والبزي من المد والقصر مثل ما في قراءة ورش والله أعلم
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثالث

(967)
وَتَظَّاهَرُونَ اضْمُمْهُ وَاكْسِرْ لِعاَصِمٍ وَفِي الْهَاءِ خَفِّفْ وَامْدُدِ الظَّاءَ (ذُ)بَّلاَ
أي اضمم التاء واكسر الهاء لعاصم وهو داخل أيضا في رمز من خفف الهاء ومد الظاء وخففها كما في البيت الآتي فقراءة عاصم تظاهرون مضارع ظاهر مثل قاتل وقرأ ابن عامر تظاهرون على اللفظ الذي في بيت الناظم وهو مضارع تظاهر مثل تقاتل والأصل تتظاهرون فأدغم التاء في الظاء وقرأ حمزة والكسائي مثله إلا أنهما خففا الظاء لأنهما حذفا الياء التي أدغمها ابن عامر وقرأ الباقون-تظهرون-بتشديد الظاء والهاء من تظهر مثل تكلم وأدغموا التاء في الظاء
(968)
وَخَفَّفَهُ (ثَـ)ـبْتٌ وَفِي قَدْ سَمِعْ كَمَا هُنَا وَهُناَكَ الظَّاءُ خُفِّفَ (نَـ)ـوْفَلاَ
أي خفف الظاء قاريء ثبت وهم الكوفيون وفي قد سمع الله موضعان حكمهما ما ذكر هنا إلا أن الظاء تم لم يخففه إلا عاصم وحده لأنه يقرأ يظاهرون من ظاهر ولم يخفف الظاء حمزة والكسائي لأنه لم يجتمع تاآن فتحذف الثانية منهما لأن موضعي سورة قد سمع فعلهما للغيبة لا للخطاب الذين يظهرون منكم والذي يظاهرون من نسائهم ولكن أدغما التاء في الظاء كما يقرأ ابن عامر والنوفل السيد المعطاء ونصبه على الحال أي ذا نوفل أي قاريء سيد
(969)
وَ(حَقُّ صِحَابٍ) قَصْرُ وَصْلِ الظَّنُونِ وَالرَسُولَ السَّبِيَلا وَهْوَ فِي الْوقَفْ (فِـ)ـي (حُـ)ـلاَ
أي قصروا هذه الكلمات الثلاث في الوصل وهي-وتظنون بالله الظنونا-يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا-وبعده-فأضرنا السبيلا-رسمت هذه الثلاثة بالألف هنا ولم ترسم في قوله-وهو يهدي السبيل -وإثبات الألف في تلك المواضع لتشاكل الفواصل وهو مطلوب مراعا في أكثر القرآن وقد يندر في بعض الصور مالا يشاكل ومنه (أن لن يحور) ، في سورة الاشتقاق فإنه بغير ألف بعد الراء-(وكل يوم هو في شأن) بالهمز وكذا-(بالخاطئة) في الحاقة وخاطئة في اقرأ كلتاهما مهموز ، وأنا أختار ترك الهمز في هذه الثلاثة على قراءة حمزة في الوقف لتشاكل الفواصل ثم قال وهو في الوقف أي والقصر في الوقف لحمزة وأبي عمرو فهما يقصران وقفا ووصلا على الأصل ومد نافع وابن عامر وشعبة في الحالين تبعا لخط المصحف وابن كثير والكسائي وحفص جمعوا بين الخط والأصل في الحالين فمدوا في الوقف لأنه يحتمل ذلك كما في القوافي كقوله ، (وولى اللامة الرجلا ) ، وقصروا في الوصل ونحوا بذلك منحى هاء السكت وهذه القراءة هي المختارة ، قال أبو عبيد والذي أحب فيه هذه الحروف أن يتعمد الوقف عليهن تعمدا وذلك لأن في إسقاط الألفات منهن مفارقة الخط وقد رأيتهن في الذي يقال لـ الإمام مصحف عثمان مثبتات كلهن ثم أجمعت عليها مصاحف الأمصار فلا نعلها اختلفت فكيف يمكن التقدم على حذفها وأكره أيضا أن أثبتهن مع إدماج القراءة لأنه خروج من العربية لم نجد هذا عندهم جائزا في اضطرار ولا غيره فإذا صرت إلى الوقف عليها فأثبت الألفات كنت متبعا للكتاب ويكون مع هنا فيها موافقة لبعض مذاهب العرب وذلك أنهم يثبتون مثل هذه الألفات في قوافي أشعارهم ومصاريعها لأنها مواضع قطع وسكت فأما في حشو لأبيات فمعدوم غير موجود على حال من الحالات وقال الزجاج الذي عليه حذاق النحويين والمتبعون السنة من حذاقهم أن يقرءوا-الظنونا-ويقفوا على الألف ولا يصلوا وإنما فعلوا ذلك لأن أواخر الآيات عندهم فواصل يثبتون في آخرها في الوقف ما يحذف مثله في الوصل فهؤلاء لا يتبعون المصحف ويكرهون أن يصلوا فيثبتوا الألف لأن الآخر لم يقفوا عليه فيجروه مجرى الفواصل ومثل هذا في كلام العرب في القوافي نحو قوله ، (أقلى لوم عاذل والعتابا وقولي إن أصبت لقد أصابن) ، فأثبت الألف لأنها في موضع فاصلة وهي القافثة وأنشد أبو عمرو الداني في كتاب الإيجاز ، (إذا الجوزاء أردفت الثريا ظننت بآل فاطمة الظنونا) ، ومن ذلك قول الأعشى ، (استأثر الله بالوفاء وبالعدل وولى الملامة الرجلا) ، وقال أبو علي وجه من أثبت في الوصل أنها في المصحف كذلك وهي رأس آية ورءس الآى تشبه بالقوافي من حيث كانت مقاطع كما كانت القوافي مقاطع فكما شبه-أكرمن وأهانن-بالقوافي في حذف الياء منهن نحو ، (من حذر الموت أن يأتين وإذا ما انتسبت له أتكون) ، كذلك يشبه هذا في إثبات الألف بالقوافي وأما في الوصل فلا ينون ويحمل على لغة من لا ينون ذلك إذا وصل في الشعر لأن من لا ينون أكثر قال أبو الحسن وهي لغة أهل الحجاز فأما من طرح الألف في الوصل فإنهم ذهبوا إلى أن ذلك في القوافي وليس رءوس الآي بقواف فيحذف في الوصل كما يحذف غيرها فما يثبت في الوقف نحو التشديد الذي يلحق الحرف الموقوف عليه قال وهذا إذا أثبت في الخط فينبغي أن لا تحذف هاء الوقف من-حسابيه-وكتابيه-وأن يجري مجرى الموقوف عليه فهو وجه ، وإذا ثبت ذلك في القوافي في الوصل فشأنه في الفواصل حسن ، قال غيره وأما من قرأ بغير ألف فهو الأصل المشتهر في كلامهم تقول رأيت الرجل بإسكان اللام ومن العرب من يجري القوافي في الإنشاد مجرى الكلام الموزون فيقول ، (أقلى اللوم عاذل والعتاب ) ، (واسئل بمصقله البكري ما فعل ) ، فإذا كانوا يجرون القوافي مجرى الكلام غير الموزون فلأن يتركوا الكلام غير الموزون على حالته ولم يشبهوه بالموزون أولى والله أعلم
(970)
مَقَامَ لِحَفْصٍ ضُمَّ وَالثانِ (عَمَّ) فِي الدْ دُخَانِ وَآتَوْهَا عَلَى الْمَدِّ (ذُ)و (حُـ)ـلاَ
-يريد-لا مقام لكم فارجعو-والثاني في الدخان (إن المتقين في مقام أمين) ، والأول فيها لا خلاف في فتحه وهو (وزروع ومقام كريم) ، كما أجمعوا على فتح مقام إبراهيم وقد سبق في مريم الكلام على القراءتين وإن المفتوح موضع القيام والمضموم بمعنى الإقامة وأراد ضم الميم الأولى ولا جائز أن تحمل على الميم الثانية لوجهين ، أحدهما أن ذلك في الميم الثانية لو كان لعبر عنه بالرفع لا بالضم لأنها حركة إعراب ، والثاني لو أريد ذلك لذكر معه التنوين لأنه من باب وبالرفع نونه-فلا رفث-ولا بيع-نونه-ولا خلة-ولا شفاعة-وارفعهن ، وأما لآتوها-بالمد فإنه بمعنى أعطوها أي أجابوا إلى ما سئلوه وأتوها بالقصر بمني فعلوها وجاءوها يقال اثبت الخبر إذا فعلته والمعنى ثم سئلوا فعل الفتنة لفعلوها واختار أبو عبيد قراءة المد وقال قد جاءت الآثار في الذين كانوا يفتنون بالتعذيب في الله أنهم أعطوا ما سألهم المشركون غير بلال وليس في شيء من الحديث أنهم جاءوا ما سألهم المشركون ففي هذا اعتبار للمد في قوله-لآتوها-بمعنى أعطوها ، قال أبو علي ومما يحسن المد قوله-سئلوا-والإعطاء مع السؤال حسن والمعنى لو قيل لهم كونوا على المسلمين مع المشركين لفعلوا ذلك وحلا في آخر البيت مصدر مفتوح الحاء وليس بفعل ماض ، حكى الشيخ في شرحه عن الناظم رحمهما الله يقال ذو حلا أي ذو حسن من حلى في عينه وصده يحلى قال ويقال أيضا حلى بالشيء أي ظفر به يحلى وقد قال ابن ولاد إن حلا لا يعرف يعني أن المصدر المعروف من هذين الفعلين إنما هو حلاوة ، قال الشيخ ويجوز أن يكون ذو بمعنى الذي أي على المد الذي حلا كقول الطائي (وبئري ذو حفرت وذو طويت ) ، قلت وكأنه أشار بقوله حلا إلى ما ذكره أبو عبيد وأبو علي
(971)
وَفِي الْكُلِّ ضَمُّ الْكَسْرِ فِي أُسْوَةٍ (نَـ)ـدىً وَقَصْرُ (كِـ)ـفاً (حَـ)ـقٍّ يُضَاعَفْ مُثَقَّلاَ
الضم والكسر في أسوة لغتان ومثله قدوة وعدوة بضم القاف والعين وكسرهما وقوله في الكل يعني هنا وفي الممتحنة موضعان ويجوز ضم الكسر على الأمر وضم الكسر على الابتدا ويضاعف مبتدأ وقصر كفاحق خبره ومثقلا حال منه أي يضعف لها العذاب بالقصر مع تشديد العين وقد تقدم في سورة البقرة أن ضاعف وضعف لغتان فابن كثير وابن عامر قرأ من لغة ضعف هناك وهنا وأبو عمرو شدد هنا دون ثم والباقون قروا من لغة ضاعف في الموضعين والله أعلم ، قال أبو عبيد كان أبو عمرو يقرأ هذه وحدها يضعف مشددة بغير ألف لقوله- ضعفين-وقال ما كان أضعافا كثيرة فإنه يضاعف وما كان ضعفين فإنه يضعف ، قال أبو عبيد لا نعلم بين ما فرق أبو عمرو فرقا فرقا
(972)
وَبِالْيَا وَفَتْحِ الْعَيْنِ رَفْعُ الْعَذَابِ (حِصْنُ) حُسْنٍ وَتَعْمَلْ نُؤْتِ بِالْيَاءِ (شَـ)ـمْلَلاَ
الواو في وبالياء فاصلة لأن هذه مسئلة غير المتقدمة وإن كان الجميع متعلقا بكلام واحد فالذي تقدم بيان الخلاف في القصر والتشديد وهذا بيان قراءة من يقرأ بالياء وفتح العين ورفع العذاب وضدها وهي القراءة بالنون وكسر العين ونصب العذاب ، فكأنه قال ويضاعف بالياء وفتح العين على ما لم يسم فاعله ورفع العذاب لأنه مفعول ما لم يسم فاعله ، فأسقط حرف العطف من "ورفع العذاب" ضرورة للعلم به وقوله حصن حسن أي رمز ذلك وهو خبر المبتدأ المقدر ، وهو يضاعف وما عطف عليه وهو رفع العذاب أي المجموع حصن حسن فاجتمع أبو عمرو مع حصن في الياء وفتح العين وخالفهم في المد فقرءوا-يضاعف-وقرأ هو وحده يضعف وكلا الفعلين لما لم يسم فاعله فاتفق معهم على رفع العذاب فبقي ابن كثير وابن عامر على النون وكسر العين على بناء الفعل للفاعل فلزم نصب العذاب لأنه مفعوله والنون للعظمة هما من أهل القصر والتشديد فقرأا-نضعف لها العذاب-والقراءات ههنا ثلاث ، ووجوهها ظاهرة إنما كان مشكلا استخراجها من هذا النظم وقد سهله الله تعالى فاتضح ولله الحمد ، قوله ويعمل يؤت أراد-ويعمل صالحا نؤتها-قرأهما حمزة والكسائي بالياء أما الياء في يعمل- فعطف على يقنت-وأجمعوا في يقنت على لفظ التذكير ردا على لفظ من فكذا ما عطف عليه وهو-يعمل-وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث ردا على معنى من لأنها عبارة عن النساء ولهذا رجعت الضمائر بلفظ التأنيث في نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها-وأما الياء في يؤتها فلله تعالى وقرأ الباقون بالنون للعظمة فقول الناظم بالياء تقييد لقوله يؤت ليكون النون للباقين لأنها أخت الياء في اصطلاحه ولا تكون تقييد ليعمل أيضا وإن كان صحيحا من حيث المعنى واللفظ فإنها بالياء أيضا ولكن امتنع ذلك خوفا من اختلال القراءة الأخرى فإنها ليست بالنون فلا يكون هذا إلى من باب التذكير والتأنيث فيكون قوله ويعطل مطلقا من غير تقييد ليدل إطلاقه له على أنه أراد به التذكير فيأخذ للباقين ضده وهو التأنيث وشمللا خبر عن يعمل ويؤت على حذف حرف العطف
(973)
وَقَرْنَ افْتَحْ (ا)ذْ نَصُّوا يَكُونَ (لَـ)ـهُ (ثَـ)ـوى يَحِلُّ سِوَى الْبَصْرِي وَخَاتِمَ وُكَّلاَ
يريد افتح القاف من-وقرن في بيوتكن-والباقون بكسرها وكلاهما فعل أمر لجماعة النساء فالمفتوح من قررت بالمكان أقر بكسر الراء في الماضي وفتحها في المضارع في قول من أجاز ذلك ونظيره عض من عضضت وقيل من قار يقار إذا اجتمع فيكون مثل خفن الله أي اجتمعن في بيوتكن والمكسور من قررت بالمكان أقر بفتح الراء في الماضي وكسرها في المضارع وهي اللغة المعروفة في قررت بالمكان فيكون مثل جدن في الأمر من جددت فيه أو من وقر يقر فيكون مثل عدن من وعد فإن أخذنا ذلك من قررت بفتح فاء وكسرها فتكون عين الفعل حذفت لأنه ألقيت حركتها على الفاء فحذفت لالتقاء الساكنين هي ولام الفعل وحذفت همزة الوصل استغناء عنها بتحريك الفاء والأصل أقررن بفتح الراء الأولى وكسرها وإن قلنا إن قرن بالكسر من وقر يقر فالمحذوف فاء الفعل وهي الواو وإن قلنا إن قرن بالفتح من قار يقار فالمحذوف عين الفعل وهي واو أيضا وهذا الوجه حكاه الزمخشري عن أبي الفتح الهمداني ، وقال أبو علي الوجه في-وقرن-بالكسر لأنه يجوز من وجهين لا إشكال في جوازه منهما وهما من القرار والوقار وفتح القاف على ما ذكرت من الخلاف زعم أبو عثمان أن قررت في المكان لا يجوز وقد حكى ذلك بعض البغداديين فيجوز الفتح في القاف على هذه اللغة إذا ثبتت وقال أبو عبيد والقراءة التي نختارها بكسر القاف فيكون مأخوذا من الوقار فأما الفتح فإن أشياخنا من أهل العربية كانوا ينكرونه ويقولون إن كان من الوقار فهو بالكسر على قراءتنا وإن كان من القرار فينبغي أن يكون من أقررنا أو أقررنا قال وقد وجدناها تخرج في العربية من وجه فيه بعد وهو شبيه بقوله (فظلتم تفكهون) ، وأصلها من المضاعف ظللت قال مكي وقيل إن هذه القراءة مشتقة من قررت به عينا أقر قال وليس المعنى على هذا لم يؤمرن أن تقر أعينهن في بيوتهن إنما أمرن بالقرار أو بالوقار في بيوتهن قال والاختيار كسر القاف لأن عليه المعنى الصحيح ، وأما-أن يكون لهم الخيرة-ولا يحل لك النساء-فالتذكير فيهما والتأنيث ظاهران وأبو عبيد يختار التذكير في هذا ونحوه والثرى بالقصر التراب الندي وبالمد المال الكثير فيجوز أن يكون قصره ضرورة وقد تقدم أن الناظم يستعير هذه الأشياء ونحوها كناية عن وضوح القراءة وكثرة الحجج لها وردا لكلام من تكلم فيها وأما وخاتم النبيين-فوجه الفتح فيه أن الذي يختم به يقال بفتح التاء وكسرها فكأنه صلى الله عليه وسلم جعل كخاتم لما ختم به الأنبياء قال أبو عبيد وبالكسر نقرأ لأن التأويل أنه صلى الله عليه وسلم ختمهم فهو خاتمهم وكذلك رويت الآثار عنه في صفة نفسه أنه قال أنا خاتم النبيين لم نسمع واحدا من فقهائنا يروي هذا الحرف في حديثه إلا بكسر التاء قال الزجاج من كسر فمعناه ختم النبيين ومن فتح فمعناه آخر النبيين لا نبي بعده والواو في قول الناظم وقرن وخاتم ليست فاصلة بل هي من نفس الكلمة في القرآن كالياء في يكون ويحل وأما الواو في-وكلا-فليست فاصلة أيضا ولا معنى لها هنا فلو أتى بكلمة أولها نون رمزا لقراء الفتح لكان أولى فيقول نولا أو نحو ذلك ويستغنى عن الرمز بعد قوله في البيت الآتي ويأتي بالواو الفاصلة ثم يقول وخاتم نزلا بفتح وقل ساداتنا اجمع إلى آخره ، فإن قلت لو قال كذلك لكان قد رمز قبل تقييد القراءة وهو قد قال ومن بعد ذكرى الحرف أسمى رجاله قلت الذي التزمه أن لا يتقدم الرمز على الحرف المختلف فيه أما تقدمه على التقييد فلا كقوله سما العلا شذا الجزم
(974)
بِفَتْحٍ (نَـ)ـمَا سَادَاتِنَا اجْمَعْ بِكَسْرَةٍ (كَـ)ـفَى وَكَثِيراً نُقْطَةٌ تَحْتُ (نُـ)ـفِّلاَ
يريد-إنا أطعنا سادتنا-هو جمع سيد وسادات جمع هذا الجمع وكسر تائه علامة النصب لأنه جمع سلامة وفتح تاء سادة علامة نصبه لأنه جمع تكسير ومثله كتبة وفجرة وأما-والعنهم لعنا كبيرا-فقراءة عاصم وحده بالباء الموحدة والقراءتان وجههما كما سبق في البقرة في-إثم كبير-قال أبو علي الكير مثل العظم والكثرة أشبه بالمعنى لأنهم يلعنون مرة بعد مرة وقوله نفل معناه أعطى نقطة من تحته والتنفيل الإعطاء فقوله نقطة بالنصب ثاني مفعول نفلا وجعل النقطة نفلا لأنها دون الثلاث التي للثاء فتلك بمنزلة النفل في قسم الغنيمة لأنها دون سهم الغانم والله أعلم
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثالث

سورة سبأ وفاطر
(975)
وَعَالِمٍ قُلْ عَلاَّمِ (شَـ)ـاعَ وَرَفْعُ خَفْضِهِ (عَمَّ) مِنْ رِجْزٍ أِلِيمٍ مَعاً وِلاَ
أي قرأه علام وعالم وعلام كلاهما من الصفات كضارب وضراب وفي التشديد مبالغة وفي القرآن عالم الغيب-في مواضع مجمع عليها-(وعلام الغيوب) في المائدة وفي آخر هذه السورة ولم يجئ علام الغيب إلا في قراءة حمزة والكسائي ههنا والخفض في عالم وعلام على اتباع وربي أو لله في قوله-الحمد لله-ورفع عالم على المدح أي هو عالم الغيب أو مبتدأ وخبره-لا يعزب عنه-ومن رجز أليم-موضعان هنا وفي الجاثية والرجز أشد العذاب وسيئه وقيل إنه كالرجس بمعنى القذر فهذا فائدة جعل العذاب فيه باعتبار صفته والواو في قوله ولا ليست فاصلة كالواو في وكلا التي سبق ذكرها وأما أقل ما اتفق له في هذه القصيدة من أمثال هذا نحو وخاتم وكلا وإلياسين بالكسر وصلا فإن الواوات في أوائل هذه الكلم توهم الفصل لأنها كلمات لم تسبق تقييدا بخلاف الواو في قوله ، (وبالضم واقصر واكسر التاء فاتلوا ) ، فهذه الكلمات كلها تقييد فلم تضر الواوات في أوائلها ومعنى ولا بكسر الواو متابعة وهو مفعول من أجله من الكلام الذي يأتي بعده أي رفع متابعة ومن رجز أليم مبتدأ وخبره أول البيت الآتي وهو
(976)
عَلَى رَفْعِ خَفْضِ الْمِيمِ (دَ)لَّ (عَـ)ـلِيمُهُ وَنَخْسِفْ نَشَأْ نُسْقِطْ بِهاَ الْيَاَءُ (شُـ)ـمْلَلاَ
خفض الميم من-أليم-على أنه صفة لرجز ورفعها على أنه نعت لعذاب أي لهم عذاب أليم من رجز والياء والنون في قوله تعالى-إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط-ظاهران معنى شمللا أي حكم على الياء بالشمول لهذه الثلاثة
(977)
وَفِي الرِّيحُ رَفْعٌ (صَـ)ـحَّ مِنْسَأَتَهْ سُكُونُ هَمْزَتِهِ (مَـ)ـاضٍ وَأَبْدِلْهُ (إِ)ذْ (حَـ)ـلاَ
يريد-ولسليمان الريح-رفع الريح على الابتداء ولسليمان خبره كما يقول لزيد المال والنصب على إضمار وسخرنا لسليمان الريح عطفا على معنى-وألنا له الحديد-لأن ذلك تسخير لداود عليه السلام والمنسأة العصا العظيمة التي تكون مع الراعي على وزن محبرة وأصلها الهمز لأنها من نسأت البعير زجرته وسقته وطردته فهي اسم آلة من ذلك كالمقدحة والمجرفة فقرأتها الجماعة كذلك على الأصل وأبدل الهمزة ألفا نافع وأبو عمرو والهمز المتحرك لا يبدل حرف مد إلا سماعا وهذا مسموع قال الشاعر ، (إذا دليت على المنساة من كبر ) ، وأسكن ابن ذكوان الهمز تخفيفا وهو عند النحاة ضعيف فإنه يلزم منه أن يوجد ساكن غير الألف قبل هاء التأنيث وهذا لا يوجد وقال بعضهم يمكن أن تكون القراءة بها بين بين وهو القياس في تخفيف هذه الهمزة لكن الراوي لم يضبط وقال صاحب التيسير ابن ذكوان بهمزة ساكنة ومثله قد يجيء في الشعر لإقامة الوزن وأنشد الأخفش الدمشقي زاد الشيخ لبعض الأعراب ، (صريع خمر قام من وكاته كقومة الشيخ إلى منسأته) ، فقوله ماض إشارة إلى جوازه أي قد مضى حكمه والهاء في أبدله للهمز أي أبدل ذلك الهمز الساكن إذ خلا إبداله والله أعلم
(978)
مَسَاكِنِهِمْ سَكِّنْهُ وَاقْصُرْ عَلَى (شَـ)ـذاً وَفِي الْكَافِ فَافْتَحْ (عَـ)ـالِمًا (فَـ)ـتُبَجَّلاَ
يريد-لقد كان لسبأ في مساكنهم-هذه قراءة الجماعة بالجمع وأفرده حمزة والكسائي وحفص فقرءوا-مسكنهم-إلا أن الكسائي كسر الكاف وفتحها حمزة وحفص وكلاهما لغة والفتح أقيس والجمع يجوز أن يكون لكل واحد منهما والله أعلم
(979)
نُجَازِي بِيَاءٍ وَافْتَحِ الزَّايَ وَالْكَفُورَ رَفْعٌ (سَمَاكَـ)ـمْ (صَـ)ـابَ أُكْلٍ أَضِفْ (حُـ)ـلاَ
يجازي إلا الكفور على بناء الفعل للمفعول ونجازي بالنون ليكون الفعل مسندا للفاعل والكفور منصوب لأنه مفعول وهو موافق لما قبله-ذلك جزيناهم بما كفروا-وصاب أي نزل يعني قد نزل نظائر في القرآن فيها الفعل مبني لما لم يسم فاعله نحو-هل يجوزن إلا-وقوله سما هو خبر يجازي والكفور رفع جملة حالية وكم صاب جملة أخرى خبرية عنه أي كم مرة ورد وسيأتي في فاطر (كذلك نجزي كل كفور) ، ثم قال أكل أضف حلا أي ذا حلا يريد-ذواتي أكل خمط-أضاف أبو عمرو أكل إلى خمط فانحذف التنوين من أكل والباقون لم يضيفوا فبقي منونا وأما الخلاف في إسكان الكاف وضمها فقد سبق في سورة البقرة واختار أبو عمرو التنوين قال لأن الأكل ههنا هو الخمط في التفسير فالتنوين أولى به من الإضافة مع أن أهل هذه القراءة أكثر ، قلت الأكل المأكول وهو الجنا كما قال (تؤتي أكلها كل حين) ، وثمر كل شيء يطلق عليه اسم شجرته وعلى الشجرة اسم ثمرها فكما تقول عندي ثمرتان وعنب ورمان برفع الجميع وتنوينه فكذا تقول هذا أكل خمط وأثل وسدر والإضافة على تقدير ثمرة هذا النوع من الشجر وإنما ذكر سبحانه الأكل تصريحا بأن هذا صار مأكولهم بعد ما كانوا مخولين في ما شاءوا من ثمار الجنتين المقدم ذكرهما-كلوا من رزق ربكم واشكروا له-قال أبو عبيد الخمط كل شجرة مرة ذات شوك وقال الزجاج كل نبت أخذ طعما من مرارة فلم يمكن أكله خمط وقيل في كتاب الخليل الخمط شجرة الأراك وقال الجوهري هو ضرب من الأراك له حمل يؤكل والأثل شجر يشبه الطرفاء أعظم منه قال الزمخشري وجه من نون أن أصله ذواتى أكل أكل خمط فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه أو وصف الأكل بالخمط كأنه قيل ذواتى أكل شفيع ، قلت هو نحو قولهم مررت بقاع عرفج كله أو على تقدير ذي خمط كما قيل ذلك في قوله تعالى (ويسقى من ماء صديد) ، أي ذي صديد وأجاز جماعة أن يكون بدلا ومنعه أبو علي فاختار أن يكون عطف بيان ورجح قراءة الإضافة فقال ما ذهب إليه أبو عمرو في قراءته بالإضافة حسن فإن الأكل إذا كان الجناء فإن جناء كل شجرة منه قال وخير الإضافة ليس في حسن الإضافة وذلك لأن الخمط إنما هو اسم شجرة وليس بوصف وإذا لم يكن وصفا ولم يجري على ما قبله كما يجري الوصف على الموصوف والبدل ليس بالسهل أيضا لأنه ليس هو هو ولا بعضه لأن الجناء من الشجرة وليس الشجرة من الجناء قال فيكون إجراؤه عليه على وجه عطف البيان كأنه بين أن الجناء لهذا الشجر ومنه وكان الذي حسن ذلك أنهم قد استعملوا هذه الكلمة استعمال الصفة قال الشاعر في صفته ، (القفار ليست بخطمه) ، قال أبو الحسن الأحسن في كلام العرب أن يضيفوا ما كان من نحو هذا مثل دار آجر وثوب خز قال وأكل خمط قراءة كثيرة وليست بالجيدة في العربية وقال الفراء الخمط في التفسير هو الأراك وهو البربر قال النحاس قال محمد بن يزيد الخمط كل ما تغير إلى ما لا تشتهي واللبن خمط إذا حمض والأولى عنده في القراءة-ذواتى أكل خمط-بالتنوين على أنه نعت لأكل أو بدل منه لأن الأكل هو الخمط بعينه عنده فأما الإضافة فباب جوازها أن يكون تقديرها ذواتى أكل حموضة وأكل مرارة والله أعلم
(980)
وَ(حَقُّ) لِوَا بَاعِدْ بِقَصْرٍ مُشَدَّدَا وَصَدَّقَ لِلْكُوفِيِّ جَاءَ مُثَقَّلاَ
باعد مبتدأ وخبره حق لوا ويقصر مشددا حالان من باعد عاملهما حق لأنه مصدر وقصر لفظ اللواء ضرورة وكنى بذلك عن شهرة القراءة وكلتاهما واضحة باعد وبعد مثل ضاعف وضعف يريد قوله سبحانه-باعد بين أسفارنا-وصدق عليهم إبليس ظنه-بالتخفيف والتشديد قيل هما سواء-وظنه-مفعول به يقال وعد مصدوق ومكذوب قال الله تعالى (ذلك وعد غير مكذوب) ، ومن أبيات الحماسة ، (فوارس صدقوا فيهم ظنوني ) ، أي كان منهم ما ظننت فيهم وكذا إبليس ظن أنه يقويهم إلا قليلا فوقع ذلك وقيل التقدير في قراءة التخفيف في ظنه فحذف الجار متعدي الفعل فنصب وقبل التقدير ظن ظنه نحو فعلته جهدك وقيل في التشديد حق عليهم ظنه أو وجده صادقا وروى ظنه بالرفع على تخفيف صدق فيكون ظنه بدلا من إبليس وقيل أيضا بجواز نصب إبليس ورفع ظنه فكما صدق إبليس ظنه فكذا صدق ظنه وظنه هو قوله لأغوينهم أجمعين قال ذلك ظنا
(981)
وَفُزِّعَ فَتْحُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ (كَـ)ـامِلٌ وَمَنْ أَذِنَ اضْمُمْ (حُـ)ـلْوَ (شَـ)ـرْعٍ تَسَلْسَلاَ
الخلف في هذين الفعلين في إسناد الفعل إلى الفاعل وهو الله عز وجل أو لما لم يسم فاعله وكلاهما ظاهر فإن أسند فزع إلى الفاعل فالفاعل هو الله تعالى أو ما هناك من الحال قال ابن جني إضمار الفاعل لدلالة الحال عليه كثير منه ما حكاه سيبويه من قولهم ، (إذا كان غدا فائتني ) ، وكذلك قول الشاعر ، (فإن كان لا يرضيك حتى تردني إلى قطري لا أخالك راضيا) ، أي إن كان لا يرضيك ما جرى أو ما الحال عليه ، قلت وقريء شاذا فزع بتخفيف الزاي مع البناء للمفعول وقريء أيضا بالراء المهملة والعين المعجمة مع البناء للفاعل أو المفعول والراء مشددة ومخففة فهذه ست قراءات مع البناء للمفعول واثنان مع البناء للفاعل ومفعول ما لم يسم فاعله قوله-عن قلوبهم-نحو سير عن البلد ، قال ابن جني المعنى في جميع ذلك إذا كشف عن قلوبهم وقوله حلو شرع حال من مفعول اضمم
(982)
وَفِي الْغُرْفَةِ التَّوْحِيدُ (فَـ)ـازَ وَيُهْمَزْ التْتَنَاوُشُ (حُـ)ـلْوًا (صُحْبَةً) وَتَوَصُّلاَ
يريد-وهم في الغرفات آمنون-ووجه الجمع ظاهر كما جاء في موضع آخر (لهم غرف من فوقها غرف مبنية)-(لنبوئنهم من الجنة غرفا) ، ووجه الإفراد قوله-أولئك يجزون الغرفة بما صبروا-فهو اسم جنس يراد به الجمع والكثرة والتناوش التناول بغير همز ووجه الهمز ضم الواو مثل أقتت وأدؤر وأجوه وقيل هو من ناشت إذا تأخرت وأبطأت وإذا وقف حمزة جعل الهمزة بين بين على أصله وذكر صاحب التيسير له وجها آخر هنا أنه يقف بضم الواو على تعليل الهمز بأن سببه ضمة الواو فقال فعلى هذا يقف بضم الواو ويرد ذلك إلى أصله ولم يتعرض الناظم رحمه الله لهذا الوجه في نظمه هنا واعتذر عن ذلك فيما وجدته في حاشية النسخة المقروة عليه فقال تركه لضعف هذا التأويل قال ثم لو صح كيف يرد الوقف الشيء إلى أصله وهو عارض وأين له نظير حتى يبني عليه ويلزمه ذلك في عطاء وجزاء ، قلت وهذا الوجه صحيح لحمزة ولكن مأخذه اتباع الرسم كما سبق في بابه واستغنى الناظم بذلك عن ذكره هنا والله أعلم ، وقوله حلوا حال من التناؤش وصحبه وتوصلا تمييزان من الحال أي حلوا صحبته وتوصله
(983)
وَأَجْرِى عِبَادِي رَبِّيَ الْيَا مُضَافُهاَ وَقُلْ رَفْعُ غَيْرُ اللهِ بِالْخَفْضِ (شُـ)ـكِّلاَ
يريد الياء في هذه الكلمات الثلاث هي مضافها أي الذي يجري عليه أحكام ياءات الإضافة بالفتح والإسكان فقوله-إن أجري إلا على الله وهو على كل-فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص-عبادي الشكور-فتحها كلهم غير حمزة-ربي إنه سميع قريب-فتحها نافع وأبو عمرو وفي سبأ زائدتان كالجواري أثبتها أبو عمرو وورش في الوصل وابن كثير في الحالين-فكذبوا رسلي فكيف كان نكير-أثبتها في الوصل ورش وحده وأما (هل من خالق غير الله) ، في سورة فاطر فالخفض صفة الخالق على اللفظ والرفع صفة على المعنى لأن التقدير هل خالق غير الله ومعنى شكل صدر والله أعلم
(984)
وَنَجْزِي بِياَءٍ ضُمَّ مَعْ فَتْحِ زَايِهِ وَكُلَّ بِهِ ارْفَعْ وَهْوَ عَنْ وَلَدِ الْعَلاَ
يريد-كذلك نجزي كل كفور-قرأه أبو عمرو بضم الياء على بناء الفعل للمفعول وقرأه الباقون بفتح النون على بنائه للفاعل والهاء في به تعود على يجزي لأن كل مرفوع به لأنه مفعوله الذي أقيم مقام فاعله ونصبه الباقون على المفعولية
(985)
وَفِي السَّيِّئِ المَخْفُوضِ هَمْزاً سُكُونُهُ (فَـ)ـشاَ بَيِّناتٍ قَصْرُ (حَقٍّ فَـ)ـتًى (عَـ)ـلاَ
همزا منصوب على التمييز أي المخفوض همزه يريد ومكر السيئ-احترازا من المرفوع بعده وهو -ولا يحيق المكر السيئ-فإنه لا خلاف في تحريك همزه وأما ذلك المخفوض فروى عن حمزة سكون همزه تخفيفا لأجل كثرة الحركات وقد سبق ما في هذا في قراءة-بارئكم-ويأمركم ونحوه وقيل إنه وصل بنية الوقف وعندي أنه أسكنه وقفا فظن الراوي أنه يفعل ذلك وصلا وسبب كونه أسكن هذه الهمزة وقفا أن من مذهبه تخفيف الهمز في الوقف على الطريقة المذكورة في بابه وقياسها أن تبدل هذه الهمزة ياء لأنها تسكن للوقف وقبلها مكسور فيجب قلبها ياء إذا خففت فكأنه استثقل اجتماع ثلاث ياءات الوسطى مكسورة فترك الهمز ساكنا على حاله فهو أخف من إبداله فهو نظير ما فعله أبو عمرو في-تؤوى-وتؤوبه حين لم يبدل همزه استثقالا للإبدال وهو معنى قول الناظم فيما سبق أخف بهمزة وقال الزمخشري لعله اختلس فظن سكونا أو وقف وقفة خفيفة ثم ابتدأ ولا يحيق قال أبو جعفر النحاس قال الأعمش وحمزة-ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ-فحذف الإعراب من الأول وأثبته في الثاني قال أبو إسحق وهو لحن قال أبو جعفر ، وإنما صار لحنا لأنه حذف الإعراب منه وزعم محمد بن يزيد أن هذا لا يجوز في كلام ولا شعر لأن حركات الإعراب لا يجوز حذفها دخلت للفرق بين المعاني وقد عظم بعض النحويين أن يكون الأعمش يقرأ بهذا وقال إنما كان يقف عليه فغلط من أدى عنه قال والدليل على هذا أنه تمام الكلام وأن الثاني لما لم يكن الكلام أعربه والحركة في الثاني أثقل منها في الأول لأنها ضمة بين كسرتين قال واحتج بعض النحويين لحمزة في هذا بأن سيبويه أنشد ، (إذا اعوججن قلت صاحب قوم فاليوم أشرب غير مستحقب) ، قال وهذا لا حجة فيه لأن سيبويه لم يجزه وإنما حكاه على الشذوذ وضرورة الشعر وقد خولف فيه وقيل إنما هو صاح قوم وفاليوم فاشرب ، قال الزجاج-ومكر السيئ-موقوفا وهذا عند النحويين من الحذاق بالنحو وإنما يجوز في الشعر في الاضطرار وأنشدوا ، قلت (صاحب قوم اليوم اشرب غير ) ، قال وهذان البيتان قد أنشدهما جميع النحويين المذكورين وزعموا كلهم أن هذا من الاضطرار في الشعر ولا يجوز مثله في كتاب الله تعالى أنشدناهما أبو العباس محمد بن يزيد رحمه الله تعالى ، (إذا اعوجحن قلت صالح قوم وهذا جيد بالغ وأنشدنا) ، (فاليوم فاشرب غير مستحقب ) ، فأما ما يروى عن أبي عمرو بن العلا-إلى بارئكم-فإنما هو أن يختلس الكسر اختلاسا ولا يجزم بارئكم قال وهذا إنما رواه عن أبي عمرو من لا يضبط النحو كضبط سيبويه والخليل ورواه سيبويه باختلاس الكسر كأنه يقلل صوته عند الكسر وأكثر أبو علي في الحجة من الاستشهاد والاحتجاج للإسكان لأجل توالي الكسرات والاضطرار وللوصل بنية الوقف ثم قال وإذا ساغ ما ذكرنا في هذه القراءة من التأويل لم يسغ لقائل أن يقول إنه لحن ألا تر أن العرب قد استعملوا ما في قياس ذلك ، ثم قال وهذه القراءة وإن كان لها مخلص من الطعن فالوجه قراءة الحرف على ما عليه الجمهور في الدرج وقال ابن القشيري ما ثبت بالاستفاضة والتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأه فلا بد من جوازه ولا يجوز أن يقال إنه لحن ولعل مراد من صار إلى التخطئة أن غيره أفصح منه وإن كان هو فصيحا ، قلت وعلى الجملة فإسكان-السيئ أهون من إسكان بارئكم لإمكان حمل ذلك على الوقف كما سبق ولا يمكن تقدير ذلك في بارئكم ويأمركم والله أعلم ، وقال مكي لو نوى الوقف لخفف الهمزة على أصله وهذا قد سبق الاعتذار عنه ، وقوله بينات قصر حق فتى بإضافة حق إلى فتى علا يريد قوله تعالى-فهم على بينة منه-فالإفراد فيه والجمع قد سبق لهما نظائر وليس في سورة فاطر ياء إضافة وفيها زائدة واحدة-فكيف كان نكيري-أثبتها في الوصل ورش وحده ، وقلت في ذلك مع الياءين اللتين ذكرناهما في سورة سبأ ، (وزاد نكيري والجواري لذي سبأ وفي فاطر أيضا نكيري تقبلا)
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثالث

سورة يس
(986)
وَتَنْزِيلُ نَصْبُ الرَّفْعِ (كَـ)ـهْفُ (صِـ)ـحاَبِهِ وَخَفِّفْ فَعَزَّزْناَ لِشُعْبَةَ مُجْملاَ
النصب على المصدر أي نزل الله ذلك تنزيلا يعني الرسالة إليه التي دل عليها قوله تعالى-إنك لمن المرسلين-أو يكون تفسيرا للصراط المستقيم وجعله الزمخشري منصوبا بإضمار أعني وهو نصب على المدح ووجه الرفع أنه خبر مبتدأ محذوف الخبر قدر أبو على الأمرين فقال من رفع فعلى هو-تنزيل العزيز الرحيم-أو تنزيل العزيز الرحيم-هذا وقال الفراء القراءة بالنصب يريد-إنك لمن المرسلين-تنزيلا حقا ومن رفع جعله خبر إنك لتنزيل العزيز أو على الاستئناف أي ذلك تنزيل وقال أبو عبيد هي مثل صنع الله وصبغة الله والرافعون يريدون هنا-تنزيل العزيز الرحيم- ومن خفف فعززنا فمعناه غلبنا وهو مطاوع عازني فعززته أي غالبني فغلبته ومعناه بالتشديد قوينا قال أبو عبيد وهذا أشبه بالمعنى وقول الناظم محملا أي معينا على الحمل يقال أحملته أي أعنته على الحمل فمعناه مكثرا حملة هذه القراءة والله أعلم
(987)
وَمَا عَمِلَتْهُ يَحْذِفُ الْهاَءَ (صُحْبَةٌ) وَوَالْقَمَرَ ارْفَعْهُ (سَماَ) وَلَقَدْ حَلاَ
اختلفت المصاحف في إثبات الهاء وحذفها وهي ضمير راجع إلى ما إن كانت بمعنى الذي وقد أجمع في القرآن على إثبات الهاء في (كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان) ، وعلى حذفها في مواضع (أهذا الذي بعث الله رسولا)(وسلام على عباده الذين اصطفى)(إلا من رحم) ، ويجوز على حذف الهاء أن تكون ما مصدرية أي ومن عمل أيديهم ويجوز على إثبات الهاء أن تكون ما نافية أي وما عملت أيديهم ذلك ورفع والقمر ونصبه من باب زيد ضربته وفيه اللغتان وحسن للنصب ما قبله من الجملة الفعلية من قوله-أحييناها وأخرجنا منها حبا-وجعلنا-ونسلخ منه النهار-فهو مثل-والسماء بنيناها بأبد (والأرض فرشناها)-(والأرض بعد ذلك دحاها) ، أجمعوا على نصب كل ذلك وحسن الرفع أن المعنى وآية لهم القمر كما قال تعالى قبله-وآية لهم الأرض-وآية لهم الليل-فكذا التقدير وآية لهم الشمس وآية لهم القمر فيكون مبتدءا وخبره ما بعده أو ما قبله على اختلاف في ذلك لاحتمال المعنى كلا منه ونستقصي إن شاء الله توجيه ذلك في شرح نظم المفصل في النحو وإلى هذا أشار الناظم بقوله ولقد حلا وكذا قال الفراء الرفع أحب إلي من النصب لأنه قال-وآية لهم الليل-ثم جعل الشمس والقمر متبعين الليل فهما في مذهبه آيات مثله
(988)
وَخَا يَخْصِمُونَ افْتَحْ (سَمَا لُـ)ـذْ وَأَخْفِ (حُـ)ـلْوَ بَرٍّ وَسَكِّنْهُ وَخَفِّفْ (فَـ)ـتُكْمِلاَ
قرأ حمزة ما لفظ به الناظم سكن الخاء وخفف الضاد فهي من خصم يخصم إذا غلب في الخصومة أي يخصم بعضهم بعضا وقيل يجوز أن يكون الأصل يختصمون كما هو أصل قراءة غيره فحذف هو التاء وغيره أدغمها في الصاد فلهذا شددت الصاد ثم لما أدغمت التاء في الصاد اجتمع ساكنان التاء المدغمة والخاء فمنهم من كسر الخاء لالتقاء الساكنين وهم عاصم والكسائي وابن ذكوان ومنهم من فتح الخاء بنقل حركة التاء المدغمة إليها مثل هذا الاختلاف ما سبق في سورة يونس في قوله تعالى (أمن لا يهدي) ، فعاصم طرد مذهبه في كسر ما قبل التاء المدغمة وزعم الفراء أن الكسر أكثر وأجود وخالفه غيره وحكى ابن مجاهد وغيره عن أبي بكر كسر التاء في-يخصمون-تبعا للخاء كما كسر ياء يهدي وأبو عمرو وقالون أخفيا فتحة الخاء كما أخفيا فتحة الياء في يهدي ووجه الدلالة على أنه أصل هذا الحرف السكون وقال صاحب التيسير النص عن قالون الإسكان فيهما وكذا ذكر ابن مجاهد وغيره وضعف ذلك الحذاق لما فيه من الجمع بين الساكنين قال الزجاج هي ردية وكان بعض من روى قراءة أهل المدينة يذهب إلى أن هذا لم يضبط عن أهل المدينة كما لم يضبط عن أبي عمرو (إلى بارئكم) ، وإنما زعم أن هذا يختلس فيه الحركة اختلاسا وهي فتحة الخاء والقول كما قال والقراءة الجيدة بفتح الخاء وكسرها جيد أيضا وقال النحاس إسكان الخاء لا يجوز لأنه جمع بين الساكنين وليس الأول حرف مد ولين وإنما يجوز في هذا إخفاء الحركة فلم يضبط الراوي كما لم يضبط عن أبي عمرو (فتوبوا إلى بارئكم) ، إلا من رواية من يضبط اللغة كما روى سيبويه عنه أنه كان يختلس الحركة وقال بعض المتأخرين ليس هذا بمنكر لأن الساكن الثاني مدغم في حرف آخر والحرفان اللذان أدغم أحدهما في الآخر يرتفع اللسان عنهما ارتفاعة واحدة فيصيران كحرف واحد متحرك فكأنه لم يلتق ههنا ساكنان ، قلت هذا خلاف ما يشهد به الخبر لفظا ووزنا في الشعر بل الحرف المشدد حرفان حقيقة ولا يمكن الجمع بين الأول منهما وساكن قبله غير حرف مد وأما قول أبي علي من زعم أن ذلك ليس في طاقة اللسان يعلم فساده بغير استدلال فمقابل بمثله وقوله حلوبر منصوب على الحال من فاعل أخف أو مفعوله أي أخف الفتحة في حال حلاوتها وبر يجوز بفتح الباء وكسرها وكلاهما له حلاوة شبه بها حلاوة الإخفاء ولكونه بين المنزلتين دال على كل واحد من الأمرين الحركة والسكون
(989)
وَسَاكِنَ شُغْلٍ ضُمَّ (ذِ)كْراً وَكَسْرُ فِي ظِلاَلٍ بِضَمٍّ وَاقْصُرِ اللاَّمَ (شُـ)ـلْشُلاَ
أي ضم الغين ذا ذكر وضمها وإسكانها لغتان وإذا ضم الكسر من قوله ، في ظلال وهو كسر الظاء وقصر اللام أي لم تشبع فتحها فتصير ألفا وصارت الكلمة في ظلل جمع ظلة كحلة وحلل وظلال جمع ظل كقدح وقداح أو يكون أيضا جمع ظلة كبرمة وبرام وأجمعوا على أن (يأتيهم الله في ظلل) ، بالضم والقصر وعلى-يتفيؤا ظلاله-بالكسر والمد وشلشلا حال من فاعل اقصر أي خفيفا
(990)
وَقُلْ جُبُلاً مَعْ كَسْرِ ضَمَّيْهِ ثِقْلُهُ (أَ)خُو (نُـ)ـصْرَةٍ وَاضْمُمْ وَسَكِّنْ (كَـ)ـذِي (حَـ)ـلاَ
أي مع كسر الجيم والباء ثقل اللام أي ثقلها يقال ثقل وثقل بسكون القاف وفتحها وتقدير النظم ثقله مع كسر ضميه أخو نصرة فهذه قراءة نافع وعاصم جمع جبلة وقرأ ابن عامر وأبو عمرو بضم الجيم وسكون الباء وهو تخفيف قراءة الباقين بضمهما قال الجوهري جميع ذلك لغات وهو الجماعة من الناس وقيل جبلا جمع جبيل كرغف ورغيف والجبل الخلق وحلا في آخر البيت بفتح الحاء ومعناه الظفر وهو منصوب وقد سبق في سورة الأحزاب مثله فمعنى كذى حلا أي كذى ظفر وهو في موضع الحال من فاعل وسكن
(991)
وَتَنْكُسْهُ فَاضْمُمْهُ وَحَرِّكْ لِعَاصِمٍ وَحَمْزَةَ وَاكْسِرْ عَنْهُمَا الضَّمَّ أَثْقَلاَ
أي ضم نونه الأولى وافتح الثانية واكسر الكاف وشددها فيصير-ننكسه-من نكسه مثله كسله وهو مبالغة في نكسه بالتخفيف وقيل المخفف أكثر استعمالا وفي المشدد موافقة-نعمره-في اللفظ وأرادوا كسر ذا الضم وهو الكاف وأثقلا حال منه بمعنى ثقيلا
(992)
لِيُنْذِرَ (دُ)مْ (غُـ)ـصْناً وَالأَحْقَافُ هُمْ بِهَا بِخُلْفٍ (هَـ)ـدى مَالِي وَإِنِّي مَعاً حُلاَ
أي مشبها غصنا في حملك للعلم المشفع به كما يحمل الغصن الثمر يريد-لينذر من كان حيا-الغيب للقرآن والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وفي الأحقاف (لينذر الذين ظلموا) ، وقوله هم بها أي قرءوا فيها بما قرءوا به هنا وهو الغيب الذي دل عليه إطلاقه للحرف وعدم تقييده واختلف عن البزي في الأحقاف فقط ثم ذكر ياءات لإضافة في يس وهي ثلاث-ومالي لا أعبد-سكنها حمزة وحده-إني إذا لفي ضلال-فتحها نافع وأبو عمرو و-إني آمنت بربكم فاسمعون-فتحها الحرميان وأبو عمرو وفيها زائدة واحدة-ولا ينقذون-أثبتها في الوصل ورش وحده وقلت في ذلك ، (ويس زد فيها ولا ينقذون مع لتردين فيما فوق صاد تنزلا)
 

القارئ المدني

عضو شرف
عضو شرف
5 يونيو 2008
2,489
27
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد أيوب
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثالث

أخي الحبيب أسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسانتك
 

حسين الفقير

مزمار جديد
19 يونيو 2009
2
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثالث

(بسم الل)وبعد نشكر الشيخ على هذ الشرح و:006:اكثر من ذالك والسلام EE4mofaq
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع