إعلانات المنتدى


ابرااز المعاني من حرز الاماني ( فرش الجاثية-الحديد)

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
سورة الجاثية و الأحقاف
(1031)
مَعاً رَفْعُ آيَاتٍ عَلَى كَسْرِهِ (شَـ)ـفاَ وَإِنَّ وَفِي أَضْمِرْ بِتَوْكِيدٍ أَوَّلاَ
يعني-آيات لقوم يوقنون-آيات لقوم يعقلون-قرءا بالرفع والنصب وعلامة النصب الكسر ولا خلاف في الأول وهو-إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين-أنه منصوب بالكسر لأنه اسم إن وأما-آيات لقوم يوقنون-فرفعها ونصبها أيضا ظاهران كقولك إن في الدار زيد وفي السوق عمرو وعمرا فهذا جائز باتفاق فالنصب على تقدير وإن في السوق عمرا فحرف إن مقدر قبل في والرفع عطف على موضع اسم إن أو على استئناف جملة ابتدائية أو يكون عمرو فاعل في السوق على رأى من يجوز ذلك فكذا قوله تعالى-وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات-وذلك لظهور حرف في من قوله-وفي خلقكم-وأما قوله تعالى-(واختلاف الليل والنهار)-فلم يأت فيه حرف إن ولا حرف في فهنا اختلف النحاة فقيل إن الواو نائبة عنهما وإن اختلف عملهما لفظا ومعنى وهذا هو الذي يسمى عندهم العطف على عاملين أي على عمل عاملين أو معمولي عاملين نحو إن في الدار زيدا والحجرة عمرا أي وإن في الحجرة عمرا أي وإن في اختلاف الليل والنهار آيات وعلى قراءة الرفع تكون الواو نائبة عن حرف في أي وفي اختلاف الليل والنهار آيات عطفا على قوله-وفي خلقكم آيات-فمنهم من يقول هو على هذه القراءة أيضا عطف على عاملين وهما حرف في والابتداء المقتضي للرفع ومنهم من لا يطلق هذه العبارة في هذه القراءة لأن الابتداء ليس بعامل لفظي وقد استدل أبو الحسن الأخفش بهذه الآية على جواز العطف على عاملين وصوبه أبو العباس في استدلاله بهذه دون غيرها وقال أبو بكر بن السراج العطف على عاملين خطأ في القياس غير مسموع من العرب ثم حمل ما في هذه الآية على التكرار للتأكيد قال أبو الحسن الرماني هو كقولك إن في الدار زيدا والبيت زيدا فهذا جائز بالإجماع لأنه بمنزلة إن زيدا في الدار والبيت فهما قال فتدبر هذا الوجه الذي ذكره ابن السراج فإنه حسن جدا لا يجوز حمل كتاب الله تعالى إلا عليه وقد يثبت القراءة بالكسر ولا عيب في القرآن على وجه وللعطف على عاملين عند من أجازه عيب ومن لم يجزه فقد تناهى في العيب فلا يجوز حمل هذه الآية إلا على ما ذكره ابن السراج دون ما ذهب إليه غيره ، قلت ولا ضرر فيما ذهب إليه من ذهب من العطف على عاملين وسنتكلم إن شاء الله تعالى عليه في شرح النظم من النحو ونبين وجهه من القياس وقد استدل على ذلك بأبيات تكلف المانعون له تأويلها قال الزجاج ومثله في الشعر ، (أكل امريء تحسبين امرءا ونار توقد بالليل نارا) ، أهل قال عطف على ما عملت فيه كل وما عملت فيه تحسبين وأنشد أبو علي الفرزدق ، (وباشر راعيها العلا بلسانه وجنبيه حر النار ما يتحرف) ، قال فهذا عطف على الفعل والهاء وأنشد أيضا ، (أوصيت من سره قلبا حرا بالكلب خيرا والحماة شرا) واختار أبو عبيد قراءة الكسر اعتبارا بقراءة أبي بن كعب لآيات في المواضع كلها قال لأنها دالة على أن الكلام نسق على الحرف الأول ، وقول الناظم وإن وفي أضمر قال الشيخ قال رحمه الله لم أرد بقولي اضمر الاضمار الذي هو كالمعطوف به وإنما أردت أن حرف العطف ناب في قوله-وفي خلقكم-عن أن وفي قوله واختلاف عن أن وفي وإذا كانت الآيات توكيدا خرج عن العطف على عاملين الذي يأباه أكثر البصريين وخرج عن إضمار حرف الجر الذي هو قليل في الكلام ، قلت فهذا معنى قوله بعد ذلك بتوكيد أولا وكأنه جمع بين القولين فإن من يرى العطف على عاملين أضمر أن وفي بخلاف من أكد وقال الزمخشري هو من العطف على عاملين سواء نصبت أو رفعت فالعاملان إذا نصبت هما أن وفي أقيمت الواو مقامهما فعملت الجر في-واختلاف-والنصب في-آيات-إذا رفعت فالعاملان الابتداء وفي وهو على مذهب الأخفش سديد لا مقال فيه وقد أباه سيبويه فهو على مذهبه على إضمار في والذي حسنه تقدم ذكره في الآيتين قبلها أو ينتصب آيات على الاختصاص بعد انقضاء المجرور معطوفا على ما قبله أو على التكرير ورفعها بإضمار هي ، قلت التكرير هو التوكيد الذي ذكره ابن السراج وإضمار في هو قول أبي علي في الحجة وقد بسطه وتكلف بيانه وحاصله أنه أعمل حرف الجر مضمرا وذلك قليل في كلامهم مستضعف وليس القول بالعطف على عاملين بأضعف من هذا وأما النصب على الاختصاص والرفع بإضمار هي فوجه آخر زاده من تصرفه وتقدير الكلام على العطف على عاملين-إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين-وإن في خلقكم آيات وإن في اختلاف الليل والنهار آيات وعلى قول التأكيد إن في السموات والأرض وفي خلقكم واختلاف الليل لآيات آيات آيات وتفرقت كما تفرق بين الفواصل-فبأي آلاء ربكما تكذبان-ويل يومئذ للمكذبين-ءإله مع الله-إن في ذلك لآيات-في سورة الروم أي إن في كل واحد من هذه المذكورات آيات وتارة تقصد الجملة كما في آل عمران-إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات-وفي البقرة زاد على ذلك-والفلك التي تجري في البحر-إلى قوله-لآيات لقوم يعقلون-والتقدير في قراءة الرفع على قول التأكيد وفي خلقكم وما يبث من دابة واختلاف الليل إلى آخره آيات آيات
(1032)
لِنَجْزِي يَا نَصٍّ (سَمَا) وَغِشَاوَةً بِهِ الْفَتْحُ وَاْلإِسْكَانُ وَالْقَصْرُ (شُـ)ـمِّلاَ
أي ذو ياء نص سما أي منصوص على الباء نصا رفيعا لأن الضمير في الفعل يرجع إلى اسم الله تعالى قبله من قوله-أيام الله-وقراءة الباقين بنون العظمة وغشوة وغشاوة واحد وهو ما يغطي العين عن الأبصار وفيها لغات أخر ولم يختلفوا في التي في البقرة أنها غشاوة وقول الناظم غشاوة مبتدأ وحكى لفظ القرآن فأتى به منصوبا وشملا به خبر أي شمل بهذا اللفظ الفتح في الغين والإسكان في الشين والقصر وهو حذف الألف وفي شرح الشيخ في شمل ضمير يرجع إلى غشاوة ولو أراد ذلك لم يحتج إلى قوله به والله أعلم
(1033)
وَوَالسَّاعَةَ ارْفَعْ غَيْرَ حَمْزَةَ حُسْناً الْمُحَسِّنُ إِحْسَاناً لِكُوفٍ تَحَوَّلاَ
إعراب غير حمزة كما سبق في قوله فأطلع ادفع غير حفص يريد-والساعة لا ريب فيها-نصبها عطف على لفظ-إن وعد الله حق-ورفعها عطف على موضع اسم إن أو على الابتداء قال أبو الحسن الأخفش الرفع أجود في المعنى وأكثر في كلام العرب إذا جاء بعد خبر إن اسم معطوف أو صفة أن يرفع قال أبو علي يقوى ما ذهب إليه أبو الحسن قوله-إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين-لم تقرأ العاقبة فيما علمت إلا مرفوعة ، قلت والأولى في تقدير قراءة الرفع العطف على موضع اسم إن ليتحد معنى القراءتين ويكون قوله لا ريب فيها جملة مستقلة فهي على وزان الآية التي في سورة الحج-وإن الساعة آتية لا ريب فيها-والمعنى وإذا قيل إن وعد الله حق وإن الساعة حق وذلك على وفق ما في الصحيحين من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام يتهجد أنت الحق ووعدك حق والساعة حق ، وأما-ووصينا الإنسان بوالديه حسنا-فهذه قراءة الجماعة كالتي في العنكبوت سواء وقراءة الكوفيين هنا-إحسانا-اعتبارا بالتي في سورة البقرة والأنعام وسبحان وذكر أبو عبيد أنها في المصاحف مختلفة أيضا فكل قرأ بما في مصحفه ومعنى إحسانا أي تحسن إليهما إحسانا ومعنى حسنا أي وصية ذات حسن أي تفعل بهما فعلا ذا حسن ولم يقرأ هنا بفتح الحاء والسين كما قرأ في البقرة-وقولوا للناس حسنا-إلا في قراءة شاذة ووجهها ظاهر أي يفعل بهما فعلا حسنا وقول الناظم تحولا هو خبر حسنا أي تحولا حسنا إحسانا في قراءة الكوفيين وقوله المحسن كلمة حشو لا تعلق لها بالقراء لا رمزا ولا تقييدا وهي صفة حسنا أي المحسن شرعا وعقلا وإنه ليوهم أنه رمز لنافع وتكون قراءة غيره وغير الكوفيين حسنا بفتح الحاء والسين كما قرأ به في البقرة وترك قيدها لظهورها فليس بأبعد من قوله في سورة طه-وأنجيتكم-واعدتكم-ولو أنه قال حسنا الذي بعد إحسانا لم يوهم شيئا من ذلك لأنه كالتقييد للحرف
(1034)
وَغَيْرُ (صِحَابٍ) أَحْسَنَ ارْفَعْ وَقَبْلَهُ وَبَعْدُ بِياَء ضُمَّ فِعْلاَنِ وُصِّلاَ
أي وقراءة غير صحاب أحسن ثم بينها بقوله ارفع أي بالرفع وقال الشيخ التقدير أحسن ارفع لهم قال ويجوز نصب غير على إسقاط الخافض وتقديرا حسن ارفع لغير صحاب ، فإن قلت لو أراد ذلك لقال لغير صحاب ، قلت إنما عدل إلى الواو لأنها تفصل بين المسألتين يريد-أحسن ما عملوا-وقبل أحسن وبعده فعلان وصلا بياء ضمت هذا تقدير النظم ومعناه أن الجماعة قرءوا يتقبل ويتجاوز على بناء الفعلين لما لم يسم فاعله فأولهما ياء مضمومة وأحسن مرفوع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله وقراءة صحاب بنون العظمة المفتوحة على بناء الفعلين للفاعل وأحسن منصوب لأنه مفعول يتقبل الذي قبله ومفعول يتجاوز قوله عن سيئاتهم
(1035)
وَقَلْ عَنْ هِشاَمٍ أَدْغَمُوا تَعِدَانِنِي نُوَفيَهُمْ بِالْيَا (لَـ)ـهُ (حَقُّ نَـ)ـهْشَلاَ
القراءة بنونين مكسورتين هو الأصل لأن الأولى علامة رفع الفعل بعد ضمير التثنية مثل تضربان والثانية نون الوقاية وهشام أدغم الأولى في الثانية كما أدغم في-أتحاجوني-لوجود المثلين ورويت أيضا عن ابن ذكوان مع أنهما قرءا في الزمر تأمرونني بنونين فأظهرا ما أدغم غيرهما وكثير من المصنفين لم يذكروا هذا الإدغام في-أتعدانني-ولم يقرأ أحد بحذف إحدى النونين كما في-تأمرونني-و-تحاجوني-وحكى الأهوازي رواية أخرى بفتح النون الأولى وهي غلط فلهذا يقال في ضبط قراءة الجماعة بنونين مكسورتين وأما-ليوفيهم أعمالهم-فقراءته بالياء والنون ظاهرة وقد سبق معنى نهشلا
(1036)
وَقُلْ لاَ تَرَى بِالْغَيْبِ وَاضْمُمْ وَبَعْدَهُ مَسَاكِنَهُمْ بِالرَّفْعِ (فَـ)ـاشِيهِ (نُـ)ـوِّلاَ
قوله بالغيب أي بسورة الغيب وإنما هو من باب التذكير لأجل الاستثناء المفرغ نحو ما يقوم إلا هند ولا يجوز في هذا التأنيث إلا في شذوذ وضرورة وإنما ذكر لفظ الغيب دون التذكير لأن القراءة الأخرى بالخطاب لا بالتأنيث ولهذا فتحت التاء أي لا نرى أيها المخاطب لا مساكنهم بالنصب لأنه مفعول ترى المبني للفاعل ومن قرأ يرى بضم الياء رفع مساكنهم لأنه مفعول ما لم يسم فاعله ثم ذكر ياءات الإضافة فقال
(1037)
وَيَاءُ وَلكِنِّي وَيَا تَعِدَانِنِي وَإِنِّي وَأَوْزِعْنِي بِهاَ خُلْفُ مَنْ بَلاَ
أي بهذه الأربعة خلاف القراء في الفتح والإسكان أراد-ولكني أراكم-فتحها نافع وأبو عمرو والبزي-أتعدانني إن أخرج-فتحها الحرميان-إني أخاف عليكم-فتحها الحرميان وأبو عمرو-أوزعني أن أشكر-فتحها ورش والبزي
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: ابرااز المعاني من حرز الاماني ( فرش الجاثية-الحديد)

ومن سورة محمد  إلى سورة الرحمن 
(1038)
وَبِالضَّمِّ وَاقْصُرْ وَاكْسِرِ التَّاءَ قَاتَلُوا (عَـ)ـلَى (حُـ)ـجَّةٍ وَالْقَصْرُ فِي آسِنٍ (دَ)لاَ
يريد-والذين قاتلوا في سبيل الله-قرأها حفص وأبو عمرو-قتلوا-وكلاهما ظاهر فصفة المجموع أنهم قاتلوا وقتلوا أي قتل منهم والماء الآسن هو المتغير فمن قصر فهو من أسن بكسر السين يأسن يفتحها فهو أسن كحذر ومن مد فهو من أسن بفتح السين يأسن بكسر السين وضمها فهو آسن على وزن فاعل كضارب وقاتل وكل ذلك لغات وقد سبق معنى دلا
(1039)
وَفِي آنِفاً خُلْفٌ (هَـ)ـدى وَبِضَمِّهِمْ وَكَسْرٍ وَتَحْرِيكٍ وَأُمْلِيَ (حُـ)ـصِّلاَ
أي والقصر في آنفاذ وخلف عن البري يريد قوله تعالى-ماذا قال آنفا-أي الساعة قال أبو علي يجوز أن يكون توهمه مثل حاذر وحذر وفاكه وفكه والوجه المد وأما-وأملي لهم-على بناء الفعل للفاعل فالضمير فيه لله تعالى كما قال تعالى-إنما نملي لهم ليزدادوا إثما-وقيل يجوز أن يعود على ما قبله مجازا أي الشيطان سول لهم وأملي وقراءة أبي عمرو على بناء الفعل لما لم يسم فاعله وهو يحتمل الأمرين فضم الهمز وكسر اللام وحرك الياء بالفتح فقوله وبضمهم وما بعده متعلق بقوله حصلا وأملي مبتدءا وحصلا خبره أي حصل بالضم والكسر والتحريك والله أعلم
(1040)
وَأَسْرَارَهُمْ فَاكْسِرْ (صِحَاباً) وَنَبْلُوَنْنَكُمْ نَعْلَمُ الْيَا (صِـ)ـفْ وَنَبْلُوَ وَاقْبَلاَ
صحابا حال من فاعل اكسرا ومفعوله أي ذا صحاب ويجوز أن يكون على تقدير اكسروا صحابا فهو أمر لمفرد لفظا وهو لجماعة تقديرا وهذا كما سبق في قوله ، (زد الهمز ثملا وخاطب يستطيعون عملا ) ، وأسرار بفتح الهمزة جمع سر وبالكسر مصدر أسر وأما الياء والنون في هذه الكلمات الثلاث هي-وليبلونكم حتى يعلم-ويبلو-فالنون للعظمة والياء لأن قبله-والله يعلم أعمالكم-وأراد الناظم ويبلونكم ويعلم ويبلو الياء صف فيها فقدم وأخر للضرورة أو يكون أراد ويبلو كذلك أي بالياء وأراد وأقبلن فأبدل من نون التأكيد ألفا أي صف وأقبل وفرغ الكلام في سورة القتال
(1041)
وَفِي يُؤْمِنُوا (حَقٌّ) وَبَعْدُ ثَلاثَةٌ وَفي ياَءٍ يُؤْتيِهِ (غَـ)ـدِيرَ تَسَلْسَلاَ
يريد-لتؤمنوا بالله ورسوله-وبعدها ثلاثة ألفاظ أيضا وهي-وتعزروه وتوقروه وتسبحوه-قرأ الأربعة بالغيب حق أي ليؤمن المرسل إليهم ويفعلوا كيت وكيت وقرأ الباقون بالخطاب وهو ظاهر وأما-فسنؤتيه أجرا عظيما-فالياء فيه والنون كما سبق في-ولنبلونكم-وقوله غدير تسلسلا عبارة حسنة حلوة وأشار إلى كثرة أمثال ذلك وقد تقدم والله أعلم
(1042)
وَبِالضَّمِّ ضُراًّ (شَـ)ـاعَ وَالْكَسْرُ عَنْهُماَ بِلاَمِ كلاَمَ اللهِ وَالْقَصْرُ وُكِّلاَ
يريد-إن أراد بكم ضرا-قال أبو علي الضر بالفتح خلاف النفع وفي التنزيل-(ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا)-والضر بالضم سوء الحال وفي التنزيل-فكشفنا ما به من ضر-والأبين في هذا الفتح عندي ويجوز أن يكونا لغتين في معنى كالفقر والفقر والضعف والضعف وقوله عنهما أي عن حمزة والكسائي المدلول عليهما بالشين شاع وكلام إذا كسرت لامه وقصر أي حذفت ألفه صار كلم وهو بمعنى كلام كقوله-يحرفون الكلم عن من مواضعه-والأكثر في المضاف إلى الله استعمال الكلام نحو- برسالاتي وبكلامي-حتى يسمع كلام الله-وقوله والقصر عطف على والكسر وقوله وكلا خبر عنهما فالألف فيه ضمير التثنية أي وكل الكسر والقصر بلام كلام فكسرت ولم تمد الفتحة فيها فقصرت كما قال وفي يتناجون اقصر النون مكانات مد النون
(1043)
بِمَا يَعْمَلُونَ (حَـ)ـجَّ حَرَّكَ شَطْأَهُ (دُ)عَا (مَـ)ـاجِدٍ فَآزَرَهُ (مُـ)ـلاَ
يريد-بما يعملون بصيرا- ، هم الذين كفروا-قرأه أبو عمرو وحده بالغيب والباقون بالخطاب ولا خلاف في الذي-بما تعملون خبير-بل ظننتم أنه بتاء الخطاب والخلاف في الحرفين في الأحزاب وشطأه بسكون الطاء وفتحها لغتان وهو فراخ الزرع وآزره وأزره بالمد والقصر أي قواه وأعانه وقيل المد بمعنى ساواه أي ساواه الشطء والزرع وعلى الأول يجوز أن تكون الهاء في فآزره للشطأ أو للزرع لأن كل واحد منهما مقو للآخر ، وملا جمع ملاء وهو الملحفة وقد سبق ذكرها في مواضع وهي هنا حسنة المعنى على تقدير ذا ملأ لأن تقويت طافات للزرع والتفافها يشبه الاشتمال بالملا والله أعلم ، وانتهى إلى هنا ذكر الخلاف في سورة الفتح ثم ذكر ما في الحجرات وما بعدها فقال
(1044)
وَفِي يَعْمَلُونَ (دُ)مْ يَقُولُ بِياَءِ (إ)ذْ (صَـ)ـفَا وَاكْسِرُوا أَدْبَارَ (إ)ذ (فَـ)ـازَ (دُ)خْلُلاَ
يريد آخر الحجرات-والله بصير بما تعملون-قرأه ابن كثير وحده بالغيب والباقون بالخطاب وكلاهما ظاهر وأما-يوم يقول لجهنم-فالخلاف فيه بالياء والنون ظاهر وأما- أدبار السجود-فهو بالكسر مصدر أدبر وبالفتح جمع دبر أي وقت أدبار السجود وإنما قال في الكسر فاز دخلل لموافقته الذي في آخر الطور فهو مجمع على كسره
(1045)
وَبِالْيَا يُنَادِى قِفْ (دَ)لِيلاَ بِخُلْفِهِ وَقُلْ مِثْلُ مَا بِالرَّفْعِ (شَـ)ـمَّمَ (صَـ)نْدَلاَ
يريد-واستمع يوم ينادي المناد-ياء ينادي محذوفة في الرسم لأنها محذوفة في الوصل لالتقاء الساكنين فإذا وقف عليها فكلهم يحذفها اتباعا للوصل والرسم وابن كثير أثبتها في أحد الوجهين عنه على الأصل وليست هذه معدودة من الياءات الزوائد وإن كانت محذوفة في الرسم لأن تلك شرطها أن يكون مختلفا في إثباتها وصلا ووقفا وهذه وإن اختلف في إثباتها وقفا فلم يختلف في حذفها وصلا وإنما عد من الزوائد-فما أتاني الله-فبشر عباد الذين-لأن من فتحهما أثبتهما وصلا وهي ياء إضافة قابلة للفتح وهذه ياء ينادي لام الفعل فهي ساكنة في حال الرفع ولكن في قاف ثلاثة زوائد المناد بعد ينادي أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو وفي الحالين ابن كثير-فحق وعيد-من يخاف وعيد-أثبتهما في الوصل ورش وحده وأما-(مثل ما أنكم تنطقون)-في سورة والذاريات فشمم صندلا أي شمم قارئه وسامعه طيبا لظهور الوجه فيه لأنه صفة لحق أي إنه لحق مثل نطقكم وما زائدة ووجه الفتح أنه في موضع رفع ولكنه فتح فتحة بناء لإضافته إلى غير متمكن كقوله ، (وتداعا منخراه بدم مثل ما أثمر حماض الخيل) ، هكذا أنشده أبو عثمان وأبو عمرو بالفتح وهو نعت مجرور ومنه قوله ، (لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ) ، بفتح غير فهو فاعل يمنع وقيل هو نعت مصدر محذوف أي لحق حقا مثل ما وقيل حال من الضمير في لحق لأنه مصدر وصف به وأجاز الجرمي أن بكون حالا من لحق نفسه وإن كان بكسرة وأجاز هذا رجل مقبلا أي لحق كأنها مثل نطقكم وقال أبو عبيد وقال بعض العرب يجعل مثل نصبا أبدا ، فيقولون هذا رجل مثلك وقال الفراء العرب تنصبها إذا رفع بها الاسم يعني المبتدأ فيقولون مثل من عبد الله ويقولون عبد الله مثلك وأنت مثله لأن الكاف قد تكون داخلة عليها فتنصب إذا لقيت الكاف قلت وهذه لغة غريبة وفيها نظر
(1046)
وَفي الصَّعْقَةِ اقْصُرْ مُسْكِنَ الْعَيْنِ (رَ)اوِياَ وَقَوْمَ بِخَفْضِ الْمِيمِ (شَـ)ـرَّفَ (حُـ)ـمَّلاَ
هذا تقييد لما لفظ به فالقصر حذف الألف من الصاعقة وفي قوله مسكن العين نظر وصوابه مسكن الكسر فإن الإسكان المطلق ضده الفتح على ما تقرر في الخطبة وغيرها فما وقع ذلك إلا سهوا عما التزمه باصطلاحه فإن قيل الصعقة لا كسر فيها فكيف يقول مسكن الكسر قلت وكذلك لا بد فيها فكيف قال اقصر إنما ذلك باعتبار القراءة الأخرى أي أسكن في موضع الكسر ولم يتعرض الشيخ لهذا في شرحه أولا ثم في آخر عمره زاد في شرحه نكتا في مواضع هذا منها فقال قوله مسكن العين أراد به عين الفعل كما قال لا عين راجع وهذا زيادة إغراب في البيت وغير مخلص من الإشكال والصاعقة اسم النازلة والصعقة مصدر صعقتهم فقوله فأخذتهم الصعقة كما قال-فأخذتهم الصيحة-قال أبو علي قيل إن الصعقة مثل الزجرة وهو الصوت الذي يكون عن الصاعقة قوله وقوم يريد وقوم نوح بالخفض عطف على وفي موسى-وقوله-وفي موسى-عطف على-وتركنا فيها آية-أي وفي موسى وفي عاد وفي ثمود وقوم نوح آيات والنصب على وأهلكنا قوم نوح أو واذكر قوم نوح وانقضى النظم لما في الذاريات ثم شرع في حروف والطور فقال
(1047)
وَبَصْرٍ وَأَتْبَعاَ بِوَاتَّبَعَتْ وَمَا أَلَتْنَا اكْسِرُوا (دِ)نْياً وَإِنَّ افْتَحُوا (ا)لْجَلاَ
أي قرأ أبو عمرو-والذين آمنوا واتبعناهم-موضع قراءة غيره-واتبعتهم-وكلاهما واضح وقد مضى ذكر الخلاف في ذرياتهم الذي بعد اتبعناهم والذي بعد-ألحقنا بهم- في سورة الأعراف وأما-وما ألتناهم-فكسر اللام ابن كثير وحده وفتحها غيره وهما لغتان وفيها لغات أخر ذكرها الشيخ في شرحه والكل بمعنى النقصان وقوله دنيا من قولهم هو ابن عمي دنيا ودنيا وإذا كسرت الدال نونت وإذا ضممتها لم تنون أي قريبا يشير إلى أنه قريب من الحرف المذكور قبله وهو-واتبعناهم-وقال الشيخ يعني إن ألتنا بالكسر قريب من ألتنا بالفتح كابني العم ثم قال وأن افتحوا الجلا بفتح الجيم وقصر الممدود أي ذا الجلا يعني الجلى ورضى في أول البيت الآتي متصل به معنى ورمزا فهو في موضع نصب على التمييز أي الجلى رضاه ويجمعهم أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو رضى وموضع الخلاف هو قوله-إنه هو البر الرحيم-وهو مشكل فإن قبله موضعين لا خلاف في كسرهما وهما-إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين-إنا كنا من قبل ندعوه إنه-ولا يليق الفتح لا بقوله-إنه هو البر-على تقدير لأنه أو ندعوه بأنه أي نصفه بهاتين الصفتين فالذي فتحه نافع والكسائي وكسره الباقون على الابتداء فلهذا قال الجلا رضاه أي الواضح أمره بجواز ذلك فيه وكأنه قيده بذلك والله أعلم
(1048)
رِضاً يَصْعَقُونَ اضُمُمْهُ (كَـ)ـمْ (نَـ)ـصَّ وَالْمُسَيْطِرُونَ (لِـ)ـساَنٌ (عَـ)ـابَ بِالْخُلْفِ (زُ)مَّلاَ
أي اضمم ياءه فيبقى فعلا لم يسم فاعله من أصعقهم فيكون مثل يكرمون وقيل يقال صعقهم فيكون مثل يضربون ومن فتح الياء فهو مضارع صعق اللازم لقوله تعالى-فصعق من في السموات-وكلتا الآيتين إشارة إلى صعقة تقع يوم القيامة شهد ذلك ما في صحيح البخاري من قول النبي صلى الله عليه وسلم فإن الناس يوم القيامة يصعقون وقد بينا ذلك في مسألة مفردة مذكورة في الكراسة الجامعة وقوله كم نص أي كم قاريء نص عليه أو كم مرة وقع من قارئه وناقله وقوله لسان أي لغة والزمل الضعيف أي قرأه بالسين هشام وقنبل وحفص بخلاف عنه ثم بين قراءة غيرهم فقال
(1049)
وَصَاد كَزَايٍ (قَـ)ـامَ بِالْخُلْفِ (ضَـ)ـبْعُهُ وَكَذَّبَ يَرْوِيهِ هِشَامٌ مُثَقَّلاَ
أي قرأه الباقون بالصاد وأشم الصاد زايا خلف وخلاد بخلاف عنه والكلام في هذا كما سبق في الصراط تعليلا وشرحا لعبارة الناظم فإنه استغنى باللفظ عن القيد وفيه نظر نبهنا عليه هنا والضبع العضد أي أشد وأقوى وانتهى ذكر ما في الطور من الحروف ثم انتقل إلى سورة والنجم فقال وكذب يعني-ما كذب الفؤاد ما رأى-شدده هشام أي لم يكذب ما رآه بعينه قال أبو علي كذب يتعدى إلى مفعول بدله قوله ، (كذبتك عينك أم رأيت بواسط ) ، ومعنى كذبتك أي أرتك ما لا حقيقة له فمعنى-ما كذب الفؤاد ما رأى-أي لم يكذب فؤاد ما أدركه بصره أي كانت رؤية صحيحة غير كاذبة وإدراكا على الحقيقة قال ويشبه أن يكون الذي شدد أكد هذا المعنى-أفتمارونه على ما يرى-أي أترومون إزالته عن حقيقة ما أدركه وعلمه قال الزمخشري ، ما كذب فؤاد محمد صلى الله عليه وسلم ما رآه ببصره من صورة جبراءيل عليه السلام أي ما قال فؤاده لما رآه لم أعرفك ولو قال ذلك لكان كاذبا لأنه عرفه يعني أنه رآه بعينه وعرفه بقلبه ولم يشك في أن ما رآه حق وقريء ما كذب أي صدقه ولم يشك أنه جبريل بصورته وقال أبو عبيد وبالتخفيف نقرأ وهي في التفسير ما كذب في رؤيته يقول إن رؤيته قد صدقت ، قلت قد سبق في قوله تعالى-(ولقد صدق عليهم إبليس ظنه)-أي في ظنه فكذا هنا ما كذب فيما رأى أي في رؤيته أي صدق فيها
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: ابرااز المعاني من حرز الاماني ( فرش الجاثية-الحديد)

سورة الرحمن 
(1052)
وَوَالْحَبُّ ذُو الرَّيْحاَنِ رَفْعُ ثَلاَثِهاَ بِنَصْبٍ (كَـ)ـفَى وَالنُّونُ بِالْخَفْضِ (شُـ)ـكِّلاَ
ثلاثها بمنزلة كلها في صحة الإضافة وأنث العدد قصدا إلى الكلمات وأطلق الرفع والنصب في الثلاث على حسب ما يليق بكل منها فرفع الحب والريحان بالضمة فيهما ونصبهما بالفتحة فيهما ورفع ذو بالواو ونصبها بالألف ، وفي قوله في البقرة ناصبا كلماته بكسر لم يجتز بلفظ النصب حتى يبين أنه بالكسر لتيسر ذلك عليه ثم وتعسره هنا وإلا فالمعهود في عبارته بالنصب إنما هو الفتحة ورفع الثلاثة بالعطف على فاكهة أي فيها فاكهة والحب والريحان وذو صفة للحب ونصبها بفعل مضمر أي وخلق الحب ذا العصف والريحان ورسمت ذا بالألف في المصحف الشامي وخفض حمزة والكسائي النون من الريحان على تقديمه ذو العصف وذو الريحان والريحان الورق الذي يشم والعصف ورق الزرع ولا خلاف في جره لأنه مضاف إليه صريحا وقوله شكل من شكلت الكتاب إذا قيدته بالضبط بما يدل على الحركات مأخوذ من شكال الدابة لأن اللفظ قبل شكله متردد من جهات يتعين بالشكل بعضها
(1053)
وَيَخْرُجُ فَاضْمُمْ وَافْتَحِ الضَّمَّ (إِ)ذْ حَمَى وَفِى الْمُنْشَآتُ الشِّينُ بِالْكَسْرِ (فَـ)ـاحْمِلاَ
يريد-منهما اللؤلؤ-قرأه الجماعة على إسناد الفعل إلى الفاعل وقرأه نافع وأبو عمرو على أنه فعل ما لم يسم فاعله فضما الياء وفتحا الراء-المنشآت-بكسر الشين وفتحها نعت للجوار وهي السفن فقراءة الفتح ظاهرة لأنها أنشئت وأجريت وقيل المرفوعات الشرع وقيل في معنى الكسر إنها تنشيء الموج بجريها أو ترفع الشرع أو تنشيء السير على طريق المجاز نحو مات زيد ومرض فمات يضاف الفعل إليه إذا وجد فيه وهو في الحقيقة لغيره والفاء في فاحملا زائدة وهي رمز والشين مفعول به أي احمل الشين بالكسر أي انقلها كذلك وأراد احملن بنون التأكيد فأبدلها ألفا كما سبق في نظائر له ثم تمم الرمز فقال
(1054)
(صَـ)ـحِيحاً بِخُلْفٍ نَفْرُغُ الْياءَ (شَـ)ـائِعٌ شُوَاظٌ بِكَسْرِ الضَّمِّ مَكِّيُّهُمْ جَلاَ
أي كسر الشين حمزة وأبو بكر بخلاف عنه وأما-سنفرغ لكم أيها الثقلان-فالخلاف فيه بالياء والنون ظاهر قال أبو علي وليس الفراغ هنا فراغا من شغل ولكن تأويله القصد كما قال جرير ، (الآن قد فرغت إلى تميم ) ، وقال الزمخشري المراد التوفر على النكاية أي لا يكون له شغل سواه ستنقضي شؤن الدنيا فلا يبقى إلا شأن واحد وهو جزاؤكم والشواظ بكسر الشين وضمها لغتان وهو اللهب وقوله جلا ليس برمز لأنه قد صرح بالقاريء وهو مكيهم فلا رمز معه والله أعلم
(1055)
وَرَفْعَ نُحَاسٌ جَرَّ (حَقٌّ) وَكَسْرَ مِيمِ يَطْمِثْ فِي الأُولَى ضُمَّ (تُـ)ـهْدى وَتُقْبَلاَ
رفع مفعول جر وحق فاعله ورأيت في بعض النسخ رفع بالضم على الابتداء وجر بالرفع خبره وحق مجرور بالإضافة كلا اللفظين صواب ووجهه ظاهر ووجه رفع نحاس العطف على شواظ وجره عطف على نار أي الشواظ من نار ونحاس وفي النحاس قولان أحدهما أنه الدخان والثاني أنه الصفر المذاب وفي الشواظ أيضا قولان لأهل اللغة قال أبو عبيد هو اللهب لا دخان فيه وقال بعضهم لا يكون الشواظ إلا من النار والدخان جميعا فإن قلنا النحاس بمعنى الدخان والشواظ ما لا دخان فيه ظهرت قراءة الرفع وعلى القول الآخر تظهر قراءة الجر وإن قلنا النحاس هو الصفر المذاب ظهرت أيضا قراءة الرفع واستخرج أبو علي وجها لقراءة الجر على قولنا الشواظ ما لا دخان فيه وهو أن التقدير وشيء من نحاس فيحذف الموصوف وتقام الصفة مقامه ثم حذفت من من قوله ومن نحاس لأن ذكره قد سبق في من نار ويقال طمث البكر يطمثها ويطمثها بفتح الميم في الماضي وبكسرها وبضمها في المضارع إذا دماها بالجماع وعني بالأولى التي بعدها-كأنهن الياقوت-ضم الميم الدوري عن الكسائي وإعراب قوله نهدي وتقبلا سبق في شرح قوله في باب الإمالة أمل تدعي حميدا وتقبلا
(1056)
وَقَالَ بِهِ اللَّيْثِ فِي الثَّانِ وَحْدَهُ شُيُوخٌ وَنَصُّ اللَّيْثِ بِالضَّمِّ الاوَّلاَ
به أي بالضم والثاني هو الذي قبله-حور مقصورات-وإلا ولا نصب بالضم كقوله عن الضرب مسمعا ، قال صاحب التيسير أبو عمر عن الكسائي-لم يطمثهن-في الأول بضم الميم وأبو الحارث عنه في الثاني كذلك هذه قراءتي والذي نص عليه أبو الحارث كرواية الدوري وقال في غيره قرأت على فارس ابن أحمد في رواية أبي الحارث كرواية الدوري وقال طاهر بن غلبون إن الضم في الأول للدوري وعكس ذلك لأبي الحارث اختيار من أهل الأداء
(1057)
وَقَوْلُ الْكِسَائِي ضُمَّ أَيُّهُمَا تَشَا وَجِيهٌ وَبَعْضُ الْمُقْرِئِينَ بِهِ تَلا
قال الداني في غير التيسير على أن الكسائي خير فيهما فقال ما أبالي أيهما قرأت بالضم أو الكسر بعد أن لا أجمع بينهما قال أبو عبيد كان الكسائي يروي فيهما الضم والكسر وربما كسر إحداهما وضم الأخرى فقول الكسائي هذا وجيه أي له وجاهة لأن فيه الجمع بين اللغتين وبعض المقرئين به تلا يعني بهذا التخيير كابن أشتة وغيره ممن لم يذكر غير التخيير
(1058)
وَآخِرُهَا يَاذِي الْجَلاَلِ ابْنُ عَامِرٍ بِوَاو وَرَسْمُ الشَّامِ فِيهِ تَمَثَّلاَ
أي يا ذو الجلال آخر السورة قرأها ابن عامر بواو أي جعل مكانها واوا ولزم من ذلك ضم الذال قبلها فلهذا لم ينبه عليه وقصر لفظ يا ضرورة يعني قوله سبحانه-تبارك اسم ربك ذي الجلال-فهو بالياء نعت للرب وبالواو نعت للاسم لأن المراد بالاسم هنا لمسمى لأنه إشارة إلى الأوصاف الذاتية وهي المراد تسبيحها وتنزيهها والثناء عليها بقوله-سبح اسم ربك الأعلى-وقد استقصينا بيان ذلك وتحقيقه في آخر كتاب البسملة الأكبر وقوله تمثل أي تشخص الواو في رسم المصحف الشامي وقد أجمعوا على الأول أنه بالواو وهو-ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام-
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: ابرااز المعاني من حرز الاماني ( فرش الجاثية-الحديد)

سورة الواقعة والحديد
(1059)
وَحُورٌ وَعِينٌ خَفْضُ رَفْعِهِمَا (شَـ)ـفاَ وَعُرْباً سُكُونُ الضَّمِّ (صُـ)ـحِّحَ (فَـ)ـعْتَلَى
الخفض عطف على-فاكهة ولحم طير-من باب تقلدت بالسيف والرمح أي إنهم جامعون بين هذه الأشياء ، وفاكهة ولحم طير معطوفان إما على أكواب وإما على جنات النعيم فإن كانا على أكواب فالمعنى أنه ينعمون بحور عين كما نعموا بما قبله وإن كانا على جنات فالمعنى أنهم في مقارنة بحور عين أو معاشرة حور عين وأما وجه الرفع فعلى تقدير ولهم حور عين أو وفيها حور عين أو عطف على ولدان وجوز أبو علي أن تكون عطفا على الضمير في متقابلين ولم يؤكد لطول الفصل وجوز أيضا أن تكون على تقدير وعلى سرر موضونة حور عين وأما عربا فضم الراء وإسكانها لغتان وسبق لها نظائر مثل نذرا ونذرا وهو جمع عروب وهي المرأة المتحببة إلى زوجها
(1060)
وَخِفُّ قَدَرْناَ (دَ)ارَ وَانْضَمَّ شُرْبَ (فِـ)ـى نَدَى الصَّفْوِ وَاسْتِفْهَامُ إِنَّا (صَـ)ـفَا وِلاَ
يعني-نحن قدرنا بينكم الموت-التخفيف والتشديد في قدرنا لغتان وقد سبق ذلك في سورة الحجرات وشرب الهيم بضم الشين وفتحها مصدر شربت الإبل ، وقيل الضم الاسم كالشغل والفتح المصدر وجاء المفتوح جمع شارب كركب وصحب في غير هذا الموضع وقوله تعالى-ءإنا لمغرمون-على الخبر قرأه شعبة بزيادة همزة الاستفهام الذي بمعنى التقدير وقوله صفا ولا أي شديد متابعة أوصاف متابعته أو هو صفا ذا ولاء أي متابعة فنصبه على الحال ، وعلى الأول تمييز وصفا بمعنى شديد مقصور والذي بمعنى صاف ممدود فقصر ، ضرورة فإن كان من الصفاء الممدود فالتقدير الاستفهام ذو صفا وإن كان مقصورا فالتقدير مشبه صفا في قوته
(1061)
بِمَوْقِعِ بِالإِسْكاَنِ وَالْقَصْرِ (شَـ)ـائِعٌ وَقَدْ أَخَذَ اضْمُمْ وَاكْسِرِ الْخَاءَ (حُـ)ـوَّلاَ
يعني إسكان الواو وحذف الألف بعدها من قوله سبحانه-بمواقع النجوم-فهو من باب الإفراد والجمع وقد سبق لهما نظائر ، وتم الكلام في حروف سورة الواقعة ثم شرع في سورة الحديد قرأ أبو عمرو وحده-وقد أخذ ميثاقكم-على بناء الفعل للمفعول والباقون بفتح الهمزة والخاء على بنائه للفاعل وهو الله تعالى وحولا حال وهو العالم بتحول الأمور
(1062)
ومِيثَاقُكُمْ عَنْهُ وَكُلٌّ (كَـ)ـفَى وَأَنْظِرُوناَ بِقَطْعٍ وَاكْسِرِ الضَّمَّ (فَـ)ـيْصَلاَ
عنه أي عن أبي عمرو ورفع القاف من ميثاقكم لأنه مفعول أخذ الذي لم يسم فاعله ونصبه غيره لأنه مفعول أخذ المسمى للفاعل وأما-وكل وعد الله الحسنى-فرفعه على الابتداء كبيت الكتاب كله لم أصنع وكتب كذلك في مصحف الشام وهو في الأصل مفعول وعد ولكن إذا تقدم المفعول على الفعل ضعف عمله فيه فيجوز رفعه وقراءة الجماعة بالنصب على الأصل وقد أجمعوا على نصب الذي في سورة النساء وأما-انظرونا نقتبس-بقطع الهمزة المفتوحة وكسر الظاء قراءة حمزة وحده فبمعنى أمهلونا أي ارفقوا بنا كي ندرككم وقراءة الباقين بوصل الهمزة وضم الظاء بمعنى انتظرونا أو التفتوا إلينا يقال نظرته إذا انتظرته وأنظرته إذا أخرته وأمهلته وفيصلا حال بمعنى حاكما
(1063)
وَيؤْخَذُ غَيْرُ الشَّامِ مَا نَزَلَ الْخَفِيفُ (إِ)ذْ (عَـ)ـزّ وَالصَّادَانِ مِنْ بَعْدُ (دُ)مْ (صِـ)ـلاَ
يريد-لا يؤخذ منكم فدية-قراءة الجماعة بالتذكير لأن تأنيث الفدية غير حقيقي وأنث ابن عامر على اللفظ-وما نزل من الحق-بالتخفيف والتشديد ظاهران لأن ما نزله الله فقد نزل هو ومعنى إذا عز أي هذا قليل في الكتاب العزيز نحو-وبالحق نزل-والأكثر ذكر التنزيل والإنزال مسند إلى اسم الله تعالى وقوله ما نزل مبتدأ والخفيف خبره وقوله ويؤخذ غير الشام على تقدير تذكير يؤخذ قراءة غير أهل الشام فحذفت هذه المضافات للعلم بها ثم قال والصادان من بعد أي من بعد ما نزل يريد الصادين من قوله-إن المصدقين والمصدقات-أي والصادان كذلك يريد بالتخفيف لابن كثير وأبي بكر وهما بالتخفيف بمعنى الذين صدقوا الله ورسوله والتشديد بمعنى المتصدقين فأدغمت التاء في الصاد فهو مثل المزمل والمدثر وروى عن أبي بن كعب رضي الله عنه إظهار التاء فيهما وقوله-وأقرضوا الله-عطف على الفعل المفهوم من هذا اللفظ تقديره إن الذين صدقوا أو اصدقوا وأقرضوا فمعناه على التخفيف إن الذين آمنوا وعملوا هذا النوع من الخير وهو الإقراض الحسن ومعناه على التشديد إن الذين تصدقوا وكان إقراضهم لله تعالى على الوجه الأحسن وهو من أطيب الكسب صادرا عن نية خالصة ومقصد صالح وقوله دم صلا أي ذا صلاء والصلاء عبر به عن الذكاء-وعن القرى بالعلم وقد سبق تحقيق المعنيين من هذا اللفظ
(1064)
وَآتَاكُمْ فَاقْصُرْ (حَـ)ـفِيظاً وَقُلْ هُوَ الْغَنِيُّ هُوَ احْذِفْ (عَمَّ) وَصْلاً مُوَصَّلاَ
يريد-ولا تفرحوا بما آتاكم-القصر بمعنى جاءكم والمد بمعنى أعطاكم الله واختار أبو عبيد قراءة أبي عمرو لموافقته لقوله فاتكم ولم يقل أفاتكم ووجه المد إضافة الخبر إليه دون ضده كما قال-بيده الخير-وقوله ولا تفرحوا استئناف نهي وقيل عطف على-لكيلا تأسوا-والأول أجود أما-فإن الله هو الغني-فاحذف لفظ هو في قراءة نافع وابن عامر كما هو محذوف في مصاحف المدينة والشام وأثبته غيرهما كما هو ثابت في مصاحفهم ولا خلاف في إثبات الذي في سورة الممتحنة وهو مثل هذا وهو في هذين الموضعين للفصل فحذفه غير مخل بأصل المعنى وقوله وصلا نصب على التمييز وموصلا نعته أي عم وصله الموصل إلينا أي عم نقله وخبره فذكره الأئمة في كتبهم
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع