إعلانات المنتدى


ابراز المعاني من حرز الاماني (فرش المجادلة - النبا)

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
(بسم الل) :x18:
من سورة المجادلة إلى سورة ن
(1065)
وَفي يَتَنَاجَوْنَ اقْصُرِ النُّونَ سَاكِناً وَقَدِّمْهُ وَاضْمُمْ جِيمَهُ (فَـ)ـتُكَمِّلاَ
أراد بقصر النون حذف الألف التي بعدها في حال سكونه النون وتقديمه على التاء فإذا فصلت ذلك وضممت الجيم صار ينتجون على وزن يذهبون هذه قراءة حمزة وقراءة الباقين ما لفظ به وأصلهما يفتعلون ويتفاعلون على وزن يختصمون ويتخاصمون فحذفت لام الكلمة منهما لأنها في يتناجون ياء تحركت وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ثم حذفت للساكن بعدها وفعل في يتناجون ما فعل في قاضون فقيل ينتجون كما قيل قاضون ومعنى القراءتين واحد إلا أن يتناجون موافق لقوله تعالى-إذا تناجيتم فلا تتناجو-وتناجوا بالبر قال أبو علي يفتعلون ويتفاعلون يجريان مجرى واحد
(1066)
وَكَسْرُ انْشِزُوا فَاضْمُمْ مَعاً (صَـ)ـفْوَ خُلْفِهِ (عُـ)ـلاً (عَـ)ـمَّ وَامْدُدْ فِي المَجَالِسِ (نَـ)ـوْفَلاَ
يريد-وإذا قيل انشروا فانشروا-كسر الشين فيهما وضمها لغتان يقال نشز ينشز أي انهضوا وهمزة انشزوا همزة وصل إذا ابتدئ بها حركت بحركة الشين وصفو خلفه مبتدأ وخبره علا عم والتوحيد والجمع في المجالس والمجلس ظاهران والنوفل الكثير العطا
(1067)
وَفي رُسُلِي الْيَا يُخْرِبُونَ الثَّقِيلَ (حُـ)ـزْ وَمَعْ دُوَلَةً أَنِّث يَكُونُ بِخُلْفِ (لَـ)ـلا
يريد ياء الإضافة في قوله تعالى-(ورسلي إن الله قوي عزيز)-فتحها نافع وابن عامر وانتهى الكلام في سورة المجادلة ، وأما-يخربون بيوتهم-فالتخفيف فيها والتشديد لغتان من أخرب وخرب مثل أنزل ونزل وقيل الإخراب أن تترك الموضع ربا والتخريب الهدم وقيل معنى التخفيف أنهم يعطلونها ويعرضونها للخراب بخروجه منها ويخربون مفعول خرب الثقيل نعته ثم قال ومع دولة أي ومع رفع دولة أنث تكون التي قبله بخلف عن هشام يريد-كي لا يكون دولة-والذي في كتابي التيسير والتبصرة لمكي أن هشاما رفع دولة واختلف عنه في تأنيث يكون وتذكيره والذي ذكره أبو الفتح فارس أن الخلاف في الموضعين أحد الوجهين مثل قراءة الجماعة بتذكير يكون ونصب دولة وهو قول صاحب الروضة والثاني تأنيث تكون ورفع دولة وهو الذي ذكره طاهر ابن غلبون وأوه ولم يذكر المهدوي وابن شريح لهشام إلا رفع دولة ولم يتعرضا للخلاف في يكون وابن مجاهد وغيره لم يذكروا الخلاف في الكلمتين أصلا وتوجيه هذه القراءات ظاهر من رفع دولة جعل كان تامة ومن نصب قدر كيلا يكون الفيء دولة أي يتداوله الأغنياء بينهم مختصين به دون الفقراء وتأنيث دولة ليس بحقيقي فجاز تذكير يكون المسند إليها وذكر الأهوازي في بعض الروايات فتح الدال والمشهور ضمها بلا خلاف وحكى أبو عبيد فتح الدال عن أبي عبد الرحمن السلمي قال ولا نعلم أحدا فتحها قال والفرق بين الضم والفتح أن الدولة بالضم اسم الشيء الذي يتداول بعينه والدولة بالفتح الفعل وقرأت في حاشية النسخة المقروءة على الناظم رحمه الله قوله بخلف لا أراد لائيا أي مبطئا وجاء هذا من اللأى قال الشيخ وسألته عن قوله بخلف لا فقال إن شئت قلت سمي بلا النافية لأنه قد أثبت التأنيث ونافية يثبت التذكير وإن شئت قلت بخلف لاء اسم فاعل من لاء إذا أبطأ لأن التذكير عن هشام أقل من الرواية من التأنيث ولأنه لا فصل هنا فيحسن من جهة العربية ، قلت يقال لأي لأيا مثل رمي رميا أي أبطأ واللأى مثله فاسم الفاعل من لأي لاء مثل رام وقاض والوقف عليه كالوقف على ماء والله أعلم
(1068)
وَكَسْرَ جِدَارٍ ضُمَّ وَالْفَتْحَ وَاقْصُرُوا (ذَ)وِى (أُ)سْوَةٍ إِنِّي بَياءِ تَوَصَّلاَ
يجوز في وكسر الرفع على الابتداء وخبره ضم إن كان فعل ما لم يسم فاعله وإن كان فعل أمر فالنصب في وكسر لأنه مفعول والفتح عطف عليه رفعا ونصبا أي ضم الجيم والدال واحذف الألف فيصير جدر وهو جمع جدار وهو كما سبق في المواضع المختلف فيها في إفرادها وجمعها وذوي أسوة حال من فاعل اقصروا أي متأسين بمن سبق من القراء ثم ذكر ياء الإضافة في الحشر وهي-إني أخاف الله-فتحها الحرميان وأبو عمرو ثم ذكر حروف سورة الممتحنة فقال
(1069)
وَيُفْصَلُ فَتْحُ الضَّمِّ (نَـ)ـصٌّ وَصَادُهُ بِكَسْرٍ (ثَـ)ـوى وَالثِّقْلُ شَافِيهِ كُمِّلاَ
يعني-يوم القيامة يفصل بينكم-قرأ عاصم يفصل مضارع فصل بالتخفيف على بناء الفعل للفاعل ومثله قراءة حمزة والكسائي إلا أنه مضارع فصل بالتشديد وقرأ الباقون على بناء الفعل للمفعول وخففوا الصاد المفتوحة سوى ابن عامر فإنه شددها ولم ينبه الناظم على فتح الفاء لمن قرأ بالتشديد لأن التشديد يرشد إليه ووجه هذه القراءات ظاهر
(1070)
وَفى تُمْسِكُوا ثِقْلٌ (حَـ)ـلاَ وَمُتِمُّ لاَ تُنَوِّنْهُ وَاخْفِضْ نُورَهُ (عَـ)ـنْ (شَـ)ـذاً (دَ)لاَ
أمسك ومسك من باب أنزل ونزل ويشهد لقراءة أبي عمرو-والذين يمسكون بالكتاب-شددها الأكثر ومتم نوره-في سورة الصف من نون ونصب نوره فهو الأصل مثل زيد مكرم عمرا ومن أضاف فحذف التنوين وخفض المفعول فللتخفيف وقوله عن شذا أي شذا دلا وقد سبق معناهما
(1071)
وَلِله زِد لاَماً وَأَنْصَارَ نَوِّناً (سَماَ) وَتُنَجِّيكُمْ عَنِ الشَّامِ ثُقِّلاَ
يعني قوله تعالى-كونوا أنصار الله-زد لام الجر على اسم الله ونون أنصار فيصير أنصارا لله وقراءة الباقين على الإضافة كما أجمعوا على الإضافة في الحرف الثاني وهو-قال الحواريون نحن أنصار الله-لم يقرأ أحد منهم أنصارا لله لأنهم أخبروا عن تحقق ذلك فيهم واتصافهم بصحة الإضافة والنسبة ، فإن قلت فمن أين يعلم أن الخلاف في الأول دون الثاني ، قلت هو غير مشكل على من تدبر صورة الخط فإن الثاني لو نون لسقطت الألف من اسم الله وهي ثابتة في الرسم وأما الأول فأمكن جعل الألف صورة التنوين المنصوب فلم تخرج القراءتان عن صورة الرسم والنون في قوله نونن للتأكيد وأنجى ونجى كأمسك ومسك وقوله عن الشام أي عن قاريء الشام
(1072)
وَبَعْدِي وَأَنْصَارِي بِيَاء إِضاَفَةٍ وَخُشْبٌ سُكُونُ الضَّمِّ (زَ)ادَ (رِ)ضاً (حَـ)ـلاَ
أي في الصف لفظان كل واحد منهما ياء إضافة مختلف في إسكانها وفتحها الأول-من بعدي اسمه-فتحها الحرميان وأبو عمرو وأبو بكر والثاني-من أنصاري إلى الله-فتحها نافع وحده وليس في سورة الجمعة شيء من الحروف التي لم تذكر بعد ولكن فيها أشياء مما يتعلق بما سبق كلفظ هو والإمالة وصلة ميم الجمع وهذا قد علم مما تقدم فيها وخشب بإسكان الشين وضمها لغتان كثمر وثمر أي سكون الضم فيه زاد حلاه رضى أو هو ذو حلا
(1073)
وَخَفَّ لَوَوْا (إِ)لْفاً بِمَا يَعْمَلُونَ (صِـ)ـفْ أَكُونَ بِوَاوٍ وَانْصِبُوا الْجَزْمَ (حُـ)ـفَّلاَ
يريد-لووا رءوسهم-لوى رأسه ولواه إذا عطفه وأماله أي أعرض معناهما واحد وفي التشديد زيادة تكثير قال أبو علي التخفيف يصلح للقليل والكثير والتكثير يختص بالكثرة وإلفا حال من لووا أو هو أليف للمشدد لأن معناهما واحد- يعملون في آخر السورة الغيب فيه والخطاب ظاهران وقرأ أبو عمرو-وأكون من الصالحين-عطفا على-فأصدق-لفظا وهي قراءة واضحة وقرأ غيره بإسكان النون وحذف الواو لالتقاء الساكنين ووجه ذلك أنه مجزوم عطفا على موضع فأصدق لأن الفاء لو لم تدخل لكان أصدق مجزوما لأنه جواب التحضيض الذي هو في معنى التمني والعرض والكل فيه معنى الأمر وما كان كذلك ينجزم جوابه على قاعدة في علم العربية مقررة وإن كان فيه فاء انتصب قال أبو علي أعني السؤال عن ذكر الشرط والتقدير أخرني فإن تؤخرني أصدق فلما كان الفعل المنتصب بعد الفاء في موضع فعل مجزوم كأنه جزاء الشرط حمل قوله وأكن عليه مثل ذلك قراءة من قرأ-من يضلل الله فلا هادي له-ونذرهم-وأنشد ، (أيا سلكت فإنني لك كاشح وعلى انتقاصك في الحياة وازدد) ، قال حمل ازدد على موضع الفاء وما بعدها ومثله ، (قابلوني بليتكم لعلي أصالحكم واستدرج نويا) ، قال حمل واستدرج على موضع الفاء المحذوفة وما بعدها من-لعلى-واختار أبو عبيد هذه القراءة لاتفاق المصاحف على كتابة هذا الحرف بحذف الواو قال وفي القرآن ما لا يحصى من تكون ويكون في موضع الرفع والنصب لم تحذف الواو في شيء منها إنما حذفوا في موضع الجزم خاصة قال وكان من حجة أبي عمرو فيها أن قال إنما حذفت الواو اختصار في الخط كما حذفوها في كلمن وكان أصلها أن تكون بالواو ، قلت وكذلك كان يقول في-إن هذان لساحران-إن الياء حذفت في الرسم فلهذا يحكي عنه أنه قال ما وجدت في القرآن لحنا غير-إن هذان-وأكن من الصالحين-يعني في كتابة القرآن ووجه حذفهما على قراءته أنهما من حروف المد فكما تحذف الألف كثيرا اختصارا فيكذ أختاها وقد قال الفراء العرب قد تسقط الواو في بعض الهجاء كما أسقطوا الألف من سليمان وأشباهه قال ورأيت في مصاحف عبد الله-فقولا-فقلا بغير واو ف ق ل ا ، قلت والاعتماد في القراءتين على صحة النقل فيهما وإنما هذا اعتذار عن الخط وقوله حفلا جميع حافل وهو حال من فاعل وانصبوا أي متمكنين بكثرة العلم وسعته من توجيه القراءتين
(1074)
وَبَالِغْ لاَ تَنْوِينَ مَعْ خَفْضِ أَمْرِهِ لِحَفْصٍ وَبِالتَّخَّفِيفِ (عَـ)ـرَّفَ (رُ)فِّلاَ
أي لا تنوين فيه لأنه مضاف إلى ما بعده والكلام في-بالغ أمره-كما سبق في-متم نوره والتشديد في (عرف بعضه) ، سورة التحريم بمعنى أعلم إعلام متابعة فأعرض عن بعض أو أغضا عنه إحسانا وتكرما ولهذا قيل ما زال التثاقل من شأن الكرام ، ومعنى عرف بالتخفيف جازى وهو إشارة إلى ذلك القدر من المعاتبة أو إلى غيره ومنه (وما تفعلوا من خير يعلمه الله) ، ويطلق هذا اللفظ أيضا مشعرا بالوعد والوعيد فيقال عرفت ما صنع فلان ومنه (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم) ، قال الفراء عرف بالتخفيف أي غضب من ذلك وجازى عليه كما تقول للرجل يسيء إليك لأعرفن لك ذلك وهو وجه حسن وتقدير النظم وعرف رفل بالتخفيف أي عظم
(1075)
وَضُمَّ نَصُوحاً شُعْبَةٌ مِنْ تَفَوُّتٍ عَلَى الْقَصْرِ وَالتَّشْدِيدِ (شَـ)ـقَّ تَهَلُّلاَ
قال أبو الحسن والأخفش نصحته في معنى صدقته توبة نصوحا أي صادقة وقال الفتح كلام العرب وقراءة الناس ولا أعرف الضم قال أبو علي يشبه أن يكون مصدرا قال الفراء كأن الذين قرءوا نصوحا أرادوا المصدر مثل قعودا والذين قالوا نصوحا جعلوه من صفة التوبة ومعناها أن يحدث نفسه إذا تاب من ذنب أن لا يعود إليه أبدا وذكر الزمخشري في تفسيره وجوها حسنة في ذلك وقال النصوح مصدر نصح كالنصح مثل الشكور والشكر أي ذات نصوح أو انتصح نصوحا ثم شرع الناظم في سورة الملك فقال من تفوت يريد-ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت-أي تباين واختلاف فإذا حذفت الألف وشددت الواو صار تفوت وهو بمعناه تفاوت وتفوت مثل تظاهر وتظهر والقراءتان مصدرا هذين الفعلين وقوله تفاوت مبتدأ وشق تهللا خبره وقوله على القصر والتشديد شق في موضع الحال أي مقصورا مشددا أي هذا اللفظ على ما فيه من القصر والتشديد شق تهلله وهو من قولهم شق ناب البعير إذا طلع والمعنى طلع تهلله أي لاح وظهر أو يكون من شق البرق إذا سطع من خلال السحاب ومعنى تهلل تلألأ وأضاء ويجوز أن يكون تهللا حال أي ذا تهلل والله أعلم
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: ابراز المعاني من حرز الاماني (فرش المجادلة - النبا)

(1076)
وَآمَنْتّمُو فِي الْهَمْزَتَيْنِ أُصُولُهُ وَفي الْوَصْلِ الأُولَى قُنْبُلٌ وَاواً ابْدَلاَ
يريد-ءأمنتم من في السماء-حكمه مذكور في باب الهمزتين من كلمة فهو مثل-ءأنذرتهم-داخل في عموم قوله وتسهيل أخرى همزتين بكلمة البيت فقد عرف حكم هذه الكلمة من هناك ومعنى أصوله أي أصول حكمه وسبق أيضا في الباب المذكور أن قنبلا أبدل الهمزة الأولى واوا لانفتاحها وانضمام ما قبلها في قوله-النشور- ، ويسهل الثانية على أصله وهذا لإبدال إنما يكون عند اتصال هذه الكلمة بالنشور فإذا وقف على النشور حقق الهمزة إذا ابتدأ كغيره فهذا معنى قوله وفي الوصل أي إبدال قنبل الهمزة الأولى واوا في حالة الوصل دون الوقف ، فإن قلت لهذا البيت فائدة غير الأذكار بما تقدم بيانه والمتقدمات كثيرة فلم خصص الناظم الأذكار بهذا دون غيره ، قلت له فائدتان غير الأذكار إحداهما لما ذكر مذهب قنبل هذا في باب الهمزتين لم يبين أنه يفعل ذلك في الوصل بل أطلق فنص على الوصل هنا ليفهم أنه لا يفعل ذلك في الوقف على ما قبل-ءأمنتم-لزوال المقتضى لقلب الهمزة واوا وهو الضمة ولم يقنع بقوله ثم موصلا فإن استعمال موصل بمعنى واصل غريب على ما نبهنا عليه هناك والفائدة الأخرى النصوصية على الكلمة فإنه لما ذكر الحكم هناك كان كلامه في-ءآمنتم-بزيادة ألف بعد الهمزتين وفتح الميم وهذه الكلمة لفظها غير ذلك فإن بعد الهمزتين فيها ميما مكسورة
(1077)
فَسُحْقاً سُكُوناً ضُمَّ مَعْ غَيْبِ يَعْلَمُونَ مَنْ (رُ)ضْ مَعِي بِالْيَا وَأَهْلَكَنِي انْجَلاَ
يعني أن الكسائي وحده ضم حاء-فسحقا لأصحاب السعير-وقرأ-فستعلمون من هو في ضلال-بالياء على الغيبة وإنما قال من إحترازا من الذي قبله-فستعلمون كيف نذير-فإنه بالخطاب بغير خلاف وقرأ غير الكسائي بإسكان حاء-فسحقا -وخطاب-فستعلمون-من وجه القراءتين في الموضعين ظاهر وسكونا في البيت بدل من فسحقا بدل اشتمال أي ضم فسحقا سكونه ويجوز أن يكون سكونا مفعول ضم وقوله فسحقا مبتدأ أو مفعول فعل مضمر فهو من باب زيدا اضرب رأسه يجوز فيه الرفع والنصب والنصب أقوى في العربية والعائد محذوف على التقديرين أي سكونا فيه أو سكونه وقوله رض فعل أمر من راض الأمر رياضة أي رض نفسك في قبول دقائق العلم واستخرج المعاني ثم ذكر ما في سورة الملك من ياءات الإضافة فقال-معي انجلا باليا وكذا-أهلكني-يريد-معي أو رحمنا-سكنها حمزة والكسائي وأبو بكر-إن أهلكني الله-سكنها حمزة وحده وفيها زائدتان نذير ونكير أثبتهما معا في الوصل ورش وحده ولم يبق من ياءات الزوائد إلا أربع في سورة الفجر وسيأتي بيانها في موضعها وقد نظمت الجميع في بيت هنا فقلت ، (نذيري نكيري الملك في الفجر أكرمني أهانني بالوادي ويسرى تكملا) ، أضاف الكلمتين إلى الملك أي حرفا هذه السورة واكتفى بذكر الملك بعد نكيري عن ذكره بعد نذيري فهو كقوله ، (بين ذراعي وجبهة الأسد ) ، وهما مبتدأ والخبر محذوف أي زائدتان ثم قال في الفجر زوائد وهي كيت وكيت ويجوز أن يكون الملك مرفوعا على أنه خبر المبتدأ على حذف المضاف أي زائدا الملك والله أعلم
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: ابراز المعاني من حرز الاماني (فرش المجادلة - النبا)

من سورة ن إلى سورة القيامة
(1078)
وَضَمُّهُمْ فِي يَزْلِقُونَكَ (خَـ)ـالِدٌ وَمَنْ قَبْلَهُ فَاكْسِرْ وَحَرِّكْ (رِ)وًى (حَـ)ـلاَ
أي ضمهم في ياء-ليزلقونك بأبصارهم-خالد أي مقيم ونافع وحده فتح الياء يقال إذا أزال قدمه ويقال زلقه أيضا فزلق هو والمعنى إنهم لعدوانهم له ينظرون إليه نظرا يكاد يهلكه ، وأما-وجاء فرعون ومن قبله-بفتح القاف وسكون الياء فمعناه والطغاة الذين قبله ومعناه بكسر القاف وفتح الباء والذين معه من أشياعه وأتباعه وقوله ومن قبله مفعول فاكسروا الفاء زائدة وروى حال منه أو من الفاعل أي ذا روى حلو أي اكسر من قبله وحركه مرويا له بالحركات التي يستحقها وبالاحتجاج له بما يوافقه
(1079)
وَيَخْفَى (شِـ)ـفَاءً مَالِيَهْ مَاهِيَهْ فَصِلْ وَسُلْطَانِيَهْ مِنْ دُونِ هَاءٍ (فَـ)ـتُوصلاَ
يعني-لا تخفى منكم خافية-تذكير تخفى وتأنيثه ظاهران وحذف حمزة هاء السكت من قوله-ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانية خذوه-إذا وصل الكلام بعضه ببعض وكذلك-ماهية نار حامية-في سورة القارعة وهذا نظير ما فعل هو والكسائي في-يتسنه-واقتده أو أثبتها الباقون لثباتها في خط المصحف فهو وصل بنية الوقف وكلهم أثبتها وقفا وفي سورة الحاقة أربع أخر كتابيه مرتين-وحسابيه مرتين أثبت حمزة هاء هن كالجماعة جمعا بين الأمرين ويعقوب الحضرمي حذف الجميع وصلا وحذف الكسائي في يتسنه واقتده لخفاء هاء السكت فيهما لأنهما فعلا جزم وقد قيل ليسا للسكت وترك الحذف هنا لوضوح الأمر
(1080)
وَيَذَّكَّرُونَ يُؤْمِنُونَ (مَـ)ـقاَلُهُ بِخُلْفٍ (لَـ)ـهُ (دَ)اعٍ وَيَعْرُجُ (رُ)تِّلاَ
يعني-قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون-الغيب فيهما لمن رمز له والخطاب للباقين و-يعرج الملائكة-بالتذكير للكسائي والباقون بالتأنيث ووجه القراءتين في الحرفين ظاهر وقد سبق لهن نظائر
(1081)
وَسَالَ بِهَمْزٍ (غُـ)ـصْنُ (دَ)انٍ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْهَمْزِ أَوْ مِنْ وَاوٍ أوْ يَاءٍ ابْدَلاَ
أي غصن ثمر دان يعني همز-سأل سائل-جعله لظهور أمره كغصن ثمر داني من يد من يجنيه ونافع وابن عامر قرءا بالألف من غير همز وتلك الألف تحتمل ثلاثة أوجه أحدها أن يكون بدلا من الهمز وهو الظاهر وهو من البدل السماعي-قال حسان ، (سألت هذيل رسول الله فاحشة ضلت هذيل بما سالت ولم تصب) ، فيكون بمعنى قراءة الهمز ، الوجه الثاني أن تكون الألف منقلبة عن واو فيكون من سأل يسأل وأصله سول كخول قال أبو زيد سمعت من يقول هما يتساولان وقال المبرد يقال سلت أسأل مثل خفت أخاف وهما يتساولان وقال الزجاج يقال سألت أسأل وسلت أسال والرجلان يتساولان ويتساءلان بمعنى واحد ، والوجه الثالث أن تكون الألف منقلبة عن ياء من سال يسيل أي سال عليهم واد يهلكهم روى ذلك عن ابن عباس فهو من باب باع يبيع فتقدير البيت سال همز ألفها غصن دان وغيرهم أبدل هذه الألف من الهمز الذي قرأ به غصن دان أبو أبدلها من واو أو من ياء وقد تبين كل ذلك
(1082)
وَنَزَّاعَةً فَارْفعْ سِوى حَفْصِهِمْ وَقُلْ شَهَادَاتِهِمْ بِالْجَمْعِ حَفْصٌ تَقَبَّلاَ
ذكر الزجاج في توجيه كل قراءة من الرفع والنصب ثلاثة أوجه ، أما الرفع فعلى أن-نزاعة-خبر لأن بعد خبر أو هي خبر لظى والضمير في أنها ضمير القصة أو خبر مبتدأ محذوف أي هي نزاعة ، وأما النصب فعلى الاختصاص أو على تقدير تتلظى نزاعة أو على الحال المؤكدة قال يكون نزاعة منصوبا مؤكدا لأمر النار وجوز الزمخشري أن تكون نزاعة بالرفع صفة لظى أن أريد به اللهب ولم يكن علما على النار إلا أن هذا القول باطل بدليل أنه لم يصرف ، وأما-والذين هم بشهاداتهم قائمون-فالإفراد فيه والجمع كما سبق في نظائره والإفراد أنسب لقوله بعده-والذين هم على صلاتهم يحافظون-وهو مجمع عليه
(1083)
إِلى نُصُبٍ فَاضُمُمْ وَحَرِّكْ بِهِ (عُـ)ـلاَ (كِـ)ـرَامٍ وَقُلْ وُداًّ بِهِ الضَّمُّ (أُ)عْمِلاَ
أي اضمم النون وحرك بالضم الصاد وهو اسم مفرد وجمعه أنصاب وكذلك النصب بفتح النون وسكون الصاد وهو قراءة الباقين وهو ما نصب ليعبد من دون الله تعالى وقيل نصب جمع نصب مثل سقف في جمع سقف وقيل هو جمع نصاب وقيل النصب العلم وقيل الغاية وقيل شبكة الصائد ، وقال أبو علي يمكن أن يكون النصب والنصب لغتين كالضعف والضعف ويكون التثقيل كشغل وشغل وطنب وطنب ودا اسم الصنم بفتح الواو وضمها لغتان واختار أبو عبيد الفتح وقال كانوا يتسمون بعبد ود وأما الود فالغالب عليه المودة
(1084)
دُعَائِي وَإِنِّي ثُمَّ بَيْتِي مُضَافُها مَعَ الْوَاوِ فَافْتَحْ إِنْ (كَـ)ـمْ (شَـ)ـرَفاً (عـ)ـلاَ
يريد-دعائي إلا فرارا-أسكنها الكوفيون-ثم إني أعلنت لهم-فتحها الحرميان وأبو عمرو-وبيني مؤمنا-فتحها حفص وهشام ثم شرع في سورة الجن فقال افتح إن مع الواو يعني مهما جاء وإن فالخلاف في فتحها وكسرها احترز بذلك عن أن يأتي مع الفاء نحو-فإن له نار جهنم-فهو متفق على كسره وعن أن المجردة عن الواو نحو-وأنه استمع-فهو متفق على فتحه-فقالوا إنا سمعنا-متفق على كسره فإن كانت مع الواو ليست مشددة فمتفق أيضا على فتحها نحو-وإن لو استقاموا-فضابط مواضع الخلاف أن تكون أن مشددة بعد واو وذلك في اثنى عشر حرفا متوالية أوائل الآي جميعها لا يخرج عن أنه إنا أنهم ، وهي-وأنه تعالى جد ربنا-وإنه كان يقول-وأنا ظننا أن لن تقول-وأنه كان رجال-وأنهم ظنوا-وأنا لمسنا-وإنا كنا نقعد-وأنا لا ندري-وأنا منا الصالحون-وأنا ظننا أن لن نعجز-وأنا لما سمعنا الهدى-وأنا منا المسلمون-وأما-وأن المساجد-وأنه لما قام فسيأتي ذكرهما فهذه الاثنا عشر فتحها ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وهم نصف القراء وكسرها الباقون ومضى معنى قوله كم شرفا علا في أول سورة الأعراف فوجه الكسر العطف على-أنا سمعنا-فالكل في حيز القول أي-فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا-وقالوا إنه تعالى جد ربنا-وأنه كان يقول-وأنا ظننا-إلى آخر ذلك ، وقيل إن قوله-وأنه كان رجال-وأنهم ظنوا-آيتان معترضتان في كلام الله تعالى في أثناء الكلام المحكي عن الجن وقيل بل هما أيضا من كلامهم يقوله بعضهم لبعض وأما الفتح فقيل عطف على أنه استمع فيلزم من ذلك أن يكون الجميع داخلا في حيز أوحى أي أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن وأنه تعالى جد ربنا فهذا وإن استقام معناه في هذا فلا يستقيم في-وأنه كان يقول سفيهنا-وأنا لمسنا-وأنا كنا-إذ قياسه سفيههم ولمسوا وكانوا ، وقال الزجاج ذكر بعض النحويين أنه معطوف على الهاء المعنى عنده فآمنا به وبأنه تعالى جد ربنا وكذلك ما بعدها ، قال وهذا رديء في القياس لا يعطف على الهاء المكنية المخفوضة إلا بإظهار الخافض ، قال مكي وهو في أن أجود منه مع غيرها لكثرة حذف حرف الجر مع أن ، ثم قال الزجاج لكن وجهه أن بكون محمولا على معنى آمنا به لأن معنى آمنا به صدقناه وعلمناه فيكون المعنى وصدقنا أنه تعالى جد ربنا قال الفراء فتحت أن لوقوع الإيمان عليها وأنت مع ذلك تجد الإيمان يحسن في بعض ما فتح دون بعض فلا يمنعك ذلك من إمضائهن على الفتح فإنه يحسن منه فعل مضارع الإيمان فوجب فتح أن نحو صدقنا وألهمنا وشهدنا كما قالت العرب ، وزججن الحواجب والعيونا فنصب العيون لاتباعها والحواجب وهي لا تزجج إنما تكحل فأضمر لها الكحل
(1085)
وَعَنْ كُلِّهِمْ أَنَّ المَسَاجِدَ فَتْحُهُ وَفِي أَنّهُ لَمَّا بِكَسْرٍ (صُـ)ـوَى (ا)لعُلاَ
فتحه بدل من المساجد نحو أعجبني زيد حسنه وعن كل القراء افتح-وأن المساجد لله-لأنه معطوف على أنه استمع وكذا-وإن لو استقاموا-وقيل تقديره ولأن المساجد لله فلا تدعوا كما سبق-وأن هذا صراطي مستقيما-وأن الله ربي وربكم-وأن هذه أمتكم-وإنما نص الناظم على هذا المجمع عليه لئلا يظن أن فيه خلافا لأنه يشمله قوله مع الواو فافتح أن ، وأما قوله-وأنه لما قام عبد الله-فلم يكسره إلا أبو بكر ونافع على الاستئناف والباقون فتحوا عطفا على-أنه استمع-وهذا مما يقوى أن فتح-وأن المساجد-على ذلك وقيل إن فتح-وإنه لما قام-وكسره على ما سبق في الاثنى عشر وأنه من تمام كلام الجن المحكي ويشكل عليه-كادوا يكونون-لأن قياسه كدنا نكون إلا أن يقال أخبر بعضهم عن فعل بعض وقوله صوى العلا مبتدأ تقدم عليه خبره أي وصوى العلا في -أنه لما-أي في هذا اللفظ المكسور والصوى العلا بالصاد المهملة المضمومة وفتح الواو الربى ونحوها وهي أيضا أعلام من حجارة منصوبة في الفيافي المجهولة يستدل بها على الطريق الواحدة صوة مثل قوة وقوى أي أعلام العلا في هذا ، قال الشيخ وفي قراءة الكسر ارتفاع كارتفاع الصوى ودلالة كدلالتها لظهور المعنى فيها والله أعلم ، وقرأت في حاشية النسخة المقروءة على الناظم رحمه الله قال نبه بهذا على أن الكسر فصيح بالغ لقوة دلالته على الاستئناف قال وانظر فصاحة القراءة واهتمامهم في نقلهم حين أجمعوا على فتح-وإن المساجد-ليبينوا أنه غير معطوف وأن معناه واعلموا أو نحوه من الإضمار لما دل عليه-فلا تدعوا-فيكون-وأنه لما قام-معطوفا عليه قال ويكاد الفتح والكسر يتقابلان في الحسن
(1086)
وَنَسْلُكْهُ يَا كُوفٍ وَفِي قَالَ إِنَّماَ هُنَا قُلْ (فَـ)ـشاَ (نَـ)ـصًّا وَطَابَ تَقَبُّلاَ
الياء والنون في نسلكه ظاهران وقال-إنما ادعوا ربي-يعني عبد الله قراءة حمزة وعاصم قل على الأمر مثل الذي بعده-قل إني لا أملك لكم-وقوله نصا وتقبلا منصوبان على التمييز
(1087)
وَقُلْ لِبَداً فِي كَسْرِهِ الضَّمُّ (لَـ)ـلازِمٌ بِخُلْفٍ وَياَ رَبِّي مُضَافٌ تَجَمَّلاَ
لم يذكر في التيسير عن هشام سوى الضم وقال في غيره وروى عنه كسرها وبالضم آخذ ، قال الفراء المعنى فيها واحد لبده ولبده أي كادوا يركبون النبي صلى الله عليه وسلم رغبة في القرآن وشهوة له يعني الجن ، وقال الزجاج المعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى الصبح ببطن نخلة كاد الجن لما سمعوا القرآن وتعجبوا منه أن يسقطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وقيل-كادوا-يعني به جميع الملل تظاهرات على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ومعنى لبدا يركب بعضهم بعضا وكل شيء ألصقته لشيء إلصاقا شديدا فقد لبدته ومن هذا اشتقاق هذه اللبود التي تفرش ثم ذكر أن كسر اللام وضمها في معنى واحد وكذا قال الزمخشري وقال هو ما يلبد بعضه على بعض ومنه لبدة الأسد وحكى أبو علي عن أبي عبيد لبدا بالكسر أي جماعات واحدها لبدة قال قتادة تلبد الجن والإنس على هذا الأمر ليطفئوه فأبى الله إلا أن ينصره ويمضيه ويظهره على من ناوأه قال واللبد بالضم الكثير من قوله-أهلكت مالا لبدا-وكأنه قيل له لبد لركوب بعضه على بعض ولصوق بعضه ببعض لكثرته فكأنه أراد كادوا يلصقون به من شدة دنوهم للاستماع مع كثرتهم فيكون على هذا قريب المعنى من قوله لبدا إلا أن لبدا أعرف بهذا المعنى وأكثر ثم قال ويا ربي أي وياء ربي فقصره ضرورة أي هذه ياء الإضافة في سورة الجن يريد-ربي أمدا-فتحها الحرميان وأبو عمرو
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: ابراز المعاني من حرز الاماني (فرش المجادلة - النبا)

(1088)
وَوَطْئاً وِطَاءً فَاكْسِرُوهُ (كَـ)ـمَا (حَـ)ـكَوْا وَرَبُّ بِخَفْضِ الرَّفْعِ (صُحْبَتُـ)ـهُ (كَـ)ـلاَ
لم تكن له حاجة إلى قوله فاكسروه فإنه قد لفظ بالقراءتين فهو مثل خشعا خاشعا وقل قال وما أشبه ذلك فالرمز فيه للفظ الثاني ولكنه قال فاكسروه زيادة في البيان مثل ما ذكرناه في قوله تمارونه تمرونه وافتحوا ولو قال هنا واكسروه بالواو كان أولى من الفاء كما قال ثم وافتحوا ، وسببه أن الفاء تشعر بأن هذه مواضع الخلاف وليس ذلك كله بل هو جزء منه فإن لفظ وطاء يشتمل على كسر الواو وفتح الطاء والمد بعدها وإذا قاله بالواو بعد الإشعار بذلك وصار من باب التخصيص بعد التعميم للاهتمام بالمخصص نحو وجبرئيل وميكائيل ونخل ورمان ، بيانه أن لفظ وطاء يغني عن قيوده لأنه كالمصرح بالقيو الثلاثة فإذا نص بعد ذلك على قيد منها كان من ذلك الباب ولو قال موضع فاكسروه فاقرءوه لكان رمزا لحمزة فعدل إلى لفظ يفهم قيدا من قيود القراءة وكان له أن يقول ووطأ كضرب قل وطاء كما حكوا كقوله إذا قل إذ ويحصل له تقييد القراءة الأولى ومعنى القراءة بالكسر والمد أن عمل-ناشئة الليل أشد-مواطأة أي موافقة لأنه يواطأ فيها السمع القلب للفراغ من الأشغال بخلاف أوقات النهار وقوله-وطأ-بفتح الواو وسكون الطاء والقصر بمعنى الشغل أي هو أشق على الإنسان من القيام بالنهار وفي الحديث ، اللهم اشدد وطئتك على مضر ، وهو-أقوم قيلا-أي أشد استقامة وصوابا لفراغ البال والمعنى أشد ثبات قدم في العبادة من قولهم وطأ على الأرض وطاء والناشئة القيام بعد النوم فهو مصدر بمعنى النشأة وقيل هي الجماعة الناشئة أي القائمون بالليل لأنها تنشأ من مضجعها إلى العبادة أي تنهض وترتفع وقيل هي ساعات الليل والكلام في خفض-رب المشرق-ورفعه كما سبق في سورة الدخان الخفض على البدل من ربك في قوله-واذكر اسم ربك-والرفع على أنه خبر أي هو رب المشرق وكلا بمعنى حفظ وحرس وأفرده على لفظ صحبة وسبق مثله
(1089)
وَثَاثُلْثِهْ فَانْصِبْ وَفَا نِصْفِهِ (ظُـ)ـبىً وَثُلْثَىْ سُكُونُ الضَّمِّ (لَـ)ـلاحَ وَجَمَّلاَ
يجوز وثا ثلثه بإسكان اللام وصلة الهاء ويجوز ثلثه بضم اللام وسكون الهاء وكلاهما لضرورة الوزن وفي كل وجه منها إخلال بلفظ الكلمة في القرآن من جهة إسكان اللام في الأول وإسكان الهاء في الثاني إلا أن الوجه الثاني أقرب فإنه لفظ الوقف على هذه الكلمة فهو واصل بنية الوقف ، وأما إسكان اللام من ثلثه فلم ينقل في هذه القراءات المشهورة وقد حكاه أبو عبيد ثم الأهوازي بعده عن ابن كثير ووجهه ظاهر كما قرأ هشام بإسكان اللام من ثلثي الليل للتخفيف ، فكلاهما سواء فلو كانت هذه القراءة مما ذكر في هذه القصيدة لكان الاختيار وثا ثلثه بإسكان اللام وقصر لفظ ثا ضرورة وكذا لفظ فانصفه وظبى جمع ظبة السيف وهو حده أي ذا ظبا أي صاحب حجج تحميه عن الطعن والاختيان عليه فإن أبا عبيد قال قراءتنا التي نختار الخفض كقوله سبحانه-علم أن لن تحصوه-فكيف يقدرون على أن يعرفوا نصفه وثلثه وهم لا يحصونه ووجه النصب في ونصفه وثلثه العطف على محل أدنى أي تقوم أقل من الثلثين وتقول نصفه وتقوم ثلثه والخفض عطف على ثلثي الليل أي وأقل من نصفه وثلثه ومجموع القراءتين محمول على اختلاف الأحوال لتكرر الليالي واختلافها فمرة يقوم نصف الليل محررا ومرة أقل منه وكذلك الثلث وتارة أقل من الثلثين أي إن ربك يعلم أنكم تأتون بالواجب مرة وبدونه أخرى ، لكن الثلثين ما تكملون لطوله فيقع منكم الغلط فيه وجعل الفراء والزجاج قوله-ونصفه وثلثه-على قراءة النصب تفسيرا للأدنى المذكور وهو مشكل من جهة أن واو العطف تمنع من ذلك وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مخيرين بين هذه التقديرات الثلاثة في قيام الليل على اختلاف مراتبها في الأجر وأقرب شيء لهذا الحكم التخيير بين خصال كفارة اليمين على تفاوت مراتبها والتخيير بين نفري الحجج وقيل إنما وقع التخيير بين هذه الثلاثة باعتبار تفاوت الأزمان فالنصف عند الاعتدال وما قاربه وقيام الثلثين أو الأدنى من ثلثي الليل عند الطول وقيام الثلث عند قصر الليل والدليل على التخيير قوله تعالى في أول السورة-قم الليل إلا قليلا نصفه-وللعلماء في إعراب نصفه قولان مشكلان ، أحدهما أنه بدل من الليل ويلزم منه التكرير فإن قوله قم نصف الليل إلا قليلا هو الثلث فأي حاجة إلى قوله-أو انقص منه قليلا-وإن كان البدل بعد الاستثناء كأنه قال قم أكثر الليل نصفه أي نصف أكثر الليل أو انقص منه كان ذلك ردا إلى تنصيف مجهول فقوله قم ثلث الليل كان أخصر فأولى ، الوجه الثاني أن نصف بدل من قليلا وهو مشكل من جهة استثناء النصف وتسميته قليلا فكيف يكون نصف الشيء قليلا بالنسبة إلى الباقي وهما متساويان فإن كان الباقي كثيرا فالآخر مثله وإن كان المستثنى قليلا فالآخر مثله فلا يستقيم في إعراب نصفه إلا أن يكون مفعول فعل مضمر دل عليه ما تقدم أي قم نصفه أو انقص أو زد ، ويكون في فائدة الآية التي قبلها وجهان ، أحدهما أنه إرشاد إلى المرتبة العليا وهي قيام أكثر الليل ثم خير بينه وبين ما دونه تخفيفا لأنه تكليف في ابتداء أمر لم يعتادوه ومنه ما جاء في صفة عبد الله بن عمر رضي الله عنه لما سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم في حقه ، نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ، قال نافع فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا وهذا موافق لما دلت عليه آية أخرى في سورة والذاريات في صفة المؤمنين-كانوا قليلا من الليل ما يهجعون-وذلك أن الموفقين إذا أخذوا أنفسهم بقيام الليل واعتادوه صار أشهى إليهم من راحة النوم لولا حظ الطباع البشرية من ذلك القدر القليل ، الوجه الثاني أن يكون المراد من الليل جنس الليالي لا كل ليلة بانفرادها على الصفة التي بينت في الآية الأخرى وهذا كما يوصى بعض المسافرين لخوف الحر فيقال سر الليل ثم يبين له فيقال ارحل من نصف الليل أو ثلثه أو أوله ويكون قوله تعالى-إلا قليلا-استثناء لليالي الأعذار من مرض أو غلبة نوم أو نحو من ذلك ثم انتقل إلى سورة المدثر فقال
(1090)
وَوالرِّجْزَ ضَمَّ الْكَسْرَ حَفْصٌ إِذَا قُلِ إذْ وَأَدْبَرَ فَاهْمِزْهُ وَسَكِّنْ (عَـ)ـنِ (ا)جْتِلاَ
يعني راء-والرجز فاهجر-وفسر المضموم بالأوثان والمكسور بالعذاب ، وقال الفراء إنهما لغتان وإن المعنى فيهما واحد وقال أبو عبيد الكسر أفشى اللغتين وأكثرهما ، وقال الزجاج معناهما واحد وتأويلهما اهجر عبادة الأوثان والرجز في اللغة العذاب قال لله تعالى-فلما وقع عليهم الرجز-فالمعنى ما يؤدي إلى عذاب الله-فاهجر-قال أبو علي المعنى وذا العذاب فاهجر وقوله إذا قل إذ يعني اجعل موضع إذا بالألف إذ بغير ألف واهمز أدبر وسكن الدال لحفص ونافع وحمزة ورمزه في أول البيت الآتي يعني-والليل إذا أدبر-كتب في المصحف بألف واحدة بين الذال والدال فجعلها هؤلاء صورة الهمزة من أدبر وجعلوا إذ ظرفا لما مضى وجعل باقي القراء الألف من تمام كلمة إذ وهي ظرف لما يستقبل وقرءوا دبر بفتح الدال على وزن رفع ، قال الفراء هما لغتان يقال أدبر النهار ودبر ودبر الصيف وأدبر وكذلك قبل وأقبل فإذا قالوا أقبل الراكب أو أدبر لم يقولوه إلا بألف ، قال وإنهما عندي في المعنى لواحد لا أبعد أن يأتي في الرجال ما يأتي في الأزمنة ، وقال الزجاج كلاهما جيد في العربية يقال دبر الليل وأدبر ، وفي كتاب أبي علي عن يونس دبر انقضى وأدبر تولى وقالوا كأمس الدابر وكأمس المدبر قال والوجهان حسنان ، وقال أبو عبيد كان أبو عمرو ويقول هي لغة قريش قد دبر الليل ، حدثنا حجاج عن هارون أخبرني حنظلة السدوسي عن شهر بن حوشب عن ابن عباس أنه قرأها-والليل إذا أدبر-بجعل الألف مع إذا ، قال حنظلة وسألت الحسن عنها فقال إذا أدبر فقلت يا أبا سعيد إنما هي ألف واحدة فقال فهي إذا والليل إذا دبر ، قال أبو عبيد جعل الألف مع أدبر وبالقراءة الأولى نأخذ إذا بالألف دبر بغير ألف لكثرة قرائها ولأنها أشد موافقة للحرف الذي يليه ألا تراه قال-والصحيح إذا أسفر-فكيف يكون في أحدهما إذا وفي الآخر إذ ، قال وفي حرف عبد الله وأبي حجة لمن جعلها إذا ولمن جعلها أدبر جميعا حدثنا حجاج عن هرون قال في حرف أبي وابن مسعود-إذا أدبر-قال أبو عبيد بألفين ، قلت هذه القراءة هي الموافقة لقوله-إذا أسفر-موافقة تامة بلفظ إذا والإتيان بالفعل بعدها على وزن أفعل وأما كل واحدة من القراءتين المشهورتين فموافقة له من وجه دون وجه والموافقة بلفظ إذا أولى من الموافقة بلفظ أفعل فإن أفعل وفعل قد ثبت أنهما لغتان بمعنى واحد فكانا سواء وأما إذ وإذا فمتغايران ولا يعرف بعد القسم في القرآن إلا مجيء إذا دون إذ-نحو والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى-وإذ وإذا في كل ذلك لمجرد الزمان مع قطع النظر عن مضى واستقبال فهو مثل-وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب-فسوف يعلمون ، إذ الأغلال في أعناقهم-وقد حكى الأهوازي عن عاصم وأبي عمرو رواية-إذا أدبر-بألفين والله أعلم ، وقول الناظم قل إذ بكسر اللام على إلقاء حركة همزة إذ عليها بخلاف كسرة النون في قوله عن اجتلا فإنها كسرت لأجل الساكن بعدها والمعنى عن اجتلاء أي عن كشف وظهور من توجيهه وهو ممدود فلما وقف عليه سكنت الهمزة فأبدلت ألفا فاجتمع ألفان فحذفت إحداهما وقد سبق ذكر ذلك في شرح أول الخطبة في قوله أجذم العلا والفاء في قوله فاهمز زائدة
(1091)
فَبَادِرْ وَفَا مُسْتَنْفِرَهُ (عَمَّ) فَتْحُهُ وَمَا يَذْكُرُونَ الْغَيْبَ (خُـ)ـصَّ وَخُلِّلاَ
فبادر من تتمة رمز القراءة السابقة أي فبادر إليه وقصر لفظ وفا ضرورة-ومستنفرة-بكسر الفاء بمعنى نافرة وبالفتح نفرها غيرها ، قال أبو علي قال أبو الحسن الكسر في مستنفرة أولى ألا ترى أنه قال-فرت من قسورة-فهذا يدل على أنها هي استنفرت ويقال نفر واستنفر مثل سخر واستسخر وعجب واستعجب ومن قال مستنفرة فكأن القسورة استنفرها أو الرامي قال أبو عبيد مستنفرة ومستنفرة مذعورة قال والقسورة الأسد وقالوا الرماة ، قال ابن سلام سألت أبا سوار العنبري وكان أعرابيا فصيحا قارئا للقرآن فقلت-كأنهم حمر-ماذا فقال كأنهم حمر مستنفرة طردها قسورة فقلت إنما هو فرت من قسورة فقال أفرت فقلت نعم قال فمستنفرة ، والخلاف في-وما يذكرون-بالياء والتاء ظاهر وقد سبق في أول آل عمران معنى قوله خص وخللا يقال عم بدعوته وخلل أي خص فجمع الناظم بينهما لاختلاف اللفظين
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: ابراز المعاني من حرز الاماني (فرش المجادلة - النبا)

ومن سورة القيامة إلى سورة النبأ
(1092)
وَرَا بَرَق افْتَحْ (آ)مِناً يَذَرُونَ مَعْ يُحِبُّونَ (حَقٌّ كَـ)ـفَّ يُمْنَى (عَـ)ـلاَ عَلاَ
يريد-فإذا برق البصر-أي شخص وتحير قال الأخفش المكسورة في كلام العرب أكثر والمفتوحة لغة ، قال أبو عبيدة القراءة عندنا بالكسر لأنها اللغة السائرة المتعالية والغيبة في-تحبون العاجلة وتذرون الآخرة-والخطاب فيهما ظاهران ومعنى "آمنا" أي آمنا من البرق يوم القيامة أو آمنا من النازع فيه وقوله "حق" كف لأن الحق أبدا يدفع الباطل لأن في أول الجملة حرف الردع وهو-كلا-ومعناه الزجر والكف وأما تمنى فالضمير فيه للمنى إن قريء بالياء على التذكير وإن قريء بالتأنيث فالضمير للنطفة كما أنه في سورة النجم كذلك وهو-من نطفة إذا تمنى-ومعناه تصب وتراق في الرحم وعلا بالضم مفعول علا مقدم عليه أو هو خبره-يمنى-أي ذو علا أي عال بالتذكير
(1093)
سَلاَسِلَ نَوِّنْ (إِ)ذْ رَوَوَا (صَـ)ـرْفَهُ (لَـ)ـناَ وَبَالْقَصْرِ قِفْ (مِـ)ـنْ (عَـ)ـنْ (هُـ)ـدىً خُلْفُهُمْ (فَـ)ـلاَ
سلاسل على وزن دراهم وهو ممنوع من الصرف على اللغة المشهورة ولكنه كتب في المصاحف بألف بعد اللام كما كتب في الأحزاب-الظنونا-و-الرسولا-و-السبيلا-فالمتابعة لخط المصحف اقتضت إثبات تلك الألف في الأحزاب في الوصل ولم يمكن تنوينها لأجل أن كل كلمة منها فيها الألف واللام فالتنوين لا يجتمع معها وأما في-سلاسلا-فأمكن قبوله للتنوين على لغة من يصرف ذلك ، قال أبو علي قال أبو الحسن-سلاسلا-منونة في الوصل والسكت على لغة من يصرف نحو ذا من العرب قال وسمعنا من العرب من يصرف هذا ويصرف جميع ما لا ينصرف وقال هذا لغة الشعراء لأنهم اضطروا إليه في الشعر فصرفوه فجرت ألسنتهم على ذلك وقال مكي حكى الكسائي أن بعض العرب يصرفون كل ما لا ينصرف إلا أفعل منك قال ابن القشيري صرف ما لا ينصرف سهل عند العرب قال الكسائي هو لغة من يجري الأسماء كلها إلا قولهم هو أظرف منك فإنهم لا يجرونه ، قلت القرآن العربي فيه من جميع لغات العرب لأنه أنزل عليهم كافة وأبيح لهم أن يقرءوه على لغاتهم المختلفة فاختلفت القراءات فيه لذلك فلما كتبت المصاحف هجرت تلك القراءات كلها إلا ما كان منها موافقا لخط المصحف فإنه بقي كقراءة-إن هذان-كما سبق ومثل هذا التنوين فإن كتابة الألف في آخر الاسم المنصوب يشعر بالتنوين وقد بينا هذه القاعدة وقررناها في كتاب الأحرف السبعة الملقب بالمرشد الوجيز وقد وجهت هذه اللغة بأنه أصل الكلام وعلة الجمع ضعيفة في اقتضاء منع الصرف بدليل صرف باقي أبنية الجموع وكونه لا نظير له في الآحاد غير مقتض لمنع الصرف بدليل العلم المرتجل الذي لا نظير له في أسماء الأجناس يقاس عليه لا بمنع الصرف وفيه علتان العلمية وكونه لا نظير له وهذا كان أولى بالمانعية لان العلمية مانعة في مواضع بشرطها والجمع غير معروف منه منع الصرف إلا في هذا الموضع المتنازع فيه فهذا الوجه من القياس مقو لهذه اللغة المسموعة ، ووجه آخر قال أبو علي إن هذه الجموع أشبهت الآحاد لأنهم قد قالوا صواحبات يوسف فلما جمع جمع الآحاد المنصرفة جعلوه في حكمها فصرفوها فهذا معنى قوله إذ رووا صرفه لنا وقال الزجاج الأجود في العربية أن لا يصرف سلاسل ولكن لما جعلت رأس آية صرفت ليكون آخر الآى على لفظ واحد ، قلت ادعاء أن سلاسل رأس آية بعيد ولكن الممكن أن يقال المعرف به في القرآن هو اللغة الفصيحة وهو منع صرف هذا الوزن من المجموع بدليل صوامع ومساجد وإنما عدل عن اللغة المشهورة في سلاسل إرادة التناسب لما ذكر معها من قوله-وأغلالا وسعيرا- ، فإن قلت فكان ينبغي على هذا صرف صوامع ومساجد ليشاكلا لفظ-بيع وصلوات-من قوله تعالى-لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد- ، قلت إنما فعل ذلك في المنصوب خاصة لأن المناسبة تحصل فيه وقفا ووصلا فإن المنون بوقف عليه بالألف فكان الرسم الألف دالا على الأمرين أما غير المنصوب فإنه يوقف عليه بالسكون منونا كان أو غير منون فلا حاجة تدعوا إلى صرفه لأجل المناسبة وصلا والمناسبة في الوقف مهمة بل هي العمدة في ذلك بدليل أن جماعة ممن لم ينون في الوصل يثبت الألف في الوقف ونظير هذا الموضع قراءة من قرأ في سورة نوح-ولا يغوثا ويعوقا-بالتنوين لأجل أن قبله-ودا ولا سواعا-وبعده-ونسرا-وهذا تعليل الزمخشري في ذلك فإنه قال لعله قصد الازدواج فصرفهما لمصادفته أخواتهما منصرفات كما قريء-وضحاها-بالإمالة لوقوعه مع الممالات للازدواج هذا قوله هنا ويجيء مثل ذلك في-سلاسلا-وهو وجه سائغ فعدل عن ذلك لما وصل إليه وقال فيه وجهان ، أحدهما أن تكون هذه النون بدلا من حرف الإطلاق ويجري الوصل مجرى الوقف ، والثاني أن يكون صاحب هذه القراءة ممن ضرى برواية الشعر ومرن لسانه على صرف غير المنصرف ، قال الشيخ هذا كلام صدر عن سوء الظن بالقراءة وعدم معرفته بطريقتهم في اتباع النقل ، قلت هذا جواب الوجه الثاني ، وأما الوجه الأول فالتنوين الذي حمله عليه يسمى بتنوين الترنم النائب مناب حرف الإطلاق ولا يستقيم ذلك هنا فإن ذلك التنوين ثابت وقفا وهذا مبدل منه ألف في الوقف وكل تنوين أبدل منه ألف في الوقف فهو تنوين الصرف ولو كان هذا التنوين في كلمات الأحزاب-الظنونا-و-الرسولا-و-السبيلا-لكان تنوين الترنم فإن الألف في الوقف ألف الإطلاق فلتكن النون القائمة مقامه كذلك ولو كان هذا التنوين ثابتا في سلاسل وقفا كما هو ثابت وصلا لأمكن فيه ذلك على أنه لغة ضعيفة أيضا قال أبو الحسن الأخفش لا يجوز في-الظنونا-وشبهه تنوين الأعلى لغة من ينون في القوافي قال ولا تعجبني تلك اللغة لأنها ليست لغة أهل الحجاز ، قلت فكل من نون-سلاسلا-في الوصل وقف عليه بالألف ومن لم ينون وصلا اختلفوا فمنهم من وقف على اللام ساكنة وهو الذي عبر عنه بالقصر وهذا قياس قراءتهم في الوصل وهم حمزة وقنبل بلا خلاف والبزي وحفص وابن ذكوان بخلاف عنهم ومنهم من وقف بألف اتباعا للرسم وهم أبو عمرو وهؤلاء الرواة الثلاثة في وجههم الثاني وتكون ألف الوقف عند هؤلاء ألف الإطلاق كالتي في-الظنونا-وشبهه وعن في قول الناظم من عن اسم كالتي في قول القطامي ، (من عن يمين الجبيا ) ، أي نشأ للواقف بالقصر القصر من جانب هدى خلفهم وفلا من قولهم فلوته أي ربيته أو بمعنى فصل من فلوته عن أمه أي فصلته وفطمته أو بمعنى تدبر من فليت الشعر إذا تدبرته واستخرجت معناه قال الفراء كتبت-سلاسلا-بالألف فأجراها بعض القراء لمكان الألف التي في آخرها ولم يجرها بعضهم وقال الذي لم يجرها العرب تثبت فيما لا يجري الألف في النصب فإذا وصلوا حذفوا الألف قال وكل صواب
(1094)
(زَ)كاَ وَقَوَارِيراً فَنَوِّنْهُ (إِ)ذْ (دَ)نَا (رِ)ضاً (صَـ)ـرْفِهِ وَاقْصُرْهُ فِي الْوَقْفِ (فَـ)ـيْصَلاَ
زكا من تتمة رمز الواقفين بالقصر في سلاسل والكلام في تنوين-كانت قواريرا-والوقف عليها بالألف وبالقصر كما سبق في سلاسلا وزاد الوقف بالألف هنا حسنا كونه رأس آية فلهذا لم يقصره في الوقف إلا حمزة وحده وأجمعوا على ترك صرف الذي في النمل-صرح ممرد من قوارير
(1095)
وَفِي الثَّانِ نَوِّنْ (إِ)ذْ (رَ)وَوْا (صَـ)ـرْفَهُ وَقُلْ يَمُدُّ هِشَامٌ وَاقِفاً مَعْهُمُ وِلاَ
يعني-قوارير من فضة-ولكونه ليس برأس آية لم يقف عليه بالألف ممن لم ينون في الوصل إلا هشام وأما من نونه فوقف عليه بالألف المبدلة من التنوين فلهذا قال واقفا معهم أي مع المنونين وولا بالكسر أي متابعة للرسم فإنه بالألف في أكثر المصاحف كالذي قبله قال الفراء ثبتت الألف في الأولى لأنها رأس آية والأخرى ليس برأس آية فكان ثبات الألف في الأولى أقوى وكذلك رأيتها في مصحف عبد الله بن مسعود وقرأ بها أهل البصرة وكتبوها في مصاحفهم ، كذلك وأهل الكوفة وأهل المدينة يثبتون الألف فيها جميعا وكأنهم استوحشوا أن يكتب حرف واحد في معنى نصب بكتابتين مختلفتين قال وإن شئت أجريتهما جميعا وإن شئت لم تجرهما وإن شئت أجريت الأولى لمكان الألف في كتاب أهل البصرة ولم تجر الثانية إذ لم تكن فيها الألف ، واختار أبو عبيد-سلاسلا-وقواريرا قوارير-كلهن بإثبات الألف والتنوين قال وكذلك هي في مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف ورأيتها في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان بن عفان-قواريرا-الأولى مثبتة والثانية كانت بالألف فحكت ورأيت أثرها بينا هناك وقال الزجاج قرئت-قورير-غير مصروفة وهذا الاختيار عند النحويين ومن قرأ بصرف الأول فلأنه رأس آية وترك صرف الثاني لأنه ليس بآخر آية ومن صرف الثاني أتبع اللفظ اللفظ لأن العرب ربما قلبت إعراب الشيء ليتبع اللفظ اللفظ فيقولون جحر ضب خرب وإنما الخرب من نعت الجحر فكيف بما يترك صرفه وجميع ما يترك صرفه يجوز صرفه في الشعر يعني فأمره في المتابعة أخف من غيره وقال الزمخشري هذا التنوين بدلا من ألف الإطلاق لأنه فاصلة وقد سبق بيان فساد هذا القول ثم قال وفي الثاني لإتباعه الأول وذكر أبو عبيد وغيره أن في مصاحف البصرة الأول بألف والثاني بغير ألف وبعضهم ذكر أن الأول أيضا بغير ألف في بعض المصاحف وهذا هو الظاهر
(1096)
وَعَالِيهِمُ اسْكِنْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ (إِ)ذْ (فَـ)ـشَا وَخُضْرٌ بِرَفْعِ الْخَفْضِ (عَـ)ـمَّ (حُـ)ـلاً (عُـ)ـلاَ
يجوز أن يحرك الميم من عاليهم في البيت بالحركات الثلاثة لضرورة الوزن وإلا فهي ساكنة في لفظ القرآن أو موصولة بواو عند من مذهبه ذلك وإنما لفظ به الناظم على قراءة من أسكن الياء وكسر الهاء وليست الصلة من مذهب من قرأ كذلك فلم يبق أن يكون لفظ به إلا على قراءة إسكان الميم وحينئذ يجوز فتحها بنقل حركة همزة أسكن إليها وكسرها لالتقاء الساكنين على تقدير أن يكون وصل همزة القطع وضمها لأنها حركتها الأصلية عند الصلة فهي أولى من حركة مستعارة يريد-عاليهم ثياب سندس-أي الذي يعلوهم ثياب من سندس فهو مبتدأ وخبر وقراءة الباقين بنصب الياء وضم الهاء وهو حال من قوله-ولقاهم نضرة وسرورا-ومن-وجزاهم بما صبروا-هذا قول أبي علي وأجاز الزجاج أن يكون حالا من الضمير في عليهم أو من الولدان وتبعه الزمخشري في ذلك وزاد وجها آخر وهو أن يكون التقدير رأيت أهل نعيم عاليهم وثياب سندس مرفوع به وقد أجيز أن يكون عاليهم ظرفا كأنه لما كان عال بمعنى فوق أجرى مجراه فهو كقولك فوقهم ثياب وخضر بالرفع صفة لثياب وبالجر صفة لسندس وجاز ذلك وإن كان سندس مفردا وخضر جمعا لما كان السندس راجعا إلى جمع وهو الثياب والمفرد إذا أريد به الجمع جاز وصفه بالجمع نحو-على رفرف خضر وعبقري حسان-ومن هذا الإخبار عن المفرد والجمع نحو ما سبق في قراءة نافع وحمزة-عاليهم ثياب-وعكسه قول الشاعر (ألا إن جيران العشية رابح ) ، وحلا البيت تمييز أو حال أي عمت حلاة أو عم ذا حلاه أخبر عن خضر بأنه عم حلاه وبأنه علا فهما جملتان وقوله برفع الخفض متعلق بأحدهما والله أعلم
(1097)
وَإِسْتَبْرَقَ (حِرْمِيُّ نَـ)ـصْرٍ وَخَاطَبُوا تَشَاءُونَ (حِصْنٌ) وُقِّتَتْ وَاوُهُ (حَـ)ـلاَ
أي ورفع خفض استبرق لهؤلاء ووجه الرفع العطف على ثياب أي وثياب استبرق فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه وقرأ الباقون بالجر عطفا على سندس أي ثياب هذين النوعين فصار في هاتين الكلمتين خضر واستبرق أربع قراءات رفعهما لنافع وحفص خفضهما لحمزة والكسائي خفض خضر ورفع استبرق لابن كثير وأبي بكر عكسه رفع خضر وجر استبرق لأبي عمرو وابن عامر وهو أجود هذه القراءات الأربع واختاره أبو عبيد قال أبو علي هو أوجه هذه الوجوه لأن خضر صفة مجموعة لموصوف مجموع واستبرق جنس أضيف إليه الشاب كما أضيف إلى سندس كما تقول ثيابا خز وكتان ودل على ذلك قوله تعالى في سورة الكهف (ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق) ، وأما-وما تشاءون-بالغيب والخطاب فظاهر وحصنا حال من فاعل خاطبوا أو مفعوله وهو تشاءون جعله مخاطبا لما كان الخطاب فيه أي ذوي حصن أو ذا حصن وقرأ أبو عمرو وحده-وإذا الرسل وقتت-بالواو وهو أصل الكلمة لأنها من الوقت قال الفراء أي جمعت لوقتها يوم القيامة وقال الزجاج جعل لها وقت وأجل للفصل والقضاء بين الأمم وقال أبو علي جعل يوم الدين والفصل لها وقتا كما قال (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين) ، وقال الزمخشري معنى توقيت الرسل أي تبيين وقتهم الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم ، قلت كأنه والله أعلم بعد الوقوف من طول ذلك اليوم ومعاينة ما فيه من الأهوال الواقعة بالسماء والكواكب والجبال وغيرها ووقوع الخلائق في ذلك الكرب العظيم الذي يطلبون الخلاص منه لسرعة الفصل بينهم فيقصدون الرسل لذلك على ما جاء في حديث الشفاعة فحينئذ والله أعلم يبين لهم وقت الفصل بينهم وقوله-لأي يوم أجلت-تعظيم للوقت الذي يقع فيه الفصل والجزاء والمراد باليوم الحين والزمان ولطول يوم القيامة يعبر عن الوقت فيه ثم بين الناظم قراءة الباقين فقال
(1098)
وَبِالْهَمْزِ بَاقِيهِمْ قَدَرْنَا ثَقِيلاً (إِ)ذْ (رَ)ساَ وَجِماَلاَتٌ فَوَحِّدْ (شَـ)ـذاً (عَـ)ـلاَ
، أي همزوا الواو من وقتت فصارت همزة مضمومة وتلك لغة في كل واو مضمومة قالوا في وجوه أجوه وفي وعد أعد واختار هذه القراءة أبو عبيد لموافقة الكتاب مع كثرة قرائها وهي أيضا موافقة لقوله أجلت وثقل نافع والكسائي-فقدرنا-وخفف الباقون لقوله-فنعم القادرون-ووجه التثقيل قوله-من نطفة خلقه فقدره-أجمع على تشديده أي-فنعم القادرون-نحن على تقديره وقيل المخفف والمشدد بمعنى واحد وجمالات جمع جمالة وجمالة جمع جمل كجارة في جمع حجر وقيل جمالات جمع جمال كرجالات في جمع رجال ووجه القراءتين ظاهر ومضى معنى شذا علا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع