إعلانات المنتدى


ابراز المعاني من حرز الاماني (فرش النبأ - الناس)

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
من سورة النبأ إلى سورة العلق
(1099)
وَقُلْ لاَبِثِينَ الْقَصْرُ (فَـ)ـاشٍ وقُلْ وَلاَ كِذَاباً بِتَخْفِيفِ الْكِسَائِيِّ أَقْبَلاَ
أي القصر فيه يريد-لابثين فيها أحقابا-فلابث ولبث من باب حاذر حذر وفاره وفره وقد مضيا في سورة الشعراء ومنه طامع وطمع وقال الزمخشري اللبث أقوى لأن اللابث من وجد منه اللبث ولا يقال لبث إلا لمن شأنه اللبث ، كالذي يجثم بالمكان لا يكاد ينفك منه وقال الفراء أجود الوجهين بالألف يعني لأجل نصب ما بعده لأن إعمال ما كان على وزن فاعل أكثر من إعمال فعل وأما-كذابا-بالتخفيف فمصدر كذب مثل كتب كتابا وبالتشديد مصدر كذب مثل كلم كلاما وفسر فسارا وموضع الخلاف قوله تعالى-لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا-يعني أهل الجنة جعلنا الله منهم لا يسمعون فيها كذبا ولا تكذيبا وقيده الناظم بقوله ولا احترازا من النهي قبله-وكذبوا بآياتنا كذابا-فهو مجمع على تشديده لأن فعله معه وقال الزمخشري فعال في باب فعل كله فاش في كلام فصحاء من العرب لا يقولون غيره وسمعني بعضهم أفسر آية فقال لقد فسرتها فسارا ما سمع بمثله
(1100)
وَفي رَفْعِ يَا رَبُّ السَّموَاتِ خَفْضُهُ (ذَ)لُولٌ وَفِى الرَّحْمنِ (نَا)مِيهِ (كَـ)ـمَّلاَ أي
أي خفض الباء من-رب السموات-للكوفيين وابن عامر وحفص النون من-الرحمن-لعاصم وابن عامر فخفضهما على البدل من ربك ويجوز في-الرحمن-أن يكون صفة أو عطف بيان ومن رفعهما كان على تقدير هو رب السموات الرحمن أو يكون-رب-مبتدأ-والرحمن-خبره أو-الرحمن-نعته أو عطف بيان له -ولا يملكون-خبره ومن غاير بينهما وهو حمزة والكسائي خفضا باء-رب-على البدل ورفع-الرحمن-على الابتداء-ولا يملكون-خبره أو على تقدير هو الرحمن واستئناف لا يملكون وتقدير البيت وخفض الرفع في الرحمن ناقله كملا لأنه كمل الخفض في الحرفين معا يقال نميت الحديث إذا بلغته والله أعلم
(1101)
وَنَاخِرَةً بِالْمَدِّ (صُحْبَتُـ)ـهُمْ وَفي تَزَكَّى تَصَدَّى الثَّانِ (حِرْمِيٌّ) اثْقَلاَ
نخزة وناخزة واحد أي بالية وفي قراءة القصر زيادة مبالغة وفي قراءة المد مؤاخاة رءوس الآي قبلها وبعدها وأما-فقل هل لك إلى أن تزكى-وفي سورة عبس-فأنت له تصدى-فثقل الحرميان الحرف الثاني من الكلمتين وهما الزاي والصاد فهذا معنى قوله الثاني أي ثاني حروفهما والأصل تتزكى وتتصدى بتاءين فمن ثقل أدغم ومن خفف حذف على ما سبق في-تظاهرون-وتقدير حرمي أثقل الحرف الثاني في تزكى وتصدى فقوله الثاني مفعول أثقلا والألف في أثقل يجوز أن تكون للإطلاق وأن تكون ضمير التثنية حملا على لفظ حرمي فإنه مفرد وعلى معناه الآن مدلوله اثنان وألقى حركة همزة أثقلا على تنوين حرمي وحذف الياء من الثان ولم يفتحها وهو مفعول به ضرورة وجاء لفظ الثاني منها ملبسا على المبتديء يظن أن تصدى موضعان الخلاف في الثاني فيهما وإنما ذكر الثاني هنا كقوله ءآلهة كوف يحقق ثانيا أي ثاني حروفه ولأجل أن مراده أثقلا الحرف الثاني في هاتين الكلمتين عدل إلى حرف في عن أن يقول وأن تزكي على لفظ التلاوة والله أعلم
(1102)
فَتَنْفَعُهُ فِي رَفْعِهِ نَصْبُ عَاصِمٍ وَأَنَّا صَبَبْناَ فَتْحُهُ (ثَـ)ـبْتُهُ تَلاَ
الرفع عطف على يذكروا والنصب على أنه جواب الترجي من لعله يزكي كما تقدم من (فاطلع) ، في سورة غافر (وأنا صببنا) ، كسرة على الابتداء وفتحه على أنه بدل من طعامه أي فلينظر إلى أصل طعامه قال أبو علي هو بدل اشتمال لأن هذه الأشياء تشتمل على كون الطعام وحدوثه فهو على نحو (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه) ، (قتل أصحاب الأخدود) بالنار ، (وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره) ، لأن الذاكرة كالمشتمل على المذكور وقال-إلى طعامه-والمعنى إلى كونه وحدوثه وهو موضع الاعتبار وأنا صببنا في البيت مبتدأ وثبته مبتدأ ثان وفتحه مفعول تلا ومعنى ثبته أي ناقله وقارئه الثبت يقال رجل ثبت بسكون الباء أي ثابت القلب ويقال هذا شيء ليس بثبت بفتح الباء أي ليس بحجة والله أعلم
(1103)
وَخَفَّفَ (حَقٌّ) سُجِّرَتْ ثِقْلُ نُشِّرْتْ (شَـ)ـرِيعَةُ (حَقٍّ) سُعِّرَتْ (عَـ)ـنْ (أُ)ولِى (مَـ)ـلاَ
التخفيف في هذه الكلمات الثلاثة والتشديد سبق لها نظائر ولم يبين القراءة المرموزة في سعرت إحالة على ما نص عليه في الحرف قبلها وهو الثقل فهو مثل ما أحال-سكرت-في أول الحجر على ما قبله وهو ورب خفيف والملأ الأشراف والرؤساء يشير إلى أن هذه القراءة مأخوذة عن جماعة أصحاب شيوخ أكابر أخذوها عنهم
(1104)
وَظَا بِضَنِينٍ (حَـ)ـقُّ (رَ)اوٍ وَخَفَّ فِي فَعَدَّلَكَ للْكُوفِي وَ(حَقُّـ)ـكَ يَوْمُ لاَ
الأولى أن نكتب بضنين بالضاد لوجهين ، أحدهما أنها هكذا كتبت في المصاحف الأئمة قال الشاطبي رحمه الله في قصيدة الرسم والضاد في بضنين تجمع البشر ، والثاني أن يكون قد لفظ بالقراءة الأخرى فإن الضاد والظاء ليسا في اصطلاحه ضدين ، فإن قلت فكيف تصح حينئذ إضافة الظاء إلى هذا اللفظ وليس فيه ظاء ، قلت يصح ذلك من جهة أن هذا اللفظ يستحق هذا الحرف باعتبار القراءة الأخرى ولهذا يجوز لك أن تقرأ قوله في سورة النساء-ويا سوف تؤتينهم-عزير بالنون ومعنى بظنين بالظاء من الظنة وهي التهمة أي ما هو بمتهم على ما لديه من علم الغيب الذي يأتيه من قبل الله تعالى ومعناه بالضاد ببخيل أي لا يبخل بشيء منه بل يبلغه كما أمر به امتثالا لأمر الله تعالى وحرصا على نصح الأمة وعلى على هذه القراءة بمعنى الباء وذلك ثابت لغة وقد سبق في شرح قول وليس على قرانه متأكلا ويكون سبب العدول عن الباء إليها استقامة معناها على القراءتين أو كراهة لتكرار الباء لو قيل-بالغيب بضنين-وقال الفراء في تفسير بضنين يقول يأتيه غيب السماء وهو منقوش فيه فلا يبخل به عليكم ولا يضن به عنكم وقيل المعنى إنه جامع لوصفين جليلين وهما الاطلاع على علم الغيب وعدم البخل كما تقول هو على علمه شجاع أي جامع للوصفين واختار أبو عبيد القراءة بالظاء وقال إنهم لم يبخلوه فيحتاج إلى أنه ينفي عنه ذلك البخل إنما كان المشركون يكذبون به فأخبرهم الله تعالى أنه ليس بمتهم على الغيب وجواب هذا أن يقال وصفه الله تعالى بذلك لحرصه على التبليغ وقيامه لما أمر به ولا يتوقف نفي البخل عنه على رميهم إياه به ، فإن قلت إذا كانت الكتابة بالضاد فكيف ساغ مخالفتها إلى الظاء ، قلت باعتبار النقل الصحيح كما قرأ أبو عمرو-وقتت-بالواو مع أن أبا عبيد قد أجاب عن هذا فقال ليس هذا بخلاف الكتاب لأن الضاد والظاء لا يختلف خطهما في المصاحف إلا بزيادة رأس إحداهما على رأس الأخرى قال فهذا قد يتشابه في خط المصحف ويتدانا قال الشيخ صدق أبو عبيد فإن الخط القديم على ما وصف وقال الزمخشري هو في مصحف عبد الله بالطاء وفي مصحف أبي بالضاد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما وإتقان الفصل بين الضاد والظاء واجب ومعرفة مخرجيهما مما لا بد منه للقاريء فإن أكثر العجم لا يفرقون بين الحرفين فإن فرقوا ففرقا غير صواب وبينهما بون بعيد ثم ذكر مخرجيهما على ما سيأتي بيانه في باب مخارج الحروف ثم قال ولو استوى الحرفان لما ثبت في هذه الكلمة قراءتان اثنتان ولا اختلاف بين جبلين من جبال العلم والقراءة ولما اختلف المعنى والاشتقاق والتركيب قلت وقد صنفت مصنفات في الفرق بين الضاد والظاء مطلقا وحصرت كلمات الحرفين ونظم جماعة من شيوخ القراءة ما في القرآن العظيم من الظاءات فيعلم بذلك أن ما عدا ما نظموه يكون بالضاد وقد ذكرت في ذلك فصلا بديعا في مختصر تاريخ دمشق في ترجمة عبد الرزاق بن علي في حرف العين وقوله فعدلك بالتخفيف أي عدل بعضك ببعض فكنت معتدل الخلقة متناسبها فلا تفاوت فيها ، قال عبد الله بن الزبعري قبل إسلامه (وعدلنا ميل بدر فاعتدل ) ، وبالتشديد معناه قومك وحسنك وجعلك معتدلا فهما متقاربان ومعنى البيت خف الكوفي في قراءة فعدلك بالتخفيف ثم قال وحقك-يوم لا-يعني رفع-يوم لا تملك-لأنه بدل من يوم الذي قبله أو على تقدير هو يوم لا تملك والنصب على تقدير تدانون أي تجازون يوم كذا لأن لفظ الدين بدل عليه أو بإضمار أعني أو على تقدير اذكر وقيل بدل من-يوم الدين-الذي بعد-يصلونها-وقيل ومبنى لإضافته إلى لا كما تقدم في مثل ما فيجوز على هذا أن تكون على ما تقدم من وجهي الرفع ووجوه النصب قال الشيخ وقوله وحقك يوم لا أضاف يوم إلى لا لأن اليوم مصاحب لها ، قلت لا حاجة إلى هذا الاعتذار فإنه حكاية لفظ القرآن وقيدها بذلك احترازا من ثلاثة قبلها مضافة إلى الدين
(1105)
وَفِي فَاكهِينَ اقْصُرْ (عُـ)ـلاً وَخِتاَمُهُ بِفَتْحٍ وَقَدِّمْ مَدَّهُ (رَ)اشِداً وَلاَ
، فاكهين وفكهين واحد المد والقصر كما سبق في لابثين ولبثين وفارهين وفرهين أي انقلبوا معجبين متنعمين متلذذين فرحين ، وأما-ختامه مسك-فقرأه الكسائي بفتح الخاء وقدم الألف على التاء فصار خاتمه كما قرأ عاصم وخاتم النبيين-قال الفراء الخاتمة والختام متقاربان في المعنى إلا أن الخاتم الاسم والختام المصدر قال أبو علي خاتمه آخره وختامه عاقبته والمراد لذاذة المقطع وذكاء الرائحة وأرجها مع طيب الطعم وعن سعيد بن جبير ختامه آخر طعمه وقوله ولا بفتح الواو أي ذا ولاء أي نصر لهذه القراءة لأن أبا عبيد كرهها وقال حجة الكسائي فيها حديث كان يرويه عن علي ولو ثبت عن علي لكان فيها حجة ولكنه عندنا لا يصح عنه قلت قد أسند الفراء في كتاب المعاني عن علي وعلقمة فقال حدثني محمد بن الفضل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن علي أنه قرأ خاتمه مسك قال وحدثنا أبو الأحوص عن أشهب بن أبي الشعثا المحاربي قال قرأ علقمة بن قيس خاتمة مسك وقال أما رأيت المرأة تقول للعطار اجعل لي خاتمه مسكا تريد آخره وتفسيره أن الشارب يجد آخر كأسه ريح المسك والله أعلم
(1106)
يُصَلَّى ثَقِيلاً ضمَّ (عَمَّ رِ)ضاً (دَ)نَا وَبَا تَرْكَبَنَّ اضْمُمْ (حَـ)ـياً (عَمَّ نُـ)ـهَّلاَ
ضم فعل ما لم يسم فاعله في موضع الحال أيضا أي مضموم الياء وعم خبر يصلى أي عم رضاه أو ذا رضى وقراءة الباقين يصلى سعير مضارع صلى كما قال تعالى-سيصلى نارا-ثم قال اضمم باء-لتركبن طبقا-ذا حيا ولحيا بالقصر الغيث ونهلا جمع ناهل وهو الشارب أي مشبها حيا عام النفع وهو خطاب للإنسان فهو يفتح الباء على اللفظ وبضمها لأن المراد بالإنسان المخاطب الجنس ومعنى-طبقا عن طبق-أي حالا بعد حال من شدائد أحوال القيامة وأهوال مواقفها قيل هي خمسون موقفا كل حالة منها مطابقة للأخرى في الشدة والهول وقيل غير ذلك والله أعلم ، وفي نظم هذا البيت نظر في موضعين أحدهما يصلى فإنه لم ينص على فتح الصاد ولا سكونها والثاني قوله وبا-تركبن-ولم يقيد لفظ الباء بما تتميز به من التاء وكلمة تركبن فيها الحرفان وكل واحد منهما قابل للخلاف المذكور وكان يمكنه أن يقول ، (يصلى بيصلى عم دم رم وتركبن بالضم قبل النون حز عم نهلا)
(1107)
وَمَحْفُوظٌ اخْفِضْ رَفْعَهُ (خُـ)ـصَّ وَهْوَ فِي الْمَجِيدِ (شَـ)ـفَا وَالْخِفُّ قَدَّرَ (رُ)تِّلاَ
الخفض نعت للوح وهو موافق لما يطلقه الناس من قولهم اللوح المحفوظ قرأه نافع بالرفع جعله صفة لقرآن في قوله-بل هو قرآن مجيد-أي هو قرآن مجيد محفوظ في لوح والضمير في قوله هو للخفض أي اخفض رفع-ذو العرش المجيد-فيكون نعتا للعرش ورفعه على أنه خبر بعد ثلاثة أخبار لقوله-وهو الغفور-والتخفيف والتشديد في-قدر فهدى-سبق مثله في-والمرسلات-قوله والخف على تقدير وذو الخف وقدر عطف بيان له أو يكون قدر مفعول والخف نحو الضرب زيدا أعلم
(1108)
وَبَلْ يُؤْثِرُونَ (حُـ)ـزْ وَتَصْلى يُضَمُّ (حُـ)ـزْ (صَـ)ـفَا يُسْمَعُ التَّذْكِيرُ (حَقٌّ) وَذُو جِلاَ
الغيب والخطاب في تؤثرون ظاهران وكذلك-تصلى نارا-بضم التاء وفتحها وتأنيث-لاغية-غير حقيقي فجاز تذكير الفعل المسند إليها وهو يسمع هذا على قراءة من رفعها وأما من نصبها على المفعولية ففتح التاء من تسمع على ما يأتي وقوله وذو جلا أي جلاء بالمد بمعنى انكشاف وظهور وهو تتمة للبيت والرمز حق وحده
(1109)
وَضَمَّ (أَ)ولُوا (حَقٍّ) وَلاَغِيَةٌ لَهُمْ مُسَيْطِر اشْمِمْ (ضَـ)ـاعَ وَالْخُلْفُ (قُـ)ـلِّلاَ
يعني ضم التاء من تسمع نافع وضم الياء ابن كثير وأبو عمرو فالمجموع ضم أول يسمع ولاغية لهم بالرفع لأن تسمع على قراءة الثلاثة فعل ما لم يسم فاعله وإن كان أوله مختلفا فيه بينهم دائرا بين التاء والياء وقراءة الباقين بتاء الخطاب أي لا تسمع أنت وأيها السامع فيها لاغية فإن قلت من أين علم ذلك وهو إنما ذكر التذكير فضده التأنيث وهو حاصل في قراءة نافع أما قراءة غيره فبالخطاب ، قلت لما اشتركوا مع نافع في القراءة بالتاء وإن اختلف مدلولها تأنيثا وخطابا تجوز في أن جعل قراءتهم ضدا للتذكير فهو كما سبق في-ولتستبين-في سورة الأنعام ويجوز أن تكون التاء في قراءة الجماعة للتأنيث أيضا على أن يكون فاعلها ضميرا عائدا على الوجوه في قوله تعالى-(وجوه يومئذ ناعمة)-أي لا تسمع تلك الوجوه فيها لاغية وقوله أولوا حق أي أصحاب حق وأما-لست عليهم بمصيطر-فاشم الصاد زايا خلف كما فعل في الصراط وفي المصيطرون في الطور وعن خلاد في ذلك خلاف ولكون هذه القراءة قد عرفت لخلف وخلاد من سورتي الفاتحة والطور أطلق الإشمام ولم يبين أنه بالزاي فيحمل هذا المطلق على ذلك المقيد ومعنى ضاع فاح وانشر والخلف قللا لأن من المصنفين من لم يذكر لخلاد إلا أحد الوجهين إما الصاد الخالصة كالجماعة وإما الإشمام مثل خلف فذكر الخلاف قليل
(1110)
وَبِالسِّينِ (لُـ)ـذْ وَالْوَتْرِ بِالْكَسْرِ (شَـ)ـائِعٌ فَقَدَّرَ يَرْوِي اليَحْصَبْيُّ مُثَقَّلاَ
أي وقرأ بمصيطر بالسين هشام وحده على أصل الكلمة والباقون بالصاد وتعليل هذه القراءات كما سبق في الصراط والوتر بكسر الواو وفتحها لغتان قال أبو عبيد وبكسر الواو نقرؤها لأنها أكثر في العامة وأفشى ومع هذا إنا تدبرنا الآثار التي جاء فيها ذكر وتر الصلاة فوجدناها كلها بهذه اللغة لم نسمع في شيء منها الوتر يعني بالفتح قال والمعنى فيهما واحد إنما تأويله الفرد الذي هو ضد الشفع وقال مكي وغيره الفتح لغة أهل الحجاز والكسر لغة بني تميم ، وأما-فقدر عليه رزقه-فالتخفيف والتشديد فيه لغتان وهو بمعنى ضيق والتخفيف أكثر في القرآن
(1111)
وَأَرْبَعُ غَيْبٍ بَعْدَ بَلْ لاَ (حُـ)ـصُولُهاَ يَحُضُّونَ فَتْحُ الضَّمِّ بِالْمَدِّ (ثُـ)ـمِّلاَ
أي وأربع كلمات تقرأ بالغيبة ثم بين مواضعها فقال حصولها بعد لفظ-بل لا-يريد-كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحضون-وتأكلون-وتحبون-انفرد أبو عمرو بقراءة الغيب والباقون بالخطاب ووجهها ظاهر وقرأ الكوفيون-تحاضون-من المحاضة أي يحض بعضكم بعضا وأصلها تتحاضون فحذفت التاء الثانية كما في نظائره ومعنى ثملا أي أصلح أي فتح ضمه أصلح بالمد لأنه لا يستقيم إلا به ويعني بفتح الضم فتح الحاء المضمومة من تحضون في قراءة الباقين
(1112)
يُعَذِّبُ فَافْتَحْهُ وَيُوثِقُ (رَ)اوِياً وَيَاءان فِي رَبِّي وَفُكَّ ارْفَعَنْ وِلاَ
يعني فتح ذال يعذب وثاء يوثق على بناء الفعلين للمفعول والهاء في عذابه للإنسان على قراءة الكسائي هذه وقراءة الباقين بكسرهما على بناء الفعلين للفاعل وهو أحد والهاء في عذابه عائدة على الله تعالى أي هو متولي الأمور كلها لا معذب سواه أي إن عذاب من يعذب في الدنيا ليس كعذاب الله ويجوز أن يكون الها عائدة على الإنسان أيضا واختاره الشيخ أبو عمرو ليفيد المعنى زيادة عذاب هذا الإنسان على غيره وإذا عاد الضمير إلى الله تعالى لم يفد هذا المعنى بخلاف قراءة الفتح فإن على كلا التقديرين يحصل هذا المعنى فإن الهاء إن عادت على الإنسان فظاهر على ما سبق وإن عادت على الله تعالى كان المعنى لا يعذب أحد مثل تعذيب الله تعالى لهذا الإنسان واختار أبو عبيد قراءة الفتح وأسند فيها حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مع صحة المعنى فيها لأن تفسيرها لا يعذب عذاب الكافر أحد ومن قرأ بالكسر فإنه يريد لا يعذب عذاب الله عز وجل أحد قال وقد علم المسلمون أنه ليس يوم القيامة معذب سوى الله تعالى فكيف يكون لا يعذب أحد مثل عذابه وأراد بقوله وياءان في ربي أن هذا اللفظ الذي هو ربي تكرر في هذه السورة في موضعين ففيه ياءان من ياءات الإضافة يريد-ربي أكرمن-و-ربي أهانن-فتحهما الحرميان وأبو عمرو وفيها أربع زوائد تقدم نظمها في آخر سورة تبارك-يسر-أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو وفي الحالين ابن كثير-بالواد-أثبتها في الوصل ورش وفي الوقف ابن كثير على اختلاف عن قنبل أكرمن وأهانن أثبتهما في الوصل نافع وأبو عمرو على اختلاف عنه وفي الوقف البزي والنون في قوله ارفعن نون التوكيد الخفيفة التي تبدل ألفا في الوقف ومثلها في القرآن-لنسفعن بالناصية-و-ليكونا من الصاغرين-وولا بالكسر أي متابعا فهو مفعول من أجله أو التقدير ذو ولاء فيكون حالا وليست الواو فاصلة فإن المسألة لم تتم بعد أي ارفع الكاف من قوله تعالى في سورة البلد-(فك رقبة)-لمن يأتي ذكره ثم ذكر ما يفعله هذا الرافع في رقبة فقال
(1113)
وَبَعْدَ اخْفِضَنْ وَاكْسِرْ وَمُدَّ مُنَوِّناً مَعَ الرَّفْعِ إِطْعَامٌ (نَـ)ـداً (عَمَّ فَـ)ـانْهَلاَ
النون في اخفضن للتوكيد أيضا يريد اخفض الكلمة التي بعد فك وهي رقبة فهي مخفوضة بإضافة فك إليها لأن فك بعد أن كان فعلا ماضيا في القراءة بفتح الكاف صار برفعها اسما مضافا إلى رقبة وقوله واكسر يعني همزة إطعام والمد زيادة ألف بعد العين والتنوين مع الرفع في الميم فيبقى إطعام معطوفا على فك فهما اسمان في هذه وفي الأخرى هما فعلان ماضيان فقوله إطعام مفعول اكسر ومد أي افعل فيه الكسر والمد والتنوين والرفع وقوله ندا أي ذا نداء وقوله عم فانهلا أراد فانهلن فأبدل من النون ألفا أي فاشرب يقال منه نهل بكسر الهاء ينهل فوجه هذه القراءة أنها تفسير للعقبة والتقدير هي فك رقبة أو إطعام وعلى قراءة الباقين يكون فك رقبة بدلا من-فلا اقتحم-وما بينهما اعتراض كما قيل في يوم لا تملك المنصوب أنه بدل من يوم الدين وقد اعترض بينهما جمل في ثلاث آيات
(1114)
وَمُؤْصَدَةٌ فَاهْمِزْ مَعاً (عَـ)ـنْ (فَـ)ـتىً (حِـ)ـمىً وَلاَ (عَمَّ) فِي وَالشَّمْسِ بِالْفاَءِ وَانْجَلاَ
معا يعني في سورتي البلد والهمز والهمز في مؤصدة وتركه لغتان وقد تقدم الكلام فيها في باب الهمز المفرد ومعنى مؤصدة مطبقة وقوله عن فتى أي ناقلا له عن فتى حماه وأما-ولا يخاف عقباها-في سورة والشمس فقرأها نافع وابن عامر بفاء موضع الواو على ما في المصحف المدني والشامي وهو عطف على ما قبله من الجمل المعطوفات بالفاء فقال لهم-فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها-وقرأ الباقون بالواو على ما في مصاحفهم وهي واو الحال أي فسواها غير خايف والضمير في ولا يخاف يرجع إلي من رجع إليه الضمير في فسواها وقيل يرجع إلى الرسول وقيل يرجع إلى العاقل وقراءة الفاء ترد هذه القول ومعنى فدمدم عليهم أرجف بهم وقيل أطبق العذاب عليهم والضمير في فسوها للدمدمة أو لآية ثمود أي فسوى الدمدمة بينهم أو فسواهم في ذلك لم يفلت منهم أحدا فقول الناظم ولا مبتدأ وعم خبره أي ولا في والشمس عم بالفاء وأنجلا أي كفا
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: ابراز المعاني من حرز الاماني (فرش النبأ - الناس)

من سورة العلق إلى آخر القرآن
(1115)
وَعَنْ قُنْبُلٍ قَصْراً رَوَى ابْنُ مُجاَهِدِ رَآهُ وَلَمْ يَأْخُذْ بِهِ مُتَعَمِّلاَ
قصرا مفعول روى ورآه مفعول قصرا لأنه مصدر أي روى ابن مجاهد عن قنبل قصرا في هذه الكلمة وهي-أن رآه استغنى-فحذف الألف بين الهمزة والهاء وابن مجاهد هذا هو الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس ابن مجاهد شيخ القراء بالعراق في وقته وهو أول من صنف في القراءات السبع على ما سبق بيانه في خطبة هذا الكتاب وأوضحناه في كتاب الأحرف السبعة وقد ذكرت من أخباره في ترجمته في مختصر تاريخ بغداد ومات رحمه الله سنة أربع وعشرين وثلاث مائة وقد ضعف بعضهم قراءته على قنبل وقال إنما أخذ عنه وهو مختلط لكبر سنه على ما ذكرناه في ترجمة قنبل في الشرح الكبير لهذه القصيدة وقال ابن مجاهد في كتاب السبعة له قرأت على قنبل أن رآه قصرا بغير ألف بعد الهمزة في وزن رعه قال وهو غلط لا يجوز إلا رآه في وزن رعاه ممالا وغير ممال فهذا معنى قول الناظم ولم يأخذ به لأنه جعله غلطا ومعنى متعملا أي عاملا يقال عمل واعتمل وتعمل فيجوز أن يكون حالا من ابن مجاهد وهو ظاهر ويجوز أن يكون مفعولا به أي لم يأخذ به على أحد قرأ عليه والمتعمل طالب العلم الآخذ نفسه به يقال تعمل فلان لكذا وسوف أتعمل في حاجتك أي أتعني وهذا كالمتفقه والمتنسك أي لم يطالب أحدا من تلامذته بالقراءة به وهذه العبارة غالبة في ألفاظ شيوخ القراء يقول قائلهم به قرأت وبه آخذ أي وبه أقريء غيري ، وقال الشيخ الشاطبي رحمه الله فيما قرأته بخط شيخنا أبي الحسن رحمه الله رأيت أشياخنا يأخذون فيه بما ثبت عن قنبل من القصر خلاف ما اختاره ابن مجاهد ، وقرأت في حاشية النسخة المقروءة على الناظم رحمه الله زعم ابن مجاهد أنه قرأ بهذا عليه أي على قنبل ورده ورآه غلطا هكذا في السبعة ولم يتعرض في الكتاب له لما علم من صحة الرواية فيه قال وإذا صح تصرف العرب في رأيا لقلب ويحفظ الهمزة فكيف ينكر قصر الهمزة إذا صحت به الرواية ، وقال الشيخ في شرحه وكذلك رواه أبو عون يعني محمد بن عمر الواسطي عن قنبل والرواية عنه صحيحة وقد أخذ له الأئمة بالوجهين وعول صاحب التيسير على القصر يعني لأنه لم يذكر فيه غير فإنه قال قرأ قنبل-أن رآه-بقصر الهمزة والباقون بمدها وقال في غيره وبه قرأت وأثبت بن غلبون وأبوه الوجهين واختار إثبات الألف قال الشيخ وهي لغة في رآه ومثله في الحذف قول رؤبة وصاني العجاج فيما وصني قال وما كان ينبغي لابن مجاهد إذا جاءت القراءات ثابتة عن إمام من طريق لا يشك فيه أن يردها لأن وجهها لم يظهر له وقد سبق في-حاشا-ذكر هذا الحذف ونحوه وإذا كانوا يقولون لا أدر من المستقبل الذي يلبس الحذف فيه قراءة أولى ، قلت وأنشدني الشيخ أبو الحسن رحمه الله لنفسه بيتين بعد هذا البيت حالة قراءتي لشرحه عليه في الكرة الأخيرة التي لم نقرأ عليه بعدها ، (ونحن أخذنا قصره عن شيوخنا بنص صحيح صح عنه فبجلا) ، (ومن ترك المروي من بعد صحة فقد زل في رأي رآى متخيلا) ، قلت لعل ابن مجاهد رحمه الله إنما نسب هذا إلى الغلط لأخذه إياه عن قنبل في زمن اختلاطه مع ما رأى من ضعف هذا الحذف في العربية لأنه وإن جاء نحوه ففي ضرورة شعر أو ما يجري مجرى ذلك من كلمة كثر دورها على ألسنتهم فلا يجوز القياس على ذلك وقد صرح بتضعيف هذه القراءة جماعة من الأئمة قال أبو علي إن الألف حذفت من مضارع رأى في قولهم ، (أصاب الناس جهد ولو تر أهل مكة ) ، فهلا جاز حذفها أيضا من الماضي ، قيل إن الحذف لا يقاس عليه لا سيما في نحو هذا إن كان على غير قياس ، فإن قلت فقد جاء-حاشا لله-يكون إلا فعلا لأن الحرف لا يحذف منه وقال رؤبة فيما وصني قيل إن ذلك في القلة بحيث لا يصار يسوغ القياس عليه ومما يضعفه إن الألف ثبتت حيث تحذف الياء والواو ألا ترى أن من قال-إذا يسر-فحذف الياء في الفاصلة لم يحذف من نحو-والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى-وقال مكي هو بعيد في القياس والنظر والاستعمال هذا مع كونه علل هذه القراءة بخمس علل كلها ضعيفة ومن أغربها أن الألف حذفت لأجل الساكن بعد الهاء ولم يعتد بالهاء حاجزا ولو كان ذلك مسوغا هذا لكان في قراءة الجماعة أولى فإنهم لم يعتدوا بالهاء حاجزا في امتناعهم في صلة هاء الكتابة لأجل الساكن قبلها على ما سبق في بابه والله أعلم
(1116)
وَمَطلَعِ كَسْرُ اللاَّمِ (رَ)حْبٌ وَحَرْفَي الْبَرِيَّة فَاهْمِزْ (آ)هِلاً (مُـ)ـتَأَهِّلاَ
يريد-حتى مطلع الفجر-كسر لامه رحب أي واسع أي لم تضق وجوه الفربية عن توجيهه خلافا لمن استبعده ووجهه أنه قد جاء في أسماء الزمان والمكان مفعل بكسر العين فما مضارعه يفعل بضمها أسماء محصورة وهذا منها نحو المشرق والمغرب والمسجد ومنها ما جاء فيه الوجهان نحو المنسك والمسكن والمطلع وقد قريء بهما في هذه الثلاثة فالمفتوح والمكسور المراد بهما زمن الطلوع ومنهم من جعلهما مصدرين فاحتاج إلى تقدير أي حذف مضاف إلى زمن طلوع الفجر إذا قدرنا هما اسمي زمان لم تحتج إلى هذا والزجاج جعل المفتوح مصدرا والمكسور اسم زمان وهمز البرية هو الأصل لأنها من برأ الله الخلق ومن لم يهمزها فإما أن يكون خفف الهمز كما تقدم في النبيء وهو الأولى أو يكون مأخوذا من البرأ وهو التراب فلا همز فيه ولكن قراءة الهمز ترد هذا الوجه قال أبو علي البرية من برأ الله الخلق فالقياس فيه الهمز إلا أنه مما ترك همزه كقولهم النبي والذرية والخابية في أنه ترك الهمز فالهمز فيه كالرد إلى الأصل المتروك في الاستعمال كما أن من همز النبي كان كذلك وترك الهمز فيها أجود وإن كان الأصل الهمز لأنه لما ترك فيه الهمز صار كرده إلى الأصول المرفوضة مثل ضننوا وما أشبه ذلك من الأصول التي لا تستعمل قال قال وهمز من همز البرية يدل على فساد قول من قال إنه من البراء الذي هو التراب ألا ترى أنه لو كان كذلك لم يجز همز من همز على حال إلى على وجه الغلط كما حكوا امتلئت الحجر ونحو ذلك من الغلط الذي لا وجه له في الهمز والفاء في قوله فاهمزه زائدة وحرفي البرية مفعول باهمز واهلا متأهلا حالان من فاعل اهمز ومعنى آهلا ذا أهل من قولهم أهل المكان إذا كان له أهل ومكان مأهول فيه أهله وقد أهل فلان بفتح الهاء يأهل بضمها وكسرها أهولا أي تزوج وكذا تأهل فيكون دعاء له أي اهمزه مزوجا إن شاء الله تعالى في الجنة نحو اذهب راشدا أو اهمزه كائنا في جماعة يريدونه وينصرونه أي لست منفردا بذلك وإنما قال ذلك إشارة إلى خلاف من يرد الهمز في هذا ومعنى متأهلا أي متصديا للقيام بحجته محصلا لها أي لك أهلية ذلك وقال الشيخ آهلا حال من مفعول اهمز ويشكل عليه أن مفعول اهمز مثنى والحال مفردة ونافع مذهبه همز النبي والبرية معا ووافقه ابن ذكوان على همز البرية فقط فقد صار همز البرية له أهل أكثر من أهل الهمز في النبي وبابه والله أعلم
(1117)
وَتَا تَرَوُنَّ اضْمُمْ في الأُولَى (كَـ)ـمَا (رَ)سَا وَجَمَّعَ بِالتَّشْدِيدِ (شَـ)ـافِيهِ (كَـ)ـلاَ
يعني لترون الجحيم فالضم من أرى والفتح من رآى ولا خلاف في فتح الثاني و هو لترونها وجمع مالا بالتخفيف والتشديد واحد وفي لفظ التشديد موافقة لقوله وعدده وقيل التشديد لما يكون شيئا بعد شيء والتخفيف لما يجمع في قرب وسرعة كقوله تعالى-(ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا)-وقد جاء التخفيف بمعنى التشديد وهو لما يجمع شيئا بعد شيء كقوله ولها بالماطرون إذا أكل النمل الذي جمعا والنمل لا يجمع ما يدخره في وقت واحد وكذلك الظاهر من أداء الحرب في قول الأعشى ، (لأمر يجمع الأداة لريب الدهر لا مسند ولا زمال) ، ذكر ذلك أبو علي المسند بفتح النون الدعى والزمال الجبان وقوله في أولى أي في الكلمة الأولى ورسا بمعنى ثبت واستقر
(1118)
(وَصُحْبَةٌ) الضَّمَّيْنِ فِي عَمَدٍ وَعَوْا لإِيلاَفِ بِالْيَا غَيْرُ شَامِّيهِمْ تَلاَ
وعوا أي حفظوا الضمين في هذه العلة وهما ضم العين والميم والباقون بفتحهما وكلاهما جمع عمود وقد أجمعوا على الفتح في-بغير عمد-في الرعد ولقمان وأما-لإيلاف قريش-فقراءة ابن عامر بحذف الياء وكلتا القراءتين مصدر وهما لغتان يقال آلف إيلافا وألف الآفا فمن الأول قول ذي الرمة من المؤلفات الرهل أما حره ومن الثاني ما أنشده أبو علي ، (زعم أن إخواتكم قريش لهم إلف وليس لكم إيلاف) ، وقراءة ابن عامر حسنة فإن فيها جمعا بين اللغتين باعتبار الحرفين فإن الثاني بالياء بغير خلاف وهو معنى قوله
(1119)
وَإِيلاَفِ كُلٌّ وَهْوَ في الْخَطِّ سَاقِطٌ وَلِى دِينِ قُلْ في الْكَافِرِينَ تَحَصَّلاَ
أي وكلهم أثبت الياء في الحرف الثاني وهو إيلافهم رحلة وهذه الياء ساقطة في خط المصحف والأولى ثابتة والألف بعد اللام فيهما ساقطة وصورتهما لإيلف قريش الفهم فأجمعوا على قراءة الثاني بالياء وهو بغير ياء في الرسم واختلفوا في الأول وهو بالياء وهذا مما يقوي أمر هؤلاء القراء في اتباعهم فيما يقرءونه النقل الصحيح دون مجرد الرسم وما يجوز في العربية وقد روى حذف الياء من الثاني أيضا وفي سورة الكافرين ياء إضافة وهي ولي دين فتحها نافع وهشام وحفص والبزي بخلاف عنه وأسكنها الباقون
(1120)
وَهَا أَبِي لَهْبٍ بِالإِسْكَانِ (دَ)وَّنُوا وَحَمَّالَةُ المَرْفُوعُ بِالنَّصْبِ (نُـ)ـزِّلاَ
أي أثبتوا هاءه بالإسكان لابن كثير وفتحها الباقون ولعلهما لغتان كالنهر ولم يختلفوا في فتح الهاء من قوله تعالى-ذات لهب-وكذا ولا يغني من اللهب قال أبو علي هذا يدل على أنه أوجه عن الإسكان وقال الزمخشري الإسكان في أبي لهب من تغيير الأعلام كقولهم شمس بن مالك بالضم ، قلت وفي الإسكان مغايرة بين اللفظين في الموضعين وخفف العلم بالإسكان لثقل المسمى على الجنان والاسم على اللسان وحمالة الحطب بالرفع صفة وامرأته وفي جيدها الخبر أو هما خبران لها إن كانت مبتدأ وإن كانت عطفا على ضمير سيصلى تعين حمالة الحطب للصفة وكان في جيدها في موضع الحال أو خبرا ومبتدأ جملة مستأنفة ونصب حمالة الحطب على الذم والشتم قال الزمخشري وأنا استحب هذه القراءة وقد توسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميل من أحب شتم أم جميل قلت حمالة الحطب اسمها أم جميل عليها وعلى أبي لهب لعنة الله
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع