[align=center]حبيبي يا رسولَ الله
شعر :السـيد جـلال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
أذانُ الفجرِِ أيقظني وما أحلى صلاةَ الفجر
وبعدَ الفجرِ في حُلمي رأيتُ جمالَ أهلِ الطُهرْ
دخلتُ حدائقَ الرُسْلِ الـــــكرامِ متيمًا بالذِكرْ
.........................
فشاهدتُ"المسيحَ" يرتِــــــلُ القرآنَ ترتيلا
وتكتبه عصى "موسى" على الأكوان تنزيلا
ويشرحهُ رسولُ اللــــــهِ إجمالاً وتفصيلا
حبيبي يا رسولَ اللهْ
رأيتُكَ بين رُسْلِ اللــــه ِ منزعجاً وغضبانا
وبعضُهمُ بكَى ألماً وكانَ الكُلُّ حَـزْنانا
أَأرْضُ اللهِ مفْسدةٌ وصارَ الإنسُ شيطانا؟
حبيبي يا رسولَ اللهْ
يشُقُ عليكَ حالُ المُســــلمينَ وظُلمةُ السبلِ
هوانُهُمو بأعيُنِهمْ وما أبقَى على رَجُلِ
ولو يَبـْدُو لهم أمـلٌ فزيفٌ صورةُ الأملِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
وبين الضيقِ والفرجِ ارْ تحـالاتٌ وأحمــالُ
نسافرُ في متاهـاتٍ فراحـلةٌ وحمــالُ
نواجهُ مـا نواجهُ،لا يلمُ الجـرحَ ترحـالُ
...............
فتلك طبيـعةُ الدنيا مُداولةٌ وإِحْـــلالُ
فمنذُ متى لها قلبٌ لكي يبقىَ لها حـالُ
فحبُكَ شاغِلي أبداً وحبُ الناسُ أحْـوالُ
حبيبي يا رسول اللهْ
وكلُ تُرابِ كوكبِنا على وعدٍ معَ النورِ
فميلادُ الحبيبِ بدا يةُ الإِشراقِ والنـورِ
مضَى الليلُ الجهولُ بأهــلهِ كشهادةِ الـزورِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
إِذِ الأطفالُ في شِبعٍ حُرِمتَ الأبَّ لمْ تنمِ
لأنكَ مَنْ يخلِصُهمْ مِنَ الأصفادِ والنِـقَمِ
سُقِيْتَ الحُزنَ قبلهُمُ ومـُرَ اليـتمِ والألمِ
...................
يتيماً كنتَ،والأيتـا مُ في لهفٍ إلى الحبِ
وكُنتَ الحبَ مُزْدهِراً رقيقَ الحـسِ والقلبِ
فكلُ الخلقِ أيتـامٌ بِغَيرِ هُداكَ في الدربِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
"حليمةُ"*أبشرِي برضِيــعكِ الهادِي من العبثِ
يُقلُ المؤمنين وينـــــقذُ الغَرْقىَ على رَمَثِ
"بَحِيرَى"*شاهدٌ" و"حِــراءُ" للميـلادِ والبَعـْثِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
وقد صِرْنا عراةً حيــــثُ يجرحُ عُرْيُنا البيْتَ
تقولُ"حليمةُ": لم تبـْــــكِ جُوعاً ، أو تأذَّيتَ
ولم تصرخْ بكياً قَـــــطُّ إلاَّ لـو تعـرَّيـتَ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
أراكَ على طريقِ النـُّـــورِ إذْ قد مالَ حيّـاكَ
فتحضنُهُ بنُورِ الحـــــقِّ ينْبُعُ من مُحَيَّـاكَ
حبيبَ اللهِ،قد أحيـا بـكَ الدُّنيا وأحيـاكَ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
حُرِمْتَ بنِيكَ* لم ترَهُمْ زُهُورا ًيُقبِلونَ عليكْ
وكُنْتَ صغيرَ حُزْنٍ قبــلَها،وحُرِمْتَ من أبويكْ
لحكْمتِهِ حُرِمْتَهُمُـو وحَسْبُكَ هُوُ يَشُدُّ يَدَيكْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
تزَيَّنْتِ السَّماءُ وسبـَّ حَتْ بالنَّجمِ والقَـمَرِ
ومبتهجاً تطالعُ نورَ ها في المهدِ لا تدري
بأنَّكَ سَوْفَ تَصْعدُها بسُرْعَةِ مُنْتَهَى النَّظَرِ
..................
تأمَّلتَ السَمَاواتِ الـــــعُلا ما كُنْتَ صُوفيَّاً
ولا بهدايةِ الناسِ انــْــشَغلتَ وكنتَ معْـنيَّا
ولا شَرَفُ النُّبُّوةِ كُنــْــتَ تَحْسَبُهُ دنا شيـَّا
حبيبي يا رسول الله
وَلِلأوْثانِ لمْ تنظـرْ وإنْ سجدوا لها وبكوا
ولا ذُقْتَ الخمورََ كما رجالٍ.. عفةً وسُمُو
فسُكْرُكَ زائدٌ سُكْرًا بِشَوقِكَ طَالّـَما تَدْنُـو
.......................
فمِنْ طِفـْلٍ يَتِيمٍ لا أنيسَ لهُ سِوَى الرَّبِّ
فشابٍّ صالحٍ يرْعَى الشِّياهَ فتاجِرٍ نُجُـبِ
فَمُخْتَلِيا ليعْبُدَ ربــَّـــهُ مُتأمِّـلاً فنَــبِي
.......................
خَلَوْتَ إلى حبيبكَ في ظـلامِ الغارِ*تَعْبُـدُهُ
فأَضْحَى الغارُ أنواراً تلفُّ الكونَ تُسْعِـدُه
ومَقْصِدَ مَنْ بغَى التَّقْوَى وأرضُ اللهِ مسْجِدُهُ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
عبدتَّ اللهَ قبلَ الوَحْـــــِي ما نُبِّئْتَ بالوحْيِ
ظَننْتَ الموتَ قدْ واتا كَ ما أصبَحْتَ كالحَيِي
إذا"جبريلُ"*في لهفٍ يَضُمُّك ضََمَّةَ المُحْيِي
........................
قَرأْتَ وما قَرأْتَ إذا يقولُ لكَ "الأمينُ" اقرأْ
وَوَحيُكَ لم يزلْ يُقرِيـــكَ حتَّى كُنْتَ ما يقرأْ
وباتَ النُّورُ موصُولاً قرا مَنْ شاءَهُ يقرأْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
مَضَى وقْتٌ لأمْرِ الوحــي كُنْتَ هناك تَرْتَجِفُ
وقَفْتَ بِبابِ رَبِّكَ حا ئرًا تَدْعُو وتَعْتَصِفُ
إذا"جبريلُ"قـد ناداكَ:سِـرْ يا خـيرَ مَنْ وَقَفُوا
حبيبي يا رسولَ اللهْ
"خديجةُ"*آزَرَتْكَ وَدَثّــــَرَتْكَ بقَلْبِها والمـالْ
وكَمْ ضَحَّتْ كما أَضْحَتْ لبيتِكَ كَرْمَةً وظِلالْ
فلا زَعَمَتْ،ولا اتَّهَمَتْ، ولا قَطَعَتْ لكَ الأَوصالْ
.....................
تقُولُ بقلبِها:واللَّــــــهِ إنَّ اللهَ لا يُخْزِيكْ
يُحِبُّكَ فوقَ ما تهوَى فلا تحزنْ غدًا يأتيكْ
صَبرْتَ فما قَلاكَ وفوقَ ما ترْضَى العَطا يجزِيكْ
....................
وفي رمضانَ والصَّحْــراءُ مَفْحَمَةٌ كما التََّنُّورْ
يجِيءُ غُلامُها للْغارِ في يدِهِ الطَّــــعامُ وفِيرْ
فكانَ الحُبُّ مَسْعاها ولِلْحُبِّ اصْطَـفاها النُّـورْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
أَمِنْ عَجَبٍ لِمَكِّيِيـــنَ قدْ صَـدُّوا هُدَى الإسلامْ
إذا كُنَّا هَجَـرْنـاهُ وقـــدْ آبُوا لهُ بِسَلامْ
لِذَا فازُوا،وما فُزْنا فمِنْ نَصْرٍ إلى اسْتِسْلامْ
...................
أما جَهِلُوا وقدْ جَعَلُوا لِرَبِّهِمُ الصُّخُورَ بناتْ*
فَمِنْ لاتٍ،وَمِنْ عُزَّى ،وَثالثـةٍ يُقــالُ:مَناةْ
كَواسِطَةٍ تُقَرِّبُهُمْ لِعَونِ اللهِ في الكُرُباتْ!؟
..................
فما حَنفُوا*"كإبراهيـــمَ"،أو صاروا كأهلِ كتابْ
يكُونُ اللهُ للنَّجْوَى لِعُزَّى تُرْفَعُ الأَسْبابْ
كَما إِنَّا لنـا رَبٌّ وَأَمْرِيكا لِفَصْلِ خِطابْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
بما كفروا دعا "نوحٌ" فأُغْرِقَ كافرُ الإِنْسِ
و"عادٌ" أُهْلِكتْ و"َثَمُــوْدُ" ما حَصَدا مِنَ الدَّرْسِ
ومثلُهُما طَغَتْ "إِرَمٌ" وكمْ إرَمٍ على القُدْسِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
وكمْ واجَهْتَ مِنْ عَنَتٍ وكمْ لاقَيتَ منْ صدِّ
فمِنْ كَيـدٍ إلى كيـدِ ومنْ كَبـدٍ إلى كَبَدِ
ورغْمَ الهُونِ لمْ تَسْخطْ -كَمَنْ سَبَقُوا-على أَحَدِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
شَكَوْتَ إلى الحبيبِ هَــــوانَكَ اسْتَرْحَمْتَهُ أَبَدا
لِيَصْفَحَ عَنْ جَهالتِهِمْ كَما اسْتَهْدَيتَهُ فَهَدَى
فمَنْ يَحْنُو كما تَحْنُو ويَمْدُدُ للِْمسِيءِ يَدا
حبيبي يا رسولَ اللهْ
تَحَمَّلْتَ الأذَى والسُّـــوءَ مِنْ "حَـمَّالةِ*الحَـطَبِ"
تَغُلُّ وَزَوْجُـها تَبَّتْ يَدا الأَغْبَى"أبِي لَهَب"ِ*
وَلو جاءتَكَ مُسْلِمَةً بَسَطَّتَ لها فُؤَادَ نَبِي
حبيبي يا رسولَ اللهْ
لذاتِكَ لمْ تَثُرْ يومـاً وإنْ بَلَغَ الأَسَى أقْصاهْ
أَعَرْتَ الحِلْمَ حِلْمَكَ ما غَضِبْتَ لِغَيْرِ حَـدِّ اللهْ
فإنْ زَهْراؤُكَ*اخْتَلَسَتْ أقَمْتَ الحَـدَّ بَلْ أقْساهْ
.......................
وَقَلْبُ "الطائِفِ"*الماضِي كَقَـلْبِ الحاضِرِ الجُنُبِ
هُما رِجْسـانِ إلاَّ قَلْــــــب "عَدَّاسٍ"*أَتَى لِنَبِي
فكانَ بِشارَةً فِي كَـــــــفِّها قِطْفٌ مِنَ الْعِـنَبِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
نَراكَ صَدَقْتَ فِي التَّبْلِيـــغِ وَالْقُرْآنُ يَشْهَدُ لَكْ
وََماَ قالُوهُ مَنْ كَفَرُوا عَلَيْكَ فَإِنَّمَا هـو لَكْ
فَقَدْ عَهِدُوكَ صِدِّيقًـا وَمَنْ أَفْرَى وَقَالَ هَلَكْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
دُعِيتَ لليلةِ الإسرا ءِ والمعراجِ مِنْ ربِّكْ
فلمْ تسْألْهُ رُأْيَتَـهُ تُطَمْئِنُ شيءَ في قلبِكْ
ومُعْجِزةً كما"مُوسَى و"إبراهيمَ" مِنْ قَبْلِكْ
..................
وَإِنْ سَبَقَتْكَ معجزةٌ فَمَوْطِنُها عَلَى الأَرْضِ
وقدْ فُتِحَتْ سَماواتٌ وَشـاءَ اللهُ أنْ تَمْضِي
لِسِدْرَةِ مُنْتَهَى الْعِلمِ الْـ مُتاحِ، دَنَوْتَ كالوَمْضِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
وإنْ قالُوا عَنِ الإسْرَا ءِ ما قالوا مِنَ السُّخْطِ
أما عَلِمُوا بأنَّ اللــــهَ عاصِمُهُ مِنَ الشَّطَطِ !
وَأنَّ اللهَ عَلَّمـــَهُ وَكمْ لِلْعِلْمِ مِنْ بُسُطِ !
......................
فماذا عَنْ"سُلَيمانٍ" وَعَنْ"بلقيسَ"*والعَرْشِ؟
وَعنْ"مُوسَى"بِجَوْفِ الْبَحْـرِ مُنْتَصِرًا على جَيْشِ؟
َوَعْن"عِيْسَى"وأمْواتٍ تقومُ أمامَهُ تَمْشِي؟
....................
و"إبْراهِيمَ"يحْضنُـهُ لَهِيبُ النَّار ِفي رِفْقِ
وَ"يُونُسَ"كالجنينِ حيا ببطْنِ الحُوتِ لمْ يُعَقِ
نَوَامِيسٌ يُعَطِّلُها الـ ـقدِيرُ لِمُؤْمِنٌ وَتَقِي
حبيبي يا رسول الله
أما وَقَفَوُا أمامَ الْبـا بِ ساعاتٍ لَظىً يَقِظُ
فَأغْشاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِـــرُونَ،وَقَطُّ ما لَحظُوا
"عَلِيًّا"*يَحْفَـظُ الْمِــقْدارَ مُفْتَدِيًا...،وَما اتَّعَظُوا
...................
تَرُدُّ لَهُمْ ودائِعَهُـمْ وَهُمْ لِهَلاكِكَ اجْتَمَعُوا
أَتَوا شَيْطانُهُمْ مَعَهُمْ وَما لِسِواهُ قَدْ سَمعُوا
كَما في عَصْرِنا أُمَمٌ فَما جَمَعُوا،وَلا اجْتَمَعُوا
حبيبي يا رسولَ اللهْ
شَرُفْتَ بِفاتِحٍ خاتمْ إِمام الأَنْبِياءِ سَواءْ
فَهُمْ تاجُ الوُجُــودِ ،وَأَنْتَ دُرَّتُــهُ بِكُلَّ سَماءْ
مُحَمَّدُهُمْ،وَأَحْمَدُهُمْ وَكَمْ باهَتْ بِكَ الأَسْماءْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
لأَِنَّكَ دُمْتَ قُرْآنـًا علَى أَرْضِ الوجُودِ سَعَى
وَآياتٍ تُخاطِبُ رَبـِّـــــها،وَالدَّمْعُ قَدْ رَكَعَا
شَهدْنا أَنَّكَ المَبْعُـــــوثُ فِينا،والفُؤادُ وَعَى
...................
سَمَوْتَ عَلَى الْــوَرَى وَالأَنْبِياءِ،وَمَنْ لها بَلَغا؟
مَكَانَةَ سَيِّدِ الْخَلْــــقِ النَّذِيرِ لِمَنْ بَغَى وَطَغَى
بُعِثْتَ هِدايَةً نِعَمًا عَلَيْنا اللهُ قَدْ سَبَغا
حبيبي يا رسولَ اللهْ
هَجَرْتَ الأَهْلَ وَالدُّنْيا وَذُقْتَ هَوانَ مَنْ فِيها
لأَِجْلِ اللهِ حافظها وَبالقُــرْآنِ شافِيها
وَما صُنَّا أمانَتَنَـا بِظــاهِرِها وَخافِيها
حبيبي يا رسولَ اللهْ
مَضَيْتَ وَحَوْلَكَ الصِّدَّيـــقُ*في فَرَحٍ إِلَى يَثْرِبْ
بِرَاحِلَةٍ وَحَيْثُ إِذا يَشاءُ اللهُ أَنْ تَذْهَبْ
يُظِلُّكُما سَحابُ الْحَـــقِّ أَيْنَ مَضَى بِكَ الْمَوْكِبْ
....................
"سُرَاقَةُ"*يَتْبُعُ الأَثَرا وَتُسْبِي النُّوقُ أَشْواقَهْ
وَصاحِبُهُ*إِلَى يَثْرِبْ دَلِيلٌ يَسْحَـبُ النَّاقَهْ
كِلا الرَّجُلَينِ في شِرْكٍ يَسُوقُ الْمالُ أَحْداقَهْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
بِحِكْمَةِ قائِدٍ أَلَّفْـــــتَ بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجْ
عَلَى الإِيْثارِ قَدْ رُبُّوا، وَكَلُّهُمو عَلَيْهِ دَرَجْ
فَجادُوا بِالَّذِي حَصَدُوا وَإِنْ كانُوا لَهُ أَحْوَجْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
ولِلشُّورَى دَعَوْتَهُمُو وَيُسْئَلُ عنكَ سَلْمانُ*
وَقَدْ ناصَرْتَ فِكْرَتَهُ لِفِطْــنَتِها لَها شانُ
فَرَدَّ اللهُ أَحْزابــًا وأخـْزاهُمْ كَما كانُوا
..................
وَخَنْدَقُنا حَمَلْتَ صُخُـــــورَهُ لَمْ يَنْدَمِلْ كَتِفُكْ
كَكُلِّ النَّاسِ وَالأَتْبـا عِ قُمْتَ،وَلَمْ يَنَمْ طَرْفُكْ
وَكَمْ مِنْ خَنْدَقٍ حَفَرُوا يُوارِي الآنَ مَنْ يَصِفُكْ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
وَأَنْتَ نَبِيُّهُمْ ظُهْـرًا ذَهَبْتَ لِتَجْمَعَ الْحَطَبا
وَكُنْتَ أَخاً يُعَلِّمُهُمْ وَأُمـاً عِنْدَهُمْ وَأَبـا
وَرَغْمَ الْفَقْرِ كُنْتَ غِنَىً وظِـلاًّ،واحَـةً،رُطَبا
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
وَعَنْ فَهْمٍ يُعادِيكَ الْيَـــــهُودُ وَمَنْ وَراءَهُمُ
وَعَنْ عِلْمٍ بِأَنَّكَ خَيـْــــــرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمُ
فَمُنْذُ"الفِيلِ"*ما هَـدَءُوا وَلا سَعِدُوا بِعُمْرِهِمُ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
رَعاكَ اللهُ مِنْ شاةِ*الـ سَّمُومِ وَمِنْ شَماتَتِهِمْ
وَرَدَّ الْكَيْـدَ أَضْعافَـًا فَظَـلُّوا فِي تَشَتُّتِهِمْ
يُمارُونَ الْخَلائِقَ فِي الـ دُّنا،يَشْكُونَ وَحْشَتَهُمْ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
أَمِنْ شاةِ الْيَهُودِ يَمُــــوتُ قَتْلانا..أَمِ الْعُرْبانْ؟
طَعِمْنا السُّمَ مِنْ زَمَنٍ وَتنْهَشُ لَحْمَنا الْغِرْبانْ
فَمَنْ أَعْرَى جَوارِحَنا، وَأَحْنانا لِكُلِّ جَبانْ!؟
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
وَقَدْ أَجْلَيْتَ مَنْ فَسَقُوا عَنِ الأَوْطانِ وَالْبَيْتِ
فَقَدْ خانُوا وَما وَفُّوا لِذا صارُوا إِلَى الْمَوْتِ
أَطاعُوا السَّامِرِيَ*,وَكَمْ بَكَى سَبْتٌ عَلَى سَبْتِ
....................
فَحاصَرْتَ"الْقُرَيْظِيِّيـــنَ"*لَمَّا ناصَرُوا الأَحْزابْ
وَصُمَّتْ"خَيْبَرٌ*،وَنَضِيـــرُ"*ما فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوابْ
وَرَغْمَ عِنادِهِمْ نالُوا عِقابَ الْخائِنِ الْكَذَّابْ
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
لِمُسْلِمَةٍ أَهانُوْهـا وَما كَشَفَتْ لَها وَجْها
أَتَوْا، وَبِحِيْلَةٍ كَشَفُوا عَلَى الطُّرُقاتِ سَوْءَتَها
طَرَدتَّ يَهُـودَ فَما رَأَوْا دَرْبـًا وَمُتَّجَـها
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
تبَادِئُ مَنْ يُعادِيْكْ الْـ قِتالَ إِذا دَعاكَ لَهُ
وَتَشْهَدُ"مُؤْتُةٌ"*،وَ"تَبُــــوْكُ"* نَصْرَ اللهِ أَنْزَلَهُ
لأَِجْلِ اللهِ لا تَخْشَى عَدُوًّا،بَلْ عَدَوْتَ لَهُ
...................
إِذِ الأَعْداءُ قَدْ قَتَلُوا سَـفِيرًا مُسْلِمًا غَدْرًا
بَعَثْتَ بِهِ لِيَدْعُوَهُمْ لِـرَبِّكَ دَعْوَةً كُبْرَى
لَعَلَّ وُلاتَنا فَطِنُوا، وَرَدُّوا الْكَيْدَ مُنْتَحِرَا
...................
وَرَغْمَ عَتادِهِـمْ،وَجُنُـــوْدِهِمْ مائةٌ مِنَ الآلافْ
وَجَيْشُكَ لَمْ يَزَلْ فَجْرًا هَدَاكَ اللهُ لِلإِنْصافْ
زَحَفْتَ لَهُم لِتُرْهِبَهُمْ وَجُنْدُ اللهِ غَيْرُ ضِعَافْ
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
لِمَنْ كانُوا عَلَى التَّقْوَى يَكُونُ النَّصْرُ وَالْغَلَبَةْ
إِذا ما كانَ مِنْ تَقْوَى فَلِلأقْوَى تَرَى الْغَلَبَةْ
وَنَصْرُ اللهِ لَنْ يُعْطَى لأَفَّــاقِينَ أَو ْكَذَبَةْ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
أَفِي الصَّحْراءِ مِنْ ظَمأٍ وَكَفّـُكَ مَنْبَعُ الْماءِ
بِماءِ وَضُوئِكَ اغْتَسَلُوا كَما بَعْـثٍ وَإِنْشاءِ
فَما صارُوا كَما الأَحْــــزابِ في ذُلٍّ وَإِعْياءِ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
حَزِنْتَ لِكَبْوَةِ الرُّومِ..* وَحِينَ النَّصْرِ عادُوكا
فَمِنْ حِقْدٍ وَمِنْ غَيْظٍ لِكُمْ حَرْبٍ أَعادُوكا
وَكَمْ كانَتْ أَمانِيهِمْ إِذا ذِبْحاً أَعَدُّوكا
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
قَياصِرَةٌ،مُلُوكٌ قَدْ خَشَوْكَ وَحَلَّفُوا الأَحْلافْ
وَكُنْتَ بِغَيْرِ أُسْطُولٍ وَما هَزَأَتْ بِكَ الأَعْرَافْ
وَكانَ الْحَقُّ مُنْتَصِرًا وَمُرْتَفِعًا عَلَى الأَجْلافْ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
لَبِسْنا الْيَوْمَ ما لَبِسَ الْـيَهُودُ مِنَ الْخُنُوعِ هُناكْ*
أَمامَ جِهادِكَ انْصَدَعُوا إِذِ افْتَرَقُوا فَكانَ هَلاكْ
تَبَادَلْنا مَواقِعَهُمْ فَما صِرْنا كَعُودِ أَرَاكْ
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
وَيأْتِي اللَّيلُ مِنْ بَطْنِ الـ لَّيَالِي مِثْلَهُ سَحَبا
فَمِنْ لَيْلٍ إِلَى لَيْلٍ نَهارُ حَيائِنا انْسَحَبا
فَلا صُبْحٌ يَجِيءُ،وَلا ضِياءُ يَقْشَعُ السُّحُبا
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
يَعِيشُ الإِنْسُ في ظُلَمٍ فَمِنْ كَـهْفٍ إِلَى كَهْفِ
فَقَدْ شَبُّوا عَلَى ظُلْمٍ فَمِنْ كَـٍّف إِلى كَـِّف
كَخَيْلٍ أُسْرٍجَتْ دَوْمًا فَحَزَّ السَّرْجُ فِي الْكَتِفِ
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
أَتَى عَصْرٌتَطَوَّحَتِ الْـ مَآذِنُ فِيهِ وِالْعُرُشُ
بُيُوتُ اللهِ أَفْـِئدَةٌ مُحَطَمَةٌ وَمُنْتَبَشُ
فَمَنْ يَلْهُو بِها يَلْهُو وَيَحْفُرُها وَيَنْتَبِشُ
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
أَقَمْتَ بِعَوْنِ رَبِّكَ دَوْ لَةَ الإِيْمانِ وَالأَمْنِ
فَما وَرَّثْتَها"الْعَبَّــــاسَ"عَمَّكَ، أَوْ أَبا الْحَسَنِ
وَلا عَدَّلْتَ دُسْتُورًا لِيَبْقَى الشَّعْبُ فِي السِّجْنِ
حبيبي يا رَسُوْلَ اللهْ
عَلَى الأَقْصَى تَدُوْرُ دَوَا ئِرُ الْعِبْرَانِ تَقْتَصُّ
فَلا"عُمَرٌ"يُحَجِّمَهُمْ.... وَلا الْبُنْيانُ مُرْتَصُّ
لِذا ارْتَصَّتْ بَنادِقُهُمْ تُحَجِّمُنا وَتَقْتَنِصُ
حبيبي يا رَسُوْلَ اللهْ
رِجَالُ الْحُكْمِ فِي وَطَنِي أَضَاعُوْا كُلَّ مَا أُخِذَا
فَمَا كَنَزَ الْجُدُوْدُ مِنَ الْـ ـعُلُوْمِ أُعِيْقَ مَا نَفَذَا
وَدِيْنُ اللهِ بَيْنَ رُبُوْ عِهِمْ قَدْ صَارَ مُنْتَبَذَا
حَبِيبي يا رَسُوْلَ اللهْ
دِمَاءُ الْمُسْلِمِيْنَ تَسِيْـ ـلُ أَنْهَارًا عَلَى الرُّقْعَةْ
لَقَدْ صِرْنَا غُثَاءً وَالذِّ ئابُ تَحَوَّطُوْا الْقَصْعَةْ
وَمِنَّا مِثْلُهُمْ أَكَـلُوْا وَصَارُوْا عِنْدَهُمْ تَبَعَةْ
حبيبي يا رسول الله
فَمَا مِنْ غَزْوَةٍ إِلاَّ نَمَوْا وَتَفَوَّقُوْا عَدَدَا
وَمِنْ"بَدْرٍ"لِحَرْبِ"الـــرُّوْمِ" مَا صَارُوْا لَكَ النِّدَّا
فَجُنْدُ اللهِ رِبِّيـُّـــــوْنَ قَدْ كَانُوْا لكَ السَّنَدَا
حبِيبي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَكَمْ خُضْتَ الْمَعَارِكَ مَا بِأَعْدَادٍ هَزَمْتَهُمُو
وَلا بِخِيَانَةٍ وَوَقِيـْــــعَةٍ فِي الصَّفِّ نِلْتَهُمُو
وََكَمْ خُنَّا وَخَانُوْنَا هُزِمْنا قَبْلَمَا هَزَمُوْا
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
عَلَى التَّوْحِيْدِ قَامَتْ دَوْ لَةُ الإِْسْلامِ وَالْعِزِّ
وَبِالإيمَانِ قَدْ دَرَجُوْا عَلَى التَّنْوِيْرِ وَالْفَوْزِ
فَمَا جَاعُوْا،وَلا انْهَزَمُوْا بِحَرْبَةِ كِسْرَةِ الْخُبْزِ
حَبِيْبِي يا رَسٌوْلَ اللهْ
سَئِمْنا صُحْبَةَ الأيْــــــامِ مِنْ ذُلٍّ بِنَا سَكَنَا
أَقَمْتَ وَصُحْبَةُ الأخْيـَـــــارِ بُنْيَانَا وَآلَ لَنَا
تَرَكْنَاهُ،وَنِمْنا فِي عَرَاءٍ ظَلَّ يُوْجِعُنا
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
أَمَكْتُوْبُ التَّشَرْذُمُ أَمْ لأَِنْفُسِــنَا كَتَبْنَاهُ
عَدِمْنَا الْقُدْوَةَ الْمُثْلَى عَدَا الْلاَّهِي تَبِعْنَاهُ
وَقَدْ طُمَسِتْ صَحَائِفُنَا وَسَبَّ اللَّفْظُ مَعْنَاهُ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
أَشُمُّ رَوَائِحَ الشًّهَدَا ءِ فِي "بَدْرٍ" وَفِي "أُحُدِ"
تُعَطِّرُ رَايَةَ الإِسْلا مِ ما بَخَلَتْ عَلَى أَحَدِ
وَتُلْزِمُنا الْجِهادَ مَعَاً وَحِفْـظَ اللهِ لِلأبَدِ
حَبِيبي يا رَسُوْلَ اللهْ
يُبَاهُوْنَ الْخَلائِقَ أَنــّـهُمْ قَدْ حَرَّرُوْا الإِنْسانْ
أَما يَدْرُوْنَ كَمْ جَهِلُوْا إِذَا لَمْ يَفْقَهُوا الْقُرْآنْ؟
وَأَنَّ مُحَمَّدًا أَوْصَى التـُّـقَى وَالرِّفْقَ بِالْحَيَوَانْ
حَبِيبِي يا رِسُولَ اللهْ
فَكَمْ أَطْعَمْتَ مِنْ إِنْسٍ وَمِنْ طَيْرٍ وَمِنْ أَنْعامْ
حَسَدتُّ حَمائِمًا أَطْعَمْـــتَهُنَّ وَبِتَّ دُوْنَ طَعامْ
وَلَسْنَ سِوَى مَلائِكَةٍ يَطُفْنَ بِسِدْرَةٍ وَإِمامْ
حبيبي يا رسول الله
بَعَثْتَ حِمايَةً جُنْـدًا لِمُرْضِعَةٍ مِنَ الأَخْطارْ
وَكانَ الْجَيْشُ إِذْ يَمْضِي سَيَدْهَمُ كَلْبَةً وَصِغارْ
فَكَمْ أُمٍّ وَمُرْضِعَـةٍ وَتُسْقَى الآنَ مَاءُ النَّارْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
يَقُوْلُ لَكَ الصَّحَابَةُ أَنْـــــتَ سَيِّدُنا فَتَزْجُرُهُمْ
هُوَ الشَّيْطَانُ لا يَسْتَغْوِيـَــــنَّكُمْ هَـوَىً وَظُلَمْ
أَنا بَشَرٌ..أُبَلِّغُ وَحْــــــيَ رَبِّي،فاغْفِرِ اللَّهُمْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَأَنْتَ نَبِيُّنا خُيـــِّــــرْتَ بَيْنَ الذِّكْرِ وَالْعِلْمِ
فَقُلْتَ:كِلاهُما خَــيْرٌ لِذِي لُـبٍّ وَمُغْتَنَمِ
بُعِثْتُ مُعَلِّمًا فاعْـلَمْ بِغَيْرِ الْعِلْمِ أَنْتَ عَمِي
حَبِيبِي يا رَسُولَ اللهْ
أَما قالُوا:أَتَى الإِسْلا مُ مُنْتَشِرًا بِحَدِّ السَّيْفْ
وَمَا فَطِنُوْا إِلَيْهِ الآنَ ـ فِي آسْيا ـ دُعاةُ الزَّيْفْ
سُيُوْفُ الْحَقِّ قَدْ جاءَتْ لأجْلِ اللهِ لاَ لِلْخَوْفْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
أَمَا فَطِنُوْا لِنُوْرِ اللَّـــــهِ مُنْتَشِرًا بِدَارِ الْكُفْرْ
إِلَى الإِسْلامِ بَعْدَ "مُحَــــمَّدٍ"يَسْرِي إِلَيْهِمْ طُهْرْ
فَلا سَيْفٌ لِيُرْهِبَهُمْ... وَلاَ"عُمَرٌ"،وَلاَ "بُوْ بَكْرْ"
.................
فَنُوْرُ اللهِ يَغْزُوْ الْقَلْـــــبَ وَالْعَيْنَيْنِ وَالْبَدَنا
فَيُصْبِحُ مَنْ يُقَاوِمُـهُ كَمِئْـذَنَةٍ تُضِيءُ دُنَا
يُوَحِّدُ مُعْلِنًا،لِلدِّيـــْــنِ يَغْدُوْ السَّيْفَ وَالْبَدَنَا
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَفِي دُنْيَـاكَ مَنْ أَدْرَا كَ أَنَّكَ خَـاتِمٌ وَإِمَامْ
تَقُوْدُ جُيُوْشَ ثَوْرَتَهَا يَكُوْنُ الدِّيْنُ بَدْرَ تَمَامْ
وَبَعْدَكَ لَنْ نَرَى رُسُلاً وَمِسْكُ خِتَامِهَا الإِسْلامْ!؟
حبيبي يا رسولَ اللهْ
فَمَنْزِلَةُ النُّبُوَّةِ نَيْـــــلُهَا شَرَفٌ،وَعِـزُّ مَقَامْ
وَإِنْ يَزْعُمْ بِهَا أَحَـدٌ مَـدَى الأَزْمَانِ وَالأَيَّامْ
فَمَا لِلْباطِلِ المَزْعُـوْ مِ مِنْ قَدَمٍ غَدَا أَوْ قَامْ !
.................
فَيَا مَنْ كَانَ يَبْسُطُ تَحْـتَهَا الثَّوْبَ الشَّرِيْفَ فِرَاشْ
وَيَفْتَحُ قَلَْبهُ بَيْـتًا وَمَكْـرُمَةً لَهَا وَمَعَاشْ
أَكَانَ"مُحَمَّداً" فَظًّا كَمِثْلِ مَزَاعِمِ الأَوْبَاشْ!!
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
طَرِيـْقُ اللهِ آمِنَـةٌ وَأَنْفُـسُنا بِهَا مَرَضُ
نُعَالِجُ رَغْمَهَا عَرَضًا فَيَبْدُوْ رَغْمَنَا عَرَضُ
فَسُبْحَانَ الَّذِي سَـوَّى وَمَا لِلأَمْـِر نَعْتَرِضُ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
فَمَا زَالُوْا يُشِيْعُوْنَ افْـــتِرَاءَاتٍ عَنِ الإِسْلامْ
وَشِرْعَتُهُ كَحَدِّ السَّيْـــفِ عَدْلٌ،وَاْلُحُدُوْدُ تُقَامْ
فَمَنْ أَمِنَ الْوَرَى أَحْقَـــادَهُ حُرًّا يَعِشْ بِسَلاَمْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
كَمَا أَخْرَجْتَ دُنْيَا النـَّـاسِ مِنْ ظُلُمَاتِهَا لِلنُّوْرْ
بِنُوْرِ اللهِ أَوْدَعْتَ الْـ قُلُوْبَ بَشَاشَةً وَسُرُوْرْ
وَأَلْقَيْتَ الْجَهَالَةَ كُــــلَّهَا فِي غَيَاهِبِ التُّنُّوْرْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَأَنْتَ "مُحَمَّدٌ" تَبْكِي أَمَامَ الْقَبْرِ حَتَّى الْمَوْتْ
"لِجَدِّكَ" أَوْ"لآمِنَةٍ" وَ"عَبْدِ اللهِ" مَا شُفِّعْتْ
لِيَعْلَمَ ظَالِمُـوْكَ بِأَنَّ صَوْتَ الْعَدْلِ أَعْلَى صَوْتْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
أَتَبْكِي يَا حَبِيبِي لِلْـ حَبِيْبِ شَفَاعَةً يَأْبَى
وَأَنْتَ مُشَـفَّعٌ إلاَّ لآلِكَ لَمْ يُجِبْ طَلَبَا
لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ.. " ..وَلَوْ كَانُوْا أُوْلِي قُرْبَى.."
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَعَدُّوْنِي كَمَا تِمْثَا لِ إِخْنَاتُوْنَ فِي الْمُتْحَفْ
دَعَا عُمْرًا إِلَى التَّوْحِيْــدِ لَمَّا يَعْرِفِ الْمُصْحَفْ
وَلَمْ يُسْعِفْهُ مِنْ أَحَدٍ صَرِيْعاً قَلْبُـهُ يَنْزِفْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
أُعَانِي وَحْشَةَ الأَيـــَّــامِ إِلاَّ مِنْ ِجَوارِكَ لِي
غَرِيْبٌ يَطْرُقُ الأَبـْــوَابَ صُمًّا،خُرْسَ لَمْ تَزَلِ
قُلُوْبُ النَّاسِ صّوَّانٌ لِسَانُهُمُو مِنَ الْخَتَلِ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
دَعَوْتُكَ كُلَّ أَرْحَامِي إِلَيْكَ شَكَوْتُ آلاَمِي
وَأَحْمَالاً عَلَى صَدْرِي وَأَوْجَاعِي وَأِسْقَامِي
فَغَيْرُكَ مَنْ لَهُ أَشْكُوْ تَخَـاذُلَ صَفُّ حُكَّامِ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
لأَنْتَ أَحَبُّ مِنْ أَبَـــوَيَ، وَالأَوْلادِ،وَالنّـَفْسِ
وَحُبُّكَ يَاسَمِيْنٌ عطرُهُ يَسْــــرِي مَعَ النَّفَسِ
أَحَبَّكَ خَالِقُ الْكَوْنَيـْ ـنِ كَيْفَ بِسَائِرِ الإِنْسِ!!
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
أُحِبُّكَ دُوْنَ أَطْمَـاعٍ وَأَهْـدَافٍ وَغايَاتِ
وَحُبُّكَ جَنَّتِي مُزْدَانَــــــةً بِهُدَىً وَآيَاتِ
وَأَخْجَلُ أَنْ تَرَى وَجْهِي بِآثَامِـي وَعِلاَّتِي
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
لَكَمْ أَهْفُوْ إِلَى رُؤْيَــاكَ كَيْ أُشْـفَى مِنَ الْعِلَلِ
وَيُشْفَى مَوْطِنِي الْغَالِي مِنَ الطُّغْيَانِ وَالزَّلَلِ
وَتَرْقَى أُمَّتِي يَوْمـًا كَهْـدِ رِجَالِهَا الأُوَلِ
حَبِيبِي يَا رَسُوْلَ اللهْ
نَبَاتُ الأَرْضِ مَبْهُوْرًا يَتِيْهُ بِعِطْرِكَ الْفَوَّاحْ
وَمُنْذُ رَآكَ مُبْتَهِجًا يَفُوْحُ شَذًا مَسَاءَ صَبَاحْ
وَيَدْعُوْ مِثْلَمَا تَدْعُوْ إِلَى عَيْشٍ بِغَيْرِ جِرَاحْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
تَدَارَسْنَا،وَلا زِلْنـْا يُفَقِّـهُ بَعْضَنَا بَعْضَا
دُرُوْبُ الْعِلْمِ نَسْلُكُهَا، وَنَسْلُكُهَا هَوَىً وَقَضَا
كَأَنَّمَا نُمْسِكُ الْجَمْرَا لَعَـلَّ اللهَ أَنْ يَرْضَى
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَلَيَّنَتِ السِّوَاكَ تُحِــــسُّ"عَائِشَةٌ" دُنُوَّ الْمَوتْ
لِتَلْقَى اللهَ مُسْتَاكَاً وَقُلْتَ:إِلَى الرَّفِيْقِ وَنِمتْ
وَمُتَّ بِحِجْرِهَا قَالَتْ: لَقَدْ خُيِّرْتَ أَنْتَ اخْتَرتْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
بَنَاتُكَ كَمْ تَرَكْتَ لَهُـــنَّ مِنْ قَصْرٍ،وَمِنْ آثَارْ!
وَكَمْ هَرَّبْتَ مِنْ ذَهَبٍ..وَكَمْ تُخْفِي مَنَ الأَسْرَارْ!
رَحَلْتَ وَمَا تَرَكْتَ لَهُــنَّ غَيْرَ الْوَاحِدِ الْقَهَّارْ!
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
تُرَابُ الأَرْضِ يَبْكِي مُنْـــــذُ مَوْتِكَ قَلْبُهُ وَلِهُ
بُكَاءَ الآسِفِ الْمَحْـــزُوْنِ،قَدْ غَطَّاكَ..كَيْفَ لَهُ!
بُكَاءَ الرَّابِحِ الْكَسْبــَـــانِ مَالاَ شَيْءَ يَعْدِلُهُ!
حَبِيبِي يا رَسُولَ اللهْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيد جلال/ فجر الثلاثاء
11من المحرم سنة1428هـ
30من ينايرسنة2007 م
مدينة الفردوس – الأميرية - القاهرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[email protected][/align]
شعر :السـيد جـلال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
أذانُ الفجرِِ أيقظني وما أحلى صلاةَ الفجر
وبعدَ الفجرِ في حُلمي رأيتُ جمالَ أهلِ الطُهرْ
دخلتُ حدائقَ الرُسْلِ الـــــكرامِ متيمًا بالذِكرْ
.........................
فشاهدتُ"المسيحَ" يرتِــــــلُ القرآنَ ترتيلا
وتكتبه عصى "موسى" على الأكوان تنزيلا
ويشرحهُ رسولُ اللــــــهِ إجمالاً وتفصيلا
حبيبي يا رسولَ اللهْ
رأيتُكَ بين رُسْلِ اللــــه ِ منزعجاً وغضبانا
وبعضُهمُ بكَى ألماً وكانَ الكُلُّ حَـزْنانا
أَأرْضُ اللهِ مفْسدةٌ وصارَ الإنسُ شيطانا؟
حبيبي يا رسولَ اللهْ
يشُقُ عليكَ حالُ المُســــلمينَ وظُلمةُ السبلِ
هوانُهُمو بأعيُنِهمْ وما أبقَى على رَجُلِ
ولو يَبـْدُو لهم أمـلٌ فزيفٌ صورةُ الأملِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
وبين الضيقِ والفرجِ ارْ تحـالاتٌ وأحمــالُ
نسافرُ في متاهـاتٍ فراحـلةٌ وحمــالُ
نواجهُ مـا نواجهُ،لا يلمُ الجـرحَ ترحـالُ
...............
فتلك طبيـعةُ الدنيا مُداولةٌ وإِحْـــلالُ
فمنذُ متى لها قلبٌ لكي يبقىَ لها حـالُ
فحبُكَ شاغِلي أبداً وحبُ الناسُ أحْـوالُ
حبيبي يا رسول اللهْ
وكلُ تُرابِ كوكبِنا على وعدٍ معَ النورِ
فميلادُ الحبيبِ بدا يةُ الإِشراقِ والنـورِ
مضَى الليلُ الجهولُ بأهــلهِ كشهادةِ الـزورِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
إِذِ الأطفالُ في شِبعٍ حُرِمتَ الأبَّ لمْ تنمِ
لأنكَ مَنْ يخلِصُهمْ مِنَ الأصفادِ والنِـقَمِ
سُقِيْتَ الحُزنَ قبلهُمُ ومـُرَ اليـتمِ والألمِ
...................
يتيماً كنتَ،والأيتـا مُ في لهفٍ إلى الحبِ
وكُنتَ الحبَ مُزْدهِراً رقيقَ الحـسِ والقلبِ
فكلُ الخلقِ أيتـامٌ بِغَيرِ هُداكَ في الدربِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
"حليمةُ"*أبشرِي برضِيــعكِ الهادِي من العبثِ
يُقلُ المؤمنين وينـــــقذُ الغَرْقىَ على رَمَثِ
"بَحِيرَى"*شاهدٌ" و"حِــراءُ" للميـلادِ والبَعـْثِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
وقد صِرْنا عراةً حيــــثُ يجرحُ عُرْيُنا البيْتَ
تقولُ"حليمةُ": لم تبـْــــكِ جُوعاً ، أو تأذَّيتَ
ولم تصرخْ بكياً قَـــــطُّ إلاَّ لـو تعـرَّيـتَ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
أراكَ على طريقِ النـُّـــورِ إذْ قد مالَ حيّـاكَ
فتحضنُهُ بنُورِ الحـــــقِّ ينْبُعُ من مُحَيَّـاكَ
حبيبَ اللهِ،قد أحيـا بـكَ الدُّنيا وأحيـاكَ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
حُرِمْتَ بنِيكَ* لم ترَهُمْ زُهُورا ًيُقبِلونَ عليكْ
وكُنْتَ صغيرَ حُزْنٍ قبــلَها،وحُرِمْتَ من أبويكْ
لحكْمتِهِ حُرِمْتَهُمُـو وحَسْبُكَ هُوُ يَشُدُّ يَدَيكْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
تزَيَّنْتِ السَّماءُ وسبـَّ حَتْ بالنَّجمِ والقَـمَرِ
ومبتهجاً تطالعُ نورَ ها في المهدِ لا تدري
بأنَّكَ سَوْفَ تَصْعدُها بسُرْعَةِ مُنْتَهَى النَّظَرِ
..................
تأمَّلتَ السَمَاواتِ الـــــعُلا ما كُنْتَ صُوفيَّاً
ولا بهدايةِ الناسِ انــْــشَغلتَ وكنتَ معْـنيَّا
ولا شَرَفُ النُّبُّوةِ كُنــْــتَ تَحْسَبُهُ دنا شيـَّا
حبيبي يا رسول الله
وَلِلأوْثانِ لمْ تنظـرْ وإنْ سجدوا لها وبكوا
ولا ذُقْتَ الخمورََ كما رجالٍ.. عفةً وسُمُو
فسُكْرُكَ زائدٌ سُكْرًا بِشَوقِكَ طَالّـَما تَدْنُـو
.......................
فمِنْ طِفـْلٍ يَتِيمٍ لا أنيسَ لهُ سِوَى الرَّبِّ
فشابٍّ صالحٍ يرْعَى الشِّياهَ فتاجِرٍ نُجُـبِ
فَمُخْتَلِيا ليعْبُدَ ربــَّـــهُ مُتأمِّـلاً فنَــبِي
.......................
خَلَوْتَ إلى حبيبكَ في ظـلامِ الغارِ*تَعْبُـدُهُ
فأَضْحَى الغارُ أنواراً تلفُّ الكونَ تُسْعِـدُه
ومَقْصِدَ مَنْ بغَى التَّقْوَى وأرضُ اللهِ مسْجِدُهُ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
عبدتَّ اللهَ قبلَ الوَحْـــــِي ما نُبِّئْتَ بالوحْيِ
ظَننْتَ الموتَ قدْ واتا كَ ما أصبَحْتَ كالحَيِي
إذا"جبريلُ"*في لهفٍ يَضُمُّك ضََمَّةَ المُحْيِي
........................
قَرأْتَ وما قَرأْتَ إذا يقولُ لكَ "الأمينُ" اقرأْ
وَوَحيُكَ لم يزلْ يُقرِيـــكَ حتَّى كُنْتَ ما يقرأْ
وباتَ النُّورُ موصُولاً قرا مَنْ شاءَهُ يقرأْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
مَضَى وقْتٌ لأمْرِ الوحــي كُنْتَ هناك تَرْتَجِفُ
وقَفْتَ بِبابِ رَبِّكَ حا ئرًا تَدْعُو وتَعْتَصِفُ
إذا"جبريلُ"قـد ناداكَ:سِـرْ يا خـيرَ مَنْ وَقَفُوا
حبيبي يا رسولَ اللهْ
"خديجةُ"*آزَرَتْكَ وَدَثّــــَرَتْكَ بقَلْبِها والمـالْ
وكَمْ ضَحَّتْ كما أَضْحَتْ لبيتِكَ كَرْمَةً وظِلالْ
فلا زَعَمَتْ،ولا اتَّهَمَتْ، ولا قَطَعَتْ لكَ الأَوصالْ
.....................
تقُولُ بقلبِها:واللَّــــــهِ إنَّ اللهَ لا يُخْزِيكْ
يُحِبُّكَ فوقَ ما تهوَى فلا تحزنْ غدًا يأتيكْ
صَبرْتَ فما قَلاكَ وفوقَ ما ترْضَى العَطا يجزِيكْ
....................
وفي رمضانَ والصَّحْــراءُ مَفْحَمَةٌ كما التََّنُّورْ
يجِيءُ غُلامُها للْغارِ في يدِهِ الطَّــــعامُ وفِيرْ
فكانَ الحُبُّ مَسْعاها ولِلْحُبِّ اصْطَـفاها النُّـورْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
أَمِنْ عَجَبٍ لِمَكِّيِيـــنَ قدْ صَـدُّوا هُدَى الإسلامْ
إذا كُنَّا هَجَـرْنـاهُ وقـــدْ آبُوا لهُ بِسَلامْ
لِذَا فازُوا،وما فُزْنا فمِنْ نَصْرٍ إلى اسْتِسْلامْ
...................
أما جَهِلُوا وقدْ جَعَلُوا لِرَبِّهِمُ الصُّخُورَ بناتْ*
فَمِنْ لاتٍ،وَمِنْ عُزَّى ،وَثالثـةٍ يُقــالُ:مَناةْ
كَواسِطَةٍ تُقَرِّبُهُمْ لِعَونِ اللهِ في الكُرُباتْ!؟
..................
فما حَنفُوا*"كإبراهيـــمَ"،أو صاروا كأهلِ كتابْ
يكُونُ اللهُ للنَّجْوَى لِعُزَّى تُرْفَعُ الأَسْبابْ
كَما إِنَّا لنـا رَبٌّ وَأَمْرِيكا لِفَصْلِ خِطابْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
بما كفروا دعا "نوحٌ" فأُغْرِقَ كافرُ الإِنْسِ
و"عادٌ" أُهْلِكتْ و"َثَمُــوْدُ" ما حَصَدا مِنَ الدَّرْسِ
ومثلُهُما طَغَتْ "إِرَمٌ" وكمْ إرَمٍ على القُدْسِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
وكمْ واجَهْتَ مِنْ عَنَتٍ وكمْ لاقَيتَ منْ صدِّ
فمِنْ كَيـدٍ إلى كيـدِ ومنْ كَبـدٍ إلى كَبَدِ
ورغْمَ الهُونِ لمْ تَسْخطْ -كَمَنْ سَبَقُوا-على أَحَدِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
شَكَوْتَ إلى الحبيبِ هَــــوانَكَ اسْتَرْحَمْتَهُ أَبَدا
لِيَصْفَحَ عَنْ جَهالتِهِمْ كَما اسْتَهْدَيتَهُ فَهَدَى
فمَنْ يَحْنُو كما تَحْنُو ويَمْدُدُ للِْمسِيءِ يَدا
حبيبي يا رسولَ اللهْ
تَحَمَّلْتَ الأذَى والسُّـــوءَ مِنْ "حَـمَّالةِ*الحَـطَبِ"
تَغُلُّ وَزَوْجُـها تَبَّتْ يَدا الأَغْبَى"أبِي لَهَب"ِ*
وَلو جاءتَكَ مُسْلِمَةً بَسَطَّتَ لها فُؤَادَ نَبِي
حبيبي يا رسولَ اللهْ
لذاتِكَ لمْ تَثُرْ يومـاً وإنْ بَلَغَ الأَسَى أقْصاهْ
أَعَرْتَ الحِلْمَ حِلْمَكَ ما غَضِبْتَ لِغَيْرِ حَـدِّ اللهْ
فإنْ زَهْراؤُكَ*اخْتَلَسَتْ أقَمْتَ الحَـدَّ بَلْ أقْساهْ
.......................
وَقَلْبُ "الطائِفِ"*الماضِي كَقَـلْبِ الحاضِرِ الجُنُبِ
هُما رِجْسـانِ إلاَّ قَلْــــــب "عَدَّاسٍ"*أَتَى لِنَبِي
فكانَ بِشارَةً فِي كَـــــــفِّها قِطْفٌ مِنَ الْعِـنَبِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
نَراكَ صَدَقْتَ فِي التَّبْلِيـــغِ وَالْقُرْآنُ يَشْهَدُ لَكْ
وََماَ قالُوهُ مَنْ كَفَرُوا عَلَيْكَ فَإِنَّمَا هـو لَكْ
فَقَدْ عَهِدُوكَ صِدِّيقًـا وَمَنْ أَفْرَى وَقَالَ هَلَكْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
دُعِيتَ لليلةِ الإسرا ءِ والمعراجِ مِنْ ربِّكْ
فلمْ تسْألْهُ رُأْيَتَـهُ تُطَمْئِنُ شيءَ في قلبِكْ
ومُعْجِزةً كما"مُوسَى و"إبراهيمَ" مِنْ قَبْلِكْ
..................
وَإِنْ سَبَقَتْكَ معجزةٌ فَمَوْطِنُها عَلَى الأَرْضِ
وقدْ فُتِحَتْ سَماواتٌ وَشـاءَ اللهُ أنْ تَمْضِي
لِسِدْرَةِ مُنْتَهَى الْعِلمِ الْـ مُتاحِ، دَنَوْتَ كالوَمْضِ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
وإنْ قالُوا عَنِ الإسْرَا ءِ ما قالوا مِنَ السُّخْطِ
أما عَلِمُوا بأنَّ اللــــهَ عاصِمُهُ مِنَ الشَّطَطِ !
وَأنَّ اللهَ عَلَّمـــَهُ وَكمْ لِلْعِلْمِ مِنْ بُسُطِ !
......................
فماذا عَنْ"سُلَيمانٍ" وَعَنْ"بلقيسَ"*والعَرْشِ؟
وَعنْ"مُوسَى"بِجَوْفِ الْبَحْـرِ مُنْتَصِرًا على جَيْشِ؟
َوَعْن"عِيْسَى"وأمْواتٍ تقومُ أمامَهُ تَمْشِي؟
....................
و"إبْراهِيمَ"يحْضنُـهُ لَهِيبُ النَّار ِفي رِفْقِ
وَ"يُونُسَ"كالجنينِ حيا ببطْنِ الحُوتِ لمْ يُعَقِ
نَوَامِيسٌ يُعَطِّلُها الـ ـقدِيرُ لِمُؤْمِنٌ وَتَقِي
حبيبي يا رسول الله
أما وَقَفَوُا أمامَ الْبـا بِ ساعاتٍ لَظىً يَقِظُ
فَأغْشاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِـــرُونَ،وَقَطُّ ما لَحظُوا
"عَلِيًّا"*يَحْفَـظُ الْمِــقْدارَ مُفْتَدِيًا...،وَما اتَّعَظُوا
...................
تَرُدُّ لَهُمْ ودائِعَهُـمْ وَهُمْ لِهَلاكِكَ اجْتَمَعُوا
أَتَوا شَيْطانُهُمْ مَعَهُمْ وَما لِسِواهُ قَدْ سَمعُوا
كَما في عَصْرِنا أُمَمٌ فَما جَمَعُوا،وَلا اجْتَمَعُوا
حبيبي يا رسولَ اللهْ
شَرُفْتَ بِفاتِحٍ خاتمْ إِمام الأَنْبِياءِ سَواءْ
فَهُمْ تاجُ الوُجُــودِ ،وَأَنْتَ دُرَّتُــهُ بِكُلَّ سَماءْ
مُحَمَّدُهُمْ،وَأَحْمَدُهُمْ وَكَمْ باهَتْ بِكَ الأَسْماءْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
لأَِنَّكَ دُمْتَ قُرْآنـًا علَى أَرْضِ الوجُودِ سَعَى
وَآياتٍ تُخاطِبُ رَبـِّـــــها،وَالدَّمْعُ قَدْ رَكَعَا
شَهدْنا أَنَّكَ المَبْعُـــــوثُ فِينا،والفُؤادُ وَعَى
...................
سَمَوْتَ عَلَى الْــوَرَى وَالأَنْبِياءِ،وَمَنْ لها بَلَغا؟
مَكَانَةَ سَيِّدِ الْخَلْــــقِ النَّذِيرِ لِمَنْ بَغَى وَطَغَى
بُعِثْتَ هِدايَةً نِعَمًا عَلَيْنا اللهُ قَدْ سَبَغا
حبيبي يا رسولَ اللهْ
هَجَرْتَ الأَهْلَ وَالدُّنْيا وَذُقْتَ هَوانَ مَنْ فِيها
لأَِجْلِ اللهِ حافظها وَبالقُــرْآنِ شافِيها
وَما صُنَّا أمانَتَنَـا بِظــاهِرِها وَخافِيها
حبيبي يا رسولَ اللهْ
مَضَيْتَ وَحَوْلَكَ الصِّدَّيـــقُ*في فَرَحٍ إِلَى يَثْرِبْ
بِرَاحِلَةٍ وَحَيْثُ إِذا يَشاءُ اللهُ أَنْ تَذْهَبْ
يُظِلُّكُما سَحابُ الْحَـــقِّ أَيْنَ مَضَى بِكَ الْمَوْكِبْ
....................
"سُرَاقَةُ"*يَتْبُعُ الأَثَرا وَتُسْبِي النُّوقُ أَشْواقَهْ
وَصاحِبُهُ*إِلَى يَثْرِبْ دَلِيلٌ يَسْحَـبُ النَّاقَهْ
كِلا الرَّجُلَينِ في شِرْكٍ يَسُوقُ الْمالُ أَحْداقَهْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
بِحِكْمَةِ قائِدٍ أَلَّفْـــــتَ بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجْ
عَلَى الإِيْثارِ قَدْ رُبُّوا، وَكَلُّهُمو عَلَيْهِ دَرَجْ
فَجادُوا بِالَّذِي حَصَدُوا وَإِنْ كانُوا لَهُ أَحْوَجْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
ولِلشُّورَى دَعَوْتَهُمُو وَيُسْئَلُ عنكَ سَلْمانُ*
وَقَدْ ناصَرْتَ فِكْرَتَهُ لِفِطْــنَتِها لَها شانُ
فَرَدَّ اللهُ أَحْزابــًا وأخـْزاهُمْ كَما كانُوا
..................
وَخَنْدَقُنا حَمَلْتَ صُخُـــــورَهُ لَمْ يَنْدَمِلْ كَتِفُكْ
كَكُلِّ النَّاسِ وَالأَتْبـا عِ قُمْتَ،وَلَمْ يَنَمْ طَرْفُكْ
وَكَمْ مِنْ خَنْدَقٍ حَفَرُوا يُوارِي الآنَ مَنْ يَصِفُكْ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
وَأَنْتَ نَبِيُّهُمْ ظُهْـرًا ذَهَبْتَ لِتَجْمَعَ الْحَطَبا
وَكُنْتَ أَخاً يُعَلِّمُهُمْ وَأُمـاً عِنْدَهُمْ وَأَبـا
وَرَغْمَ الْفَقْرِ كُنْتَ غِنَىً وظِـلاًّ،واحَـةً،رُطَبا
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
وَعَنْ فَهْمٍ يُعادِيكَ الْيَـــــهُودُ وَمَنْ وَراءَهُمُ
وَعَنْ عِلْمٍ بِأَنَّكَ خَيـْــــــرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمُ
فَمُنْذُ"الفِيلِ"*ما هَـدَءُوا وَلا سَعِدُوا بِعُمْرِهِمُ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
رَعاكَ اللهُ مِنْ شاةِ*الـ سَّمُومِ وَمِنْ شَماتَتِهِمْ
وَرَدَّ الْكَيْـدَ أَضْعافَـًا فَظَـلُّوا فِي تَشَتُّتِهِمْ
يُمارُونَ الْخَلائِقَ فِي الـ دُّنا،يَشْكُونَ وَحْشَتَهُمْ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
أَمِنْ شاةِ الْيَهُودِ يَمُــــوتُ قَتْلانا..أَمِ الْعُرْبانْ؟
طَعِمْنا السُّمَ مِنْ زَمَنٍ وَتنْهَشُ لَحْمَنا الْغِرْبانْ
فَمَنْ أَعْرَى جَوارِحَنا، وَأَحْنانا لِكُلِّ جَبانْ!؟
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
وَقَدْ أَجْلَيْتَ مَنْ فَسَقُوا عَنِ الأَوْطانِ وَالْبَيْتِ
فَقَدْ خانُوا وَما وَفُّوا لِذا صارُوا إِلَى الْمَوْتِ
أَطاعُوا السَّامِرِيَ*,وَكَمْ بَكَى سَبْتٌ عَلَى سَبْتِ
....................
فَحاصَرْتَ"الْقُرَيْظِيِّيـــنَ"*لَمَّا ناصَرُوا الأَحْزابْ
وَصُمَّتْ"خَيْبَرٌ*،وَنَضِيـــرُ"*ما فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوابْ
وَرَغْمَ عِنادِهِمْ نالُوا عِقابَ الْخائِنِ الْكَذَّابْ
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
لِمُسْلِمَةٍ أَهانُوْهـا وَما كَشَفَتْ لَها وَجْها
أَتَوْا، وَبِحِيْلَةٍ كَشَفُوا عَلَى الطُّرُقاتِ سَوْءَتَها
طَرَدتَّ يَهُـودَ فَما رَأَوْا دَرْبـًا وَمُتَّجَـها
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
تبَادِئُ مَنْ يُعادِيْكْ الْـ قِتالَ إِذا دَعاكَ لَهُ
وَتَشْهَدُ"مُؤْتُةٌ"*،وَ"تَبُــــوْكُ"* نَصْرَ اللهِ أَنْزَلَهُ
لأَِجْلِ اللهِ لا تَخْشَى عَدُوًّا،بَلْ عَدَوْتَ لَهُ
...................
إِذِ الأَعْداءُ قَدْ قَتَلُوا سَـفِيرًا مُسْلِمًا غَدْرًا
بَعَثْتَ بِهِ لِيَدْعُوَهُمْ لِـرَبِّكَ دَعْوَةً كُبْرَى
لَعَلَّ وُلاتَنا فَطِنُوا، وَرَدُّوا الْكَيْدَ مُنْتَحِرَا
...................
وَرَغْمَ عَتادِهِـمْ،وَجُنُـــوْدِهِمْ مائةٌ مِنَ الآلافْ
وَجَيْشُكَ لَمْ يَزَلْ فَجْرًا هَدَاكَ اللهُ لِلإِنْصافْ
زَحَفْتَ لَهُم لِتُرْهِبَهُمْ وَجُنْدُ اللهِ غَيْرُ ضِعَافْ
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
لِمَنْ كانُوا عَلَى التَّقْوَى يَكُونُ النَّصْرُ وَالْغَلَبَةْ
إِذا ما كانَ مِنْ تَقْوَى فَلِلأقْوَى تَرَى الْغَلَبَةْ
وَنَصْرُ اللهِ لَنْ يُعْطَى لأَفَّــاقِينَ أَو ْكَذَبَةْ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
أَفِي الصَّحْراءِ مِنْ ظَمأٍ وَكَفّـُكَ مَنْبَعُ الْماءِ
بِماءِ وَضُوئِكَ اغْتَسَلُوا كَما بَعْـثٍ وَإِنْشاءِ
فَما صارُوا كَما الأَحْــــزابِ في ذُلٍّ وَإِعْياءِ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
حَزِنْتَ لِكَبْوَةِ الرُّومِ..* وَحِينَ النَّصْرِ عادُوكا
فَمِنْ حِقْدٍ وَمِنْ غَيْظٍ لِكُمْ حَرْبٍ أَعادُوكا
وَكَمْ كانَتْ أَمانِيهِمْ إِذا ذِبْحاً أَعَدُّوكا
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
قَياصِرَةٌ،مُلُوكٌ قَدْ خَشَوْكَ وَحَلَّفُوا الأَحْلافْ
وَكُنْتَ بِغَيْرِ أُسْطُولٍ وَما هَزَأَتْ بِكَ الأَعْرَافْ
وَكانَ الْحَقُّ مُنْتَصِرًا وَمُرْتَفِعًا عَلَى الأَجْلافْ
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
لَبِسْنا الْيَوْمَ ما لَبِسَ الْـيَهُودُ مِنَ الْخُنُوعِ هُناكْ*
أَمامَ جِهادِكَ انْصَدَعُوا إِذِ افْتَرَقُوا فَكانَ هَلاكْ
تَبَادَلْنا مَواقِعَهُمْ فَما صِرْنا كَعُودِ أَرَاكْ
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
وَيأْتِي اللَّيلُ مِنْ بَطْنِ الـ لَّيَالِي مِثْلَهُ سَحَبا
فَمِنْ لَيْلٍ إِلَى لَيْلٍ نَهارُ حَيائِنا انْسَحَبا
فَلا صُبْحٌ يَجِيءُ،وَلا ضِياءُ يَقْشَعُ السُّحُبا
حبيبي يا رسُولَ اللهْ
يَعِيشُ الإِنْسُ في ظُلَمٍ فَمِنْ كَـهْفٍ إِلَى كَهْفِ
فَقَدْ شَبُّوا عَلَى ظُلْمٍ فَمِنْ كَـٍّف إِلى كَـِّف
كَخَيْلٍ أُسْرٍجَتْ دَوْمًا فَحَزَّ السَّرْجُ فِي الْكَتِفِ
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
أَتَى عَصْرٌتَطَوَّحَتِ الْـ مَآذِنُ فِيهِ وِالْعُرُشُ
بُيُوتُ اللهِ أَفْـِئدَةٌ مُحَطَمَةٌ وَمُنْتَبَشُ
فَمَنْ يَلْهُو بِها يَلْهُو وَيَحْفُرُها وَيَنْتَبِشُ
حبيبي يا رَسُولَ اللهْ
أَقَمْتَ بِعَوْنِ رَبِّكَ دَوْ لَةَ الإِيْمانِ وَالأَمْنِ
فَما وَرَّثْتَها"الْعَبَّــــاسَ"عَمَّكَ، أَوْ أَبا الْحَسَنِ
وَلا عَدَّلْتَ دُسْتُورًا لِيَبْقَى الشَّعْبُ فِي السِّجْنِ
حبيبي يا رَسُوْلَ اللهْ
عَلَى الأَقْصَى تَدُوْرُ دَوَا ئِرُ الْعِبْرَانِ تَقْتَصُّ
فَلا"عُمَرٌ"يُحَجِّمَهُمْ.... وَلا الْبُنْيانُ مُرْتَصُّ
لِذا ارْتَصَّتْ بَنادِقُهُمْ تُحَجِّمُنا وَتَقْتَنِصُ
حبيبي يا رَسُوْلَ اللهْ
رِجَالُ الْحُكْمِ فِي وَطَنِي أَضَاعُوْا كُلَّ مَا أُخِذَا
فَمَا كَنَزَ الْجُدُوْدُ مِنَ الْـ ـعُلُوْمِ أُعِيْقَ مَا نَفَذَا
وَدِيْنُ اللهِ بَيْنَ رُبُوْ عِهِمْ قَدْ صَارَ مُنْتَبَذَا
حَبِيبي يا رَسُوْلَ اللهْ
دِمَاءُ الْمُسْلِمِيْنَ تَسِيْـ ـلُ أَنْهَارًا عَلَى الرُّقْعَةْ
لَقَدْ صِرْنَا غُثَاءً وَالذِّ ئابُ تَحَوَّطُوْا الْقَصْعَةْ
وَمِنَّا مِثْلُهُمْ أَكَـلُوْا وَصَارُوْا عِنْدَهُمْ تَبَعَةْ
حبيبي يا رسول الله
فَمَا مِنْ غَزْوَةٍ إِلاَّ نَمَوْا وَتَفَوَّقُوْا عَدَدَا
وَمِنْ"بَدْرٍ"لِحَرْبِ"الـــرُّوْمِ" مَا صَارُوْا لَكَ النِّدَّا
فَجُنْدُ اللهِ رِبِّيـُّـــــوْنَ قَدْ كَانُوْا لكَ السَّنَدَا
حبِيبي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَكَمْ خُضْتَ الْمَعَارِكَ مَا بِأَعْدَادٍ هَزَمْتَهُمُو
وَلا بِخِيَانَةٍ وَوَقِيـْــــعَةٍ فِي الصَّفِّ نِلْتَهُمُو
وََكَمْ خُنَّا وَخَانُوْنَا هُزِمْنا قَبْلَمَا هَزَمُوْا
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
عَلَى التَّوْحِيْدِ قَامَتْ دَوْ لَةُ الإِْسْلامِ وَالْعِزِّ
وَبِالإيمَانِ قَدْ دَرَجُوْا عَلَى التَّنْوِيْرِ وَالْفَوْزِ
فَمَا جَاعُوْا،وَلا انْهَزَمُوْا بِحَرْبَةِ كِسْرَةِ الْخُبْزِ
حَبِيْبِي يا رَسٌوْلَ اللهْ
سَئِمْنا صُحْبَةَ الأيْــــــامِ مِنْ ذُلٍّ بِنَا سَكَنَا
أَقَمْتَ وَصُحْبَةُ الأخْيـَـــــارِ بُنْيَانَا وَآلَ لَنَا
تَرَكْنَاهُ،وَنِمْنا فِي عَرَاءٍ ظَلَّ يُوْجِعُنا
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
أَمَكْتُوْبُ التَّشَرْذُمُ أَمْ لأَِنْفُسِــنَا كَتَبْنَاهُ
عَدِمْنَا الْقُدْوَةَ الْمُثْلَى عَدَا الْلاَّهِي تَبِعْنَاهُ
وَقَدْ طُمَسِتْ صَحَائِفُنَا وَسَبَّ اللَّفْظُ مَعْنَاهُ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
أَشُمُّ رَوَائِحَ الشًّهَدَا ءِ فِي "بَدْرٍ" وَفِي "أُحُدِ"
تُعَطِّرُ رَايَةَ الإِسْلا مِ ما بَخَلَتْ عَلَى أَحَدِ
وَتُلْزِمُنا الْجِهادَ مَعَاً وَحِفْـظَ اللهِ لِلأبَدِ
حَبِيبي يا رَسُوْلَ اللهْ
يُبَاهُوْنَ الْخَلائِقَ أَنــّـهُمْ قَدْ حَرَّرُوْا الإِنْسانْ
أَما يَدْرُوْنَ كَمْ جَهِلُوْا إِذَا لَمْ يَفْقَهُوا الْقُرْآنْ؟
وَأَنَّ مُحَمَّدًا أَوْصَى التـُّـقَى وَالرِّفْقَ بِالْحَيَوَانْ
حَبِيبِي يا رِسُولَ اللهْ
فَكَمْ أَطْعَمْتَ مِنْ إِنْسٍ وَمِنْ طَيْرٍ وَمِنْ أَنْعامْ
حَسَدتُّ حَمائِمًا أَطْعَمْـــتَهُنَّ وَبِتَّ دُوْنَ طَعامْ
وَلَسْنَ سِوَى مَلائِكَةٍ يَطُفْنَ بِسِدْرَةٍ وَإِمامْ
حبيبي يا رسول الله
بَعَثْتَ حِمايَةً جُنْـدًا لِمُرْضِعَةٍ مِنَ الأَخْطارْ
وَكانَ الْجَيْشُ إِذْ يَمْضِي سَيَدْهَمُ كَلْبَةً وَصِغارْ
فَكَمْ أُمٍّ وَمُرْضِعَـةٍ وَتُسْقَى الآنَ مَاءُ النَّارْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
يَقُوْلُ لَكَ الصَّحَابَةُ أَنْـــــتَ سَيِّدُنا فَتَزْجُرُهُمْ
هُوَ الشَّيْطَانُ لا يَسْتَغْوِيـَــــنَّكُمْ هَـوَىً وَظُلَمْ
أَنا بَشَرٌ..أُبَلِّغُ وَحْــــــيَ رَبِّي،فاغْفِرِ اللَّهُمْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَأَنْتَ نَبِيُّنا خُيـــِّــــرْتَ بَيْنَ الذِّكْرِ وَالْعِلْمِ
فَقُلْتَ:كِلاهُما خَــيْرٌ لِذِي لُـبٍّ وَمُغْتَنَمِ
بُعِثْتُ مُعَلِّمًا فاعْـلَمْ بِغَيْرِ الْعِلْمِ أَنْتَ عَمِي
حَبِيبِي يا رَسُولَ اللهْ
أَما قالُوا:أَتَى الإِسْلا مُ مُنْتَشِرًا بِحَدِّ السَّيْفْ
وَمَا فَطِنُوْا إِلَيْهِ الآنَ ـ فِي آسْيا ـ دُعاةُ الزَّيْفْ
سُيُوْفُ الْحَقِّ قَدْ جاءَتْ لأجْلِ اللهِ لاَ لِلْخَوْفْ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
أَمَا فَطِنُوْا لِنُوْرِ اللَّـــــهِ مُنْتَشِرًا بِدَارِ الْكُفْرْ
إِلَى الإِسْلامِ بَعْدَ "مُحَــــمَّدٍ"يَسْرِي إِلَيْهِمْ طُهْرْ
فَلا سَيْفٌ لِيُرْهِبَهُمْ... وَلاَ"عُمَرٌ"،وَلاَ "بُوْ بَكْرْ"
.................
فَنُوْرُ اللهِ يَغْزُوْ الْقَلْـــــبَ وَالْعَيْنَيْنِ وَالْبَدَنا
فَيُصْبِحُ مَنْ يُقَاوِمُـهُ كَمِئْـذَنَةٍ تُضِيءُ دُنَا
يُوَحِّدُ مُعْلِنًا،لِلدِّيـــْــنِ يَغْدُوْ السَّيْفَ وَالْبَدَنَا
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَفِي دُنْيَـاكَ مَنْ أَدْرَا كَ أَنَّكَ خَـاتِمٌ وَإِمَامْ
تَقُوْدُ جُيُوْشَ ثَوْرَتَهَا يَكُوْنُ الدِّيْنُ بَدْرَ تَمَامْ
وَبَعْدَكَ لَنْ نَرَى رُسُلاً وَمِسْكُ خِتَامِهَا الإِسْلامْ!؟
حبيبي يا رسولَ اللهْ
فَمَنْزِلَةُ النُّبُوَّةِ نَيْـــــلُهَا شَرَفٌ،وَعِـزُّ مَقَامْ
وَإِنْ يَزْعُمْ بِهَا أَحَـدٌ مَـدَى الأَزْمَانِ وَالأَيَّامْ
فَمَا لِلْباطِلِ المَزْعُـوْ مِ مِنْ قَدَمٍ غَدَا أَوْ قَامْ !
.................
فَيَا مَنْ كَانَ يَبْسُطُ تَحْـتَهَا الثَّوْبَ الشَّرِيْفَ فِرَاشْ
وَيَفْتَحُ قَلَْبهُ بَيْـتًا وَمَكْـرُمَةً لَهَا وَمَعَاشْ
أَكَانَ"مُحَمَّداً" فَظًّا كَمِثْلِ مَزَاعِمِ الأَوْبَاشْ!!
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
طَرِيـْقُ اللهِ آمِنَـةٌ وَأَنْفُـسُنا بِهَا مَرَضُ
نُعَالِجُ رَغْمَهَا عَرَضًا فَيَبْدُوْ رَغْمَنَا عَرَضُ
فَسُبْحَانَ الَّذِي سَـوَّى وَمَا لِلأَمْـِر نَعْتَرِضُ
حبيبي يا رسولَ اللهْ
فَمَا زَالُوْا يُشِيْعُوْنَ افْـــتِرَاءَاتٍ عَنِ الإِسْلامْ
وَشِرْعَتُهُ كَحَدِّ السَّيْـــفِ عَدْلٌ،وَاْلُحُدُوْدُ تُقَامْ
فَمَنْ أَمِنَ الْوَرَى أَحْقَـــادَهُ حُرًّا يَعِشْ بِسَلاَمْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
كَمَا أَخْرَجْتَ دُنْيَا النـَّـاسِ مِنْ ظُلُمَاتِهَا لِلنُّوْرْ
بِنُوْرِ اللهِ أَوْدَعْتَ الْـ قُلُوْبَ بَشَاشَةً وَسُرُوْرْ
وَأَلْقَيْتَ الْجَهَالَةَ كُــــلَّهَا فِي غَيَاهِبِ التُّنُّوْرْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَأَنْتَ "مُحَمَّدٌ" تَبْكِي أَمَامَ الْقَبْرِ حَتَّى الْمَوْتْ
"لِجَدِّكَ" أَوْ"لآمِنَةٍ" وَ"عَبْدِ اللهِ" مَا شُفِّعْتْ
لِيَعْلَمَ ظَالِمُـوْكَ بِأَنَّ صَوْتَ الْعَدْلِ أَعْلَى صَوْتْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
أَتَبْكِي يَا حَبِيبِي لِلْـ حَبِيْبِ شَفَاعَةً يَأْبَى
وَأَنْتَ مُشَـفَّعٌ إلاَّ لآلِكَ لَمْ يُجِبْ طَلَبَا
لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ.. " ..وَلَوْ كَانُوْا أُوْلِي قُرْبَى.."
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَعَدُّوْنِي كَمَا تِمْثَا لِ إِخْنَاتُوْنَ فِي الْمُتْحَفْ
دَعَا عُمْرًا إِلَى التَّوْحِيْــدِ لَمَّا يَعْرِفِ الْمُصْحَفْ
وَلَمْ يُسْعِفْهُ مِنْ أَحَدٍ صَرِيْعاً قَلْبُـهُ يَنْزِفْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
أُعَانِي وَحْشَةَ الأَيـــَّــامِ إِلاَّ مِنْ ِجَوارِكَ لِي
غَرِيْبٌ يَطْرُقُ الأَبـْــوَابَ صُمًّا،خُرْسَ لَمْ تَزَلِ
قُلُوْبُ النَّاسِ صّوَّانٌ لِسَانُهُمُو مِنَ الْخَتَلِ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
دَعَوْتُكَ كُلَّ أَرْحَامِي إِلَيْكَ شَكَوْتُ آلاَمِي
وَأَحْمَالاً عَلَى صَدْرِي وَأَوْجَاعِي وَأِسْقَامِي
فَغَيْرُكَ مَنْ لَهُ أَشْكُوْ تَخَـاذُلَ صَفُّ حُكَّامِ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
لأَنْتَ أَحَبُّ مِنْ أَبَـــوَيَ، وَالأَوْلادِ،وَالنّـَفْسِ
وَحُبُّكَ يَاسَمِيْنٌ عطرُهُ يَسْــــرِي مَعَ النَّفَسِ
أَحَبَّكَ خَالِقُ الْكَوْنَيـْ ـنِ كَيْفَ بِسَائِرِ الإِنْسِ!!
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
أُحِبُّكَ دُوْنَ أَطْمَـاعٍ وَأَهْـدَافٍ وَغايَاتِ
وَحُبُّكَ جَنَّتِي مُزْدَانَــــــةً بِهُدَىً وَآيَاتِ
وَأَخْجَلُ أَنْ تَرَى وَجْهِي بِآثَامِـي وَعِلاَّتِي
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
لَكَمْ أَهْفُوْ إِلَى رُؤْيَــاكَ كَيْ أُشْـفَى مِنَ الْعِلَلِ
وَيُشْفَى مَوْطِنِي الْغَالِي مِنَ الطُّغْيَانِ وَالزَّلَلِ
وَتَرْقَى أُمَّتِي يَوْمـًا كَهْـدِ رِجَالِهَا الأُوَلِ
حَبِيبِي يَا رَسُوْلَ اللهْ
نَبَاتُ الأَرْضِ مَبْهُوْرًا يَتِيْهُ بِعِطْرِكَ الْفَوَّاحْ
وَمُنْذُ رَآكَ مُبْتَهِجًا يَفُوْحُ شَذًا مَسَاءَ صَبَاحْ
وَيَدْعُوْ مِثْلَمَا تَدْعُوْ إِلَى عَيْشٍ بِغَيْرِ جِرَاحْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
تَدَارَسْنَا،وَلا زِلْنـْا يُفَقِّـهُ بَعْضَنَا بَعْضَا
دُرُوْبُ الْعِلْمِ نَسْلُكُهَا، وَنَسْلُكُهَا هَوَىً وَقَضَا
كَأَنَّمَا نُمْسِكُ الْجَمْرَا لَعَـلَّ اللهَ أَنْ يَرْضَى
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
وَلَيَّنَتِ السِّوَاكَ تُحِــــسُّ"عَائِشَةٌ" دُنُوَّ الْمَوتْ
لِتَلْقَى اللهَ مُسْتَاكَاً وَقُلْتَ:إِلَى الرَّفِيْقِ وَنِمتْ
وَمُتَّ بِحِجْرِهَا قَالَتْ: لَقَدْ خُيِّرْتَ أَنْتَ اخْتَرتْ
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
بَنَاتُكَ كَمْ تَرَكْتَ لَهُـــنَّ مِنْ قَصْرٍ،وَمِنْ آثَارْ!
وَكَمْ هَرَّبْتَ مِنْ ذَهَبٍ..وَكَمْ تُخْفِي مَنَ الأَسْرَارْ!
رَحَلْتَ وَمَا تَرَكْتَ لَهُــنَّ غَيْرَ الْوَاحِدِ الْقَهَّارْ!
حَبِيبِي يا رَسُوْلَ اللهْ
تُرَابُ الأَرْضِ يَبْكِي مُنْـــــذُ مَوْتِكَ قَلْبُهُ وَلِهُ
بُكَاءَ الآسِفِ الْمَحْـــزُوْنِ،قَدْ غَطَّاكَ..كَيْفَ لَهُ!
بُكَاءَ الرَّابِحِ الْكَسْبــَـــانِ مَالاَ شَيْءَ يَعْدِلُهُ!
حَبِيبِي يا رَسُولَ اللهْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيد جلال/ فجر الثلاثاء
11من المحرم سنة1428هـ
30من ينايرسنة2007 م
مدينة الفردوس – الأميرية - القاهرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[email protected][/align]
