- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-
لا إله إلا الله هي الركن الأول - والأكبر - في الإسلام .. قبل الصلاة والصيام والزكاة والحج .. وقبل كل شيء في هذا الدين .
ومن يتدبر القرآن يلحظ ولا شك الأهمية العظمى التي يوليها كتاب الله لقضيـة التوحيـد .. قضية لا إله إلا الله ، بحيث تشغل الحيز الأكبر من القرآن كله ، وإن كان التركيز عليها في السور المكية أشد .
وقد يتبادر إلى الأذهان لأول وهلة - كما أشرت في كتاب " دراسات قرآنية " - أن هذا الاهتمام البالغ بقضية لا إله إلا الله في كتاب الله كان سببه أن المخاطبين بهذا القرآن أول مرة كانوا قوما مشركين ، فكان من المناسب أن يركَّز الحديث لهم في قضية التوحيد لتصحيح اعتقاداتهم الباطلة وتصوراتهم الفاسدة في قضية الألوهية .
ولكن استمرار الحديث عن هذه القضية في السور المدنية ، بعد استقرار العقيدة ، وقيام المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية ، والتزام ذلك المجتمع بتكاليف الإسلام ومقتضياته ، وعلى رأسها الجهاد في سبيل الله .. كل ذلك له دلالته الواضحة على الأهمية الذاتيه لهذه القضية ، حتى بالنسبة للمؤمنين الذين تخاطبهم الآيات المدنية مبدوءة بقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا .. " وأن قضية التوحيد - قضية لا إله إلا الله - ليست حديثا يذكر لفترة من الوقت ثم ينتقل منه إلى غيره ، إنما هي حديث يذكر ثم ينتقل معه إلى غيره .. حديث لا ينقطع في أيِّ وقت من الأوقات .
وربما كانت هذه الآية في سورة النساء حاسمة الدلالة فيما ذهبنا إليه :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْـزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَـنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَـدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيـداً ) ( ) .
فالذين يُدْعَون إلى الإيمان هم المؤمنون بالفعل : " يا أيها الذين آمنوا " ! والذين يُدْعَوْن إلى الإيمان به هو الذي آمنوا به بالفعل ! فهم يدعون إلى الإيمان بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ، والله يقول عنهم في آخر سورة البقرة : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ .. ) !
فقضية لا إله إلا الله إذن قضية دائمة في حياة البشرية .. لا يدعى إليها الكفار وحدهم لكي يؤمنوا ، ولا المشركون وحدهم ليصححوا اعتقادهم ، ولكن يدعى إليها المؤمنون بها كذلك ويذكّرون بها ، لكي تظل حية في قلوبهم ، راسخة في ضمائرهم ، عاملة في واقع حياتهم ، لا يفترون عنها ، ولا يغفلون عن مقتضياتها : " يا أيها الذين آمنوا ، آمنوا .. "
ولا عجب أن تكون قضية لا إله إلا الله هي القضية !
الشيخ محمد قطب
اقرأ المزيد عن مفهوم لا إله إلا الله
و غيره من المفاهيم التي يجب تصحيحها
في كتاب الشيخ محمد قطب حفظه الله القيم
مفاهيم ينبغي أن تصحح
لا إله إلا الله هي الركن الأول - والأكبر - في الإسلام .. قبل الصلاة والصيام والزكاة والحج .. وقبل كل شيء في هذا الدين .
ومن يتدبر القرآن يلحظ ولا شك الأهمية العظمى التي يوليها كتاب الله لقضيـة التوحيـد .. قضية لا إله إلا الله ، بحيث تشغل الحيز الأكبر من القرآن كله ، وإن كان التركيز عليها في السور المكية أشد .
وقد يتبادر إلى الأذهان لأول وهلة - كما أشرت في كتاب " دراسات قرآنية " - أن هذا الاهتمام البالغ بقضية لا إله إلا الله في كتاب الله كان سببه أن المخاطبين بهذا القرآن أول مرة كانوا قوما مشركين ، فكان من المناسب أن يركَّز الحديث لهم في قضية التوحيد لتصحيح اعتقاداتهم الباطلة وتصوراتهم الفاسدة في قضية الألوهية .
ولكن استمرار الحديث عن هذه القضية في السور المدنية ، بعد استقرار العقيدة ، وقيام المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية ، والتزام ذلك المجتمع بتكاليف الإسلام ومقتضياته ، وعلى رأسها الجهاد في سبيل الله .. كل ذلك له دلالته الواضحة على الأهمية الذاتيه لهذه القضية ، حتى بالنسبة للمؤمنين الذين تخاطبهم الآيات المدنية مبدوءة بقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا .. " وأن قضية التوحيد - قضية لا إله إلا الله - ليست حديثا يذكر لفترة من الوقت ثم ينتقل منه إلى غيره ، إنما هي حديث يذكر ثم ينتقل معه إلى غيره .. حديث لا ينقطع في أيِّ وقت من الأوقات .
وربما كانت هذه الآية في سورة النساء حاسمة الدلالة فيما ذهبنا إليه :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْـزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَـنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَـدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيـداً ) ( ) .
فالذين يُدْعَون إلى الإيمان هم المؤمنون بالفعل : " يا أيها الذين آمنوا " ! والذين يُدْعَوْن إلى الإيمان به هو الذي آمنوا به بالفعل ! فهم يدعون إلى الإيمان بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ، والله يقول عنهم في آخر سورة البقرة : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ .. ) !
فقضية لا إله إلا الله إذن قضية دائمة في حياة البشرية .. لا يدعى إليها الكفار وحدهم لكي يؤمنوا ، ولا المشركون وحدهم ليصححوا اعتقادهم ، ولكن يدعى إليها المؤمنون بها كذلك ويذكّرون بها ، لكي تظل حية في قلوبهم ، راسخة في ضمائرهم ، عاملة في واقع حياتهم ، لا يفترون عنها ، ولا يغفلون عن مقتضياتها : " يا أيها الذين آمنوا ، آمنوا .. "
ولا عجب أن تكون قضية لا إله إلا الله هي القضية !
الشيخ محمد قطب
اقرأ المزيد عن مفهوم لا إله إلا الله
و غيره من المفاهيم التي يجب تصحيحها
في كتاب الشيخ محمد قطب حفظه الله القيم
مفاهيم ينبغي أن تصحح