- 7 مارس 2006
- 5,489
- 17
- 0
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبـه أجمعيـن وبعد,
..
في زمن قلّ فيـه الصديق .. وقلّ فيـه الوفاء ..
منّ الله علي بأحنّ وأوفى الأصدقاء ..
..
صداقـة .. تجمعنا سنوات عديدة ..
وذكريات عديدة .. أخـوة..
بكل إختصار أقول ..
أحسبـه هو الحب في الله .. لا غير!
..
إلا أنّ الاختلاف والخلاف وارد! ..
وللشيطان مداخل عجيبـة على نفوس العباد .. إلا أنه يخنس على من استعان بالله وأخلص نيّتـه
..
تمر الأيام .. ويأتي يوم مهم جداً في حياتي ..
يوم أحب أن أرى جميع من أحبهم حولي ..
ويوم أشك أن يفوته من يعزني ويقدرني ..
..
إلا أنها تخلّفت! .. ولم تعتذر!
اتصلت بها .. فلانـة أين انتِ!
قالت بصوت مرتبك ... عذراً . انشغلت بـ كذا!
أجبت أنا .. لن تأتي لهذا السبب!! حقاً؟! .. طيب طيب .. خير .. السلام عليكم .
انتهت المكالمـة ..
عذرها كان انشغالها بشيء أعارضـه بشدة! .. وتناقشنا فيه مرات عديدة ..
وبالرغم من هذا كلـه .. تتخلف عن هذا اليوم الهام لسبب أعارضـه بشدة وأكرهه!
..
إنشغلتُ وانشغلت ..
ومضت أيام .. أنتظر اتصالها للإعتذار .. هي التي أساءت!
ولكن دون جدوى ..!
ستسافر اليوم .. لا بل سافرت بالأمس .. لم تتصل! .. ماذا أفعل هل أتصل؟
لا .. لن أتصل! .. سأتصل بأختها لأحدثها .. لا .. سأنتظر لتتعلم درسا! ..
لا .. سأكون أول من يبدأ السلام وأفهمها أن ما فعلتـه خطأ .. لا لن تتعلم لن أتصل وسأنتظر رؤيتها ..
هكذا ذهبت بي الأفكار يمنـة ويسرة ..
تارة أتصل .. تارة لا أتصل ..
تارة أقول سافرت ولم تتصل بي .. وتارة أقول لا يمكن أن تفعلها ..
إلا إني لم أترك ولله الحمد للشيطان سبيل .. فاستعذت بالله وانشغلت بما كان لدي ..
..
في صباح اليوم التالي ..
اتصال منها ..
قالت : .. أنتِ في البيت لوحدك؟
قلتُ نعم! ..قالت .. طيب ... أنا بالخارج سأدخل الآن!
..
دخَلَت .. بابتسامـة كلها خجل! ..
فلم أملك إلا أن أبتسم بوجهها ..
فقالت لي .. لم أرد أن أحدثك بالهاتف حتى آتي لكِ بنفسي وأعتذر!
..
ما أكبر قلبكِ أخيتي .. لو علمتِ ما دار بعقلي بالأمس! ..
إلا أنك علمتني درساً .. وأي درس ..
..
ما أجمل العفو وإحسـان الظن ..
حتى لو أخطأ الشخص الذي أمامك ..
قد يكون خطؤه زلـة دون قصد ..
زلـة حدثت بسبب أي ظرف .. حتى وإن كان كبيراً
إلا أننا كلنا مُعرض للخطأ والزلل ..
فما أجمـل الإعتذار والتقدير
والأجمل من ذلك العفو وإحسان الظن .. !
..
صديقتي علمتني درساً ..
- أهميـة الإعتذار بتقدير لمن اخطأت في حقـه.
- أهميـة تقديم حسـن الظن قبل التهور بأي خطوة أو فكرة.
- الصداقـة التي تأسست على حب الله الحقيقي .. لا يمكن أن تهدمها نزغات الشيطان
وكل هذا .. لا يكون إلا ..
بالإخلاص .. والاستعانـة بالله ..
منقول حتى تستفيد كل واحدة منا من هذه القصة
فلنسامح ونتعامل مع بعضنا على مبدأ واحد التمس لاخيك سبعين عذرا
t7
