إعلانات المنتدى


العلامة الفضلي اخلاقه وصفاته ثم وفاته في رمضان حلقة 8

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

مرشد الحيالي

عضو شرف ومشرف سابق
عضو شرف
11 أبريل 2008
3,981
153
63
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
لقد كانت دراسة الفضلي على كبار علماء بغداد وتحصيله العلمي ومصاحبته للاخيار من عباد الله الصالحين له الاثر البالغ على اخلاقه وصفاته ومستقبله العلمي فقد سلك طريقا جمع فيه بين تحصيل العلوم الشرعية وبين سلوك طريق الزهد والعبادة والورع وهو بذلك يتبع طريقة الصالحين امثال الامام احمد بن حنبل وسليمان الداراني والجنيد البغدادي وغيرهم الذي اسسوا مدرسة قامت اصولها على تزكية النفس وتربيتها على الاخلاق الفاضلة وتخليصها من الشوائب والادران والاخلاق الذميمة كالكبر والعجب وغيرها مما يدنس النفس ويبعدها عن مناجاة الحضرة الالهية وقد كتب الامام احمد فصولا نافعة في طريق اهل الزهد في كتابه العظيم الزهد ذكر من خلاله عنوانين يوخذ منها خطوطا عامة في طريق السالكين ومن بعده كتب الامام ابن القيم كتابه الحافل مدارج السلكين بين منازل اهل التقى والعبادة ابتداء من منزلة الهمة وانتهاء بمنزلة التوبة وغيرها وهو من انفع ما كتب في هذا المجال وقد ترجم الفضلي تلك المنازل ترجمة عملية تمثلت بجمل من الاخلاق والصفات ندر وجودها في عالمنا اليوم والله المستعان .
-مصاحبته للاخيار : قال تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) كان الفضلي عزيز النفس عالي الهمة وهو مع ذلك يحب الجلوس مع الفقراء والاستماع الى شكواهم وحكاياتهم وما يعترضهم من هموم ويستوحش من مجالسة كبار الموظفين بل ويضيق صدره من ملاقاتهم .
الورع والخشية :كان الفضلي لايرغب في الامامة -امامة المسجد -لشدة ورعه فكان من عادته التي عرف بها انه يصلي النافلة في الغرفة ولايخرج للصلاة حتى يسمع تكبيرة الاحرام كي لايقدم للامامة ولزيادة البحث والتفصيل يرج مراجعة كتب الفقة فهناك موضع التفصيل لا التراجم والسير .

التواضع الجم :لقد كان الفضلي في حياته وفي شؤون معيشته لايترفع على احد من عباد الله لما يحمل في قلبة من التواضع والمحبة والخشية لله وكان يقوم بنفسة بتنظيف المسجد وكنسه وهذه طريقة في تعويد النفس على التواضع وعدم التكبر وقد كان نبينا عليه افضل الصلاة والتسليم امام المتواضعين يقوم بنفسه بترقيع ثوبه وخصف نعله ان هذه الاخلاق خرجت من مشكاة النبوة والله تعالى يقول (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة )ومما يؤخذ على شيخنا انه لم يتزوج في حياته وهذا ليس من سنن الهدى والله وحده الذي يعلم الحال
وقد قال صلى الله عليه وسلم: « حُبب إليّ من دنياكم النساء والطيب، وجُعلت قرة عيني في الصلاة » [رواه أحمد والنسائي]. و قال ابن مسعود رضي الله عنه: "لو لم يبق من أجلي إلى عشرة أيام، وأعلم أني أموت في آخرها، ولي طوْل النكاح فيهن، لتزوجت مخافة الفتنة".
وقال الإمام أحمد بن حنبل: "لو كان بشر تزوج لتمّ أمره. ويقصد الإمام بشر بن الحارث أبا نصر المروزي.
وقيل لأحمد: مات بشر. قال: "مات والله وماله نظير، إلا عامر بن قيس، فإنّ عامراً مات ولم يترك شيئاً"، ثم قال أحمد: "لو تزوج".

المحافظة على الاذكار :لقد كان الفضلي محافظا على الاذكار والاوراد لما لها من عظيم الاثر على القلب والبدن والتقرب من المولى سبحانه وقد ذكر ابن القيم في كتابه القيم البديع الوابل الصيب في الاذكار ان للذكر من الفوائد والفرائد ما يفوق المئة فائدة جليلة الاثر عظيمة الفائدة وقد كان الفضلي قد الزم نفسة باوراد واذكار لم يخل بها حتى وفاته .

وفاته رحمه الله :عاش الفضلي حياته كلها معلما ومربيا وموجها حتى جاوز السبعين من العمر تخرج على يديه عشرات العلماء امثال الخطيب الذي لانزال نترجم له ونكتب عن حياته وقد قام هولاء العلماء من بعد وفاة الفضلي بنهضة علمية في بلاد الرافدين لازالت اثارها وبركتها الى اليوم .

الايام الاخيرة :اشتد المرض على الفضلي ولم يمهله كثيرا حتى وافاه الاجل في 15 من رمضان المبارك عام 1367 الموافق من 12تموز من عام 1948وهذه منقبة عظيمة تضاف الى سجل حياة ذلك العالم وهو ان يموت على عمل من اعمال البر وفي شهر من افضل الشهور الا وهو شهر رمضان المبارك وقد صلي علي جثمانه الشريف جماعات يتقدمهم لفيف من العلماء البارزين الى صلاة المغرب ثم حملت الجنازة الى مثواها الاخير بعد صلاة الفجر الى مقبرة السهروردي الكائنة قرب شارع الشيخ عمر والمقبرة نسبة الى الشيخ عمر بن محمد شهاب الدين ابو حفص السهروردي صاحب كتاب عوارف المعارف و كان شيخ مشايخ الصوفية في بغداد وللحديث بقية باذن الله.
 

هاني مكاوي

مراقب قدير سابق
28 مايو 2007
5,869
35
0
الجنس
ذكر
رد: العلامة الفضلي اخلاقه وصفاته ثم وفاته في رمضان حلقة 8

ما أروع قراءة السير العطرة لرجال العلم والفضل.
بوركت يا أخي مرشد ولا شلت يمينك

واستطرادا أنقل لك ما كتبه مفيد الصافي بجريدة المدى البغدادية عن محلة الفضل:


الوزراء والأشقياء غادروا محلة الفضل ولم يبق غير الكلام عنها!

مديرية الاوقاف اخذت الصندوق الخشبي المصنوع من الصاج كغطاء لمرقد الامام محمد بن فضل ولم تعده!
من مدرستها تخرج الرصافي والزهاوي
أين اختفت مكتبة جامع الفضل التي كانت تضم مخطوطات مهمة؟


تقدم الحاج فؤاد علي القيسي بخطواته القصيرة على مهل داخل صحن جامع الفضل وجلس على الأريكة القديمة ، وبرغم برودة الجو إلا انه بدا معتاداً على هذا النوع من المقابلات. لقد فتح عينيه على الدنيا وهو في هذه المحلة الهادئة ولم يفكر بمغادرتها يوما واحدا ، ولم يفعل ذلك وهي مسكن أبيه وجده من قبل . كان يتطلع الى المحلة يوميا قبل ان يصل الى هنا ، ويعرف انها لاتزال تتنفس هواء الأزقة البغدادية الجميلة، معاندة الزمن. وبين الأزقة المفتوحة والمغلقة أسرار رصافة بغداد . وما بين الفينة والفينة يواجهه صبية صغار يتقافزون من الأبواب وهم ذاهبون إلى مدرستهم.

المؤذن العجوز
بدا الحاج فؤاد علي القيسي الذي يبلغ السادسة والسبعين يتحدث عن الجامع الذي تحمل المحلة اسمه قائلا" سمي الجامع على اسم الامام محمد بن الفضل بن اليسار الاسفرائيني. وهو عالم ولد في مكة وتعلم الفقه في المدينة المنورة ثم جاء إلى بغداد لإكمال دراسة علوم الشريعة ليصبح بعد ذلك من كبار العلماء في بغداد ، درس على يديه عدد كبير من كبار العلماء والفقهاء وحينما توفي دفن بجوار مدرسته التي كانت تسمى المدرسة الفضلية. في المدينة كان على المذهب المالكي وفي بغداد أصبح على مذهب الإمام ابي حنيفة وكان يفتي على جميع المذاهب، وفي أواخر العصر العباسي وفي زمن الخليفة المستظهر امر ببناء مسجد بجوار مرقده تكريما له، وتجمع الناس حول الجامع حتى أصبحت المنطقة عامرة بالسكان وسميت باسمه .وفي عام 1209 هجرية تمت اعادة بناء المسجد . وكان في المسجد مدرسة دينية- لم تعد موجودة الان- تخرج فيها كبار العلماء والفقهاء والأدباء مثل معروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي ومن العلماء الذين تخرجوا فيها الإمام محمد الجاوي من اندونيسيا وتخرج منها علماء ومفكرون وعباقرة، ومن السياسيين نوري السعيد باشا، ومن المدرسين الشيخ المرحوم محمود شكري الالوسي(ابو الثناء) والعلامة الشيخ عبد الوهاب النائب واخوه الشيخ العلامة سعيد النائب وهما من العلماء الأجلاء . وفي مقبرة الجامع دفنا هما وعدد من اولادهما .عانى الجامع من الاهمال في العهود السابقة وهدمت مدرسته لتتحول الى محال تجارية في الستينيات .
القارئ القديم
للحاج فؤاد ولد واحد أصبح جدا الآن، تحدث عن نفسه قائلا " تخرجت في كلية الإمام الأعظم في عام 1973 ودرست في الأزهر الشريف علم التجويد وتخرجت في المعهد العالي للقرآن في جامعة الازهر عام 1966-1968 ولدي شهادة وقع عليها الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ومحمد الحصري ، كما درسني الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ ابو العينين الشعيشع ومصطفى إسماعيل ، وفي بغداد درسني الشيخ المرحوم خليل اسماعيل والمرحوم الحاج محمود عبد الوهاب. لم تسأل الاوقاف عني يوما، وانا اعمل في الجامع مذ كان عمري خمس سنين ولولا اهتمام المواطنين بالجامع لعانى من اهمال شديد.

صندوق الصاج

تجول الحاج في الباحة الواسعة للجامع القديم ، القى ببصره على الدكة او المصلى الصيفي الذي تبلغ مساحته نحو 300 متر مربع ، تعلوه سقيفة واسعة من اللوحات المعدنية التي تمنح ظلا واسعا في الصيف . نظر الى حديقة الجامع المواجهة للجدار المرتفع الذي تخللته النوافذ الأربع الكبيرة المقوسة . في الحديقة هناك شجرة نخل وشجرة برتقال وشجرة عنب صغيرة اجتمعن الى جانب ( حب الماء) الفارغ. تقدم الى الحرم الرجالي وتوقف قرب المنبر الخشبي الذي توسط المكان متوجها إلى القبلة. ثم قرأ سورة الفاتحة على قبر الإمام محمد الفضل الذي كان يعلوه صندوق من الخشب العادي بلون بني بعد ان اخذت مديرية الأوقاف الصندوق الاصلي المعمول من الخشب الصاج ولم تعده منذ ذلك الزمن. والي اليمين منه هنالك الحرم النسائي الذي تصلي به النساء خاصة ايام الجمع.ثم خرج إلى الباحة من جديد وأشار الى المئذنة قائلاً المئذنة جميلة الشكل ولا تزال محتفظة ببهائها ... اعيد بناؤها عام 1209 هجرية ، يزيد ارتفاعها على خمسين مترا .و رسمت على طولها في اماكن ثلاثة، أشكال هندسية اسلامية بالوان صفر وزرق.
المقبرة الجانبية
قبل ان يدخل الى المقبرة الصغيرة التي تقع في الجانب الشرقي من الجامع توقف الحاج فؤاد واخذ يقرأ لوحة من الرخام الابيض كتب عليها ستة أبيات للشاعر معروف الرصافي حينما كان طالبا في مدرستها ينعى فيها استاذه العلامة عبد الوهاب النائب الذي كان يدرس في مدرسة الجامع .. في ما يأتي هذه الابيات:
هنيت يا قبر بمن حوى شريعة المولى الرؤوف الرحيم
قد كان يحيي القلب في عظة ويرشد السالك والمستفيد
كان من الأخلاق تمثالها وفي التقى كان بيت القصيد
مدارس العلم بكت بعده فهو لعمر الله نعم الفقيد
ام المعالي عقمت بعده هيهات ان تأتي بمثل الفقيد
في روضة الجنات قد ارتحو حلى بدار الخلد فرد سعيد.
وعن المقبرة الصغيرة التي ضمت رفات ثمانية علماء قال " انها تضم قبر المرحوم الشيخ العلامة عبد الوهاب النائب- ولقب النائب هو لقب حصل عليه في ايام الدولة العثمانية. وقبور اولاد الشيخ فؤاد وهما من العلماء أيضا ، الشيخ حسن النائب والشيخ عثمان النائب. وقبر العلامة سعيد النائب اخ الشيخ عبد الوهاب وأولاده الشيخ جلال النائب وعلاء الدين النائب والشيخ بهاء النائب.

محلة الفضل
التفت الحاج فؤاد الى بعض كبار السن وتحدث معهم برهة من الزمن. وكأنه يريد ان يؤكد كلامه ثم قال " نبدأ من شمال المحلة فهنالك محلات صغيرة ارتبط اسمها بمحلة الفضل وهي خان لاوند والعزة والجوبة وكهوة حوري وعزة طوالات وفضوة قرة شعبان. ثم الدركزلية ومحلة سيد عبد الله ومحلة المهدية وشيخ حديد درابين وست هدية – قالوا انها بنت للامام الكاظم- ثم الحمام المالح والقراغول ومحلة تبة كرد والمجارية والغالبية ومحلة السور ثم مركز الفضل و حمام عيفان . من المقاهي الموجودة فيها مقهى علي ومقهى حسين المختار ومقهى رفيق. ومن حماماتها حمام السعادة وحمام الجمهورية وحمام الكفاح وهو نسائي ورجالي. وهنالك سوق كبير يسمى سوق الفضل تباع به الفواكه والخضار وكذلك المواد المنزلية المختلفة.

أصول تاريخية
أما في كتاب الأصول التاريخية لمحلات بغداد للدكتور عماد عبد السلام فيذكر الاتي" تقع محلة الفضل بين محلات خان لاوند والبارودية وحمام المالح منسوبة الى جامع الفضل الواقع هناك وهو جامع قديم العهد ويرجح انه انشيء عند قبر الفضل بن سهل بن بشر الاسفرائيني الشافعي الواعظ البغدادي المتوفى سنة 548 هجرية وسمي هذا الجامع في وقفية مؤرخة في سنة 1092 هجرية -1681 ميلادية بجامع الامام الفضل وقد جدده والي بغداد في سنة 1210هجرية- 1795 ميلادية وهي العمارة التي ظلت باقية حتى العهد القديم.......... ومن معالم المحلة (شارع) ترددت الاشارة اليه في الوثائق المرتقية الى اوائل القرن الرابع عشر الهجري وهو الممتد حاليا من مدرسة الفضل الابتدائية الى شارع الخلفاء وكان اول شارع يبلط بعد شارع الرشيد ومن معالم الشارع دربونتان (زقاقان) عدت كل واحدة منهما محلة قائمة برأسها، اولهما دربونة ألجلالي وتنسب الى الجلالية وهم جماعة من الناس يحتمل أنهم كرد بدلالة قرب موطنهم من تبة الكرد والثانية دربونة المصرف التي نسبت الى جامع انشأه احمد بن باشا المصرف سنة 1227 هجرية-1812 ميلادية وتتصل بمحلة الفضل محلة صغيرة سميت بمحلة فضل عيفان وهي منسوبة الى حمام هناك اشار اليها جونز سنة 1846 بوصفها من معالم محلة كانت تسمى في عهده محلة حسين باشا( وتضم جزءا من محلة الحيدر خانة واجزاءً من محلات اخرى)

في هيئة التراث والاثار
وفي هيئة التراث والاثار التقينا الدكتور عبد الحميد الدراجي الذي قال: أن منطقة الفضل تعد في العصر العباسي جزءا من محلة باب ابرز ومقبرتها. ثم نسبت في القرون المتأخرة الى المرقد المنسوب لمحمد الفضل حيث أقيم جامعه.... ولا نعلم هويته على وجه التحديد والراجح انه الفضل بن سهل بن بشر الاسفرائيني الواعظ البغدادي المشهور المتوفى سنة 548 ،إذ جاء في ترجمته انه دفن في مقبرة باب ابرز وهي المقبرة الواسعة التي تعد محلة الفضل جزءا من أرضها.
يقع المرقد بجامع الفضل نفسه ويسمى محمد الفضل ويروى انه من ابناء الإمام موسى الكاظم(ع) وقال المؤرخ البغدادي عباس العزاوي ،انه الفضل بن رشيد الوزير... وجاء في لافتات بلدية بغداد في تسمية المحلة انه الفضل بن الربيع...وقيل انه اخو السيد سلطان علي وهما ابنا اسماعيل بن الامام جعفر الصادق(ع).وقال الدكتور مصطفى جواد في كتاب (دليل خارطة بغداد) ص238 ما نصه( ومنها جامع الفضل.وهو قديم العهد ايضا له بابان وفيه منارة مرتفعة وفيه مدرسة جدده والي بغداد سليمان باشا سنه 1210 هجرية-1795 ميلادية ويقال انه منسوب الى الفضل بن اسماعيل بن جعفر الصادق الذي دفن فيه، ويذكر انه لغياث الدين محمد بن الفضل وزير السلطان ابي سعيد بها درخان او للفضل الاسفرائيني الشافعي. وقد توفى الفضل بن سهل الاسفرائيني يوم الاربعاء ثاني رجب سنة 548 هجرية- 1153 ميلادية فجاءة من غير مرض ودفن بباب ابرز.وباب ابرز هي محلة الفضل الحالية وبعض محلة السيد عبدالله ومحلة قمر الدين.(مراقد بغداد ص22-23 ليونس الشيخ ابراهيم السامرائي).
جامع الفضل
واضاف الدكتور عبد الحميد قائلا "كان هذا الجامع في بادئ الأمر مسجدا صغيرا يضم قبر الامام محمد الفضل فقط وفي ولاية سليمان باشا الكبير وذلك في سنة 1211 هجرية – 1796 ميلادية فأمر بشراء بعض الدور المجاورة له والحقه به واوسع فناءه ومصلاه فصار يسع مئة من المصلين وقد وصفه الراوي بقوله هو جامع رحب المصلى عقدت على مصلاه قباب بالجص والآجر. يقوم بين جدارين الأمامي والخلفي سواري البناء. وفي وسط الجامع مصلى (دكة) للصلاة في الصيف ، له باب من غربه وباب أخر عند الزاوية الشرقية على الدرب المؤدي الى جامع حمام المالح وفوق الباب الغربي مئذنة شامخة وفيه غرف سفلية وعلوية في شماله وشرقه لأقامة الطلبة وفيه مدرسة واقعة عند الرواق الشرقي الذي عند قبر محمد الفضل وقد سمي باسم الإمام المدفون فيه وهو محمد الفضل بن اسماعيل بن جعفر الصادق ولا صحة لهذا النسب لان محمد بن الفضل بن اسماعيل لم يتوف ببغداد ولم يدفن فيها وقد ذهب المرحوم عباس العزاوي الى انه قبر الوزير محمد بن الفضل- فضل الله رشيد الدين صاحب جامع التواريخ.
كان الجامع يزار كل ليلة جمعة وتوقد حول مرقده الشموع. وعند راس الامام صخرة زرقاء – لم نجد أي شيء من ذلك هناك - وللنساء فيها اعتقاد تام تضعها المريضة على ظهرها فتشفى.وقد خصصت لهذا الجامع اوقاف كثيرة في الخالص وقرية هبهب في ديالى. وكان في هذا الجامع مكتبة كبيرة فيها انواع الكتب العلمية مخطوطة وغير مخطوطة ........ ولم يتبق من هذه المكتبة شيء يذكر. ومحلة الفضل قرب الجامع وتضم ثلاث محلات وفي ولاية عبد الوهاب باشا سنة 1320- 1902 ميلادية قسمت الى محلة سيد عبد لله ويدعون بأنه ابن الكاظم والصحيح بأنه أبو عبد الله بن محمد بن ابي المعالي سعيد بن ابي طالب يحيى بن ابي الحسن علي الحجاج المعروف بابن الدبيثي. وهنالك محلة قريبة تسمى محلة عيفان على اسم رجل يدعى عيفان بن صالح البناء وقد بنى فيها الحمام المعروف بحمام عيفان (عبد الحميد عبادة، العقد اللامع باثار بغداد والمساجد والجوامع ص190-200)

محلة الوزراء
قال الحاج فؤاد: محلة الفضل من المناطق الشعبية القديمة في بغداد حيث سكنتها عائلات مرموقة وذات مكانة عالية في المجتمع وظهر في المنطقة عدد كبير من الوزراء في زمن حكومة نوري السعيد باشا ومن البيوتات المعروفة فيها بيت (كنة) حيث كان هنالك ثلاثة وزراء من هذا البيت وكذلك سكن فيها الزعيم عبد الكريم قاسم.
محلة الفضل تضم مختلف القوميات في العراق العربية والكردية والتركمانية ومن طوائف شتى وكلهم عاشوا في محبة ووئام ، وهنالك تكاتف بين أهلها وتربطهم الجيرة الطيبة والصداقة الحميمة ،اذ يجتمعون في المناسبات المفرحة والمحزنة .اما ما اشتهرت به المحلة من انتشار اسماء بعض الأشقياء المشهورين فيها فقال " انهم من الشباب المتسكعين الذين لاعمل لهم وهؤلاء ليسوا من سكانها الأصليين مثل خليل أبو الهوب وجبار ابن بهية وموفق ابو العضلات.
العلامة مصطفى جواد
واضاف الحاج فؤاد....كنت أقدم خدمات إلى العلامة مصطفى جواد حينما سكن المنطقة وكان جاراً لنا بعد ان قدم هو وأمه من ديالى ، وعمل مدرسا وكانت أمه امرأة طيبة رحمهما الله ،وكانت تزورنا كثيرا وحينما ياتي كنا نقول لها لقد جاء ابنك مصطفى . ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الوزيرية خلف بناية السفارة المصرية القديمة وكان يرسلني الى الأستاذ علي الوردي او الى عبد الرزاق الحسني حينما يطلب منهم بعض الكتب التي تهمه، رحمه الله كانت اخلاقه عالية، لم يره احد يقف امام باب داره مطلقا.
الدعوة الاخيرة
خرج الحاج فؤاد من الباب الشمالي عبر الجدار الذي ارتفع الى عنان السماء، و بعد ان القى التحية على من كان موجوداً في المقهى التي تجمع فيها عدد كبير من الأشخاص يحتسون الشاي الساخن ، يقابلهم فرن صمون تنبعث منه رائحة طيبة. وغير بعيد عنهم لا تزال بعض صور مرحلة الانتخابات الاخيرة لم تتأثر بالمطر المتساقط على جدران الازقة ، ثم خرج الى شارع الكفاح الذي كانت المحال العديدة تلاصق الجامع فقال" الا يمكن للأوقاف ان تمنح الجامع إيجار احد المحال التي بنيت في مكان مدرستها".
 

المفرجي

مشرف سابق
13 نوفمبر 2007
2,689
10
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: العلامة الفضلي اخلاقه وصفاته ثم وفاته في رمضان حلقة 8

ما شاء الله
ملتقى الادباء
ها قد جائك مرشد الحيالي يا حاج هاني ليفتح قريحتك الادبية والتاريخية
بارك الله فيكم وفي ذريتكم
 

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: العلامة الفضلي اخلاقه وصفاته ثم وفاته في رمضان حلقة 8

ما شاء الله بارك الله فيكم اخوتي الأحبة جزاكم الله خيراًُ لما قدمتم وجعل هذا العمل في موازين حسناتكم احسنتم
 

الملكة الحزينة

مشرفة سابقة
6 مارس 2009
12,753
154
63
الجنس
أنثى
رد: العلامة الفضلي اخلاقه وصفاته ثم وفاته في رمضان حلقة 8

بااارك الله فيكم وجزاكم الخير
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع