إعلانات المنتدى


يتبـع 2.. ســورة الفـاتحـة ..

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

New_Mohager

مزمار جديد
2 سبتمبر 2008
9
0
0
الجنس
ذكر
* الحمد لله رب العالمين ..
والحمد لله هو الشعور الذي يفيض به قلب المؤمن بمجرد ذكره لله .. فإن وجوده ابتداء ليس إلا فيضا من فيوضات النعمة الإلهية التي تستجيش الحمد والثناء .. وفي كل لمحة وفي كل لحظة وفي كل خطوة تتوالى آلاء الله وتتواكب وتتجمع ، وتغمر خلائقه كلها وبخاصة هذا الإنسان .. ومن ثم كان الحمد لله ابتداء ، وكان الحمد لله ختاما قاعدة من قواعد التصور الإسلامي المباشر: وهو الله لا إله إلا هو ، له الحمد في الأولى والآخرة .. .

هذا يبلغ من فضل الله - سبحانه - وفيضه على عبده المؤمن ، أنه إذا قال: الحمد لله .. كتبها له حسنة ترجح كل الموازين .. في سنن ابن ماجه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله [ ص ] حدثهم أن عبدا من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك " .. فعضلت الملكين فلم يدريا كيف يكتبانها .. فصعدا إلى الله فقالا :يا ربنا إن عبدا قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها . قال الله - وهو أعلم بما قال عبده:" وما الذي قال عبدي ؟ " قالا:يا رب ، أنه قال:لك الحمد يا رب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . فقال الله لهما:" اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها " ..

أما شطر الآية الأخير رب العالمين فهو يمثل قاعدة التصور الإسلامي ، فالربوبية المطلقة الشاملة هي إحدى كليات العقيدة الإسلامية .. والرب هو المالك المتصرف ، ويطلق في اللغة على السيد وعلى المتصرف للإصلاح والتربية .. والتصرف للإصلاح والتربية يشمل العالمين - أي جميع الخلائق - والله - سبحانه - لم يخلق الكون ثم يتركه هملا .. إنما هو يتصرف فيه بالإصلاح ويرعاه ويربيه .. وكل العوالم والخلائق تحفظ وتتعهد برعاية الله رب العالمين .. والصلة بين الخالق والخلائق دائمة ممتدة قائمة في كل وقت وفي كل حالة .

والربوبية المطلقة هي مفرق الطريق بين وضوح التوحيد الكامل الشامل ، والغبش الذي ينشأ من عدم وضوح هذه الحقيقة بصورتها القاطعة .. وكثيرا ما كان الناس يجمعون بين الاعتراف بالله بوصفه الموجد الواحد للكون ، والاعتقاد بتعدد الأرباب الذين يتحكمون في الحياة .. ولقد يبدو هذا غريبا مضحكا . ولكنه كان وما يزال . ولقد حكى لنا القرآن الكريم عن جماعة من المشركين كانوا يقولون عن أربابهم المتفرقة: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى .. كما قال عن جماعة من أهل الكتاب: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .. وكانت عقائد الجاهليات السائدة في الأرض كلها يوم جاء الإسلام ، تعج بالأرباب المختلفة ، بوصفها أربابا صغارا تقوم إلى جانب كبير الآلهة كما يزعمون !

فإطلاق الربوبية في هذه السورة ، وشمول هذه الربوبية للعالمين جميعا ، هي مفرق الطريق بين النظام والفوضى في العقيدة .. لتتجه العوالم كلها إلى رب واحد ، تقر له بالسيادة المطلقة ، وتنفض عن كاهلها زحمة الأرباب المتفرقة ، وعنت الحيرة كذلك بين شتى الأرباب.. ثم ليطمئن ضمير هذه العوالم إلى رعاية الله الدائمة وربوبيته القائمة .. وإلى أن هذه الرعاية لا تنقطع أبدا ولا تفتر ولا تغيب ، لا كما
كان أرقى تصور فلسفي لأرسطو مثلا يقول بأن الله أوجد هذا الكون ثم لم يعد يهتم به ، لأن الله أرقى من أن يفكر فيما هو دونه ! فهو لا يفكر إلا في ذاته ! وأرسطو - وهذا تصوره - هو أكبر الفلاسفة ، وعقله هو أكبر العقول !

ووو يتــبع ....
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: يتبـع 2.. ســورة الفـاتحـة ..

احسن الله ليكم اخي الكريم واسمح لي بنقل الموضوع الى ركن العلمي
 

أم نيره

مزمار كرواني
9 يوليو 2007
2,786
2
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: يتبـع 2.. ســورة الفـاتحـة ..

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله عنا خير الجزاء على ما تقدمه لنا

روعة ما شاء الله
اسال الله تعالى ان يثبتك على الحق والطاعات وعمل الصالحات
وان يجعلك من ورثة جنة النعيم
وفقك الله تعالى
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع