- 20 سبتمبر 2008
- 105
- 1
- 18
- الجنس
- أنثى
اعلام القراءة والقراءات
______________________________-
لاشك اننا جميعا على علم ويقين بان القران الكريم هو كتاب الله المعجز نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين متضمنا كل المعاني اللغويية السامية التي كان العرب يتصفون بها لذلك فان لغتهم العربية الاصيلة قد تبلورت وتجسدت من خلال القرءان الكريم بدلائل كثيرة اوردها القرءان 0
كان العرب وقتذاك يمتازون بقوة العبارة وصياغة الكلمة وحسن الاداء وفصاحة اللسان ولغرض ان تكون اللغة العربية سهلة الاداء فقد تمخضت عنها لهجات متعددة سادت المجتمع العربي الامر الذي جعل هذه اللهجات روافد من لغة العرب فاصبح لكل قبيلة لهجة تتميز بها وفي نفس الوقت كانت هذه اللهجة لاتبتعد عن اللغة الام سوى انها متميزة عن سواها 0وجاءت تسمية هذه اللهجات بلهجة مكة والحجاز ولهجات قريش وهذيل وتميم وقيس واسد وطي وغيرها من اللهجات فاعتاد العرب ان يسمون هذه اللهجات (لغة ) 0
ان امر اللهجات لم يقتصر على لغة العرب وانما ورد في كل لغة من لغات العالم كل حسب المنطقة التي يتكلم بها الافراد الناطقون بها 0 ومثال ذلك مانسمعه من لهجات الموصل وتكريت والانبار وجنوب العراق وغير ذلك من المناطق كل قد اتصف بلهجة خاصة 0 ولو تمحصنا هذه اللهجات وتابعناها لوجدنا انها على اتصال وثيق جدا باللغة العربية ويشهد بذلك علم القراءات فقد وردت فيه لهجات ومفردات متعددة تدل على ان القران الكريم قد نزل بلغتهم علما ان لغة اهل مكة كانت سائدة في مجتمعاتهم (لغة قريش ) 0 ولو تابعنا مفردات الامام الكسائي – احد القراء السبعة – لوجدنا ان الامالات التي وردت في تاء التانيث والتي تجمعها عبارة ( فجثت زينب لذود شمس ) لوجدنا الكثير من هذه المفردات مطابقة للهجة مدن كبيسة وحديثة في المنطقة الغربية من محافظة الانباروكذلك اجزاء من محافظة نينوى حيث يميلون هؤلاء الاقوام تاء التانيث التي ترد في ( جنة 0 حسنة 0زجاجة ) عندالوقف0 وغيرها من الكلمات المتشابهة في القرءان وكذلك نجد ابناء سوريا ولبنان يميلون هذه التاء ايضا 0ولو تابعنا رواية ورش عن نافع لوجدنا انه ينقل الهمزة الى جنس حركتها فيقول(آّكل بدلا من أكل وكذلك مؤمن فان لفظها يكون مومنا)بحذف الهمزة وكثير من هذه المفردات متداولة في مجتمعنا العراقي 0وكذلك ماورد في قراءة ابي عمر حيث الادغام الكبير0 ومن هذه النوعية ماهو متداول في محافظة الانبار فيقول احدهم (كان لازما ) فيسكن النون ويدغمه في اللام ومن هذه الامثلة ورد الكثير في لهجات العراق 0 ومن هنا برزت القراءات السبع لتعكس لهجات العرب 0
ورد في سنن ابي داوود من ان عمر ابن الخطاب كتب الى عبد الله ابن مسعود عندما ورده خبر قيام عبد الله ابن مسعود بتعليم الناس القران في الكوفة بلغة (هذيل) التي هي لغة قومه فقال: عمراما بعد
فان الله تعالى انزل القرءان بلغة قريش فان اتاك كتابي هذا فاقريء الناس بلغة قريش ولاتفرقهم بلغة هذيل ) 0 وقال ابن قتيبة ( فكان من تيسير الله ان امر رسوله بان يقريء كل قوم بلغتهم وما جرت عليه عادتهم وكل ماجاء بهذا الصدد ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا القران انزل على سبعة احرف فاقرؤا ماتيسر منه)00 ونود الايضاح ان الاحرف السبعة ليست هي القراءات السبع لانها وردت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قبل تاليف علوم القراءات وتدوينها 0
ومما اورده الترمذي في الجامع عن ابي ابن كعب انه قال ( لقي رسول الله جبريل فقال ياجبريل اني بعثت الى امة اميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرا كتابا قط فقال يامحمد ان القران انزل على سبعة احرف ) 0 ويتضح من ذلك تلك المحاورة التي جرت بين الخليفة عمر بن الخطاب وهشام ابن حكيم وما رواه البخاري وغيره من اهل الحديث ان عمر بن الخطاب قال 00
سمعت هشام بن حكيم يقرا سورة الفرقان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فاذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت اساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من اقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال اقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت 00كذبت , فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اقرأنيها على غير ماقرات, فانطلقت به أقوده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : اني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها, فقال رسول الله لعمر: ارسله, فارسله عمر, فقال لهشام : اقرأ ياهشام,فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ ,فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك انزلت ,ثم قال: اقرأ ياعمر0 فقرأت القراءة التي اقراني, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك انزلت, ان هذا القران أ نزل على سبعة احرف فاقرأوا ماتيسر منه 0
وعلم القراءات لا يعتريه الشك فانه مر بادوار مختلفة تداخل بعضها في بعض حتى اتت ثمارها لتكون علما من علوم القراءة والقراءات فضلا عن ذلك فان هذا العلم يعتمد كثيرا على الدراسات النحوية واللغوية فضلا عن ذلك فان علم القراءات علم متواتر يرجع سنده الى النبي صلى الله عليه وسلم تم الى جبريل ومنه الى رب العزة سبحانه وتعالى0
للشيخ عبد اللطيف العبدلي
النائب الاول لرئيس جمعية القراء والمجودين
في العراق
لاشك اننا جميعا على علم ويقين بان القران الكريم هو كتاب الله المعجز نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين متضمنا كل المعاني اللغويية السامية التي كان العرب يتصفون بها لذلك فان لغتهم العربية الاصيلة قد تبلورت وتجسدت من خلال القرءان الكريم بدلائل كثيرة اوردها القرءان 0
كان العرب وقتذاك يمتازون بقوة العبارة وصياغة الكلمة وحسن الاداء وفصاحة اللسان ولغرض ان تكون اللغة العربية سهلة الاداء فقد تمخضت عنها لهجات متعددة سادت المجتمع العربي الامر الذي جعل هذه اللهجات روافد من لغة العرب فاصبح لكل قبيلة لهجة تتميز بها وفي نفس الوقت كانت هذه اللهجة لاتبتعد عن اللغة الام سوى انها متميزة عن سواها 0وجاءت تسمية هذه اللهجات بلهجة مكة والحجاز ولهجات قريش وهذيل وتميم وقيس واسد وطي وغيرها من اللهجات فاعتاد العرب ان يسمون هذه اللهجات (لغة ) 0
ان امر اللهجات لم يقتصر على لغة العرب وانما ورد في كل لغة من لغات العالم كل حسب المنطقة التي يتكلم بها الافراد الناطقون بها 0 ومثال ذلك مانسمعه من لهجات الموصل وتكريت والانبار وجنوب العراق وغير ذلك من المناطق كل قد اتصف بلهجة خاصة 0 ولو تمحصنا هذه اللهجات وتابعناها لوجدنا انها على اتصال وثيق جدا باللغة العربية ويشهد بذلك علم القراءات فقد وردت فيه لهجات ومفردات متعددة تدل على ان القران الكريم قد نزل بلغتهم علما ان لغة اهل مكة كانت سائدة في مجتمعاتهم (لغة قريش ) 0 ولو تابعنا مفردات الامام الكسائي – احد القراء السبعة – لوجدنا ان الامالات التي وردت في تاء التانيث والتي تجمعها عبارة ( فجثت زينب لذود شمس ) لوجدنا الكثير من هذه المفردات مطابقة للهجة مدن كبيسة وحديثة في المنطقة الغربية من محافظة الانباروكذلك اجزاء من محافظة نينوى حيث يميلون هؤلاء الاقوام تاء التانيث التي ترد في ( جنة 0 حسنة 0زجاجة ) عندالوقف0 وغيرها من الكلمات المتشابهة في القرءان وكذلك نجد ابناء سوريا ولبنان يميلون هذه التاء ايضا 0ولو تابعنا رواية ورش عن نافع لوجدنا انه ينقل الهمزة الى جنس حركتها فيقول(آّكل بدلا من أكل وكذلك مؤمن فان لفظها يكون مومنا)بحذف الهمزة وكثير من هذه المفردات متداولة في مجتمعنا العراقي 0وكذلك ماورد في قراءة ابي عمر حيث الادغام الكبير0 ومن هذه النوعية ماهو متداول في محافظة الانبار فيقول احدهم (كان لازما ) فيسكن النون ويدغمه في اللام ومن هذه الامثلة ورد الكثير في لهجات العراق 0 ومن هنا برزت القراءات السبع لتعكس لهجات العرب 0
ورد في سنن ابي داوود من ان عمر ابن الخطاب كتب الى عبد الله ابن مسعود عندما ورده خبر قيام عبد الله ابن مسعود بتعليم الناس القران في الكوفة بلغة (هذيل) التي هي لغة قومه فقال: عمراما بعد
ومما اورده الترمذي في الجامع عن ابي ابن كعب انه قال ( لقي رسول الله جبريل فقال ياجبريل اني بعثت الى امة اميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرا كتابا قط فقال يامحمد ان القران انزل على سبعة احرف ) 0 ويتضح من ذلك تلك المحاورة التي جرت بين الخليفة عمر بن الخطاب وهشام ابن حكيم وما رواه البخاري وغيره من اهل الحديث ان عمر بن الخطاب قال 00
سمعت هشام بن حكيم يقرا سورة الفرقان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فاذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت اساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من اقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال اقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت 00كذبت , فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اقرأنيها على غير ماقرات, فانطلقت به أقوده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : اني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها, فقال رسول الله لعمر: ارسله, فارسله عمر, فقال لهشام : اقرأ ياهشام,فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ ,فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك انزلت ,ثم قال: اقرأ ياعمر0 فقرأت القراءة التي اقراني, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك انزلت, ان هذا القران أ نزل على سبعة احرف فاقرأوا ماتيسر منه 0
وعلم القراءات لا يعتريه الشك فانه مر بادوار مختلفة تداخل بعضها في بعض حتى اتت ثمارها لتكون علما من علوم القراءة والقراءات فضلا عن ذلك فان هذا العلم يعتمد كثيرا على الدراسات النحوية واللغوية فضلا عن ذلك فان علم القراءات علم متواتر يرجع سنده الى النبي صلى الله عليه وسلم تم الى جبريل ومنه الى رب العزة سبحانه وتعالى0
للشيخ عبد اللطيف العبدلي
النائب الاول لرئيس جمعية القراء والمجودين
في العراق