- 11 أبريل 2008
- 3,981
- 153
- 63
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
اخلاق العلامة عبد القادر الخطيب وصفاته (الحلقة التاسعة)
قلنا ان الخطيب نشاء في بيئة علمية بعيد عن كل مظاهر الدنيا الزائفة وترعرع في رياض حلقات العلم والمعرفة وفي وقت كانت بغداد تعج بالعلم والعلماء من ائمة الهدى واكابر العلماء والدين وقد اثر ذلك في اخلاقه وافعاله ومسيرته العلمية حيث انه ابتداء بحفظ كتاب الله الذي هو ام المصادر العلمية ومن ثم قرائته لكتب التفسير وجعل ذلك منطلقه لتعلم بقية العلوم الشرعية على ايدي علماء بغداد بجد واجتهاد وصبر طويل لامثيل له على طلب العلم والتخلق بادابه ولذا فقد تميز الخطيب بجملة اداب وصفات جعلته مهابا بن العلماء والعوام ومن اعظم الاداب والاخلاق التي نقلت عنه رحمه الله :
التواضع :
ومعناه انكسار القلب لله وخفظ الجناح للخلق ومن اسباب التواضع المعرفة الحقة بالله وبكبريائه وعظمته والذي ينتج عنه معرفة العبد لقدر نفسة وهذا من سلم الارتقاء الى هذا الخلق العظيم والذي يؤدي الى محبة الله لعبده فقد كان الخطيب لايتكبر على احد من عيال الله ولايتعالى عليهم بل يقابل الجميع بنفس طيبة ووجه بشوش وقلب منشرح وقد ورث هذه الصفة عن شيخه العلامة الفضلي الذي كان يحب مجالسة الفقراء والضعفاء ويانس بهم ويستمع الى شكواهم واخبارهم وينفر من مجالسة اصحاب النفوذ ومن ذوي السلطان او التزلف اليهم وطلب ودهم .
الحياء:
وهوخلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام؛ وقد كان رحمه الله له النصيب الاوفر من هذا الخلق القويم فقد كان بعيدا كل البعد عن مرذول القول واللفظ وكل ما يخدش الحياءفلا تكاد تجد في مجالسه الهزل او الضحك بل مجالسه كانت عامرة بذكر الله والتامل في احوال الاخرة وقد مات رحمه الله عقب مجلس من مجالس الذكر .
الخطيب البارع:
للخطيب مواعظ نافعة مؤثرة في جامع الامام الاعظم وخطبته تتميز بوحدة الموضوع وصلتها بواقع المسلمين واحوالهم وقد عرف الخطيب بقدرته على ترتيب الافكار وسلامة الاسلوب والذي لايتخلله أي لحن في الالفاظ وقوة الحافظة واستحضاره العجيب للمسائل المراد ايرادها والتذكير بها وذلك راجع الى غزارة المادة العلمية لديه وكان لديه صوتا رخيما مؤثرا يجعل من يستمع اليه يصغي اليه بانتباه شديد اثناء القاء الخطبة .
لقد كانت تلك الاخلاق الفاضلة والسمات الحسنة ثمرة من ثمار التقوى ومراقبة المولى والاتصال الوثيق بالله والالتجاء اليه ومجالسة الخيار من عباد الله وصحبة الصالحين والذين استفاد منهم واثروا في حياته العلمية والتي انتجت الراي السديد والعلم النافع والعمل الصالح والحرص على معالي الامور والتي اثمرت ايضا الاخلاق الزكية وسلامة الباطن والبعد عن سئ الاخلاق وقد مدحه الدكتوررشيد العبيدي_ولد في الاعظمية عام 1939وهو الحجة الشاعر المحقق الاديب وصفه بعضهم بانه معجم يسير على الارض وبان لسان العرب على لسانه وتاج العروس فوق راسه قد حصل على شهادة الماجستير في النحو والصرف بدرجة امتياز و على الدكتوراه بامتياز الشرف الاولى عام 1972من كلية الاداب بجامعة القاهرة وانتدب للتدريس في دول عدة بجدة ومراكش وفاس له دواوين مطبوعة توفي من عام 1428من المحرم_ ورثاه بعد وفاته بقصيدة باكية ابدع فيها غاية الابداع قال فيها:
أعلاك ربك لا قصر ولا عمد ولا حطام ولا جاه ولا ولد
ولا أدخرت سوى التقوى ليوم غد زادا وقد غص بالجم الغفير غد
ولا سالت مكانا عند ممتلك كما يسائل منهوم ومثرد
شيخ الشيوخ وما عيني بغالية إذا بكتك فأدمى جفنها الرمد
ولا الفؤاد بغال إن ألم به سقم لفقدك أو أودى به الكمد
إني أرى القوم إن قاموا وإن قعدوا كالذاهلين وفي سهو إذا سجدوا
سبعون عاما بعبد القادر اتصلت تقوى وذكرى وإرشادا لمن وردوا
والراكضون وراء المغريات هوت ام بأحلامهم فأستنبذوا وردوا
فأهنأ إلى جنب النعمان تصاحبه في الخلد قصرا بناه الواحد الأحد
والى الحلقة العاشرة والاخيرة من هذه السلسلة والتي هي بعنوان وفاة علامة العراق عبد القادر الخطيب رحمه الله
قلنا ان الخطيب نشاء في بيئة علمية بعيد عن كل مظاهر الدنيا الزائفة وترعرع في رياض حلقات العلم والمعرفة وفي وقت كانت بغداد تعج بالعلم والعلماء من ائمة الهدى واكابر العلماء والدين وقد اثر ذلك في اخلاقه وافعاله ومسيرته العلمية حيث انه ابتداء بحفظ كتاب الله الذي هو ام المصادر العلمية ومن ثم قرائته لكتب التفسير وجعل ذلك منطلقه لتعلم بقية العلوم الشرعية على ايدي علماء بغداد بجد واجتهاد وصبر طويل لامثيل له على طلب العلم والتخلق بادابه ولذا فقد تميز الخطيب بجملة اداب وصفات جعلته مهابا بن العلماء والعوام ومن اعظم الاداب والاخلاق التي نقلت عنه رحمه الله :
التواضع :
ومعناه انكسار القلب لله وخفظ الجناح للخلق ومن اسباب التواضع المعرفة الحقة بالله وبكبريائه وعظمته والذي ينتج عنه معرفة العبد لقدر نفسة وهذا من سلم الارتقاء الى هذا الخلق العظيم والذي يؤدي الى محبة الله لعبده فقد كان الخطيب لايتكبر على احد من عيال الله ولايتعالى عليهم بل يقابل الجميع بنفس طيبة ووجه بشوش وقلب منشرح وقد ورث هذه الصفة عن شيخه العلامة الفضلي الذي كان يحب مجالسة الفقراء والضعفاء ويانس بهم ويستمع الى شكواهم واخبارهم وينفر من مجالسة اصحاب النفوذ ومن ذوي السلطان او التزلف اليهم وطلب ودهم .
الحياء:
وهوخلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام؛ وقد كان رحمه الله له النصيب الاوفر من هذا الخلق القويم فقد كان بعيدا كل البعد عن مرذول القول واللفظ وكل ما يخدش الحياءفلا تكاد تجد في مجالسه الهزل او الضحك بل مجالسه كانت عامرة بذكر الله والتامل في احوال الاخرة وقد مات رحمه الله عقب مجلس من مجالس الذكر .
الخطيب البارع:
للخطيب مواعظ نافعة مؤثرة في جامع الامام الاعظم وخطبته تتميز بوحدة الموضوع وصلتها بواقع المسلمين واحوالهم وقد عرف الخطيب بقدرته على ترتيب الافكار وسلامة الاسلوب والذي لايتخلله أي لحن في الالفاظ وقوة الحافظة واستحضاره العجيب للمسائل المراد ايرادها والتذكير بها وذلك راجع الى غزارة المادة العلمية لديه وكان لديه صوتا رخيما مؤثرا يجعل من يستمع اليه يصغي اليه بانتباه شديد اثناء القاء الخطبة .
لقد كانت تلك الاخلاق الفاضلة والسمات الحسنة ثمرة من ثمار التقوى ومراقبة المولى والاتصال الوثيق بالله والالتجاء اليه ومجالسة الخيار من عباد الله وصحبة الصالحين والذين استفاد منهم واثروا في حياته العلمية والتي انتجت الراي السديد والعلم النافع والعمل الصالح والحرص على معالي الامور والتي اثمرت ايضا الاخلاق الزكية وسلامة الباطن والبعد عن سئ الاخلاق وقد مدحه الدكتوررشيد العبيدي_ولد في الاعظمية عام 1939وهو الحجة الشاعر المحقق الاديب وصفه بعضهم بانه معجم يسير على الارض وبان لسان العرب على لسانه وتاج العروس فوق راسه قد حصل على شهادة الماجستير في النحو والصرف بدرجة امتياز و على الدكتوراه بامتياز الشرف الاولى عام 1972من كلية الاداب بجامعة القاهرة وانتدب للتدريس في دول عدة بجدة ومراكش وفاس له دواوين مطبوعة توفي من عام 1428من المحرم_ ورثاه بعد وفاته بقصيدة باكية ابدع فيها غاية الابداع قال فيها:
أعلاك ربك لا قصر ولا عمد ولا حطام ولا جاه ولا ولد
ولا أدخرت سوى التقوى ليوم غد زادا وقد غص بالجم الغفير غد
ولا سالت مكانا عند ممتلك كما يسائل منهوم ومثرد
شيخ الشيوخ وما عيني بغالية إذا بكتك فأدمى جفنها الرمد
ولا الفؤاد بغال إن ألم به سقم لفقدك أو أودى به الكمد
إني أرى القوم إن قاموا وإن قعدوا كالذاهلين وفي سهو إذا سجدوا
سبعون عاما بعبد القادر اتصلت تقوى وذكرى وإرشادا لمن وردوا
والراكضون وراء المغريات هوت ام بأحلامهم فأستنبذوا وردوا
فأهنأ إلى جنب النعمان تصاحبه في الخلد قصرا بناه الواحد الأحد
والى الحلقة العاشرة والاخيرة من هذه السلسلة والتي هي بعنوان وفاة علامة العراق عبد القادر الخطيب رحمه الله
التعديل الأخير: