- 11 أبريل 2008
- 3,981
- 153
- 63
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
وفاة العالم الجليل العلامة عبد القادر الخطيب رحمه الله الحلقة الاخيرة :
ان موت العلماء –فقهاء كانوا ام قراء –مصيبة من اعظم مصائب الدهر وخطب جلل فبهم تطوى صفحات لامعة ودكريات ناصعة كيف لا وهم مصابيح الدجى في دياجير الظلم ودورهم في تذكير الامة وتوجيههم معلوم لدى العامة والخاصة يقول نبينا صلى الله عليه وسلم
{إن الله لايقبض العلم إنتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولاكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم إتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا}
لقد فقدت بلاد الرافدين بل في العالم الاسلامي علم من اعلام الامة وفقية بارع من فقهائها بعد مسيرة طويلة حافلة في خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تضمنت العديد من المواقف المشرقة المضيئة تضاف الى السجل اللامع من قائمة العلماء الذين انجبتهم بلاد الرافدين تاركا وراءه تركة ثمينة من طلاب العلم والدين وبعض المؤلفات القيمة التي خطها بيديه والاساتذة المتخصصين في علوم الشريعة المنتشرين في بقاع الارض _وقد خصصنا حلقة للحديث عن تلامذة الخطيب_ منهم الاستاذ الجليل محمد محروس المدرس_سنورد ترجمته بعد قليل _.
توفي العلامة الخطيب من بعد صلاة العشاء ليلة 26 جمادى الثاني سنة 1389هـ، الموافق 8 أيلول 1969م، وعند عودته من حلقة من حلقات الذكر التي أقامها في تكية البندنيجي في بغداد وهذ دليل على حسن الخاتمة وهو ان يختم للمرء على عمل من اعمال البر والاحسان والمعروف وخاصة من استقام ظاهرة وباطنه وطابقت اعماله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
تكية البندنيجي :وهو اسم تكية في باب الشيخ عبد القادر ببغداد فيها مدافن لعدد من علماء بغداد وادبائها وهي من النسب الى بلدة بندنيج التي تسمى الان مندلي (من توابع محافظة ديالى )واصل مندلي منليج ثم خففت بحذف الجيم وصارت مندلي ويرجع تاريخها الى السلطان العثماني مراد الرابع اما الاسم _اي اسم الشخص او الذات _بندنيج _فنسبة الى نظام الدين البندنيجي المولود عام 591.
لقد كانت التكيا في الماضي عبارة عن مراكز اشعاع ومنطلقا لنشر العلوم المختلفة الدينية والعقلية وكانت تتخذ مراكز _ثكنات او ثغور _للجهاد ورد هجمات الاعداء وكانت تتخذ ايضا مركزا لوقف اموال المتبرعين والمحسنين في شتى مجالات الحياة المختلفة ولكنها تحولت في عصرنا الى ماؤى للبدع والضلالات ونشر الخرافات بين اوساط المجتمع بل امكنة يلجاء اليها السحرة لغقد السحر واكل اموال الناس بالباطل .
لقد كان من عادة العلامة الخطيب عقد الدروس والمحاضرات في شتى العلوم في تلك التكية ومن العلوم المهمة التي كانت تدرس علم الفرائض والوصايا وكان طلاب العلم يلتفون حول شيخهم لينهلوا من شتى العلوم والمعارف ومن اراد ان يعرف عمل تلك التكيا واثرها على المسلمين فالينظر الى تكايا المغرب العربي ودورها في اعداد المجاهدين وقتال الاعداء ايام البطل عمر المختار وغيره من علماء هذه الامة والسبب في اتخاذ التكيا بدلا من المساجد اظنه للتمويه على الاعداء لان المساجد كانت معروفة وربما مراقبة والموضوع _اثر التكيا في نشر السلام في بلاد المغرب وبلاد اخرى _طويل حقيقة يحتاج الى تفصيل .
أعلن نبأ وفاته الخطيب في الإذاعة العراقية _هكذا كانت الاذاعات في الايام الماضية تعلن عن تفاصيل وفاة العلماء بدلا من الاعلان عن وفاة اهل الفن _الغناء والطرب_ ومآذن المساجد، وقد شيع صباح يوم الثلاثاء من داره في الأعظمية، إلى الحضرة القادرية وصلي عليه صلاة الجنازة فيها، ثم نقل إلى جامع الإمام الأعظم بعد صلاة العصر في موكب مهيب حافل لم تشهد له بغداد مثيلا في تلك الايام وأغلقت الاسواق وزحفت الجموع بالأعلام والدفوف لتحمل نعشه إلى الأعظمية وكانت تلك من السنن المعروفة المنتشرة بين اهالي بغداد ان يشيع العالم من بيته ويدار بين الازقة والدروب ثم يصلى عليه في احد المساجد المعروفة ، حيث صلي عليه مرة أخرى صلاة الجنازة، ودفن في مقبرة الخيزران.
مقبرة الخيزران :
وهي مقبرة تحيط بجامع الامام الاعظم والذي دفن فيها والمقبرة قديمة تضم رفات مئات من العلماء الربانين امثال ابو بكر الشبلي وهشام بن عروة ومحمد بن اسحاق وغيرهم ثم الشاعر الزهاوي والرصافي والشيخ امجد الزهاوي وسميت المقبرة بهذا الاسم نسبة الى الخيزران بنت عطاء زوج الخليفة المهدي ووالدة الهادي وهارون توفيت عام 173كانت المقبرة تضم قبور المجوس الفرس _لعن الله قبورهم وملئها نارا_ولكنها تحولت بعد ان اندرس معلمها الى قبور المسلمين .
وقد رثا العلامة الخطيب عدد كبير عند وفاته من الادباء والشعراء والعلماء منهم الدكتور رشيد العبيدي ومنهم الشيخ الجليل استاذنا في كلية العلوم الاسلامية محمد محروس المدرس ولد الأعظمية عام 1941تخرج من جامعة بغداد في كلية الحقوق عام 1963م، وسافر إلى مصر وحصل على شهادة دبلوم شريعة من جامعة القاهرة في كلية الحقوق عام 1968م، ثم شهادة الماجستير في الفقه المقارن من جامعة الأزهر في كلية الشريعة والقانون عام 1969م، وبعدها حصل على شهادة الدكتوراه في الفقه المقارن بمرتبة الشرف من جامع الأزهر عام 1976م، وهو من أساتذة وشيوخ بغداد المعروفين، وإلتزم التدريس في كلية الإمام الأعظم للدراسات الإسلامية في جامع أبو حنيفة، عامي 1977 ،1978م، وكذلك في كلية القانون بجامعة بغداد.
وشارك أيضا في مؤتمرات علمية إسلامية،وكان رئيساً لجمعية منتدى الإمام أبي حنيفة في الأعظمية لما يقرب من عشر سنوات، وله الكثير من المؤلفات والرسائل العلمية والكتب والمقالات.
مشايخ بلخ من الحنفية وما أنفردوا به من المسائل الفقهية- مطبعة الأوقاف العراقية - سنة 1978م.
رفع أكف الضراعة لجمع كلمة أهل السنة والجماعة.
والى علم اخر من اعلام بلاد الرافدين نسال الله ان يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم وان لايجعل لاحد فيه شيئا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الغر الميامين .
.
ان موت العلماء –فقهاء كانوا ام قراء –مصيبة من اعظم مصائب الدهر وخطب جلل فبهم تطوى صفحات لامعة ودكريات ناصعة كيف لا وهم مصابيح الدجى في دياجير الظلم ودورهم في تذكير الامة وتوجيههم معلوم لدى العامة والخاصة يقول نبينا صلى الله عليه وسلم
{إن الله لايقبض العلم إنتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولاكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم إتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا}
لقد فقدت بلاد الرافدين بل في العالم الاسلامي علم من اعلام الامة وفقية بارع من فقهائها بعد مسيرة طويلة حافلة في خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تضمنت العديد من المواقف المشرقة المضيئة تضاف الى السجل اللامع من قائمة العلماء الذين انجبتهم بلاد الرافدين تاركا وراءه تركة ثمينة من طلاب العلم والدين وبعض المؤلفات القيمة التي خطها بيديه والاساتذة المتخصصين في علوم الشريعة المنتشرين في بقاع الارض _وقد خصصنا حلقة للحديث عن تلامذة الخطيب_ منهم الاستاذ الجليل محمد محروس المدرس_سنورد ترجمته بعد قليل _.
توفي العلامة الخطيب من بعد صلاة العشاء ليلة 26 جمادى الثاني سنة 1389هـ، الموافق 8 أيلول 1969م، وعند عودته من حلقة من حلقات الذكر التي أقامها في تكية البندنيجي في بغداد وهذ دليل على حسن الخاتمة وهو ان يختم للمرء على عمل من اعمال البر والاحسان والمعروف وخاصة من استقام ظاهرة وباطنه وطابقت اعماله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
تكية البندنيجي :وهو اسم تكية في باب الشيخ عبد القادر ببغداد فيها مدافن لعدد من علماء بغداد وادبائها وهي من النسب الى بلدة بندنيج التي تسمى الان مندلي (من توابع محافظة ديالى )واصل مندلي منليج ثم خففت بحذف الجيم وصارت مندلي ويرجع تاريخها الى السلطان العثماني مراد الرابع اما الاسم _اي اسم الشخص او الذات _بندنيج _فنسبة الى نظام الدين البندنيجي المولود عام 591.
لقد كانت التكيا في الماضي عبارة عن مراكز اشعاع ومنطلقا لنشر العلوم المختلفة الدينية والعقلية وكانت تتخذ مراكز _ثكنات او ثغور _للجهاد ورد هجمات الاعداء وكانت تتخذ ايضا مركزا لوقف اموال المتبرعين والمحسنين في شتى مجالات الحياة المختلفة ولكنها تحولت في عصرنا الى ماؤى للبدع والضلالات ونشر الخرافات بين اوساط المجتمع بل امكنة يلجاء اليها السحرة لغقد السحر واكل اموال الناس بالباطل .
لقد كان من عادة العلامة الخطيب عقد الدروس والمحاضرات في شتى العلوم في تلك التكية ومن العلوم المهمة التي كانت تدرس علم الفرائض والوصايا وكان طلاب العلم يلتفون حول شيخهم لينهلوا من شتى العلوم والمعارف ومن اراد ان يعرف عمل تلك التكيا واثرها على المسلمين فالينظر الى تكايا المغرب العربي ودورها في اعداد المجاهدين وقتال الاعداء ايام البطل عمر المختار وغيره من علماء هذه الامة والسبب في اتخاذ التكيا بدلا من المساجد اظنه للتمويه على الاعداء لان المساجد كانت معروفة وربما مراقبة والموضوع _اثر التكيا في نشر السلام في بلاد المغرب وبلاد اخرى _طويل حقيقة يحتاج الى تفصيل .
أعلن نبأ وفاته الخطيب في الإذاعة العراقية _هكذا كانت الاذاعات في الايام الماضية تعلن عن تفاصيل وفاة العلماء بدلا من الاعلان عن وفاة اهل الفن _الغناء والطرب_ ومآذن المساجد، وقد شيع صباح يوم الثلاثاء من داره في الأعظمية، إلى الحضرة القادرية وصلي عليه صلاة الجنازة فيها، ثم نقل إلى جامع الإمام الأعظم بعد صلاة العصر في موكب مهيب حافل لم تشهد له بغداد مثيلا في تلك الايام وأغلقت الاسواق وزحفت الجموع بالأعلام والدفوف لتحمل نعشه إلى الأعظمية وكانت تلك من السنن المعروفة المنتشرة بين اهالي بغداد ان يشيع العالم من بيته ويدار بين الازقة والدروب ثم يصلى عليه في احد المساجد المعروفة ، حيث صلي عليه مرة أخرى صلاة الجنازة، ودفن في مقبرة الخيزران.
مقبرة الخيزران :
وهي مقبرة تحيط بجامع الامام الاعظم والذي دفن فيها والمقبرة قديمة تضم رفات مئات من العلماء الربانين امثال ابو بكر الشبلي وهشام بن عروة ومحمد بن اسحاق وغيرهم ثم الشاعر الزهاوي والرصافي والشيخ امجد الزهاوي وسميت المقبرة بهذا الاسم نسبة الى الخيزران بنت عطاء زوج الخليفة المهدي ووالدة الهادي وهارون توفيت عام 173كانت المقبرة تضم قبور المجوس الفرس _لعن الله قبورهم وملئها نارا_ولكنها تحولت بعد ان اندرس معلمها الى قبور المسلمين .
وقد رثا العلامة الخطيب عدد كبير عند وفاته من الادباء والشعراء والعلماء منهم الدكتور رشيد العبيدي ومنهم الشيخ الجليل استاذنا في كلية العلوم الاسلامية محمد محروس المدرس ولد الأعظمية عام 1941تخرج من جامعة بغداد في كلية الحقوق عام 1963م، وسافر إلى مصر وحصل على شهادة دبلوم شريعة من جامعة القاهرة في كلية الحقوق عام 1968م، ثم شهادة الماجستير في الفقه المقارن من جامعة الأزهر في كلية الشريعة والقانون عام 1969م، وبعدها حصل على شهادة الدكتوراه في الفقه المقارن بمرتبة الشرف من جامع الأزهر عام 1976م، وهو من أساتذة وشيوخ بغداد المعروفين، وإلتزم التدريس في كلية الإمام الأعظم للدراسات الإسلامية في جامع أبو حنيفة، عامي 1977 ،1978م، وكذلك في كلية القانون بجامعة بغداد.
وشارك أيضا في مؤتمرات علمية إسلامية،وكان رئيساً لجمعية منتدى الإمام أبي حنيفة في الأعظمية لما يقرب من عشر سنوات، وله الكثير من المؤلفات والرسائل العلمية والكتب والمقالات.
مشايخ بلخ من الحنفية وما أنفردوا به من المسائل الفقهية- مطبعة الأوقاف العراقية - سنة 1978م.
رفع أكف الضراعة لجمع كلمة أهل السنة والجماعة.
والى علم اخر من اعلام بلاد الرافدين نسال الله ان يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم وان لايجعل لاحد فيه شيئا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الغر الميامين .
.