رد: تصحيح قراءة آيه من القرآن الكريم
قال الآلوسى فى تفسيره :
" ورُوى عن عمر بن عبد العزيز ، وأبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما أنهما قرءا {إِنَّمَا يَخْشَى اللهُ } بالرفع ، {الْعُلَمَاءَ } بالنصب ..
"وطعن صاحب النشر في هذه القراءة ..
" وقال أبو حيان : لعلها لا تصح عنهما ، وقد رأينا كتباً في الشواذ ، ولم يذكروا هذه القراءة ، وإنما ذكرها الزمخشري ، وذكرها عن أبـي حيوة أبو القاسم يوسف بن علي بن جنادة في كتابه الكامل ..
" وخرجت على أن الخشية مجاز عن التعظيم بعلاقة اللزوم ، فإن المعظم يكون مهيباً ، وقيل الخشية ترد بمعنى الاختيار كقوله : خشيت بني عمي فلم أر مثلهم " ا.هـ .
فدل على وجود هذه القراءة ولكن ليست من القراءات السبع ولا العشر وتحمل على اردة التعظيم والتبجيل للعلماء وقد تكون القراءة موضوعة وهو الراجح لامرين:
لم يذكرها احد من القراء باسناد ولا بغيره ولكن ذكرها أبو البقاء العكبري – وهو متقدم على أبي حيان بنحو قرن أو يزيد – قد ذكر هذه القراءة في كتابيه : إعراب القراءات الشواذ ، وإملاء ما منّ به الرحمن ، ولم ينسبها لأحد ، على أنه ذكرها بلا إسناد ، ولم يذكر عمن نقلها .
الامر الاخر:في كتب اللغة والغريب عن أصل معنى لفظ الخشية ، لايوجد من المصادر أحدا ذكر عن العرب أنها تستعمل الخشية بمعنى التعظيم المجرد ، مما يدل على بعد وضعف هذه القراءة ؛ فإن القرآن إنما نزل بلغة العرب ، وليس في اصطلاح الشارع الخاص وعرفه استعمال لفظ الخشية بمعنى التعظيم المجرد ، ويقوي هذا أن القراءة لم ترو بإسناد ضعيف ولا صحيح وقد بين الله معاني الخشية في كتابه ، وبين معنى " خشينا" في قوله تعالى : ( وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً) (الكهف:وهودليل على ان الخشية لاتاتي بمعنى التعظيم.