إعلانات المنتدى


الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

المزمار الحمدي

مشرف قدير سابق
3 مارس 2005
3,672
21
0
الجنس
ذكر
w6w200504191940258bb30d67.gif


7094.gif



995465_o.jpg


جئتكم اليوم أحبابي أعضاء مزامير وفي جعبتي ..أحدث ..الالبومات الانشادية


ألبوم
**" أعذب الألحان الأول 1 "**


862596669.jpg



لمنشدي الشارقة 1 ،،، 2
CD Quality
mp3


معلومات الألبوم

598829829.jpg



995465_o.jpg


يبدو أنني أطلت عليكم الحديث

إليكم اخواني هذا الالبوم المتميز


995465_o.jpg

تحميل الالبوم كاملا




995465_o.jpg


""الاناشيد فردية""

أحب الناس - محمد زكي

زدني علما - المعتصم بالله العسلي

الله يا مولانا - مروان حاجي

تناديني - سالم الطريفي

رباه - بلال الاغبري

يا رب الفلق - عدنان الحلاق

سراب - ناصر ميروح

زاد شوقي - بندر عاشور

أسبح ربي - ابراهيم الدردساوي

نجي الفؤاد - مرشد الظاهري

نجم الأوطان - عبدالرحمن بوحبيلة

فلسطيني فلسطيني - علي بوبر

995465_o.jpg

..لا تنسونا من صالح دعائكم..
 

yousef1998

عضو موقوف
1 أغسطس 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

ماشاء الله تبارك الله
ما هذا الابداع ابابلال
البوم فعلا في غاية الروعة
بارك الله فيك
ولا حرمنا ابداعاتك
 

إبراهيم التميمي

مدير المشاريع في الشبكة
إدارة المنتدى
8 فبراير 2007
8,962
50
0
الجنس
ذكر
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرًا أبا بلال على نقل هذا الألبوم الرائع
بالفعل ألحان عذبة رائعة
جمعت نخبة من منشدي الشارقة المتميزين
موضوع يستحق التثبيت
ولعله سوف يضاف للعدد القادم من مجلة مزامير

وفقك الله وبارك فيك :)
 

فواز908

مزمار جديد
2 نوفمبر 2008
1
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

لقد اتتظرنا طويلا ومنذ بدايه رمضان

وها قد نزل هذا الالبوم الرائع لمنشدي الشارقه


شكرا جزيلا
 

المهاجر2

مزمار فعّال
26 أبريل 2008
61
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

جزاك الله كل خير
 

ابوعبد الرحمان2008

مزمار جديد
5 نوفمبر 2008
3
0
0
الجنس
ذكر
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جميل وحقيقة انك مجتهد اما مروان حاجي فهوا رائعألف مبروك
 

ماجــد

مزمار داوُدي
1 أكتوبر 2008
6,377
21
0
الجنس
ذكر
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

جزاك الله خير..
 

أحمد أبو أنس

مزمار جديد
26 نوفمبر 2008
12
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

أولئك النَّاسُ إنْ عُدُّوا وإنْ ذُكِرُوا *** وما سِوَاهُم فَلَغْوٌ غَيْرُ مَعْدُودٍ
وأحرَّ شَوقِي إليهِم كُلَّمَا هَجَست *** نفسِي فنفسي بهمْ مجنونة الكَلَفِ
إنِّي سَئِمْتُ هَوَى الدُّنْيَا وزَهْرَتَهَا *** وملَّ قَلبِي ذُرَى رَوْضَاتِها الأُنَفِ
وقد بلوتُ لياليهَا وأَنهُرَها فَتَى *** وحُزْت لآليها منَ الصَّدَفِ
فلم أجدْ غيرَ دربِ اللهِ دربَ هُدَى *** وغيرَ ينبوعِهِم نبعًا لمُغترِفِ
كَرِّرْ عَليَّ حدِيثَهُم يَا حادِي *** فحدِيثُهُم يَجْلُو الفؤادَ الصَّادِي
 

أحمد أبو أنس

مزمار جديد
26 نوفمبر 2008
12
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

قال الله تعالى : كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون
 

أحمد أبو أنس

مزمار جديد
26 نوفمبر 2008
12
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

السلام عليكم ورحمة اريد مراسلة احباب
 

أحمد أبو أنس

مزمار جديد
26 نوفمبر 2008
12
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

ميراث النبوة أحمد أبو أنس خ 21

بسم الله الرحمن الرحيم
ميراث النُّبوة
المقدمة:
الحَمْدُ للهِ ربّ العالمين عَلى آلائه وهْوَ أهلُ الحَمْدِ والنِّعَمِ ِالمهيْمِنِ مُبدِي الخلْقِ مِن عَدَمِ مَنْ عَلَّمَ الناسَ ما لا يعْلمونَ وبِالبَيانِ أنْطَقَهُمْ والخَطِّ بالقَلَم ثمَّ الصلاةُ على المُخْتارِأكرَم مَبْعُوثٍ بِخيْرِ هُدًى في أفضَلِ الأُمَمِ والآلِ والصَّحْبِ والأتْباع قاطِبَةً والتابِعينَ بإحْسانٍ لِنَهْجِهِمِ
ما لاحَ نَجْمٌ وما شمسُ الضُّحى طَلَعَتْ وعَدُّ أنْفاسِ ما في الكون مِن نَسَمِ وبَعْدُ :
معشر المسلمين : مَنْ يُرِدِ اللهُ بِه خيْرًا يُفَقِّهَهُ فِي دِينهِ القِيَمِ وقد حَثَّ الله العظيم
وحَضَّ المؤمتين عَلى التَفَقُّهِ في الدِّينِ معْ إنْذار ِقَوْمِهِمِ​
وامْتَنَّ عَلى كلِّ العِبادِ وكُلْ الرُّسْلِ بالعِلْمِ​
ويكفينا في ذاكَ أُولَى سُورَةٍ نَزَلَتْ عَلى نَبِيِّنا أعْني سورَة القَلَمِ​
وذمَّ الله تعالَى الجاهِلِينَ بِهِ أشَدَّ ذمٍّ فَهُمْ أدْنى مِنَ البُهمِ​
وليْسَ غِبْطَةٌ إلا في اثْنَتَيْنِ هُما الْإحْسانُ في المالِ أوفي العِلْمِ والحكمِ​
ومِنْ صِفاتِ أُولِي الإيمانِ نَهْمَتُهُمْ فِي العِلْمِ
فالعِلْمُ أغْلَى وأحْلى مالَهُ اسْتَمَعَتْ أذْنٌ وأعْرَبَ عنهُ ناطِقٌ بِفَمِ العِلْمُ أشْرَفُ مَطْلوبٍ وَطالِبُهُ للهِ أكْرَمُ مَن يَمْشِي عَلى قَدَمِ
العِلْمُ نورٌ مُبِينٌ يَسْتَضِيءُ بِهِ أهْلُ السَّعادَةِ والجُهَّالُ فِي الظُّلَمِ
الْعِلْمُ أعْلَى حَياةٍ للعِبادِ كَما أهْلُ الجَهالَةِ أمْواتٌ بِجَهْلِهِمِ
لا سَمْع لا عَقْل بل لا يُبْصِرونَ وفِي السَْعِيرِ مُعْتَرِفٌ كُلٌّ بِذَنْبِهِمِ
فالجَهْلُ أَصْلُ ضَلَالِ الخَلْقِ قاطِبَةً وأصْلُ شَقْوَتِهِمْ طُرًّا وظُلْمِهِمِ
والعِلْمُ أصْلُ هُداهُمْ مَعْ سَعادَتِهِمْ فلا يَضِلُّ ولا يَشْقى ذوو الحكم.
العِلْمُ واللهِ مِيراثُ النُّبُوَّةِ لاميراثَ يُشْبِهُهُ
لأنَّهُ إرْثُ حَقٍّ دائِم أبَدًا وما سِواهُ إلى الإفناء والعَدَمِ
العِلْمُ مِيزانُ شَرْعِ اللهِ حيثُ بِهِ قِوامُهُ وبِدُونِ العِلْمِ لَمْ يَقُمِ
العِلْمُ يَسْتَغْفِرْ لِصاحِبِهِ أهلُ السّماوَاتِ والأرْضِينَ مِنْ لَمَمِ
كَذَاكَ تَسْتَغِفِرُالحْيتانُ في لُجَجٍ مِن البِحارِ لَه وإنَّ أجْنِحَةَ الأمْلاكِ تَبْسِطُها لِطالِبِيهِ رضًا مِنْهُمْ بِصُنْعِهِمِ
والسَّالِكونَ طريقَ العِلْمِ يَسْهل لهم الرحمان إلَى الجِنانِ طريقًا
والعَالِمُونَ عَلى العِبادِ فَضْلُهُمُ كِفَضْل البَدْر عَلى سائر الكواكب
وعَالِمٌ مِنْ أُولِي التّقْوَى أشدُّ عَلى الشيْطانِ مِنْ ألْف عُبَّادٍ بِجَمْعِهِمِ​
ومن مصائب الأمة أيها المسلمون ، الجهل ، و طالما تمرَّغت الأمة في ظُلُمات الجهل بعيداً عن هدى ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يقلُّ عن الجهل مصيبة، العلم المؤسَّس على غير هدى ولا كتابٍ منير .
فنحن لا بدَّ أن نحارب الجهل، ولكن لا بدَّ أيضاً أن يكون العلم الذي ندعو إليه علماً مؤسَّساً على الأصول الشرعية الصحيحة، علماً مقرِّباً إلى الله عز وجل .
والتعليم مهمة الأنبياء، يعلمون الناس في الكتاب ، والله وملائكته يصلون على معلم الناس الخير ، و ينبغي أن تعلم أن العلم كالمال ، لا يكنـز ، ولا بد أن تؤدي زكاته ، ويختلف العلم عن المال في أن العلم ليس له نصاب حتى لو لم يكن عندك من العلم إلا آية واحدة أو حديث ، وجب أن تبلغها ، يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " بلغوا عني وَ لَو آيةً " ، و في الحديث الآخر: " نضر اللهُ امرءاً سمعَ منَّا حديثاً فبلَّغَه " ، حديثاً واحداً !!
ويعظم الشيء بعظم نفعه. والعلم الشرعي هو أنفع العلوم وأزكاها، بل إن المتأمل في قوله عليه الصلاة والسلام "... إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر" ليعلم عظم الميراث.
وإمام العلماء معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه - له قول حسن يحسن الوقوف عنده.
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، منار سبل أهل الجنة، وهو الأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواما، فيجعلهم في الخير قادة وأئمة تقتص آثارهم، ويقتدى بفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خدمتهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، والتفكر فيه يعدل الصيام، ومدارسته تعدل القيام، به توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال من الحرام، هو إمام العمل، والعمل تابعه، ويلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء)
ويا خسارة عبد آتاه الله علما فلم يعرف حقه فيه واشترى به ثمنا قليلا وأضل به الخلق فانه ياتي يوم القيامة فتندلق امعاؤو ويدور بما كما يدور الحمار بالرحى كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون يا فلان ما أصابك ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول بلى قد كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه .
وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لكميل بن زياد النخعي: يا كميل، إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير، والناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق، ثم قال: إن ههنا لعلما - وأشار بيده إلى صدره - لو أصبت له حملة لقد أصبت لقنا غير مأمون يستعمل الدين للدنيا، ويستظهر بحجج الله على كتابه وبنعمه على معاصيه، أف لحامل حق لا بصيرة له، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، لا يدري أين الحق، إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر، مشغوف بما لا يدري حقيقته، فهو فتنة لمن فتن به، وإن من الخير كله من عرفه الله دينه وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف دينه.
معشر المسلمين : لقد جالد الأولون وكابدوا المحن وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل تحصيل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لا وهو ميراث النبوة
ذكر أهل السير أن [هشام بن عمار]- عليه رحمة الله- كان شغوفًا بطلب العلم، بطلب علم النبوة وهو صغير، وكان معاصرًا[ للإمام مالك] -عليه رحمة الله- جاءه في رحلة شاقة طويلة -فلنسمع ولنعِيَ خبره فلعله يكون لنا فيه عظة وعبرة- عن [محمد بن الفيض الغساني] قال: سمعت [هشام بن عمار] يقول: باع أبي بيته بعشرين دينارًا وجهزني للحج وطلب العلم، قال: فتوجهت من <دمشق> تاركا أهلي ووطني رغبة في الحج إلى بيت الله ولقاء الأئمة أمثال [مالك] -رحمه الله- قال: فلما صرت إلى <المدينة> أتيت مجلس الإمام مالك ومعي مسائل -أعدَّ مسائل يريد أن يسائل الإمام فيها- قال: وأريد مع ذلك أن يحدثني، قال: فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك، وغلمانه قيام حوله، والناس يسألونه ويجيبهم، يتدفق كالبحر، قال: فلما انقضى المجلس قمت لأسأله وأطلب أن يحدثني، فاستصغرني ورآني لست أهلا للرواية، فقال: حصَّلنا على الصبيان؛ يعني أنه لم يبقَ إلا الصبيان، ونادى يا غلام –لأحد غلمانه الذين حواليه- احمله، قال: فحملني كما يُحْمل الصبي، وأنا يومئذ غلام مدرك، فأخرجني. يقول [ابن جزرة]: ودخل [هشام] ذات يوم على الإمام [مالك] بغير إذن وقال له: حدثني، فرفض الإمام مالك، يقول [هشام]: فكررت عليه وراودته فقال لغلامه: خذ هذا واضربه خمسة عشرة سوطًا، قال: فأخذه وذهب به وضربه خمسة عشرة سوطًا، فوقف يبكي على الباب حتى خرج الإمام [مالك] فإذا به يبكي، فقال له: ما يبكيك يا [هشام]؟ أو أوجعتك؟ قال هشام: إن أبي باع منزله بعشرين دينارًا، ووجه بي إليك لأتشرف بالسماع منك، فضربتني وظلمتني بغير جرم فعلته سوى أني أطلب حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- والله لا جعلتك في حلٍّ، لأسائلنك بين يدي الله، فتأثر الإمام مالك، وعلم أنه طالب حديث وجامع سنة بحق، فقال: يا بني ما يرضيك؟ ما كفارة ذلك؟ فقال هشام: أن تحدثني بكل سوط ضربتنيه حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس الإمام مالك: وقال: حدثنا فلان عن فلان عن فلان ، فسرد له خمسة عشرة حديثًا، فقال بعدها: يا إمام زد في الضرب، وزد من الحديث، فضحك الإمام [مالك] وقال: اذهب.وقد نقلت كتب السير والتراجم ان [الحافظ ابن عساكر] -عليه رحمة الله- لاقى في تحصيل العلم ما لاقى من الشدائد م هاجر من <دمشق> إلى <نيسابور> وكانت ذات ثلج شديد، وبرد زمهرير لم يألفه في موطنه دمشق، وفي ذات ليلة تحت وطأة الغربة، وفراق الأحبة، وفراق الأبناء، وشدة برد البلدة في نيسابور قال يصور معاناته، ويذكر لأهله أنه لا زال على عهده أن يطلب العلم ثم يعود إليهم، فكان مما قال:
لولا الجحيم الذي في القلبِ من حُرَقي *** لفُرقة الأهلِ والأحبابِ والوطنِ
لمِتُّ من شِدةِ البَردِ الذي ظهرتْ *** آثارُ شدَّتِهِ في ظَاهرِ البَدَنِ
يا قومِ دُوموا على عهدِ الهُدى وثِقوا *** أنّي على العهدِ لم أغدِرْ ولَم أَخُنِ
ثم ذكر ما كان له من أسفار متواصلة، ورحلات في الأرض متباعدة في سبيل طلب العلم الشرعي، فقال رحمه الله:
وأنا الذي سافرتُ في طلبِ الهُدى *** سفرَيْنِ بينَ فدافدٍ وتنائفِ
وأنا الذي طوَّفت غيرَ مدينةٍ *** منْ أصْبهانَ إلى حدودِ الطَّائِفِ
الشرق قد عاينت أكثر مدْنِه *** بعدَ العراقِ وشامِنا المُتَعارفِ
وجمعت في الأسفار كل نفيسةٍ *** ولقيت كل مخالِفٍ ومُعَاكِسِ
وسمعتُ سنةَ أحمد منْ بَعدما *** أنفقت فيها تالدي مع طَارفِي​
فانظروا معشر المسلمين كيف عرفوا العلم وقدره، واستعذبوا العذاب في سبيل الحصول عليه، باعوا بيوتهم، وقطعوا الفيافي والقفار حتى وصلوا؛ لأنهم يعرفون أنه بواسطة العلم يُعْبد الله في الأرض على بصيرة.
صلى الله على نبينا محمد، لله درهم، ما أمضى عزائمهم! وما أشد جلدهم وشوقهم لطلب ميراث النبوة لوجه الله! وما أقواهم على الدخول فيما يريدون حين يريدون! طافوا الدنيا لتحصيل العلم، زرعوها بالأقدام زرعًا يوم لم يكن قطار ولا سيارة ولا باخرة ولا طائرة، طافوا البلدان، فلا صعوبة تمنعهم من لقاء العلماء، أمانيهم في تحصيل العلم، وخدمة هذا الدين تحدوهم إلى المزيد، وتنسيهم ما يلقون من تعب وعناء شديد. فهل من مقتد بهم يا شباب الإسلام في هذا الزمان؟
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه تجدوه غفارا فيا فوز المستغفرين

الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ الذي أنزل على عبدهِ الكتابَ ولم يجعل له عِوَجا ، فصَّلَ وبَيّن وقرّر صراطاً مستقيماً ومنهجاً وسعَ كلَّ شيءٍ رحمة وعلماً أحمده سبحانه فقد أَفاض على خلقه النعمة، وكتب على نفسه الرحمة،. أسبغ على عباده نعمه ، وأَرسل إليهم رسله وأَنزل عليهم كتبه يدعوهم إلى جواره فى دار السلام، {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً}* [الأنعام: 125]، فسبحان من {أَنْزَلَ عَلَىَ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لّهُ عِوَجَا}* ورفع لمن ائتمَّ به فأَحلَّ حلالَهُ وحرَّمَ حرامَهُ وعمل بمحكمه وآمن بمتشابهه فى مراقى السعادة درجاً، ووضع قهره على من أَعرض عنه ولم يرفع به رأسه ونبذه وراءَ ظهره وابتغى الهدى من غيره، فجعله فى دركات الجحيم متولجاً، فإِنه الذكر الحكيم والصراط المستقيم والنبأُ العظيم وحبل الله المتين المديد بينه وبين خلقه، وعهده الذى من استمسك به فاز ونجا.
وأَشهد أن لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له لا يحصى أَحد ثناءً عليه بل هو كما أَثنى على نفسه وفوق ما يثنى عليه خلقه، وأَشهد أَن محمداً عبده ورسوله، وخيرته من خلقه وأَمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده، أَرسله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين ومحجة للسالكين وحجة على العباد أجمعين. هدى به من الضلالة وعلَّم به من الجهالة. وكثَّر به بعد القلَّة، وَأعزَّ به بعد الذلَّة ، وبصَّر به من العمى، فجزاه الله عن أُمته أَفضل الجزاءِ، وصلى عليه صلاة تملأُ أَقطار الأَرض والسماء، وسلم تسليماً كثيراً. أَما بعد..
معشر المسلمين ؛ اعلموا أن علوم الإسلام لم تدون في ظلال الأشجار والثمار، وعلى ضفاف الأنهار، إنما دوِّنت باللحم والدم والعصب، وظمأ الهواجر، وسهر الليالي، على السراج الذي لا يكاد يضيء نفسه أحيانا، في ظل الجوع والعري، وانقطاع النفقة في بلاد الغربة، والصبر على أهوال الأسفار، وملاقاة الخطوب والأخطار، والتيه في الفيافي والقفار، والغرق في البحار، مع البعد عن الأهل والزوجة والدار.
، فلم يبقَ لكم معشر الشباب إلا أن تطلبوميراث النبوة في مظانه بهمة الرجال التي تتصاغر وتتضاءل أمامها المشاق والمتاعب والأخطار. ولن يخيب الله مسعى من سعى،​
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الدعاء
وأسال الله تعالى أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعل ما أعطانا قربة وزلفى إليه إنه على كل شيء قدير.​
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا وأعنا ولا تعن علينا، وأنصرنا على من بغى علينا.​
اللهم أصلح سرنا وعلانيتنا وظاهرنا وباطننا.​
اللهم أصلح فساد قلوبنا،​
اللهم استعملنا في ما يرضيك،​
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.​
اللهم أحي قلوبنا بذكرك وشكرك وطاعتك.​
اللهم خذ بأيدينا إلى ما يرضيك.​
اللهم أجمع شتات قلوبنا، اللهم وحد على الخير صفوفنا.​
اللهم أبرم للمؤمنين أمرا يعز به من أطاعك حتى لا يكون أحد أعز منه، وبذل به من عصاك حتى لا يكون أحد أذل منه.​
اللهم الحظ بعين رعايتك وعنايتك وعطفك ولطفك إخواننا المستضعفين في كل مكان.​
اللهم أنزل عليهم من سكينتك ونصرك يا حي يا قيوم ما تأمنهم به من خوف، وتشبعهم به من جوع وتكسوهم به من عري.​
اللهم أنزل على عدوهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.​
فيا قيوم السماوات والأرض لا ترد دعائنا ولا تخيب رجائنا إنك على كل شيء قدير.​
يا حي يا قيوم هذا الدعاء ومنك الإجابة. العلم، فإنه يشرح الصدر، ويوسِّعه حتى يكون أَوسعَ من الدنيا، والجهلُ يورثه الضِّيق والحَصْر والحبس، فكلما اتَّسع علمُ العبد، انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل عِلم، بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العلمُ النافع، فأهلُه أشرحُ الناس صدراً، وأوسعهم قلوباً، وأحسُنهم أخلاقاً، وأطيبُهم عيشاً .
 

أحمد أبو أنس

مزمار جديد
26 نوفمبر 2008
12
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

قطرات من بحار خلاله الزاكيات أحمد أبو أنس خ 14

بسم الله الرحمــــان الرحيم
قطرات من بحار خلاله الزاكيات
صلى الله عليه وسلم ج
المقدمة
الحمد لله الملك العظيم العلي الكبير الغني اللطيف الخبير المنفرد بالعز والبقاء والإرادة والتدبير الحي العليم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير..الحمد لله الذي أكرم خواص عباده بالألفة في الدين ووفقهم لإكرام عباده المخلصين وزينهم بالأخلاق الكريمة والشيم الرضية تأدباً بأفضل البشرية وسيد الأمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم‏.‏أحمده حمد عبد معترف بالعجز والتقصير وأشكره على ما أعان عليه على قصد ويسر من عسير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا ظهير وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله البشير النذير السراج المنير المبعوث إلى كافة الخلق من غني وفقير ومأمور وأمير جاء بالأدوية الشافية والأجوبة الكافية صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته وأصحابه أئمة الهدى ومصابيح الدجى صلاة يفوز قائلها من الله بمغفرة وأجر كبير وينجو بها في الآخرة من عذاب السعير
. أما بعد.. ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ﴾ ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾​
معشر المسلمين: إن المعركة مع الأخلاق ليست معركة خاطفة سريعة ..!! لكنها شاقة طويلة مستمرة ..!! .. نحتاج معها إلى طول نفس .. وشدة صبر وعمق إيمان ورسوخ يقين وبذل جهد وتضافر جهود لاستنقاذ الغثاء من دوامة السيل .. فالسيل فيه غرق وويل .. ورسولنا صلى الله عليه وسلم في ذلك أسوة .. فإن لم نجعل الإنقاذ نهجا .. فسوف تضيق بالدمع المآقي ..!!
رُوحِي الفِدَاءُ لِمَنْ أَخْلاقُهُ شَهِدَتْ *** بِأَنَّهُ خَـيْرُ مَبْعُـوثٍ مِنَ البَشَرِ
عَمَّتْ فَضَائِلُهُ كُلَّ البِـــلادِ كَمَا *** عَمَّ البَرِيَّةَ ضوء الشَّمسِ وَ القَمَرِ
يا رسول الهدى
والله إنك لعظيم الأخلاق، كريم السجايا، مهذب الطباع، نقيّ الفطرة.
والله إنّك جمّ الحياء، حيّ العاطفة، جميل السيرة، طاهر السريرة.
والله إنك قمة الفضائل، ومنبع الجود، ومطلع الخير، وغاية الإحسان.
وإنك لعلى خلق عظيم.. يظلمونك فتصبر، يؤذونك فتغفر، يشتمونك فتحلم، يسبّونك فتعفو، يجفونك فتصفح
فذو العرش محمود وهذا محمد: صلى الله عليه وسلم
لم يزل يجهر بالتوحيد ولا يخاف سطوة العبيد ..! وحسبه أنه نبي صلى الله عليه وسلم . كان أشجع الناس صلى الله عليه وسلم ..
عرضت عليه المغريات من مال وملك وشرف وجاه ونساء .. نظير أن يتنازل عن دعوته فأبى ذلك العرض وازدراه ورفضه ..
قال قائل قريش : يا معشر قريش إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيله قد كان محمد غلاما حدثا فيكم أصدقكم حديثا وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم الشيب في صدغيه قلتم ساحر كاهن شاعر مجنون والله ما هو بذلك فانظروا في شأنكم ـ وما معهم إلا العناد وما بهم من العقل من الإنصاف مثقال درهم ـ أجمعوا رأيهم على أن يفاوض ويغرى بالدنيا والنساء وهو القائل صلى الله عليه وسلم :" فاتقوا الدنيا واتقوا النساء "انتدبوا لتلك المهمة أبا الوليد بن عتبة .. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يا محمد أنت خير أم هاشم ؟! أنت خير أم عبد المطلب ؟! أنت خير أم عبدالله ؟! فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يريد هدايته فمن الحكمة أن لا يدخل معه في معارك جانبيه تعيقه عن ذلك الهدف.لقد كان بإمكانه صلى الله عليه وسلم أن يقول أنا أفضل وصدق فهو سيد ولد آدم أجمعين .لكنه بذلك قد يضيع الفرصة الذهبية من هداية هذا الرجل وكان بإمكانه أن يثني على آباءه بما فيهم من صفات حميدة لكنه بذلك يتيح الفرصة أن يلزمه بما يترتب على ذلك من إتباع دينهم وقد فعل ولذا آثر بحكمته عدم الإجابة .فالسؤال لا يستحق ذلك لأنه ليس في صميم الموضوع الذي عقد من أجله الحوار فهم عتبة ذلك فقال : إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت وإن كنت تزعم أنك خير منهم فقل حتى نسمع قولك والله ما رئينا سلخة أشأم على قومه منك فرقت جماعتنا وعبت ديننا وفضحتنا والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى فيقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف فنقتتل
حتى نتفانى .. وياله من عور عن الحقيقة .. ثم ألقى عتبة حباله وعصيه إغراءات تغشى البصائر وتزيغ الأبصار بلغة مسمومة قال : يا محمد إن كان إن ما بك المال جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا وإن كنت تريد شرفا سيدناك فلا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك وإن كان شيئا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب حتى نبرئك وإن كان إن ما بك النسا فاختر من أجمل نساء قريش عشرا .. يا محمد قل نسمع ..
وفي حلم ورحابة صدر أعرض عن كرهات عتبة وأغضى عن سبابه وقال في أدب النبوة : أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم! فأعلن موقفه الحاسم بشجاعة نادرة .. دون مراوغة أو مداهنة أو استعطاف أو استلطاف .. لأن قضيته قضية عقيدة تقوم على الصراحة والبيان فلا تنازل ولا إدهان ..
قذف باطلهم بأوائل فصلت فالشمس منها سطعت وحسمت ورفعت الحجاب وأثارت الإعجاب ومحت السلب بالإيجاب ( حم{1} تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{2} كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{3} بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ{4} ) عتبة يسمع القرآن من فم من أنزل عليه القرآ. فيلقي يديه خلف ظهره مأخوذا بسلطان البيان ورسول الله قد استحضر عظمة الله الذي خاطبه به يتلوه بكل أحاسيسه ومشاعره ويهوي به على إغراءاتهم ومطامعهم .ولما بلغ قول الله ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ) هب عتبة مذعورا قد خيل إليه أن الصاعقة حلت به .فأمسك بفم النبي صلى الله عليه وسلم يناشده الله والرحم إلا صمت .. فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم.( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{118} فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ{119} )
انقلب إلى قومه فلما راؤه قالوا : نحلف بالله لقد جاءكم بغير الوجه الذي ذهب به ..!! بادروه .. ما وراءك يا أبا الوليد ؟؟ فقال وقد آمن بسلطان اللغة والبيان وإن لم يؤمن بالقران : ما هو والله إلا أن جئته فعرضت عليه ما عرضت ثم سمعت منه قولا والله ما سمعت مثله قط! والله ما هو بالسحر ولا بالكهانة ولا الشعر ما فقهت إلا قوله ( أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ) فأمسكت بفيه وناشدته أن يكف ولقد علمتم أن محمد إذا قال شيئا لم يكذب يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي وخلوا بين هذا الرجل وما هو فيه والله ليكونن لقوله بالذي سمعته نبأ عظيم . قالوا : سحرك والله يا أبا الوليد!! فعاد كالكلب بالوصيد (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ..
إنها إشارة منه صلى الله عليه وسلم في شجاعة فذة مفادها لا لقاء بين الحق والباطل لا اجتماع بين النور والظلام الاختلاف جوهري يستحيل معه اللقاء على شيء في منتصف الطريق الأمر لا يحتاج إلى مراوغة ولا مساومة ليس إلا الخروج عن الكفر بجملته إلى الإسلام بجملته وإلا فالبراءة التامة ( لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ) ..
إن قوة الهجمة اليوم على الدين ينبغي أن تقابل برد في غاية الوضوح .. بعيدا عن التعميم والتمييع .. فالأمر جد لا هزل فيه ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) ..
لا بد من الوضوح التام .. في القضايا المصيرية التي لا تحتمل إلا وجها واحدا ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2} )
يا ابن الإسلام:إن الرؤوس التي رفعها الإسلام تأبى أن تخضع لغير الإسلام وإن الألسنة التي استقامة على قول الحق تأبى أن يلويها لاوي لغير الحق الإسلام دعوة ربانية لا مجال فيها للمساومات مهما كانت الدوافع والإغراءات
ألا يا قبح الله شهوة أبيع بها ديني ..!! وأعق بها سلفي ..!! وأهين بها نفسي ..!! وأهدم شرفي ..!! وأكون عارا على أمتي ..!!
بمثل هذا الشجاعة في إيمان بالله ترتفع راية الله .. في أرض الله .. وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله .. لا توهمه بعيدا إنما الآتي قريب ..!
معشر المسلمين: إن سلاحنا الذي لا يفل هو إيماننا .. فكلما قوي إيماننا ازداد يقيننا بتحقق وعد الله بالدفاع عنا ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا )
معشر المسلمين: المسلمون جسد واحد ودار الإسلام دار واحدة لا تقبل القسمان ! فإذا حاول تفريقها محاول سفهته السواحل باتحاد أمواجها وصدمته الجبال باشتباه فجاجها وكذبته الصحاري بسرابها وسراجها ومراتع غزلانها ونعاجها
ألا إن المؤمنين إخوة لا تظالم، ولا تخاذل، ولا تحاقر بينهم، الصغير ابن والوسط أخ والكبير أب جسد واحد وأمة واحدة. قد قالها عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- لأخوة له خرجوا يريدون نشر دين الله في الأرض بأمره خلف السهوب والبحار والفيافي والقفار، قال لهم: سيروا على بركة الله، وأنا أبو العيال حتى تعودوا، قالها حتى لا يترك في قلوبهم شغلا بهؤلاء الصغار. فهل تستطيع أمة الإسلام أن تربي مثل هذه النماذج؟ نعم والله، إنها لأمة خير يتعاقبه جيل بعد جيل، ولن تعدم الأمة وسائل لتربية مثل هذا النماذج، وأعلى وسيلة علم كل فرد وهو على ثغرة من ثغور الإسلام أن المسئولية تكليف لا تشريف، وأن له شيئًا وعليه شيء، فليأخذ ما له من حق وليقم بما عليه من واجب، وليكن مع ذلك أصم سميعًا، أعمى بصيرًا، سكوتًا نطوقًا. والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ثم اعلموا معشر المسلمين : أن الخلاف جبن وفشل وذهاب ريح .. والشاهد وحي الله .. لا يكاد يذكر الأحزاب بلفظ الجمع إلا في مقام الهزيمة والخلاف ( فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ) .. ولا يكاد يذكر الحزب بلفظ مفرد إلا في مقام الخير والفلاح (أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .. لقد مللنا جمع التكسير لكثرة ما تردد .. وسئمنا منه لكثرة ما تعدد ونتطلع لجمع السالم الصحيح يحدوا ويغرد ..
إن التفرق شر كله .. وشره ما كان في الدين .. وأشنعه ما كان عن هوى .. ونتيجته التعادي .. وأثره السخرية من الدين .. وما أعظم جناية مسلم .. يقيم من عمله الفاسد .. حجة على دينه الصحيح ..
نريد مواجهة عدونا فلا يكون بأسنا بيننا ..
نريد إقامة فرض فلا تشغلونا بالخلاف في نافلا ..
نريد بالإسلام العاليا فلا تنزلوا به بالخلاف السافلا ..
الخلاف شر كله والعدو يستهدف الجمع كله ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) .. ياشباب الإسلام اتقوا الله، وأجمعوا أمركم، وذُودوا عن دينكم ومحارمكم قيّدوا هذه النفوس بزمام، وازجروا هذه القلوب عن الآثام، واقرؤوا صحف العبر بألسنة الأفهام، وتخلقوا بأخلاق نبي الهدى رسول الأنام
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه تجدوه غفارا فيا فوز المستغفرين​



الخطبة الثنية
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى​
أما بعد :​
معشر المسلمين :إنا بحاجة ماسة لأخلاق عالية نبني بها هذه الأنفس التي نهشت من كل جانب ووالله لن نجاري الأمم ونفوقها في ميادين الحياة .. إلا ((بالإسلام وأخلاقه)) .. فإن لم يكن فنحن هازلون في جد الزمان ..!! مغترون بالخوف بعهده الأمان..!! سائرون إلى الورا بهدى الشيطان ..!! من تطلع إلى ثوب العز فليحكه
يا من يداوي الجرح من دائه ** مهلا فلن تحظى بطعم الشفا
ماذا يفيد الظامئين المنى ** إن لم يروا ماء بذاك السقا
معشر المسلمين: العمل .. العمل .. بكتاب الله تلك نصرته حقا ( وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً )
ولم تزل نخلة الإسلام باسقة مليئة بعذوق التمر والرطب ..
أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا، أن يجمعنا وإياكم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم يا ذا العزة التي لا ترام، والملك الذي لا يضام، يا من لا يهزم جنده، ولا يغلب أولياؤه، أنت حسبنا، ومن كنت حسبه فقد كفيته، حسبنا الله ونعم الوكيل.​
الدعاء​
 

أحمد أبو أنس

مزمار جديد
26 نوفمبر 2008
12
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

قطرات من بحار خلاله الزاكيات أحمد أبو أنس خ 13

بسم الله الرحمــــان الرحيم
قطرات من بحار خلاله الزاكيات
صلى الله عليه وسلم ج
المقدمة
الحمد لله الذي قد أنزلا كتابه وللرسول أرسلا اللهم لك الحمد حمداً يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك ولك الحمد زنة عرشك وعدد خلقك ورضا نفسك ومداد كلماتك لا تشكر نعمتك إلا بنعمتك ولا تنال كرامتك إلا برحمتك ..
أنت أهل الثناء والمجد ** فامنن بجميل من الثناء المواتي
يا محب الثناء والمدح إني ** من حيائي خواطري في شتاتي
فالق الحب والنوى جل شائنا . لم يزل مرغما أنوف الطغاة . الولي المتين ما خاب ظن لنفوس في فضله طامعات . الحمد لك لا ند لك والملك لك من عالم الذر الخفي إلى الفلك ما عام أو ما طار فيه أو سلك ما كان من إنس وجن أو ملك إلا وقد شهدوا بأن الملك لك. الحمد لله على توفيقه ومنه وفضله وجوده . وصلوات الله والسلام ما ناح طير الأيك والحمام على النبي المصطفى البشير الهاشمي المجتبى النذير وآله ما انبلج الصباح وعلى صحبه ما هبت الرياح بذكر الله ترتاح القلوب ودنيانا بذكراه تطيب من شاء في ظل السعادة هجعته فهنا تشاد صروحها وتقام أورام نسيان الهموم فهاهنا تنسى الهموم وتنسخ الآلام سبحان من لا هدي إلا هديه نفنى ويبقى الواحد العلام
نظر الله هذه الوجوه التي أحسبها في الخير مجدة مجتهدة وأحياكم للأمة ترفعون منارها وتورون نارها وتقيمون مآذنها وتصلحون فسادها وتنفقون كسادها وتحسنون تهيئتها وإعدادها فتملكون قيادها ..
معشر المسلمين :غير خاف على الغبي والنبيه والحليم والسفيه أننا نعيش مرحلة حرجة لم يسبق لها مثال الأمة كثير فيما يعد العادون لكنهم مع هذا العدد مبددون
مدوا يدا لغريب بات يقطعها ** وكان يلثمها لو أنه لطما
أسراهم في سجون البغي ما عرفوا ** لون الحياة وقتلاهم بلا قودي
بنوا اللقيطة داسوا حرمة الصحف ** واستأسد الغي حين استنوق الرشدوا
إن أمة تتزحزح عن دينها مقدار شعرة تنأى عن مراق الفلاح والعزة سبعين ذراعا !! ومع هذا كله فهي أمة مرحومة لا تزال فيها طائفة على الحق ظاهرين إلى قيام الساعة
معشر المسلمين: لئن تخلينا اليوم عن كل وسائل الانتصار المادية فقد بقي في أيدينا سلاح من أنضى الأسلحة .لا يقوم له شيء ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ.. والله ما هي إلا نفحة من نفحاته تهب على هذا القطيع المبدد فإذا قلوبهم مجتمعة ونوافرهم متآلفة وأخلاقهم شاما
كلمات رب العالمين بها ** سما عقل وفيها للظلام كواشف
إن الدعوة إلى الله بالقرءان وبأخلاق الإسلام روح تجري ونفحة تسري حقيقة جذابة ليس بين النفوس وبين الإذعان لها إلا إشراقها عليها.
ولولاها لساوى الليث ذئبا ** وساوى الصارم الماضي قرابا
يشهد بذلك العقل والنقل والقريب والغريب والموالي والمعادي . يذكر الأستاذ النجار أن أحد عقلاء الغرب وقف يخاطب جمعاً من المسلمين يقول : يا أيها المسلمون إنكم لن تستطيعوا أن تسايروا الغرب اليوم .. لا اقتصاديا ولا عسكريا ولا سياسيا ولا إعلاميا ..!! ولكنكم تستطيعون أن تجعلوا هذا الغرب المتكبر المتغطرس المستعلي يجثوا على ركبهم أمامكم بالإسلام ..!! ثم يقول إيتوني بأربعين شاباً يحسنون فهم هذا الدين فهما دقيقا ويحسنون تطبيقه على أنفسهم تطبيقا دقيقاً ويحسنون عرضه على الناس بلغة العصر عرضا دقيقاً وأنا أضمن لكم أن أفتح بهم الأمريكيتين الشمالية والجنوبية ..!!
حاله : ولسوف تشرق شمسكم بسمائهم ** يوماً وليست بعد ذلك تغرب
والتاريخ أثبت أن انتشار الإسلام في بقاع من آسيا ورقاع من أفريقيا لم يكن بجيوش ولا حشود بل بأخلاق الإسلام التي كان يتعامل بها معهم التجار المسلمون
معشر المسلمين : إننا نعيش أزمة أخلاق وإننا أمة الأخلاق وإنما الأمم الأخلاق .. إذا الأخلاق قد ولى ذووها ** فقل يا موت مر بنا سريعا
ألا ما أحوج الأمة الغافلة المنقطعة عن القافلة .. إلى صور مثالية عليا لأخلاق فاضلة .. وليس ذلك إلا في أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاكيا .. والله وبالله وتالله .. لا نعرف أحداً كمله الله بكل فضيلة ونزهه عن كل رذيلة مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!
فلن ترى في وصفه مثيلا ** مستوجب ثنائي الجميلا
فهو ختام الرسل باتفاق ** وأفضل الخلق على الإطلاق
ما فضيلة إلا وهي صفته إتمام مكارم الأخلاق مـن مهمة بعثته .. سئلت عائشة رضي الله عنها عن خُلقه فقالت :
تنثر الدر عبقريا عجيبا ** ليس من مسقط ولا من عمان
قالت : " كان خلقه القرآن " .. ما خُلق سني دعا القرآن له إلا كان أول عامل به وداع إليه . وما خُلق سيء حذر منه القرآن .. إلا كان أول مجتنب له ومحذر منه .. وحاله (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ) ..
معشر المسلمين: (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا): ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ ) صلاح القدوة صلاح الأتباع وإن صلحت العين صلح سواقيها وإن رشد المربي كان موسى وإن هو ضل كان السامري .
إنه خيار من خيار من خيار زكاه الله وكفاه زكى استقامته ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ) ونطقه ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ) وعلمه ( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) وفؤاده ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ) وبصره ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ) وصدره وذكره ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ) وخُلقه ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وزكاه كله ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )
إن رسول الله عليه وسلم مثلٌ أعلى لأقصى ما يبلغه البشر من مراق الكمال وغاية تنقطع دونها الآمال يقول الصديق من رجح إيمانه بإيمان الأمة : أما كلفتموني أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والله ما ذاك عندي ولا عند أحد من الناس والله ما في طاقة متحدث ولو ألقت إليه البلاغة كلها.. لكنها أخلاقه تتحدث عن نفسها ..
فحسبي وحسبكم أن نُنيخَ ركائبنا على ساحل بحر مسك أخلاقه .. لنظفر منه بدرة .. وعلى روض ريحان خلاله .. لنشتم منها نفحه
وحسبه أنه نبي ..... كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس حين خرج على قومه بدعوة ينكرونها جميعا وليس له من معين سوى ربه .. فصدع بها في جميع الأماكن والأزمان والأحوال فوق الجبل وفي المسجد وفي الطريق والسوق في المنازل والمواسم والحواضر والبوادي حتى في المقابر .. في الحضر والسفر والأمن والقتال والصحة والمرض وحين يزور وحين يزار . دعا من أحبوه ومن أبغضوه . ومن استمعوا له ومن أعرضوا عنه دعاته يجوبون الآفاق في إستنفار دعوي لم تملك قريش أمامه إلا أن تقول : لا تسمعوا لهذا القران والغوا فيه لعلكم تغلبون ..!!
بذل كل وسعه .. واستخدم كل أسلوب ووسيلة مشروعة في حلم وأناة وهدوء قذف بالحق على الباطل فأزاح العلل وسد الخلل وقال ما يرضي الله وإن أغضب البشر فذهب الزبد جفاء وبقي صلى الله عليه وسلم قدوة يصبوا إليها كل من عرف الحق . فهو الحياء ما حل في بلد إلا بإذن الله أحياه .. وحسبه أنه نبي ..........
كان أشجع الناس .. حين قوطع وحوصر مع بني هاشم في شعب لسنوات بلا ميرة حتى اضطروا لأكل ورق الشجر وسمع صوت الصبية يتضائون من شد الجوع فصبر وما وهن وما ضعف وما استكان حتى انتصر وسقطت المقاطعة وأحق الله الحق وأبطل الباطل وكذلك الحق لا يتغير أصله وإن تغير لبوسه
والصخر في ظل العقيدة عسجد والآل في ظل العقيد ماء .. والعز في كنف العزيز ومن عبد العبيد أذله الله ..
وحسبه انه نبي ........ كان صلى الله عليه وسلم شجاعا أشجع من الشجاعة .. وأشد في الحق من الشدة ..
ماضي العزيمة والسيوف كليلة ** طلق المحيا والخطوب دواجي
سعى كفار قريش إلى عمه أبي طالب فقالوا : يا أبا طالب إن لك فينا سنا ومنزلة وشرفا وإنا قد إستنهيناك في ابن أخيك فلم تنهه عنا وإنا والله لا نصبر على ذلك فإما أن تكفه عنا أو ننازلك وإياه حتى يهلك أحد الفريقين ثم انصرفوا .. فعظم عليه فراق قومه ولم يطب نفسا بإسلام ابن أخيه لهم وخذلانه .. فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : يا ابن أخي أبقي علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر مالا أطيق فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خاذله .. فحلق وحدق ببصره إلى السماء .. ووقفت الدنيا مشدودة السمع لما تفتر عنه شفتا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأصاخ الكون وأنصت التاريخ لكلمته التي يتوقف عليها مصير السعادة البشرية والحضارة الإنسانية .. فقال :بلسان الحال : أترون هذه الشمس .؟! قالوا : نعم .! ففي تصميم يفل الحديد وعزيمة لا تعرف الهزيمة وتحد يقهر الخصوم اللد .. قال كلمة صريحة لا يقبل معناها التأويل: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ثم استعبر وبكى وولى .. كأنما أنفاسه حرجف .. وبين جنبيه لظى
يا لقوة الإيمان وجلال البطولة .. رجل يظن أنه تخلى عنه ناصره الوحيد من أهله ثم يقف هذا الموقف العظيم إنه ثبات النبوة ..
وقف أبو طالب مأخوذا بما سمع ورأى .. وهو في قرارة نفسه يقول : والله ما هذا إلا نبي كريم .. بلغ أسمى درجات الثقة بالله رب العالمين فلن ينكس على عقبيه لأنه يأوي إلى ركن شديد فما عليه وبين جنبيه دين.. ثم يناديه أقبل يا ابن أخي فأقبل صلى الله عليه وسلم فقال له : إذهب فقل ما أحببت والله لا أسلمك لشيء أبدا .. والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا.. حاله :​
قم وأبلغ نوره للعلمين ** قم واسمعه البرايا أجمعين
فلم يزل يجهر بالتوحيد ولا يخاف سطوة العبيد ..! وحسبه أنه نبي صلى الله عليه وسلم .......
معشر المسلمين : بهذا الخُلق نصر الإسلام على يدي أبي بكر رضي الله عنه يوم الردة .. والإمام أحمد رحمه الله يوم المحنة ..
هذا الخُلق هو الذي ترجم معنى لا إله إلا الله في قلب عبدالله رضي الله عنه ابن رأس النفاق أبي .. حين بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأبيه ودعاه .. فخمر أنفه وقال : إليك عنا فقد آذانا نتن حمارك .. فغضب عبدالله لله وفي ظلال قول الله .. ( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ ) .. أتى رسول الله وقال : يا رسول الله والذي أكرمك بالهدى ودين الحق لئن شئت لآتيتك برأسه فقال صلى الله عليه وسلم :... .لا.... ولكن بر أباك وأحسن صحبته
هذا الخُلق مع الإيمان هو الذي جعل دعاة القيم يزدرون حطام الدنيا وينظرون بشفقة ورثاء لمن يلهث ورائها كخادم لسيده ..
اختر لنفسك منزلا تعلوا به ** أو مت كريما تحت ظل القسطل
موت الفتى في عزة خير له ** من أن يعيش أسيرا طرف أكحل
هذا الخُلق مع الحق هو الذي جعل شابا مسلما يدخل في جموع النصارى ليفحم كبيرهم حين وقف يتحدث عن عيسى عليه السلام ويضعه في منزلة الله ويقول : من قال آمنت بعيسى إله لم يضره شيء ولم يتعرض لأذى ..!! واستمر بعقول الناس ويداعب خيالهم وآمالهم بتعاليل لا تطفىء الغليل ..!! عندما انتهى قام الشاب المسلم الشجاع وسأله قائلا : هل فعلا أنت تؤمن حق الإيمان بأن من قال آمنت بعيسى إله لا يضره شيء ..؟! قال القس : نعم! فأخرج الشاب كأسا استجلس بها الراكب واستركب بها الجالس وقال : إن في هذه الكأس سما نوعه كذا ودرجة تأثيره كذا أرجوا أن تثبت لنا بطريقة عمليه تترجم صدق إيمانك بما قلت وتشرب بما في داخل هذه الكأس ..؟!
فمحا بنور الحق آية ليلهم ** وتطايروا كالحمر لاقت قسورا
اتضح الحق والقس افتضح .إسود وجه .وأربد وهدد وأرعد .ثم لان الجعد وسكن الرعد وحاله : لا مساس .. لله الأمر من قبل ومن بعد
هذا الخُلق مع الإيمان هو الذي جعل المهلب يعرض عن من شتمه وأقذعه وبهته بما ليس فيه .. ولما قيل له : لما لا ترد عليه ..؟! قال : لا أعرف مساوئه وأخشى الله أن أبهته بما ليس فيه ..!! بمثل هذا الإيمان بالله والخلق ترتفع راية الله .. في أرض الله .. وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله .. لا توهمه بعيدا إنما الآتي قريب ..!​
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه تجدوه غفارا فيا فوز المستغفرين


الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى​
أما بعد :​
معشر المسلمين : أما إنه لولا الإيمان مقرونا بهذا الخُلق .. ما قام لله ناصح وما نفح عن الإسلام منافح ..فبادروا معشر المسلمين بالدعوة إلى الإصلاح في أمة فاسدة النظم.. بالثبات أمام الشبهات والشهوات بفعل أوامر الله والكف عن نواهي الله.. بالدفاع عن النفس والمال والعرض والدين والمظلوم بثبات المسلمة أمام شبهات أدعياء تحرير المرأة بالإنفاق في السراء والضراء وكظم الغيظ والعفو عن الناس.. بالوحدة ونبذ الخلاف بالدعاء فأعجز الناس من عجز عن الدعاء
نسأل الله القبول والرضا .. والختم بالحسنى إذا العمر انقضى .. اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا .. وقلة حيلتنا .. وهواننا على الناس .. أنت رب المستضعفين وأنت ربنا وأنت أرحم الراحمين .. نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات من أن تنزل بنا غضبك .. لك العتبى حتى ترضى .. ولا حول ولا قوة إلا بك .. يا من لا يهزم جنده .. ولا يغلب أولياؤه .. أنت حسبنا ومن كنت حسبه فقد كفيته .. حسبنا الله ونعم الوكيل .... ثم صلاة الله مع سلامه .. على النبي وأله وصحبه وحزبه وكل مؤمن به .. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..



 

أحمد أبو أنس

مزمار جديد
26 نوفمبر 2008
12
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

كفى بالموت واعظا أحمد أبو أنس خ 17

بسم الله الرحمــــان الرحيم
كفى بالموت واعظا
المقدمة
الحمد لله المنفرد بالبقاء والقهر , الواحد الأحد ذي العزة والستر , كتب الفناء على أهل هذه الدار , وجعل الجنة عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار , قدر مقادير الخلائق وأقسامها , وبعث أمراضها وأسقامها , وخلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً , جعل للمحسنين الدرجات وللمسيئين الدركات.
فحمداً لك اللهم مفرج الهموم ومنفس الكروب, نحمدك على حلو القضاء ومرّه , ونعوذ بك من سطواتك ومكرك , ونشكرك على ما أنفذت من أمرك وعلى كل حال نحمدك. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, الرحيم الغفور , المنزه عن أن يظلم أو يجور , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون. ونشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أعرف الخلق به , وأقومهم بخشيته , وأنصحهم لأمته, أعلاهم عند الله منزلة وأعظمهم عند الله جاهاً , بلغ رسالة ربه وصدع بأمره , دعانا إلى الجنة وأرشدنا إلى إتباع السنة , صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأزواجه وذرياته الأخيار وسلم تسليماً كثيراً
{ يَا أيُّها الذِينَ آمنُوا اتّقوا الله حقَّ تُقاتِهِ ولا تموتُنّ إلا وأَنتُم مسْلِمُونَ }
أما بعد : فإن الله جعل الموت محتوماً على جميع العباد من الإنس والجان وجميع الحيوان فلا مفر لأحد ولا أمان , كل من عليها فان , ساوى فيه بين الحر والعبد والصغير والكبير والذكر والأنثى والغني والفقير وكل ذلك بتقدير العزيز العليم: ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) . فالكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت و الحازم من بادر بالعمل قبل حلول الفوت
أيها العبد الضعيف : قف وتفكر في أي الطريقين أنت تمضي وإلى أي الغايتين أنت تجري فكل يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها كيف حال قلبك كيف قبع في سجن الهوى ولم يخرج إلى ساحة الهدى فيا أسير دنياه يا عبد هواه إلى متى؟ إلى متى؟ إلى أن يفجأك الموت على غفلة منك .. ربما وأنت تنتقل من قناة إلى قناة أو وأنت ممسك بسماعة الهاتف تعاكس وتنتهك الحرمات أَوَ تَرْضَى أن تموت وأنت تسمع الغناء وأنت تفكر بالزنا ألم تسمع بذلك الطبيب وقد وضع سماعته على صدر المريض الذي يشتكي من قلبه وفجأة انحنى الطبيب على صدر المريض ميتاً!!
يا عبد الله أعلمت أنه في تلك اللحظاتُ الحرجةُ ينقسمُ الناسُ إلى قسمين، إلى فريقين شقي وسعيد:فأين أنت أين أنت ؟؟
فريقُ السعداء: ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي ْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ).
ها هيَ أسماءُ بنتُ عميسٍ رضي اللهُ عنها تقول: إنا لعند علي رضي اللهُ عنه وأرضاه بعدما ضربَه ابن مُلجِم عليه من الله ما يستحق. إذ بعليٍ يشهقُ شهقةً فيغمى عليه، ثم يفيقُ ثانيةً وهو يقول: مرحباً مرحبا، الحمدُ لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الجنةَ، الحمد لله الذي أذهبَ عنا الحزن، لمثلِ هذا فليعملِ العاملون، وليتنافسِ المتنافسون.
فيالها من موعظة ومصير لو وافقت من القلوب حياة. من ظفر بثواب الله فكأنما لم يصب في دنياه.​
واسمع معي لسعيد ابن جبير رضي الله عنه يوم يروي لنا قصة صحيحة متواترة كما قال الذهبي في سيره فيقول: لما مات ابن عباس رضي الله عنه في الطائف، جاء طائر لم يرى مثل خلقته فدخل نعشه، ثم لم يخرج منه، فلما دفن فإذا على شفير القبر تال يتلو لا يرى: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي). فيا لها من خاتمة، ويا له من مصير.
يا لها من خواتم طيبة، ملائكةٌ بيضُ الوجوه يتقدمُهم ملكُ الموت، يخاطبُ تلك الأرواح الطيبة: أيتها النفسُ الطيبةُ أخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوان وربٍ راضٍ غيرِ غضبان، فتخرجُ تسيل كما تسيلُ القطرةُ من فم السقاء، وتفتحُ لها أبوابُ السماء، وتحملُ الجنازةُ على الأكتاف وهي تصيح وتقول قدمونيَ، قدموني، تسألُ فتجيبُ وتثبتُ، ويفرشُ لها من الجنة، ويفتحُ لها بابٌ إلى الجنة، قد استراحت من تعبِ هذه الدار، وإلى راحةٍ أبديةٍ في دار القرار.
وفريقٌ آخر: في تلك الساعة يشقى، حسبَ أن الحياة عبثٌ ولهوٌ ولعب، وإذا به يعاني أول المعاناة. نزلت عليه ملائكةٌ سودُ الوجوه يتقدموهم ملكُ الموت –نعوذ بالله من ختام السوء وساعة السوء- يقول أيتها النفسُ الخبيثةُ أخرجي إلى سخطٍ من الله وغضب. فتنتزَعُ نزعاً بعد أن تُفرقَ في الجسد، ثم ترفعُ فلا تُفتحُ لها أبوبُ السماء، تحملُ الجنازةُ على الأكتافِ وهي تصيح: يا ويلها أين تذهبون بها، ثم تسألُ فلا تجيب، ويفرشُ لها من النار، ويفتحُ لها بابٌ إلى النار، فنعوذ بالله من النار ومن سوءِ الختامِ وغضبِ الجبار.و من مات على شيء بُعث عليه كما ورد عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم).
ذكر أحد الدعاة أنه وقع حادث على إحدى الطرق السريعة لثلاثة من الشباب، كانوا يستقلون سيارة واحدة، توفي اثنان منهما في الحال، وبقي الثالث في آخر رمق، يقول له رجل المرور الذي حضر الحادث قل لا إله إلا الله، فأخذ الشاب يحكي عن نفسه ويقول: أنا في سقر، أنا في سقر أنا في سقر حتى مات عل ذلك، فلا إله إلا الله.
رجل المرور يسأل ويقول ما هي سقر، فوجد الجواب في كتاب الله عز وجل:
( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ). ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ).
نسأل الله السلامة والعافية.​
هل يسرك أيها الشاب أن تموت وأنت تارك للصلاة أو متهاون فيها أو منغمس في الشهوات. يقول أحد المغسلين للموتى جيء بميت يحمله أبوه وإخوانه ودخلنا لغسله فجردناه من ملابسه وأخذنا نقلبه بأيدينا لقد آتاه الله قوة في جسمه وبياضا ناصعا في بشرته وبينما نحن نقلب الجثة وفجأة وبدون مقدمات انقلب لونه كأنه فحمة سوداء فتجمدت يداي وشخصت عيناي خوفا وفزعا يقول فخرجت من مكان التغسيل وأنا خائف فسألت أباه ما شأن هذا الشاب فقال إنه كان لا يصلي يقول الغاسل فقلت لهم خذوا ميتكم فغسلوه فرفض المغسل أن يغسله ورفض إمام المسجد أن يصلي عليه لا إله إلا الله هذا حكم الله فيه فأي خاتمة سيئة لهذا الشاب
معشر المسلمين : هلا تحركت قلوبنا بذكر الله وسالت الدموع من خشية الله أما إن البعض تحركت منه العواطف ورق القلب ودمعت العين لمجرد كلمات ومشاهد خيالية صورتها عدسة فنان أو كتبتها يد إنسان فهذه العواطف والدموع مزيفة فالوسائل التي اسْتَدَرَّتْها مُمَثَّلَة مُرَكَّبَة فكيف لوانتعش هذا القلب وذاق طعم العواطف والدموع الصادقة كيف لو ذاق حلاوة الإيمان وعرف الحياة الطيبة التي قال الله تعالى عنها (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)... كيف لو كان هذا الحب لله ؟؟ كيف لو كانت هذه الدمعة من خشية الله ؟؟
ابن عمر كان إذا قرأ قول الله : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) دمعت عيناه وبكى وأبكى وقال: اللهم لا تحل بيني وبين ما أشتهي، قالوا وما تشتهي؟ قال أن أقول لا إله إلا الله".فهلا امتلأ قلبك بحب لا إله إلا الله وهلا دمعت عيناك من لا اله إلا الله بدل أن تدمع من قصة أو أغنية
فلا إله إلا الله.. ما من ميت إلا ويود أن يسجل في صحيفته لا إله إلا الله، ولكن هيهات حيل بينهم وبينها، وبقي الجزاء والحساب.
فرحم الله امرأ قدم من الصالحات لتلك الحفر، ورحم الله من حاسب نفسه قبل ذاك اللحد الذي لا أنيس فيه ولا صاحب إلا العمل، وكفى بالموت واعظا.
أيها العبد الضعيف استجب لنداء الله ما دمت في مهل لا يغرنك إمهال الله لك إننا نفرح إذا رأيناك في المسجد ونحزن إذا فقدناك وليس لنا من الأمر شيء (من اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها) لكن إلى متى وأنت تحرم نفسك السعادة
معشر المسلمين : ألا ترون ألا تتفكرون ألا تنظرون، تشيعون كلَ يومٍ غادياً إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجلَه، حتى تغيبوه في صدعٍ من الأرضِ خُلعَ الأسباب، وتركَ الأحباب، وسكنَ الترابَ، وواجهَ الحسابَ، انتهى أجلُه وأملُه، تبعَه أهلُه ومالُه وعملُه، فرجع الأهلُ والمال وبقي العمل. ، ما كأنَه فرِحَ يوما صار فقيراً إلى ما قدم.
وولله لو كان الأمرُ سينتهي بالموت لكان هيناً سهلاً، لكنَه مع شدتِه وهولِه أهونُ مما يليه، والقبرُ مع ظلمتِه أهونُ مما يليه، كلُ ذلك هينٌ إذا قُرنَ بالوقوفِ بين يدي الله الكبيرِ المتعال. يلتفت المرءُ يميناً فلا يرى إلا ما قدم. وشمالاً فلا يرى إلا ما قدم. وبنظرَ تلقاء وجه فلا يرى إلا النار. فيا له من موقفٍ ويا لها من خطوبٍ تذهلُ المرضعةُ عما أرضعت وتضعُ كلُ ذاتِ حملٍ حملها، وترى الناسَ سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. يبلغ العرق أن يلجم الناس إلجاما، والشمس تدنو منهم قدر ميل، فيالها من أحداثٍ مجردُ تصورُها يخلعُ ويذيبُ الأكباد.
روي عن الحسن رضي الله عنه: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان رأسُه ذات يوم في حجرِ عائشة، فنعس فتذكرت الآخرة فسالت دموعُها على خدِ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم)، فاستيقظَ بدموعها ورفع رأسه وقال ما يبكيك؟قالت يا رسول الله ذكرتُ الآخرة، فهل تذكرونَ أهليكُم يومَ القيامة؟
قال (صلى الله عليه وسلم) والذي نفسي بيده في ثلاثةِ مواطنَ فإن أحداً لا يذكرُ إلا نفسَه: إذا وضعتِ الموازين حتى ينظرَ ابنُ آدمَ أيخفُ ميزانُه أم يثقل.
وعند الصحف حتى ينظرَ أبيمينِه يأخذُ أم بشمالِه. وعند الصراط حتى ينظرَ أيمرَ أم يكردس على وجههِ في جهنم.
يؤتي بابن أدم حتى يوقفُ بين كفتي الميزان، فتصور نفسِك يا عبد الله وأنت واقفٌ بين الخلائقَ إذ نوديَ باسمك، هلمَ إلى العرضِ على اللهِ الكبير المتعال.
قمتَ ولم يقم غيرك ترتعدُ فرائصُك، تضطربُ رجلاك وجميع جوارحك، قلبك لدى حنجرتك، خوفٌ وذلٌ وانهيار أعصاب:
شبابكَ في ما أبليتَه ؟عمرُك فيما أفنيتَه ؟مالُك من أين اكتسبتَه وفيما أنفقتَه ؟
علمُك ماذا عملتَ به ؟ هذه الأسئلةُ فما الإجابةُ ؟؟
كم من كبيرةٍ نسيتهَا قد أثبتَها عليك الملك. كم من بلية أحدثتهَا. كم من سريرةٍ كتمتها ظهرت وبدت أمامَ عينيك.
أعظمِ به من موقف، وأعظم به من سائلٍ لا تخفى عليه خافيةٍ، وأعظمِ به من حياءٍ يداخلُك وغم وحزنٍ وأسفٍ شديد، فإما أن يقول الله: يا عبدي أنا سترتُها عليكَ في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم. فيا لسرورِك وهدأت بالك واطمئنان قلبك والمنادي ينادي: سعدَ فلانُ أبن فلان سعادةً لا يشقى بعدها أبدا. وإما أن يقولَ الله – عافاك وسلمك الله– إما أن يقول: خذوه فغلوه ثم الجحيمَ صلوه فيذهبُ بك إلى جهنمَ مسود الوجه، كتابك في شمالك ومن وراء ظهرك قد غلت ناصيتك إلى قدمك، أي خزي وأي عارٍ على رؤوس الخلائق ينادى: شقي فلانُ أبن فلان شقاوة لا يسعدُ بعده أبدا.
ولذلك كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) أرحم الناس بالأموات، يقول عوف ابن مالك : صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على جنازة رجل من الأنصار، يقول فتخطيت الصفوف حتى اقتربت منه، فسمعته يبكي ويقول: اللهم أغفر له، اللهم أرحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالثلج والماء والبرد. يقول عوف والذي لا إله إلا هو لوددت أني أنا الميت من حسن دعائه (صلى الله عليه وسلم) له.
عباد الله: الأمر خطير جد خطير، إبليس قد قطع العهد على نفسه ليغوينكم أجمعين، فقال: وعزتك وجلالك يا رب لا أزال اغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم. والله برحمته ومنه يقول: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.
فيا معشر المسلمين ( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ​
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه تجدوه غفارا فيا فوز المستغفرين
الخطبة الثنية
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى​
أما بعد :​
معشر المسلمين : اتقوا الله حق تُقاته . وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته . وأجيبوا الداعيَ إلى دار كرامته وجناته . فقد قَرُب الرحيل ،. ألا وإن المؤمن بين مخافتين : بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه . فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ، ومن صحته لمرضه ومن حياته لموته ، ومن غناه لفقره ، فوالله ما بعدَ الموت من مُسْتَعْتَب ، وما بعد الموت من دار إلا الجنةُ أو النار فانظروا وتدبروا وتأملوا بعيون قلوبكم أين من كان حولكم.
يامن ارتمى في محاضن الشيطان وأعطى نفسَه هواها فدساها، لتقفنَ موقفاً ينسى الخليلُ به الخليل، وليركبنَ عليكَ من الثرى ثقلُ ثقيل، ولتسألنَ عن النقيرِ، والقطميرِ والصغيرِ والكبير، فعد فالعودُ أحمد قبل أن تقولَ ربي ارجعون فلا رجوع:
عباد الله : من الموتِ والقبرِ والحسابِ أين المفر، أين المفر؟
( كَلَّا لا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ). ( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ).
اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير.
يا الله يا حي يا قيوم, نسألك بعزك الذي لا يرام وملكك الذي لا يضام , يا هادي المضلين ويا راحم المذنبين , يا من عنت له الوجوه وخضعت له الرقاب, انقطع الرجاء إلا منك , وخابت الظنون إلا فيك , وضعف الاعتماد إلا عليك , نسألك أن تعيذنا من شرور أنفسنا , وأن ترحم موتانا, وأن ترحم غربتنا في الدنيا ومصرعنا عند الموت , ووقوفنا بين يديك وأن تقينا من ميتة السوء ومن يوم السوء وساعة السوء ,وليلة السوء وجار السوء وصاحب السوء , وأن تعيذنا من النفاق وسوء الأخلاق.
اللهم إنا نسألك فرجاً عاجلاً للمسلمين مما هم فيه وملاقوه , اللهم اكشف كروبنا ونفّس همومنا واقضِ حاجاتنا , اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين , اللهم اجعل قبورهم من الجنة رياضاً. اللهم إنهم عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك احتاجوا لرحمتك وأنت غني عن عذابهم , اللهم زد في حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم , فأنت أرحم بهم من أمهاتهم , لا إله غيرك , ولا معبود سواك , لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا.
وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.​

 

كن لله كمايريد

مزمار جديد
27 مارس 2009
14
0
0
القارئ المفضل
محمد أيوب
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

جزاك الله خير ...
 

ابوهريره888

عضو موقوف
5 سبتمبر 2007
3,372
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: الان على مزامير..ألبوم أعذب الألحان 1 لمنشدي الشارقة

جزاكم الله خيرا

وشكرا لك على كل هذا الخير
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع