إعلانات المنتدى


الأناشيد

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ال سيد الشيخ أحمد

مزمار فعّال
6 نوفمبر 2008
81
1
0
الجنس
ذكر
سئل شيخ الإسلام

علامة الزمان

تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن تيمية الحراني ... :

عن " جماعة " يجتمعون على قصد الكبائر :

من القتل ، وقطع الطريق ، والسرقة وشرب الخمر ، وغير ذلك

ثم إن شيخاً من المشائخ المعروفين بالخير واتباع السنة

قصد منع المذكورين من ذلك

فلم يمكنه إلا أن يقيم لهم سماعاً يجتمعون فيه بهذه النية

وهو بدف بلا صلاصل ، وغناء المغنى بشعر مباح بغير شبابة

فلما فعل هذا تاب منهم جماعة ...

فهل يباح فعل هذا السماع لهذا الشيخ على هذا الوجه

لما يترتب عليه من المصالح ؟ مع أنه لا يمكنه دعوتهم الا بهذا ؟











فأجاب :

الحمد لله رب العالمين ...

إن الشيخ المذكور قصد أن يتوب المجتمعين على الكبائر

فلم يمكنه ذلك إلا بما ذكره من الطريق البدعي

يدل أن الشيخ جاهل بالطريقة الشرعية التي بها تتوب العصاة ...


فلا يجوز أن يقال :

إنه ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه ما يتوب به العصاة

فانه قد علم بالاضطرار والنقل المتواتر

انه قد تاب من الكفر والفسوق والعصيان من لا يحصيه إلا الله تعالى من الأمم بالطريقة الشرعية ...

فلا يعدل أحد عن الطرق الشرعية إلى البدعية

إلا الجهل ، أو عجز ، أو غرض فاسد











وإلا

فمن المعلوم أن سماع القرآن هو سماع النبيين ، والعارفين والمؤمنين ...

وبهذا السماع هدى الله العباد ...

وعليه كان يجتمع السلف

كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اجتمعوا أمروا رجلا منهم أن يقرأ وهم يستمعون

وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول لأبي موسى : ذكرنا ربنا

فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بأبي موسى الأشعري وهو يقرأ

فجعل يستمع لقراءته . وقال : ( لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود )

وقال : ( مررت بك البارحة وأنت تقرأ فجعلت أستمع لقراءتك )

فقال : لو علمت أنك تسمعني لحبرته لك تحبيراً - أي حسنته لك تحسيناً - ...

وقد

مدح الله أهل هذا السماع ، المقبلين عليه

وذم المعرضين عنه

وأخبر أنه سبب الرحمة

فقال تعالى :

( وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) ...

وقال الله تعالى :

( لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) ...











وإنما

حدث سماع الأبيات بعد هذه القرون

فأنكره الأئمة

حتى قال الشافعي رحمه الله :

خلفت ببغداد شيئاً احدثته الزنادقة يسمونه التغبير

يزعمون انه يرقق القلوب ، يصدون به الناس عن القرآن

وسئل الامام احمد عنه

فقال : محدث

فقيل له : أنجلس معهم فيه ؟

فقال : لا يجلس معهم

والتغبير هو الضرب بالقضيب على جلودهم

من امثل أنواع السماع

وقد كرهه الأئمة فكيف بغيره ...










فيجب

الفرق بين سماع المتقربين ، وسماع المتلعبين

وبين السماع الذي يفعله الناس في الأعراس ، والأفراح ، ونحو ذلك من العادات

وبين السماع الذي يفعل لصلاح القلوب والتقرب إلى رب السموات

فان هذا يسأل عنه :

هل هو قربة وطاعة ؟ وهل هو طريق إلى الله ؟ وهل لهم بد من أن يفعلوه لما فيه من رقة قلوبهم ...

كما أن النصارى يفعلون مثل هذا السماع في كنائسهم

على وجه العبادة والطاعة ، لا على وجه اللهو واللعب ...

ولو سئل العالم

عمن يعدو بين جبلين : هل يباح له ذلك ؟ قال : نعم

فاذا قيل : إنه على وجه العبادة كما يسعى بين الصفا والمروة

قال : إن فعله على هذا الوجه حرام منكر ، يستتاب فاعله ، فان تاب وإلا قتل ...

ولهذا

من حضر السماع واللهو لا يعده من صالح عمله ، ولا يرجو به الثواب

وأما من فعله على أنه طريق إلى الله تعالى فانه يتخذه ديناً ...

فهؤلاء ضلال باتفاق علماء المسلمين ...










فمن

فعل ما ليس بواجب ولا مستحب على أنه من جنس الواجب أو المستحب

فهو ضال مبتدع

وفعله على هذا الوجه حرام بلا ريب

لا سيما

كثير من هؤلاء الذين يتخذون هذا السماع المحدث طريقاً

يقدمونه على سماع القرآن وجداً وذوقاً

وربما قدموه عليه اعتقاداً

فتجدهم يسمعون القرآن بقلوب لاهية ، وألسن لاغية ...

فاذا سمعوا " المكاء " و " التصدية " أصغت القلوب ... وخشعت الأصوات ...

فهؤلاء

جند الشيطان ، وأعداء الرحمن ، وهم يظنون أنهم من أولياء الله المتقين ...

ولهذا

يحصل لهم تنزيلات شيطانية بحسب ما فعلوه من مزامير الشيطان ...

منهم من يصرع الحاضرين وشياطينه تصرعهم ...

فيحسب الجاهلون أن هذه من كرامات أولياء الله المتقين ...

ومن

يميز بين الأحوال الرحمانية والنفسانية والشيطانية لا يشتبه عليه الحق بالباطل...

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ا.هـ

( باختصار : مجموع فتاوي ابن تيمية / 11 )
 

اللسان المكي

مراقب قدير سابق ومشرف تسجيلات قراء الجزيرة
مشرف تسجيلات الموقع
27 أغسطس 2008
4,802
43
0
الجنس
ذكر
رد: الأناشيد

كلام نفيس جزاك الله خيرا , وحفظك وأثابك ..
وهكذا أنت دائما متميز في الكتابة والنقل والطرح ,,,
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: الأناشيد

أحسن الله إليك أخي الكريم
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع