إعلانات المنتدى


الإفـراد والجمع في ضوء رواية حفص

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
بسم الله الرحمن الرحيم


الإفـراد والجمع :


تحرص اللغات على تمييز فكرة الإفراد وفكرة الجمع، ففي الكثرة الغالبة

منها يوجد مفرد وجمع، ولكنها تتخذ في هذا المعنى العقلي العام طرائق

شتي لتصويره والتعبير عنه، فمن اللغات ما يميز في الصيغة بين المفرد

وغيره، فيكون للمفرد صيغة ولغيره أخرى مثني كان أو جمعا، وهذا شأن

معظم اللغات الأوربية، أما اللغات السامية ـ والعربية إحداها ـ فتتخذ لهذا


ثلاث صيغ:

إحداها للمفرد والثانية للمثني والثالثة للجمع،

بل لم يقف الأمر عند هذا الحد، إنما نجد لغة كالعربية تفرق بين الجموع

في حالتي القلة والكثرة، فتجعل لكلٍ صيغا معروفة متفقا عليها .

ولن يعرض الباحث لموضوع الإفراد والجمع كما تصوره كتب الصرف

والنحو، وإنما يتم له ذلك من خلال قراءة حفص، إذ ثمة كلمات احتملت

قراءاتها بالإفراد والجمع للتعرف على موقف قراءة حفص من مثل تلك

الكلمات، وما الذي جعل مثل تلك الكلمات تحتمل القراءتين؟.


المصدر-
كتاب الخصائص الغوية لقراءة حفص
دكتورعلاء إسماعيل الحمزاوي
قسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة المنيا
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الإفـراد والجمع في ضوء رواية حفص

موقف قراءة حفص من هذه الظاهرة :


بالنظر والدرس لقراءة حفص من خلال رواية المصحف المتداولة ومن خلال كتب

القراءات يبدو للباحث أن قراءة حفص قد حرصت على الجمع بين الصيغتين

في كثير من الكلمات التي تنوعت قراءتها ما بين الإفراد والجمع، ويسوق

عدة نماذج لكليهما تدليلا على ما انتهى إليه:


أولا : مما جاء بالإفراد في رواية حفص:


قوله تعالى: (رسالته) المائدة 67، قرئ بالإفراد وبالجمع، والإفراد قراءة حفص .

وعلى شاكلته كلمات: (مكانتكم) الأنعام 135، (ذريته) الأعراف 172

يس 41، الطور 21و(عشيرتكم) التوبة24، و(الريح) إبراهيم 18

والإسراء 69 والأنبياء 81 وسبأ 12 وص 36، و(بينة) فاطر 4، و(مفازتهم) الزمر 61


ثانيا : ما جاء على الجمع عند حفص:


قوله تعالى: (الرياح) البقرة 164 والأعراف 57 والحجر 22 والكهف 45 والفرقان

48 والنمل 63 والروم 48 وفاطر 9 والجاثبة 5، حيث قرئ بالجمع وبالإفراد ،

والجمع قراءة حفص .

وعلى مماثلة هذا المثال قوله تعالى: (كتبه) البقرة 285 والأنبياء 104

والتحريم 12، و(عظاما) المؤمنون 14، و(ذرياتنا) الفرقان 74، و(آثـار) الروم 50،

و(ثمرات) فصلت 47.

وبعد هذا العرض تبين للباحث أن بعض الكلمات ليس بين إفرادها وجمعها

من دلالات سوي أن الجمع يدل على الكثرة والمفرد يدل على الجنس كالكتب

والكتاب ، وبعضها ارتبط مفردها وجمعها بدلالة أخرى اقترنت بها في الآيات مثل:

(الريح والرياح)؛ فالإفراد مرتبط بالعذاب، والجمع مرتبط بالرحمة، ودليل ذلك قول

رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا"،

الحديث يؤكد أن مواضع الرحمة بالجمع، ومواضع العذاب بالإفراد؛

ولهذا اتفقوا على الجمع في قوله: (يرسل الرياح مبشرات)،

والإفراد في (إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) .

لحظ الباحث أن كل الكلمات احتمل الرسم قراءتيها؛ حيث إنها مكتوبة بشكل واحد،

وربما دفع هذا الباحث أن يردَّ الخلاف بين الإفراد والجمع إلى خلاف مقطعي، أي

في نوع المقطع، وبالتحديد ينحصر الخلاف في النوع المقطعي المفتوح، ويشمل

المقطعين: القصير (ص ح) والمتوسط (ص م)، فكل الكلمات مفردة كانت أو

مجموعة المقطع قبل الأخير منها أحد هذين المقطعين، وبتحويله إلى المقطع

الآخر تتغير دلالة الكلمة صرفيا، فتتحول من الإفراد إلى الجمع أو العكس،

فمثلا كلمة (بينت) فاطر4 هكذا رسمها في المصحف، وعليه فهي مفردة،

والمقطع قبل الأخير قصير، وبإطالته تتحول دلالتها من الإفراد إلى الجمع

(بينات)، ومثلها (ثمرت)؛ ومن ثم نقول: إذا كان المقطع قصيرا فدلالة الكلمة

الإفراد، فإذا أطيل فدلالتها الجمع، ولكن يبدو أن في هذه القاعدة شذوذا؛

حيث إن بعض الكلمات إذا كان المقطع قبل الأخير منها قصيرا كانت دلالتها

الجمع فإذا أطيل صارت دلالتها الإفراد، وخير نموذج لهذا كلمة (كتب وكتاب).
 

ال باشا

مزمار ألماسي
12 يوليو 2006
1,703
1
38
الجنس
ذكر
رد: الإفـراد والجمع في ضوء رواية حفص

بارك الله فيك اختي على هذا البحث القيم
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: الإفـراد والجمع في ضوء رواية حفص

فتح الله عليكِ أختي الكريمة ونفع بكِ وجزاكِ خيرا
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع