- 11 أبريل 2008
- 3,981
- 153
- 63
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مضت خمس سنوات على وجود الملا في ارض الكنانة ، اصبح فيها حديث الناس ، وقد الف في هذه الفترة عددا من المؤلفات النافعة وقام بطبعها في القاهرة وكان الاقبال عليها كبيرا وقد طبعت هذه المطبوعات ما بين عام 1895و1899ومن هذه الكتب :
كتاب سعادة الدارين :
وهو عبارة عن مجموعة من القصائد الجميلة صدرها بمقدمة رائعة وقد نال استحسان اهل الادب منهم العلامة الازهري محمد الحسن-له كتاب في غاية الحسن والابداع سماه (جمال الخواطر في الادب والنوادر) وكتب ابيات في حق الملا عثمان وهي :
1- بسعادة الدارين فاز من اهتدى====فيها لكل موجد بل الصدى
اغصانها غرست بفكر المنتقى====غثمان ذاك الموصلي المقتدى
2- كتاب الابكار الحسان في مدح سيد الاكوان:
واظن هو من تاليفه وهو عبارة عن قصائد مخمسة ومشطرة في مدح الرسول وقد طبعت خمس مرات لكثرة الطلب عليها .
3-ديوان الشاعر العراقي عبد الباقي العمري والمسمى (الترياق الفاروقي):
وكان عند انجال المؤلف فاكمله الملا عثمان مما يحفظ عن ظهر قلب من قصائد الشاعر المذكور مع التنقيح والتصحيح وهو اكبر جهد قام به الملا لان التحقيق امره ليس بالهين وخاصة بالنسبة لرجل ضرير،وقد صدره بمجموعة نثرية رائعة وقصيدة مدح بها الشاعر وعائلته العمريه.
نبذة عن حياة الشاعرالعمري :
عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي وهو شاعر، ومؤرخ. ولد بالموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية في الدولة العثمانية.
وكان له مجلساً في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوان طبع بمصر.
وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]» وهذا من العجائب له مجموعة من الكتب وهي :-
كتاب سعادة الدارين :
وهو عبارة عن مجموعة من القصائد الجميلة صدرها بمقدمة رائعة وقد نال استحسان اهل الادب منهم العلامة الازهري محمد الحسن-له كتاب في غاية الحسن والابداع سماه (جمال الخواطر في الادب والنوادر) وكتب ابيات في حق الملا عثمان وهي :
1- بسعادة الدارين فاز من اهتدى====فيها لكل موجد بل الصدى
اغصانها غرست بفكر المنتقى====غثمان ذاك الموصلي المقتدى
2- كتاب الابكار الحسان في مدح سيد الاكوان:
واظن هو من تاليفه وهو عبارة عن قصائد مخمسة ومشطرة في مدح الرسول وقد طبعت خمس مرات لكثرة الطلب عليها .
3-ديوان الشاعر العراقي عبد الباقي العمري والمسمى (الترياق الفاروقي):
وكان عند انجال المؤلف فاكمله الملا عثمان مما يحفظ عن ظهر قلب من قصائد الشاعر المذكور مع التنقيح والتصحيح وهو اكبر جهد قام به الملا لان التحقيق امره ليس بالهين وخاصة بالنسبة لرجل ضرير،وقد صدره بمجموعة نثرية رائعة وقصيدة مدح بها الشاعر وعائلته العمريه.
نبذة عن حياة الشاعرالعمري :
عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي وهو شاعر، ومؤرخ. ولد بالموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية في الدولة العثمانية.
وكان له مجلساً في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوان طبع بمصر.
وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]» وهذا من العجائب له مجموعة من الكتب وهي :-
· الترياق الفاروقي (وهو ديوان شعر).
· نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر.
· نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى (وهو فيه تراجم بعض رجال الموصل من معاصريه).
· الباقيات الصالحات ( وهي قصائد في مدح أهل البيت).
· أهلة الأفكار في مغاني الابتكار (من شعره).
· نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر.
· نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى (وهو فيه تراجم بعض رجال الموصل من معاصريه).
· الباقيات الصالحات ( وهي قصائد في مدح أهل البيت).
· أهلة الأفكار في مغاني الابتكار (من شعره).
له قصيدة رائعة في مدح الخليفة على بن ابي طالب مطلعها :
· أنت العلي الذي فوق العــلا رفعا ــ ــ ــ ببطن مكة وسط البيت اذ وضعا
وأن حيدرة الغاب الذي أسد البـر ــ ــ ــ ج السمــاوي عنه خاسـئاً رجعا
وأنــت باب تعالى شأن حارســه ــ ــ ــ بغير راحة روح القدس ما قرعا
وأنت ذاك البطين الممتـلي حكما ــ ــ ــ معاشــرها فلك الافلاك ما وسعا
توفي الشاعر عبد الباقي العمري عام 1278هـ/1861م، ودفن في مقبرة الحضرة الكيلانية في بغداد.
الملا عثمان والعمل الصحفي :
اصدر الملا مجلة اسماها بالمعارف علما ان مهمة الصحافة وفي بلد مثل مصر حيث التنافس محتدم بين الادباء ليست بالمهمة السهلة ولكنه الطموح والابداع وعدم الجمود على عمل واحد الذي لايقف عند حد التاليف والطباعة بل يشمل الانتاج والابداع في الافكار والانتقاء ومن خلال مجلة اخذت صداها بين الشعراء والادباء على حد سواء وقد وصلت المجلة الى بيروت ورحب بها عدد من الادباء ومن هولاء الاديب المفكر اليازجي .
اليازجي :
ناصيف بن عبدالله بن جنبلاط بن سعد اليازجي ( 1800 ، 1871 م ) هو أديب و شاعر لبناني ولد في قرية كفرشيما ، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب ، وأصله من حمص .
لعب دورا كبيرا في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتبا وشارك في أول ترجمة الإنجيل و العهد القديم إلى العربية في العصر الحديث . درّس في بيروت أنقطع إلى التأليف و التدريس في الثلاثين سنة الأخيرة من عمره.
ظل ناصيف اليازجي يدرس ويعلم ويؤلف حتى أصيب بفالج شل شطره الأيسر سنة 1869م ، وفي أثناء مرضه أصيب بفقد ابنه حبيب بكر أولاده وهو بعد في شرخ الشباب ، فمات بعده بقليل متأثراً من شدة حزنه عليه حيث لم يعش بعد ذلك إلا أربعين يوماً وكانت وفاته في 8 شباط (فبراير) سنة 1871 م . ترك ناصيف اليازجي مؤلفات متعددة شملت الصرفوالنحووالبيانواللغةوالمنطقوالطبوالتاريخ ، كما ترك ديواناً شعرياً متنوع الموضوعات ، ومراسلات شعرية ونثرية .
و منها:
· نار القرى في شرح جوف الفرا في الصرف والنحو .
· فصل الخطاب في أصول لغة الأعراب وهي رسالة في التوجيهات النحوية .
· عقد الجمان في علم البيان .
· مجمع البحرين وهو يشتمل على ستين مقامة على غرار مقامات الحريري وبديع الزمان الهمداني .
· ديوان ناصيف اليازجي ،وغيرها كثير.
· فصل الخطاب في أصول لغة الأعراب وهي رسالة في التوجيهات النحوية .
· عقد الجمان في علم البيان .
· مجمع البحرين وهو يشتمل على ستين مقامة على غرار مقامات الحريري وبديع الزمان الهمداني .
· ديوان ناصيف اليازجي ،وغيرها كثير.
العودة الى استانبول :
قرر الملا عند عودته ان يكون له مصدر رزق مثبت يعينه على مواصلة الدرب والتفرغ للدراسة والتدريس ففتح دكانا صغيرا مع شريك له لبيع الكتب ومن العجائب عن الملا التي تنقل عنه والتي اشتهر بها انه لاياتيه احد لشراء كتاب الا وسارع الملا الى موضع الكتاب ويسلمة للشخص ومن دون أي خطاء ،ومما عرف عنه التعرف على الاشخاص ومن خلال لمس اليد ونبرة الصوت ،وعندما سمعت به الدولة انه فتح دكانا ظنت ان الملا في ظائقة مادية فعينته في احدى مدارسها للتدريس .
تغير الاوضاع في الدولة العثمانيه:
زادت الاوضاع سوء في دولة الخلافة وبدات تظهر بوادر غيم سوداء تغطي الافق وتنذر بزوال كيان الدولة والخلافة، وبفعل مؤمرات خارجية وداخلية وبسبب اخطاء من الحكومة وبدات الدول المحكومة من قبل الامبرطورية العثمانية تنفصل عن جسمها شيئا فشئيا ،ومما زاد الطين بلة ظهور احزاب معارضة تبث الدعايات المغرضة تدعو الى الاحتجاج والثورة، فارسل السلطان وفوده الى الحجاز والشام من اجل ثبيت ملكه الذي يوشك على الانهيار ،وممن اختارهم لهذه المهمة الملا عثمان فبداء سلسلة من الارشادات والوعظ تحث الناس على التمسك وعدم التفرق والدعوة الى طاعة اولي الامر ،وانتقل في بداية الامر الى بيروت وكان في استقباله العلامة صالح افندي السويدي ومن الطرائف ان السويدي صافح الملاعثمان ولم يتكلم كلمة واحدة فقال له الملا بعد ان تلمس يده سويدي( ما الذي جاء بك الى هنا) وبعدها انتقل الملا الى دمشق واستاجر غرفة له قريبة من الجامع الاموي الكبير فكان يخطب خطب حماسية يدعوهم الى الاجتماع وعدم التفرق ويبث في نفوسهم روح الامل وتعرف من خلال وجوده في الشام على الكثير من علمائها ومفكريها وادبائها .
موهبة الشعر :
اشتهر الملا عثمان بمعرفته بفنون الشعر انشاء وحفظا (التاريخ والتشطير والتخميس ) والقاء , اما التشطير والتخميس فهما من فنون البلاغة , وقد اشتهر بها بل هو من فرسانها والتشطير او التخميس يتضمن الزخرفة بالقول , وهما من محسنات الشعر المعروفة في الشعر الفصيح وفيهما متعة وطرافة والمقصود ب (التشطير) أن يعمد الشاعر إلى أبيات مشهورة لغيره , فيقسم أبياتها إلى شطرين يضيف إلى كل منهما شطرا من عنده , مراعيا تناسب اللفظ والمعنى بين الأصل والفرع ..
ويشترط في التشطير ألا يكون في تركيبه كلفة ولا حشو , بل أن يزيد الأصل جلاء ومعنى لطيفا .
أما (التخميس) فهو أن يأخذ االشاعر بيتا لسواه , فيجعل صدره بعد ثلاثة أشطر ملائمة لهفي الوزن والقافية ( أي يجعله عجُز بيت ثانٍ) , ثم يأتي بعجز ذلك البيت بعد البيتين فيحصل على خمسة أشطرو من هنا جاءت التسمية بـ (التخميس) .. وربما نظموا قبل البيت الأصلي أربعة أشطر أو خمسة أو ستة .
وهذى قصيدة لحافظ ابراهيم بعنوان خدعوها بقولهم حسناء وقد قام الشاعر فهد العسكر بتخميسها:
لى طرف لم يدر ماالاغفاء ******* وفؤاد عاثت به الادواء
يوم ولت يقودها الرقباء ********* خدعوها بقولهم حسناء
والغوانى يغرهن الثناء
من امثلة التشطير قول الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خيـر ********* عرفت بها عدوي من صديقي
حيث قال الشاعر في ذلك:
جزى الله الشدائد كل خيـر) ....... وإن كانت تُغصّصنـي بريقـي
وما مدحي لهـا حبًّـا ....... ولكـن(عرفت بها عدوي من صديقي)
وشطر احدهم بيت الشاعر شوقي:
نظرة فابتسامة فسلام .... فكلام فموعد فلقـاء
فقال :
نظرة فابتسامة فسـلام) .... كل هـذا تبـذّل وخنـاء
أمن الصون صبوة وانقياد ... (فكـلام فموعـد فلقـاء)
اما التخميس فهو كثير في الشعر العربي ومن امثلة ذلك تخميس صفي الدين لبيت السمؤال الشهير
تعيّرنا أنّا قليل عديدنـا .... فقلت لها إن الكرام قليل
فقال :
وعصبة غدر أرغمتها جدودنا ... وباتت ومنها ضدنا وحسودنا
إذا عجزت عن فعل كيدٍ بكيدنا ... تعيّرنـا أنّـا قليـل عديدنـا
فقلت لها إن الكرام قليل
وقد عرف عن الملا عثمان القاءه الشعر على الفور ومن ذلك انه حضر ختان لعبد الرحمن باشا اليوسف - وهو من الشخصيات المعروفة بين المجتمع السوري- وقد اجتمع وفد كبير من الشعراء لمدحه ،فانبرى الملا من بينهم ينشد قصيدة لكل واحد من اولاد عبد الرحمن باشا ويؤرخ له ختان اولاده كل واحد على انفراد
فقال لولده الاول قصيدة مطلعها :
خليلي ادر لي كؤوس الطلا ==== وزمزم بما يطرب البلبلا
وكان بيت تاريخ الختنا هو :
اذا اليمن غنى لنا ارخوا ==== ختنا محمد سعيد حلا
وهكذا فعل مع اولاده عمر اليوسف واحمد راتب وحسن سامي وكان محمد العظم الدمشقي وزيرا للاوقاف محبا ومعظما للملا عثمان ولاينقطع عن الاجتماع به وبقي الملا في الشام وتعرف على المجتمع السوري وبداء يمارس انشطته الثقافية والفكرية والاجتماعيه.
الحج الى بيت الله الحرام:
مضت ثلاثة سنوات على وجود الملا عثمان في الشام بينما الدولة العثمانية في معترك صراع مع خصومها ،وقد حاولت بشتى الطرق تثبيت اركانها ولكن المؤمرات التي كانت تحاك من حولها اكبر من ان تفع معها تلك الوسائل والتي كانت منها انشاء سكة حديد تربط الشام بالحجاز وذلك في عام 1908وقد كان عثمان الموصلي حاضرا حيث اقيمت احتفالية بهذه المناسبة وقرر ان يسافر لاداء فريضة الحج في القطار الجديد بهذه المناسبة.

جسر سكة القطار العثماني يقطع وادي الحمض شمال ينبع على العهد العثماني ( العصمللي) حيث يوجد بعض بقايا سكة الحديد والعربات والقطارات

قطار و عربات في المحطه من العهد التركي العثماني-العلاء مدائن صالح
سقوط الخلافة العثمانية :
يعد عام 1908 م / 1326 هـ عامًا حزينًا مؤلما في ضمير كل مسلم غيور ؛لأنه عام تهدمت فيه حقيقة الخلافة الإسلامية المتمثلة بالخلافة العثمانية،ونحن لا ننكر أن ثمة جهلاً وبدعًا وأخطاء في أواخر عهد هذه الخلافة ـ التي أصبحوا يسمونها بالرجل المريض،ولكن هذا شيء وتغيير النظام الإسلامي وجلب النظام الغربي الوضعي واحلاله محل الخلافة شئ اخر،وقد كانت الصهيونية بالدرجة الاولى وراء هذا الهدم وذلك لأن السلطان (عبدالحميد) الغيور رفض أن يحقق أطماعها في فلسطين وقد وصل يهود الدونمة إلى مناصب عالية في دولة الخلافة،وكان هؤلاء يظهرون الإسلام ويبطنون اليهودية والخيانة ومنهم (مدحت باشا)الصدر الأعظم وهو ابن حاخام مجري.
الجمعيات والأحزاب السّرية ودورها في اسقاط الخلافة:
ونذكر منها على سبيل المثال جماعة يهود الدونمة الذين التجئوا للبلاد العثمانية بعد الاضطهاد في الأندلس واحتظنتهم الدولة بكل رحابة صدر ولكن الخبث اليهودي فنظموا لانفسهم محتفظين بعقائدهم متكيفين مع الوضع الجديد بإعلانهم الإسلام ظاهرياً ، فكانوا عوناً للصليبية على المسلمين وأداة تدمير في الأخلاق والدين وكانوا وراء حركات التمرد والثورات المسلحة ضد الدولة حتى انتهى بهم المطاف إلى قلب نظام الحكم راسا على عقب في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وفرض أحكام الكفر والابتعاد بالدولة شيئاً عن جادة الإسلام الصحيح .
وقد قامت بعض الجمعيات بحركات ضد السلطان عبدالحميد،تحت أسماء مختلفة أهمها حركة تركيا الفتاة،وحركت حزب الاتحاد والترقي… فقد تكونت جمعية سرية في كلية الطب العسكري في استابول،وعرفت باسم جمعية الاتحاد والترقي…واكتسبت هذه الجمعية السرية كثيرًا من الأنصار،وانضم إليها أعضاء جمعية تركيا الفتاة،واتخذوا من جنيف مركزًا لقيادة الجمعية،وأنشأوا في باريس جريدة تمثل أراء الجمعية أسموها الميزان.
وهذا الحزب : حزب الاتحاد والترقي الذي شمل بعض اليهود في عضويته فقد ورط البلاد في حروب ونزاعات وأرغم قادته المسيطرون عليه الدولة على الانخراط في الحرب العالمية الأولى بعد أن قضوا على حكم عبد الحميد الذي أراد تقويم الانحراف ، وتبنوا الأفكار التي فرقت بين أبناء الدولة المسلمين .
ومع بداية القرن العشرين انتشرت جمعيات سرية كثيرة،وخاصة في سالونيك،باسم الوطن والحرية، تتعاون مع جمعية الاتحاد والترقي، لمعارضة الحكومة العثمانية، وتمكنت هذه الجمعيات أخيرًا من الثورة سنة 1326 هـ وإسقاط السلطان عبدالحميد 1327 هـ وكانت البداية لهذا الاقتراح من مصطفى كمال، فقد بدأ بتهديد ووعيد…
وبهدم الخلافة انفصلت الدولة وتنظيماتها وأشكالها ومسارها عن الدين لأول مرة في تاريخ الإسلام… فوقف أتاتورك يقول وهو يفتتح جلسة البرلمان التركي عام 1923 م:نحن الآن في القرن العشرين لا نستطيع أن نسير وراء كتاب تشريع يبحث عن التين والزيتون) الا لعنة الله على الظالمين ،واخيرا نجحت الجمعيات السرية في الانقلاب ووضع دستور للبلاد ومن ثم تحديد صلاحيات الخليفة بعد ان دب فيها الضعف والوهن وذلك في عام 1908ومن ثم عزلوا السلطان ونفيه وتولية اخيه السلطان محمد رشاد مكانه واصبح كل من له صلة بالخليفة معرضا للمطاردة والنفي وفي هذه الاجواء المخيفة ومن شجاعة نادرة تدل على شخصية الملا وانه صاحب هدف ومبداء قرر العودة الى الدولة .
شجاعة واصرار:
في يوم الجمعة وفي مسجد السلطان احمد وفي وسط العاصمة حيث يغص المسجد باهله انطلق الملا بصوته الخاشع الى اسماع اهل المسجد معلنا عودته دون خوف من احد فلما سمعه اهل المسجد انتشرت موجة من الارتياح والاطمئنان بين الناس وما ان انتهى من القراءة حتى صعد المسجد وبداء يخطب باللغة التركية خطبة حماسية سياسية اوضح ان الانقلاب حركة سياسية لاتغير من عظمة الخلافة الاسلامية وان الواجب تاييد خلافة السلطان الجديد ونبذ الخلاف وهذا كان قبل نشر كمال افكاره الالحادية المسمومة- وفي اليوم التالي نشرت الصحف الخبر في جميع الصحف وكان ان قامت الحكومة بشكر الملا على صنيعه هذا ومع ذلك لم يطب للملا بعد تغير الجو الاجتماعي والسياسي بل والديني الاسلامي وصار يرغب في العودة الى الموصل حيث الماء العذب والهواء النقي وفي اليوم التالي حزم امره على العودة ووجد باخرة متجهة الى بلاد الشام فركبها وكان ذلك في عام 1911.
بناء مسجد الشيخ شمس الدين :
لما رجع الى الشام ليرتاح قليلا اوصى ولده الحاج احمد انهاء تعمير مسجد الشيخ شمس الدين والذي يقع في شارع الفاروق وارسل اليه بيتين نظمهما ليكتبهما على رخامة في باب المصلى يؤرخ فيها تاريخ العمير وهو عام 1328
ولدي بفضل الله عمر تكية ++++ دار السماح بها على التمكين
الفيض خير بالهدى تاريخها ++++ باليمن فتح رباط شمس الدين
والملا عثمان مشهور بهذا الفن من الشعر وهو التاريخ للشعر فيذكر ان الشاعر اسماعيل فرج (1892-1948)والذي التقى بالملا ودار بينهما حديث حول الادب والشعر فانشد اسماعيل ابيات فقال له الملا الا تؤرخ للشعر فقال له اسماعيل نعم حتى الكتب التي اقرئها على الشيوخ ومن ذلك شرح الشمسية- مختصر المطول أو الشرح المختصر على تلخيص المفتاح للعلامة سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني المتوفى سنة 792- في المنطق المسمى مختصر المطول للسعد ارخت بيتين وهما :
شمسية المنطق مذ اتقنتها ==== وفي قضاياها احطت الخبرا
بدات في مطول السعد وقد ==== اضحى لنا تاريخه مختصرا
فسر الملا عثمان بذلك جدا انتقل الملا بعدها الى دار خصصها له الحاج ابراهيم بن الحاج مصطفى دلال في محل باب السراي قرب البريد القديم واصبحت فيما بعد مدرسة للادب والمعرفه والى حلقة اخرى من مواهب الملا عثمان .......