- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-
القاهرة : محمد سيد
انشغل بقراءة القرآن الكريم في سنوات طفولته الأولى وفشل بسبب ذلك في الحصول على الشهادة الإبتدائية فدفع به أهله إلى الكتّاب ، ليضع قدمه على أول طريق القرآن الذي يحبه دون أن يدري أنه سوف يحقق له من الشهرة والنجاح مالم يكن يستطيع تحقيقه في الدراسة العادية ، حتى أنه أصبح أبرز مقرئ في مصر لقراءة القرآن الكريم و في معظم دول العالم وأسلم على يديه الكثير من أبناء دول إفريقيا السمراء وخاصة زيمبابوي .
ـ إنه المقرئ الشيخ علي فرج الذي أكد في حواره لـ « المدينة « أنه يعتبر نفسه من الجيل الوسط الذي جاء تالياً لجيل العمالقة ، موضحاً أن الصوت القرآني كالطفل الصغير الذي يجب الإهتمام به حتى يصل للمستوى المطلوب ، مشدداً على أن إتقان القارئ لموسيقى القرآن الكريم سيجعله كصوت من السماء يصدح بكلام الله عز وجل ، مشيراً إلى أن تربية النشء المسلم على مائدة القرآن هو تحصين لهم وحماية لثقافة ومستقبل الأمة .. وفيمايلي تفاصيل الحوار :
* ماذا عن بداية طريقك مع القرآن الكريم وهل تخرجت من الكتّاب كغيرك من كبار الشيوخ ..؟
ـ لقد دخلت الكتّاب مضطراً بعد أن فشلت في الحصول على الشهادة الإبتدائية وذلك بسبب إنشغالي بحفظ السور القرآنية التي أدرسها في المدرسة ، وحرصي على قراءتها أمام أهل قريتي بمحافظة الشرقية وكنت أجد في ذلك متعة أكثر من استذكار دروسي وعند ما تكرر رسوبي عامين متتاليين تم إلحاقي بالكتّاب وكان عمري وقتها أربعة عشر عاماً ، ورغم تشكيك شيخ الكتّاب وقتها في إمكانية استيعابي للحفظ استطعت أن أتمّ حفظ القرآن الكريم في عام ونصف فقط ، وذلك بتشجيع من والدتي والتي أسمتني « علي « تيمناً بالشيخ الكبير القارئ علي محمود.
* هل كان حرصك على قراءة القرآن أمام أهل قريتك يعكس رغبتك الداخلية في إحتراف القراءة منذ صغرك ..؟
ـ لا أستطيع أن أجزم بذلك وربما تكون موهبة أرادت أن تعبر عن نفسها فحسب وهذا ما شجعني بعد إتمام حفظ القرآن الكريم على الإنتقال إلى المسجد الأحمدي بمدينة طنطا وكان وقتها أشبه بجامعة للقرآن الكريم يدرس فيها عدد من خيرة العلماء ، حيث تلقيت دراستي للقراءات السبع على يد الشيخ الفاضل عبد الفتاح إسماعيل ، وكذلك تعلمت القراءات العشر وعدتُ بعدها إلى مسقط رأسي باعتباري قارئاً محترفاً ، وكان أول أجر حصلت عليه هو خمسون قرشاً وعندما بلغت الثانية والعشرين من عمري أصبحت أتقاضى خمسة جنيهات ، لكن سعادتي بمعرفة الناس بي كقارئ كانت أكبر بكثير من أي مبالغ مالية وهو ما يؤكد أنني وجدت نفسي وذاتي في هذا المجال الطيب .
* كيف بدأت شهرتك كقارئ خارج نطاق القرية ..؟
ـ حدث ذلك عندما اراد الله أن أنتقل للحياة في القاهرة وكان ذلك عام 1972 وتم تعييني في أحد المساجد بمحافظة الجيزة وقد حقق لي ذلك بعض الشهرة وساعدني علي الإلتحاق بمعهد القراءات والحصول علي شهادة التخصص ، وعملت معلماً بالمعاهد الأزهرية قبل أن يتم إعتمادي كقارئ بالإذاعة في أوائل الثمانينيات ، ومن خلالها وصل صوتي إلى أعداد كبيرة من المستمعين وحصلت على شهرة واسعة ، خاصة أنني لم أكن أقلد أحداً من كبار القراء .
* هل يعني ذلك أنك لم تتأثر بمن تتلمذت على يديهم ؟
ـ ربما أكون قد تأثرت بكل من تعلمت على أيديهم بداية من الشيخ الفاضل صالح سليمان والشيخ عبد الفتاح تمام والذي تخرج على يديه كل كبار القراء الحاليين لكني بمجرد أن دخلت عالم الإحتراف وانغمست في الوسط المزدحم بجيل العمالقة أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ البنا وغيرهما ، تعلّمت أنه من الضروري أن يكون لكل قارئ مدرسته الخاصة في التلاوة وهو ولله الحمد ما نجحت فيه إلى حد كبير .
* ما هي مواصفات القارئ الناجح من وجهة نظرك ؟
ـ أولاً الوعي بقيمة الأمانة التي يحملها وهي القرآن الكريم ومراجعته . بإستمرار حتى لا يتفلت منه ، ويأتي بعد ذلك التميز والحرص على القرآن الكريم وهناك صفات يجب أن يتحلى بها حامل القرآن كالصدق والعفة وطهارة اللسان ، فليس مقبولاً أن ينطق اللسان بالقرآن ثم لا ينطق بلغو أو حرام .
* بعض القراء يلجأون في بعض الأحيان إلى القراءة بالقراءات الشاذة فما رأيك في ذلك ..؟
ـ للقرآن الكريم عدة قراءات معروفة وإذا كان المجلس الذي يقرأ فيه القارئ ممن يجيدون علم القراءات وعلى معرفة بها فإن القارئ في هذه الحالة سيكون في حالة إبداع لأن المستمعين لن يعيبوا عليه قراءته بإحدى القراءات الشاذة ، أما إذا كان القارئ في مجالس العوام فلا يجوز له القراءة بهذه القراءات ، لأن العوام قد يعتبرون ذلك نوعاً من التحريف أو التغيير لمعاني وآيات القرآن وهذا غير مقبول على الإطلاق .
* ماذا عن رحلاتك الخارجية وأهم ذكرياتك في تلك الرحلات ؟
ـ أكرمني الله بأن أجوب العالم شرقاً وغرباً كسفير للقرآن الكريم فسافرت إلى معظم دول العالم الإسلامي ودول العالم المختلفة ، ومن أهم ذكرياتي في رحلاتي القرآنية في رمضان عندما دعيت إلى دولة زيمبابوي الإفريقية تحت قيادة السفير حسن جاد الحق رحمة الله ، وبعد قراءتي أمام جمهور المسلمين هناك قدم أحد الأثرياء هناك مبلغاً كبيراً من المال على سبيل الهديّة ولكني رفضت قبوله وطلبت منه أن يقوم بتوزيعه بنفسه على فقراء البلد ، ولم بلغ ذلك السفير شكرني شكراً كبيراً وكان جزائي منه أن جعل استضافتي وإقامتي في منزله طيلة شهر رمضان المبارك ، وفي هذا الشهر الكريم أسلم على يدي أكثر من عشرين شخصا من مواطني زيمبابوي وقمنا بتغيير أسمائهم إلى أسماء إسلامية .
القاهرة : محمد سيد
انشغل بقراءة القرآن الكريم في سنوات طفولته الأولى وفشل بسبب ذلك في الحصول على الشهادة الإبتدائية فدفع به أهله إلى الكتّاب ، ليضع قدمه على أول طريق القرآن الذي يحبه دون أن يدري أنه سوف يحقق له من الشهرة والنجاح مالم يكن يستطيع تحقيقه في الدراسة العادية ، حتى أنه أصبح أبرز مقرئ في مصر لقراءة القرآن الكريم و في معظم دول العالم وأسلم على يديه الكثير من أبناء دول إفريقيا السمراء وخاصة زيمبابوي .
ـ إنه المقرئ الشيخ علي فرج الذي أكد في حواره لـ « المدينة « أنه يعتبر نفسه من الجيل الوسط الذي جاء تالياً لجيل العمالقة ، موضحاً أن الصوت القرآني كالطفل الصغير الذي يجب الإهتمام به حتى يصل للمستوى المطلوب ، مشدداً على أن إتقان القارئ لموسيقى القرآن الكريم سيجعله كصوت من السماء يصدح بكلام الله عز وجل ، مشيراً إلى أن تربية النشء المسلم على مائدة القرآن هو تحصين لهم وحماية لثقافة ومستقبل الأمة .. وفيمايلي تفاصيل الحوار :
* ماذا عن بداية طريقك مع القرآن الكريم وهل تخرجت من الكتّاب كغيرك من كبار الشيوخ ..؟
ـ لقد دخلت الكتّاب مضطراً بعد أن فشلت في الحصول على الشهادة الإبتدائية وذلك بسبب إنشغالي بحفظ السور القرآنية التي أدرسها في المدرسة ، وحرصي على قراءتها أمام أهل قريتي بمحافظة الشرقية وكنت أجد في ذلك متعة أكثر من استذكار دروسي وعند ما تكرر رسوبي عامين متتاليين تم إلحاقي بالكتّاب وكان عمري وقتها أربعة عشر عاماً ، ورغم تشكيك شيخ الكتّاب وقتها في إمكانية استيعابي للحفظ استطعت أن أتمّ حفظ القرآن الكريم في عام ونصف فقط ، وذلك بتشجيع من والدتي والتي أسمتني « علي « تيمناً بالشيخ الكبير القارئ علي محمود.
* هل كان حرصك على قراءة القرآن أمام أهل قريتك يعكس رغبتك الداخلية في إحتراف القراءة منذ صغرك ..؟
ـ لا أستطيع أن أجزم بذلك وربما تكون موهبة أرادت أن تعبر عن نفسها فحسب وهذا ما شجعني بعد إتمام حفظ القرآن الكريم على الإنتقال إلى المسجد الأحمدي بمدينة طنطا وكان وقتها أشبه بجامعة للقرآن الكريم يدرس فيها عدد من خيرة العلماء ، حيث تلقيت دراستي للقراءات السبع على يد الشيخ الفاضل عبد الفتاح إسماعيل ، وكذلك تعلمت القراءات العشر وعدتُ بعدها إلى مسقط رأسي باعتباري قارئاً محترفاً ، وكان أول أجر حصلت عليه هو خمسون قرشاً وعندما بلغت الثانية والعشرين من عمري أصبحت أتقاضى خمسة جنيهات ، لكن سعادتي بمعرفة الناس بي كقارئ كانت أكبر بكثير من أي مبالغ مالية وهو ما يؤكد أنني وجدت نفسي وذاتي في هذا المجال الطيب .
* كيف بدأت شهرتك كقارئ خارج نطاق القرية ..؟
ـ حدث ذلك عندما اراد الله أن أنتقل للحياة في القاهرة وكان ذلك عام 1972 وتم تعييني في أحد المساجد بمحافظة الجيزة وقد حقق لي ذلك بعض الشهرة وساعدني علي الإلتحاق بمعهد القراءات والحصول علي شهادة التخصص ، وعملت معلماً بالمعاهد الأزهرية قبل أن يتم إعتمادي كقارئ بالإذاعة في أوائل الثمانينيات ، ومن خلالها وصل صوتي إلى أعداد كبيرة من المستمعين وحصلت على شهرة واسعة ، خاصة أنني لم أكن أقلد أحداً من كبار القراء .
* هل يعني ذلك أنك لم تتأثر بمن تتلمذت على يديهم ؟
ـ ربما أكون قد تأثرت بكل من تعلمت على أيديهم بداية من الشيخ الفاضل صالح سليمان والشيخ عبد الفتاح تمام والذي تخرج على يديه كل كبار القراء الحاليين لكني بمجرد أن دخلت عالم الإحتراف وانغمست في الوسط المزدحم بجيل العمالقة أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ البنا وغيرهما ، تعلّمت أنه من الضروري أن يكون لكل قارئ مدرسته الخاصة في التلاوة وهو ولله الحمد ما نجحت فيه إلى حد كبير .
* ما هي مواصفات القارئ الناجح من وجهة نظرك ؟
ـ أولاً الوعي بقيمة الأمانة التي يحملها وهي القرآن الكريم ومراجعته . بإستمرار حتى لا يتفلت منه ، ويأتي بعد ذلك التميز والحرص على القرآن الكريم وهناك صفات يجب أن يتحلى بها حامل القرآن كالصدق والعفة وطهارة اللسان ، فليس مقبولاً أن ينطق اللسان بالقرآن ثم لا ينطق بلغو أو حرام .
* بعض القراء يلجأون في بعض الأحيان إلى القراءة بالقراءات الشاذة فما رأيك في ذلك ..؟
ـ للقرآن الكريم عدة قراءات معروفة وإذا كان المجلس الذي يقرأ فيه القارئ ممن يجيدون علم القراءات وعلى معرفة بها فإن القارئ في هذه الحالة سيكون في حالة إبداع لأن المستمعين لن يعيبوا عليه قراءته بإحدى القراءات الشاذة ، أما إذا كان القارئ في مجالس العوام فلا يجوز له القراءة بهذه القراءات ، لأن العوام قد يعتبرون ذلك نوعاً من التحريف أو التغيير لمعاني وآيات القرآن وهذا غير مقبول على الإطلاق .
* ماذا عن رحلاتك الخارجية وأهم ذكرياتك في تلك الرحلات ؟
ـ أكرمني الله بأن أجوب العالم شرقاً وغرباً كسفير للقرآن الكريم فسافرت إلى معظم دول العالم الإسلامي ودول العالم المختلفة ، ومن أهم ذكرياتي في رحلاتي القرآنية في رمضان عندما دعيت إلى دولة زيمبابوي الإفريقية تحت قيادة السفير حسن جاد الحق رحمة الله ، وبعد قراءتي أمام جمهور المسلمين هناك قدم أحد الأثرياء هناك مبلغاً كبيراً من المال على سبيل الهديّة ولكني رفضت قبوله وطلبت منه أن يقوم بتوزيعه بنفسه على فقراء البلد ، ولم بلغ ذلك السفير شكرني شكراً كبيراً وكان جزائي منه أن جعل استضافتي وإقامتي في منزله طيلة شهر رمضان المبارك ، وفي هذا الشهر الكريم أسلم على يدي أكثر من عشرين شخصا من مواطني زيمبابوي وقمنا بتغيير أسمائهم إلى أسماء إسلامية .