- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-
تهريب العفاسي
د. محمد العوضي
قبل أذان المغرب الخميس الماضي بساعة اتصل على هاتفي النقال رجل الأعمال سمير الناصر رئيس مجلس ادارة شركة الابراج القابضة، وهي احدى الشركات الراعية لحملة ركاز الخامسة «أبشر فرحمة الله واسعة» وقال سأحاول اليوم حضور فعالية الحملة في مجمع المهلب التجاري في حولي، لأشهد هذه التظاهرة التربوية الثقافية الجديدة، فقلت له يابوناصر أعتقد انك اليوم لن تجد مكاناً على الاطلاق، فنحن في رمضان والليلة الخميس وضيف «ركاز» هو الشيخ القارئ مشاري العفاسي الذي سوف يترنم بآيات مختارة من القرآن الكريم تتناسب مع شعار وموضوع الحملة، ثم يترنم ببعض الأشعار التي لم يسبق تداولها وهي في طور الاعداد لتنشر في منتصف رمضان... وفعلاً حصل ما توقعنا... كاد مجمع المهلب ينفجر، السيارات تقف ينزل منها الشباب، الفتيات، النساء، الرجال ثم تمضي الى سبيلها لأنه لا مكان لوقوف السيارات من شدة الزحام، دخلنا المجمع واذا بالناس تملأ الكراسي والممرات وتجلس حتى على اطراف الأحواض بل افترشوا الأرض، مشهد عجيب، له دلالات كثيرة، نفسية واعلامية وتربوية ورمزية، وأقف مع مشهد واحد ألا وهو هؤلاء الأطفال والمراهقون من البنات والأولاد، الذين تزاحموا حتى التصقوا بطاولة اللقاء، متحمسين مستنفرين متحفزين للاستماع، ماذا يعني أن نرى العشرات منهم يدفعون أيديهم بالكاميرات لمدة ساعة أو أكثر لتسجيل ما يتلى وما يقال... ماذا يعني، أن يحرص حتى من جاوز الحلم واقترب من العشرين أن يلتقط صورة مع العفاسي؟ ماذا يعني أن يزحف الشباب الذي يلبس آخر الماركات الأجنبية بنطلونات وبلوزات وبعضهم صنع في شعره آخر التقليعات الغربية.. ماذا يعني حرصهم على أخذ توقيع أو شخطة قلم من قارئ للقرآن أو متحدث يحض على تعزيز الأخلاق... لقد ذهلنا عندما انتهت المحاضرة من هجوم هؤلاء المحبين ولولا التنظيم الدقيق ورجال الأمن والسلامة لذاب العفاسي وعصر بين المحبين،.. حتى هربوه من الباب الخلفي بعجلة وصعوبة... ان الشباب رغم ما يتعرض له من اغراق في عالم الاستهلاك، وتهييج الغريزة، وزراعة ثقافة التفاهة.. رغم كل هذا فهو ضحية تحتاج رعاية، وما أن يجد راية خير ترفع ورمزا ايجابيا تربويا يبرز الا ويجد له البديل الذي يسد جوعه العاطفي المعرفي، ليست المشكلة في الشباب وانما في البيئة التي تحرقهم.. فارحموهم.
نشرته في المجلة الرمضانية العدد 13وللفائدة أضعه هنا
تهريب العفاسي
د. محمد العوضي
قبل أذان المغرب الخميس الماضي بساعة اتصل على هاتفي النقال رجل الأعمال سمير الناصر رئيس مجلس ادارة شركة الابراج القابضة، وهي احدى الشركات الراعية لحملة ركاز الخامسة «أبشر فرحمة الله واسعة» وقال سأحاول اليوم حضور فعالية الحملة في مجمع المهلب التجاري في حولي، لأشهد هذه التظاهرة التربوية الثقافية الجديدة، فقلت له يابوناصر أعتقد انك اليوم لن تجد مكاناً على الاطلاق، فنحن في رمضان والليلة الخميس وضيف «ركاز» هو الشيخ القارئ مشاري العفاسي الذي سوف يترنم بآيات مختارة من القرآن الكريم تتناسب مع شعار وموضوع الحملة، ثم يترنم ببعض الأشعار التي لم يسبق تداولها وهي في طور الاعداد لتنشر في منتصف رمضان... وفعلاً حصل ما توقعنا... كاد مجمع المهلب ينفجر، السيارات تقف ينزل منها الشباب، الفتيات، النساء، الرجال ثم تمضي الى سبيلها لأنه لا مكان لوقوف السيارات من شدة الزحام، دخلنا المجمع واذا بالناس تملأ الكراسي والممرات وتجلس حتى على اطراف الأحواض بل افترشوا الأرض، مشهد عجيب، له دلالات كثيرة، نفسية واعلامية وتربوية ورمزية، وأقف مع مشهد واحد ألا وهو هؤلاء الأطفال والمراهقون من البنات والأولاد، الذين تزاحموا حتى التصقوا بطاولة اللقاء، متحمسين مستنفرين متحفزين للاستماع، ماذا يعني أن نرى العشرات منهم يدفعون أيديهم بالكاميرات لمدة ساعة أو أكثر لتسجيل ما يتلى وما يقال... ماذا يعني، أن يحرص حتى من جاوز الحلم واقترب من العشرين أن يلتقط صورة مع العفاسي؟ ماذا يعني أن يزحف الشباب الذي يلبس آخر الماركات الأجنبية بنطلونات وبلوزات وبعضهم صنع في شعره آخر التقليعات الغربية.. ماذا يعني حرصهم على أخذ توقيع أو شخطة قلم من قارئ للقرآن أو متحدث يحض على تعزيز الأخلاق... لقد ذهلنا عندما انتهت المحاضرة من هجوم هؤلاء المحبين ولولا التنظيم الدقيق ورجال الأمن والسلامة لذاب العفاسي وعصر بين المحبين،.. حتى هربوه من الباب الخلفي بعجلة وصعوبة... ان الشباب رغم ما يتعرض له من اغراق في عالم الاستهلاك، وتهييج الغريزة، وزراعة ثقافة التفاهة.. رغم كل هذا فهو ضحية تحتاج رعاية، وما أن يجد راية خير ترفع ورمزا ايجابيا تربويا يبرز الا ويجد له البديل الذي يسد جوعه العاطفي المعرفي، ليست المشكلة في الشباب وانما في البيئة التي تحرقهم.. فارحموهم.
نشرته في المجلة الرمضانية العدد 13وللفائدة أضعه هنا