إعلانات المنتدى


العشر الأواخر من رمضان فلنستعد جميعا

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الماسة الزرقاء

مزمار ذهبي
21 مايو 2006
1,022
0
0
[align=center]الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... أما بعد:

رسالة في بيان فضل العشر الأواخر من رمضان، وما يستحب فيها
من الأعمال، وكيف كان حال النبي في هذه العشر؟ وفيها بيان لليله القدر
وفضل العمل فيها مع بيان أسباب مغفرة الذنوب في رمضان.

عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
" كان رسول الله إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله }
وفي رواية: { أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر } [رواه البخاري ومسلم].



كان النبي يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعلمها في بقية الشهر:

فمنها:إحياء الليل؛ ومن المحتمل أن المراد إحياء الليل كله، ففي حديث عائشة قالت: { كان النبي يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر
- يعني الأخير - شمّر وشدّ المئزر [رواه أحمد]. ويحتمل أن يريد بإحياء الليل
إحياء غالبه، ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة، قالت:
{ ما أعلمه قام ليلة حتى الصباح }.


ومنها: أن النبي كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي، قال سفيان الثوري: أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك. وقد صح عن النبي أنه كان يطرق فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما: { ألا تقومان فُتصليان } [رواه البخاري ومسلم]. وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يُوتر. وورد الترغيب في
إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة، ونضح الماء في وجهه. وفي الموطأ
أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل
أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة،
ويتلو هذه الآية: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه:132].


ومنها: أن النبي كان يشدّ المئزر.
واختلفوا في تفسيره ؛ فمنهم من قال: هو كناية عن شدة جدِّه واجتهاده في العبادة، وهذا فيه نظر، والصحيح أن المراد اعتزاله للنساء، وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون منهم سفيان الثوري، وورد تفسيره بأنه لم يأوِِ إلى فراشه حتى
ينسلخ رمضان. وفي حديث أنس: {وطوى فراشه، واعتزل النساء }.

ومنها: تأخيره للفطور إلى السحر: رُوي عنه من حديث
عائشة وأنس أنه كان في ليالي العشر يجعل عشاءه سحوراً.
ولفظ حديث عائشة: { كان رسول الله إذا كان رمضان قام ونام، فإذا دخل العشر شدّ المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين،
وجعل العشاء سحوراً } [رواه ابن أبي عاصم].
وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي ، قال: { لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر }، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال:
{ إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مُطعم يُطعمني وساقٍ يسقيني } [رواه البخاري].

وظاهر هذا يدل على أنه كان يواصل الليل كله، وقد يكون إنما فعل ذلك لأنه
رآه أنشط له على الاجتهاد في ليالي العشر، ولم يكن ذلك مضعفاً له عن العمل؛ فإن الله كان يطعمه ويسقيه.

ومنها: اغتساله بين العشاءين، وقد تقدم من حديث عائشة:
{ واغتسل بين الأذانين } والمراد: أذان المغرب والعشاء، قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر.
وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة، ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر.
وكان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين، ويلبس ثوبين جديدين، ويستجمر ويقول: ليلة ثلاث وعشرين
هي ليلة أهل المدينة، والتي تليها ليلتنا، يعني البصريين.

فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين، والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن، كما يشرع ذلك في الجُمع والأعياد.
وكذلك يُشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات، ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتطهيره من أدناس الذنوب؛
فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن لا تغني شيئاً.

ولا يصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه وطهرهما، خصوصاً
ملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى، وهو لا ينظر إلى صوركم، وإنما ينظر إلى
قلوبكم وأعماكم، فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس،
وباطنه بلباس التقوى.


إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقوى *** تقلب عُرياناً وإن كان كاسياً


ومنها: الاعتكاف، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، { كان رسول الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين }.
وإنما كان يعتكف النبي في هذه العشر التي يُطلب فيها ليلة القدر، قطعاً لأشغاله، وتفريغاً لباله، وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه.
فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقى له هم سوى الله
وما يُرضيه عنه.
وكما قويت المعرفة والمحبة له والأنس به أورثت صاحبها
الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال.



ليلة القدر



قال تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:1-3].
وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال في شهر رمضان:
{ فيه ليلة خير من ألف شهر، منَ حُرم خيرها فقد حُرم } [رواه أحمد والنسائي].
وقال مالك: بلغني أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم
أُرِي أعمار الناس قبله، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمته
ألا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العُمر،
فأعطاه الله ليلة القدر خيراً من ألف شهر.
وأما العمل في ليلة القدر فقد ثبت عن النبي أنه قال:
{ من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه }
وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة،
وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضاً.

قال سفيان الثوري: الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة.
ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء،
وإن قرأ ودعا كان حسناً. وقد كان النبي يتهجد في ليالي رمضان،
ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكير.
وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها.

وقالت عائشة رضي الله عنها للنبي : أرأيت إن وافقت ليلة القدر،
ما أقول فيها؟ قال: { قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفُ عني }
والعفو من أسماء الله تعالى، وهو المتجاوز عن سيئات عباده،
الماحي لآثارها عنهم، وهو يُحبُ العفو ؛ فيحب أن يعفو عن عباده،
ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض ؛ فإذا عفا بعضهم عن بعض
عاملهم بعفوه، وعفوه أحب إليه من عقوبته.
وكان النبي يقول: { أعوذ برضاك من سخطك، وعفوك من عقوبتك } [رواه مسلم].

وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال
فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال،
ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً، فيرجعون
إلى سؤال العفو الُمذنب المقصر.
[/align]


[align=center]منقول بتصرف[/align]
 

عبدالسلام وليد

مزمار ألماسي
24 يوليو 2006
1,575
0
0
الجنس
ذكر
رد: العشر الأواخر من رمضان فلنستعد جميعا

الله يكرمك وربنا يوفقنا ان شاء الله
.
.

4577518dab.jpg
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: العشر الأواخر من رمضان فلنستعد جميعا

والله كنت أخطّط لوضع الموضوع اليوم لكن سبقتيني أختي الكريمة فهنيئا لك وجزاك الله عنا خير الجزاء
 

اختكم في الله

مزمار فعّال
2 أغسطس 2006
53
0
0
الجنس
ذكر
رد: العشر الأواخر من رمضان فلنستعد جميعا

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بوركت يا غالية وجزاك ربي الفردوس الاعلى بلا حساب ولا عقاب
امييييييييين
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع