رد: لماذا الشيخ عمر القزابري؟
(بسم الل)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم أيها الاخوة الكرام هذا المقال الذي يتحدث عن لماذا الشيخ عمر القزابري هو امام المسجد الحسن الثاني مع العلم ان مسجد الحسن الثاني ليس فيه امام واحد ...
خطة تنظيم المجال الديني في المغرب تعطي ثمارها والشيخ القزابري أحد نجومهاوترقب 100 ألف مصل في «ليلة القدر» بمسجد الحسن الثاني
الدار البيضاء: لحسن مقنع
تعرف المساجد الكبرى في مدينة الدار البيضاء، وعددها 500 مسجد، خلال الفترة الأخيرة إقبالا غير مسبوق سواء خلال الصلوات المفروضة أو خلال حلقات الوعظ والإرشاد أو صلاة التراويح (القيام) في رمضان. ويرجع المسؤولون هذا الإقبال الكبير إلى الخطة الجديدة لإعادة تنظيم المجال الديني التي انتهجها المغرب اخيرا بتوجيه من العاهل المغربي الملك محمد السادس، والتي جعلت من بين أهدافها تأطير المساجد ووضع علماء أكفاء ومحبوبين لدى المؤمنين في الصدارة للإمامة والخطابة والوعظ والإرشاد الديني، وذلك لجلب الناس إلى المساجد المؤطرة وسد الطريق أمام مخاطر الانزلاقات والاحرافات بسبب تولي مهام الخطابة والدعوة من طرف أشخاص غير مؤهلين.
وفي إطار تنفيذ الخطة الجديدة تم رفع عدد المجالس العلمية المحلية من 18 مجلسا إلى 30 مجلسا، وتم توسيع صلاحيات هذه المجالس خاصة فيما يتعلق باختيار الوعاظ والخطباء والأئمة. وحول هذا الدور يقول الدكتور رضوان بن شقرون، رئيس المجلس العلمي للدار البيضاء الكبرى: «الأمر كان موجودا في السابق لكنه سيأخذ الآن طابعا آخر وتوجها جديدا بحيث يتم اختيار الأئمة والخطباء والوعاظ من بين من يستحقون تولي هذه المهام بغض النظر عن أي اعتبار آخر غير اعتبار الكفاءة العلمية والمعرفة الشرعية والقدرة على التبليغ وإيصال الخطاب الديني بالشكل المناسب وبالشكل المطلوب، فالقصد من إعادة النظر في هيكلة الشأن الديني التي ارتأى نظر أمير المؤمنين الملك محمد السادس القيام بها في المغرب كان هو تقريب العلماء مع المواطنين، وتهديم ما قد يكون من حاجز بين العلماء والدعاة وبين عامة الناس، وكذلك السير بالشأن الديني حسب ما تقتضيه الألفية الثالثة». وحول التوجه الملحوظ في مدينة الدار البيضاء نحو تولي مهام خطبة الجمعة من قبل أساتذة جامعيين يقول بن شقرون: «أعتقد أن هذا الأمر أصبح جاريا العمل به في المغرب كله، فقد صار الذين يتولون الخطابة في المساجد أساتذة جامعيون، مكونين تكوينا عصريا وحديثا، قادرين على تقرير خطابهم بحيث يتناسب مع الظروف التي تعيشها الأمة من جهة، ويحقق التواصل المطلوب بين الإمام والاتباع من جهة ثانية. وهذا التواصل لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان خطاب الخطيب متجها الوجهة التي تناسب الزمان وتناسب العصر، فالمغرب قبل نهاية القرن الـ 20 ليس هو المغرب في بداية القرن الـ 21، فهذه فترة وجيزة ولكن نظرا للتحولات العديدة التي حدثت في العقد الأخير من القرن الماضي وفي العقد الذي نعيشه من الألفية الثالثة، والتي أحببنا أم كرهنا، فانها فرضت توجهات معينة وتحولات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكذلك على مستوى إعادة النظر في الخطاب الديني ليناسب الوقت ويجاري الأحداث، فيما يقبل المجاراة طبعا».
ولعل من أبرز مظاهر نجاح هذه الخطة الإقبال غير المسبوق على مسجد الحسن الثاني خاصة خلال شهر رمضان إذ بلغ عدد المصلين فيه خلال صلاة التراويح (القيام) نحو 60 ألف مصل، بعد أن كان عددهم يتراوح بين 15 و 20 ألف في السنوات الماضية. ويرتقب أن يصل عدد المصلين في قيام «ليلة القدر» بمسجد الحسن الثاني، والتي يخلدها المغاربة في ليلة 27 من رمضان، نحو 100 ألف مصل. ويرجع هذا الإقبال إلى تغيير خطة أداء صلاة القيام بالمسجد، فبعد أن كان يتناوب على القراءة خلال هذه الصلاة في السنوات الماضية مجموعة من القراء، تم خلال هذه السنة تعيين المقرئ الشاب عمر القزابري ليؤم المصلين بصفة مستمرة خلال رمضان. ونتج عن ذلك إقبال متزايد للمؤنين جاء بعضهم من مدن بعيدة بحثا عن الخشوع والتعبد بالاستماع للقرآن وتدبره. وساهم النقل المباشر لصلاة القيام في مسجد الحسن الثاني على أمواج «إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم« في التعريف بهذا المقرئ الشاب وتشويق الناس للصلاة خلفه.
وكان الشيخ عمر القزابري، وهو من مواليد سنة 1974 بمراكش، قد تلقى القرآن على يد والده الشيخ أحمد القزابري وهو من علماء مراكش البارزين، وختم القرآن وعمره 11 سنة، وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا (الثانوية العامة) في التعليم الأصيل من مدرسة إبن يوسف بمراكش، سافر إلى السعودية عام 1997 حيث حضر دروسا بالمعهد الإسلامي بمكة، ومارس الإمامة في مسجد الجامعة بجدة. وخلال مقامه بالسعودية تلقى القزابري القرآن على يد عدد من كبار المشاييخ، منهم الشيخ محمود إسماعيل، من علماء الأزهر، والشيخ الفاه الموريتاني، قبل أن يعود عام 2002 إلى المغرب ويتولى الخطابة في مسجد الريان بحي الألفة في الدار البيضاء. وبعد أحداث 16 مايو (أيار) 2003 الإرهابية بالدار البيضاء، وتسليط بعض وسائل الإعلام الاضواء على الشيخ الشاب الذي درس بالسعودية، والذي تستقطب خطبته بمسجد الريان آلاف المصلين، الامر الذي يتسبب كل جمعة في إغلاق الأزقة المحيطة بالمسجد، قرر القزابري التوقف عن الخطابة بمسجد الريان، والعودة إلى تعميق دراساته القرآنية، حيث بدأ منذ أشهر في القاهرة دورة دراسية لختم القراءات العشر على يد الشيخ أحمد عيسى المعصراوي، شيخ عموم القراء بمصر، كما يقوم حاليا تحت إشراف الأزهر بتسجيل مصحف كامل برواية ابن دكوان عن ابن عامر، والذي سيكون أول مصحف يتم تسجيله بهذه الرواية. وإلى جانب مسجد الحسن الثاني لا يكاد حي من أحياء الدار البيضاء يخلو من مسجد يؤم فيه صلاة القيام أحد القراء المعروفين، أمثال الشيخ عمر محسن، في مسجد آل السعود، والشيخ مصطفى الغربي، في مسجد الشهداء، والشيخ الكرعاني، في مسجد حي بولو، والشيخ ايت بيعيش، في حي الإنارة. وعز الدين توفيق، في الحي المحمدي، ومحمد بنساسي، في حي الألفة.
تشكل تلك المساجد مراكز استقطاب لعشرات الآلاف من المصلين الحريصين على ختم القرآن خلال شهر رمضان خلف قرائهم المفضلين. وتكتظ المساجد والفضاءات والأزقة المجاورة لها في وقت جد مبكر، حيث يتسابق المصلون بعد الإفطار بقليل الى الأماكن التي تمكنهم من متابعة القراءة بشكل أفضل.
من جريدة الشرق الاْوسط وهذا رابط الموضوع
http://www.aawsat.com/details.asp?s...e=265482&search=الشيخ عمر القزابري&state=true