- 26 أبريل 2008
- 3,836
- 27
- 48
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
المفسرون من الصحابة
قال السيوطي في الإتقان : << اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة : الخلفاء الأربعة و ابن مسعود و ابن عباس و أبي بن كعب و زيد بن مثبت و أبو موسى الأشعري و عبد الله بن الزبير أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم ، علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و الرواية عن الثلاثة قليلة جدا . و كأن السبب في ذلك تقدم وفاتهم >> اهـ
قال السيوطي في الإتقان : << اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة : الخلفاء الأربعة و ابن مسعود و ابن عباس و أبي بن كعب و زيد بن مثبت و أبو موسى الأشعري و عبد الله بن الزبير أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم ، علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و الرواية عن الثلاثة قليلة جدا . و كأن السبب في ذلك تقدم وفاتهم >> اهـ
و معنى هذا السبب في إقلال الثلاثة : أبي بكر و عمر و عثمان من التفسير ، أنهم كانوا في وسط أغلب أهله علماء بكتاب الله ، واقفون على أسرار التنزيل ، عارفون بمعانيه و أحكامه ، مكتملة فيهم خصائص العروبة . أما الإمام علي – رضي الله عنه – فقد عاش بعدهم حتى كثرت حاجة الناس في زمانه إلى من يفسر لهم القرآن ، و ذلك من اتساع رقعة الإسلام و دخول عجم من هذا الدين الجديد كادت تذوب بهم خصائص العروبة ، و نشأة جيل من أبناء الصحابة كان في حاجة إلى علم الصحابة . فلا جرم أن ما نقل عن علي أكثر مما نقل عن غيره ، أضف إلى ذلك ما امتاز به الإمام من خصوبة الفكر ، و غزارة العلم ، و إشراق القلب : ثم أضف أيضا سبق اشتغالهم بمهام الخلافة و تصريف الحكم دونه .
روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال : شهدت عليا – رضي الله عنه – يخطب و يقول : << سلوني ، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم . و سلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلا و أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ؟ أفي سهل أم في جبل >>
و في رواية عنه قال : << و الله ما نزلت آية إلا و قد علمت فيم أنزلت ؟ و أين أنزلت ؟ إن ربي وهب لي قلبا عقولا و لسانا سؤولا>> اهـ
و قد كثرت الروايات – أيضا – عن ابن مسعود . و حسبك في معرفة خطره و جلالة قدره ما رواه أبو نعيم عن أبي البختري ، قال : قالوا لعلي : أخبرنا عن ابن مسعود ؟ قال : علم القرآن و السنة ثم انتهى ، و كفى بذلك علما
و أما ابن عباس فهو ترجمان القرآن بشهادة رسول الله (ص) . فعن مجاهد قال : قال ابن عباس ، قال لي رسول الله (ص) : << نعم ترجمان القرآن أنت >> و أخرج البيهقي في الدلائل عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : << نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس . و قد دعا له النبي (ص) بقوله <<اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل >> و روي أن رجلا أتى ابن عمر يسأله عن << السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما >> أي من قوله تعالى << أولم ير الذين كفروا أن السماوات و الأرض كانتا رتقا فـفتقـناهما >> فقال : اذهب إلى ابن عباس ، ثم تعالى أخبرني . فذهب ، فسأله فقال : << كانت السماوات رتقا لا تمطر و كانت الأرض رتقا لا تنبت ففتق هذه بالمطر و هذه بالنبات >> فرجع إلى ابن عمر فأخبره فقال : << قد كنت أقول ما يعجبني جراءة ابن عباس على تفسير القرآن . فالآن أقول قد علمت أنه أوتي علما >> اهـ
لكن يجب الحيطة فيما عزي إلى ابن عباس من التفسير ، فقد كثر عليه فيه الدس و الوضع ، كما سيأتي .
و كذلك أبي بن كعب – رضي الله عنه – ابن قيس الأنصاري أحد كتاب الوحي . فقد كان – رضي الله عنه – من المكثرين في التفسير المبرزين فيه ، كما اشتهر في القراءة و برز فيها . روى له في التفسير أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب . و إسناده صحيح .
و أما الباقي من العشرة و هم زيد بن مثبت و أبو موسى الأشعري و عبد الله بن الزبير فمع شهرتهم في التفسير كانوا أقل من الأربعة الذين قبلهم .
و قد ورد عن جماعة من الصحابة غير هؤلاء العشرة شيء من التفسير ، بيد أنه قليل منهم أنس و أبو هريرة و ابن عمر و جابر و عمرو بن العاص و عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنهم أجمعين - .
روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال : شهدت عليا – رضي الله عنه – يخطب و يقول : << سلوني ، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم . و سلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلا و أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ؟ أفي سهل أم في جبل >>
و في رواية عنه قال : << و الله ما نزلت آية إلا و قد علمت فيم أنزلت ؟ و أين أنزلت ؟ إن ربي وهب لي قلبا عقولا و لسانا سؤولا>> اهـ
و قد كثرت الروايات – أيضا – عن ابن مسعود . و حسبك في معرفة خطره و جلالة قدره ما رواه أبو نعيم عن أبي البختري ، قال : قالوا لعلي : أخبرنا عن ابن مسعود ؟ قال : علم القرآن و السنة ثم انتهى ، و كفى بذلك علما
و أما ابن عباس فهو ترجمان القرآن بشهادة رسول الله (ص) . فعن مجاهد قال : قال ابن عباس ، قال لي رسول الله (ص) : << نعم ترجمان القرآن أنت >> و أخرج البيهقي في الدلائل عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : << نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس . و قد دعا له النبي (ص) بقوله <<اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل >> و روي أن رجلا أتى ابن عمر يسأله عن << السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما >> أي من قوله تعالى << أولم ير الذين كفروا أن السماوات و الأرض كانتا رتقا فـفتقـناهما >> فقال : اذهب إلى ابن عباس ، ثم تعالى أخبرني . فذهب ، فسأله فقال : << كانت السماوات رتقا لا تمطر و كانت الأرض رتقا لا تنبت ففتق هذه بالمطر و هذه بالنبات >> فرجع إلى ابن عمر فأخبره فقال : << قد كنت أقول ما يعجبني جراءة ابن عباس على تفسير القرآن . فالآن أقول قد علمت أنه أوتي علما >> اهـ
لكن يجب الحيطة فيما عزي إلى ابن عباس من التفسير ، فقد كثر عليه فيه الدس و الوضع ، كما سيأتي .
و كذلك أبي بن كعب – رضي الله عنه – ابن قيس الأنصاري أحد كتاب الوحي . فقد كان – رضي الله عنه – من المكثرين في التفسير المبرزين فيه ، كما اشتهر في القراءة و برز فيها . روى له في التفسير أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب . و إسناده صحيح .
و أما الباقي من العشرة و هم زيد بن مثبت و أبو موسى الأشعري و عبد الله بن الزبير فمع شهرتهم في التفسير كانوا أقل من الأربعة الذين قبلهم .
و قد ورد عن جماعة من الصحابة غير هؤلاء العشرة شيء من التفسير ، بيد أنه قليل منهم أنس و أبو هريرة و ابن عمر و جابر و عمرو بن العاص و عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنهم أجمعين - .
t7
من كتاب " مناهل العرفان في علوم القرآن " للشيخ عبد العظيم الزرقاني