إعلانات المنتدى


هدية العيد قصة حياة الشيوخ العظام مصطفى اسماعيل المنشاوى شعيشع عبد الباسط والطبلاوى

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

مصطفى مشعل

مزمار ألماسي
2 يوليو 2006
1,920
1
0
الجنس
ذكر
الاول المعلم او قارء مصر الاول
تستشعر وأنت تستمع إلى الشيخ مصطفى إسماعيل أن الرجل لا يقرأ الآيات بل “يمضغ” الكلمات و”يفسر” المعاني و”يتدبر” دلالاتها الشرعية والإيمانية.. فيه قدر واسع من جمال الصوت، وحسن الوقف وروعة الأداء وجودة مخارج الحروف.

نشأ شيخنا محبا للقراءة، رغم ثراء والده، وتعلق بالكتاب وجو الريف المصري المحب لدينه.. والتحق بالإذاعة مبكرا، فبلغت شهرته الآفاق.. وسافر إلى معظم دول العالم يجالس الملوك ببركة القرآن ويجتذب قلوب العامة بحسن الترتيل..

ومع الشيخ مصطفى إسماعيل نتعرف الى بعض جوانب حياته المديدة مع القراءة والتلاوة..

المولد والنشأة



في ميت غزال بمحافظة الغربية، ولد الشيخ مصطفى إسماعيل يوم 17 يونيو/ حزيران سنة ،1905 في أسرة كان حظها جيدا من الثراء، حيث كان جده لوالده يمتلك مئات الأفدنة، وقد اشتهر بالسخاء والكرم فلما جاء الحفيد كان الذي تبقى من الثروة القديمة قد صار شيئا قليلا.. ومع ذلك بقيت هذه الأسرة كريمة.

تميزت قرية ميت غزال بكثرة الكتاتيب التي يحتشد فيها الراغبون في حفظ القرآن الكريم وتجويده، وكان يتخرج في تلك الكتاتيب كل عام حوالي 100 طالب يحفظون القرآن الكريم منهم من يتجه إلى الأزهر للعلم.

قضى الشيخ مصطفى طفولته بين والديه وكان أهل القرية وأسرته يمتهنون الزراعة، غير أن جده وجهه إلى الكتاب ليحفظ القرآن ويتعلم القراءة والكتابة وفن ترتيل القرآن الكريم.

وأول شيء لفت الطفل الشيخ “مصطفى” جمال أصوات الباعة في الموالد، حيث كان يتحسسهم ويمشي وراءهم يستمع إلى نبرات أصواتهم الندية حتى كان في أحيان يضل طريق العودة إلى منزل أسرته.

يقول الشيخ عن نفسه: “أنا بكر والدي، لي أخوة إناث وذكور، قضيت طفولة سعيدة بين أهلي وعشيرتي، كان يضمنا منزل كبير يتسع للعائلة كلها”.

ألحقه والده وهو في السادسة من عمره بكتاب القرية الذي يديره الشيخ عبد الرحمن أبو العينين، فمكث فيه عامين وتعلم القراءة والكتابة وحفظ ربع القرآن الكريم.. وبعد ذلك انتقل إلى كتاب الشيخ عبد الله شحاتة، وفيه أتم حفظ القرآن كاملا وقد تعلم نوعا من فنون التلاوة والترتيل.

أقبل الشيخ مصطفى على تلاوة القرآن الكريم وهو طفل لم يبلغ بعد العاشرة، حتى صار له شهرة في قريته، وحدث أن سمعته جدته وهو يرتل ففرحت به وأخبرت والده وقد استحلفته بالله أن يبذل ما في وسعه ليتم الطفل دراسة علوم القرآن وبالفعل تعهد الشيخ محمد أبو حيش الطفل الصغير.

طفل موهوب



عاش الشيخ مصطفى إسماعيل حياته الأولى وفق الظروف التي كانت سائدة آنذاك في بلدته، فكان يحفظ القرآن الكريم على ضوء لمبة جاز نمرة خمسة لا يكاد يرى بضوئها حروف المصحف الشريف.

كان يستيقظ في الصباح الباكر ليراجع ما حفظه ثم يذهب إلى “سيدنا” ويتلقى جزءا آخر ليتم حفظه، كما انتقل الشيخ مصطفى إلى دراسة علم القرآن على يد الشيخ إدريس فاخر حيث كان هذا الشيخ موضع احترام القرية كلها، وكان مفتشا على كتاتيب القرية.. فلما سمع صوت الشيخ مصطفى قال: هذا طفل موهوب يستحق الرعاية، وقرر أن يعلمه التجويد والقراءات.

أتم الشيخ مصطفى إسماعيل تلاوة وتجويد القرآن وقد حل على الأسرة شهر مضان عام ،1917 فطلب مكافأة من جده عبارة عن “طربوش وزعبوط ومركوب” والتحق الشيخ مصطفى بالمعهد الأزهري بطنطا وارتدى الزي الأزهري وأتم دراسته على إجازة شيخه قارئا وعالما.

لمع نجم الشيخ مصطفى إسماعيل وعلا صوته قبل أن يذهب إلى القاهرة، وقد سمع نصيحة الشيخ محمد رفعت الذي سمعه في سرادق عضو بمجلس الشيوخ يومها حيث قال له: ستكون لك يوما ما مكانة كبيرة في دولة التلاوة، لكن عليك أن تعيد القراءة مرة ثانية في الجامع الأحمدي لتتمكن من التجويد وتتقن أحكام التلاوة.

استجاب الشيخ مصطفى لهذه النصيحة الغالية من الشيخ محمد رفعت فازداد إتقانه وتجويده وإلمامه بفنون القراءة ولمع نجمه ليصل معظم محافظات مصر.

وفي سنة 1927 التي توفي فيها الزعيم سعد زغلول أقيمت الاحتفالات لتأبينه في جميع المحافظات، ودعي الشيخ لإحياء التأبين بمدينة دمياط، وفيها تعرف إلى زوجته التي كانت له نعم المعين وقد أنجبت له الذرية الصالحة.

في القصر الملكي



ارتحل الشيخ مصطفى إسماعيل في بداية الأربعينات إلى القاهرة ليطرق باب الشهرة وفي طريقه لمح لافتة كتب عليها “رابطة تضامن القراء” فدخلها لينضم إليها، وعندما هم بدفع رسم الاشتراك توقف أحد الشيوخ وسأله: “أنت مصطفى إسماعيل اللي بيحكوا عنك.. اقرأ لي” فقرأ وأجاد، ومن حسن الصدف أن يصطحبه الشيخ إلى القراءة في مسجد الحسين ويشاء القدر أن تنقل هذه القراءة على الهواء في الإذاعة المصرية مباشرة، وكان من المفترض ان يحيي تلك الليلة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي الذي اعتذر لمرضه.

جاءت الفرصة مواتية للشيخ مصطفى إسماعيل فسمعه الملك فاروق الذي طلب من سكرتيره الخاص محمد بك سالم أن يدعو الشيخ مصطفى لإحياء ليالي رمضان في القصر الملكي.

وبدأت نجاحات الشيخ مصطفى تعلو وتزداد في سماء المقرئين فأصبح له مكانة وشعبية كبرى بين المصريين، بل امتد هذا النجاح إلى جماهير الأمة الإسلامية والعربية، حيث ارتفع صوته عبر الإذاعة المصرية يطرق أسماع المسلمين في كل أرجاء المعمورة.

ولكن طريق الشيخ مصطفى إسماعيل إلى القاهرة لم يكن مفروشا بالورد، فقد صادفته أيام عصيبة كادت ترجعه إلى قريته مرة ثانية كما أتى، فها هو يخطئ في أول تلاوة في إحدى ليالي القاهرة مع الشيخ محمد سلامة الذي كان يقرأ الليلة الكاملة، غير أنه لم ييأس وظل صابرا حتى جاءت الليلة الثانية، فصعد إلى المنصة وبدأ يقرأ فجذبت الآيات الأولى التي قرأها أسماع الحاضرين.. وكلما توغل الشيخ مصطفى ورفع صوته توافد إلى السرادق جمهور جديد حتى قال أحد الشيوخ الأزهريين وقد سمعه يومئذ: “هذا صوت جديد وأداء جديد ومقرئ جديد لا يقلد أحدا من سابقيه”.

وقد كان يحضر تلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل الشيخ درويش الحريري عالم المقامات الملحن المعروف آنذاك، والذي تتلمذ على يديه كبار مقرئي هذا العصر، ويقول الشيخ مصطفى عندما سئل عمن علمه المقامات: لقد التقطت اذناي كل ما سمعته طوال حياتي واستنبطت منه طريقتي في الأداء بالفطرة، حتى قال الشيخ الحريري عن هذه الفطرة إنها أقوى وأصح من كل الدراسات، ولا يمكن لأي معهد فني بأكمله أن يصل إلى ما وصلت إليه فطرتك التي وهبها الله لك.

حفاوة ودموع



بدأت الدعوات تنهال على الشيخ مصطفى بدءا من وزارة الأوقاف المصرية ليتلو في الاحتفالات التي تقيمها الوزارة، ثم من البلاد العربية والأجنبية.

وقد سافر الشيخ مصطفى إلى لبنان لإحياء ليالي رمضان في عام 1965 بناء على دعوة من رئيس وزرائه، ويومها منح وسام الأرز، الذي يعد أرفع وسام تمنحه دولة لبنان للشخصيات البارزة، وفي العام ذاته منح أول وسام يناله قارئ في مصر في “عيد المعلم” وتسلمه معه في ذلك الوقت الدكتور طه حسين، ثم سافر إلى تركيا عام 1973 وهناك استقبله الشعب التركي بحفاوة كبيرة، ودعاه الرئيس التركي لمقابلته في القصر الجمهوري بأنقرة وجلس إليه ومعه وزير الثقافة التركي وفي نهاية الزيارة أهداه الرئيس التركي مصحفا مكتوبا بماء الذهب.. وفي عام 1977 استدعاه الرئيس أنور السادات ليصحبه معه في الزيارة التي قام بها إلى القدس.. ولم يكن الشيخ قد زار القدس من قبل.. فزار المسجد الأقصى وقرأ به القرآن الكريم.. حتى إنه لما شاهد منظر المسجد الأقصى فاضت عيناه بالدموع.. وبكى معه المشايخ الفلسطينيون، وقرأ الشيخ في المسجد الأقصى عبر الأقمار الصناعية وصوته يصدح بكتاب الله في الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.

كما سافر الشيخ مصطفى إسماعيل إلى سوريا لتلاوة القرآن الكريم، وكانت الدعوة من أحد الأغنياء السوريين، فأحيا الليالي هناك ومن شدة إعجاب السوريين به كانوا يطلبون منه الرقية تبركا بالقرآن الكريم.

ومع هذا الصوت الملائكي الذي له القدرة الفائقة على الإبحار في أنغام القرآن الكريم وموسيقاه، لم يسع إلى الشهرة، بل إنها سعت إليه.. فقد طاف بلدان العالم لينفخ الله بصوته قلوبا صدئت عن ذكر الله فقرأ القرآن في كوالالمبور وكراتشي ودول آسيا والدول العربية والافريقية والتي بها جاليات إسلامية.

وقد سئل ذات يوم: هل يلحن القرآن الكريم موسيقياً؟ فقال: في رأيي ألا يلحن القرآن، فقراءته تكفي طربا، وحرام أن تصاحبه موسيقا، لأن القرآن ملحن جاهز، ولكن بلا موسيقا. قال هذا الكلام استنادا لعلمه وبحوثه في مجال القراءات.

رحل الشيخ مصطفى إسماعيل وعمره 73 سنة بعد جهد طويل في خدمة القرآن الكريم، رحل الصوت الذي عانق عنان السماء.. باستخدامه مقامات الموسيقا العربية وبراعة إعجازه، وسكت صوته في ديسمبر/ كانون الأول 1978. رحمة الله عليه.

الثانى الحنجرة الذهبية عبد البالسط عبد الصمد

االشيخ عبد الباسط
التغني بالقرآن فنٌ قديم، بدأ منذ أن نزل القرآن وتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذه الصحابة الكرام من النبي صلى الله عليه وسلم فخالط قلوبهم، وامتزجت به أرواحهم، وكان بعضهم ندي الصوت، عذب النغم، جميل الأداء، يؤثر صوته بالقرآن في النفس، ويطرب الأذن، ويريح الأفئدة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من هؤلاء الأفذاذ، ويثني عليهم، فيقول عن سالم مولى حذيفة وكان قارئا مجيدا: "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا"، ويقول عن أبي موسى الأشعري: "إنه أوتي مزمارا من مزامير آل داود" لفرط جمال صوته، وحسن أدائه، ويجعل أبيّ بن كعب في الذروة في دنيا التلاوة، ويصفه بأنه أقرأ أمته للقرآن.
وإذا كان هذا حال بعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم وتلاوته للقرآن.. وأدع الصحابي الجليل "جبير بن مطعم" يصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.. يقول جبير: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه، فلما سمعته قرأ: "أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" خلت أن فؤادي قد انصدع، وكاد قلبي يطير".
وظلت تلاوة القرآن محتفظة بأصولها الموروثة، وبالأحكام التي يعرفها علماء التجويد منذ العهد النبوي، تتوارثها الأجيال بالتلقي والتلقين، دون الاقتصار على النقل من الكتب المدونة في علوم القرآن.
دولة القراءة في مصر
وشاء الله أن تتصدر مصر دولة إقراء القرآن الكريم في القرنين الثالث والرابع عشر الهجريين، وتربع قراؤها على عرش الإقراء والقراءة، ولمع في هذين المجالين أعلام بررة، فبرز في خدمة كتاب الله إقراءً وتأليفا: الشيخ محمد أحمد المتولي المتوفى سنة (1313هـ= 1895م)، والشيخ محمد مكي نصر، والشيخ علي محمد الضباع المتوفى سنة (1380هـ= 1960م) والشيخ عامر عثمان العالم الثبت المتوفى سنة (1408هـ= 1988م) وغيرهم.
أما دنيا التلاوة والقراءة فقد برز من مصر مشاهير القرّاء، الذين ملئوا الدنيا تلاوة خاشعة، وقراءة تأخذ بالألباب، مع جمال في الصوت وحُسن في الأداء، وتمثّل للمعاني، وحضور في القلب، فتسمع القرآن وهو يتلى فتنساب آياته إلى قلبك، وتحيا معانيه في نفسك، كأنك تحيا فيه أو يحيا هو فيك، وحسبك أن يكون من بين هؤلاء الأعلام الشيخ محمد رفعت، ومصطفى إسماعيل، وعبد الفتاح الشعشاعي، وأبو العينين شعيشع، وعبد العظيم زاهر، ومحمود خليل الحصري، ومحمد صديق المنشاوي، وكامل يوسف البهتيمي، وعبد الباسط عبد الصمد.
وقد أثّرت طريقة أداء هؤلاء في قرّاء الدنيا شرقًا وغربًا، فقلدوهم في التلاوة وطريقة الأداء، وتطريب الصوت، مع الاحتفاظ بأصول القراءة.. وشاع بين أهل العلم العبارة السائرة: "القرآن الكريم نزل بمكة وقُرِئ في مصر، وكُتب في إستانبول"، وبلغ من صدق هذه العبارة أنها صارت كالحقائق يصدقها التاريخ، ويؤكدها الواقع.
عبد الباسط عبد الصمد
ومن بين الذين لمعوا بقوة في دنيا القراءة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، حيث تبوأ مكانة رفيعة بين أصحاب الأصوات العذبة والنغمات الخلابة، وطار اسمه شرقا وغربا، واحتفى الناس به في أي مكان نزل فيه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والشيخ عبد الباسط من مواليد بلدة "أرمنت" التابعة لمحافظة قنا بصعيد مصر سنة (1346هـ= 1927م)، حفظ القرآن الكريم صغيرا، وأتمه وهو دون العاشرة من عمره على يد الشيخ محمد سليم، ثم تلقى على يديه القراءات السبع، وكان الشيخ به معجبًا، فآثره بحبه ومودته، حيث وجد فيه نبوغا مبكرا؛ فعمل على إبرازه وتنميته، وكان يصحبه إلى الحفلات التي يدعى إليها، ويدعوه للقراءة والتلاوة وهو لا يزال غضًا لم يتجاوز الرابعة عشرة، وكان هذا مرانًا لصوته وتدريبا لأدائه.
وبدأت شهرة الشيخ في الصعيد مع إحياء ليالي شهر رمضان، حيث تُعقد سرادقات في الشهر الكريم تقيمها الأسر الكبيرة، ويتلى فيها القرآن، وكان الناس يتنافسون في استقدام القرّاء لإحياء شهر رمضان.
كما كانت موالد الأولياء الكبار في الصعيد ميدانًا للقراء، يتلون كتاب الله للزوار، وكان للصعيد قراؤه من أمثال: صدّيق المنشاوي الملقب بـ"قارئ الصعيد" وهو والد القارئين: محمود ومحمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الراضي، وعوضي القوصي، وقد استفاد الشيخ عبد الباسط من طرائقهم في التلاوة، كما تأثر بمشاهير القراء في القاهرة، مثل الشيخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل، وعلي حزين، وكان يقطع عشرات الكيلومترات ليستمع إليهم من مذياع في مقهى، وكانت أجهزة الراديو في ذلك الوقت قليلة لا يملكها كثيرون.
التألق والشهرة
قدم الشيخ عبد الباسط إلى القاهرة سنة (1370هـ= 1950م) في أول زيارة له إلى المدينة العتيقة، وكان على موعد مع الشهرة وذيوع الصيت، وشهد مسجد السيدة زينب مولد هذه الشهرة؛ حيث زار المسجد في اليوم قبل الأخير لمولد السيدة الكريمة، وقدمه إمام المسجد الشيخ "علي سبيع" للقراءة، وكان يعرفه من قبلُ، وتردد الشيخ وكاد يعتذر عن عدم القراءة لولا أن شجعه إمام المسجد فأقبل يتلو من قوله تعالى في سورة الأحزاب: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" وفتح الله عليه، وأسبغ عليه من نعمه، فكأنه لم يقرأ من قبل بمثل هذا الأداء، فجذب الأسماع، وأرهفت واجتمعت عليه القلوب وخشعت، وسيطر صوته الندي على أنفاس الحاضرين، فأقبلوا عليه وهم لا يصدقون أن هذا صوت رجل مغمور، ساقته الأقدار إليهم فيملؤهم إعجابا وتقديرا.
التقدم إلى الإذاعة
وما هي إلا سنة حتى تقدم الشيخ الموهوب إلى الإذاعة سنة (1371هـ= 1951م) لإجازته، وتشكلت لجنة من كبار العلماء، وضمّت الشيخ الضياع شيخ عموم المقارئ المصرية، والشيخ محمود شلتوت قبل أن يلي مشيخة الجامع الأزهر، والشيخ محمد البنا، وقد أجازته اللجنة واعتمدته قارئا، وذاع صيته مع أول قراءة له في الإذاعة، وأصبح من القرّاء الممتازين، وصار له وقت محدد مساء كل يوم سبت، تذاع قراءته على محبّيه ومستمعيه.
اختير الشيخ سنة (1372هـ=1952م) قارئًا للسورة في مسجد الإمام الشافعي، ثم قارئا للمسجد الحسيني خلفًا لزميله الشيخ "محمود علي البنا" سنة (1406هـ= 1985م) ثم كان له فضل في إنشاء نقابة لمحفظي القرآن الكريم، وانتُخب نقيبًا للقرّاء في سنة (1405هـ= 1984م).
وقد طاف الشيخ معظم الدول العربية والإسلامية، وسجل لها القرآن الكريم، وكانت بعض تسجيلاته بالقراءات السبع، ولا يزال يذاع في إذاعة القرآن الكريم بمصر المصحف المرتل الذي سجله بصوته العذب وأدائه الجميل، بتلاوة حفص عن عاصم، مع الأربعة العظام: الشيخ محمود خليل الحصري، ومصطفى إسماعيل، ومحمد صدّيق المنشاوي، ومحمود علي البنا، وقد استقبل المسلمون في العالم هذه التسجيلات الخمسة للقرآن بالإعجاب والثناء، ولا تزال أصوات هؤلاء الخمسة تزداد تألقا مع الأيام، ولم يزحزحها عن الصدارة عشرات الأصوات التي اشتهرت، على الرغم من أن بعضها يلقى دعمًا قويًا، ولكنها إرادة الله في أن يرزق القبول لأصوات بعض عباده، وكأنه اصطفاهم لهذه المهمة الجليلة.
وفاة الشيخ
ظل الشيخ عبد الباسط موضع عناية واهتمام في كل مكان ينزل به، وخصه الملوك والأمراء بالأوسمة والنياشين؛ تكريما له وإحسانا إلى أنفسهم قبل أن يحسنوا إليه، وتوفي الشيخ في يوم الأربعاء الموافق (21 من ربيع الآخر 1409 هـ= 30 من ديسمبر 1988م) بعد أن ملأ الدنيا بصوته العذب وطريقته الفريدة.
الثالث الكروان ابو العينين شعيشع

الشيخ أبو العينين شعيشع نقيب قراء مصر، رحلته مع القرآن الكريم زاخرة بالذكريات نظرا لامتدادها، خاصة إذا علمنا أنه انضم للإذاعة المصرية عام 1940 وكان أول قارئ للقرآن الكريم يتم إرساله إلى خارج مصر في نفس السنة التي انضم فيها للإذاعة.
زار الشيخ شعيشع معظم الدول الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك، بل إنه كان يحيي ليالي رمضان في أكثر من بلد في العام الواحد، من هنا فإن رمضان في الغربة لديه له مذاق خاص.
يتذكر الشيخ أبو العينين أول رحلة خارج مصر عام 1940 عندما وجهت إليه الدعوة من الشعب الفلسطيني الذي كان يعيش تحت الانتداب البريطاني لإحياء ليالي رمضان بالمسجد الأقصى، وانبهر الفلسطينيون بأول قارئ مصري يأتي إليهم، وكانوا يصرّون على البقاء طوال الليل يستمعون إلى الدروس الدينية ويقرأون القرآن ويصلون التراويح ويتناولون طعام السحور في المسجد، ولا ينصرفون منه إلا بعد أداء صلاة الفجر جماعة، وينظر إلى حال الأقصى الأسير الآن بكل حزن وحسرة ويدعو المسلمين إلى العمل بكل السبل على تحريره من اليهود بكل الوسائل وفي مقدمتها الجهاد إذا لزم الأمر، خاصة أن المؤامرة لهدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه يتم التخطيط لها بكل جدية، وإذا لم يفق المسلمون فإنهم سيصبحون أمام كارثة، وسيحاسبهم الله على تقصيرهم في حماية الأقصى حسابا عسيرا.
ومن المواقف التي لا ينساها الشيخ أبو العينين حينما دعاه المركز الإسلامي بلندن لإحياء ليالي رمضان، وقبل انتهاء الشهر بيومين دعاه أحد المسلمين البريطانيين لقضاء عيد الفطر معه، فاعتذر لأنه اعتاد أن يكون في العيد مع أولاده، فأصر البريطاني على أن يقضي آخر ليلة له في ضيافته، وينام عنده حتى موعد الطائرة في آخر يوم من رمضان، وخرجا قبل موعد الطائرة بزمن قصير فإذا بالمسلم البريطاني وهو يوصله بسيارته الخاصة يضل الطريق حتى فات موعد الطائرة، واضطر الشيخ لقضاء العيد في ضيافة المسلم البريطاني وقال الاثنان (أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد) وكان سعيدا وسط أفراد الجالية المسلمة البريطانية في شهر رمضان الذي يتميز بمذاق خاص، حيث يحرصون على قضائه في الطاعات وقراءة القرآن.
حفاوة زايد
ويتذكر نقيب قراء مصر الحفاوة البالغة التي كان يقابله بها الشيخ زايد “رحمه الله” حيث كان يحيي ليالي رمضان في “أبوظبي” ومعه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد “رحمه الله” واستمرا في الذهاب للإمارات عشر سنوات متتالية، وفي إحدى السنوات كان نقيب قراء مصر مصابا بورم في المعدة، فأرسل اعتذارا عن الذهاب إلى الإمارات لأنه لا يستطيع الجلوس، كما أن هذا الورم لا يزال إلا بعملية جراحية، ولابد من أسبوعين راحة بعدها، لكن المسؤولين بالإمارات أصروا على ذهابه، فإذا بكرامات القرآن تظهر، حيث شفاه الله تماما وذهب وأحيا ليالي رمضان أفضل من السنوات السابقة، وكان لا يشعر بأي ألم أثناء القراءة أما بعدها فإن الألم يأتي إليه بدرجات مختلفة، وشاء الله أن يشفى من دون جراحة، ولا ينسى حب الشيخ زايد وشعب الإمارات في الاستماع لقراء مصر، لأن القراءة لديهم لها مذاق خاص يختلف عن القراء من أي دولة أخرى.
أغرب موقف
ويبتسم نقيب قراء مصر قائلا: إن أغرب موقف مر بي في حياتي كان في الستينات من القرن الماضي، حيث كنت مكلفا بقضاء النصف الأول من رمضان في تركيا، والنصف الثاني في بلجراد عاصمة يوغسلافيا، وبالفعل أديت النصف الأول في اسطنبول وانبهرت بحرص الأتراك على الاستماع للقرآن والصلاة في جماعة، رغم العلمانية التي تتخذها الدولة مذهبا لها، وبعد الانتهاء من النصف الأول كان مقررا أن أذهب بالتذكرة على طائرة بلجراد، فإذا بي أركب الطائرة خطأ وأنزل في ميونخ، وكانت العلاقات بين مصر وألمانيا مقطوعة والألمان يصفون العرب بالإرهابيين، فإذا بهم يحيطون بي ويقولون هذا زعيم الإرهابيين ويرتدي زي الأزهر الذي يخرج الإرهابيين، وأنا لا أجيد الحديث بالألمانية ولا الإنجليزية، وأنا في هذا المأزق دعوت الله أن يجعل لي مخرجا لأنه سبحانه القائل “ومن يتق الله يجعل له مخرجا”، فإذا بخواجة يتكلم العربية إلى حد ما وجاء إليّ وقال لي (أهلا خبيبي) فرددت عليه من شدة اضطرابي (شكرا خبيبي) وعرفني بنفسه أنه “كوكيزا” مدرب فريق الزمالك، وهو يوغسلافي الجنسية ودرب في مصر لسنوات طويلة، واستطاع إقناع سلطات المطار بأني قارئ قرآن معروف ولا علاقة لي بالإرهاب، وأصر أن يكون برفقتي في الرحلة من ميونيخ إلى بلجراد، ومن عاداتي ألا افطر في السفر، وبلغ عدد ساعات صيامي قرابة العشرين ساعة، والشمس مازالت مشرقة، فأفتاني كوكيزا بأن أحسب ساعات صيامي من البلد الذي بدأت فيه الصوم وأفطر على أساس ذلك ولا أنتظر حتى تغرب الشمس، لأن في هذا مشقة طويلة، فرأيت كلامه معقولا فأفطرت وفي نيتي أن اقضي هذا اليوم، وعندما عدت سألت الفقهاء فإذا بفتوى كوكيزا صحيحة شرعا!
أشهر أكلة
وعن أشهر أكلة رمضانية تناولها نقيب قراء مصر قال: كان ذلك في تركيا عندما اصطحبني القنصل المصري هناك، واسمه صلاح أبو جبل، للإفطار في احد المطاعم الشهيرة في اسطنبول، وبعد الأكل فإذا به يطلب لي “آيس كريم” فأكلته وكان طعمه لذيذا، وبعد الانتهاء من أكله سألني: هل عرفت ماذا أكلت الآن؟ قلت “آيس كريم”، قال: لا إنها فراخ بالآيس كريم، فتعجبت أن تتم صناعة الفراخ بهذه الطريقة وإذا بمعدتي تؤلمني، ولم أسترح إلا بعد أن ذهبت إلى الحمام وتقيأت ما أكلته.
تذوق موسيقي
ويتعجب الشيخ أبو العينين من شدة تذوق الشعب الإيراني لقراء القرآن لأنهم يفهمون المقامات الموسيقية، وظهر بعضها لديهم مثل النهاوند والبياتي وغيرهما، لهذا تجدهم يطربون من صوت المقرئ حتى وإن لم يفهموا المعنى الكامل للآيات القرآنية بالعربية.
وفي إحدى السنوات طلبوا مني أن ابحث لهم عن قارئات للقرآن الكريم ليقمن بالقراءة للسيدات، وللأسف الشديد لم أجد قارئة مصرية معتمدة تستطيع الذهاب إلى هناك لإحياء ليالي رمضان للسيدات كما افعل مع الرجال.
الرابع محمد محمود الطبلاوى
الحبة الاخيرة من اصحاب المدارس الجميلة
ولادته : ولد القارىء الشيخ محمد محمود الطبلاوي نائب نقيب القراء وقارىء مسجد الجامع الأزهر
الشريف , يوم 14/11/1934م في قرية ميت عقبة مركز (( إمبابة )) الجيزة أيام كانت ميت عقبة قرية
صغيرة قريبة جداً من ضفاف نيل مصر الخالد. كان أهم ما يميز ميت عقبة آنذاك .. إنتشار الكتاتيب والإهتمام بتحفيظ
القرآن الكريم بصورة لم نعهدها الآن . ذهب به والده الحاج ((محمود)) رحمه الله إلى
كتاب القرية ليكون من حفظة كتاب الله عز وجل لأنه ابنه الوحيد . عرف الطفل الموهوب محمد محمود
الطبلاوي طريقه إلى الكتاب وهو في سن الرابعة مستغرقاً في حب القرآن وحفظه فأتمه حفظاً وتجويداً في العاشرة من عمره .

كانت بداية شاقة وممتعة في نفس الوقت بالنسبة للفتى المحب لكتاب الله عز وجل والذي لم يرض عنه بديلا ..
يقول الشيخ الطبلاوي وهو يسترجع ذكريات لا تنسى مع كتاب الله عز وجل : (( .. وكان والدي
يضرع إلى السماء داعياً رب العباد أن يرزقه ولداً ليهبه لحفظ كتابه الكريم وليكون من أهل القرآن ورجال الدين .
استجاب الخالق القدير لدعاء عبده الفقير إليه ورزق والدي بمولوده الوحيد ففرح بمولدي فرحة لم تعد لها فرحة في حياته كلها.
لا لأنه رزق ولداً فقط وإنما ليشبع رغبته الشديدة في أن يكون له ابن من حفظة القرآن الكريم ,
لأن والدي كان يوقن أن القرآن هو التاج الذي يفخر كل مخلوق أن يتوج به لأنه تاج العزة والكرامة في الدنيا والآخرة.
وهذه النعمة العظيمة التي منّ الله علي بها وقدمها لي والدي على طبق من نور تجعلني أدعو الله ليل نهار أن يجعل هذا العمل
الجليل في ميزان حسنات والدي يوم القيامة وأن يجعل القرآن الكريم نوراً يضيء له ويمشي به يوم الحساب لأن الدال
على الخير كفاعله ووالدي فعل خيراً عندما أصر وكافح وصبر وقدم لي العون والمساعدة ووفر لي كل شيء حتى أتفرغ لحفظ القرآن الكريم .
رحم الله والدي رحمة واسعة إنه على كل شيء قدير .

بعد أن حفظ الفتى الموهوب محمد محمود الطبلاوي القرآن كاملاً بالأحكام ولم يتوان لحظة واحدة في توظيف موهبته التي أنعم الله بها عليه فلم
يترك الكتّاب أو ينقطع عنه وإنما ظل يتردد عليه بانتظام والتزام شديد ليراجع القرآن مرة كل شهر. يقول الشيخ الطبلاوي : فبدأت قارئاً
صغيراً غير معروف كأي قاريء شق طريقه بالنحت في الصخر وملاطمة أمواج الحياة المتقلبة فقرأت الخميس والأربعين والرواتب والذكرى
السنوية وبعض المناسبات البسيطة , كل ذلك في بداية حياتي القرآنية قبل بلوغي الخامسة عشرة من عمري وكنت راضيا بما يقسمه الله
لي من أجر والذي لم يزد على ثلاثة جنيهات في السهرة ولما حصلت على خمسة جنيهات تخيلت أنني بلغت المجد ووصلت إلى القمة .

الموهبة وبداية الشهرة
لم ينس الشيخ الطبلاوي كل من قدم له نصحاً وإرشاداً وتوجيهاً .. ودائماً يذكر من تسببوا في إثقال موهبته في الحفظ والتجويد بكل خير فيقول
(( دائماً أتحين الفرصة التي أخلو فيها مع نفسي وأتذكر بدايتي مع القرآن ونشأتي وأول خطواتي على درب الهدى القرآني وما وصلت إليه الآن
فأشعر أنني مدين بالكثير والكثير لكل من هو صاحب فضل عليّ بعد ربي العلي القدير فأدعو لوالدي ولسيدنا رحمهما الله ولزملائي الذي شجعوني واستمعوا إلي وأنا صغير
وجعلوني أشعر بأنني قارىء موهوب وأتذكر قول شيخي الذي حفظني القرآن : (( يا محمد أنت موهوب وصوتك جميل جداً وقوي معبر )) .
ولأن سيدنا كان خبيراً بالفطرة إستطاع أن يميز الأصوات بقوله : محمد الطبلاوي صوته رخيم وفلان صوته أقرع والآخر صوته نحاسي ,
وكان دائماً يحثني على الاهتمام بصوتي وأولاني رعاية واهتماماً خاصاً على غير ما كان يفعل مع زملائي من حيث التحفيظ بدقة والمراجعة المستمرة

قرأ الشيخ محمد محمود الطبلاوي القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات
البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة واحتل بينهم مكانة مرموقة فاشتهر في الجيزة والقاهرة والقليوبية,
وأصبح القارىء المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظراً لقوة أدائه وقدراته العالية وروحه الشابة التي كانت تساعده على القراءة المتواصلة لمدة زمنية
تزيد على الساعتين دون كلل ولا يظهر عليه الإرهاق بالإضافة إلى إصرار الناس على مواصلته للقراءة شوقاً للمزيد من الاستماع إليه لما تميز
به من أداء فريد فرض موهبته على الساحة بقوة.. ساعده على ذلك حرصه الشديد على صوته وصحته مع المواظبة على مجالسة مشاهير
القراء والاستماع إليهم مباشرة وعن طريق الإذاعة أمثال الشيخ رفعت والشيخ علي محمود والشيخ محمد سلامه والشيخ الصيفي والبهتيمي ومصطفى إسماعيل وغيرهم من قراء الرعيل الأول بالإذاعة .

الإلتحاق بالإذاعة

يعد الشيخ محمد محمود الطبلاوي أكثر القراء تقدماً للإلتحاق بالإذاعة كقارىء بها وقد يحسد على صبره الجميل الذي أثبت قيمة
ومبدءاً وثقة في نفس هذا القارىء المتين بكل معاني هذه الكلمة.لم يتسرب اليأس إلى نفسه ولم تنل منه أي سهام وجهت إليه.
وإنما تقبل كل شيء بنفس راضية مطمئنة إلى أنّ كل شيء بقدر وأنّ مشيئة الله فوق مشيئة البشر, تقدم تسع مرات للإذاعة
ولم يأذن الله له . وفي المرة العاشرة اعتمد قارئاً بالإذاعة بإجماع لجنة اختبار القراء وأشاد المختصون بالموسيقى والنغم والانتقال
من مقام موسيقي إلى مقام آخر بإمكاناته العالية , وحصل على تقدير (( الإمتياز ))
وكانت اللجنة منصفة في ذلك والذي لم يعرف عدد مرات تقدم الشيخ الطبلاوي للإذاعة كان عليه أن يقف مع نفسه وقفة تجبره على
السؤال عن سر هذا القارىء الذي ترجم كل شيء وفك رموزاً وشفرات في برهة قصيرة إنه القارىء الوحيد الذي اشتهر في أول
ربع ساعة ينطلق فيها صوته عبر الإذاعة من ينكر هذه الشهرة التي عمت أرجاء مصر والأمة العربية والإسلامية بعد انطلاق صوت
صاحبها بعشر دقائق فقط .. إنني أسجل هنا حقيقة يعلمها الملايين وهي أن الشيخ الطبلاوي سجل الرقم القياسي
من حيث سرعة الشهرة والصيت والإنتشار وكأنه أراد أن يتحدث إلى من يهمه الأمر بلغة قرآنية وإمكانات صوتية فرضت على الدنيا
اسماً جديداً أراد أن يترجم الصبر إلى فعل وعمل فحقق من الشهرة خلال نصف ساعة مالم يحققه غيره في ثلاثين عاماً لأنه صبر
9 سنوات نصف صبر أيوب الذي صبر 18 عماً فجاءه الشفاء مرة واحدة بعد أن تفجر الماء الشافي تحت قدميه وبمجرد أن وضع قدميه
تحقق له من الشفاء ما كان يحتاج إلى عشرات السنين. كانت الفترة ما بين 1975 وحتى 1980 بمثابة غزو مفاجىء من الشيخ
الطبلاوي فاحتل المقدمة مع المرحوم الشيخ عبدالباسط الذي أعطاه الجمهور اللقب مدى حياته .

مواقف في حياة الشيخ محمد محمود الطبلاوي : يقول : إنني تعرضت لموقف شديدة المرارة على نفسي وكان من الممكن أن يقضى
علي كقارىء ولكن الله سلّم .هذا الموقف أنقذتني منه عناية السماء وقدرة الله . وهذا الموقف حدث عندما كنت مدعواَ لإحياء مأتم كبير
بأحد أحياء القاهرة المهتم أهله باستدعاء مشاهير القراء وكان السرادق ضخماً والوافدون إليه بالآلاف , وكان التوفيق حليفي والنفحات
مع التجليات جعلتني أقرأ قرآنا وكأنه من السماء , وأثناء استراحتي قبل تلاوة الختام جاءني القهوجي وقال تشرب فنجان قهوة يا شيخ محمد ؟
قلت له : إذا ما كنش فيه مانع. وبعد قليل أحضر القهوة ووضعها أمامي على الترابيزة.. فانشغلت ونسيتها .. فقال لي صاحب
الميكروفون القهوة بردت يا شيخ محمد فمددت يدي لتناولها فجاءني صديق وسلم عليّ وبدلاً من وضع يدي على الفنجان صافحت الرجل وانشغلت
مرة ثانية وأردت أن أمد يدي فشعرت بثقل بذراعي لم يمكنني من تناول الفنجان وفجأة جاءني صاحب المأتم وطلب مني القراءة فتركت القهوة ولكن
صاحب الميكرفون شربها وبعد لحظات علمت أنه انتقل بسيارة الإسعاف إلى القصر العيني وبفضل من الله تم إسعافه ونجا بقدرة الله .
وهكذا تدخلت عناية السماء مرتين الأولى عندما منعتني القدرة من تناول القهوة والثانية نجاة الرجل بعد إسعافه بسرعة.
وهذا الموقف حدث لي بعد إلتحاقي بالإذاعة ووصلت إلى المكانة التي لم يصل إليها أحد بهذه السرعة .

وهناك موقف لن ينسى وسيظل محفوراً بذاكرتي وهو : (( .. أراد أحد القراء أن يشن حرباً عليّ لا لشيء إلا لأنني أخذت حظاً وفيراً
من الشهرة بفضل الله تعالى .....فقال هذا القارىء الذي لا داعي لذكر اسمه . بعد إلتحاقه بالإذاعة بشهور : أريد الفرصة لكي
أمسح الطبلاوي وأمثاله !! فأعطي الفرصة كاملة وأخذ إذاعة خارجية بعدها استبعد ستة شهور لأنه لم يتقن التلاوة !!
فهذه جرأة على قدرة الله . أراد الله أن يشعره بأن الله يسمع ويرى وبيده ملكوت كل شيء هو المعز وهو المذل وهو على كل شيء قدير .

موقف خارج مصر
يقول الشيخ الطبلاوي : (( .. سافرت إلى الهند ضمن وفد مصري ديني بدعوة من الشيخ أبوالحسن الندوي. وكان رئيس الوفد
المرحوم الدكتور زكريا البري وزير الأوقاف في ذلك الوقت..وحدث أننا تأخرنا عن موعد حضور المؤتمر المقام بجامعة الندوة بنيودلهي
وكان التأخير لمدة نصف ساعة بسبب الطيران .. وبذكاء وخبرة قال الدكتور البري: الوحيد الذي يستطيع أن يدخل أمامنا هو الشيخ
الطبلاوي لأنه الوحيد المميز بالزي المعروف ولأنه مشهور هنا وله مكانته في قلوب الناس بما له من مكانة قرآنية , وربما يكون للعمة والطربوش
دور في الصفح والسماح لنا بالدخول.
وحدث ما توقعه الدكتور البري وأكثر ..والمفاجأة أن رئيس المؤتمر وقف مرحباً وقال بصوت عال: حضر وفد مصر وعلى رأسهم فضيلة
الشيخ الطبلاوي .. فلنبدأ احتفالنا من جديد ..كانت لفتة طيبة أثلجت صدر الوزير لأن الندوة كانت تجمع شخصيات من مختلف دول العالم.
وبعد انتهاء الجلسة التف حولي كل الموجودين على اختلاف ألوانهم وأجناسهم يأخذون معي الصور التذكارية ..فقال لهم الدكتور الوزير :
كلكم تعرفون الشيخ الطبلاوي ؟ فردوا وقالوا :والشيخ عبدالباسط أيضاً وكثير من قراء مصر العظماء. وفي الحقيقة عاد السيد الوزير إلى
مصر بعد انتهاء المؤتمر وأعطاني عدة مسئوليات .. منها شيخ عموم المقارىء المصرية .. وعضو بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ..
وعضو بلجنة القرآن بالوزارة ومستشار ديني بوزارة الأوقاف .. ففوجئت بقيام مجموعة من مشاهير القراء بالاحتجاج على هذه الإمتيازات ..
تحسب لقراء القرآن كلهم وفي مصلحتنا جميعاً , ويعد هذا نجاحاً للقراء ,وكسباً لنا جميعاً .. وواجب علينا أن نفرح بهذا . المصحف المرتل
يقول الشيخ الطبلاوي : (( .. والحمد لله لقد أكرمني المولى جل شأنه بأن مكنني من تسجيل القرآن الكريم كاملاً مرتين .. مجوداً ومرتلاً .
وهذا هو الرصيد الذي أعتز به وهو الثروة التي منّ الله عليّ بها في الدنيا والآخرة. أما بالنسبة للمصحف المرتل فهو مسجل بصوتي ويذاع بدول الخليج بناء على رغبة إذاعاتها ..
وإذا طلبت إذاعتنا الغالية هذا المصحف فلن أتأخر عن إهدائه لمستمعيها فوراً وبدون مقابل مادي لأن الإذاعة صاحبة فضل على جميع القراء .
بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من التلاوات النادرة والحفلات الخارجية التي سجلتها في السبعينيات بالمساجد الكبرى في مصر وفي بعض الدول العربية والإسلامية .

السفر والبعثات المتعددة إلى الخارج
سافر إلى أكثر من ثمانين دولة عربية وإسلامية وأجنبية . بدعوات خاصة تارة ومبعوثاً من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف تارات أخرى
ممثلاً مصر في العديد من المؤتمرات ومحكماً لكثير من المسابقات الدولية التي تقام بين حفظة القرآن من كل دول العالم

ومن الدعوات التي يعتز بها, هي الدعوة التي تلقاها من مستر جون لاتسيس باليونان ليتلو القرآن أمام جموع المسلمين لأول مرة في تاريخ اليونان ..
وكذلك الدعوة التي وجهت إليه من قبل المسئولين بإيطاليا عن طريق السفارة المصرية لتلاوة القرآن الكريم بمدينة (( روما )) لأول مرة أمام جموع غفيرة من أبناء الجاليات العربية والإسلامية هناك .
ولم ينس الشيخ الطبلاوي دعوة القصر الملكي بالأردن لإحياء مأتم الملكة (( زين الشرف )) والدة الملك حسين , حيث أقيم العزاء الرسمي بقصر
رغدان بعمان . وهناك مئات الأسفار التي جاب خلالها الشيخ الطبلاوي معظم دول العالم لتلاوة كتاب الله عز وجل . ونتج عن هذا العمر القرآني للشيخ الطبلاوي كثير من التسجيلات التي سجلت
بالإحتفالات الخارجية وهي موجودة لدى شركة ( إبراهيم فون )) لصاحبها الحاج إبراهيم محمد محمود الطبلاوي 7 شارع الشيخ الطبلاوي . بميت عقبة . خلف نادي الترسانة .

تكريم الشيخ الطبلاوي
حصل على وسام من لبنان في الإحتفال بليلة القدر تقديراً لجهوده في خدمة القرآن الكريم .. ورغم السعادة والفرحة التي لا يستطيع أن يصفها بهذا التقدير إلا أنه يقول :
إني حزين لأنني كرمت خارج وطني ولم أكرم في بلدي مصر أم الدنيا ومنارة العلم وقبلة العلماء .



وحسن الختام وجمالها اخو شهيد القراء
محمود صديق المنشاوى
ماذا فعل مع الجماهير الحاشدة في ماليزيا؟ ولماذا خاف من عبدالباسط وهو ميت؟

الشيخ محمود صديق المنشاوي ثالث فرسان عائلة الشيخ صديق المنشاوي التي ضمت 18 فرداً حفظوا وخدموا القرآن الكريم في كل مكان رحلوا وأقاموا فيه.

والشيخ محمود صديق أحد أفراد هذه السلسلة الطيبة صاحب الصوت الشجي الباكي، ذاع صيته بين اهله في جنوب مصر قبل أن يحضر للقاهرة ويدخل الإذاعة المصرية، قرأ السورة في اعز مساجد المصريين مسجد الامام الشافعي كما طاف عددا من مدن وبلدان العالم الإسلامي.

أبا عن جد، وجدا عن سابع جد تتوارث هذه العائلة تلاوة وتجويد كتاب الله، حيث يقوم الأبناء بغرس حب التلاوة في أولادهم ثم احفادهم، فعائلة الشيخ صديق المنشاوي التي اطلق عليها عائلة “بيت القرآن” خرج منها الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله، ثم الشيخ محمود صديق المنشاوي إلى جانب الوالد الكبير الشيخ صديق المنشاوي، وأخيرا الشيخ صديق ابن الشيخ محمود. يقول: نشأت في أسرة طابعها وعيشتها الأولى القرآن الكريم، فهذا والدي الذي ذاع صيته دون أن يدخل الإذاعة، وذاك أخي الشيخ محمد الذي اصبح ملء السمع والبصر الا أن الله توفاه ولم يتعد الاربعين عاما، وهأنذا اكمل طريق الدعوة إلى الله بالقرآن.

حفظت القرآن الكريم وسني لم تتجاوز 9 سنوات، كنت أردد الآيات التي حفظتها في كل مكان اذهب اليه، إلى جانب أنني كنت ملاصقا لوالدي الشيخ صديق المنشاوي، حيثما يذهب إلى المناسبات والحفلات التي كان يحييها وكان ذلك حرصا مني على تعلم التلاوة والترتيل والتجويد في عائلة وهبت نفسها للقرآن الكريم منذ نحو 150 سنة حيث سبقنا عمي الكبير الشيخ أحمد المنشاوي بالتلاوة.

بداية التفرغ

وعن بداية التفرغ لترتيل كتاب الله يقول الشيخ محمود: قررت أن اترك بلدتي لالتحق بالمعهد الديني الأزهري بالقاهرة بعد أن اكملت دراستي الاعدادية والثانوية لكن حالت ظروف خاصة بيني وبين أن اكمل دراستي الجامعية.

بدأت أخطو الخطوات الاولى نحو تعلم القراءات وأصولها، حيث نهلت علم القرآن الكريم والقراءات على يد الشيخ عامر عثمان شيخ المقارئ المصرية والشيخ امين ابراهيم اللذين كان لهما فضل كبير في تعليم التجويد.

ويضيف الشيخ محمود: بعد أن تعلمت أصول القرآن تقدمت للامتحان بالإذاعة المصرية وكان يعقد الامتحان أولا في الاصوات ثم كيفية خروج الحروف ونطقها، وكانت اللجنة مكونة من الشيخ عامر عثمان والشيخ امين ابراهيم، وبفضل الله وتوفيقه نجحت، ويعود هذا إلى وجود الكتاتيب والى الرغبة الجارفة لدى المسلمين وحبهم لسماع القرآن الكريم من المقرئين، فظهرت سمة التباري بين الشيوخ في حفظ القرآن وتجويده من شيوخ عظام خصصوا منازلهم لتعليم قراءات القرآن وكان على رأس هؤلاء الشيوخ الشيخ ابراهيم شحاتة عالم القراءات البارز في ذلك الوقت.

ولعل الخشوع والتباكي عند قراءة كتاب الله هما أفضل ما خص الله به صوت والدي وأخي وانا والحمد لله، وهو بكاء يزيد من احساس المستمع بالمعنى ولا يقلل هيبة القارئ.. كما أنه لا يعمل على اطراب الناس بقدر ما يعمل على توصيل المعنى الايماني والحكم الشرعي في الآية القرآنية. وأذكر في هذا المجال أن بعضا من المستمعين كانوا يطلبون منا قراءة سورة بعينها أو آيات خاصة مثل سورة “الفجر” أو سورة “ق” أو سورة “الكهف” لأنها تمثل عندهم معنى خاصا، وقد جعلني هذا أراجع السور والآيات وأدقق في القراءات وذلك حتى أضع حدودا علمية لمساحة التجاوب مع المستمعين، اذ إن محاولة إرضاء المستمع لا يجوز أن تطغى على المعنى أو صحة القراءة.

ويتوقف الشيخ المنشاوي امام مسجد الامام الشافعي رضي الله عنه بالقاهرة حيث يعتبره علامة مميزة في حياته القرآنية، كما كان الشافعي علامة بارزة في تاريخ الدعوة والفقه الإسلامي المديد.

يقول: بعد أن نجحت في الدخول إلى الإذاعة كمقرئ لكتاب الله، تقرر أن اقوم بقراءة السورة في مسجد الإمام الشافعي بحي مصر القديمة. ولقد هالني الاختيار وتهيبت الفقيه في مرقده كما كان يتهيبه العلماء والأمراء في حياته.

الترتيل والتجويد

والشيخ محمود صديق يفرق بين الترتيل والتجويد حيث يقول إن الترتيل هو قراءة القرآن الكريم بدون نغم أو تلوين في الصوت، وهى القراءة التي نسمعها حاليا في إذاعة القرآن الكريم، أما التجويد فهو ترك الصوت حسب طبيعته وفي تمهل للقراءة، وفيه تلوين في النغمات الموسيقية ذاتها، لذلك فإنه يجب على أي قارئ للقرآن الكريم وأنا منهم إتقان حفظ القرآن جيدا، مع حفظ مخارج الحروف مع مراعاة أصول التلاوة والترتيل من مد وإظهار وإخفاء وإدغام وغنة، وهذا هو التغني عند تلاوة القرآن وهذا ما تبرزه القراءات السبع والعشر والأربع عشرة لنافع المدني وابن كثير المكي وأبي عمرو البصري وعاصم وهشام وأبي جعفر ويعقوب وغيرهم.

ولعلني أتذكر أن أهل القرآن قد أطلق عليهم اهل الدموع وهذا هو معنى قوله تعالى في سورة “المائدة” (آية 83): “وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين”.

أحب الشافعي حبا جما، لكن عندما علمت أن الذي كان يقرأ السورة في الإمام الشافعي هو الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله أحسست بخوف شديد، وهذا الإحساس أعطاني عزة بالنفس، فتوكلت على الله واستخرته، فقمت بالقراءة لأول مرة في مسجد الإمام الشافعي، ويومها وفقني الله أيما توفيق، وكانت الانطلاقة من هذا اليوم، وقد كان انضمامي إلى قراءة السورة في مسجد الإمام الشافعي، بعد وفاة أخي الشيخ محمد بثمانية أشهر، وكانت أول قراءة في رمضان، ثم قرأت أول تلاوة في المسجد الحسيني في صلاة الفجر بعد اعتمادي في الإذاعة المصرية في فبراير/شباط عام 1970.

سفير خلوق

انطلق صوت الشيخ محمود صديق في الدول الإسلامية والعربية بالذات، وهو يحمل رصيداً هائلاً من حب الناس لعائلة المنشاوي وبالأخص المرحوم الشيخ محمد صديق، يتلو القرآن في هذه الدول، حيث نال إعجابا واستحسانا كبيرين، فقد زار الشيخ محمود السعودية واليمن والإمارات والسودان كسفير للقرآن الكريم، ثم أوفدته وزارة الأوقاف المصرية إلى لندن وكان معه الشيخ حجاج السويسي لإحياء شهر رمضان لدى المركز الإسلامي والجالية الإسلامية.

ويقول الشيخ محمود: “تلقيت نبأ سفري إلى لندن وأنا في بلدتي المنشاة بسوهاج، وكم كنت سعيدا بهذا الاختيار، كنا نؤم المسلمين ونصلي بهم الفروض وصلاة القيام طوال رمضان، وكذلك ختم القرآن الكريم، لقد تأكدت أن معجزة القرآن الكريم تكمن في تأثيره على الناس حتى لو لم يكونوا يفهمونه نظرا لاختلاف اللغة، وفي هذه الدول على وجه التحديد يجب على القارئ أن يتحلى بخلق القرآن وأن يكون قدوة حسنة وسفيرا خلوقا وأن يصحح النية أولا لكي تكون هجرته لله، وليس من اجل المال والدنيا والسمعة لأن تأثيره على الناس كبير”.

ذكريات في ماليزيا

ويقف الشيخ محمود صديق طويلا أمام رحلته مبعوثاً إلى دولة ماليزيا في الثمانينات حيث قضى بها سبعة عشر يوما، فبعد هبوطه من الطائرة في مطار كوالالمبور، لم يتخيل على الإطلاق أن يكون الاستقبال بهذه الحفاوة والترحيب. ويقول: “احتشد المئات من الماليزيين لاستقبالي بالورد يتقدمهم مسؤول رسمي لا لشيء الا لأنني احمل القرآن الكريم وقد أخذت اشق طريقي إلى السيارة التي أقلتني بصعوبة وبعد فترة زمنية فوجئت بالإذاعة الماليزية تقطع إرسالها، وتخبر عن وصولي وإذا بالمذيع يطالب جموع المسلمين بالتوجه إلى المسجد الكبير بعد الإفطار مباشرة للاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم بصوت الشيخ المنشاوي وتوجيه الاستفسارات الدينية. هنا اعتراني خوف شديد امام الاسئلة التي تحتاج إلى عالم جليل من الأئمة والمفسرين، حتى ذهبت إلى حجرة الإقامة بالفندق وقد ترامى إلى أذني التنويه الذي سمعته من راديو السيارة يذاع أيضا بالتلفزيون وكم تمنيت يومها أن ألم بعلوم ومقاصد الشريعة والفقه وذهبت بعد الإفطار إلى المسجد الكبير، وفور وصولي وجدت المسجد وقد اكتظ بالآلاف من المصلين وأخذت طريقي إلى دكة التلاوة حيث امتدت إليّ مئات الأيادي لتسلم عليّ وحرصت على الإطالة في التلاوة وفي قرارة نفسي ألا أتوقف عن التلاوة، حتى أشاروا إليّ بالتوقف، وبدأت الأسئلة وكانت كلها عن عدد الركعات في الصلاة وكيفية الوضوء.

والشيخ محمود صديق فخور بهذا الكرم القرآني العظيم ويقول: “لقد توفي والدي رحمه الله، ولم يحصل على أية أوسمة، لكن الله عوضه بوسام من الرئيس محمد حسني مبارك”.

واتمنى لكم التمتع بالقراءة لهؤلاء المقرئين الخمسة العظام وان شاء الله سا ستكمل الباقى
 
التعديل الأخير:

عبدالسلام وليد

مزمار ألماسي
24 يوليو 2006
1,575
0
0
الجنس
ذكر
رد: هدية العيد قصة حياة الشيوخ العظام مصطفى اسماعيل المنشاوى شعيشع عبد الباسط والطبلاوى

:wave: جزاك الله خيرااا يا مصطفى ..والله امتعتنى ونحيت على بالى وانا اقرا ما كتبت ايها الجميل


الله يرضى عنك ...وربنا يرحم اموات القراء العمالقة ..ويحفظ ويخليلنا الشيخ من تبقى لنا يا رب العالمين
 

مصطفى مشعل

مزمار ألماسي
2 يوليو 2006
1,920
1
0
الجنس
ذكر
رد: هدية العيد قصة حياة الشيوخ العظام مصطفى اسماعيل المنشاوى شعيشع عبد الباسط والطبلاوى

:wave: جزاك الله خيرااا يا مصطفى ..والله امتعتنى ونحيت على بالى وانا اقرا ما كتبت ايها الجميل


الله يرضى عنك ...وربنا يرحم اموات القراء العمالقة ..ويحفظ ويخليلنا الشيخ من تبقى لنا يا رب العالمين

مشكووووووووووووووووووور يا غالى على المرور والرد الكريم وعلى فكرة هذه ماخوذة من مجلة امراتية
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: هدية العيد قصة حياة الشيوخ العظام مصطفى اسماعيل المنشاوى شعيشع عبد الباسط والطبلا

جزاك الله كل الخير وبارك فيك أخي العزيز
 

عزيزي

مزمار كرواني
3 أكتوبر 2006
2,321
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عمر أحمد القزابري
رد: هدية العيد قصة حياة الشيوخ العظام مصطفى اسماعيل المنشاوى شعيشع عبد الباسط والطبلا

جزاك الله خيرا أخي العزيز على المجهود
 

مصطفى مشعل

مزمار ألماسي
2 يوليو 2006
1,920
1
0
الجنس
ذكر
رد: هدية العيد قصة حياة الشيوخ العظام مصطفى اسماعيل المنشاوى شعيشع عبد الباسط والطبلا

بارك الله فيكما اخوانى على المرور المميز
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: هدية العيد قصة حياة الشيوخ العظام مصطفى اسماعيل المنشاوى شعيشع عبد الباسط والطبلا

جزاك الله خيرا
 

مصطفى مشعل

مزمار ألماسي
2 يوليو 2006
1,920
1
0
الجنس
ذكر
رد: هدية العيد قصة حياة الشيوخ العظام مصطفى اسماعيل المنشاوى شعيشع عبد الباسط والطبلا

شكرا على المرور الغالى يا خزاعى يا غالى
 

محمود لافى

عضو كالشعلة
18 نوفمبر 2006
368
0
0
الجنس
ذكر
رد: هدية العيد قصة حياة الشيوخ العظام مصطفى اسماعيل المنشاوى شعيشع عبد الباسط والطبلا

مشكووووووووووور يا مصطفى باشا والله موضوع جميل وممتع جزاك الله عنه خيرا
 

مصطفى مشعل

مزمار ألماسي
2 يوليو 2006
1,920
1
0
الجنس
ذكر
رد: هدية العيد قصة حياة الشيوخ العظام مصطفى اسماعيل المنشاوى شعيشع عبد الباسط والطبلا

الف شكر يا غالى على المرور الطيب
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع