إعلانات المنتدى


بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

ظهر الحق

مزمار نشيط
11 أكتوبر 2006
39
0
0
الجنس
ذكر
-بسم الله-
بحث من إنجاز الشيخ عبد الرحمن بن سعد الشثري.
لرؤية البحث كاملا هذا هو الرابط:
http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=3152
بدع ومخالفات بعض الأئمة الرمضانية:
أسألُ الله تعالى أن يُبلِّغنا وإياكم رمضان , وأن يرزقنا صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً .
أيها المسلمون :
إنَّ من آثار رحمة الله سبحانه في حفظ كتابه : تنبيه العلماء على مُحدَثات جَهَلَة القُرَّاء .
ومن المعلوم :
أنَّ نشوء البدع إنما يكون من الإفراط والغلوِّ في الدين , وضعف البصيرة والفقه فيه .
ومِن أسباب فشوِّها وانتشارها :
السكوتُ عنها , وترك التحذير منها , وهذا من فتَرَات القصور والتقصير لدى بعض المشايخ وبعض طلبة العلم , غفرَ الله لنا ولهم .
ومن الغبن الفاحش : أن يكون إمام المسجد مُتلبِّساً ببدعة , فكيف إذا كانت من الْمُحدَثات في قراءة القرآن العظيم في الصلاة , ويظهرُ ذلك خاصة في صلاة التراويح في شهر رمضان , وهي بدعة الْمُبالغة في التطريب والتغريد في قراءة القرآن , والْمُبالغة في استعمال أجهزة الصدى ومُضخِّمات ومُرقِّقات الصوت , والْمُبالغة في رفع الصوت وخفضه في دعاء القنوت وترتيله وإطالته , مع التقصير الفاحش في أذكار وأدعية السجود والتشهد , والْمُبالغة فيما يُسمَّى بدعاء الختمة , وقد رُوي عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : ( كلُّ عبادة لَم يتعبَّد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبَّدوها , فإنَّ الأول لم يَدَع للآخِر مقالاً , فاتقوا الله يا معشر القرَّاء , وخذوا بطريق مَن كان قبلكم ) ([1]) .
وفي رواية للبخاري ([2]) أنه رضي الله عنه قال : ( يا مَعشرَ القُرَّاءِ استقيمُوا فقدْ سَبقتُم سَبقاً بعيداً , فإن أخذتُم يميناً وشمالاً لقد ضلَلتُمْ ضَلالاً بعيداً ) .
وسأتحدث في هذه الرسالة عن بدع ومخالفات بعض الأئمة عبر المسائل الآتية :
المسألة الأولى : معنى التطريب والتلحين في قراءة القرآن وفي التكبير والتسميع في الصلاة :
إنَّ مِمَّا يُطلق عليه اللحن كما قال أئمة اللغة : التغريد والتطريب ([3]) .
قال العلامة ابن الأثير : ( ومنه حديث ابن عمر : (( قال لرجل أنا أُبغضك , قال : لِمَ ؟ قال : لأنك تبغي في أذانك )) أرادَ التطريب فيه والتمديد , مِن تجاوز الحدِّ )([4]) .
وقال العلامة الفيروز آبادي ت817هـ : ( ولَحَّنَ في قراءته : طرَّبَ فيها .. )([5]) .
وقال العلامة ابن منظور ت711هـ رحمه الله : ( والتطريبُ في الصوت مدُّه وتحسينه , وطرَّب في قراءته : مدَّ ورجع )([6]) .
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ت1420هـ رحمه الله : ( وأما التلحين : فهو التطويل والتمطيط )([7]).
المسألة الثانية : حكم التطريب والتلحين في قراءة القرآن وفي التكبير والتسميع في الصلاة :
روى الإمام ابن أبي شيبة ([8])ت235هـ رحمه الله تعالى : ( أنَّ مُؤذناً أذن فطرب في أذانه , فقال له عمر بن عبد العزيز : أَذن أذاناً سمحاً وإلاَّ فاعتزلنا ).
قال العيني ت855هـ رحمه الله تعالى : ( قوله (( سمحاً)) أي : سهلاً بلا نغمات وتطريب , قوله (( فاعتزلنا)) أي : فاترك منصب الأذان )([9]) .
وروى ابن أبي شيبة ([10])أيضاً عن الأعمش : ( أنَّ رجلاً قرأ عند أنس فطرب , فكره ذلك أنس ) .
( وسمعَ عبد الله بن عمر رجلاً يطرب في أذانه , فقال : لو كان عمرُ حيَّاً فكَّ لحييك ) ([11]) .
وروى ابن أبي شيبة ([12]) : ( أنَّ رجلاً قرأ في مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في رمضان فطرَّبَ فأنكرَ ذلك القاسم وقال : يقول الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز - لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ) .
وقد رُوي عن سعيد بن المسيب رحمه الله : ( أنه سمعَ عمرَ بن عبد العزيز يؤمُّ بالناس , فطرَّبَ في قراءته , فأرسلَ إليه سعيد يقول : أصلحك الله , إنَّ الأئمة لا تقرأُ هكذا , فترك عمرُ التطريب بعد ) ([13]) .
وروى أبو عوانة ([14]) عن ابن مهران قال : ( كان الحسن يكره الأصوات بالقرآن هذا التطريب ) .
وقد كان السلف رحمهم الله يهتمُّون بالتحذير من هذه البدعة بأقوالهم وأفعالهم , حتى أنَّ ابن الحاج ت737هـ رحمه الله : ذكرَ أنَّ مما أخرج الإمام الآجُرِّي رحمه الله من بغداد : بدعة التلحين في الأذان ([15]) .
وأكثر هؤلاء اللَّحانين من أئمة المساجد يلحنون لحناً لا يُحيل المعنى ؟ ومع ذلك فقد ذهب جمعٌ من أهل العلم إلى أنَّ الصلاة خلفَ مَن يفعل ذلك مكروهة .
قال الإمام الشافعي ت204هـ رحمه الله تعالى : ( وأكرهُ أن يكون إماماً - أي اللَّحان- بحال) ([16]) .
وقال الإمام أحمد ت241هـ رحمه الله تعالى : ( كلُّ شيءٍ مُحدَثٍ أكرهُهُ , مثلَ التَّطريبِ ) ([17]) .
وقال الإمام ابن قدامة ت620هـ رحمه الله : ( كره أبو عبد الله القراءة بالألحان , وقال : هي بدعة ) إلى أن قال : ( وكلام أحمد في هذا محمولٌ على الإفراط في ذلك , بحيث يجعل الحركات حروفاً , ويمدُّ في غير موضعه , فأما تحسين القراءة والترجيع فغير مكروه ) ([18]) .
وقال الإمام النووي ت676هـ رحمه الله تعالى : ( إذا لَحَنَ في القراءة كُرهت إمامته مطلقاً ) ([19]) .
وقال أيضاً : ( ويُكره التمطيط , وهو : التمديد والبغي , وهو التطريب , لِما رُوي : أنَّ رجلاً قال لابن عمر : ((إني لأحبك في الله , قال : وأنا أُبغضك في الله , إنك تبغي في أذانك )) قال حماد : « يعني التطريب » الشرح : هذا الحكم الذي ذكره متفقٌ عليه , وهكذا نصَّ عليه الشافعي في الأم ) ([20]) .
وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى : ( يُكره إمامة اللحَّان , لأنه نقصٌ يَذهب ببعض الثواب ) ([21]) .
قال الماوردي ت885هـ رحمه الله تعالى : ( وهذا المذهب , وعليه الأصحاب ) ([22]) .
وقال فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي الحنفي رحمه الله تعالى : ( وكذا لا يَحلُّ التَّرجيعُ في قراءَةِ القُرآنِ ولا التَّطريبُ فيه , ولا يَحلُّ الاستماعُ إليه , لأنَّ فيه تشبُّهاً بفِعلِ الفسقَةِ في حالِ فسقهم , وهو التَّغنِّي ) ([23]) .
ورُوي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( مَن أراد أن يقرأ القرآن رطباً )) ([24]) أي : ( ليناً لا شدَّة في صوت قارئه ) ([25]) .
وفي رواية : (( مَن أحبَّ أن يقرأ القرآن غضَّاً )) ([26]) أي : ( الذي لم يتغيَّر , أراد طريقه في القراءة وهيأته فيها ) ([27]) .
وقال السيوطي ت911هـ رحمه الله تعالى : وقد قال صلى الله عليه وسلم في هؤلاء : (( مفتونة قلوبهم وقلوب من يُعجبهم شأنهم )) ([28]) .
ومما ابتدعوه : شيء سَمّوه الترعيد : وهو أن يرعد صوته كالذي يرعد من برد أو ألم , وآخر سَمَّوه الترقيص : وهو أن يروم السكون على الساكن ثم ينفر مع الحركة كأنه في عدو أو هرولة , وآخر يُسمَّى التطريب : وهو أن يترنَّم بالقرآن ويتنغَّم به فيمدُّ في غير مواضع المدِّ , ويزيد في المدِّ على ما لا ينبغي , وآخر يُسمَّى التحزين : وهو أن يأتي على وجه حزين يكاد يبكي مع خشوع وخضوع ) ([29]) .
وقد ذكر فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله بن أبو زيد وفقه الله أنَّ من بدع القراء : (6 - التلحين في القراءة , تلحين الغناء والشِّعر , وهو مُسقط للعدالة , ومن أسباب ردِّ الشهادة قضاءً , وكان أول حدوث هذه البدعة في القرن الرابع على أيدي الموالي ) إلى أن قال : ( 7 - قراءة التطريب بترديد الأصوات , وكثرة الترجيعات , وقد بحث ابن القيم رحمه الله تعالى هذه المسألة بحثاً مستفيضاً , وبعد أن ذكر أدلة الفريقين المانعين والمجيزين , قال رحمه الله تعالى : (( وفصل النزاع أن يُقال : التطريب والتغني على وجهين , أحدهما : ما اقتضته الطبيعة , وسَمَحَت به من غير تكلُّف ولا تمرين ولا تعليم , بل إذا خُلِّي وطبعه , واسترسلت طبيعتُه , جاءت بذلك التطريب والتلحين , فذلك جائز , وإن أعان طبيعتَه بفضل تزيين وتحسين , كما قال أبو موسى الأشعري للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : (( لو علمتُ أنك تسمعُ لحبَّرته لكَ تحبيراً ))([30]) .
والحزين ومن هاجه الطربُ والحبُّ والشوقُ لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة , ولكنَّ النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع , وعدم التكلُّف والتصنُّع فيه , فهو مطبوع لا متطبِّع , وكَلفٌ لا متكلِّف , فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه , وهو التغنِّي الممدوح المحمود , وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ , وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها , الوجه الثاني : ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع , وليس في الطبع السماحةُ به , بل لا يحصلُ إلاَّ بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن , كما يتعلم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركبة على إيقاعات مخصوصة , وأوزانٍ مخترعة لا تحصلُ إلاَّ بالتعلُّم والتكلُّف , فهذه هي التي كرهها السلفُ وعابوها وذمُّوها , ومنعوا القراءة بها , وأنكروا على مَن قرأ بها , وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه , وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ , ويتبيَّن الصوابُ من غيره , وكلُّ مَن له علم بأحوال السلف يعلمُ قطعاً أنهم بُرآءُ من القراءة بألحان الموسيقى المتكلَّفة , التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة , وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويُسوِّغوها , ويعلمُ قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب , ويُحسِّنون أصواتهم بالقرآن , ويقرؤونه بشَجىً تارة , وبطَربٍ تارة , وبشوقٍ تارة , وهذا أمرٌ مركوز في الطباع تقاضيه , ولم ينه عنه الشارع مع شدَّة تقاضي الطباع له , بل أرشدَ إليه وندبَ إليه , وأخبر عن استماع الله لِمن قرأ به , وقال : (( ليسَ منَّا مَن لَم يتغنَّ بالقرآن ))وفيه وجهان : أحدهما : أنه إخبارٌ بالواقع الذي كلُّنا نفعله , والثاني : أنه نفيٌ لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم )) ([31]) انتهى .
وتأمَّل قوله : (( من غير تكلُّف ولا تمرين ولا تعليم )) فإنه فقه عظيم له دلالاته , فرحمَ الله ابن القيم ما أدقَّ نظره وفقهه ) ([32]) .
ومن لحن بعضهم : ما ذكره الشيخ عطية سالم في إكماله لتفسير أضواء البيان للعلاَّمة الشنقيطي رحمهما الله , حيث قال : ( إنَّ للمدِّ حدوداً معلومة في التجويد حسب تلقِّي القراء رحمهم الله , فما زاد عنها فهو تلاعب , وما قلَّ عنها فهو تقصير في حقِّ التلاوة , ومِن هذا يُعلم : أنَّ المتخذين القرآن كغيره في طريقة الأداء من تمطيط وتزيُّد لم يراعوا معنى هذه الآية الكريمة) ([33]) , أي قوله تعالى : ((وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً )) (المزمل : 4) .
المسألة الثالثة : من أخطائهم في دعاء القنوت :
* مُبالغة بعض الأئمة في إطالة دعاء القنوت في الوتر , مع التقصير الفاحش في أذكار وأدعية السجود والتشهد .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : ( قال البغوي : يُكره إطالة القنوت ) ([34]) , ( أي : بغير المشروع كالتشهد الأول ) ([35]) .
* مُواظبة بعضهم على أدعية يقولها في قنوته مع أنها واردة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سجوده , أو في تشهُّده , وهذه بدعة مُحدَثة .
قال الإمام النووي : ( المسألة الثالثة : السنة في لفظ القنوت : اللهم اهدني فيمن هديت , وعافني فيمن عافيت , وتولَّني فيمن توليت , وبارك لي فيما أعطيت , وقني شرَّ ما قضيت , فإنك تقضي ولا يُقضى عليك , وإنه لا يذلُّ مَن واليت , تباركت ربنا وتعاليت , هذا لفظه في الحديث الصحيح بإثبات الفاء في فإنك , والواو في وإنه لا يذلُّ , وتباركت ربنا هذا لفظه في رواية الترمذي , وفي رواية أبي داود وجمهور المحدثين , ولم يثبت الفاء في رواية أبي داود , وتقع هذه الألفاظ في كتب الفقه مغيرة , فاعتمد ما حقَّقتُه , فإن ألفاظ الأذكار يُحافظ فيها على المثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ) ([36]) .
وقال الحافظ ابن حجر : ( إنَّ ألفاظ الأذكار توقيفية , ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس , فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به , وهذا اختيار المازري , قال : فيُقتصر فيه على اللفظ الوارد بحروفه , وقد يتعلَّق الجزاء بتلك الحروف , ولعله أوحي إليه صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات فيتعيَّن أداؤها بحروفها ) ([37]) .
* مُبالغة بعضهم في الصياح وإظهار النغمات والخفض والرفع والتلحين والتطريب والتغنِّي في دعاء القنوت ؟ .
قال الشيخ بكر أبو زيد وفقه الله : ( قال الله تعالى : (( وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً )) ( بِصَلاَتِكَ ): أي بدعائك , قال عائشة رضي الله عنها : (( أُنزل هذا في الدعاء )) متفق عليه ([38]) , وقال تعالى : (( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )) قال بعض المفسرين : (( أي المعتدين برفع أصواتهم في الدعاء )) وقال ابن جريج في تفسيرها : (( من الاعتداء : رفع الصوت , والنداء , والدعاء , والصياح , وكانوا يُؤمرون بالتضرُّع والاستكانة )) ([39]) ) ([40]) .
( وقد عُرف رفع الصوت باسم : التقليس , وذكر الطرطوشي في الحوادث والبدع /63 : أنَّ الإمام مالكاً رحمه الله تعالى أنكرَ التقليس في الدعاء , وهو : رفع الصوت به ) ([41]) , وقال المناوي : ( قال الكمال ابن الهمام : ما تعارفه الناس في هذه الأزمان , من التمطيط , والمبالغة في الصياح , والاشتغال بتحريرات النغم ([42]), إظهاراً للصناعة النغمية لا إقامة للعبودية , فإنه لا يقتضي الإجابة بل هو من مقتضيات الرَّد , وهذا معلوم : إن كان قصده إعجاب الناس به , فكأنه قال : اعجبوا من حسن صوتي وتحريري , ولا أرى أن تحرير النغم في الدعاء كما يفعله القُرَّاء في هذا الزمان يصدر ممن يفهم معنى الدعاء والسؤال , وما ذاك إلاَّ نوع لعب , فإنه لو قدِّر في الشاهد : سائل حاجة من ملك أدى سؤاله , وطلَبه بتحرير النغم فيه , من الخفض والرفع , والتطريب , والترجيع , كالتغنِّي , نُسبَ البتة إلى قصد السخرية واللعب , إذ مقام طلب الحاجة : التضرُّع لا التغنِّي , فاستبان أن ذاك من مقتضيات الخيبة والحرمان ) ([43]) .
وقد حدا ذلك بجهلَة المأمومين : إلى بدعة الزعاق بالتأمين ([44]), وإنما المسنونُ في حقِّهم : الجهرُ بالتأمين بقدر يحصل به المقصود ([45]) , قال الشيخ بكر أبو زيد : ( إنَّ التلحين , والتطريب , والتغنِّي , والتقعُّر , والتمطيط في أداء الدُّعاء مُنكرٌ عظيم , يُنافي الضَّراعة , والابتهال , والعبودية , وداعيةٌ للرياء , والإعجاب , وتكثير جمع الْمُعجَبين به , وقد أنكرَ أهلُ العلم على مَن يفعلُ ذلك في القديم والحديث , فَعَلى مَن وفَّقه الله تعالى وصارَ إماماً للناس في الصلوات , وقَنَتَ في الوتر أن يجتهد في تصحيح النيَّة , وأن يُلقيَ الدعاء بصوته المعتاد , بضراعة وابتهال , مُتخلِّصاً مِمَّا ذُكر , مجتنباً هذه التكلُّفات الصارفة لقلبه عن التعلُّق بربِّه ) ([46]) .
وقال أيضاً : ( وقد سَرَت بعض هذه المحدثات إلى بعض قُفاة الأثر , فتسمع في دعاء القنوت عند بعض الأئمة في رمضان الجهر الشديد , وخفض الصوت ورفعه في الأداء حسَب مواضع الدعاء , والمبالغة في الترنُّم , والتطريب , والتجويد , والترتيل , حتى لكأنه يقرأ سورة من كتاب الله تعالى , ويستدعي بذلك عواطف المأمومين ليجهشوا بالبكاء , والتعبُّد بهذه المحدثات في الإسلام , وهذه البدع الإضافية في الصوت والأداء , للذكر والدعاء , هي في أصلها من شعائر الجاهلية التي كانوا يُظهرونها في المسجد الحرام , كما قال الله تعالى مُنكراً عليهم : ((وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً )) الْمُكاء : الصفير ([47]).
والتصدية : التصفيق بضرب اليد على اليد بحيث يُسمع له صوت ([48])) إلى أن قال : ( وما يتبعها من الألحان , والتلحين , والترنم , والتطريب هو مشابهة لِما أدخله النصارى من الألحان في الصلوات , ولم يأمرهم بها المسيح ولا الحواريون , وإنما ابتدعه النصارى كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ) ([49]) .
المسألة الرابعة : تتبُّع بعض الرجال والنساء المساجد بحثاً عن أصحاب الأصوات الحسَنة :
لقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله قول ( محمد بن بحر : رأيتُ أبا عبد الله في شهر رمضان وقد جاء فضل بن زياد القطان فصلَّى بأبي عبد الله التراويح , وكان حَسَنَ القراءة , فاجتمع المشايخ وبعض الجيران حتى امتلأ المسجد , فخرج أبو عبد الله فصعد درجة المسجد فنظر إلى الجمع , فقال : ما هذا تدَعُون مساجدكم وتجيئون إلى غيرها , فصلَّى بهم لياليَ ثم صَرَفه كراهية لما فيه , يعني من إخلاء المساجد , وعلى جار المسجد أن يُصلِّي في مسجده ) ([50]) انتهى .
وقال رحمه الله : ( الوجهُ الرابعُ والخمسونَ : أنه نهى الرجلَ أن يتخَطَّى المسجدَ الذي يليه إلى غيرهِ , كما رواهُ بَقِيَّةُ عن الْمُجَاشعِ بن عمرو عن عبيد الله عن نافع عن ابن عُمَرَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم : (( لِيُصَلِّ أحدكم في المسجدِ الذي يليه ولا يتخَطَّاهُ إلى غيرهِ )) وما ذاكَ إلاَّ لأنهُ ذريعةٌ إلى هجرِ المسجدِ الذي يليه , وإيحاشِ صدرِ الإمامِ , وإنْ كان الإمامُ لا يُتمُّ الصلاةَ , أو يرمي ببدعةٍ , أو يُعلن بفُجُورٍ فلا بأسَ بتَخطِّيهِ إلى غيره ) ([51]) انتهى .
قال الشيخ بكر أبو زيد : ( وما نبَّهتُ على هذا ([52]) إلاَّ لأنه أخذ يُمثِّلُ في زماننا هذا ظاهرة لها صفة التكاثر , والفضائل لا تُدركُ بارتكاب النواهي , مع أنه فتنةٌ للمتبوع , والله تعالى أعلم ) ([53]) انتهى .
ونجدُ بعض المفتونين بحُبُّ الصلاة خلف اللَّحانين يُسافر من بلد إلى آخر لكي يُصلِّي خلف القارئ فلان .
قال الشيخ بكر أبو زيد : ( بل بلَغنا بخبر الثقات عن مشاهدةٍ منهم : أنَّ بعضهم يُسافر من بلد إلى آخر في أيام رمضان ليُصلِّي التراويح في مسجدٍ إمامُه حَسَن الصوت , فانظروا رحمكم الله : كيف خُرق سياج السنة في النهي عن شدِّ الرحال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام , والمسجد النبوي , والمسجد الأقصى ) ([54]) .
بل وصل الأمر :
أنْ سمعنا بعض الشباب والبنات يذكرون حُبَّهم للقارئ فلان لصوته الحسن ؟ وعشق الصوت الْمُجرَّد : ( كعشق الصورة في النهي سواء , وعلى شبابنا وأخواتنا ألاَّ يغترُّوا بفعلات المتصوِّفة من التعبُّد بعشق الصورة بدون فاحشة , وإكرام صاحبها , والتعبُّد بعشق الصوت الْحَسَن بدون قول زور أو منكر , وجعل ذلك من سبل التعبُّد والإكرام : فهذا ضلال وفساد ) ([55]) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فإنَّ محبَّة النفوس : الصورة والصوت , قد تكون عظيمة جداً , فإذا جعل ذلك ديناً , وسُمِّي لله , صار كالأنداد , والطواغيت المحبوبة تديُّناً وعبادة , كما قال تعالى : ((وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ )) ( البقرة :93) ([56]) .
المسألة الخامسة : الْمُبالغة في المواظبة على قراءة ما يُسمَّى بدعاء ختم القرآن , والْمُبالغة من المفتونين من المأمومين بتتبُّع هذه الختمات بين المساجد , وخاصة مساجد القرَّاء الْمُبالغين في اللحن والتطريب .
ودعاء ختم القرآن في الصلاة كما قال الشيخ بكر أبو زيد , وأقرَّه الشيخ العلاَّمة محمد العثيمين رحمه الله : ( لا يُعرف ورود شيء فيه أصلاً عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم , ولا عن أحد من صحابته رضي الله عنهم مُسنداً , وإنَّ قاعدة العبادات : وقفها على النصِّ ومورده , وإنَّ من مقتضيات الشهادة بأنَّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ لا يُعبد الله إلاَّ بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم , قال الله تعالى : (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) ( الحشر : 7) .
وهذا العمل مِمَّا لم يُعلم وروده عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ) ([57]) انتهى .
إنَّ طلبة العلم في بلادنا وفقهم الله من أحرص الناس على الأخذ بالدليل , وإذا سُئلوا عن عبادةٍ لم ترد على النبيِّ صلى الله عليه وسلم أجمعوا على أنَّ التعبُّد بها بدعة , وذلك لالتزامهم بالعمل بالأثر , إلاَّ أننا نجد أكثرهم يقفون عن العمل بالأثر عند هذه المسألة , وهي : دعاء ختم القرآن في الصلاة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وليس لأحدٍ أن يحتجَّ بقول أحد في مسائل النزاع , وإنما الحجة : النص والإجماع , ودليل مستنبط من ذلك تقرر مقدماته بالأدلة الشرعية لا بأقوال بعض العلماء , فإنَّ أقوال العلماء يُحتجُّ لها بالأدلة الشرعية , لا يُحتجُّ بها على الأدلة الشرعية , ومن تربَّى على مذهب قد تعوَّده واعتقد ما فيه وهو لا يُحسن الأدلة الشرعية وتنازع العلماء لا يُفرِّق بين ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتلقَّته الأمة بالقبول بحيث يجب الإيمان به , وبين ما قاله بعض العلماء ويتعسَّر أو يتعذر إقامة الحجة عليه , ومَن كان لا يُفرِّق بين هذا وهذا لم يُحسن أن يتكلَّم في العلم بكلام العلماء , وإنما هو من المقلِّدة الناقلين لأقوال غيرهم , مثل المحدِّث عن غيره , والشاهد على غيره لا يكون حاكماً , والناقل المجرد يكون حاكياً لا مفتياً ) ([58]) .
المسألة السادسة : مُبالغة بعض الأئمة في استعمال ما يُسمَّى بجهاز الصدى :
قال الشيخ العلامة محمد بن عثيمين ت1421هـ رحمه الله تعالى عن ما يُسمَّى بجهاز الصدى : ( إذا كان لا يَحصلُ من جهاز ترديد الصدى إلاَّ تحسين الصوت داخل المسجد فلا بأسَ به , أما إذا كان يَحصلُ منه ترديد الحروف فحرام , لأنه يلزم منه زيادة حرف أو حرفين في التلاوة , فيُغيِّر كلام الله تعالى عما أُنزل عليه , قال في كتاب الإقناع : (( وكَرهَ أحمد قراءة الألحان , وقال : وهي بدعة , فإن حصل معها تغيير نظم القرآن وجعل الحركات حروفاً حَرُم )) ([59]) ) ([60]) .
ومما يجدرُ التنبيه عليه : ما يُشاهد من بعض الأئمة - هداهم الله تعالى - من مُبالغتهم في القرب من جهاز اللاقط المكرفون , فإذا أراد أن يُكبِّر قرَّب فمه إليه , وكذلك إذا أراد أن يقرأ , وإذا أراد أن يركع رجع قليلاً , وإذا أراد أن يرفع من الركوع تقدَّم قليلاً , وهكذا في صلاته , من كثرة الحركة , وسوء الخشوع .
آملُ منك أخي المسلم نصيحة الأئمة فيما ذُكر وغيره , نصيحة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين , ( فإنَّ العلمَ لا يَهلِكُ حتَّى يكونَ سِرَّاً ) كما قاله عمر بن عبد العزيز رحمه الله كما في صحيح الإمام البخاري رحمه الله .
رزقني الله وإياكم والمسلمين العلم النافع , والعمل الصالح , ووفقنا لبيان الحقِّ والتواصي به , والصبر على الأذى فيه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
( [1] ) ذكره الشاطبي ت790هـ رحمه الله في كتابه الاعتصام ج2/132 .
( [2] ) ح6853 باب الاقتداءِ بسنن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم .
( [3] ) يُنظر : الصحاح للجوهري ج1/259 ج6/74 , لسان العرب ج8/136 ج12/255-257 , مختار الصحاح ص523 .
( [4] ) النهاية في غريب الحديث والأثر ج1/144 .
( [5] ) القاموس المحيط ص1587 .
( [6] ) لسان العرب ج1/577 .
( [7] ) مجموع فتاوى سماحته رحمه الله تعالى ج10/261 .
( [8] ) الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار ح2375 ج1/207 , وأصله في البخاري باب رفع الصوت بالنداء : ( وقال عمر بن عبد العزيز : أذِّن أذاناً سمحاً وإلاَّ فاعتزلنا ) .
( [9] ) عمدة القاري ج5/114 .
( [10] ) ح29949 في التطريب من كرهه .
( [11] ) ذكره أبو عبد الله محمد المغربي في مواهب الجليل لشرح مختصر خليل ج1/438 .
( [12] ) ح29948 في التطريب من كرهه .
( [13] ) ذكره الإمام محمد بن أحمد القرطبي ت631هـ رحمه الله في تفسيره ج1/10 , وابن الحاج في المدخل ج1/52 .
( [14] ) في مسنده ح6940 بيان صفة حفر الخندق ونقل النبي صلى الله عليه وسلم التراب , والشدة التي أصابتهم يوم هزم الأحزاب , ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج7/177 , والذهبي ت748هـ رحمه الله في تاريخ الإسلام ج7/56 .
( [15] ) ذكره ابن الحاج في المدخل ج2/231 .
( [16] ) الأم ج1/110 , ويُنظر : نهاية الزين في إرشاد المبتدئين ص61 للجاوي أبو عبد المعطي ( شافعي ) .
( [17] ) الفروع ج1/278 لأبي عبد الله ابن مفلح ت762هـ , والمبدع ج1/328 لأبي إسحاق ابن مفلح , وكشاف القناع ج1/245 للبهوتي ت1051هـ
( [18] ) المغني ج1/459 .
( [19] ) المجموع ج4/149 , ويُنظر : الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع للشربيني ج1/167 .
( [20] ) المجموع ج3/117 .
( [21] ) الكافي ج1/188 , ويُنظر : الإنصاف ج2/272 .
( [22] ) الإنصاف ج2/272 .
( [23] ) تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ج1/91 .
( [24] ) رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد الحنبلي المقدسي رحمه الله تعالى في الأحاديث المختارة ح265 .
( [25] ) تاج العروس من جوهر القاموس ج2/500 للزبيدي ت1205هـ , ويُنظر : إغاثة اللهفان ج1/160-162 للإمام ابن القيم ت751هـ رحمه الله .
( [26] ) رواه أحمد ح18480 , وابن ماجة ح138 في فضل عبد الله بن مسعود , والنسائي في الكبرى ح8256 , وابن حبان ح7067 ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول , والحاكم في المستدرك ح2894 كتاب التفسير , وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة ح2301 ج5/379 .
( [27] ) النهاية في غريب الحديث والأثر ج4/371 .
( [28] ) رواه الطبراني في المعجم الأوسط ح7223 , والبيهقي في شعب الإيمان ح2649 فصل في ترك التعمُّق في القرآن : عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله r : ( اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها , وإياكم ولحون أهل الكتابين وأهل الفسق , فإنه سيجيء بعدي قوم يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح , لا يجاوز حناجرهم , مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم ) قال المناوي : ( وفيه مجهول والحديث منكر ) التيسير بشرح الجامع الصغير ج1/194 .
( [29] ) الإتقان في علوم القرآن ج1/270 .
( [30] ) رواه البيهقي في الكبرى ح4484 باب من جهر بها إذا كان من حوله لا يتأذى بقراءته .
( [31] ) زاد المعاد ج1/491-492 .
( [32] ) بدع القراء ص12-15 .
( [33] ) أضواء البيان ج8/358 .
( [34] ) المجموع ج3/499 .
( [35] ) مغني المحتاج ج1/167 , نهاية المحتاج ج1/504 .
( [36] ) المجموع ج3/459 .
( [37] ) فتح الباري ج11/112 .
( [38] ) رواه بهذا اللفظ : الإمام مسلم ح447 باب التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية بين الجهر والإسرار إذا خاف من الجهر مفسدة , ورواه البخاري بلفظ : ( أُنزلت في الدعاء ) ح5968 باب الدعاء في الصلاة .
( [39] ) ذكره بهذا اللفظ الثعلبي في تفسيره ج4/240 , وذكره بلفظ قريب : الطبري في تفسيره ج8/207 , وابن كثير في تفسيره ج2/222 .
( [40] ) تصحيح الدعاء ص71 .
( [41] ) تصحيح الدعاء ص82 .
( [42] ) ( أي في الدعاء ) قاله العلامة الشيخ بكر أبو زيد في رسالته مرويات دعاء ختم القرآن ص76 .
( [43] ) فيض القدير ج1/229 للمناوي .
( [44] ) ذكر بأنَّ ذلك بدعة فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد في كتابه تصحيح الدعاء ص82 .
( [45] ) يُنظر : تصحيح الدعاء ص92 .
( [46] ) تصحيح الدعاء ص469 .
( [47] ) قاله : عبد الله بن عمرو , وابن عباس , ومجاهد , وعكرمة , وسعيد بن جبير , وأبو رجاء العطاردي , ومحمد بن كعب القرظي , وحجر بن عنبس , ونبيط بن شريط , وقتادة , وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم , والحسن , وعطية العوفي , والضحاك , والسدي , وأبو عبيدة , والزجاج , وابن قتيبة , وغيرهم .
يُنظر : تفسير الطبري ج9/240 , الدر المنثور ج4/61 , تفسير ابن أبي حاتم ج5/1695 , تفسير ابن كثير ج2/307 , تفسير البغوي ج2/247 , تفسير الثعالبي ج4/353 , تفسير السعدي ص320 , تفسير السمرقندي ج2/20 , تفسير السمعاني ج2/263 , تفسير الصنعاني ج2/259 , تفسير القرطبي ج17/228 , تفسير الواحدي ج1/439 , زاد المسير ج3/353 , فتح القدير ج2/305 , معاني القرآن ج3/152 , أحكام القرآن للجصاص ج4/229 , تفسير ابن زمنين ج2/176 , تفسير البحر المحيط ج4/485 , الأحاديث المختارة ج10/117 , عمدة القاري ج18/246 , طرح التثريب ج2/214 , مجموع الفتاوى ج3/427 .
( [48] ) قاله : ابن عباس , وابن عمر , ومجاهد , ومحمد بن كعب , وأبي سلمة بن عبد الرحمن , والضحاك , وقتادة , وعطية العوفي , وحجر بن عنبس , وابن أبزي , وغيرهم .
يُنظر : تفسير الطبري ج9/240 , التسهيل لعلوم التنزيل ج2/65 , الدر المنثور ج4/61 , تفسير ابن كثير ج2/307 , تفسير السعدي ص320 , تفسير السمرقندي ج2/20 , تفسير السمعاني ج2/263 , تفسير الصنعاني ج2/259 , تفسير القرطبي ج17/228 , تفسير الواحدي ج1/439 , زاد المسير ج3/353 , فتح القدير ج2/305 , معاني القرآن ج3/152 , أحكام القرآن للجصاص ج4/229 , تفسير ابن زمنين ج2/176 , تفسير البحر المحيط ج4/485 , تفسير الثعالبي ج4/353 , الأحاديث المختارة ج10/117 , عمدة القاري ج18/246 , طرح التثريب ج2/214 , مجموع الفتاوى ج3/427 .
( [49] ) تصحيح الدعاء ص83 .
( [50] ) بدائع الفوائد ج4/920-921 .
( [51] ) إعلام الموقعين ج3/148 .
( [52] ) أي : النهي عن تتبُّع المساجد طلباً لِحَسَن صوت الإمام في القراءة .
( [53] ) مرويات دعاء ختم القرآن ص81 .
( [54] ) بدع القراء ص54-55 .
( [55] ) بدع القراء ص44-45 بتصرُّف يسير .
( [56] ) الاستقامة ج1/348 .
( [57] ) مرويات دعاء ختم القرآن للشيخ بكر أبو زيد ص72-73 .
( [58] ) مجموع الفتاوى ج26/202-203 .
( [59] ) يُنظر : الفروع ج6/494 , المبدع ج10/230 , شرح منتهى الإرادات ج1/255 , كشاف القناع ج1/433 , مطالب أولي النهى ج1/598 , آداب المشي إلى الصلاة ص21 .
( [60] ) مجموع فتاوى فضيلته رحمه الله تعالى 1021 ج15/77 .
 
التعديل الأخير:

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الكريم ونعم ما نقلت هدانا الله جميعا لاتباع السنة والعمل بها

خلاصة نقولك أن التلحين والتطريب في التلاوة والأذان مكروهة وضابطها ألا يتجاوز المرء أحكام التجويد وألا يغالي في تحزين صوته وفي استخدام الصدى في مكبرات الصوت وأن دعاء الختم لا أصل له مع الالتزام بالخشوع والتضرع في القنوت دون تطريب بل بصوت الإمام العادي ومع الحرص على الدعاء بالادعية المأثورة

هذه الأمور التزمها إمام جامعنا فلا يطرب في الدعاء ولم يدع بدعاء الختم وبين للمصلين أنه لا اصل له وناله من بعض العامة والدهماء بعض الأذى والكلام السيء لكنه لم يلتفت لهم جزاه الله خيرا
 

الحميدي

مزمار ألماسي
20 أكتوبر 2006
1,627
0
0
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

-بسم الله-
جزاك الله خير الجزاء يا اخي على هده المعلومات القيمة وقد أفدتنا.
وفقك الله
 

ظهر الحق

مزمار نشيط
11 أكتوبر 2006
39
0
0
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

حفظكم الله إخواني.
أخي بما أن الأمر كذلك ما الجدوى من وجود ركن المقامات بموقعكم.
mofaq
 

ذوّيق

مزمار فعّال
18 مارس 2005
114
5
18
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عمر أحمد القزابري
علم البلد
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

كان الصحابة رضي الله عنهم في معسكرات الجهاد يجتمعون في خيمة الصحابي الجليل ابوموسى الأشعري ويتلذذون بسماع القرآن الكريم من صوته الندي ..
لماذا النبي صلى الله عليه وسلم يمر ببيت أبوموسى الاشعري وينتظر من أجل ان يستمع له ولصوته العذب ويقول ( لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة . لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود . فقال : يارسول الله لو علمت أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا ) اي لزدته جمالاً وتزييناً , ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال (ص) : «ليس منا من لم يتغن بالقرآن»، والاحاديث التي تحث على تحسين الصوت بالقرآن كثيرة.

واقول هل يوجد حد ومسار معين لانتجاوزه حتى لانقع في التطريب ؟ !!! هل ممكن ييحدد لنا الشيخ هذا المسار ؟!!
القضية هو ان بعض من يتهمون قراء معينين بالتطريب لم تتعود آذانهم على مستويات عاليه في جمال الصوت , وانما تعودوا على اصوات اناس لايجملون القرآن بأصواتهم ويقرؤون قراءة عادية من دون تحسين لأصواتهم او محاولة للتحسين .
نحسن الصوت بالقرآن ولكن لانبالغ ونصل الى درجة أن نخل بأحكام التجويد والتلاوة او نشابه أهل الغناء وأللحان اهل الغناء معروفه وتشمئز النفوس منها لو قرا بها اي انسان ..
والله يوفق
 
التعديل الأخير:

قرار

مزمار فعّال
20 يناير 2006
65
0
0
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

كما قال ذويق هل من الممكن أن يحدد لنا الشيخ الخط والفاصل الذي اذا تجاوزه القارئ وقع في التطريب ؟
فهناك من يتهم الشيخ عبد الرحمن السديس والجهني بالتطريب . والسبب ان سمعه لم يتعود ان يصل الى مستوى تلاوة السديس فهو قد تعود سماع القرآن من امام حارتهم صاحب الصوت العادي .

الحمد لله قراء اليوم لديهم اصوات جميله وهم يحبرون القرآن تحبيراً .. كل على حسب مقدرته . وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) .
ونريد ائمة وقراء يحبرون القرآن تحبيراً كأبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه وليس كمن يقرأ القرآن وكأنه يراجع من حفظه ! لاتزيين ولاتحسين .
 

قرار

مزمار فعّال
20 يناير 2006
65
0
0
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

اتحداك ياناقل الموضوع أن تقرأ بقراءة من دون ان تقع في المقامات ؟
واسمعنا صوتك لنحدد مقامك .
فهل اهل الحجاز والذين يقرؤون بمقام الحجاز وهو مقامهم ولايستطيعون الخروج عنه .. هل يأثمون على هذا وهل وقعوا في المحذور وهل انا سأقع في المحذور لو قرأت بمقامهم ؟؟؟
هل يأثم اهل نجد او اهل المغرب على تلاوتهم بمقام الرصد ؟؟!!! وهم لا يستطيعوا ان يقرؤا بغيره وربما كاتب الموضوع يقرأ به ولايستطيع الخروج منه . وهل سأثم انا لو تعلمت طريقتهم وقلدت مقامهم ؟؟!!!!!!!!!!!!!!
هل يأثم أهل الخليج العربي واكثرهم يقرأ بمقام النهاوند هل نقول لاتقرؤا به وهل اقع في الإثم لو قرأت بطريقتهم ؟؟!!!
هل يأثم الشيخ خالد القحطاني او الشيخ سعد الغامدي حينما يقرأ بمقام السيكاه وهل نقول له حرام عليك ؟!!!!
هل يأثم الشيخ عبد الهادي كناكري والشيخ مشاري العفاسي وغيرهم حينما يقرؤون بمقام النهاوند وهل نأثم لو قلدناهم ..
هل يأثم الشيخ محمد أيوب حينما يقرأ بمقام البيات او الحجاز وهل نقول له لقد وقعت في المحذور وحرام عليك , وهل نحن نقع في الغلط لو قلدناه ؟؟!!!!
هذه المقامات أخي الكريم ليست كمقامات أهل اغناء وليس كلما سمعت كلمة مقامات تبادر الى ذهنك انها كمقامات أهل الغناء . فهذه المقامات هي عبارة عن اللحان تخص امصاراً معينة من العالم الإسلامي لايقرؤون الا بها وكل قطر ومصر له مقامه الذي تعود عليه , ونحن نقلد تلاواتهم او قل مقاماتهم وهذا ليس فيه اي محذور وليس من حق اي احد ان يمنعني ويخطئني لو قلدت مقام الحجاز وقرأت بطريقة أهله .
والله يوفقك الجميع
 
التعديل الأخير:

المحيسني

مزمار فعّال
15 أكتوبر 2006
159
1
0
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

لعلي اوضح للاخوة الضابط في التلاوة ..
وهو ماوضحه شيخنا الجليل محمد بن عثيمين - رحمه الله - في لقاءات الباب المفتوح من قوله : ( ان القران لم ينزل ليتنطع بقراءته التي ينشد فيها الرجل ويتغير وجهه في القراءة ...) ولعلي هنا اشير الى ان الشيخ يقصد بعض مشايخ الدول العربية الذي تجده يتقطع وجهه اثناء التلاوة وهذا لم يرد عن احد من السلف رضي الله عنهم يعني ببساطة شديدة انا افنر من قراءات بعض المقرئين المصريين ...
والذين يحاولون ان يقلدوا المنشاوي او عبدالباسط - رحمهما الله تعالى - ولكنهم لايستطيعون لاختلاف طبقات الصوت فيحصل التنطع الزائد في القراءة ....
باختصار شديد ترتيل القران بصورته العادية المعروفة في الصلاة خير من قراءة السرادقات التي فيها تكلف ملحوظ جدا ...
كما احب ان انبه الى نقطه مهمة جدا ذكرها اغلب اهل العلم ومنهم الشيخ العثيمين - رحمه الله - وهي ان التجويد ليس بواجب بمعنى انه لاياثم المرء بتركه وليس معني هذا تركه ولكن ان ينشر بين الناس بانه واجب فهذا مماليس عليه دليل ...
قراءة القران على اشد اقوال اهل العلم انها مشروعة ومسنونة فكيف يدخل في المشروع امر واجب وهذا امر فقهي معلوم جدا وارجوا الا يفهم الكلام هنا على انه علم ليس له فائدة .. لوكن لادليل على ان الرسول كان يقرء بها سوى ماورد من روايات صحيحة عن المد وغيره ...
اوردت هذا الكلام لاني وجدت اصحاب المدرسة التجويدية يخرج تصاريح الاخطاء لمن هب ودب وهذا اخطاء في الغنة وهذا لم يدغم مع انه هذا قد يكون خير منه لانه يعمل بالقران وهذا لايعمل به فالعبرة ليست بالغنة والادغام بل بالعقيدة التي يحمل القاريء .....
وتفسير قوله تعالى ( ورتل القران ترتيلا ) معروف اي اقرؤه على مهل ..
ولم ينقل انه قيل اقرؤه بالتجويد ..
التجويد علم وضع للابتعاد عن اللحن وخصوصا لما دخلت قبائل غير عربية في الاسلام وشاع اللحن
والفيصل كما قلنا ان تكون القراءة خاشعة ..
كما انبه ايضا الى ان القراءة بالمقامات تلحين وزيادة وتكلف ....
 

المحيسني

مزمار فعّال
15 أكتوبر 2006
159
1
0
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

طبعا لزيادة الصورة هناكـ اختلاف بين اهل العلم في حكم القراءة بالمقامات وذهب اكثرهم لكراهتها
 

المزمار الحمدي

مشرف قدير سابق
3 مارس 2005
3,672
21
0
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

ياجماعة افهموا ارجوكم
المقامات هي طرق اهل البلدان في تلاواتهم ونحن نتعلم طرق تلاواتهم سماعاً سماعاً سماعاً وليس دراسة كأهل الغناء
 

عابر سبيل

مزمار فعّال
27 أبريل 2005
117
1
0
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

والله لن يقتنع احد

احسن شيء يغلق الموضوع
 

ظهر الحق

مزمار نشيط
11 أكتوبر 2006
39
0
0
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

أخي أبو البراء هل تعلم هذه الطرق سماعا جائز أجبني من فضلك.
الأمر متشابه لذا ينبغي تفاديه.
اتقوا الشبهات.
 

ben_tachfine

مزمار داوُدي
13 ديسمبر 2005
3,858
9
38
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

-بسم الله-

شكر خاص للإخوة الذين أجابو و أجادو في ذلك، و ربما نتوفق عن هذا الجدال فلن ياتي بنتيجة...

سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
 

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

موضوع علمي جيد يبني الأحكام على الأدلة الصحيحة وكلامه كله صحيح ولا أرى فيه إنكارا على الإئمة المعروفين الذين يحسنون القراءة لأن قراءتهم كانت بالمقام الفلاني لأنه لا يمكن لشخص أن يقرأ على غير مقام ما لكن المذموم المبالغة تتبع في المقامات حتى يصبح تركيز المستمع على الأصوات والمقامات لا على المعاني و الدلالات وهذا صار واضحا في حال من فتن بالمقامات و الأصوات فصار القرآن عنده مادة لتعلم المقامات الموسيقية الشرقية أكثر منه وحيا و منهج حياة ثم إن علم المقامات الموسيقية الشرقية ما كان سلفنا الطاهر يجعلونه ضمن العلوم النافعة الخادمة للقرآن عكس علوم العربية و التفسير و الحديث و غيرها و ما ثبت في حد علمي أن أحدهم كان يتعلمه رضوان الله عليهم جميعا......و الله أعلم
 

ظهر الحق

مزمار نشيط
11 أكتوبر 2006
39
0
0
الجنس
ذكر
رد: بدع القراء بين المقامات و التطريب (نقاش جد هام)

إن علم المقامات الموسيقية الشرقية ما كان سلفنا الطاهر يجعلونه ضمن العلوم النافعة الخادمة للقرآن عكس علوم العربية و التفسير و الحديث و غيرها و ما ثبت في حد علمي أن أحدهم كان يتعلمه رضوان الله عليهم جميعا......و الله أعلم
نعم الرد نعم الرد بارك الله فيك يا وسام أنت أول واحد يجيب بهذه الطريقة.
أحيي فبك الرجوع إلى هدي السلف أعزك الله أخي.
عدم الوصول إلى نتيجة ليس عذرا لإقفال النقاش ما هذا بعذر.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع