- 6 مارس 2009
- 12,753
- 154
- 63
- الجنس
- أنثى

(سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهرومايخفىونيسرك لليسرى )
عند الإعـراب أو الكشف عن الرسالة الخفيـة في القرآن ، أخذنا بعين الاعتبار أرقام آيات القرآن كما جاءت في القراءة الشرقيّة (حفص) حرصا على الوضوح والبساطة من جهة ولأنها الأكثر انتشارا من ناحية أخرى.
لكن هذه القراءة ليست سوى واحدة من بين 14 قراءة من قراءات القرآن. لذلك سندرس الآن النتائج المترتّبة عن الاختلاف في تقسيم السور إلى آيات بين القراءتين الأكثر انتشارا. إنّهما قراءة الكوفة (حفص) وقراءة المدينة (ورش) أو ما يسمّى بالقـراءة "الشرقيّة" والقراءة "الغربيّة" تبعا لانتشارهما الجغرافيّ. وللتذكير فإنّ القراءة الغربيّة ولو كانت أقلّ انتشارا فخمس المسلمين يقرأ بها.
إنّ النتيجة المنطقيّة المترتبة عن الاختلافات بين قراءات القرآن هي أنّ بعض الآيات في إحدى القراءتين أقصر أو أطول ممّا هي عليه في القراءة الأخرى بينما يبقى عدد كلمات السورة هو نفسه في القراءتين.
فكما هو الأمر في رموز الحروف ، فإن التحدي هنا هو معرفة ما إذا كان الاختلاف في تقسيم الآيات وبالتالي في ترقيمها يكون هو أيضا رمزا في حد ذاته مؤكدا على الرسالة المكشوف عنها في القرآن بشأن علم الساعة أم لا ؟
إنّ بعض الملاحظات العددية التي عرضناها لحدّ الآن تأخذ بعين الاعتبار ترقيم الآيات. فهي إن كانت تخصّ قراءةً ما فذلك يعني أنّها لا تنطبق دوما على القراءة الأخرى. فالملاحظ هنا هو أنّه غالبا ما تقوّي مقارنة الاختلافات في القراءتين الملاحظة الأوليّة وتؤكدها أو تتيح ملاحظات جديدة.
مثال ذلك الآية 75 من السورة 19 ، وهذه الآية هي الوحيدة في هذه السورة التي ذكرت فيها كلمة "الساعة" :

فهذه الآية وإن كانت تحمل الرقم 75 في القراءة الشرقيّة فإنّها مقسمة إلى الآيتين 75 و 76 في القراءة الغربيّة.
فـ 75 هو ترتيب سورة "القيامـة" في المصحف و 76 هو ترتيب سورة "الإنسان" في ترتيب المصحف. والساعة تشير إلى موعد قيامة الإنسان.
*
* *
نبدأ هذه المقابلة بين القراءتين بدراسة اسم الجلالة "الرحمن" والذي كان نقطة الانطلاق والعامل الذي يربط بين أجزاء هذه الدراسة منذ بدايتها.
إنّ مقارنة الآيات التي وردت فيها لفظة "الرحمن" في القراءتين تجلّي ملاحظات عدديّة بارزة.
للتذكير فإنّ هذا الاسم : "الرحمن" جاء ذكره 169 مرّة في القرآن كلّه : 114 مرّة في البسملات و 55 مرّة في ما تبقّى ، وأن سورة "الرحمن" هي السورة 55 في ترتيب المصحف. فإن هذا الاسم ذكر في 17 سورة مختلفة [2] زيادة عن البسملات.
ولقد رأينا [3] أيضا أن اسم الجلالة "الرحمن" خارج البسملات أكثر ورودا في 3 سور زيادة عن البسملات :
× السورة 19 (مريم) : 16 مرّة ،
× السورة 43 (الزخرف) : 7 مرّات ،
× السورة 25 (الفرقان) : 5 مرّات.
في حين أن هذه السور 3 تشير إلى عيسى بن مريم (ع):
× فالسورة 19 تحمل اسم أمه عليهما السلام ،
× والسورة 43 فيها ذُكِرَ أنه "علم للساعة" [4] ،
× والسورة 25 تذكر بعدد المرات التي ذُكِر فيها اسم عيسى(ع)في القرآن.
إن المقارنة بين القراءتين فيما يخص الآيات التي جاء فيها ذكر لفظة "الرحمن" في السورة 19 و 43 تظهر أن هناك اختلافات من قراءة لأخرى. (وقد بيّنا هذه الأرقـام المختلفة في القراءتين داخل الجـدول التالي بالأحمر) ، وهذا لا يخص السورة 25

:

وهكذا نرى أنه في السورة 19 توجد 7 أرقام مختلفة بين القراءتين. والعدد 7 هو عدد مرّات ورود كلمة "الرحمن" في السورة 43.
وفـي الســورة 43 توجـد 5 أرقام مختلفة بين القراءتين. والعدد 5 هو عدد المرات التي وردت فيها لفظة "الرحمن" في السورة 25.
يبقى أن مجموع الأرقام التي لا تختلف بين القراءتين في السور 3 هو 16 آية والعدد 16 يناسب عدد المرّات التي وردت فيها لفظة "الرحمن" في السورة 19 (مريم).
*
* *
إن لفظة "الرحمن" كانت أكثر وروداً في السورة 19 (مريم) إذ ظهرت فيها 16 مرة زيادة على بسملتها.
إن أول مرة ذكرت فيها "مريم" في السورة 19 تمت في الآية 16 (في القراءة الشرقية) :

نلاحظ أن هذه الآية تشير بطريقة غير مباشرة إلى الغرب، فانتباذ مكان شرقي يعني التنقل نحو الغرب.
*
* *
لمّا ظهرت لفظة "الرحمن" لأوّل مرّة في السورة 19 كان ذلك في الآية 17 في القراءة الغربيّة ، وهو ما يناسب الآية 18 في القراءة الشرقيّة.

في حين أنّ العدد 17 هو عدد السور الواردة فيها لفظة "الرحمن" زيادة على البسملات. وإذا أخذنا بعين الاعتبار المرات التي ذكر فيها هذا الاسم داخل الآيات في القرآن ، نجد أنه ذكر في 18 سورة ونحن هنا نعد لفظة "الرحمن" الواقعة في البسملة الداخلية في القرآن أي في الآية 30 من السورة 27.
إن لفظة "الرحمن" لم تذكر داخل هذه السورة إلا هذه المرة ، وذلك في البسملة الداخلية.
أمّا آخر مرّة ظهرت فيها كلمة "الرحمن" في سورة "مريم" ففي الآية 97 في القراءة الغربيّة والذي يصبح رقمها 96 حسب القراءة الشرقيّة.

فالواضح أن تقسيم الآيات من قراءة لأخرى تم بشكل جعل جمع رقمي الآية الأولى والأخيرة اللتين وردت فيهما كلمة "الرحمـن" يعطي 114 في القراءتينرغم اختلاف أرقام الآيات بينهما :

والعدد 114 هو عدد المرّات التي وردت فيها لفظة "الرحمن" في بسملات القرآن كلها.
وزيادة على ذلك فإن كان العدد 97 هو رقم الآية التي وردت فيهـا لفظة "الرحمن" لآخر مرّة في سورة "مريم" في القراءة الغربية فإن 97 هو رقم سورة "الرحمن" في ترتيب التنزيل ، وهي التي تحمل رقم 55 في المصحف.
*
* *
اسم "مريم" عليها السلام كما رأينا في الفصل السابق مذكـور 34 مرة في القرآن ، مفردا كان أو مضافا إليه. ومن بين كلّ الآيات التي ورد فيها هذا الاسم لا نجد سوى آيتين لهما نفس الرقم. وهاتان الآيتان هما في القراءة الشرقيّة : الآية 27 من السورة 19 والآية 27 من السورة 57 [5] "الحديد".
وفي القراءة الغربية أيضا جاء ذكر اسم "مريم" عليها السلام فيآيتين فقط لهما نفس الرقم. وهاتان الآيتان هما نفسهما الآيتان اللتان رأيناهما أعلاه في القراءة الشرقية إلا أن أرقامهما تختلف في القراءة الغربية. فالآية الأولى تحمل الرقم 26 في السورة 19 والآية الثانية تحمل الرقـم 26 من السورة 57 :

فهاتان الآيتان تحملان الرقم 26 في قراءة و 27 في قراءة أخرى.
والبسملة التي تبتدئ السورة 27 (النمل) هي البسملة 26 من بداية القرآن وذلك بسبب التفاوت الذي أحدثته البسملة غير الموجودة في بداية السورة 9 والبسملة الداخلية الموجودة في الآية 30 من السورة 27 هي البسملة 27.
إن المرة التي ذكر فيها اسم مريم في الآية 26 من السورة 19 في القراءة الغربية (الآية 27 من القراءة الشرقية) هي المرة 26 من بداية القرآن.
والمـرة التي ذكر فيها اسم مريم في الآيـة 26 من السورة 57 في القراءة الغربية (الآية 27 من القراءة الشرقية) هي المرة 31 منذ بداية القرآن. إن جمع 26 و 31 يعطي 57 (26 + 31 = 57) أي مضروب 19 في3.

والعدد 57 هو رقم سورة "الحديد" في ترتيب المصحف ورقم سورة "لقمان"في ترتيب التنزيل.

كتاب؟؟ طلوع الشمس من مغربها .علم للساعه؟؟فريد قبطاني
التعديل الأخير بواسطة المشرف: