- 16 يونيو 2006
- 2,500
- 16
- 0
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
مما لا شك فيه أن طريقة أداء الأذان في الحرمين الشريفين مرت بمراحل عدة، فمن المستبعد أن يكون أذان بلال رضي الله عنه مطابق أو قريب من أذان الشيخ صالح فيده مثلا، كذلك من غير المتوقع أن يكون أذان أبي محذورة رضي الله عنه كأذان الشيخ محمود نعمان .. لا شك أن هناك مراحل وسيطة وأطوارا متعددة مر بها أذان الحرمين.
ولعل أقدم ما يمكننا العثور عليه من نماذج الأذان ما هو بين أيدينا من تسجيلات قديمة قد يعود أقدمها للستينات من القرن الماضي، ولا يمكننا تحصيل ما وراء ذلك .. إذن فليس أمامنا إلا أن نتخيل !
ولكي نتخيل تخيلا صحيحا لابد من وجود معطيات ومواصفات لهذا الأذان المتخيل إذ إنه من المستحيل منطقيا تخيل شيء ليس له وصف، فما هو أقدم وصف وصف به الأذان الحجازي ؟؟
للأسف أيضا لم تذكر لنا المدونات والوثائق ما يتصف به هذا النوع من الأذان سوى ما لا يبنى عليه تخيل مفصل فلم يبلغنا عن أذان بلال رضي الله عنه سوى أنه كان ندي الصوت حسنه، ووردت بعض الآثار الأخرى أن شينه كانت أقرب للسين لكونه حبشيا رضي الله عنه، وكل هذه الآثار والأخبار لا تنهض باعاثا على التخيل المروم هنا.
نخلص من ذلك إلى أن أقدم وصف عثرنا عليه للأذان الحجازي هو وصف "يماني حجاز" أو "حجاز اليمن" !!
ما معنى "يماني حجاز" ؟
يماني حجاز هو اسم للمقام الذي يؤدي به المؤذن أذان الحرم، والمقام هو طريقة التنغيم الذي يؤدي به المؤذن ألفاظ الأذان .. إذن فكيف تكون طريقة التنغيم هذه ؟
من المعروف أن المقام لا يميز بالكتابة بل يستمع إليه، شأنه في ذلك شأن الرائحة لا توصف ولكن تشم ولا يمكن تمييزها إلا بذلك، ولقد أصبح من اليسير -في ظل هذا التطور المستمر- على كل أحد أن يستمع لنموذج من هذا المقام أو ذاك، فهل انتهى علمنا عن الأذان عند هذا الحد ؟؟
غالبا ما تنقسم الدراسات حول الظواهر إلى دراسة وصفية تزامنية ودراسة تأريخية؛ فالوصفية هي التي تصف هذه الظاهرة على ما هي عليه الآن وترصد التغيرات الحالية لهذه الظاهرة، أما التأريخية فهي التي تروي لنا تاريخ الظاهرة منذ ظهورها حتى استقرارها مرورا بأطوارها المختلفة.
إذن .. من الممكن أن نقرر أننا قد درسنا الظاهرة التي بين أيدينا دراسة تزامنية وصفية، ولكننا لم نتعرض لها من الناحية التأريخية.
كيف إذن ؟؟
يمكننا ذلك من خلال تحليل أصل هذا الوصف (يماني حجاز) ومحاولة تخيل بداياته وأطواره التي مر بها حت صار على هذا الوصف الذي نراه.
إذن ما هو مقام "يماني حجاز" ؟؟
هو فرع من مقام الحجاز ذلك المقام الشرقي المعروف الذي يستقر على درجة الري وهو مقام يميل إلى الحزن لكنه لا يبلغ درجة الصبا في قدر الحزن .. هذا الحجاز
أما يماني الحجاز فهو نفس مقام الحجاز ولكن على طريقة أهل اليمن في أداء المقامات الشرقية وبخاصة أهل صنعاء وحضرموت الذين جلبوها لمكة وصارت تعرف بعد ذلك بالمقامات الحجازية واقتصروا فيها على مقامات بعينها فهجروا مقامات بجملتها (كمقام النهاوند ومقام الصبا) واقتصروا من بعضها على بعض الفروع (كالبياتي فهو ليس صريحا عندهم) وفرعوا على الباقي فروعا جديدة (كيماني السيكاه ويماني الحجاز ويماني الرصد والحراب والركبي والمشاورك ...) ثم أجملوا ذلك في الجملة الشهيرة (بحمر دسج) التي ترمز للمقامات المختارة.
إذن فـ "يماني الحجاز" هو مقام الحجاز على الطريقة اليمنية، ويكمن الاختلاف في اختصار بعض الدرجات صعودا ونزولا في السلم بالصورة التي نسمعها من أهل المقام.
ولكن هل هذا كاف في أن يوصلنا إلى الهيئة الأولى التي أدى بها الحجازيون الأوائل هذا المقام والتي لا شك أنها كانت حديثة عهد بطريقة أهل اليمن ؟؟
هل علينا أن نرجع إلى الأصول الأولى لهذا المقام ؟؟ هل علينا أن نتفقد هذه الصورة في أراضي صنعاء وحضرموت ؟؟
من أيام قليلة طرح أخونا العثمان موضوعا عن أحد المؤذنين اليمانيين القدامى وقال إنه كان خادما في الحرم المكي وأنه كان يؤذن فيه أحيانا وعرض لنا نموذجا من أذانه (وعلى افتراض صحة هذه المعلومات) استمعت للمؤذن وجال بخاطري خلال سماعه أن أذانه هذا هو أصل "يماني الحجاز" وبخاصة لما قارنته بأذان غير واحد من قدامى مؤذني الحرم ومعاصريهم.
فهل نعد هذا الأذان أبا الأذان الحجازي المعروف بالحرم.
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=70184
سؤال حري بالتفكير فيه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
مما لا شك فيه أن طريقة أداء الأذان في الحرمين الشريفين مرت بمراحل عدة، فمن المستبعد أن يكون أذان بلال رضي الله عنه مطابق أو قريب من أذان الشيخ صالح فيده مثلا، كذلك من غير المتوقع أن يكون أذان أبي محذورة رضي الله عنه كأذان الشيخ محمود نعمان .. لا شك أن هناك مراحل وسيطة وأطوارا متعددة مر بها أذان الحرمين.
ولعل أقدم ما يمكننا العثور عليه من نماذج الأذان ما هو بين أيدينا من تسجيلات قديمة قد يعود أقدمها للستينات من القرن الماضي، ولا يمكننا تحصيل ما وراء ذلك .. إذن فليس أمامنا إلا أن نتخيل !
ولكي نتخيل تخيلا صحيحا لابد من وجود معطيات ومواصفات لهذا الأذان المتخيل إذ إنه من المستحيل منطقيا تخيل شيء ليس له وصف، فما هو أقدم وصف وصف به الأذان الحجازي ؟؟
للأسف أيضا لم تذكر لنا المدونات والوثائق ما يتصف به هذا النوع من الأذان سوى ما لا يبنى عليه تخيل مفصل فلم يبلغنا عن أذان بلال رضي الله عنه سوى أنه كان ندي الصوت حسنه، ووردت بعض الآثار الأخرى أن شينه كانت أقرب للسين لكونه حبشيا رضي الله عنه، وكل هذه الآثار والأخبار لا تنهض باعاثا على التخيل المروم هنا.
نخلص من ذلك إلى أن أقدم وصف عثرنا عليه للأذان الحجازي هو وصف "يماني حجاز" أو "حجاز اليمن" !!
ما معنى "يماني حجاز" ؟
يماني حجاز هو اسم للمقام الذي يؤدي به المؤذن أذان الحرم، والمقام هو طريقة التنغيم الذي يؤدي به المؤذن ألفاظ الأذان .. إذن فكيف تكون طريقة التنغيم هذه ؟
من المعروف أن المقام لا يميز بالكتابة بل يستمع إليه، شأنه في ذلك شأن الرائحة لا توصف ولكن تشم ولا يمكن تمييزها إلا بذلك، ولقد أصبح من اليسير -في ظل هذا التطور المستمر- على كل أحد أن يستمع لنموذج من هذا المقام أو ذاك، فهل انتهى علمنا عن الأذان عند هذا الحد ؟؟
غالبا ما تنقسم الدراسات حول الظواهر إلى دراسة وصفية تزامنية ودراسة تأريخية؛ فالوصفية هي التي تصف هذه الظاهرة على ما هي عليه الآن وترصد التغيرات الحالية لهذه الظاهرة، أما التأريخية فهي التي تروي لنا تاريخ الظاهرة منذ ظهورها حتى استقرارها مرورا بأطوارها المختلفة.
إذن .. من الممكن أن نقرر أننا قد درسنا الظاهرة التي بين أيدينا دراسة تزامنية وصفية، ولكننا لم نتعرض لها من الناحية التأريخية.
كيف إذن ؟؟
يمكننا ذلك من خلال تحليل أصل هذا الوصف (يماني حجاز) ومحاولة تخيل بداياته وأطواره التي مر بها حت صار على هذا الوصف الذي نراه.
إذن ما هو مقام "يماني حجاز" ؟؟
هو فرع من مقام الحجاز ذلك المقام الشرقي المعروف الذي يستقر على درجة الري وهو مقام يميل إلى الحزن لكنه لا يبلغ درجة الصبا في قدر الحزن .. هذا الحجاز
أما يماني الحجاز فهو نفس مقام الحجاز ولكن على طريقة أهل اليمن في أداء المقامات الشرقية وبخاصة أهل صنعاء وحضرموت الذين جلبوها لمكة وصارت تعرف بعد ذلك بالمقامات الحجازية واقتصروا فيها على مقامات بعينها فهجروا مقامات بجملتها (كمقام النهاوند ومقام الصبا) واقتصروا من بعضها على بعض الفروع (كالبياتي فهو ليس صريحا عندهم) وفرعوا على الباقي فروعا جديدة (كيماني السيكاه ويماني الحجاز ويماني الرصد والحراب والركبي والمشاورك ...) ثم أجملوا ذلك في الجملة الشهيرة (بحمر دسج) التي ترمز للمقامات المختارة.
إذن فـ "يماني الحجاز" هو مقام الحجاز على الطريقة اليمنية، ويكمن الاختلاف في اختصار بعض الدرجات صعودا ونزولا في السلم بالصورة التي نسمعها من أهل المقام.
ولكن هل هذا كاف في أن يوصلنا إلى الهيئة الأولى التي أدى بها الحجازيون الأوائل هذا المقام والتي لا شك أنها كانت حديثة عهد بطريقة أهل اليمن ؟؟
هل علينا أن نرجع إلى الأصول الأولى لهذا المقام ؟؟ هل علينا أن نتفقد هذه الصورة في أراضي صنعاء وحضرموت ؟؟
من أيام قليلة طرح أخونا العثمان موضوعا عن أحد المؤذنين اليمانيين القدامى وقال إنه كان خادما في الحرم المكي وأنه كان يؤذن فيه أحيانا وعرض لنا نموذجا من أذانه (وعلى افتراض صحة هذه المعلومات) استمعت للمؤذن وجال بخاطري خلال سماعه أن أذانه هذا هو أصل "يماني الحجاز" وبخاصة لما قارنته بأذان غير واحد من قدامى مؤذني الحرم ومعاصريهم.
فهل نعد هذا الأذان أبا الأذان الحجازي المعروف بالحرم.
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=70184
سؤال حري بالتفكير فيه
التعديل الأخير: