- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ننجي .. ما زلنا نقلب أسرارها.. فتكرارها مرة أخرى (وأخيرة) في سورة يونس لم يلزمها بالرسم نفسه, ولكنه حمل لمسة إبداعية بنفس الريشة والنتيجة لوحة جديدة, لأن السياق اختلف.. لأن الإطار اختلف.. لأن الغرض اختلف..!
(كذلك حقّاً علينا ننجِ المؤمنين) [يونس:103].
وهذه المرة لم تكن النون هي مفتاح السر والإيحاء ولكنه الياء هو ذاك..
وقبل أن نحاول البحث في صفحات النحو, نؤكد أنْ لا شيء فيه يستوجب حذف الياء, إذن علينا أن نقف أمامها، وبدل أن نُعلِّق عندها علامة استفهام كبيرة سنحاول البحث عن إجابة.
حذف الياء.. لو تأملته عين المؤمن لاستوحيت منه غير ما ستستوحيه عين الكافر لو كانت هي المتأملة؛ ففيه يُسر هذا الإنجاء وسهولته على الله سبحانه، كما فيه قربه وسرعته. وهذا هو البشرى وكذلك هو النذير!
البشرى للمؤمنين من ربهم الذي آمنوا ولأجل دينه خاضوا معركة الحق مع الباطل؛ فليس هناك مَن هو أولى منهم بإنجائه تعالى لهم فيطمئنهم بأن يصبروا ويتعهد لهم بالنصر والعاقبة, وإن طال زمن المعركة (متى نصر الله... ألا إن نصر الله قريب) [البقرة:214]. والنذير للكافرين من رب المؤمنين ووليهم بأن تلك العاقبة هي ذاتها هلاكهم ونهايتهم.
فإذا كان وقع الكلمة (ننجِ) في أُذن المؤمن يبعث بدفء الطمأنينة في قلبه، ووقعها في أذن الكافر يبعث رعشة خوف في جسده؛ فكذلك رسم الكلمة.. لمن أتقن تأمله وفهم أسراره.
هكذا أشرقت اللوحة, ومرة أخرى أعود إلى أفكاري التي ازدحم بها عقلي وأنا أتأملها وأحاول رسم صورتها.. لقد ابتسمتُ وأنا أقرأ اسم السورة التي وردت فيها كلمة (ننجي) للمرة الثانية والأخيرة.. سورة يونس.. أي (ذا النون)!!
وابتسمتُ أكثر وأنا أرى أن الآية التي احتضنتها جاءت بعد ذكر اسم سيدنا يونس (ذا النون) في الحديث عن قومه! أي إذا كانت (ننجي) الأولى في سورة الأنبياء الآية (88) وردت بعد ذِكْر اسم سيدنا يونس وقصته في الفلك وبنص قريب:
(وكذلك ننجي المؤمنين)؛ فهي هنا في سورة تحمل اسم ذلك الرسول الكريم وأيضاً بعد ذكر اسمه!!
ترابط عجيب بين الآيتين وموقعهما في ترتيبهما بين الآيات وتسلسلها, وكذلك في اسم السورة التي وردت كلٌّ منهما فيها! ليس هذا فحسب بل إن تركيب الآيتين متقارب في النص والمعنى!!
ومع هذا التقارب فـ(ننجي) الأنبياء غير (ننجي) يونس!
فسورة يونس تعالج الأمر على صعيد الدعوة بشكل أساسي, تستنكر موقف الكافرين الرافض لدعوة الحق.. ودعوة أن (لا إله إلا الله) التي حملها لهم بشر منهم! ولو انتهى الأمر هنا لكان هيِّناً ولكنهم وضعوا العراقيل في وجه حملة الدعوة والمؤمنين وفتحوا باب المعركة معهم.. المعركة بين الحق والباطل, وتقص السورة بعض قصص الأنبياء ومن تبعهم..والمحن والأذى الذي تعرضوا له.. ولكن النهاية المحسومة كانت دائماً لصالح الحق وأهله، وهذه النهاية ما هي إلا هزيمة الباطل وأهله.
فالقارئ للسورة الكريمة يُدرك تماماً لهجة التهديد والوعيد التي تخاطب بها الكافرين، وكذلك حتماً سيدرك اللمسة الرحمانية الربانية التي تَعِدُ بالنجاة والنصر.. وإن طال الزمن.
هذا كله نجده مصور في كلمة (ننجِ ) التي تأتي في آيات الختام في السورة، وقبل إعلانها واضحة حازمة على لسان خاتم الرسل محمد : قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني... وأمرت أن أكون من المؤمنين [يونس:104].
(كذلك حقّاً علينا ننجِ المؤمنين) [يونس:103].
وهذه المرة لم تكن النون هي مفتاح السر والإيحاء ولكنه الياء هو ذاك..
وقبل أن نحاول البحث في صفحات النحو, نؤكد أنْ لا شيء فيه يستوجب حذف الياء, إذن علينا أن نقف أمامها، وبدل أن نُعلِّق عندها علامة استفهام كبيرة سنحاول البحث عن إجابة.
حذف الياء.. لو تأملته عين المؤمن لاستوحيت منه غير ما ستستوحيه عين الكافر لو كانت هي المتأملة؛ ففيه يُسر هذا الإنجاء وسهولته على الله سبحانه، كما فيه قربه وسرعته. وهذا هو البشرى وكذلك هو النذير!
البشرى للمؤمنين من ربهم الذي آمنوا ولأجل دينه خاضوا معركة الحق مع الباطل؛ فليس هناك مَن هو أولى منهم بإنجائه تعالى لهم فيطمئنهم بأن يصبروا ويتعهد لهم بالنصر والعاقبة, وإن طال زمن المعركة (متى نصر الله... ألا إن نصر الله قريب) [البقرة:214]. والنذير للكافرين من رب المؤمنين ووليهم بأن تلك العاقبة هي ذاتها هلاكهم ونهايتهم.
فإذا كان وقع الكلمة (ننجِ) في أُذن المؤمن يبعث بدفء الطمأنينة في قلبه، ووقعها في أذن الكافر يبعث رعشة خوف في جسده؛ فكذلك رسم الكلمة.. لمن أتقن تأمله وفهم أسراره.
هكذا أشرقت اللوحة, ومرة أخرى أعود إلى أفكاري التي ازدحم بها عقلي وأنا أتأملها وأحاول رسم صورتها.. لقد ابتسمتُ وأنا أقرأ اسم السورة التي وردت فيها كلمة (ننجي) للمرة الثانية والأخيرة.. سورة يونس.. أي (ذا النون)!!
وابتسمتُ أكثر وأنا أرى أن الآية التي احتضنتها جاءت بعد ذكر اسم سيدنا يونس (ذا النون) في الحديث عن قومه! أي إذا كانت (ننجي) الأولى في سورة الأنبياء الآية (88) وردت بعد ذِكْر اسم سيدنا يونس وقصته في الفلك وبنص قريب:
(وكذلك ننجي المؤمنين)؛ فهي هنا في سورة تحمل اسم ذلك الرسول الكريم وأيضاً بعد ذكر اسمه!!
ترابط عجيب بين الآيتين وموقعهما في ترتيبهما بين الآيات وتسلسلها, وكذلك في اسم السورة التي وردت كلٌّ منهما فيها! ليس هذا فحسب بل إن تركيب الآيتين متقارب في النص والمعنى!!
ومع هذا التقارب فـ(ننجي) الأنبياء غير (ننجي) يونس!
فسورة يونس تعالج الأمر على صعيد الدعوة بشكل أساسي, تستنكر موقف الكافرين الرافض لدعوة الحق.. ودعوة أن (لا إله إلا الله) التي حملها لهم بشر منهم! ولو انتهى الأمر هنا لكان هيِّناً ولكنهم وضعوا العراقيل في وجه حملة الدعوة والمؤمنين وفتحوا باب المعركة معهم.. المعركة بين الحق والباطل, وتقص السورة بعض قصص الأنبياء ومن تبعهم..والمحن والأذى الذي تعرضوا له.. ولكن النهاية المحسومة كانت دائماً لصالح الحق وأهله، وهذه النهاية ما هي إلا هزيمة الباطل وأهله.
فالقارئ للسورة الكريمة يُدرك تماماً لهجة التهديد والوعيد التي تخاطب بها الكافرين، وكذلك حتماً سيدرك اللمسة الرحمانية الربانية التي تَعِدُ بالنجاة والنصر.. وإن طال الزمن.
هذا كله نجده مصور في كلمة (ننجِ ) التي تأتي في آيات الختام في السورة، وقبل إعلانها واضحة حازمة على لسان خاتم الرسل محمد : قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني... وأمرت أن أكون من المؤمنين [يونس:104].
الكاتب - رنا الحاج