اجداده رفعوا الأذان في المسجد الحرام لأكثر من 300 عام
مؤذن: الاختلافات بين الأذان الحجازي والمدني انتهت حالياً
مؤذن: الاختلافات بين الأذان الحجازي والمدني انتهت حالياً
سلمان السلمي (مكة المكرمة)
ارتقى المئذنة مع والده وكان ينيبه عنه لاداء الأذان في المسجد الحرام. نشأ في حي اجياد الحي المقابل للمسجد الحرام وهو يسمع في كل فرض حي على الصلاة حي على الفلاح فتعلق قلبه بهذا الصوت وخلف والده على الأذان في المسجد الحرام فهو سليل اسرة عرفت بحسن الصوت واختصت بالأذان في المسجد الحرام لاكثر من ثلاثمائة سنة حيث انه يعتبر السابع في سلسلة آبائه واجداده الذين رفعوا الأذان في المسجد الحرام.. انه العم محمد يوسف مؤذن الذي قضى ثمانية وثلاثين عاما يرفع نداء الحق في المسجد الحرام يقول العم محمد لا يمكن ان انسى صلاة الظهر قبل ثمان وثلاثين سنة عندما رفعت الأذان لها وارتعدت اطرافي من رهبة الموقف فقد كان تحولاً في حياتي وكان ذلك بعد وفاة والدي يرحمه الله رغم انني كنت أؤديه عنه في حال غيابه وقد كنا نؤدي الأذان يوما كاملا الخمس الصلوات كاملة وليس مثل الآن كنا نبدأ من الفجر وننتهي بصلاة العشاء وكانت هناك سبع منارات كل منارة عليها مؤذنان باربعة عشر مؤذن.
ويضيف انه الآن يعتبر الثالث بالنسبة للمؤذنين الموجودين حاليا بعد عبدالله ريس ومحمد شاكر من ناحية القدم حيث عاشرت الكثير من المؤذنين منهم عبدالرحمن مؤذن واحمد توفيق وحسن لبني ويعتبر هؤلاء من اجمل المؤذنين صوتا ومن الأئمة الشيخ عبدالرحمن الشعلان والشيخ عبدالله الخليفي والشيخ عبدالمهيمن ابو السمح.
وعن أول مرتب يتقاضاه قال كان 250 ريالا ويعود بذاكرته الى عقود من الزمن ليضيف انه قبل توفر مكبرات الصوت في الحرم كان الأذان يعتمد على الصعود الى الدور الثاني بجوار المآذن اما الاقامة فقد كانت ترفع بجوار الامام.وعن ابرز المميزات التي يرى توفرها في المؤذن يرى العم محمد يوسف ان الخلق الحسن هو ابرز المميزات يليه جمال الصوت والاعتدال في الأذان وقد كان سابقا يسمون الأذان المدني والأذان الحجازي حيث ان الأذان المدني يعتبر اطول اما الأذان الحجازي فهو واقف.
والأن انتهت الفروق بين الأذان واصبح الأذان يعتمد على جمال الصوت ومخارج الحروف اخراجاً صحيحاً دون التطويل في الجمل اكثر من اللازم.
وعن استخدام المؤذنين لبعض الاشياء التي تساعدهم على الحفاظ على جمال الصوت قال ان المؤذن لابد ان يحافظ على صوته من الصياح الكثير في المنزل ويكون هادئا بشكل مستمر.
وعن حدوث مواقف له في التأخر عن الأذان قال انني ولله الحمد كل هذه الفترة التي امتدت لاكثر من ثمانية وثلاثين عاما لم اتأخر يوما واحدا عن الأذان حيث انني اذهب للحرم قبل موعد الأذان بساعتين واجلس اقرأ القرآن الكريم حتى يأتي موعد الأذان وهذا هو ما افعله طيلة كل هذه السنين.
واضاف انه قبل ان تكون هناك مكبرية يكثر الحجاج من الوقوف بجوارنا ويسألوننا عن كيفية الأذان اما الآن فلا يسمح لاحد بدخول المكبرية عدا المؤذنين. وعن اطرف المواقف التي مرت عليه يقول ان انقطاع التيار الكهربائي اثناء رفعي للأذان خلال امامة الشيخ عبدالله الشعلان موقف لا انساه.
واضاف انه في الثمانينات الهجرية كان الذين يصلون صلاة التراويح عددهم قليلاً جدا ولم يكن ينادى لها مثل الآن حيث اذكر ان الشيخ عبدالله الخليفي يصلي بهم بجوار باب السلام وبقية الحرم خال تماما.
: 
: محمد أحمد مغربي وفقه الله