- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
المُقدِّم : جَزَى الله فضيلَة الشيخ عنَّا خير الجَزَاء ، وأسألُ الله سُبحانَهُ وتعالى أنْ يُجْزِلَ لَهُ المَثُوبَة ، و يُعْظِمَ لَهُ الأجْر ، وإذا كَانْ فِيه أسْئِلَة يا أخوانْ وصِّلُوها إليْنَا ، والشيخ جزاهُ الله خير رَغِبَ أنْ يَقْرَأ الأسْئِلَة بِنَفْسِهِ ، نَسْأَلْ الله للجميع التَّوفِيق والهِدَايَة .
:: ما توجيهكم للشباب المستقيم للتواصي بالحق وترك الإستكانة ، أمام جلد أهل الباطل ودعاة التغريب على باطلهم ؟ الجواب: أما بالنسبة للصراع بين الحق والباطل فهو قديم ، الصِّراع بين الحقِّ والباطل قديم ، قِدَم الإنسان ، ولا بد من التدافع ، ولابد من دفع الباطل بقدر الإمكان، والإشكال في الإستكانة على مَا ذكر السائل ، والله عز وجل إذا علم من أهل الحق المدافعة ، والتصدي لأهل الباطل، الله جَلَّ وعلا يعذرهم من جهة، ويعينهم على دفع الباطل ، ويرفع عنهم ما يستحقون من عذاب بسبب تركهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو خصيصةُ هذه الأمة وسبب خيريتها وتفضيلها على الناس ، ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)) و بعض الناس يتصور إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص بمن وُكل إليه الأمر وخاصٌّ بأمر الناس بالصلاة أو الحيلولة بين بعض الفسّاق و بين شهواتهم في الأسواق والمجامع العامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أشملُ من ذلك فيشمل المنكرات التي تدور في البيوت وتدور في الأسواق وتدور على كافة الأصعدة ، كبُرت هذه أو صغرت، تنوعت أساليبها ولابد من مقاومتها فسبب خيرية هذه الأمة وتفضيلها على الناس هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويلاحظ أنه في الآية قُدِّم على الإيمان (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يصح ولا يُقبل بغَيْرِ الإيمان ؛لكنه قدّم في الآية لتعظيم شأنه وأنه هو السبب الذي فضلت به هذه الأمة و إلا فجميع الأمم التابعين للرسل يؤمنون بالله ، ومع ذلك فضلنا عليهم بأي شيء ؟؟؟ بأننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وسبب لعن بني إسرائيل: ((كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ)) فلابد من الجد والحزم في هذا الأمر والتواصي عليه والتعاون عليه .
:: تعصف بالأمة الأحداث وتنزل بها النكبات والإعلام الكافر والمشبوه يتولى توجيه الناس حتى رأينا من أهل الخير والعقيدة الصحيحة من يشك ببعض الثوابت وأصبح كثير من شباب الصحوة يتناظرون ويبحثون عن المرشد وربما أخذ بأيديهم مأفوكون في الإنترنت وبعضهم سار في ركاب الفئات الضالة والفرق الضالة الخارجة عن الإسلام ؟ الجواب : على كل حال هذا الإعلام الذي ابتليت به الأمة في هذه العصور المتأخرة لا شك أنه أحدث شرخا كبيرا وضررا عظيما لكنه مع ذلك فتح أبوابا وآفاقا للعمل وأيضا ضاعف في الأجور ، أجور العاملين ؛ لأن الأمور لو كانت سهلة وميسرة ما استحق هؤلاء العاملين مثل هذه الأجور العظيمة ؛ لأن الأمر إذا كان سهل ميسر أجره المرتب عليه أقل مما لو كان صعب الحصول والمنال ((لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ)) لأنه كلما اشتدت الحاجة وتأزَّمت الأمور زادت الأجور ولذا جاء في الحديث في المسند والسنن ( أن للعامل في آخر الزمان أجر خمسين قالوا يا رسول الله منا أو منهم ؟ قال: بل منكم) وهذا الحديث حسّنه ابن القيم وغيره ، على كل حال إذا ادلهمت الأمور في وجه طالب العلم أو العامل لا شك أنهُ أعظمُ لأجره فعليه أن يعمل ثم إن النتائج ليست بيده يقول عملنا وعملنا وعجزنا أن نصبح ... لا النتيجة ليست بيدك ، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام منهم من يأتي وليس معه أحد وبعض الأنبياء كنوح أقرب الناس إليه ما استطاع هدايته إنما هداهُ هداية الدلالة والإرشاد لكن هداية التوفيق والقبول بيد الله جل وعلا ...
......... الأذان .........
:: يحصل في بعض المناسبات تصوير وبعض التجار لا يدعم المشروع إلا بالتصوير فهل يوافق على ذلك ؟ الجواب: أولا إذا عرفنا أن حُكم التصوير محرم وجاءت النصوص الصريحة في تحريمه والتَّشديد في أمره وإن اختُلف في أنواع من التصوير الموجودة هل تدخل في النصوص أو لا تدخل فالتصوير بجميع صوره وأشكاله وآلاته داخل في النصوص ، ما دام صوره لذي روح ؛ فإنه داخل في النص ، سواء كان باليد أو بآله ، وبعض الناس يقول لا يُعقل أن تكون ضغطة زر لآله ينتج عنها صورة أن يحصل فيها مثل هذا التشديد أن يُكلف بنفخ الروح ، أن يكون من أشد الناس عذابا يوم القيامة إلى آخره ، لا يمكن أن يكون مثل هذا الوعيد لهذا العمل اليسير ، ضغطة زر يترتب عليها هذا الوعيد الشديد ، نقول إن هذا ليس أعظم من ضغطة زر المسدس وقتل مسلم يترتب عليه الوزر العظيم وتُوعِّد بالخلود في النار وقرن بالشرك والأدلة الدالة على تعظيم شأن القتل لا يمكن حصرها ، وإذا قلنا هذا وعرفنا أن التصوير بجميع آلاته وأشكاله محرم فإن ما عند الله لا يُنال بسخطه هذا يقول مشروع خير لا يدعم إلا بمحرم لا يلزم دعمه ما عند الله لا يُنال بسخطه.
:: يأتي على الإنسان لحظات يشعر فيها بسعادة عظيمة دون سبب معين و أحيانا تأتي لحظات يضيق فيها المرء ضيقا حتى ليوسوس له الشيطان أنَّ فعل المعصية بإتباع الهوى هو ما يجعله سعيداً فما الحكم ؟ الجواب: الذي يجعل الإنسان سعيداً وأسبابُ السعادة هي بل من أعظمها، أسبابُ السعادة بالنسبة لهذه الحياة الدنيا في الإيمان بالله جل وعلا وبتحقيق توحيده ونفي الشرك بجميع صوره وأشكاله الظاهر منه والخفي هذه هي أسباب السعادة مع العمل الصالح وهذه الحياة الطيبة إنما تكون بذلك والضيق والحسرة التي تمر بالإنسان إنما هي من وساوس الشيطان ليُزيِّن له الأعمال القبيحة ، ويذكر واحد من الإخوان أنَّهُ سافر إلى بلد لا يعرفه فيها أحد ولا يعرف أحداً فقال إنه فِي هذهِ الوحدة ولا يوجد من يُؤنسهُ ويقول إنِّ بعض الناس قال له إنَّ الدخان يوسِّع الصدر ، يقولُ فاشتريته فوضعتهُ في فمي ما أدري إيش يسمُونَهُ المُهم أنَّهُ زاولهُ يقول من أول شفطه أُصبتُ بكحةٍ دائمة وشرق بذلك وسجّرهُ في دورة المياه ، فالشيطان لا شك أنه يُوسوس للناس ويُلَبِّس عليهم ، وتسمعون كلام بعض الشباب يقولون : نبي نستانس ، والأُنس كله في طاعة الله ولا أعظم من لذة المناجاة إذا حصلت للإنسان فالأنس كله في طاعة الله جل وعلا وأما من لم يرد الله له الهداية فكأنما ترك كما قال الله جل وعلا التي في آية الزُّمر ((أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ)) ، ((فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ)) وهذه الآية فيها العجب حيث أثبتت التجربة أن كلما ارتفع الإنسان عن مستوى سطح الأرض يضيق معه الصدر ولذلك يُوصي الأطباء من كان في قلبه شيء من المرض الحسي أن لا يقصد الأماكن المرتفعة ، أن لا يقصد الأماكن المرتفعة ، على كل حال ضيق الصدر سببه وسواس من الشيطان ، والبعد عن الله جل وعلا وعن ذكر الله وعن تلاوة كتابه على الوجه المأمور به، فإذا حصل لك مثل هذا الضيق قم وتوضأ وأحسن الوضوء وصلِّ ركعتين واقرأ في كتاب الله ما تيسر لك ويزول إن شاء الله تعالى .
::إذا عمل الإنسان عملا وهو مجتهد ولكنه غير موافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم هل يأخذ أجر الاجتهاد أو يُرد عمله هذا ؟ الجواب: إن اجتهد من غير دليل فهذا لا يأخذ أجر لكن إن اجتهد على ضوء دليل وأخطأ في فهم الدليل فلا شك أنه مأجُور أجراً واحداً ولو أصاب لكان له أجران .
:: أجد في نفسي ميل إلى علم الحديث فيا حبذا لو أرشدتني إلى كيفية التدرج في هذا العلم ؟ الجواب: هذه المسألة لا شك أنَّ شرحها يطول، وهناك أشرطة موجودة في التسجيلات فيها التدرج في هذا العلم وفي غيره من العلوم فليُرجع إليها .
::ما الفرق بين التواصي بالحق والتواصي بالصبر ؟ الجواب: التواصي بالحق أعم ، والتواصي بالصبر نوعٌ من أنواع الحق والتنصيص عليه من باب التنصيص على الخاص بعد العام للاهتمام به ، وشدة العناية به ، والحاجة إليه والتواصي بالحق قلنا إنَّهُ الدِّين بجميع ما يتطلبه الدين من أصول وفروع فيتواصى به مع غيره فيوصي غيره ويوصيه غيره ومع ذلك إذا ترتب على ذلك شيء مما يحتاج إلى صبر تواصوا به .
:: ما كيفية الإنكار بالقلب وهل يكفي كراهة المنكر مع الاستمرار في المخالطة ؟ الجواب : الإنكار بالقلب يعني كُره هذا المنكر وكره صاحبه وإذا ارتدع بهذا ، يُظهر علامات الكره والسخط و إلا وجب عليه العزلة ، أنْ يَعتزِلْ عنهُ .
:: ما أفضل طبعة لحاشية الجمل على الجلالين ؟ الجواب: الجمل على الجلالين مطبوع في مطبعة بولاق قبل مئة سنة ثم طبع طبعات كثيرة، طبعة بولاق هي أصحها .
::هذا يقول إنَّهُ موظف حكومي يخرج من الدوام بشكل مستمر وبأوقات متفاوتة مع العلم بأن خروجه لا يؤثر على مصلحة العمل أو مصلحة المراجعين ؟ الجواب: الخروج لا يجوز الخروج من الدوام الذي اتفق عليه ويأخذ في مقابله الأجر لا يجوز إلا لحاجة بعد استئذان من يملك الإذن .
:: ما رأيك فيمن قال أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الركن السادس من أركان الإسلام ولابد له من الصبر وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فهل يكون الصبر واجبا؟ الجواب: الصبر واجب ، الصبر على الطاعات الواجبة واجب والصبر عن المحرمات واجب والصبر على الأقدار واجب ، فالصبر بجميع أنواعه واجب لكن الصبر على فعل المستحبات مستحب ، والصبر عن المكروهات مستحب أيضا ، أما كونه الركن السادس فقد خالف فيه جمع من أهل العلم لكن عامة أهل العلم يخصون الأركان بما جاء في حديث جبريل وحديث عبد الله بن عمر و غيرهما أنَّهُ بني الإسلامُ على خمس .
:: في السلسلة الصحيحة حديث كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر : { والعصر إن الإنسان لفي خسر } الشيخ : هذا ذكرناهُ في بِدايَةِ الدَّرسْ ، ثم يسلم أحدهما على الآخر . ما مفهوم الحديث وكيف السبيل لتطبيقه ؟ الجواب: مفهومه تلاوته يعني مجرد ما يجتمعان ويريدان الافتراق بعد ذلك يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر ثم يسلم أحدهما على الآخر ، السلام ، سلام الانصراف وهو مستحب كسلام الدخول .
:: في كتاب التفسير من فتح الباري ..أورد تنبيها في آخر سورة العصر : لم أر في تفسير هذه السورة حديثا مرفوعا صحيحا لكن ذكر بعض المفسرين فيها حديث ابن عمر من فاتته صلاة العصر وقد تقدم في صفة الصلاة مشروحا .. فهل يصح الحديث الذي ذكر أن الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر ؟ الجواب : على كل حال صححه بعضهم كالألباني رحمه الله ، ويذكر المفسرون في سورة العصر من قرأ سورة العصر كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وعرفنا أنه لا أصل له .
:: كيف يكون الصبر على أقدار الله المؤلمة ؟ الجواب : الصبر حبس النفس عن التشكي والجزع
وهل الصبر مجردا بغير الرضا يأجر عليه الإنسان ؟ الجواب: نعم الصبر يؤجر عليه الإنسان ولو لم يرض و الرضا قدر زائد على ذلك حتى قال ابن حجر أن الأجر المرتب على المصائب يحصل للإنسان ولو لم يصبر ؛لكن إن صبر كان أجره أعظم وإنْ رضي بعد ذلك كان أجره أعظم .
:: نريد كلمه قصيرة في الأدب مع المشايخ والعلماء ؟ الجواب : على كل حال المشايخ والعلماء، يعني أهل العلم ، لهم فضلهم على الناس، و ذكر الآجري في أخلاق العلماء مثالا يبين فيه قدر العلماء وفضلهم على الناس فذكر أن الناس كأنهم في أرض فلاة في واد مشتمل على حصى وشوك وسباع وهوام في ليلة مظلمة كأنهم يسيرون في هذه الليلة المظلمة في هذا الوادي الذي يكثر فيه الشوك والأشجار المؤذية والدواب والسباع والهوام ثم بعد ذلك جاءهم من بيده مصباح فأنار لهم الطريق حتى خرجوا من هذا الوادي ففضله عليهم يُمثل هذا بفضل أهل العلم على سائر الناس ، يعني لو تصور إنسان أنه في بلد ما فيه من أهل العلم أحد فأشكل عليه أي مسألة من مسائل الدين كيف يعمل ؟ كيف يعبد الله جل وعلا ؟ كيف يحقق الهدف الذي من أجله وُجد دون أهل العلم ؟ لا يستطيع تحقيق الهدف ، وإذا أضاع الهدف خسر دنياه و أُخراه بخلاف ما لو صار في بلد لا يجدُ من يعينه على التجارة ولا يجد من يفتح له آفاق وأبواب للتجارة ؛ فإنه حينئذ يخسر شيئا من الدنيا و ولا يضيره هذا ، فلا شك أنَّ أهل العلم لهم فضل على الناس فاحترامهم مطلوب لكن لا يوصل بهم إلى حد الغلو كما يوجد عند بعض الفئات وبعض المجتمعات وبعض المذاهب يغلون في علمائهم وشيوخهم ويصرفون لهم مما هو حق لله جل وعلا .
:: يقول أحد الدعاة إن الشيخ عبد العزيز بن باز أفتى بوجوب خروج الدعاة وأهل العلم في الإعلام ؟ الجواب: على كل حال الشيخ نفسه ما خرج وكان يوصي بعض من يتوسم فيه النفع أنه يتولى ذلك .
:: ما هي الأسباب التي جعلت الناس في الأوقات الأخيرة في هذه السنوات المتأخرة يزهدون في المحاضرات ويقلون في حضورها مع العلم أنه لو كان هناك إعلان عن مهرجان لوجدت الحضور كبيرا وباستمرار ولو كان في كل يوم ؟ الجواب : لو لم يستشعر الإنسان في هذا إلا أن الجنة حُفت بالمكاره، لاشك أن حضور مثل هذه الدروس ثقيل على النفس لأنها مما حفت به الجنة فهي ثقيلة على النفس والنفس لا تهوى مثل هذه الأمور كسائر التكاليف أما الأمور التي فيها شيء من التوسع وليس فيها شيء من التكليف هذا مما تهواه النفس وتميل إليه لاسيّما إذا كان فيها شيء من اللهو أو شيء من الممنوع شرعا فتجد الجمهور عليه يقبلون والله المستعان
:: هل يجوز الحلف بقول لعمري أو لعمرك أو نحو ذلك ؟ الجواب: نعم يجوز مثل هذا ولا مانع منه وهو ليس بحلف لأنه ليس بمقترن بحروف القسم الثلاثة .
:: هذا يقول : ادع لي بالعافية مما ابتليت به من المعاصي والفقر فإن نفسي تراودني على الإقبال على الكبائر كالنظر إلى الحرام ؟ الجواب: الله المستعان أسأل الله أن يعصم الجميع مما يغضبه .
::إذا كان الداعية في الهيئة وفي غيرها من مجالات الدعوة ويفتن بالنساء أو ما شابه النساء هل يستمر في هذا المجال أو يبحث عن مجال آخر من مجالات الدعوة علما بأنه لا يقوم بهذا المجال غيره ؟ الجواب:عليه أن يجاهد نفسه فإن استطاع أن يتخلص من هذا الداء فليستمر في مجاله و إلا فليبحث عن عمل آخر لا يعرضه للفتن بعيدا عن محافل الناس .
:: جاء النهي عن الانتعال بنعل واحدة فهل يقاس عليه من يلبس شرابا واحد عند لعب كرة القدم أو لا يقاس ؟ الجواب: الذي يظهر أنه مثله إلا عند الحاجة لو وجد حاجه تحت الرجلين شيء يتأذى بعرائها واحتاج أن يلبس شراب و الثانية لا حاجة له بذلك والوقت صيف لا يحتمل فيه مثل هذا فالحاجة تقدر بقدرها .
::أنا سافرت من بلدي لبلد آخر وسوف استقر أقل من أربعة أيام فهل السنة ترك السنة الراتبة أو فعلها وهل ينكر على من حافظ على السنة الراتبة أثناء السفر ؟ الجواب : المسافر والمريض يكتب له ما كان يعمله صحيحا مقيما فإذا كان محافظا على الرواتب فليتركها وفي هذا يقول ابن عمر : لو كنت مسبحا لأتممت، وبعضهم يعكس هذا فيقول إذا صلى خلف من يقيم ولزمه الإتمام فإنه يصلي الرواتب وإن قصر الصلاة فإنه لا يصلي وعلى كل حال ما دام الرخصة جاءت بهذا ولا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حافظ على شيء من الصلوات في السفر إلا الوتر وركعتي الفجر.
:: مسافر وصل إلى البلدة التي يريدها ودخل مع الإمام في صلاة الظهر والإمام قام للركعة الثالثة هل بعد السلام يكمل أربعا أم يكفي ركعتان ؟ الجواب: لابد من أن يأتي بأربع ركعات لأنه إنْ صلى خلفه مقيم لزمه الإتمام .
::في حال دخولي الصلاة تتوارد علي الخواطر ويوسوس لي الشيطان بأني مراءٍ فما الحل؟ الجواب: لاشك أن الشيطان حريص على أن تخرج من صلاتك بلا شيء وأن تكون صلاتك لا يترتب عليها شيء من الثواب لأنه ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل فعليك أن تقبل بقلبك وقالبك على مناجاة الله وأن تتصور انك بين يدي الجبار .
:: ما هو شرح الحديث التالي مع التمثيل قال صلى الله عليه وسلم : ( خير العمل أدومه وإن قل)؟ الجواب: يعني المحافظة على العمل والاستمرار فيه أفضل من الانقطاع ولو كثر العمل فبدلا من أن يقرأ القرآن في يوم ثم ينقطع أسبوع ، يوزع هذه الأجزاء الثلاثين على الأسبوع ويستمر في ذلك أفضل من كونه يقرؤها في يوم أو يومين ويترك بقية الأيام وقل مثل هذا فيمن يصلي الصلوات الكثيرة في يوم ويترك أيام لا أعني الفرائض أعني من النوافل تجد بعض الناس يصلي في اليوم خمسين ستين ركعة ثم بعد ذلك يفتر أيام ثم يعود لو وزع هذه الصلوات على الأيام لكانت أخف عليه وأضمن للاستمرار لأن النكُوص وترك العمل لاشك أنه رغبة عن الخير وهذا مذموم شرعا .
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المُقدِّم : جَزَى الله فضيلَة الشيخ عنَّا خير الجَزَاء ، وأسألُ الله سُبحانَهُ وتعالى أنْ يُجْزِلَ لَهُ المَثُوبَة ، و يُعْظِمَ لَهُ الأجْر ، وإذا كَانْ فِيه أسْئِلَة يا أخوانْ وصِّلُوها إليْنَا ، والشيخ جزاهُ الله خير رَغِبَ أنْ يَقْرَأ الأسْئِلَة بِنَفْسِهِ ، نَسْأَلْ الله للجميع التَّوفِيق والهِدَايَة .
:: ما توجيهكم للشباب المستقيم للتواصي بالحق وترك الإستكانة ، أمام جلد أهل الباطل ودعاة التغريب على باطلهم ؟ الجواب: أما بالنسبة للصراع بين الحق والباطل فهو قديم ، الصِّراع بين الحقِّ والباطل قديم ، قِدَم الإنسان ، ولا بد من التدافع ، ولابد من دفع الباطل بقدر الإمكان، والإشكال في الإستكانة على مَا ذكر السائل ، والله عز وجل إذا علم من أهل الحق المدافعة ، والتصدي لأهل الباطل، الله جَلَّ وعلا يعذرهم من جهة، ويعينهم على دفع الباطل ، ويرفع عنهم ما يستحقون من عذاب بسبب تركهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو خصيصةُ هذه الأمة وسبب خيريتها وتفضيلها على الناس ، ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)) و بعض الناس يتصور إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص بمن وُكل إليه الأمر وخاصٌّ بأمر الناس بالصلاة أو الحيلولة بين بعض الفسّاق و بين شهواتهم في الأسواق والمجامع العامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أشملُ من ذلك فيشمل المنكرات التي تدور في البيوت وتدور في الأسواق وتدور على كافة الأصعدة ، كبُرت هذه أو صغرت، تنوعت أساليبها ولابد من مقاومتها فسبب خيرية هذه الأمة وتفضيلها على الناس هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويلاحظ أنه في الآية قُدِّم على الإيمان (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يصح ولا يُقبل بغَيْرِ الإيمان ؛لكنه قدّم في الآية لتعظيم شأنه وأنه هو السبب الذي فضلت به هذه الأمة و إلا فجميع الأمم التابعين للرسل يؤمنون بالله ، ومع ذلك فضلنا عليهم بأي شيء ؟؟؟ بأننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وسبب لعن بني إسرائيل: ((كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ)) فلابد من الجد والحزم في هذا الأمر والتواصي عليه والتعاون عليه .
:: تعصف بالأمة الأحداث وتنزل بها النكبات والإعلام الكافر والمشبوه يتولى توجيه الناس حتى رأينا من أهل الخير والعقيدة الصحيحة من يشك ببعض الثوابت وأصبح كثير من شباب الصحوة يتناظرون ويبحثون عن المرشد وربما أخذ بأيديهم مأفوكون في الإنترنت وبعضهم سار في ركاب الفئات الضالة والفرق الضالة الخارجة عن الإسلام ؟ الجواب : على كل حال هذا الإعلام الذي ابتليت به الأمة في هذه العصور المتأخرة لا شك أنه أحدث شرخا كبيرا وضررا عظيما لكنه مع ذلك فتح أبوابا وآفاقا للعمل وأيضا ضاعف في الأجور ، أجور العاملين ؛ لأن الأمور لو كانت سهلة وميسرة ما استحق هؤلاء العاملين مثل هذه الأجور العظيمة ؛ لأن الأمر إذا كان سهل ميسر أجره المرتب عليه أقل مما لو كان صعب الحصول والمنال ((لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ)) لأنه كلما اشتدت الحاجة وتأزَّمت الأمور زادت الأجور ولذا جاء في الحديث في المسند والسنن ( أن للعامل في آخر الزمان أجر خمسين قالوا يا رسول الله منا أو منهم ؟ قال: بل منكم) وهذا الحديث حسّنه ابن القيم وغيره ، على كل حال إذا ادلهمت الأمور في وجه طالب العلم أو العامل لا شك أنهُ أعظمُ لأجره فعليه أن يعمل ثم إن النتائج ليست بيده يقول عملنا وعملنا وعجزنا أن نصبح ... لا النتيجة ليست بيدك ، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام منهم من يأتي وليس معه أحد وبعض الأنبياء كنوح أقرب الناس إليه ما استطاع هدايته إنما هداهُ هداية الدلالة والإرشاد لكن هداية التوفيق والقبول بيد الله جل وعلا ...
......... الأذان .........
:: يحصل في بعض المناسبات تصوير وبعض التجار لا يدعم المشروع إلا بالتصوير فهل يوافق على ذلك ؟ الجواب: أولا إذا عرفنا أن حُكم التصوير محرم وجاءت النصوص الصريحة في تحريمه والتَّشديد في أمره وإن اختُلف في أنواع من التصوير الموجودة هل تدخل في النصوص أو لا تدخل فالتصوير بجميع صوره وأشكاله وآلاته داخل في النصوص ، ما دام صوره لذي روح ؛ فإنه داخل في النص ، سواء كان باليد أو بآله ، وبعض الناس يقول لا يُعقل أن تكون ضغطة زر لآله ينتج عنها صورة أن يحصل فيها مثل هذا التشديد أن يُكلف بنفخ الروح ، أن يكون من أشد الناس عذابا يوم القيامة إلى آخره ، لا يمكن أن يكون مثل هذا الوعيد لهذا العمل اليسير ، ضغطة زر يترتب عليها هذا الوعيد الشديد ، نقول إن هذا ليس أعظم من ضغطة زر المسدس وقتل مسلم يترتب عليه الوزر العظيم وتُوعِّد بالخلود في النار وقرن بالشرك والأدلة الدالة على تعظيم شأن القتل لا يمكن حصرها ، وإذا قلنا هذا وعرفنا أن التصوير بجميع آلاته وأشكاله محرم فإن ما عند الله لا يُنال بسخطه هذا يقول مشروع خير لا يدعم إلا بمحرم لا يلزم دعمه ما عند الله لا يُنال بسخطه.
:: يأتي على الإنسان لحظات يشعر فيها بسعادة عظيمة دون سبب معين و أحيانا تأتي لحظات يضيق فيها المرء ضيقا حتى ليوسوس له الشيطان أنَّ فعل المعصية بإتباع الهوى هو ما يجعله سعيداً فما الحكم ؟ الجواب: الذي يجعل الإنسان سعيداً وأسبابُ السعادة هي بل من أعظمها، أسبابُ السعادة بالنسبة لهذه الحياة الدنيا في الإيمان بالله جل وعلا وبتحقيق توحيده ونفي الشرك بجميع صوره وأشكاله الظاهر منه والخفي هذه هي أسباب السعادة مع العمل الصالح وهذه الحياة الطيبة إنما تكون بذلك والضيق والحسرة التي تمر بالإنسان إنما هي من وساوس الشيطان ليُزيِّن له الأعمال القبيحة ، ويذكر واحد من الإخوان أنَّهُ سافر إلى بلد لا يعرفه فيها أحد ولا يعرف أحداً فقال إنه فِي هذهِ الوحدة ولا يوجد من يُؤنسهُ ويقول إنِّ بعض الناس قال له إنَّ الدخان يوسِّع الصدر ، يقولُ فاشتريته فوضعتهُ في فمي ما أدري إيش يسمُونَهُ المُهم أنَّهُ زاولهُ يقول من أول شفطه أُصبتُ بكحةٍ دائمة وشرق بذلك وسجّرهُ في دورة المياه ، فالشيطان لا شك أنه يُوسوس للناس ويُلَبِّس عليهم ، وتسمعون كلام بعض الشباب يقولون : نبي نستانس ، والأُنس كله في طاعة الله ولا أعظم من لذة المناجاة إذا حصلت للإنسان فالأنس كله في طاعة الله جل وعلا وأما من لم يرد الله له الهداية فكأنما ترك كما قال الله جل وعلا التي في آية الزُّمر ((أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ)) ، ((فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ)) وهذه الآية فيها العجب حيث أثبتت التجربة أن كلما ارتفع الإنسان عن مستوى سطح الأرض يضيق معه الصدر ولذلك يُوصي الأطباء من كان في قلبه شيء من المرض الحسي أن لا يقصد الأماكن المرتفعة ، أن لا يقصد الأماكن المرتفعة ، على كل حال ضيق الصدر سببه وسواس من الشيطان ، والبعد عن الله جل وعلا وعن ذكر الله وعن تلاوة كتابه على الوجه المأمور به، فإذا حصل لك مثل هذا الضيق قم وتوضأ وأحسن الوضوء وصلِّ ركعتين واقرأ في كتاب الله ما تيسر لك ويزول إن شاء الله تعالى .
::إذا عمل الإنسان عملا وهو مجتهد ولكنه غير موافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم هل يأخذ أجر الاجتهاد أو يُرد عمله هذا ؟ الجواب: إن اجتهد من غير دليل فهذا لا يأخذ أجر لكن إن اجتهد على ضوء دليل وأخطأ في فهم الدليل فلا شك أنه مأجُور أجراً واحداً ولو أصاب لكان له أجران .
:: أجد في نفسي ميل إلى علم الحديث فيا حبذا لو أرشدتني إلى كيفية التدرج في هذا العلم ؟ الجواب: هذه المسألة لا شك أنَّ شرحها يطول، وهناك أشرطة موجودة في التسجيلات فيها التدرج في هذا العلم وفي غيره من العلوم فليُرجع إليها .
::ما الفرق بين التواصي بالحق والتواصي بالصبر ؟ الجواب: التواصي بالحق أعم ، والتواصي بالصبر نوعٌ من أنواع الحق والتنصيص عليه من باب التنصيص على الخاص بعد العام للاهتمام به ، وشدة العناية به ، والحاجة إليه والتواصي بالحق قلنا إنَّهُ الدِّين بجميع ما يتطلبه الدين من أصول وفروع فيتواصى به مع غيره فيوصي غيره ويوصيه غيره ومع ذلك إذا ترتب على ذلك شيء مما يحتاج إلى صبر تواصوا به .
:: ما كيفية الإنكار بالقلب وهل يكفي كراهة المنكر مع الاستمرار في المخالطة ؟ الجواب : الإنكار بالقلب يعني كُره هذا المنكر وكره صاحبه وإذا ارتدع بهذا ، يُظهر علامات الكره والسخط و إلا وجب عليه العزلة ، أنْ يَعتزِلْ عنهُ .
:: ما أفضل طبعة لحاشية الجمل على الجلالين ؟ الجواب: الجمل على الجلالين مطبوع في مطبعة بولاق قبل مئة سنة ثم طبع طبعات كثيرة، طبعة بولاق هي أصحها .
::هذا يقول إنَّهُ موظف حكومي يخرج من الدوام بشكل مستمر وبأوقات متفاوتة مع العلم بأن خروجه لا يؤثر على مصلحة العمل أو مصلحة المراجعين ؟ الجواب: الخروج لا يجوز الخروج من الدوام الذي اتفق عليه ويأخذ في مقابله الأجر لا يجوز إلا لحاجة بعد استئذان من يملك الإذن .
:: ما رأيك فيمن قال أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الركن السادس من أركان الإسلام ولابد له من الصبر وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فهل يكون الصبر واجبا؟ الجواب: الصبر واجب ، الصبر على الطاعات الواجبة واجب والصبر عن المحرمات واجب والصبر على الأقدار واجب ، فالصبر بجميع أنواعه واجب لكن الصبر على فعل المستحبات مستحب ، والصبر عن المكروهات مستحب أيضا ، أما كونه الركن السادس فقد خالف فيه جمع من أهل العلم لكن عامة أهل العلم يخصون الأركان بما جاء في حديث جبريل وحديث عبد الله بن عمر و غيرهما أنَّهُ بني الإسلامُ على خمس .
:: في السلسلة الصحيحة حديث كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر : { والعصر إن الإنسان لفي خسر } الشيخ : هذا ذكرناهُ في بِدايَةِ الدَّرسْ ، ثم يسلم أحدهما على الآخر . ما مفهوم الحديث وكيف السبيل لتطبيقه ؟ الجواب: مفهومه تلاوته يعني مجرد ما يجتمعان ويريدان الافتراق بعد ذلك يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر ثم يسلم أحدهما على الآخر ، السلام ، سلام الانصراف وهو مستحب كسلام الدخول .
:: في كتاب التفسير من فتح الباري ..أورد تنبيها في آخر سورة العصر : لم أر في تفسير هذه السورة حديثا مرفوعا صحيحا لكن ذكر بعض المفسرين فيها حديث ابن عمر من فاتته صلاة العصر وقد تقدم في صفة الصلاة مشروحا .. فهل يصح الحديث الذي ذكر أن الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر ؟ الجواب : على كل حال صححه بعضهم كالألباني رحمه الله ، ويذكر المفسرون في سورة العصر من قرأ سورة العصر كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وعرفنا أنه لا أصل له .
:: كيف يكون الصبر على أقدار الله المؤلمة ؟ الجواب : الصبر حبس النفس عن التشكي والجزع
وهل الصبر مجردا بغير الرضا يأجر عليه الإنسان ؟ الجواب: نعم الصبر يؤجر عليه الإنسان ولو لم يرض و الرضا قدر زائد على ذلك حتى قال ابن حجر أن الأجر المرتب على المصائب يحصل للإنسان ولو لم يصبر ؛لكن إن صبر كان أجره أعظم وإنْ رضي بعد ذلك كان أجره أعظم .
:: نريد كلمه قصيرة في الأدب مع المشايخ والعلماء ؟ الجواب : على كل حال المشايخ والعلماء، يعني أهل العلم ، لهم فضلهم على الناس، و ذكر الآجري في أخلاق العلماء مثالا يبين فيه قدر العلماء وفضلهم على الناس فذكر أن الناس كأنهم في أرض فلاة في واد مشتمل على حصى وشوك وسباع وهوام في ليلة مظلمة كأنهم يسيرون في هذه الليلة المظلمة في هذا الوادي الذي يكثر فيه الشوك والأشجار المؤذية والدواب والسباع والهوام ثم بعد ذلك جاءهم من بيده مصباح فأنار لهم الطريق حتى خرجوا من هذا الوادي ففضله عليهم يُمثل هذا بفضل أهل العلم على سائر الناس ، يعني لو تصور إنسان أنه في بلد ما فيه من أهل العلم أحد فأشكل عليه أي مسألة من مسائل الدين كيف يعمل ؟ كيف يعبد الله جل وعلا ؟ كيف يحقق الهدف الذي من أجله وُجد دون أهل العلم ؟ لا يستطيع تحقيق الهدف ، وإذا أضاع الهدف خسر دنياه و أُخراه بخلاف ما لو صار في بلد لا يجدُ من يعينه على التجارة ولا يجد من يفتح له آفاق وأبواب للتجارة ؛ فإنه حينئذ يخسر شيئا من الدنيا و ولا يضيره هذا ، فلا شك أنَّ أهل العلم لهم فضل على الناس فاحترامهم مطلوب لكن لا يوصل بهم إلى حد الغلو كما يوجد عند بعض الفئات وبعض المجتمعات وبعض المذاهب يغلون في علمائهم وشيوخهم ويصرفون لهم مما هو حق لله جل وعلا .
:: يقول أحد الدعاة إن الشيخ عبد العزيز بن باز أفتى بوجوب خروج الدعاة وأهل العلم في الإعلام ؟ الجواب: على كل حال الشيخ نفسه ما خرج وكان يوصي بعض من يتوسم فيه النفع أنه يتولى ذلك .
:: ما هي الأسباب التي جعلت الناس في الأوقات الأخيرة في هذه السنوات المتأخرة يزهدون في المحاضرات ويقلون في حضورها مع العلم أنه لو كان هناك إعلان عن مهرجان لوجدت الحضور كبيرا وباستمرار ولو كان في كل يوم ؟ الجواب : لو لم يستشعر الإنسان في هذا إلا أن الجنة حُفت بالمكاره، لاشك أن حضور مثل هذه الدروس ثقيل على النفس لأنها مما حفت به الجنة فهي ثقيلة على النفس والنفس لا تهوى مثل هذه الأمور كسائر التكاليف أما الأمور التي فيها شيء من التوسع وليس فيها شيء من التكليف هذا مما تهواه النفس وتميل إليه لاسيّما إذا كان فيها شيء من اللهو أو شيء من الممنوع شرعا فتجد الجمهور عليه يقبلون والله المستعان
:: هل يجوز الحلف بقول لعمري أو لعمرك أو نحو ذلك ؟ الجواب: نعم يجوز مثل هذا ولا مانع منه وهو ليس بحلف لأنه ليس بمقترن بحروف القسم الثلاثة .
:: هذا يقول : ادع لي بالعافية مما ابتليت به من المعاصي والفقر فإن نفسي تراودني على الإقبال على الكبائر كالنظر إلى الحرام ؟ الجواب: الله المستعان أسأل الله أن يعصم الجميع مما يغضبه .
::إذا كان الداعية في الهيئة وفي غيرها من مجالات الدعوة ويفتن بالنساء أو ما شابه النساء هل يستمر في هذا المجال أو يبحث عن مجال آخر من مجالات الدعوة علما بأنه لا يقوم بهذا المجال غيره ؟ الجواب:عليه أن يجاهد نفسه فإن استطاع أن يتخلص من هذا الداء فليستمر في مجاله و إلا فليبحث عن عمل آخر لا يعرضه للفتن بعيدا عن محافل الناس .
:: جاء النهي عن الانتعال بنعل واحدة فهل يقاس عليه من يلبس شرابا واحد عند لعب كرة القدم أو لا يقاس ؟ الجواب: الذي يظهر أنه مثله إلا عند الحاجة لو وجد حاجه تحت الرجلين شيء يتأذى بعرائها واحتاج أن يلبس شراب و الثانية لا حاجة له بذلك والوقت صيف لا يحتمل فيه مثل هذا فالحاجة تقدر بقدرها .
::أنا سافرت من بلدي لبلد آخر وسوف استقر أقل من أربعة أيام فهل السنة ترك السنة الراتبة أو فعلها وهل ينكر على من حافظ على السنة الراتبة أثناء السفر ؟ الجواب : المسافر والمريض يكتب له ما كان يعمله صحيحا مقيما فإذا كان محافظا على الرواتب فليتركها وفي هذا يقول ابن عمر : لو كنت مسبحا لأتممت، وبعضهم يعكس هذا فيقول إذا صلى خلف من يقيم ولزمه الإتمام فإنه يصلي الرواتب وإن قصر الصلاة فإنه لا يصلي وعلى كل حال ما دام الرخصة جاءت بهذا ولا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حافظ على شيء من الصلوات في السفر إلا الوتر وركعتي الفجر.
:: مسافر وصل إلى البلدة التي يريدها ودخل مع الإمام في صلاة الظهر والإمام قام للركعة الثالثة هل بعد السلام يكمل أربعا أم يكفي ركعتان ؟ الجواب: لابد من أن يأتي بأربع ركعات لأنه إنْ صلى خلفه مقيم لزمه الإتمام .
::في حال دخولي الصلاة تتوارد علي الخواطر ويوسوس لي الشيطان بأني مراءٍ فما الحل؟ الجواب: لاشك أن الشيطان حريص على أن تخرج من صلاتك بلا شيء وأن تكون صلاتك لا يترتب عليها شيء من الثواب لأنه ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل فعليك أن تقبل بقلبك وقالبك على مناجاة الله وأن تتصور انك بين يدي الجبار .
:: ما هو شرح الحديث التالي مع التمثيل قال صلى الله عليه وسلم : ( خير العمل أدومه وإن قل)؟ الجواب: يعني المحافظة على العمل والاستمرار فيه أفضل من الانقطاع ولو كثر العمل فبدلا من أن يقرأ القرآن في يوم ثم ينقطع أسبوع ، يوزع هذه الأجزاء الثلاثين على الأسبوع ويستمر في ذلك أفضل من كونه يقرؤها في يوم أو يومين ويترك بقية الأيام وقل مثل هذا فيمن يصلي الصلوات الكثيرة في يوم ويترك أيام لا أعني الفرائض أعني من النوافل تجد بعض الناس يصلي في اليوم خمسين ستين ركعة ثم بعد ذلك يفتر أيام ثم يعود لو وزع هذه الصلوات على الأيام لكانت أخف عليه وأضمن للاستمرار لأن النكُوص وترك العمل لاشك أنه رغبة عن الخير وهذا مذموم شرعا .
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين