- 16 يونيو 2006
- 2,500
- 16
- 0
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فقد علم جلنا بما امتن الله تعالى به على ثلاثة من عبادة باصطفائهم لرفع نداء الحق ببيته العتيق الذي جعله مثابة للناس وأمنا، فيا له من فضل يختص الله به من يشاء، ويا له من شرف يغبط الناس أهله، و يا له من رزق فضل الله به بعضنا على بعض.
وقد تابعنا جميعا الموضوع الذي نشره الأستاذ حسام خوجة وهو يحوي أول نتاج هؤلاء النفر الثلاثة أعني أذان الفجر الأول الذي رفعه فضيلة الشيخ الدكتور عصام خان، أسأل الله أن يتقبل منه وأن يخلص عمله لوجهه، وأشير أنه من حقه وحق زملائه علينا أن ندعو لهم بالثبات والقبول.
وكما تعودتم في ركننا المبارك هذا أن نوافيكم بأهم أحداث عالم الأذان وتحليلها ومناقشتها والتعليق عليها، فهذا مما اختص به ركن الأذان في منتدى مزامير آل داود دون سائر المنتديات والمواقع الأخرى على الشبكة، فنحن دائما أصحاب السبق وينقل عنا الناقلون.
وفيما يلي تحليل خفيف وتعليق لطيف على أذان الشيخ عصام :
أولا : الشيخ له صوت شاب ندي، يغلب عليه النعومة والهدوء، وهذا النوع من الأصوات يعد من الأصوات النادرة في الحرم المكي حيث تميز غالب المؤذنون في الماضي والحاضر بالصوت الجهوري ويختلفون فيما بينهم فمنهم من يتميز بحدة الصوت كالملا والزبيدي ومنهم من يتميز برخامة الصوت وعرضه كالحضراوي والرمل والكنو ومنهم من يتميز بنعومة الصوت كالفيده، وكل هؤلاء تجمعهم صفة الجهورية، وأقرب صوت لصوت الشيخ هو صوت الشيخ المؤذن توفيق خوج، وهذا من حيث الفصيلة لا من حيث نبرة الصوت إذ إن بينهما اختلافا.
ثانيا : يتضح من الأذان أن الشيخ ملم بالنغم الحجازي بقدر لا بأس به، فقد أتى بأذان حجازي أصيل من مقام يماني الحجاز، أذان متناسق لا نشاز فيه ولا خلط بين الأنغام، ملتزما بأصول الأذان الحجازي من حيث القصر والمد والتبحر والمسافات والقرار والجواب، ولم يخرج في الإطار العام عن جمل الأذان الحجازي المحفوظة، وإن كان قد طور بعضها ببراعة وهذا هو المطلوب فلا يمكن أن يكون أذان مؤذن نسخة من أذان شيخه، وإن كان الحكم على مدى إلمامه بالنغم الحجازي لا يتأتى كاملا إلا بعد سماع تبليغ الشيخ خلف أكثر من إمام يقرأ كل منهم بمقامات مختلفة.
ثالثا : لا يمكننا القول بأن الشيخ التزم بقاعدة فلان من المشايخ، فلو دققنا النظر لوجدناه قطف من كل بستان زهرة، وليس هذا بمعنى أنه أتى بجملة من قاعدة فلان وجملة أخرى من قاعدة فلان وخلطهم ببعض، بل المقصود أنه أتى بجمل مطورة عن قواعد مختلفة، ولنفصل ذلك :
التكبير الأول والثاني : أتى بها حجازية واقفة مقصورة كما هي قاعدة يماني الحجاز لا مد فيها ولا تبحر
التكبير الثالث والرابع : أتى بها ممدودة متبحرا فيها في المقام تبحرا يشبه من بعيد تبحر الفيده في بعض أذاناته
التشهد الأول : أتى به واقفا لا تبحر فيه مجرد التدرج العلوي للطبقة كما يماني الحجاز
التشهد الثاني : أتى فيه بتبحر يسير وهو في المجمل خليط بين جملة من جمل الفيده (النصف الأول) وجملة من جمل الحضراوي (النصف الثاني) مع التطوير واختلاف السرعة
التشهد الثالث : مثل التشهد الأول تماما
التشهد الرابع : مثل الثاني من حيث التبحر إلا أن نصفه الأول يشبه جملة الملا والثاني خليط بين الحضراوي وقاعدة الملا القديمة
الحيعلة الأولى : أتى بها بتبحر خفيف وأدى فيها جملة مشهورة سمعناها كثيرا من الزبيدي والرمل والبصنوي والفيده
الحيعلة الثانية : جملة صريحة من جمل الفيده مع اختلاف يسير جدا
الحيعلة الثالثة : كالأولى مع اختلاف يسير جدا في التبحر
الحيعلة الرابعة : نصفها الأول تطوير لجملة من جمل الفيدة ونصفها الثاني تطوير لحيعلة الزبيدي الشهيرة المسماه بـ"المناداة"
التكبير الخامس : هي تكبيرة الزبيدي الخامسة المشهورة
التهليل : تهليل يماني حجاز مشهور من قاعدة الزبيدي - رحمه الله
رابعا : لاحظت شخصيا انضباط مخارج الحروف عند الشيخ، وكذا التزامه بأحكام التجويد في غالب الجمل، فجزاه الله خيرا
خامسا : لم يتمكن الشيخ من أداء بعض العرب على وجهها (كعرب التهليل مثلا) ولعل ذلك يرجع إلى كونه أول أذان يؤديه الشيخ في الحرم ويا له من موقف صعب ثبتنا الله وإياه
وأخيرا نتمنى له السداد والتوفيق والثبات والقبول
محمد مغربي