- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الظهور بين القلب والقالب
م. أسامة هاشم الصافي • المنشد المعروف
ثلاثة مواقف لمشاهير معاصرين لا انساها الأولى للشيخ الامام الشعراوي رحمه الله تعالى بعد انتهائه من محاضرة القاها لما تدافع نحوه المحبون بالترحيب والتعبير عن الحب البالغ، حيث طلب الشيخ بعدها الذهاب إلى دورة المياه وتأخر حتى اكتشف مرافقه أنه يقوم بتنظيفها فلما سئل بين أن نفسه حدثته بشيء عند ثناء الناس له فأراد أن يكسرها.
الثانية للشيخ الداعية أحمد القطان لدى زيارته دولة الإمارات في أوائل التسعينيات لما جاءته من الفتوح وسحر البيان ما أبهر الحضور في إحدى محاضراته فلما كان موعد عودته إلى الفندق قال لي المرافق له شخصيا إنه طلب الذهاب إلى البر وإذا به يمرغ خده في التراب فلما سئل عن ذلك كان الجواب هو تأديب النفس مما جال فيها.
والثالثة قبيل محاضرة للنساء ألقاها الأستاذ عمرو خالد من فعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم حين كان بمفرده في غرفة ينتظر موعد المحاضرة حيث شوهد (دون أن يشعر) وهو يصلي قبلها لله ثم يلح في الدعاء أن يجري على لسانه ما يريده الله مظهرا ذله وافتقاره إليه وهو لا يعلم إلى هذه اللحظة أن أحدا لمحه.
إن الذي جمع المواقف الثلاثة أنها كانت لثلاثة مشاهير برزوا وعرفوا لدى المجتمع عبر وسائل الإعلام وكان لهم جمهور عريض إلا أن لهذا الباب صورة وحقيقة, قلب وقالب، أما القالب فهو الظهور الإعلامي اللافت وما أسهلها اليوم في ظل وفرة القنوات والمواقع ولعبة سياسة العلاقات العامة والتسويق، أما القلب فهو حقيقة ما يملكه هذا الرمز البارز من الداخل ليعطيه أو يثبته بعيدا عن الزاد المعرفي الظاهر.
إن المنشد عرضة للظهور، واليوم أكثر من الأمس لأسباب كثيرة منها طغيان لغة الإعلام وانحسار موجة الغناء الهابط وإقبال الأسرة إلى الأنشودة فماذا عن الظهور؟ وماذا بعده؟ بل ماذا قبله؟ نعم إن وجود الزاد المعرفي في صنعة الانشاد أمر هام إلا أنه لا يقلقني لما لدى الناس من تباين في أذواقهم كتفاوت الخزف والذهب، إلا أن الذي يخيفني ماللداخل من نصيب من الاهتمام ألا وهي الحقيقة الخفية.
إن دعوى عدم الظهور للمنشد اليوم مخافة عواقب ذلك على نفسه إنما هو بمثابة العجز في أهمية ظهوره بسد ثغرة في باب الفن والإعلام يوشك أن يملؤها عنصر فساد، إلا إذا كان يصاحب ذلك الاحتجاب تربية وإعداد للذات للمواجهة وهذا هو المطلوب، وتظل التربية الذاتية في باب المراقبة والمحاسبة والمعاملة مع الله هي الأساس إلى أن تطأ الأقدام الجنة، وإلا ظهر القالب ولمع في حين يذبل القلب.. وينطفئ.
الظهور بين القلب والقالب
م. أسامة هاشم الصافي • المنشد المعروف
ثلاثة مواقف لمشاهير معاصرين لا انساها الأولى للشيخ الامام الشعراوي رحمه الله تعالى بعد انتهائه من محاضرة القاها لما تدافع نحوه المحبون بالترحيب والتعبير عن الحب البالغ، حيث طلب الشيخ بعدها الذهاب إلى دورة المياه وتأخر حتى اكتشف مرافقه أنه يقوم بتنظيفها فلما سئل بين أن نفسه حدثته بشيء عند ثناء الناس له فأراد أن يكسرها.
الثانية للشيخ الداعية أحمد القطان لدى زيارته دولة الإمارات في أوائل التسعينيات لما جاءته من الفتوح وسحر البيان ما أبهر الحضور في إحدى محاضراته فلما كان موعد عودته إلى الفندق قال لي المرافق له شخصيا إنه طلب الذهاب إلى البر وإذا به يمرغ خده في التراب فلما سئل عن ذلك كان الجواب هو تأديب النفس مما جال فيها.
والثالثة قبيل محاضرة للنساء ألقاها الأستاذ عمرو خالد من فعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم حين كان بمفرده في غرفة ينتظر موعد المحاضرة حيث شوهد (دون أن يشعر) وهو يصلي قبلها لله ثم يلح في الدعاء أن يجري على لسانه ما يريده الله مظهرا ذله وافتقاره إليه وهو لا يعلم إلى هذه اللحظة أن أحدا لمحه.
إن الذي جمع المواقف الثلاثة أنها كانت لثلاثة مشاهير برزوا وعرفوا لدى المجتمع عبر وسائل الإعلام وكان لهم جمهور عريض إلا أن لهذا الباب صورة وحقيقة, قلب وقالب، أما القالب فهو الظهور الإعلامي اللافت وما أسهلها اليوم في ظل وفرة القنوات والمواقع ولعبة سياسة العلاقات العامة والتسويق، أما القلب فهو حقيقة ما يملكه هذا الرمز البارز من الداخل ليعطيه أو يثبته بعيدا عن الزاد المعرفي الظاهر.
إن المنشد عرضة للظهور، واليوم أكثر من الأمس لأسباب كثيرة منها طغيان لغة الإعلام وانحسار موجة الغناء الهابط وإقبال الأسرة إلى الأنشودة فماذا عن الظهور؟ وماذا بعده؟ بل ماذا قبله؟ نعم إن وجود الزاد المعرفي في صنعة الانشاد أمر هام إلا أنه لا يقلقني لما لدى الناس من تباين في أذواقهم كتفاوت الخزف والذهب، إلا أن الذي يخيفني ماللداخل من نصيب من الاهتمام ألا وهي الحقيقة الخفية.
إن دعوى عدم الظهور للمنشد اليوم مخافة عواقب ذلك على نفسه إنما هو بمثابة العجز في أهمية ظهوره بسد ثغرة في باب الفن والإعلام يوشك أن يملؤها عنصر فساد، إلا إذا كان يصاحب ذلك الاحتجاب تربية وإعداد للذات للمواجهة وهذا هو المطلوب، وتظل التربية الذاتية في باب المراقبة والمحاسبة والمعاملة مع الله هي الأساس إلى أن تطأ الأقدام الجنة، وإلا ظهر القالب ولمع في حين يذبل القلب.. وينطفئ.