بسم الله القائل تعالى في سورة الأحزاب { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } .
وزير الثقافة المصري يعتبر الحجاب رجعية وينظر للمرأة كوردة يريدها عارية حتى يشم فيها هو ومن على شاكلته حتى الملالة , ثم موضعها المنتظر بعد الذبول إلى صناديق الزبالة أو مواخير الهوى كسلعة ممتهنة تباع وتشترى بأبخس الأثمان , تقتات بثديها لتعيش..
أهذه هي كرامة المرأة وحريتها يا وزير الثقافة , والله ما أدري أي ثقافة هذه !!!
الحجاب الذي جعله الله صوناً للمرأة ورمزاً لكرامتها فرضه عليها لتعلو به هامتها تدعونه رجعية , أهذه الرجعية أم رجعيتكم أنتم يامن تريدون الرجوع بها إلى الجاهلية الأولى وقت كانت لها رايات حمراء , ترتحل معها أينما ارتحلت تأكل بفرجها , وتقتات بثديها , ويدخل عليها من الرجال ما الله به عليم , يهينون كرامتها , ويدنسون عرضها صباح مساء , فإذا كبرت وذبلت لم يعد لها فائدة فليس لها سوى القبر المنتظر أو مزابل التاريخ .
ماذا صنعت بنا حريتكم , خلعت أمك حجابها عند ثكنات الجيش الانجليزي في الميدان الذي سمي بعد بميدان التحرير , بالله عليك كم مضى على هذا التحرير , وكم من التقدم أحرزنا , كم رأساً نووياً صنعنا , وكم صاروخ فضاء أطلقنا , وكم اختراع مثمر أنتجنا , أين اقتصادنا الآن منذ زمن التحرير , بعد مرور قرابة مائة عام.
أيها الوزير , الرجعية التي تشير إليها وقت نزل الإسلام على أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم , ساد المسلمون العالم بتطبيقهم هذا المنهج , وما تخلفوا إلا بقدر تخليهم عنه وتركهم إياه , وتخلفهم في تطبيقه الصحيح .
يا وزيرة الثقافة أفق , عندما تتحدث عن طعام أو شراب أو ملبس تحدث فيه بما تشاء من حرية تناسب حجمك , أما عندما تتحدث عن الإسلام فقف عند حدك , ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه , ولم تنس لك الأمة بعد تصدرك مظاهرة في باريس أيام كنت (ملحقاً ثقافياً) هناك وهذه المظاهرة للشواذ جنسيا ، خرجت تطالب بإباحة الشذوذ الجنسي بين الرجل والرجل !!
فيا وزير الثقافة الزم حدك ولا تتطاول , واحتفظ بقناعاتك لنفسك , والعيب ليس عليك وحدك وإنما أيضاً على من وضعك في مثل هذا الموضع , وكل لا محالة واقف أما رب جبار يعدل بين عباده ويحكم بينهم بالقسط , " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون , إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" .
يا أمة
يقول الله عز وجل في سورة النور { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
كما يقول الله تعالي في سورة الأحزاب { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
كما يقول الله عز وجل في سورة الأعراف { يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }
والنبي صلي الله عليه وسلم يقول في صحيح مسلم « صنفان من أمتي لم أرهما رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريا مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليشم علي مسيرة كذا وكذا »
وأخيرا ً :
أعتقد إن شاء الله أن هذه الهجمة الهوجاء على الحجاب في مصر وتونس وغيرها , ما هي إلا ترويج مجاني للحجاب , وننتظر إن شاء الله أن تثمر عن زيادة المقبلات على الحجاب في الأيام القادمة ,
فيا أختي المتبرجة , يا من لا ترتدين الحجاب , أعتقد أن الحرب أمامك الآن مكشوفة , وأعداءك يصرحون ولا يستحون , ومهما طال عمري وعمرك فالقبر موعدنا فهلا عملت ليوم تلقين فيه رب كريم رحمن , وهلا انتصرت لدينك بارتدائك حجابك وهذا أقل ما تقدميه وتدفعي به كيد الكائدين لدينك .
اعلمي أن مجرد ارتداءك الحجاب هذه الأيام بالذات وفي مقابلة هذه الهجمة الشرسة هو جهاد حقيقي في سبيل الله , فيا نساء المسلمين فتح لكن اليوم من الجهاد باب فهلا ولجتن وهلا نصرتن دينكن وجاهدتن في سبيل الملك جل جلاله .
ويا أخواتنا الداعيات إلى الله أنتن اليوم في اختبار عظيم ونسأل المولى الكريم أن يثبتكن وينشر على أيديكن الخير والعفاف وننتظر منكم مضاعفة الجهد , ونسأل الله مباركة الثمرة.
والله المستعان
