إعلانات المنتدى


التعدد نعمة وليس نقمة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
(بسم الل)
:thumbsup: عدناااااااا
الحمد لله الذي أباح لعباده الزواج مثنى وثلاث ورباع، والصلاة والسلام على خير من طبق هذا التشريع وأفضل من عدل فيه. أما بعد:

فإن الله لا يشرع شيئاً إلا وفيه الصلاح والنفع للخلق، فالله سبحانه وتعالى حكيم خبير بعباده روؤف رحيم. وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فقوله حق وفعله كذلك، لأنه لا يعمل عملاً ما إلا بأمر من الله تعالى ولا يقر شيئاً يراه من أحد أصحابه إلا بأمر من الله، ومن ذلك تعدد الزوجات، فقد شرعه الله عز وجل وأباحه لحكم باهرة وغايات نبيلة وأهداف سامية، تطهيراً للمجتمع من الفساد واستبعاداً للرذائل وأماناً من القلق وحفظاً للحياة، كي تبقى سليمة من أدارن الأمراض ونتن الفواحش والآثام، لأن زيادة عدد النساء بلا أزواج مدعاة لانتشار الفسق والفجور والفاقة والأمراض الجسمية والنفسية من القلق والحيرة والشعور بالوحشة والكآبة وغير ذلك. وليتصور كل واحد أخته أو ابنته إذا فاتها قطار الزوجية لسبب من الأسباب، أو لنتصور حال تلك الأرملة أو المطلقة التي كان من قدر الله تعالى عليها أن تصبح كذلك فمن سيقدم على الزواج من تلك النساء؟! هل سيقدم عليهم شاب في مقتبل عمره؟ وماذا لو أن الله لم يشرع التعدد ما هو مصير أولئك النسوة اللاتي ينتظرن نصف أو ربع رجل؟ فلهذا يتبين أن التعدد هو لصالح المرأة أولاً قبل أن يكون لصالح الرجل وأنه ليس ظلماً للمرأة كما يظنه البعض! فالذي شرع التعدد هو الله - سبحانه وتعالى - الذي يقول في الحديث القدسي : "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا" (رواه مسلم). أيمكن أن يحرم الله الظلم ثم يبيح التعدد وفيه ظلم للمرأة؟ لا يمكن ذلك أبداً! لأن الله هو الذي خلق المرأة وهو أعلم بحالها ويعلم أن التعدد لا يضرها "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" ، "قل أأنتم أعلم أم الله". والله تعالى قد أباح التعدد لمصلحة الرجل بعدم تعطل منافعه، ولمصلحة الأمة بكثرة نسلها، فهو تشريع من حكيم خبير، لا يطعن فيه إلا من أعمى الله بصيرته بكفر أو نفاق أو عناد.
التعدد في المجتمعات الأخرى

لسنا لوحدنا الذين نرغب في التعدد ونطالب فيه، بل حتى الدول الكافرة بدأت الآن تطالب فيه وتدعو إلى تطبيقه بعدما رأت ما حل بمجتمعاتها من فساد وانحراف نتيجة كثرة النساء فيه ومحاربتهم لتعدد الزوجات وسماحهم باتخاذ العشيقات حتى أثر ذلك على بعض مجتمعات تلك الدول فضعف نسلها وقلت مواليدها قلة تهدد بالانقراض. ونتيجة لذلك فقد صرح من يعرف شيئاً عن الديانة الإسلامية منهم بتمني الرجوع إلى تعاليمها المرْضية وفضائلها الحقيقية ومنها التعدد. بل إن بعض المثقفات من نساء الإفرنج صرحن بتمني تعدد الزوجات للرجل الواحد لكي يكون لكل امرأة قيم وكفيل من الرجال تركن وتأوي إليه وليزول بذلك البلاء عنهم وتصبح بناتهم ربات بيوت وأمهات لأولاد شرعيين. ويقول الكاتب الإنجليزي "برتراندرسل": "إن نظام الزواج بامرأة واحدة وتطبيقه تطيبقاً صارماً قائم على افتراض أن عدد أعضاء الجنسين متساوٍ تقريباً، وما دامت الحالة ليست كذلك فإن في بقائه قسوة بالغة لأولئك اللاتي تضطرهن الظروف إلى البقاء عانسات"

:friends: يتبع
 
التعديل الأخير:

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

الأسباب الداعية إلى التعدد
لا شك أن طريقة التعدد هي أقوم الطرق وأعدلها لأمور يعرفها العقلاء بعيداً عن العواطف والمجاملات منها:
1- أن الله أجرى العادة على أن الرجال أقل دائماً من النساء في كل إحصائيات الدنيا تقريباً وأكثر تعرضاً للهلاك في جميع ميادين الحياة كالحروب وحوادث السيارات ونحو ذلك، مما يجعل دائماً عدد النساء أكثر من الرجال، فلو قصر الرجل على امرأة واحدة لبقي عدد كبير من الناس من غير زواج، فلربما يحصل بسبب ذلك وقوع شيء من الفواحش كما هو موجود الآن في كثير من البلاد الأجنبية الأخرى.

2- منها أيضاً أن الرجل قد يتزوج واحدة وهذه الواحدة لا تنجب وهو يريد الأولاد، أو قد يتزوج بامرأة ثم تمرض مرضاً طويلاً فماذا يعمل الرجل حينها؟ هل يطلقها لأنها مريضة أو لأنها لا تنجب؟ أو يبقيها ويبقى هو مريضاً معها أو بدون أولاد؟ إنه إن طلقها لأحد هذه الأسباب فإن هذا من سوء العشرة وظلم للمرأة وإذا بقي هو معها على هذه الحال فهو ظلم له أيضاً، فالحل إذن: تبقى زوجة له معززة مكرمة ويتزوج بأخرى.

3- أيضاً فإن بعض النساء لا تريد الجنس لأن رغبتها محدودة وبعض الرجال رغبته الجنسية كبيرة، أو قد يكون الرجل ليس لديه ميلاً جنسياً قوياً لزوجته لسبب من الأسباب فماذا يعمل؟ هل يبقى محروماً من الحلال ومكبوتاً مراعاة لشعور زوجته الأولى، أو يذهب يبحث عن الحرام، أو يتزوج؟ أيهما أفضل وأصوب؟!

4- كذلك أيضاً فإن النساء دائماً مستعدات للزواج في أي وقت لأنه ليس عليهن تكاليف مادية، أما كثير من الرجال فقد لا تكون له قدرة على متطلبات الزواج إلا بعد وقت طويل، فإذا كان كذلك فهل يتعطل الزواج إلا بعد وقت طويل؟ فإذا كان كذلك فهل تتعطل النساء بدون زواج وهن جاهزات؟ إنه إن كان البعض لا يجد مهراً فإن هناك من عنده القدرة على المهر ممن هو متزوج ويرغب بأخرى، فهل تتعطل المرأة لهذا السبب؟ إن هذا فيه ظلم كبير للمرأة.
أنانية المرأة
إننا إذا تكلمنا عن التعدد وطالبنا فيه فإننا نطالب بالتعدد بامرأة مسلمة مسكينة عاطلة لم تجد زوجاً وتبحث عن نصف أو حتى ربع زوج، لكن بعض النساء المتزوجات لا يرغبن ذلك، بل لسان حالهن يقول: اتركوها تجلس بدون زوج حتى لو كانت مسلمة، اتركوها تموت محرومة لا تأخذ مني زوجي، هذه هي الأنانية، هذا هو عدم الشعور بالرحمة للمسلمات، ذلك نتيجة العاطفة والرغبة القلبية دون نظر ولا اعتبار للمصالح الشرعية التي تضمنها التعدد. فهل من الخير أن تتمتع بعض النساء مع أزواجهن وتبقى الأغلبية محرومات من عطف الرجل والعائل؟ وما هي الجريمة التي ارتكبنها حتى يطبق عليهن هذا العقاب الصارم من أناس فقدوا العطف والرحمة؟ إن هذه أنانية في النساء المتزوجات ومن يجاريهن من الرجال الأزواج الذين أسرتهم زوجاتهم فلا يدورون إلا في فلكهن ولا ينظرون إلا بمنظارهم، وإلا فما الذي يضير المرأة المتزوجة أن يضم إليها زوجها زوجة ثانية وثالثة ورابعة، مادام قادراً على النفقة عليهن والعدل بينهن في كل شيء؟
أهو حب الزوج وعدم القدرة على الصبر عنه وهي التي تصبر عنه أياماً طويلة في سفره وعند غيابه عن البيت؟!
أهو التملك والاستئثار به؟
أم هو الحسد والأنانية فقط؟
لتتصور كل زوجة نفسها مكان المرأة المحرومة التي لم تجد زوجاً لتعرف مدى المعاناة التي تعانيها تلك المرأة المحرومة؟! إن من الإنصاف والعدل والمساواة وتحكيم العقل أن تفكر المرأة في أختها من بني جنسها وفي مصيرها وواقعها المؤلم الذي تعيشه، وما فعلت ذنباً تستحق بموجبه هذه العقوبة القاسية وهي "حرمانها من الزوج والعائل والوالد" سوى أنها كانت ضحية أختها المتزوجة وأنانيتها!! فضلاً عن المخاطر والمفاسد التي قد تنشأ من بقائها بلا زوج ولا معيل إذ قد تضطرها الظروف وتلجئها الحاجة إلى ارتكاب الإثم والفاحشة فتهدر بذلك كرامتها وتضيع إنسانيتها وتبيع بُضعها بأرخص الأثمان على مذبح الفاقة والحاجة؟!

يتبع ان شاء الله
 

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: التعدد نعمة وليس نقمة


العدل بين الزوجات
العدل من أوجب الواجبات وقد أمر الله -عز وجل- به في قوله تعالى "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" فيجب على المسلم أن يتحرى العدل في جميع شئونه الدينية والدنيوية، والعدل بين الزوجات كما هو معلوم أمر أساسي يوجب على الحق أن يعطي كل ذات حق حقها متأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أعدل الناس في كل شيء ولا سيما بين زوجاته. وما يحصل الآن من ممارسات سيئة من قبل بعض الأزواج المعددين ينبغي أن لا تحسب على التعدد وإنما تحسب عليهم وحدهم وهؤلاء هم الذين أساءوا للتعدد وجعلوا منه بعبعاً مخيفاً لكثير من النساء؛ لأن الرجل لو عدل بين زوجاته لسعدن بذلك ولانتفت المشاكل، فأكثر النساء يكرهن التعدد لأن أزواجهن لم يعدلوا معهن. فالخطأ ليس بالتشريع وإنما الخطأ في التطبيق، ولو أن الرجال إذا تزوجوا عدلوا لاستقامت الحياة وقلت المشاكل ورضي الجميع ولربما دعت النساء إلى التعدد. وإذا كان هناك من لا يعدل بين زوجاته فهذه قضية تحتاج إلى علاج يستأصل الداء ويداوي السقم، لكن استئصال الداء لا يكون بمنع التعدد الذي فيه الكثير من الفوائد. وهل يقول عاقل بإلغاء التعامل بين الناس تجنباً للمشكلات التي يقوم بها البعض ممن فسدت أخلاقهم وفقدوا السجايا الحميدة؟ وإذا كانت إساءة قسم من هؤلاء الجهلة قد تحققت في أمر تعدد الزوجات فإن هذه الإساءة لا تعد شيئاً يذكر إذا نظرنا إلى الفوائد العظيمة التي نجنيها من هذا النظام وإلى المفاسد الكبيرة التي تنجم عن تركه.
الطعن في التعدد ردة عن الإسلام
لقد أجمع علماء المسلمين عن ردة من أنكر شيئاً من كتاب الله أو كرهه، وهؤلاء الذين ينكرون التعدد أو يرون فيه ظلماً أو هضماً للمرأة أو يكرهون هذا التشريع لاشك في كفرهم ومروقهم من الدين لقوله تعالى: "ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم". لذا فإننا نحذر هؤلاء المتلاعبين، كما نخاف على أولئك الذين يشوهون قضية التعدد ويخوفون الناس منها، ويتحدثون كثيراً عن سلبياتها دون الإيجابيات.
همسة في أذن كل زوجة
نحن لا نطالب من المرأة أن لا تغار على زوجها وترضى أن زوجة أخرى تشاركها فيه فذاك أمر طبيعي وفطري لا يمكن سلامة النفوس منه، لكن ما نريده من الزوجة الأولى هو أن لا تدفعها هذه الغيرة الغريزية إلى أن تقف أمام رغبة الزوج في الزواج من أخرى أو المكر والكيد بشتى الوسائل لتحقيق إخفاق هذا الزواج والضغط على الزوج ليطلق الأخرى، أو التصرف بطريقة تجبر الزوجة الأخرى على الإحساس بأنها متطفلة، وأنها قد سرفت زوجاً من زوجته وأباً من أطفاله وبيته مما يدفعها إلى الانسحاب وطلب الطلاق أو الشعور بالخزي بسبب موافقتها على الزواج من متزوج. كذلك ينبغي أن تعرف كل واحدة حدود ما أباح الله وأن تحذر تعدي هذه الحدود متعذرة بما فطرها عليه من خصال الأنوثة. ولتكن الغيرة الفطرية أيتها الأخت "الزوجة الأولى" دافعاً لك لإرضاء الله أولاً ثم إرضاء الزوج ثانياً بموافقته والابتعاد عما يثير غضبه وحزنه كي تستأثري بمودته وحبه ورحمته، فأنت بزواجك منه لم تمتلكيه إلى الأبد. أما اتخاذ المواقف المناقضة لذلك والمنافية للشرع وادعاء المحبة للزوج فلا تعود عليك إلا بخلافات زوجية لا تنتهي وحياة أسرية قلقة لا تستقر، وخنق للزوج وإثارة لحفيظته وإيغار لصدره. وكل ذلك ينحت من الحب المستقر في القلب ويضفي على المودة والرحمة ظلالاً قاتمة ويحيل السكن إلى بيت العنكبوت، ولك في أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والصحابيات الجليلات أكبر قدوة في ذلك. فقد عدد النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الخلفاء الراشدون وعدد كبير من الصحابة ولم يعلم عن أحد من تلك النساء غضب أو اعترض على التعدد أو كره له أو هرب من المنزل أو طلب الطلاق بسببه كما هو الحال عند بعض نساء هذا الزمن ممن قل علمهن وضعف إيمانهن.

:yes: ..........
 

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: التعدد نعمة وليس نقمة


ضرورة تأصيل موضوع التعدد والترغيب فيه

مما تقدم يتبين لنا أهمية التعدد وحاجة المجتمع إليه وضرورة الاهتمام به والكتابة عنه كثيراً وتعاون الجميع لتأصيله والترغيب به رجاء تصحيح ما راج بين المسلمين من تصور خاطئ عن تعدد الزوجات واعتباره عند البعض ظلماً للمرأة وهضماً لحقها وخيانه لها، لاسيما والحاجة اليوم ماسة لذلك وغداً ستكون أشد حاجة. وهناك ثلاث جهات تقريباً هي التي تستطيع بإذن الله تبني هذا الموضوع واحتواته والتوعية به والدعوة إليه وهي:

1- وسائل الإعلام: بجميع مجالاتها؛ وذلك بالكتابة عنه وإعداد الدراسات والندوات التي تعالج هذا الموضوع، وأيضاً رفض ومقاطعة كل ما يتعارض معه من خلال ما يكتب في الصحف أو يعرض في المسلسلات والأفلام ونحوها.

2- الرئاسة العامة لتعليم البنات: وذلك بإدارج هذا الموضوع ضمن المناهج الدراسية في المراحل المتقدمة وجعله ضمن إحدى المواد الإسلامية لكي تتعرف الطالبات على أهميته وفوائده وينشأ على عدم كراهيته والخوف منه.

3- أئمة المساجد: وذلك بالحديث عنه وعن فوائده وعن حاجة بعض النساء إليه في خطب الجمعة وفي الأحاديث اليومية بين حين وآخر، أو في أحاديث رمضان عندما يكون هناك حضوراً نسائياً كبيراً. فإنها إذا تضافرت الجهود وتعاون الجميع في هذا الموضوع فإنه سيصبح - بإذن الله - أمراً عادياً ومألوفاً بين الناس كما كان في المجتمعات السابقة فيسهل بذلك تعدد الزوجات وتخف وطأته على النساء، وتتحصن المحرومات ويُقضى على العوانئ والأرامل والمطلقات ويسعد الجميع بإذن الله.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.
منقووووووووووووووووووول
:console:
 

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ههههه لما لم تشاركن معي في هذااااااااا الموضوع
طيب من عيونكن ساكمله ان شاء الله
......................................................................
في الدراسة التالية يجيب فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الخنين، عضوهيئة التدريس بجامعة الإمام على كثير من التساؤلات المطروحة في هذاالموضوع المهم.

الأصل هو التعدد

يتساءل بعض الناس عن الأسباب التي تدعو إلى (تعدد الزوجات)، وكأن الأصل هو المنع، وهذا ما أدىإلى الاعتقاد بأن التعدد لا يقع إلا بسبب معين، ،إذا وجد هذا السبب ساغ التعدد وجاز ،إلا فلا. هذا المعنى غير صحيح، وللأسف فإنه شائع ذائع في كثير من الأوساط، والصحيح الذي عليه العمل والمعول في فهم النصوص الشرعيةالواردة في الحث على الزواج أن الأصل هو التعدد؛ رغبة في الإحسان والإحصان إذا كان الزوج المسلم قادرا عادلا؛ فإن خاف الظلم، ولم يأنس من نفسه القدرة على العدل بين الزوجات اقتصر على واحدة، وهذا ما رجحه شيخ الإسلام في المعاصرين أبو عبدالله: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - وقد كان يلاطف جلساءه أحيانا فيقول: (يا فلان أأنت معدد أم أنت من الخائفين؟!) وهي تورية لها معنيان قريب أراد به الشيخ الخوف ممن تحتك، وبعيد أراد به قوله تعالى
: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} [النساء: 3] وتعليق التعدد بسبب معين كمرض الزوجة أو كبر سنها أو غيره، من التضييق في أمر وسعه الله تعالى، وإنما شرط التعدد هو أن يغلب على ظن المسلم القدرة على القيام بنفقات الزوجات والعدل بينه في القسم والمسكن والنفقة والعشرة بالمعروف،فيتقي الله في ذلك ما استطاع، وأما الميل القلبي بالحب والجماع ونحوه؛ ممالا يملكه الزوج فالأمر موسه عليه، فيه إذا غلب عليه(1)، لكن لا ينبغي أن يميل في ذلك كل الميل لقوله تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساءولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة} [النساء: 129] وقد ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالميل هنا هو في القسم والإنفاق لا في المحبة، لأنها مما لا يملكه العبد.

ويؤيد هذا ما روته عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل ويقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)، قال أبوداود: يعني القلب• وقد أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد وابن حبان والحاكم وصححه•• قال الحافظ بن كثير في تفسير الآية المتقدمة: (أي: لن تستطيعوا أيها الناس أن تساووا بين النساء من جميع الوجوه؛ فإنه وإن كان وقع القسم الصوري ليلة وليلة، فلا بد من التفاوت في المحبة والشهوة)، وقال أيضا في قوله (فلا تميلوا كل الميل) أي: فإذا ملتم إلى واحدة منهن فلاتبالغوا في الميل بالكلية (فتذروها كالمعلقة) أي: فتبقى هذه الأخرىمعلقة)• وهي التي لا ذات زوج ولا مطلقة، وقال في قوله تعالى: {وإن تصلحواوتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما}


فبان مما تقدم أن سنةالتعدد غير مقيدة بسبب محدد، وإنما شرطها العدل الغالب على الظن وتقوى الله تعالى في ذلك، وأن الأصل هو التعدد ولا يعدل عنه إلا لمن خاف عدم تحقق العدل بين الزوجات؛ قال حبر الأمة - رضي الله عنه لسعيد بن جبير( فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء( .

والذي أميل إليه وتعضده قواعد الشريعة ونصوصها العامة هو أن التعدد يختلف حكمه ويتفاوت بحسب أحوال كل رجل والقرائن المحيطة بذاته وصفاته؛ فالأصل في التعدد والإباحة مطلقا،بشرط العدل بمقتضى الأمر في قوله تعالى:{وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى) فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى) وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوافواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا (3)} [النساء] ، وقد ينتقل هذا الأمر إلى الندب في حق المحسن القادر على العدل، فإنه بتزوجه أكثر من واحدة يزيد في إعفاف نفسه وإعفاف غيره من النساء، ويكون بمنأى من فضولا لنظر والوقوع في الخطر، وأما من كان موسرا ولا تكفيه الواحدة، وعنده من القدرة المالية والجنسية ما يستطيع بهما النفقة والإحسان، ويخشى عليه عندالاكتفاء بالواحدة من الوقوع في الزنا لشدة الداعي، وكثرة المغريات، ولايعصمه من ذلك بعد الله إلا التعدد فإنه يكاد يتوجب عليه ذلك حتى ينقله عن الوقوع في الفحشاء أو قربانها، وهو قادر على العدل والإحسان، فيكون بتعدده محسنا لنفسه أولا ناقلا لها من الإثم الراجح إلى ما يثاب عليه، ثم إنه يحسن إلى غيره من النساء ممن هن ينتظرن أمثاله من المحسنين فهن محلا لإحسان المالي والغريزي، ويكثر بذلك سواد الأمة المسلمة•


ومن الرجال من لا يحسن سياسة الأمور، ويقع منه الظلم على زوجته، أو أولاده ويظهر عليه التقتير، فالظن به أنه إذا عدد وقع فيما يؤاخذ عليه؛ فمثل هذاقد يقال إنه يكره في حقه التعدد؛ لأنه سيوقعه فيما يؤاخذ عليه ويأثم بسببه؛ بل قد يحرم عليه إذا نوى بذلك المضارة والمكايدة لزوجته أو إحدىزوجاته، وترتب عليه حقوق مالية أو مظالم وقعت بسبب هذا التعدد؛ وهكذا صارالتعدد يدور في فلك الأحكام الفقهية الخمسة بحسب أحوال كل رجل في ذاته وصفاته والقرائن التي تحفه وتلابسه•
ومن الرجال من لا يحسن سياسة الأمور، ويقع منه الظلم على زوجته، أو أولاده ويظهر عليه التقتير، فالظن به أنه إذا عدد وقع فيما يؤاخذ عليه؛ فمثل هذاقد يقال إنه يكره في حقه التعدد؛ لأنه سيوقعه فيما يؤاخذ عليه ويأثم بسببه؛ بل قد يحرم عليه إذا نوى بذلك المضارة والمكايدة لزوجته أو إحدىزوجاته، وترتب عليه حقوق مالية أو مظالم وقعت بسبب هذا التعدد؛ وهكذا صارالتعدد يدور في فلك الأحكام الفقهية الخمسة بحسب أحوال كل رجل في ذاته وصفاته والقرائن التي تحفه وتلابسه•
يتببببببببع ان شاء الله
 

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

مزايا التعدد


أما عن فؤائد التعدد القائم على العدل، فكثيرة لا يكاد يحيط بها عد ولا حد، من محاسن دين الإسلام ومن عزره العظام المتعدي نفعها من الأفراد إلى العشائرإلى مستوى أمة الإسلام ليس في الدنيا فحسب، بل في عرصات القيامة يوم الجزاء حين تبرز الأمم بين يدي الديان جل وعلا فيباهي المصطفى عليه الصلاة والسلام بأمته من بين سائر الأمم في ذلك الموقف المهيب•


يقول الشيخ الطاهر بن عاشور في (التحرير والتنوير)4/226 مبرزا محاسن التعدد فينظره: (وقد شرع الله تعدد النساء للقادر العادل لمصالح جمة؛ منها أن في ذلك وسيلة إلى تكثير عدد الأمة وبازدياد المواليد فيها، ومنها أن ذلك يعين على كفالة النساء اللائي هن أكثر من الرجال في كل أمة؛ لأن الأنوثة في المواليد أكثر من الذكورة، ولأن الرجال يعرض لهم من أسباب الهلاك في الحروب والشدائد ما لا يعرض للنساء، ولأن النساء أطول أعمارا من الرجال غالبا، بما فطرهن الله عليه، ومنها أن الشريعة قد حرمت الزنا وضيقت في تحريمه، لما يجر إليه من الفساد في الأخلاق والأنساب ونظام العائلات؛فناسب أن توسع على الناس في تعدد النساء لمن كان من الرجال ميالا للتعدد مجبولا عليه، ومنها قصد الابتعاد عن الطلاق إلا لضرورة••)ا•هـ•

ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - متحدثا عن فوائد التعدد ومحاسنه في (أضواء البيان) - 3/773 ما نصه: (ولا شك أن الطريق التي هي أقوم الطرق وأعدلها هي إباحة تعدد الزوجات؛ لأمور محسوسة يعرفها كل العقلاء؛ منها أن المرأة الواحدة تحيض وتمرض وتنفس إلي غير ذلك من العوائق المانعة من قيامها بأخص لوازم الزوجية، والرجل مستعد للتسبب في زيادة الأمة؛ فلو حبس عليها في أحوال أعذارها لعطلت منافعه باطلا في غير ذنب•



ومنها: أن الله أجرى العادة بأن الرجال أقل عددا من النساء في أقطار الدنيا،وأكثر تعرضا لأسباب الموت منهن في جميع ميادين الحياة؛ فلو قصر الرجل علىواحدة لبقي عدد ضخم من النساء محروما من الأزواج، فيضطرون إلى ركوب الفاحشة؛ فالعدول عن هدى القرآن في هذه المسألة من أعظم أسباب ضياع الأخلاق، والانحطاط إلى درجة البهائم في عدم الصيانة والمحافظة على الشرف والمروءة والأخلاق، فسبحان الحكيم الخبير {الـر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (1)} [هود]



ومنها: أن الإناث كلهن مستعدات للزواج، وكثير من الرجال لا قدرة لهم على القيام بلوازم الزواج لفقرهم؛فالمستعدون للزواج من الرجال أقل من المستعدات له من النساء؛ لأن المرأةلا عائق لها، والرجل يعوقه الفقر وعدم القدرة على لوازم النكاح؛ فلو قصرالواحد على الواحدة لضاع كثير من المستعدات للزواج أيضا بعدم وجود أزواج،فيكون ذلك سببا لضياع الفضيلة وتفشي الرذيلة، والإنحطاط الخلقي وضياع القيم الإنسانية كما هو واضح••)ا• هـ•


ومن فوائد التعدد وأدالفتن ودرء المفاسد سد أبوابها، وبخاصة عند وجود مثيراتها - كما في وقتناالحاضر-؛ تقول الدكتورة الجوهرة بنت ناصر - استشارات متقدمة في جريدةالمدينة في عددها الصادر في 23/5/1422هـ: (أمر التعدد قضية مسلم بها جعلت مخرجا ومنفذا للرجال والنساء على حد سواء، والتعدد أمر محمود، بل إنه واجب إلزامي حين بزوغ الفتن وكثرة المفاسد وظهور المحرمات••) ثم تقول: (والجميع يعلمون أن التعدد أمر مشروع لا يجادل فيه إلا منافق، ومن يحاربه أو يشوه صورته الحقيقية فهو في الأصل يحارب الله ورسوله••) وقصدها من كلامهاالسابق بالوجوب الإلزامي يحمل على من تطيش سهام نظراته وتفور شهوته من الرجال ويخشى الزنا وهو قادر يظن بنفسه العدل ولا يكفيه ما عنده من النساءعن ذلك•

لم اكمل بعد يتببببببببع:friends:
 

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

(بسم الل)

إثراء للنوابغ

ومن فؤائد التعدد إثراء المجتمع المسلم بالقياديين والنابغين في فنون شتى كالعلم والسياسة والتجارة والأدب وسائر فنون الريادة؛ وذلك من خلال تزوج من نبغ في ذلك بذوات التميز من النساء؛ فيكون منهم النوابغ والمتميزون من الأولاد؛ ذكورا وإناثا؛ وفق سنةالله في الوراثة؛ وقد نقل العلامة القاسمي في تفسيره (محاسن التأويل) عن أحد فلاسفة المسلمين كلاما تعليقا من ذلك الفيلسوف على ما اقترحه عالمان معاصران: أحدهما ألماني والآخر إنجليزي يريان فيه إباحة تعدد الزوجات في المجتمع الغربي للنابغين من الرجال ليكثر نسلهم•• فقال الفيلسوف المسلم: (وتعدد الزوجات للنابغين من المسلمين قد جاء به الإسلام قبل هذين الفيلسوفين بأكثر من ألف وثلاثمائة سنة؛ فقد أباح لهم تعددهن إلى أربع؛ليكثر نسلهم فيكثر عدد النابغين الذين بهم وحدهم تتم الأعمال الكبيرة فى هذه الدنيا، فهو من مكتشفات هذا الدين الاجتماعية، وقد جعل رضاهن بذلك شرطا له لئلا يكون فيه إجحاف بحقوقهن، والعاقلة من النساء تفضل أن تكون زوجة لنابغة من الرجال - وإن كان ذا زوجات أخر على أن تكون زوجة لرجل أحمق، وإن اقتصر عليها؛ لأنها تعلم أن أولادها من الأول ينجبون - أي يصيرون نجباء - أكثر منهم من الثاني) ثم يقول: (والقدرة على العدل بين أربع من النساء متوقف على عقل كبير وسياسة في الإدارة، وحكمة بالغة في المعاملة، لا تتأتى إلا لمن كان نابغة بين الرجال، ذا مكانة من العقل ترفعه على أقرانه، والرجل النابغة إذا تزوج بأكثر من واحدة كثر نسله فكثرالنوابغ، والشعب الذي يكثر نوابغه أقدر على الغلبة في تنازع البقاء من سائر الشعوب كما يدلنا عليه التاريخ••) ويمضي هذا الفيلسوف قائلا: (والنابغة لا يطيب له أن يقترن إلا بمن جمعت نبوغا مثل نبوغه إلى حسن رائع؛ فإن معاشرة الحمقاء ليست مما يطيب للعاقل الراقي، وإن الخير يطلب عند حسان الوجوه، ولذلك قال تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء ••} [النساء: 3] ولم يقل: وانكحوا من النساء، وفي قوله (مثنى وثلاث ورباع) إشارة إلى مراتب نبوغ الرجل الثلاث؛ فكأنه أراد ألا يتجاوز الذي قل نبوغها لاقتران باثنتين، وألا يتجاوز الذي نبوغه متوسط الاقتران بثلاث وأن يحل الذي نبوغه أعلى من الأولين الاقتران بأربع••) وفيما قال ملامح حسنة لمن تأملها، وأما حكمه الأخير فلا يسلم به على أنه حكم فقهي•


فائدة دعوية

ومن فوائد التعدد تمكين ذوات الهمم والدعوية، وطالبات العلم من الاستفادة من الرجال المتميزين في هذه المجالات؛ فمعلوم أن الرجل له حقوق كثيرة وواجبات متعددة قد يثقل على المرأة الواحدة النهوض بها، فإذا تزوج بثانية أو ثالثةأو رابعة خفت الواجبات وتوزعت المسؤوليات على نسائه، وتمكن ذوات الفضل وطالبات العلم من القيام بمسؤولياتهن الدعوية والتحضير لدراساتهن العلميةفي أوقات فراغهن وأيام وجود الزوج عند غيرهن؛ ثم إذا أنجزن ما أنجزن وكانت ليلة إحداهن أقبلت في شوق إليه وعرضت ما لديها عليه من إنجازات علمية أوأفكار دعوية إذا كان ممن له دراية بذلك•• فحصل له فضل التوجيه والعشرة والإفادة، وحصل له فضل القوامة والتشجيع والعشرة والثواب؛ فلا يكون مصلحة ذلك قاصرة عليهما، بل تصبح مصلحة عامة متعدية إلى من حولهما على قدرالتخصص والنفع ومستوى التأثير الحسن؛ فيكون ذلك كله مندرجا في عموم قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى••} [المائدة: 2]


ثم إن المستفيد الأول من التعدد هو المرأة المسلمة؛ لأنه لا اقتصر ذوو الصلاح وأهل الفضل واليسار على واحدة لحرم غيرها من خيرهم وصلاحهم وفضلهم؛ سواء كان ذلك علما أو مالا أو صلاحا أو نبوغا•• ولكن الله لطف بالنساء فمكن لهن من أمثال هؤلاء ليكون نفعهم متعديا وفضلهم شاملا وهي شريعة الحكيم الخبيرجل وعلا• كما أن من محاسن التعدد وفوائده أنه يدفع السآمة ويرفع الملل والرتابة من حياة الزوجين؛ فيجددها ويطريها، وينوعها ويحليها؛ فإن الأرض إذا داوم عليها الغيث واستمر وتتابع وإن كان نافعا إلا أنها تمله وتنتن منه، ولكنه إذا غاب عنها فأشرقت الشمس عليها وجفت تاقت إليه واشتدت حاجتهاإلى وابله وصيبه؛ فذاك مثل هذا؛ واللبيب بالإشارة يفقه•



:blush: يتبع
 

محبة القرآن

مزمار ألماسي
25 فبراير 2007
1,424
2
0
الجنس
أنثى
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

الحمد لله انك اكتفيت بكتابة الموضوع في ركن الاخوات والا سيقوم كل رجال المنتدى بتطبيق كل ما قلتيه :rant:
على العموم شكرا لك اختي الغالية على جهدك الطيب . واسال الله ان يرزقك وجميع الاخوات الزوج الصالح عاجلا غير اجل ان شاء الله :console:
 

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

لقد سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - في سحر إحدى ليالي العشر الأخيرة من رمضان في عام 1408هـ في برنامج (نور على الدرب) سؤالا ورد عليه من سائل من الباحة، قال فيه: لدي امرأة لي منها أولاد، ونفسي تتوق إلى الثانية، وكلما حدثت زوجتي برغبتي هذه تأبت علي وهددتني بأنها ستذهب إلى أهلها، وتترك أولادها••، فبم تنصحونني وتنصوحونها يا سماحةالشيخ؟! فأجاب - رحمه الله - بما فتح الله عليه؛ فكان مما قال: (اتق الله يا أمة الله في ذلك، فإن الزواج من حق الزوج، وليس للزوجة منع زوجها من التزوج بثانية أو ثالثة أو رابعة، والذي شرع ذلك هو الله سبحانه من فوق سبع سموات، وهو يعلم ما يصلح حال الرجال وحال النساء، ولذلك أباحه وأحله لمصالح عديدة يعود بعضها إلى الزوجة نفسها، فقد يكون الزوج بخيلا فإذا تزوج بثانية أطلق الله يده على زوجته الأولى بحكم العدل، وقد ينفع الله بزوجك فيحسن إلى أرملة أو مطلقة أو عانس؛ فيكون لك بالرضا أجر من ذلك، وقد يرزقه الله تعالى من زواجه ذرية ذكورا أو إناثا فلا يقوم عليك أو ينفعك في المستقبل إلا هؤلاء• وقد يكون زوجك قد كره بعض طباعك فإذا عاشر الأخرى من النساء بان له فضلك لما يرى من نقص النساء في بعض الجوانب، فتعتدل نظرته لك بعدما يجرب غيرك، والأمر الأهم من ذلك كله هو أن كراهيتك لزواج زوجك فيه خطر عظيم عليك من أن يحبط الله عملك؛ بكراهية بعض ما أنزل الله عزوجل؛ وأمر التعدد صريح يتلى في قوله تعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا فياليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء••} [النساء: 3] وكراهية ما أنزل لله موجب لحبطان العمل، فقد قال سبحانه: {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم (9)} [محمد] ولا يلزم كراهية كل ما أنزل الله حتى يحبط العمل بل كراهية آية واحدة كاف ومؤذن بذلك لمن علم وتعمد)• انتهى مضمون ماجاء في هذه الفتوى المهمة في هذا الأمر الدقيق•

صعوبات التعدد


أماعن الصعوبات التي تواجه المعدد فإذا كان قادرا عاقلا عادلا فإن الصعوبات التي تبرز له لا يؤبه بها ولا يلتفت إليها؛ لأنها في صورة أو أخرى تعتري سائر البشر؛ فكل إنسان أيا كان خلق في كبد بمقتضى جواب القسم الوارد في سورة (البلد) {لقد خلقنا الإنسان في كبد (4)}؛ والكبد: هو التعب والنصب والنكد؛ والأكباد منوعة بمقتضى التنكير الوارد في الآية؛ فكل إنسان يكابد كبدا يناسبه بمقتضى حكمة الله البالغة؛ فكبد الصغار غير كبد الكبار، وكبدالأمراء غير كبد الضعفاء، وكبد الأغنياء يباين كبد الفقراء، وكذا شأن النساء••، والعبرة بمن يصبر على كبده ويصابره، ويحتسبه عند الله ليتعاظم أجره عليه، ولا يدرك ذلك ويعمل به إلا مؤمن؛ ولهذا ورد في الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام: (عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير؛ إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر، وليس ذلك إلا للمؤمن)• أو كما قال عليه الصلاة والسلام•


وقد تكون الجوانب المادية أبرز الصعوبات أمام المعددين،ولكن إذا صحت النية وحسن الظن بالله تعالى وفعلت الأسباب زالت هذه المشكلات وتقاطر الرزق على من تلك سجاياه من المعددين من حيث لا يحتسب؛فكل دابة أيا كان من إنسان أو حيوان أو غيره على الله رزقها؛ سوقا وتيسيراوتقديرا، بمقتضى قوله تعالى بأسلوب العقد المؤكد في أحوال الإنكار: {ومامن دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين (6)} [هود]


بل إن من أعظم أبواب الرزق وأوسع مجالات الغنى المعنوي والمادي الزواج بقصد العفاف والإعفاف؛ استنادا إلى قوله تعالى في سورة (النور) {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم (32)} [النور] ، يقول القرطبي في تفسيره لهذه الآية: (وهذا وعد بالغنى للمتزوجين طلب رضا اللهواعتصاما من معاصيه)، وقال ابن مسعود: (التمسوا الغنى في النكاح، وقد قال الله تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله})، وروي هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا، ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة كلهم حق على الله عونه المجاهد في سبيل الله، والناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء) أخرجه ابن ماجة في سننه) انتهى ما جاء في تفسير القرطبي•

ومن جميل ما عالجه الشنقيطي في (أضواء البيان) 3/377 شبهة أن التعدد يلزم منه الخصام والشغب المفضي إلى النكد؛ فقد قال رحمه الله: (وما يزعمه بعض الملاحدة من أعداءالإسلام من أن تعدد الزوجات يلزمه الخصام والشغب الدائم المفضي إلى نكدالحياة؛ لأنه كلما أرضى إحدى الضرتين سخطت الأخرى؛ فهو بين سخطتين دائما،وأن هذا ليس من الحكمة؛ فهو كلام ساقط؛ يظهر سقوطه لكل عاقل؛ لأن الخصام والمشاغبة بين أفراد أهل البيت لا انفكاك عنه ألبته؛ فيقع بين الرجل وأمه،وبينه وبين أبيه، وبينه وبين أولاده، وبينه وبين زوجته الواحدة؛ فهو أمرعادي ليس له كبير شأن، وهو في جنب المصالح العظيمة التي ذكرنا في تعددالزوجات من صيانة النساء، وتيسر التزويج لجميعهن، وكثرة عدد الأمة؛ لتقوم بعددها الكثير في وجه أعداء الإسلام•• كلاشيء؛ لأن المصلحة العظمى يقدم جلبها على دفع المفسدة الصغرى••


فالقرآن أباح تعدد الزوجات لمصلحة المرأة في عدم حرمانها من الزواج، ولمصلحة الرجل بعدم تعطل منافعه في حال قيام العذر بالمرأة الواحدة، ولمصلحة الأمة ليكثر عددها فيمكنها مقاومة عدوها؛ لتكون كلمة الله هي العليا، فهو تشريع حكيم خبير، لا يطعن فيه إلا من أعمى الله بصيرته بظلمات الكفر، وتحديد الزوجات بأربع تحديد من حكيم خبير، وهو أمر وسط بين القلة المفضية إلى تعطل بعض منافع الرجال،وبين الكثرة التي هي مظنة عدم القدرة على القيام بلوازم الزوجية••)
ا•هـ•


ومهمايكن من أمر فإن الرجل الحكيم الحازم في رفق، الرفيق في حزم وعدل وصبريستطيع بإذن الله وعونه مواجهة ما قد يبدو من مشكلات أو منغصات هي وإن برزت لا تساوي شيئا في غمرة المصالح العليا الخاصة والعامة؛ مما يحتسبه الزوج المعدد عند الله تعالى• زيادة الوعي العام الأصل أن كل عادة أوتقليد يصطدم مع نصوص الإسلام ولا يصدر عنها لا ينبغي أن يعتد به ولا يعتادعليه؛ إذا كان الأمر كذلك لتساقطت عرى الإسلام عروة عروة حتى لا يبقى من الإسلام إلا اسمه وقد لا يبقى إلا اسمه؛ ومن هنا فإنه في مجتمع المسلمين ينبغي أن تكيف عاداتهم وتشكل تقاليدهم من خلال نصوص الدين وضوابطه حتى لايقع التصادم بين الوقائع الاجتماعية وما في الإسلام من شرائع؛ جاءت لمصلحةالبشر أجمعين•


وعلى كل فالذي ألحظه أن وعي أولياء الأمور في كثيرمن البيئات والمدن أخذ ينمو وبدأ يظهر في هذه القضية، وبخاصة بعد أن فش االتعليم وتوسع العلم الشرعي، وانبت من خلال وسائل الإعلام المتعددة، بل أصبح كثير من النساء يتعقل، يتفهم الجوانب الإيجابية للتعدد، يحس بفوائدهالاجتماعية، ويستشعر الثواب من الله تعالى عندما تحتسب الزوجة عند الله عزوجل إحسان زوجها إلى أخواتها المسلمات مع إحسانه إليها؛ فتنفك من عقدةالأثرة والإنسانية، وهذه درجة عالية من السماحة، وفيها نوع من الإيثارالمحمود؛



تقول د• الجوهرة بنت ناصر: (إن الفطرة السليمة تؤكد حاجة الرجل إلى أربع من النساء، بينما المرأة لا تستطيع التفكير في غيرزوجها وأطفالها وبيتها، فلا تنظر المرأة إلى الرجل من خلال نفسها وتخس ررضا الله وزوجها إليها••)



ثم نقول في كلام موضوعي نسوي نفيس(ولا شك أن الزوج أو الرجل في سن الأربعين يبلغ أشده، ويكمل نضجه، ويتم إدراكه؛ فيغدو بنظرة أخرى للحياة من احتياجاته البدنية والنفسية والتكوينية والفطرية؛ فأرجو ألا يغفل هذا الأمر المهم جدا في حياة الرجل،وذلك عكس ما يحدث للنساء، فهن يحددن أمورا كثيرة، ويلتزمن كثيرا من الضوابط، وحب الحدودية والخصوصية، والتوحد بأسرتها، وهذا قد يجعل لديهاكثيرا من الأنانية والنرجسية، فلا تعود تفكر في أختها المسلمة على الإطلاق، بل إنها تشعر بالغيرة القاتلة، والتسلط المستبد••)



ثمتوجه نصيحتها الثمنية إلى بنات جنسها قائلة: (فعلى المسلمة أن تعود نفسهاعلى السماحة وحب الخير للجميع، ومعرفة أنها عامل للسلام والتضحية،والإيثار؛ إكراما وتقديرا لكيان الأسرة واستمرارية الحياة••) انتهى كلام هذه الباحثة المنصفة، والوارد في عدد المدينة المتقدم•



ومن إنصاف هذه الباحثة أنها نصحت النساء اللاتي يرغب أزواجهن في التعدد بالعنايةبأنفسهن وتطوير ذواتهن فكريا وعلميا وثقافيا وصحيا ورشاقة وجملا؛ فإن عدل الزوج عن ذلك فيها وإلا كما تقول: (وإلا على المرأة انقاذ الوضع برمته وتزويج زوجها إلى من ترى أنها ذات دين وخلق كريم، فاضل، ولن تعي إبعاد خطورة هذا الأمر إلا شخصية واعية حكيمة ناضجة؛ تعي خوفها من الله والعمل على كسب رضاه سبحانه، ثم حب زوجها وطاعته وإعانته والرحمة به وإنقاذه من سبل الشيطان ومزالقه••)



وهذه نصيحة صادقة، صدرت من عقل متقدم في النضج والاتزان وبعد النظر في العواقب والمآلات•

صور من عدم العدل

أما مايقال أن عدم العدل بين الزوجات يقود الحياة الزوجية إلى نتائج مؤلمة فهذاصحيح، وليست النتائج مؤلمة على الزوج المائل غير العادل في الدنيا فحسب،بل هي في الآخرة أظهر وأبدى؛ فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل)،ويستثنى من هذا الميل الحب والجماع على ما تقدم•

ومن مفاسد غيرالعدل بين الزوجات وقوع الخصومات، وظهور المشاحنات، وقد يمتد ذلك إلى الأولاد من ذكور وبنات، وقد يصل الأمر إلى حد وقوع المقاطعات في الرحم•• وأشد من ذلك كله تعدي حدود الله تعالى وتجاوز ما تفضل به وأباحه بالإساءة اليه والتفريط فيه• وتحكيم الهوى والشهوات، وإخراج هذا الأمر الذي هو من محاسن الإسلام في صورة منفرة مزهدة فيه، تفضي إلى التطاول على الدين والتشنيع بأفعال المسلمين في نظر المرجفين والكافرين، فتقع النفرة من الدين بسبب هذا التصرف المشين•



في دراسة فقهية مؤصلة الدكتور/ ناصر الخنين
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام

موسوعة اليس كذالك:yes:
تستحق التثبيت:tooth2:
 

الطيّبة

مزمار داوُدي
7 مارس 2006
5,489
17
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: التعدد نعمة وليس نقمة



الموضوع يستحق التثبيت

من عيوننا ام عائشة

فعلا الموضوع شيّق وشامل ومفيد :sly:

رغم غيرة الاخوات

مارأيكنّ أن انقله الى الركن العام لتعمّ الفائدة :thumbsup:

سنغيّر اسمك من ام عائشة الى

رافعة لواء التعدد :rant:

نصيرة الرجل في المنتدى :sly:



 

محبة القرآن

مزمار ألماسي
25 فبراير 2007
1,424
2
0
الجنس
أنثى
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

ارجوك اختي الطيبة لا تنقلي هذا الموضوع الى الركن العام :no: ... فقد اكون اول واحدة سيطبق عليها الموضوع :weep:
 

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

الحمد لله انك اكتفيت بكتابة الموضوع في ركن الاخوات والا سيقوم كل رجال المنتدى بتطبيق كل ما قلتيه :rant:
على العموم شكرا لك اختي الغالية على جهدك الطيب . واسال الله ان يرزقك وجميع الاخوات الزوج الصالح عاجلا غير اجل ان شاء الله :console:

اللهم امييين يا رب
بارك الله فيك غاليتي
هذا مبتغاي يا غالية :tooth2:
امزح غاليتي لكن اريد ان اهون عليكن الامر لما رايت منكن من خوف و قلق وووو
 

محبة القرآن

مزمار ألماسي
25 فبراير 2007
1,424
2
0
الجنس
أنثى
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

اللهم امييين يا رب
بارك الله فيك غاليتي
هذا مبتغاي يا غالية :tooth2:
امزح غاليتي لكن اريد ان اهون عليكن الامر لما رايت منكن من خوف و قلق وووو

والله اني لادعو الله من كل قلبي ان يرزقك الله الزوج الصالح وكل الاخوات العازبات

اما التعدد فما شرعه الله الا بحكمة ... وهو ارحم بنا منا من انفسنا نسال الله ان يجعل ايماننا اقوى من غيرتنا ..... وان يعيننا على طاعته
 

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: التعدد نعمة وليس نقمة



الموضوع يستحق التثبيت

من عيوننا ام عائشة

فعلا الموضوع شيّق وشامل ومفيد :sly:

رغم غيرة الاخوات

مارأيكنّ أن انقله الى الركن العام لتعمّ الفائدة :thumbsup:

سنغيّر اسمك من ام عائشة الى

رافعة لواء التعدد :rant:

نصيرة الرجل في المنتدى :sly:



الله الله عليك يا حبوبة
بارك الله فيك على التثبيت و انتظروا الاضافة كما العادة هههه
انا اظم صوتي الى صوتك خخخخخخخ:friends:
 

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

ارجوك اختي الطيبة لا تنقلي هذا الموضوع الى الركن العام :no: ... فقد اكون اول واحدة سيطبق عليها الموضوع :weep:
:sad: :sad: :sad: اعتذررررر غاليتي كنا نمزح فقط
لا تخافي ان اردتي نحذفه :friends:
 

محبة القرآن

مزمار ألماسي
25 فبراير 2007
1,424
2
0
الجنس
أنثى
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

لا داعي للحذف اختي العزيزة ههههههههههه
فانا ايضا امزح .... فوالله اني احبكن في الله
 

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

احبك الله يا حبوبة
وانا ايضا اشهد الله اني احبك و جميع الاخوات
طيب اذن الى المعركة كما العادة ههههههه لا للسلم
 

جنات

مزمار فعّال
20 مارس 2007
55
0
0
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

(بسم الل)

بوركت حبيبتي أم عائشة موضوع قيم وموسوعة رائعة ..وأنا اشاطرك الرأي..
فعلا التعدد نعمة وليس بنقمة .. فعلى المرأة أن لا تمنع زوجها من الزواج مرة أخرى إذا أراد ذلك لأنها لو فعلت تكون قد وقعت في إثم لكونها عارضت أمر إلهي..وبدل ذلك عليها إحتساب الأجر والصبر على الإبتلاء لقوله تعالى ( وانما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وكذلك قوله (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)
اللهم ارزقنا الصبر واجعلنا من الصابرين

أحبكن في الله
 

المرفقات

  • anm7a08fe1a1daa989e[1].gif
    anm7a08fe1a1daa989e[1].gif
    3.6 KB · المشاهدات: 9
  • 826_01170957551[1].gif
    826_01170957551[1].gif
    79.3 KB · المشاهدات: 9

الطيّبة

مزمار داوُدي
7 مارس 2006
5,489
17
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: التعدد نعمة وليس نقمة

ارجوك اختي الطيبة لا تنقلي هذا الموضوع الى الركن العام :no: ... فقد اكون اول واحدة سيطبق عليها الموضوع :weep:

لاعليكِ اختي الحبيبة

لاتوصي حريص :thumbsup:

جعلكِ الله من السعيدات في الدنيا والاخرة

 

الطيّبة

مزمار داوُدي
7 مارس 2006
5,489
17
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: التعدد نعمة وليس نقمة


فوالله اني احبكن في الله


أحبّكِ الله الذي احببتنا فيه

لاحرمنا الله منكِ ياغالية

دمتِ بحفظ الرحمن
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع