- 4 نوفمبر 2007
- 1,989
- 18
- 0
- القارئ المفضل
- عبد الرحمن السديس
[align=CENTER][tabletext="width:70%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][/cell][/tabletext][/align][align=CENTER][tabletext="width:70%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
http://forums.ozkorallah.com/up/5/1176132792.swf
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن الله تعالى بقدرته وسلطانه بعث نبينا محمد وخصّه وشرّفه تبليغ الرسالة فكان رحمةً للعالمين وإماماً للمتقين وجعله هادياً للطريق القويم فلزم على العباد طاعته وتوقيره والقيام بحقوقه ومن حقوقه أن الله اختصه بالصلاة عليه وأمرنا بذلك في كتابه الحكيم وسنة نبيه الكريم حيث كتب مضاعفة الأجر لمن صلّى عليه فما أسعد من وفق لذلك ولما لهذا الأمر من أهمية عظمى وأجر عظيم حرصنا على إخراج هذا الكتيب المتواضع والذي فيه حث على الإكثار من الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
فاللهم صل وسلم على نبيك وخليلك محمد ما تعاقب الليل والنهار.
معنى الصلاة والسلام على النبي :
قال الله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
[الأحزاب:56].
قال ابن كثير رحمه الله: ( المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه تصلي عليه الملائكة ثم أمر الله تعالى العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً ) أ.هـ.
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في جلاء الأفهام: ( والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا عليه أنتم أيضاً صلوا عليه وسلموا تسليماً لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته، من خير شرف الدنيا والآخرة ) أ.هـ.
وقد ذُكر في معنى الصلاة على النبي
أقوال كثيرة، والصواب ما قاله أبو العالية: إن الصلاة من الله ثناؤه على المصلي عليه في الملأ الأعلى أي عند الملائكة المقربين - أخرجه البخاري في صحيحه تعليقاً مجزوماً به - وهذا أخص منه في الرحمة المطلقة - وهذا ترجيح سماحة الشيخ محمد بن عثيمين.
والسلام: هو السلامة من النقائص والآفات فإن ضم السلام إلى الصلاة حصل به المطلوب وزال به المرهوب فبالسلام يزول المرهوب وتنتفي النقائص وبالصلاة يحصل المطلوب وتثبت الكمالات - قاله الشيخ محمد بن عثيمين.
حكم الصلاة على النبي
:
أما في التشهد الأخير فهو ركن من أركان الصلاة - عند الحنابلة.
وقال القاضي أبو بكر بن بكير: ( افترض الله على خلقه أن يصلوا على نبيه ويسلموا تسليماً، ولم يجعل ذلك لوقت معلوم. فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغفل عنها ).
المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي
ويرغب فيها:
1- قبل الدعاء:
قال فضالة بن عبيد: سمع النبي
رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل على النبي
فقال النبي
: { عجل هذا! } ثم دعاه فقال له ولغيره: { إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم ليدع بعد بما يشاء } [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد بإسناد صحيح وصححه ابن حبّان والحاكم ووافقه الذهبي].
وقد ورد في الحديث: { الدعاء محجوب حتى يصلي الداعي على النبي
} [رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات].
وقال ابن عطاء: ( للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات. فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح.
فأركانه: حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه الأسباب، وأجنحته الصدق، ومواقيته الأسحار، وأسبابه الصلاة على النبي
).
2- عند ذكره وسماع اسمه أو كتابته:
قال
: { رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ } [رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه والحاكم وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].
3- الإكثارمن الصلاة عليه يوم الجمعة:
عن أوس بن أوس قال، قال رسول الله
: { إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ.. } الحديث [رواه أبو داود بإسناد صحيح وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي].
4- الصلاة على النبي
في الرسائل وما يكتب بعد البسملة:
قال القاضي عياض: ( ومن مواطن الصلاة التي مضى عليها عمل الأمة ولم تنكرها: ولم يكن في الصدر الأول، وأحدث عند ولاية بني هاشم - الدولة العباسية - فمضى عمل الناس في أقطار الأرض. ومنهم من يختم به أيضاً الكتب ).
5- عند دخول المسجد وعند الخروج منه:
عن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله
: { إذا دخلت المسجد فقولي بسم الله الرحمن الرحيم والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك فإذا فرغت فقولي ذلك غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك } [رواه ابن ماجه والترمذي وصححه الألباني بشواهده].
كيفية الصلاة والتسليم على النبي
:
قال الله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
[الأحزاب:56] فالأفضل أن تقرن الصلاة والسلام سوياً استجابةً لله عز وجل فهذا هو المجزئ في صفة الصلاة عليه الصلاة والسلام.
وعن أبي محمد بن عجرة
قال: خرج علينا النبي
فقلت: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال: { قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد } [متفق عليه].
وعن أبي حميد الساعد
قال: قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: { قولوا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد } [متفق عليه].
وفي هذين الحديثين دلالة على الصفة الكاملة للصلاة على النبي
.
فضيلة الصلاة على النبي
والسلام عليه:
عن عمر قال سمعت رسول الله
يقول: { إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة } [رواه مسلم].
قال
: { من صلّى عليّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي } [أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني].
وقال
: { من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً } [رواه مسلم وأحمد والثلاثة].
وعن عبدالرحمن بن عوف
قال: أتيت النبي
وهو ساجد فأطال السجود قال: { أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صليت عليه ومن سلّم عليك سلمت عليه فسجدت شكراً لله } [رواه الحاكم وأحمد والجهضمي وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه وقال الألباني: صحيح لطرقه وشواهده].
وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله
: { أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشراً } فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك! قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل ثلث دعائي!. قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل دعائي كله قال: { إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة } [رواه الجهضمي وقال الألباني هذا مرسل صحيح الأسناد].
وعن عبدالله بن مسعود عن النبي
قال: { إن لله ملائكة سياحين يبلغونني من أمتي السلام } [رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].
وقال
: { من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات } [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم وصححه الألباني].
وعن ابن مسعود مرفوعاً: { أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة } [رواه الترمذي وقال حسن غريب رواه ابن حبان].
وعن جابر بن عبدالله، قال: قال النبي
: { من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة } [رواه البخاري في صحيحه].
ذم من لم يصل على النبي
:
عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله
: { رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يصلّ عليّ، رغم أنف رجل دخل رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك أبواه عند الكبر فلم يُدخلاه الجنة } قال عبدالرحمن وهو أحد رواة الحديث وعبدالرحمن بن إسحاق وأظنه قال: { أو أحدهما } [رواه الترمذي والبزار قال الألباني في صحيح الترمذي حسن صحيح].
وعن علي بن أبي طالب
عنه
أنه قال: { البخيل كل البخل الذي ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ } [أخرجه النسائي والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع].
عن ابن عباس
عن النبي
: { من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة } [صححه الألباني في صحيح الجامع].
وعن أبي هريرة
قال أبو القاسم
: { أيّما قوم جلسوا مجلساً ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله ويصلوا على النبي
كانت عليهم من الله تره إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم } [أخرجه الترمذي وحسنه أبو داود].
وحكى أبو عيسى الترمذي عن بعض أهل العلم قال: ( إذا صلى الرجل على النبي
: { مرة في مجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس } ).
الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه
:
ذكر ابن القيم 39 فائدة للصلاة على النبي
منها:
1- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.
2- حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة.
3- يكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات.
4- أن يرفع له عشر درجات.
5- أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب العالمين.
6- أنها سبب لشفاعته
إذا قرنها بسؤال الوسيلة له، أو إفرادها.
7- أنها سبب لغفران الذنوب.
8- أنها سبب لكفاية الله ما أهمه.
9- أنها سبب لقرب العبد منه
يوم القيامة.
10- أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة الملائكة عليه.
11- أنها سبب لرد النبي
الصلاة والسلام على المصلي.
12- أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.
13- أنها سبب لنفي الفقر.
14- أنها تنفي عن العبد اسم ( البخيل ) إذا صلى عليه عند ذكره
.
15- أنها سبب لإلقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك.
16- أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.
17- أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه
وذكره عنده كما تقدم قوله
: { إن صلاتكم معروضة عليّ } وقوله
: { إن الله وكّل بقبري ملائكة يبلغونني عن أمتي السلام } وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله
.
18- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي
وفيه: { ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً، فجاءته صلاته عليّ فأقامته على قدميه وأنقذته } [رواه أبو موسى المديني وبنى عليه كتابه في "الترغيب والترهيب" وقال: هذا حديث حسن جداً].
19- أنها سبب لدوام محبة الرسول
وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه فسيتضاعف حبّه له وتزايد شوقه إليه، واستولى على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه يغلبه، نقص حبه من قلبه، ولا شيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه والحس شاهد بذلك.
20- أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه
وذكره، استولت محبته على قلبه، حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، ولا شك في شيء مما جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدي والفلاح وأنواع العلوم منه، فأهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعين له كلما ازدادوا فيما جاء به من معرفة، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله.
إن محمد بن عبد الله هو إمام الأنبياء والصالحين وقدوة العلماء والناس أجمعين ، النبي المجتبى والحبيب المصطفى ماحي الخطايا جميل السجايا
الوافي بالعهود ، صاحب المقام المحمود ، واللواء المعقود
إذا قيل اسمه هلت الدموع السواكب وجاءت الفضائل والمحاسن من كل جانب
هو عنوان كل فضيلة
علم الأمة الصدق ودلها على الحق
أحيا القلوب وألف بينها
من شاهدهُ هابهُ ، ومن خالطه أحبه
طاب حيا وميتا عليه الصلاة والسلام
أقام الله به الميزان وأنزل عليه الوحيان وحطم به الأوثان والصلبان
تنام عيناه ولا ينام قلبه
قام بحق الله وطاعته أتم قيام فكان يصلي بالليل والناس نيام :
- لما أتتك ( قم الليل ) استجبت لها العين تغفو وأما القلب لم ينم
لا يتمثل الشيطان به فمن شاهده في المنام فقد شاهده كما هو عليه الصلاة والسلام
شهد بنبوته الثقلان والنبات والجماد والحيوان بل حتى الملائكة شهدوا بذلك عليهم السلام
عصم قلبه من الزيغ والهوى فما ضل أبدا وما غوى لأنه جاء بالوحي المبين الذي من تمسك به فقد اهتدى ( وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى )
علا في الكمال حتى بلغ الوسيلة وصعد في سلم الفضل حتى حاز كل فضيلة :
بلغ العلا بكماله
كشف الدجى بجماله
حسنت جميع خصاله
صلوا عليه وآله
هز بسيفه أعناق اليهود هزا لأن في قلوبهم تعظيم اللات والعزى
وجاء بتوحيد الله الواحد الأحد وكفى بذلك نعمة وفضلا وعزا
لقد أيده الله بالمعجزات والآيات البينات فمن ذلك :
أن الماء نبع من بين أصابعه وتزايد الطعام بين يديه وسبح الحصى بين يديه وصدق الله ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )
جذع النخلة حن إليه ويد الشاة المسمومة تحدثت إليه بل إن الجمل جاء عنده يشكو إليه قسوة صاحبه عليه فصلوات الله وسلامه عليه
إنه محمد بن عبد الله :
قال الله تعالى عن أخلاقه واصفا ومثنيا ( وإنك لعلى خلق عظيم ) :
والله ما حملت أنثى ولا وضعت كمثل أحمد من قاصي ولا داني
أيها الإخوة :
جاءت الأحاديث النبوية لأخلاقه صلى الله عليه وسلم موضحة ومبينة فاستمعوا إلى شيء من ذلك وفقكم الله لاتباع البينة :
لم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا
ولا صخابا بالأسواق
ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح
هو من أخشى الناس وأتقاهم لله وأعلمهم بحدود الله
سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم
يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه لأنه أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم
يحلب شاته ويخدم نفسه
أصدق الناس لهجة وأوفى الناس ذمة
يبدأ من لقيه بالسلام ولا يقطع على أحد حديثه ويقبل بوجهه على من يكلمه
يعطي كل جلسائه نصيبه
سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا عيّاب يتغافل عما لا يشتهي
وسع الناس بعطائه وخلقه
من أحسن الناس وجها وأحسنهم خَلقا وخُلقا
يجيب من دعاه ويقبل الهدية ويكافيء عليها
لا يدع أحدا يمشي خلفه ، ويخدم من خدمه تواضعا منه صلى الله عليه وسلم
كان يمازح أصحابه سقاهم الله من وبل السحابة ويخالطهم ويحادثهم ويبدأهم بالمصافحة ويكنيهم ويدعوهم بأحب أسمائهم ويتفقدهم
العطاء والصدقة أحب شيء إليه ، يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة لأنه ما سُئل عن شيء فقال لا
لقد عفا عمن هفا حتى أصاب الذهول عقل كل من عن الدين نأى
لا يزيد مع الأذى إلا تحملا ولا يزيد مع الجاهل إلا حلما فليس من أخلاقه الغضب والشدة والجفاء والحدة
أيها الأحبة:
كان نبينا صلى الله عليه وسلم
طويل الصمت ، قليل الضحك ، وكان لا يضحك إلا تبسما صلى الله عليه وسلم
يأتي ضعفاء المسلمين ويتفقدهم ويجالسهم ويشهد جنائزهم
لا يأتيه أحد إلا وعده وأنجز له
لم يكن وجهه وجه كذاب عليه الصلاة والسلام
من أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس
كان أبغض الخلق إليه الكذب
من أشد الناس حياء ومن أحسنهم تعليما وتوجيها وإقناعا
يحب الأطفال ويلاعبهم ويكنيهم ويسلم عليهم
يخفف الصلاة إذا سمع بكاء الطفل شفقة على أمه
سماه قومه بالأمين لما شاهدوا فيه من النزاهة والصدق والأمانة
يعظم النعمة وإن دقت ولا يذم شيئا
لقد عبد الله حق العبادة وبلغ في ذلك الغاية :
وإذا حلت الهداية قلبا نشطت في العبادة الأعضاء
أوذي في الله أشد الأذى وعودي أيما عدى وكان في ذلك كله محتسبا موقنا :
اتهموه بالباطل
ووصفوه بالجنون وقالوا كاهن
حاولوا قتله وآذوا قومه وسفهوا عقله واتهموا زوجته وأبعدوه عن وطنه وأهله واستهزئوا به وبما جاء به ، ومع ذلك كله كان يعفو ويصفح :
صفوح حليم لا يؤاخذ من جنى ولا هو من جان عليه بمقتص
صحيح بأن الفضل فيه مُجمّعٌ ومن عجب أن يجمع الفضل في شخص
إخواني : إن مما يبين مكانة نبينا صلى الله عليه وسلم /
أن الإيمان لا يكتمل إلا بمحبته
وأن العمل لا يقبل إلا إذا كان وفق سنته
ولا يقضى بين الناس يوم القيامة إلا بعد شفاعته فهو أول شافع وأول مشفع عليه الصلاة والسلام
أنزل الله عليه أفضل كتبه
وجعل أمته أفضل أمه
وأعطاه الحوض والشفاعة والوسيلة
وزكى قلبه ولسانه وعينه
بل إن الله جل وعلا جعل اسم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مضموما إلى اسمه تعالى عند الأذان وفي ذلك يقول حسان بن مثبت :
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
هو أول من يبعث يوم القيامة
وأول من يدخل الجنة صلوات الله وسلامه عليه
أقسم الله تعالى بحياة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولم يفعل ذلك لأحد من الناس قبله لا من الأنبياء ولا من دونهم فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين .
لقد حفت به عناية الله من كل جانب وأيده الله وثبته في النوائب وعصمه من كيد كل كائد فهو لا يحتاج إلى جنود وحماية من الناس لأن الله قال ( والله يعصمك من الناس)
إخوة العقيدة :
لقد صح الحديث عن نبيكم صلى الله عليه وسلم :
بأن من سمع بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن بما جاء به فقد حل به عذاب الله وغضبه فنشهدك يا الله أننا به مؤمنون وبما جاء به مصدقون ولسنته بعونك متبعون .
اسلكوا معه يا عباد الله حيثما سلك فإن سنته سفينة نوح من تخلف عنها هلك
لما عصاه عمه أبو لهب أنزل الله فيه ( تبت يدا أبي لهب وتب )
اعلموا وفقكم الله للهدى أن من أطاع النبي واستقام على الهدى كان آمنا يوم القيامة يوم الحساب والجزاء وسيدخل الجنة كما صح بذلك الحديث عن الهادي المصطفى
ومن عصاه واتبع هواه ولم تنفع فيه مواعظ الله فقد أحل بنفسه العذاب والعقاب وسوء الخاتمة والحساب ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الوهاب
( إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا )
اللهم اجعلنا منهم يا حي يا قيوم
أختم كلامي أيها الإخوة ببيان حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا وهي /
- الإيمان به .
- واتباعه .
- ومحبته .
- والدفاع عنه .
- وتبليغ دعوته .
- وتعظيم سنته .
- وإجلاله .
- والصلاة والسلام عليه .
اللهم صل على محمد ما تلي الكتاب ، وتلاحم السحاب
وصل على محمد ما غيث هطل ودمع من خشيتك نزل
وصل على محمد ما سجد الساجدون وطاف الطائفون
اللهم اجعلنا من أتباعه قولا وفعلا
واجمعنا به في جنات النعيم مع المؤمنين والصديقين والشهداء والصالحين يا حي يا قيوم .
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[/align][/cell][/tabletext][/align][align=CENTER][tabletext="width:70%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
http://forums.ozkorallah.com/up/5/1176132792.swf

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن الله تعالى بقدرته وسلطانه بعث نبينا محمد وخصّه وشرّفه تبليغ الرسالة فكان رحمةً للعالمين وإماماً للمتقين وجعله هادياً للطريق القويم فلزم على العباد طاعته وتوقيره والقيام بحقوقه ومن حقوقه أن الله اختصه بالصلاة عليه وأمرنا بذلك في كتابه الحكيم وسنة نبيه الكريم حيث كتب مضاعفة الأجر لمن صلّى عليه فما أسعد من وفق لذلك ولما لهذا الأمر من أهمية عظمى وأجر عظيم حرصنا على إخراج هذا الكتيب المتواضع والذي فيه حث على الإكثار من الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
فاللهم صل وسلم على نبيك وخليلك محمد ما تعاقب الليل والنهار.
معنى الصلاة والسلام على النبي :
قال الله تعالى:


قال ابن كثير رحمه الله: ( المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه تصلي عليه الملائكة ثم أمر الله تعالى العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً ) أ.هـ.
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في جلاء الأفهام: ( والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا عليه أنتم أيضاً صلوا عليه وسلموا تسليماً لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته، من خير شرف الدنيا والآخرة ) أ.هـ.
وقد ذُكر في معنى الصلاة على النبي

والسلام: هو السلامة من النقائص والآفات فإن ضم السلام إلى الصلاة حصل به المطلوب وزال به المرهوب فبالسلام يزول المرهوب وتنتفي النقائص وبالصلاة يحصل المطلوب وتثبت الكمالات - قاله الشيخ محمد بن عثيمين.
حكم الصلاة على النبي

أما في التشهد الأخير فهو ركن من أركان الصلاة - عند الحنابلة.
وقال القاضي أبو بكر بن بكير: ( افترض الله على خلقه أن يصلوا على نبيه ويسلموا تسليماً، ولم يجعل ذلك لوقت معلوم. فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغفل عنها ).
المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي

1- قبل الدعاء:
قال فضالة بن عبيد: سمع النبي



وقد ورد في الحديث: { الدعاء محجوب حتى يصلي الداعي على النبي

وقال ابن عطاء: ( للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات. فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح.
فأركانه: حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه الأسباب، وأجنحته الصدق، ومواقيته الأسحار، وأسبابه الصلاة على النبي

2- عند ذكره وسماع اسمه أو كتابته:
قال

3- الإكثارمن الصلاة عليه يوم الجمعة:
عن أوس بن أوس قال، قال رسول الله

4- الصلاة على النبي

قال القاضي عياض: ( ومن مواطن الصلاة التي مضى عليها عمل الأمة ولم تنكرها: ولم يكن في الصدر الأول، وأحدث عند ولاية بني هاشم - الدولة العباسية - فمضى عمل الناس في أقطار الأرض. ومنهم من يختم به أيضاً الكتب ).
5- عند دخول المسجد وعند الخروج منه:
عن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله

كيفية الصلاة والتسليم على النبي

قال الله تعالى:


وعن أبي محمد بن عجرة


وعن أبي حميد الساعد

وفي هذين الحديثين دلالة على الصفة الكاملة للصلاة على النبي

فضيلة الصلاة على النبي

عن عمر قال سمعت رسول الله

قال

وقال

وعن عبدالرحمن بن عوف


وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله

وعن عبدالله بن مسعود عن النبي

وقال

وعن ابن مسعود مرفوعاً: { أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة } [رواه الترمذي وقال حسن غريب رواه ابن حبان].
وعن جابر بن عبدالله، قال: قال النبي

ذم من لم يصل على النبي

عن أبي هريرة


وعن علي بن أبي طالب


عن ابن عباس


وعن أبي هريرة



وحكى أبو عيسى الترمذي عن بعض أهل العلم قال: ( إذا صلى الرجل على النبي

الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه

ذكر ابن القيم 39 فائدة للصلاة على النبي

1- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.
2- حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة.
3- يكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات.
4- أن يرفع له عشر درجات.
5- أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب العالمين.
6- أنها سبب لشفاعته

7- أنها سبب لغفران الذنوب.
8- أنها سبب لكفاية الله ما أهمه.
9- أنها سبب لقرب العبد منه

10- أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة الملائكة عليه.
11- أنها سبب لرد النبي

12- أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.
13- أنها سبب لنفي الفقر.
14- أنها تنفي عن العبد اسم ( البخيل ) إذا صلى عليه عند ذكره

15- أنها سبب لإلقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك.
16- أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.
17- أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه




18- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي

19- أنها سبب لدوام محبة الرسول

20- أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه

وفي حديث أوس : أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة ، فإن صلاتكم معروضة علي .
~ قلت :رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه ؛ وابن حبان في صحيحه ..ولفظه في موارد الظمآن للهيثمي:
باب ما جاء في يوم الجمعة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو كريب حدثنا حسين بن علي حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي.. قالوا: وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ أي بليت... فقال : إن الله جل وعلا حرم على الأرض أن تأكل أجسامنا .
وقال الألباني ( صحيح )
-وعن سليمان بن سحيم : رأيت النبي في النوم ، فقلت : يا رسول الله ، هؤلاء الذين يأتونك فيسلمون عليك ، أتفقه سلامهم ؟ قال : نعم وأرد عليهم .
~ قلت : اخرده البيهقي في شعب الإيمان :
*أخبرنا ابو عبد الله الحافظ وأبي سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني سويد بن سعيد حدثني أبن أبي الرجال عن سليمان بن سحيم قال رأيت النبي في النوم قلت يا رسول الله هؤلاء الذين يأتون فيسلمون عليك اتفقه سلامهم ؟ قال : نعم وأرد عليهم ...
-وعن ابن شهاب : بلغنا أن رسول الله قال : أكثروا من الصلاة علي في الليلة الزهراء ، واليوم الأزهر ، فإنهما يؤديان عنكم ، وإن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ، وما من مسلم يصلي علي إلا حملها ملك حتى يؤديها إلي ويسميه حتى إنه ليقول : إن فلاناً يقول كذا و كذا .
~قلت : أخرج المتقي الهندي في كنز العمال في الصلاة والسلام على خير الأنام يوم الجمعة وليلتها:
إذا كان يوم الجمعة وليلة الجمعة فأكثروا الصلاة علي.
(الشافعي) في المعرفة عن صفوان بن سليم مرسلا.
- أكثروا الصلاة علي في يوم الجمعة، فإنه ليس يصلي علي أحد يوم الجمعة إلا عرضت علي صلاته.
عن أبي مسعود الأنصاري.
- أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء (كذا ومر: الليلة الغراء واليوم الأزهر)، فإن صلاتكم تعرض علي.
عن أبي هريرة.
- إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي صلاة في الدنيا، من صلى علي في يوم الجمعة وليلة الجمعة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله في قبري كما تدخل عليكم الهدايا يخبرني من صلى علي باسمه ونسبه إلى عشيرته فأثبته عندي في صحيفة بيضاء.
(هب وابن عساكر) عن أنس.
- إن لله تعالى ملائكة خلقوا من النور لا يهبطون إلا ليلة الجمعة ويوم الجمعة بأيديهم أقلام من ذهب ودوي من فضة وقراطيس من نور لا يكتبون إلا الصلاة على النبي.
(الديلمي عن علي).
- من صلى علي يوم الجمعة كانت شفاعة له عندي يوم القيامة.
(الديلمي) عن عائشة.
- من صلى علي يوم الجمعة مائة مرة جاء يوم القيامة ومعه نور لو قسم النور بين الخلق كلهم لوسعهم.
(حل) عن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده.
- من صلى علي يوم الجمعة مائتي صلاة غفر له ذنب مائتي عام.
(الديلمي) عن أبي ذر.
- من صلى علي في يوم الجمعة وليلة الجمعة مائة من الصلاة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا ووكل الله بذلك ملكا يدخله قبري كما تدخل عليكم الهدايا إن علمي بعد موتي كعلمي في الحياة.
(الديلمي) عن حكامة عن أبيها عن عثمان بن دينار عن أخيه مالك بن دينار عن أنس.
-أكثروا الصلاة علي في الليلة الغراء واليوم الأزهر فإن صلاتكم تعرض علي.
(هب) عن أبي هريرة (عد) عن أنس (ص) عن الحسن وخالد بن معدان مرسلا.
- أكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة، وإن أحدا لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها.
(ه) عن أبي الدرداء.
- أكثروا من الصلاة علي في كل يوم جمعة فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة.
(هب) عن أبي أمامة.
- أكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن فعل ذلك كنت له شهيدا وشافعا يوم القيامة.
(هب) عن أنس.

إن محمد بن عبد الله هو إمام الأنبياء والصالحين وقدوة العلماء والناس أجمعين ، النبي المجتبى والحبيب المصطفى ماحي الخطايا جميل السجايا
الوافي بالعهود ، صاحب المقام المحمود ، واللواء المعقود
إذا قيل اسمه هلت الدموع السواكب وجاءت الفضائل والمحاسن من كل جانب
هو عنوان كل فضيلة
علم الأمة الصدق ودلها على الحق
أحيا القلوب وألف بينها
من شاهدهُ هابهُ ، ومن خالطه أحبه
طاب حيا وميتا عليه الصلاة والسلام
أقام الله به الميزان وأنزل عليه الوحيان وحطم به الأوثان والصلبان
تنام عيناه ولا ينام قلبه
قام بحق الله وطاعته أتم قيام فكان يصلي بالليل والناس نيام :
- لما أتتك ( قم الليل ) استجبت لها العين تغفو وأما القلب لم ينم
لا يتمثل الشيطان به فمن شاهده في المنام فقد شاهده كما هو عليه الصلاة والسلام
شهد بنبوته الثقلان والنبات والجماد والحيوان بل حتى الملائكة شهدوا بذلك عليهم السلام
عصم قلبه من الزيغ والهوى فما ضل أبدا وما غوى لأنه جاء بالوحي المبين الذي من تمسك به فقد اهتدى ( وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى )
علا في الكمال حتى بلغ الوسيلة وصعد في سلم الفضل حتى حاز كل فضيلة :
بلغ العلا بكماله
كشف الدجى بجماله
حسنت جميع خصاله
صلوا عليه وآله
هز بسيفه أعناق اليهود هزا لأن في قلوبهم تعظيم اللات والعزى
وجاء بتوحيد الله الواحد الأحد وكفى بذلك نعمة وفضلا وعزا
لقد أيده الله بالمعجزات والآيات البينات فمن ذلك :
أن الماء نبع من بين أصابعه وتزايد الطعام بين يديه وسبح الحصى بين يديه وصدق الله ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )
جذع النخلة حن إليه ويد الشاة المسمومة تحدثت إليه بل إن الجمل جاء عنده يشكو إليه قسوة صاحبه عليه فصلوات الله وسلامه عليه
إنه محمد بن عبد الله :
قال الله تعالى عن أخلاقه واصفا ومثنيا ( وإنك لعلى خلق عظيم ) :
والله ما حملت أنثى ولا وضعت كمثل أحمد من قاصي ولا داني
أيها الإخوة :
جاءت الأحاديث النبوية لأخلاقه صلى الله عليه وسلم موضحة ومبينة فاستمعوا إلى شيء من ذلك وفقكم الله لاتباع البينة :
لم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا
ولا صخابا بالأسواق
ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح
هو من أخشى الناس وأتقاهم لله وأعلمهم بحدود الله
سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم
يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه لأنه أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم
يحلب شاته ويخدم نفسه
أصدق الناس لهجة وأوفى الناس ذمة
يبدأ من لقيه بالسلام ولا يقطع على أحد حديثه ويقبل بوجهه على من يكلمه
يعطي كل جلسائه نصيبه
سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا عيّاب يتغافل عما لا يشتهي
وسع الناس بعطائه وخلقه
من أحسن الناس وجها وأحسنهم خَلقا وخُلقا
يجيب من دعاه ويقبل الهدية ويكافيء عليها
لا يدع أحدا يمشي خلفه ، ويخدم من خدمه تواضعا منه صلى الله عليه وسلم
كان يمازح أصحابه سقاهم الله من وبل السحابة ويخالطهم ويحادثهم ويبدأهم بالمصافحة ويكنيهم ويدعوهم بأحب أسمائهم ويتفقدهم
العطاء والصدقة أحب شيء إليه ، يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة لأنه ما سُئل عن شيء فقال لا
لقد عفا عمن هفا حتى أصاب الذهول عقل كل من عن الدين نأى
لا يزيد مع الأذى إلا تحملا ولا يزيد مع الجاهل إلا حلما فليس من أخلاقه الغضب والشدة والجفاء والحدة
أيها الأحبة:
كان نبينا صلى الله عليه وسلم
طويل الصمت ، قليل الضحك ، وكان لا يضحك إلا تبسما صلى الله عليه وسلم
يأتي ضعفاء المسلمين ويتفقدهم ويجالسهم ويشهد جنائزهم
لا يأتيه أحد إلا وعده وأنجز له
لم يكن وجهه وجه كذاب عليه الصلاة والسلام
من أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس
كان أبغض الخلق إليه الكذب
من أشد الناس حياء ومن أحسنهم تعليما وتوجيها وإقناعا
يحب الأطفال ويلاعبهم ويكنيهم ويسلم عليهم
يخفف الصلاة إذا سمع بكاء الطفل شفقة على أمه
سماه قومه بالأمين لما شاهدوا فيه من النزاهة والصدق والأمانة
يعظم النعمة وإن دقت ولا يذم شيئا
لقد عبد الله حق العبادة وبلغ في ذلك الغاية :
وإذا حلت الهداية قلبا نشطت في العبادة الأعضاء
أوذي في الله أشد الأذى وعودي أيما عدى وكان في ذلك كله محتسبا موقنا :
اتهموه بالباطل
ووصفوه بالجنون وقالوا كاهن
حاولوا قتله وآذوا قومه وسفهوا عقله واتهموا زوجته وأبعدوه عن وطنه وأهله واستهزئوا به وبما جاء به ، ومع ذلك كله كان يعفو ويصفح :
صفوح حليم لا يؤاخذ من جنى ولا هو من جان عليه بمقتص
صحيح بأن الفضل فيه مُجمّعٌ ومن عجب أن يجمع الفضل في شخص
إخواني : إن مما يبين مكانة نبينا صلى الله عليه وسلم /
أن الإيمان لا يكتمل إلا بمحبته
وأن العمل لا يقبل إلا إذا كان وفق سنته
ولا يقضى بين الناس يوم القيامة إلا بعد شفاعته فهو أول شافع وأول مشفع عليه الصلاة والسلام
أنزل الله عليه أفضل كتبه
وجعل أمته أفضل أمه
وأعطاه الحوض والشفاعة والوسيلة
وزكى قلبه ولسانه وعينه
بل إن الله جل وعلا جعل اسم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مضموما إلى اسمه تعالى عند الأذان وفي ذلك يقول حسان بن مثبت :
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
هو أول من يبعث يوم القيامة
وأول من يدخل الجنة صلوات الله وسلامه عليه
أقسم الله تعالى بحياة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولم يفعل ذلك لأحد من الناس قبله لا من الأنبياء ولا من دونهم فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين .
لقد حفت به عناية الله من كل جانب وأيده الله وثبته في النوائب وعصمه من كيد كل كائد فهو لا يحتاج إلى جنود وحماية من الناس لأن الله قال ( والله يعصمك من الناس)
إخوة العقيدة :
لقد صح الحديث عن نبيكم صلى الله عليه وسلم :
بأن من سمع بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن بما جاء به فقد حل به عذاب الله وغضبه فنشهدك يا الله أننا به مؤمنون وبما جاء به مصدقون ولسنته بعونك متبعون .
اسلكوا معه يا عباد الله حيثما سلك فإن سنته سفينة نوح من تخلف عنها هلك
لما عصاه عمه أبو لهب أنزل الله فيه ( تبت يدا أبي لهب وتب )
اعلموا وفقكم الله للهدى أن من أطاع النبي واستقام على الهدى كان آمنا يوم القيامة يوم الحساب والجزاء وسيدخل الجنة كما صح بذلك الحديث عن الهادي المصطفى
ومن عصاه واتبع هواه ولم تنفع فيه مواعظ الله فقد أحل بنفسه العذاب والعقاب وسوء الخاتمة والحساب ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الوهاب
( إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا )
اللهم اجعلنا منهم يا حي يا قيوم
أختم كلامي أيها الإخوة ببيان حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا وهي /
- الإيمان به .
- واتباعه .
- ومحبته .
- والدفاع عنه .
- وتبليغ دعوته .
- وتعظيم سنته .
- وإجلاله .
- والصلاة والسلام عليه .
اللهم صل على محمد ما تلي الكتاب ، وتلاحم السحاب
وصل على محمد ما غيث هطل ودمع من خشيتك نزل
وصل على محمد ما سجد الساجدون وطاف الطائفون
اللهم اجعلنا من أتباعه قولا وفعلا
واجمعنا به في جنات النعيم مع المؤمنين والصديقين والشهداء والصالحين يا حي يا قيوم .


[/align][/cell][/tabletext][/align]