رد: مشكلتي مع المدود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الحل أنا جربته عملياً سواءً في نفسي أو فيمن يحفظ القرآن عندي, يمكنك تجربته, وهو كالآتي:
أولاً: التدرب على إخراج الحروف من مخارجها بشكل جيد.
ثانياً: بالنسبة للألف المدّية والحروف المفتوحة لا أظن أن الذي يفتح فمه فتحاً معقولاً عند النطق بهما يحدث عنده خروج غنة. أنا جرّبت عملياً أنها تحدث حينما لا يتم فتح الفم فتحاً معقولاً؛ فإن بعض الناس يكاد يكون فمه مغلقاً عند القراْة, هذا الأمر يؤدي إلى خروج غنة.
ثالثاً: بالنسبة للواو المدية والحروف المضمومة: هناك بحث في علم التجويد اسمه "إتمام الحركات" يقول فيه الطِّيبي في أرجوزته: (وكل مضموم فلن يتمَّ إلا بضم الشفتين ضمّا), فلاحظت أن الإنسان إذا ضم شفتيه عند النطق بالواو أو الحرف المضموم أن الغنة ستختفي عنده؛ لأن الاعتماد إذا كان كلياً على الشفتين فإنه سيزيل الرهبة عند القارئ عند النطق بالواو المدية والحرف المضموم, هذه الرهبة لا تجعله يثق بشفتيه فلا يخرج الصوت منهما كاملاً بل يخرج جزء منه من الأنف.
أيضاً, بعض الناس يقع في خطإٍ آخر وهو أنه لا يضم شفتيه مع الحرف أو مع الواو, بل يتأخر ضم الشفتين عن النطق بالحرف المضموم أو الواو.
ولابد للإنسان أن يعرف كيفية الضم الصحيح للشفتين لئلا يُفْرِط أو يُفرِّّط, ويمكن معرفة ذلك عن طريق التلقي من أفواه المشايخ المتقنين, بعد ذلك يدرب نفسه عليه, ويختبر نفسه من حين لآخر بواسطة إغلاق أنفه بأصابعه وملاخظة الصوت هل تغير حين انغلق مخرج الغنة أم لم يتغير, وأيضاً يسمع المشايخ تلاوته ليتأكدوا من صحة نطقه, وعليه أن يمرن نفسه على التحكم بالشفتين ليضمهما وقتما يريد ويرجعهما وقت ما يريد من دون تأخر, وقد لا يتأتى هذا للمبتدئ بتطبيقه, وعليه فينبغي له أن يمرن نفسه عليه بالتدريج, فيتمرن عليه أثناء قراءته قراءة بطيئة تشبه قراءة الشيخ الحصري في ختمته المرتلة, ثم إذا نجح يحاول أن يسرّع قراءته بالتدريج حتى يتمكن من أداء ذلك عند قراءته بالحدر, ولا ييأس, بل يحاول مرات ومرات ويستعين بالله, ومن سار على الدرب وصل, أنا والله ما نطقت بحرف الضاد نطقاً صحيحاً إلا بعد حوالي ثلاثة أشهر.
رابعاً: الياء المدية والحروف المكسورة: قال الطيبي في أرجوزته: (وذو انخفاض بانخفاض للفمِ يتم والمفتوح بالفتح افهمِ) ويعني بالفم: الفك السفلي, فهي من إطلاق الكل وإرادة البعض, وأقول في الياء المدية والحروف المكسورة قريباً مما قلت في الواو المدية والحروف المضمومة, فالعمل متشابه.
وأسأل الله التوفيق للجميع , وأن يرزقنا تلاوة القرآن بإتقان, إنه ولي ذلك والقادر عليه.